الأحد 22 نيسان 2018

الأحد 22 نيسان 2018

22 نيسان 2018



الأحد 22 نيسان 2018
العدد 16

أحد حاملات الطِّيب


اللَّحن الثَّاني        الإيوثينا الرَّابِعَة

*  22: ثاوذوروس السِّيقيّ، الرَّسول نثنائيل، * 23: العظيم في الشّهداء جاورجيوس اللّابس الظفر، * 24: البارّة أليصابات العجائبيّة، الشّهيد سابا، * 25: الرّسول مرقس الإنجيليّ، * 26: الشّهيد فاسيلافس أسقف أماسيّة، * 27: الشّهيد في الكهنة سمعان نسيب الرّبّ، * 28: التسعة المستشهَدون في كيزيكوس.

الموت والحياة

في البَدء الإنسان لا يموت. يقول سفر الحكمة "ليس الموت مِن صنع الله... لأنّه خلق الجميع للبقاء" (الحكمة 1: 13 و14)، ويُضيف: "إنّ الله خلق الإنسان خالداً وصنعه على صورة ذاته، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم" (الحكمة 2: 23 و24). كيف دخل الموت وساد؟ يجيب الرّسول بولس: "بخطيئة واحد (أي آدم) دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس" (رومية 5: 12).

إذاً، الخطيئة كانت سبباً للموت فجاءت النعمة بالإنسان الواحد يسوع المسيح لكي تُعطي الحياة. (راجع رومية 5: 15). بالعصيان دخل الموت إلى العالم. عن طريق تجسّد كلمة الله، جاء المسيح "لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويُعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كلّ حياتهم تحت العبوديّة" (عبرانيّين 2: 14 و15).

لماذا كلّ هذا التدبير الإلهيّ، تدبيرِ تجسّد المسيح وآلامه وموته وقيامته؟!

كان بمقدور الله، بدون تجسّده، أن يخلّص الإنسان من الموت ومن عبوديّة  الشيطان. لقد اختار الله الطريقة الأنسب لطبيعتنا وضعفنا والتي هي تجسّد كلمة الله وموته وقيامته. لقد سُلّم الإنسان بعدلٍ إلى سلطة الشيطان، وتفاقم الموت، وسُلّم الإنسان إلى الفساد الطبيعيّ. فلا بدّ لله من أن يحقّق عودة الجنس البشريّ إلى الحرّيّة والحياة أيضًا بعدلٍ. لقد تحرّك الله مبدع الحياة بدافع محبّته للبشر وبعدالة الصليب وقوّة القيامة ليحقّق الغلبة النهائيّة على الشرّ ويجدّد جنسَ البشر.
كان لا بدّ للشيطان من أن يُغلب من قبل الطبيعة التي غُلبت. لذلك لا بدّ من أن يوجد هناك إنسان بدون خطيئة. هذا ما كان، قبل مجيء المسيح، من المستحيلات. لذلك فإنّ ابن الله وكلمته الذي وحده بدون خطيئة يصير ابن الإنسان.

لم يُحبل به بالآثام ولم يُحمل به بالخطايا كما يشهد داود بقوله عن الإنسان البشريّ: "ها إنّه بالآثام حُبل بي وبالخطايا حملتني أمّي" (مز 50 أو 51 :5).

لو كان قد أتى من زرع بشريّ لما كان إنساناً جديداً ورئيساً لحياة جديدة جاعلاً الجسد ينبوعاً للتقديس. لذلك استطاع الرّبّ نفسه، بدافع محبّته للإنسان خليقته الساقطة، أن يعيد جبلته ويجدّدها ويمنحها بقيامته حياة أبديّة.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما



طروباريَّة القيامة باللَّحن الثاني

عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوَك جميعُ القوَّاتِ السَّماويّين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.

 
قنداق الفصح باللَّحن الثامن


ولَئِن كنتَ نزَلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلّا أنَّك درستَ قوَّة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الإله. وللنِّسوةِ حاملاتِ الطِّيبِ قلتَ افرحنَ، ولِرسُلِكَ وَهبتَ السَّلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.


