الأحد 10 حزيران 2018

الأحد 10 حزيران 2018

10 حزيران 2018

 
الأحد 10 حزيران 2018
العدد 23
 
الأحد الثاني بعد العنصرة
 
اللَّحن الأوّل الإيوثينا الثانية
 
 
 
* 10: الشّهيدان ألكسندروس وأنطونينا، تذكار جامع للآباء الآثوسيّين، * 11: الرّسولان برثلماوس أحد الـ 12 وبرنابا أحد الـ 70، أيقونة بواجب الإستئهال، * 12: البارّ أنوفريوس المصريّ، بطرس الآثوسيّ، * 13: الشّهيدة أكيلينا، * 14: النبيّ أليشع، ميثوديوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة، * 15: النبيّ عاموس، البارّ إيرونيمس،
* 16: تيخن أسقف أماثوس.
 
 
الرّسل وصوم الرّسل والرّسوليّة
 
ها نحن في زمن صوم الرّسل. كلمة "ملاك" باللّغة العبريّة تعني "رسول". الرّسول هو ملاك الله أي ناقل كلمة الله ومشيئته للبشر. الرَّسول هو حامل المسيح في قلبه وكيانه قبل أن يحمله كلمة. هو ممتلئ بروح الرّبّ. إنّه إنسان "روحيّ" (1 كورنثوس 2: 15).
 
زمن الرّسل انتهى، لأنّ الرّسل هم الَّذين كانوا في تماسّ مباشر مع الرّبّ يسوع بالجسد، الَّذين رافقوه وعرفوه ولمسوه (راجع: رسالة يوحنّا الأولى 1: 1).
 
يوجد في الكنيسة من نسمّيهم "معادليّ الرّسل"، لأنّهم كانوا مبشّرين وأسّسوا كنائس ولكنّهم من زمن ما بعد الرّسل.
 
مارس الرّسل القدّيسون الأطهار الصّوم منذ البَداءَة (وبينما هم يخدمون الرّبّ ويصومون أعمال ٢:١٣) اقتداءً بالرّبّ يسوع المسيح. والكنيسة، بدورها، حافظت على الصّوم، فهو من ضمن تسليمها الشريف وإيمانها.
 
أمّا صوم الرّسل فهو أحد أصوام الكنيسة، وهو يبدأ بعد مرور أسبوع على عيد العنصرة.
 
نقرأ في قانون الرّسل القدّيسين: "إّنّكم، بعد تعييدكم عيد البنديكوستي، أي الخمسينيّ – العنصرة، عيّدوا سُّبّةً واحدة (أسبوعًا) وبعد تلك السّبّة صوموا لأنّه من الواجب أن نفرح مسرورين بالموهبة الممنوحة من الله (الرّوح القدس) ونصوم بعد فرحنا".
 
ويستشهد هذا القانون بأنبياء صاموا مثل موسى وإيليّا، وصوم الأسابيع الثلاثة التي صامها دانيال النبيّ، وصوم حنّة النبيّة، وصوم أهل نينوى وصوم أستير ويهوديت وداود الملك. فعلى مثال هؤلاء يجب أن يصوم المسيحيّون أيضًا، لذلك كتب الرّسل قائلين: "أنتم أيضًا، عندما تصومون، اطلبوا سؤالكم من لدن إلهنا".
 
فبعد تكريم الرّسل في المجمع المسكونيّ الأوّل، سنة ٣٢٥م، على أنّهم معّلمو العبادة الحسنة ورعاة المسكونة كّلها، دعا الآباء المجتمعون الصّوم: "صوم الرّسل"، وحدّدوا أنّه، بعد مرور عيد الخمسين بأسبوع واحد، يجب على المسيحيّين أن يصوموا عن اللحم والجبن وكلّ مشتقاتهما إلى يوم عيد الرسل في ٢٩ حزيران.
 
هذا المرسوم الرّسوليّ قد حفظه القدّيسون سابا المتقدّس، ويوحنّا الدمشقيّ، وثاودورس الستوديتيّ، وغيرهم من الآباء الأقدمين، كما أنّ القدّيسَين باسيليوس الكبير ويوحنّا الذهبيّ الفم يعلّمان بشكل كافٍ عن هذا الصوم، ويتمسّكان به.
 
ويذكّر القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، في إحدى عظاته على الرّوح القدس، أهل أنطاكية بهذا الصّوم المنسوب إلى الرّسل القدّيسين، ويحثّهم على المحافظة عليه وتطبيقه.
 
لم تنتهِ البشارة بعد زمن الرّسل لأنّ الكنيسة بطبيعتها "رسوليّة" (دستور الإيمان)، أي هي مبنيّة على إيمان الرّسل وبشاريّة. الرّوح الرّسوليّة هي روح الكنيسة لأنّ دور الكنيسة في هذا العالم أن تكرز بالملكوت الآتي وتكشفه في حياتها الآن. "اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (متّى 28: 19)؛ هذا ما يطلبه الرّبّ يسوع المسيح من الكنيسة في كلّ حين إلى أن يأتي "بمجد ليدين الأحياء والأموات" (دستور الإيمان).
 
أيّها الأحبّاء، رسالتنا المسيحيّة هي أن ننشر كلمة الإنجيل في العالم ليصير العالم مكانًا أفضل. علينا أن نترك روح الرّبّ القدّوس يقودنا. هو دليلنا إلى الخلاص وهو عربون خلاصنا بالمسيح بحسب قصد الله الآب. لا نستطيع أن نبشّر دون أن يكون فينا روح الرّبّ.

 
وروح الرّبّ لا يسكن فينا إلّا إذا آمنّا بالمسيح وأطعنا كلمته.
 
ولا نستطيع أن نؤمن بالمسيح ما لم يهبنا الرّوح القدس ذلك. ولا يهبنا الرّوح القدس الإيمان بيسوع ما لم يجتذبنا الله الآب. ولا يجتذبنا الله الآب ما لم نعرف هشاشتنا ومحدوديّتنا وعطبنا وحاجتنا أن نُخلَّص من قيود عبوديّة محبّة هذا العالَم.
 
"أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ" (يعقوب 4: 4) وأنّه "إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ" (1 يوحنّا 2: 15)؟
 
الرّسول حرّ، ونحن مدعوّون إلى الحرّيّة التي في المسيح لنستطيع أن نكون شهودًا له ورسلًا.
 
الطّريق إلى هذا كلّه هو التوبة... ومن استطاع أن يقبل فليقبل.
+ أنطونيوس
متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما
 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الأوّّل
 
إنّ الحجرَ لمّا خُتم من اليهود، وجسدَك الطاهر حُفظ من الجند، قمتَ في اليوم الثالثِ أيّها المخلّص مانحاً العالَمَ الحياة. لذلك، قوّاتُ السَّمَوات هتفوا إليك يا واهبَ الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلكِكَ، المجدُ لتدبيرِكَ يا مُحبَّ البشرِ وحدَك.
 
القنداق باللَّحن الثاني
 
يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرِضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطّلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.
 
 
الرِّسالَة