الأحد 19 تشرين الثاني 2017

الأحد 19 تشرين الثاني 2017

19 تشرين الثاني 2017
 
 
الأحد 19 تشرين الثاني 2017    
 العدد 47
 
الأحد 24 بعد العنصرة
 
اللَّحن السابع        الإيوثينا الثانية
 
 
 
* 19: النبيّ عوبديا، الشّهيد برلعام، * 20: تقدمة عيد الدخول، غريغوريوس البانياسيّ، بروكلّس بطريرك القسطنطينيّة، * 21: عيد دخول سيّدتنا والدة الإله إلى الهيكل، * 22: الرسول فيليمون ورفقته، الشهيدة كيكيليا ومَن معها، * 23: أمفيلوخيوس أسقف إيقونيَّة، غريغوريوس أسقف أكراغندينون،  * 24: الشهيدان كليمنضوس بابا رومية، بطرس بطريرك الإسكندريّة، * 25: وداع عيد الدخول، كاترينا عروس المسيح، الشهيد مركوريوس. *
 
 
الشهادة
 
قال يسوع لبيلاطس: "جئتُ إلى العالم لكي أشهد للحقّ". فقال له بيلاطس: وما هو الحقّ؟ سؤال فلسفيّ كبير.
 
صمت يسوع ولم يتفوّه بكلمة (راجع يوحنّا 18: 37-38)، لكنّه قال في مكان آخر: "أنا هو الطريق والحقّ والحياة" (يوحنّا 14: 6).
 
الشهادة للحقّ تُعطي معنًى لحياة الإنسان. هنالك شهادة لحقيقة ما؛ هناك شهداء للإيمان بالله وهناك شهداء للوطن.
 
كلّ شهادة تتأصّل في المحبّة. معنى الحياة أن نتدرّب على المحبّة، أن نتعلّم كيف نحبّ.
 
"ليس من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبّائه" (يوحنّا 15: 13).
 
"هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة" (يوحنّا 3: 16).
 
وصيّة الرّبّ يسوع الأخيرة لتلاميذه كانت: "اذهبوا وتلمذوا كلَّ الأمم وعمّدوهم باسم الآب والاِبن والرّوح القدس، وعلّموهم جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدهر" (متّى 28: 19-20).
 
المعموديّة شهادة واعتراف بالمسيح ابن الله. هناك معموديّة بالماء من أجل التوبة، وهناك معموديّة

 بالرّوح القدس، وهناك، أيضًا، معموديّة بالدّم معموديّة الشّهداء للمسيح.
 
معموديّة بالروح لا تُعاد إنّما تتجدّد عن طريق التوبة والدموع.
 
الكنيسة عندنا اليوم مطروحة للشهادة في كلّ مكان، مطروحة للصلب وهي مرتاحة لذلك (كما ارتاح المسيح على الصليب).
 
سلطتها الوحيدة تعود إلى ربّها وليس إلى البشر. الشّهيد للمسيح يحيا من نعمة الربّ وليس من سلام الناس.
 
الشّهداء أحبّاء الله Théofiloi يتحلَّون بالصبر الطويل والصمود العظيم في المسيح ابن الله.
 
شهيد المسيح هو اليوم شاهدٌ وشهيد Martyr، يعيش في حضرة الله، يعاينه في قلبه النقيّ، يعترف به في كلّ مناسبة وبضعفه يستمدّ منه قوّة الصمود في محبّته وإيمانه وخلاصه.
 
طوبى للّذي يصمد في إيمانه في هذا الزمن الرديء. إنّه، في حياته كلّها، يبقى شاهداً للحقّ، شاهداً للمسيح الذي هو الحقّ. المال غرور والسّلطة باطلة أمّا الذي يتّقي الربّ فهو الذي يبقى إلى الأبد.
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروباريَّة القيامة باللَّحن السّابع
 
حطمتَ بصليبك الموتَ وفتحتَ للّصِّ الفردوس، وحوَّلتَ نَوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحاً العالَمَ الرحمةَ العظمى. 
قنداق دخول السيّدة إلى الهيكل باللَّحن الرّابع
 
إنّ الهيكلَ الكلّيّ النَّقاوة، هيكلَ المخلّص، البتولَ الخِدْرَ الجزيلَ الثَّمن، والكَنْزَ الطاهرَ لْمجدِ الله، اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّبِّ، وتُدخِلُ معَها النِّعمةَ التي بالرّوحِ الإلهيّ. فَلْتسَبِّحْها ملائكةُ الله، لأنّها هي المِظلَّةُ السَّماويّة.
 