الرِّسالَة
أع 6: 1-7


قُوَّتي وتسبِحَتي الربُّ، أدبًا أدّبني الربُّ
وإلى الموتِ لم يُسْلِمني



في تلك الأيّام، لمّا تكاثر التلاميذ، حدث تذمّرٌ من اليونانييّن على العبرانييّن بأنّ أرامِلَهُم كنّ يُهمَلن في الخدمة اليوميّة. فدعا الإثنا عشرَ جُمهورَ التلاميذِ وقالوا: لا يَحسُنُ أن نتركَ نحن كلمة الله ونخدُمَ الموائد، فانتخِبوا، أيّها الإخوةُ، منكم سبعةَ رجالٍ مشهودٍ لهم بالفضل، ممتلِئِين من الروح القدس والحكمة، فنُقيمَهُم على هذه الحاجة، ونواظِبُ نحن على الصلاة وخدمة الكلمة. فحَسُنَ هذا الكلامُ لدى جميعِ الجمهور، فاختارُوا استفانُسَ رجلاً ممتلِئاً من الإيمان والروح القدس، وفيلبّسَ وبروخورسَ ونيكانورَ وتيمُنَ وبَرمِناسَ ونيقولاوسَ دخيلاً أنطاكيّاً. ثُمَّ أقاموهم أمام الرُّسُل، فَصَلَّوا ووضَعُوا عليهِمُ الأيدي. وكانت كلمةُ الله تنمو وعددُ التلاميذ يتكاثَرُ في أورشليمَ جدًّا. وكان جمعٌ كثيرٌ من الكهنةِ يُطيعونَ الإيمان.

الإنجيل
مر 15: 43-47، 16: 1-8


في ذلكَ الزمان، جاءَ يوسفُ الذي من الرامة، مُشِيرٌ تقيٌّ، وكان هو أيضًا منتظراً ملكوتَ الله. فاجترأ ودخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع. فاستغرب بيلاطسُ أنَّه قد مات هكذا سريعاً، واستدعى قائدَ المِائة وسأله: هل له زمانٌ قد مات؟ ولمّا عرَف من القائد، وَهَبَ الجسدَ ليوسف. فاشترى كتّاناً وأنزلَهُ ولَفَّهُ في الكَتَّان، ووضعَهُ في قبرٍ كان منحوتاً في صخرةٍ،  ودحرج حجراً على باب القبر. وكانت مريمُ المجدليّةُ ومريمُ أمُّ يوسي تنظُران أين وُضِعَ. ولمّا انقَضَى السَّبْتُ، اشترَت مريمُ المجدليّةُ ومريمُ أمُّ يعقوبَ وسالومةُ حَنوطاً ليأتِينَ ويَدْهَنَّهُ. وبَكَّرْنَ جدّاً في أوّل الأسبوع وأتينَ القبر وقد طَلَعَتِ الشَّمس، وكُنَّ يَقُلنَ في ما بينهنّ: مَن يدحرجُ لنا الحجرَ عن باب القبر؟ فتطلّعن فرأيْنَ الحجرَ قد دُحرج لأنّه كان عظيماً جدًّا. فلمّا دخلن القبر رأين شابًّا جالساً عن اليمينِ لابساً حُلّةً بيضاءَ فانذهَلن. فقال لهنَّ: لا تنذهلنَ. أنتنّ تَطلبنَ يسوعَ النَّاصِرِيَّ المصلوب. قد قام. ليس هو ههُنا. هوذا الموضعُ الذي وضعوه فيه. فاذهبنَ وقُلنَ لتلاميذِه ولبطرسَ إنّه يسبِقُكُم إلى الجليل، هناك تَروْنَهُ كما قالَ لكم. فَخَرَجْنَ سريعاً وفَرَرْنَ من القبرِ وقد أخذَتْهُنَّ الرِّعدةُ والدَّهَش. ولم يَقُلنَ لأحدٍ شيئاً، لأنّهنَّ كُنَّ خائِفَات.

في الإنجيل

المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للّذين في القبور.

المسيح قام، الجميع يحبّون. ولكن قلائل يجرؤون أن يحبّوا غيرهم حبّاً أكبر من حبّهم لذاتهم. وهذا هو الحبّ الحقيقيّ. أن نجرؤ ونفضّل الآخر على ذواتنا. أن نحبّ هذا أمر طبيعيّ، ولكن أن نحبّ كما يريد الرّبّ فهذا يعني أن نتجرّأ ونحبّ حتّى لدرجة تعريض ذاتنا إلى التضحية بها.