الرِّسالَة
أف 2: 14-22
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه
قدّموا للربِّ يا أبناءَ الله
 
يا إخوةُ، إنَّ المسيحَ هو سلامُنا. هو جعلَ الاِثنينِ واحداً، ونقَضَ في جَسدِه حائطَ السِّياجِ الحاجزَ، أي العداوة، وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائِضِه ليخلُقَ الاِثنينِ في نفسِهِ إنساناً واحِداً جديداً بإجرائِه السلام، ويُصالِحَ كلَيْهما في جَسدٍ واحدٍ معَ الله في الصليبِ بقَتلهِ العداوةَ في نفسِه. فجاءَ وبشَّركم بالسلامِ البعيدِينَ منكُم والقريبين. لأنَّ بهِ لنا كِلَيْنا التوصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحد. فلستُم غرباءَ بعدُ ونُزلاءَ بل مواطِنُو القدِّيسينَ وأهلُ بيتِ الله. وقد بُنيتم على أساسِ الرُّسلِ والأنبياءِ. وحجرُ الزاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ الذي بِه يُنسَقُ البُنيان كُلُّهُ، فينمو هيكَلاً مقدَّساً في الربِّ، وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسكِنًا للهِ في الرُّوح.
 
الإنجيل
لو 12: 16-21 (لوقا 9) 
 
قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أَخصبَتْ أرضُهُ فَفكَّر في نفّسِه قائلاً: ماذا أصنع؟ فإنَّه ليْسَ لي موضِعٌ أَخزِنُ فيه أثماري. ثمَّ قال: أصنع هذا، أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ منها، وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غلاّتي وخيْراتي، وأقولُ لِنفسي: يا نْفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً، موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ فاستريحي وكُلي واشْربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلبُ نَفسُكَ منْكَ، فهذه التي أعدَدتَها لِمن تَكون؟ فهكذا مَنْ يدَّخِر لنفسِهِ ولا يستغني بالله. ولمَّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ أُذنانِ للسَّمْعِ فَلْيسْمَع.
 
في الإنجيل
 
كلّمتنا الكنيسة، في الآحاد الماضية، على "الموت"، وتكلّمنا، في هذا الأحد أيضًا، عليه. ولعلّها تريد أن تخبرنا: نخوض، منذ أيّام قليلة، الصّوم الأربعينيّ الميلاديّ، الذي نُهيِّئ به ذواتنا لاِستقبال الطفل الذي سيولد في المغارة؛ إنّه الإله الآتي ليخلّص الإنسان من الموت.
 
إذن، يسوع، إلهنا المتجسّد، قتل العداوة في نفسه وحطّم الجحيم وخلّصنا من براثن الشيطان، وأقام ابنة يايروس، وشفى نازفة الدّم من دائها بدافع محبّته للبشر. فلا سلطان للموت علينا.
 
لم يكن الغنى هو السبب في إقصاء الغنيّ عن أحضان إبراهيم، إنّما سوء استعمال هذا الغنى كما في الحدث الإنجيليّ اليوم أيضًا. لو استخدم هذا الغنيُّ الغبيّ هذه الخيراتِ كلَّها في مكانها الصحيح لَسَمِعَ من الرّبّ صوته القائل: "نِعِمّا لك أيّها العبد الأمين. كنت أميناً في القليل فسأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح ربّك"، بدل الصوت القائل: "يا جاهل، في هذه اللّيلة تطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتَها لمن تكون".
 