حبّاً كهذا أحبّت النسوة حاملات الطّيب، اللّواتي تذكّرنا الكنيسة اليوم بعيدهنّ؛ فقد بكَّرنَ أوّل الأسبوع، أي صباح الأحد، مثل هذا اليوم الذي نحن فيه الآن. فبمجرّد انقضاء السبت، الذي لم يكنْ يسمح لهنّ فيه بالقيام بأيّ عمل، في اللّحظات الأولى من أوّل الأسبوع، انطلقن إلى القبر، إلى الرّبّ الذي خدمنه وأحببنه، ليطيّبنَه، غير خائفات أن يطلبنَ مَنْ حُكم عليه ووُضع على قبره حجر عظيم وحرّاس.
يصف الإنجيل النساء الحاملات الطّيب ويشدّد على جرأتهنّ وحبّهنّ الشديد ليسوع، فقد رافقنه في مسيرته التبشيريّة وخدمنَه وحملنَ الهموم معه لمّا كان اليهود يضطهدونه. ويذكر الإنجيل عدداً من النسوة حاملات الطيب، وأشهرهنّ مريم المجدليّة التي أخرج منها المسيح السبعة الشياطين والتي، بعد صعود المسيح، ذهبت إلى روما لتبشّر بقيامته من بين الأموات، ورفعت إلى طيباريوس القيصر الرّومانيّ جميع الأمور التي جرت مع المسيح من موته وقيامته وظهوره لها.

وكان يسوع يرتاح في بيتهنّ مثل مرتا ومريم. النساء بقين وفيّات حتى في مسيرة الآلام ووقفن عند الصليب.

إنّ المسيح سعى في رفع شأن المرأة، بل قدّسها وعزّز مكانتها في الملكوت، لقد تحرّرت المرأة في يسوع المسيح بعد أن كانت بحسب التقليد اليهوديّ متحفّظة ومتشدّدة.

والكنيسة اليوم غيّرت موقفها تجاه النساء، بعد أن كانت متأخّرة بسبب خضوعها للتقاليد والعقليّات السائدة عند شعوب كثيرة، فأُعطيت المرأةُ حقَّها في التبشير ونشر كلمة الإنجيل.

لذلك، إنجيل اليوم يُظهر لنا دور المرأة في نشر الكلمة الإلهيّة. وهذا هو دور كلّ امرأة، فهي الأمّ التي تربّي أطفالها وتعتني بهم حسب كلام الإنجيل، هي الزوجة التي تصون زوجها بكلمة الإنجيل، هي الأخت التي تحمي أخاها وتؤثّر عليه بكلمة الإنجيل. ما أعظمك أيّتها المرأة! كم أنت كبيرة في عين الرّبّ! فقد كلّلك بالمجد وجعلك مستودعاً له ليأخذ منك الجسد البشريّ الذي أعطاك إيّاه هو.

أيضًا من بين الذين أتَوا إلى القبر (يوم الجمعة لدفن جسد الرّب) كان رجلٌ مميّزٌ هو يوسف الذي من الرّامة، وما يميّزه أنّه عضو شريف في المجلس الدينيّ الأعلى الذي يرعى شؤون اليهود الدينيّة والأمور الطقسيّة.

ويبقى السؤال حول هذا الشخص: لماذا دخل بجرأةٍ على بيلاطس الحاكم وطلب جسد يسوع؟ وقد اُعطيَ جسدَ يسوع بكلّ سهولة، فقد كان هذا الرجل من الأعيان وعظماء الشعب وكان موالياً للرّومان ولحكمهم.

وكان أيضًا محبًّا ليسوع، فقد حضّر كلّ ما يلزم لدفنه وقد وضعه في قبره الذي أعدّه خصّيصاً له وقد نحته في الصخر. ويوسف هذا كان ينتظر خلاص إسرائيل كبقيّة اليهود في ذلك الزمان. مع أنّ إنجيل هذا اليوم هو إنجيل خاصّ للنساء يُظهر جرأتهنّ ومحبّتهنّ الشديدة ليسوع، بعد أن ترك الرجال أثراً سيّئاً، فالرّسل هربوا ولم يظهر أحد منهم. بطرس أنكر ويهوذا خان.

ويبقى السؤال: هل هذا هو موقف الرجال؟ لا، فيوسف الذي من الرّامة عوّض عن الرجال بأعماله هو ونيقوديموس.

لكن يطرح السؤال: ما هو الجديد في عيد الفصح اليوم؟
وما الذي تغيّر فيه عنه في الأعوام الماضية؟

الصليب هو الصليب والمصلوب هو المصلوب، والدم المهراق يقرَّب في كلّ حين.