فلنصحُ ونتيقّظ قبل فوات الأوان، ونتُب عن أعمالنا الشرّيرة ونُهيِّئ مصابيحنا بالفضائل لكي نستحقّ سماع صوته العذب: "تعالَوا يا مبارَكي أبي رِثوا الملكوت المعدّ لكم منذ إنشاء العالم".
 
لماذا يدّخر الإنسان في حياته خيرات كثيرة ويخاف فقدانها؟ الجواب: لأنّه يخاف الموت ويفتكر بأنّه بهذا العمل مُحصَّنٌ ضدّ الموت، وذلك كلّه لعدم يقظته ممّا يخدعه. أمّا الإنسان الذي يدّخر من الله في حياته فهو مقبل في نهاية طريقه، لا محالة، إلى الملكوت.
 
لِنبْنِ هيكل النفس بمحبّتنا لإخوتنا. ولا ندّخر ما يهبنا إيّاه الله من نِعَمٍ حيث يُفسِد السوس والآكلة، بل لِنستعملْها لقداسة النفوس والأجساد معًا. آمين.
 
أين يولد المسيح؟ 
 
دخلنا، منذ أيّام، في مرحلة أربعينيّة تحضّرنا فيها الكنيسة لاستقبال ذكرى ميلاد المسيح. والذكرى في كنيستنا ليست تذكّرًا بل استحضارٌ. ألا نقول في الطروباريّة التي تنهي صلاة السَّحر: "اليوم صار الخلاص للعالم..."؟ نقول هذا لأنّ الحياة الطقسيّة تختصر الزمن لتضعنا جميعًا في زمن آخر هو زمن القيامة. هذه هي الأهمّيّة الأساسيّة للّيتورجيا: أن نذوق بها طعم حياة أخرى. مسؤوليّة الكنيسة في العالم هي أن تمدّ هذا الزمن الخاصّ، الذي يتجلّى في اللّيتورجيا، إلى حياتنا اليوميّة. لذلك نقول: اليوم، يوم خلاصنا! من هنا أنّ كلامنا على الميلاد ليس كلامًا على الماضي بل هو كلام على الحاضر.
 
وإذا ما استرجعنا النصّ الإنجيليّ، وخاصّة المقطع الذي يروي زيارة المجوس، نجد على لسانهم التساؤل التالي: أين يولد المسيح؟ وُلد المسيح في مزود، ووجده المجوس في "بيت" عاديّ دلّتهم عليه النجمة من السماء. لا قصور، ولا فخفخة، ولا تزاحم لكبار القوم. تعرّف المجوس على موقع الطفل المولود بإلهام وتدخّل إلهيَّين. احتضنت الطبيعة، والبساطة، ومحبّة مريم، وتفاني يوسف، والنّور السماويّ هذا التنازل الفائق الطبيعة كإعلان واضح لما تكون عليه القربى من السيّد.
 
ماذا لو سأَلَنا اليوم أحدٌ يفتّش عن الإيمان (والمجوس الحيارى في العالم اليوم كثر): أين يولد المسيح؟ هل نقول له: في قلوبنا؟ في بيوتنا؟ في رعايانا؟ في كنائسنا؟ في الكنيسة الجامعة؟ ليس القصد من السؤال تحدِّيًا لأحد. لكنّ القصد هو وضع أنفسنا، كأشخاص وكجماعة، على محكّ مصداقيّتنا تجاه السيّد. وتتفرّع من هذا السؤال أسئلة عديدة نطرحها للتأمّل حيالها في هذه الفترة من التحضير للميلاد.
 
ماذا عن تواضع المغارة وبساطتها؟ هو حاضر طبعًا عند المفتقرين إلى الله في أعماقهم. لكن أين هو الموقع المنظور الذي يمكن أن ننادي إليه المجوس الجدد قائلين: "تعالَ وانظر"؟ حتّى هيرودس (ولغاية في نفسه) فتّش ليَهْدي المجوس إلى الطريق. أين هي طريق مغارة السيّد اليوم؟ أين، وكيف، ومتى ستلمع ليدلّ عليها النجم، ويراها المفتّشون عن الله اليوم؟ هل فكّرنا يومًا في حضورنا في العالم وفي ما إذا كان حقًّا مرآة لمغارة السيّد؟
 
ماذا عن المحبّة الملتفّة حول السيّد في المزود؟ هذه المحبّة ظاهرة طبعًا في تفانينا في الخدمات التي نقدّمها في عدد من الميادين. لكن أين وحدة "العائلة" التي نؤلّف؟ ماذا يدلّ عليها عمليًّا في حياتنا؟ في تعاضد يتعدّى حدود البيت، والرعيّة، والأبرشيّة؟ في منطق خدمة تكون فيه الرئاسة للمخدوم وليس للخادم؟ في تكامل يقول فيه كلّ منّا: ليس لنا يا ربّ بل لاسمك أعطِ المجد؟
 
ماذا عن تفاني يوسف كخادم لمشيئة الربّ لا يقيم لنفسه حسابًا؟ هو لا شكّ قائم في قلوب قلّة ماهت بين الفقير والمحتاج والمعذّب، من جهة، والسيّد من جهة أخرى، وهي تخدم بصمت كبير. لكن، أليس العالم بحاجة إلى أن يشعر أنّنا، كأفراد وكجماعة، ننقل له محبّة العليّ؟ ألسنا بحاجة لأن ننقص نحن ويكبر هو، من خلال خدمتنا للعالم ليمجّد العالم من نحن نعمل لمجد اسمه؟ ألسنا بحاجة لنتحوّل، كيوسف، شركاء مريم في المحافظة على "الصبيّ"، أكان في الهيكل، أو في مصر، أو على الصليب؟ هل نحن فعلاً كذلك؟
 
إن لم تقضّ هذه الأسئلة مضاجعنا، كمؤمنين، وكخدّام، فلا فائدة من أن نرنّم "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرّة". ترنيمنا سيبقى متحفيًّا، طقسنا سيبقى مسرحيًّا، إذا لم تشرق النجمة فوق بيوتنا وكنائسنا وتدلَّ على أنّ المسيح وُلِد هنا، ويولد كلّ يوم.
 
أخبارنا
وضع حجر الأساس لبيت العائلة والشباب
 
 
بحضور راعي الأبرشيّة سيادة المطران أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام وبركته، تمَّ وضع حجر الأساس لمركز "بيت العائلة والشّباب"، وذلك يوم الأربعاء الواقع فيه 18/10/2017 الساعة 12 ظهراً. أُقيمت صلاة للمناسبة، بعدها تمَّ رشّ قواعد البناء بالماء المقدَّس، وبوشِرَ بصبّ أساسات المبنى، الذي يقع مقابل دير مار يعقوب – ددّه. يُشَيَّد المبنى وهو على نفقة أحد أبنائنا المؤمنين، الذي رغب بالتبرُّع لمشروع يخدُم الإنسان ويكون مخصّصاً لأعمال الرّحمة والمحبّة المسيحيّة، وذلك لأجل راحة نفوس الرّاقدين من أهله. نسأل الله أن يبارك هذا الابن الروحيّ مع عائلته، وأن يريح نفوس عبيده الرّاقدين.
طوبى لمن يحبّ جمال بيتك يا ربّ 
 
برعاية صاحب السّيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاِحترام وحضوره، تتشرّف لجنة بناء كنيسة القدّيس أنطونيوس الكبير - مشروع حقل العزيمة السكنيّ- بطرّام - بدعوتكم لحضور حفل وضع حجر الأساس للكنيسة، وذلك يوم السبت الواقع فيه 25 تشرين الثاني 2017 عند الساعة الثالثة من بعد الظهر.
دير سيّدة الناطور- أنفه: عيد دخول السيّدة إلى الهيكل 
 
ببركة صاحب السّيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) ورعايته، ولمناسبة عيد دخول السيّدة إلى الهيكل، تقام صلاة غروب العيد يوم الإثنين الواقع فيه 20/11/2017 الساعة الخامسة مساءً في كنيسة دخول السيّدة في دير الناطور. كما يُحتفل بالقدّاس الإلهيّ يوم الثلاثاء الواقع فيه 21/11/2017 الساعة التاسعة والنصف صباحاً.