ولكن، كيف نجعل العيد مميّزاً هذا العام، ليس كما كنّا أمس وما قبل، وما سنكون عليه غداً وما بعد الغد، ملتصقين بضعفاتنا ومشدودين لها؟ السؤال هو: كيف نجعل أعيادنا بهيّة؟

وكيف نحيا القيامة في حياتنا؟ كيف نجعلها عبوراً حقيقيّاً إلى حياة جديدة؟ كيف لنا أن نشترك بالعيد بثياب عتيقة لوّثتها الخطايا، وليست لنا توبة نشتري بها ثوباً جديداً، ثوب الفضيلة والوداعة والمحبّة؟

كيف ندخل الحياة الجديدة بثيابٍ بالية؟

يبدو الرّب يسوع، في أكثر الأحيان، مسجوناً في نفوسنا وعقولنا وقلوبنا وهمومنا ويأسنا، ولذلك نسأل أحياناً:

لماذا يسوع لا يغيّرنا ولا يتحرّك فينا ولا يتجلّى في حياتنا؟ والجواب هو:

لأنّ حجر خطايانا الثقيل يحجب نوره عنّا، ومهما حاولنا دحرجته عن صدورنا لن ننجح، لأنّ ثقل الخطايا وتكرارها يكبّلاننا ويجعلاننا عبيداً لها.

ولكن المهمّ أن نعترف بوجود الحجر الذي يرهق حياتنا الرّوحيّة؛

ولكي ننجح علينا أن نتعلّم من مسلك حاملات الطيب حين كنَّ في طريقهنّ إلى قبر السيّد وهنَّ يتساءلنَ: مَن يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟

ولكنّهنّ يتابعنَ المسيرة إلى الهدف دون أن يستسلمن لوجود هذا الحجر ويتركنَه يمنعهنّ أو يكون عائقاً بينهنّ وبين يسوع، وقد استعدَدْنَ بشراء طيب غالي الثمن ليكرّمنَ به يسوع. وهكذا، نحن أيضًا، إذا رغبنا في إزاحة حجر خطايانا الثقيل عن صدورنا، علينا أن نضحّي بشيء يكلّفنا غالياً ويحمل طابع التضحية.

يجب أن ندفع الثمن غالياً من شهواتنا وملذّاتنا وكلّ ما كان يأسرنا ويستعبدنا من خطايا، لأنّ الهدف والغاية أثمن بكثير من الثمن الذي نظنّه كبيراً وبالحقيقة هو تافه. فرؤية يسوع تستأهل منّا أن نتخلّى عن كلّ شيء مخالف لوصاياه، أن نتخلّى عن الكبرياء والأنانيّة المعشّشة فينا وعن روح الغضب والتسلّط.

إذا استطعنا أن نتخلّى عن كلّ ذلك،  وحملنا طيوب التوبة والمحبّة والتواضع معنا كلّ يوم، عندها يرسل الرّب ملاكه أمامنا ليزحزح من أمامنا كلّ العوائق ويعلن لنا قيامته.


في كلّ حين نحن بحاجة لزلزلة تُحدث فينا تغيّرًا جذريّاً يرفع عنّا حجر خطايانا ليشرق فينا نور المسيح القائم ويحطّم الظلمة التي فينا. المسيح قام من القبر مرّة وإلى الأبد.

نحن نعلن اليوم، يا أحبّائي، أنّ المسيح قام فينا لأنّنا تخلّينا عن ظلمة خطايانا. وهكذا تستمرّ مفاعيل القيامة فينا: إذا سلكنا بمقتضى حياة الإيمان والمحبّة وعشناها، وشملنا قريبنا بالحنان والعطف. فهكذا نقوم مع المسيح ونشهد لحقيقة قيامة المسيح، ويصبح حضور المسيح حقيقيّاً في حياتنا، وهكذا تصير أيّامنا كلّها عبوراً مستمرّاً من نور إلى نور حتّى نصل إلى الفرح الأبديّ.

وهناك نرى مع الملائكة المسيح ونقول: المسيح قام. حقّا قام الرّب.


أخبـــارنــــا

أمسيّة تراتيل لجوقة الأبرشيّة


ببركة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، تقدّم جوقة الأبرشيّة أمسيّة تراتيل "من الفصح إلى العنصرة"، وذلك يوم الأحد 29 نيسان 2018 الساعة السادسة مساءً، في كنيسة القدّيس نيقولاوس، حقل العزيمة - الضنّيّة.