الأحد 27 آب 2017
27 آب 2017
الأحد 27 آب 2017
العدد 35
الأحد 12 بعد العنصرة
اللَّحن الثالث الإيوثينا الأولى
* 27: البارّ بيمن، الشّهيد فانوريوس، * 28: البارّ موسى الحبشيّ، * 29: قطع رأس يوحنّا المعمدان (صوم)، * 30: القدِّيسون ألكسندروس ويوحنَّا وبولس الجديد بطاركة القسطنطينيّة، * 31: تذكار وضع زنَّار والدة الإله، * 1: ابتداء السنة الكنسيَّة، البارّ سمعان العموديّ، النبيّ يشوع بن نون، الشّهيد إيثالا، كاليستي ورفيقاتها، * 2: الشّهيد ماما، يوحنَّا الصَّائم بطريرك القسطنطينيّة.
سرّ الزواج المقدّس
العائلة المسيحيّة كنيسة صغيرة. الرّباط الزوجيّ رباط مقدّس ليس مجرّد علاقة جنسيّة. من هنا أيضًا أهمّيّة تثقيف العائلة، الأهل والأولاد، وتنشئتهم روحيًّا وتربويًّا.
لقد بات الإعداد الزوجيّ قبل الزواج أمراً ملحًّا. كذلك المتابعة بعد الزواج، ومواكبة الأزواج في حياتهم اليوميّة، وذلك تحت ضغط التحدّيات التي يفرضها علينا العصر.
من هنا ضرورة وجود رعاة ملتزمين وناضجين روحيًّا وثقافيًّا، قادرين على إعطاء الإرشاد الصحيح.
ومن العوامل الضاغطة في هذا العصر:
أوّلاً: وسائل التواصل الإجتماعيّ التي سهّلت كثيراً التعارف بين الناس، إلّا أنّ هذا التعارف ليس دائماً بهدف صالح. لذلك سبّبت هذه الوسائل الكثير من الخلافات الزوجيّة التي وصلت أحياناً إلى الطلاق. أضف إلى ذلك أنّ هذه الوسائل فتحت الباب للزواج عن بعد، وهو أمرٌ غير مقبول.
ثانياً: الأزمة الاِقتصاديّة، المجتمع الاِستهلاكيّ، اضطرار المرأة أن تعمل.
ثالثاً: تأثير عادات الاِغتراب، وعدم التمسّك بتراثنا وتقليدنا الشرقيّين المسيحيّين.
رابعاً: التسرّع، في كثير من الأحيان، في موضوع الخطبة.
خامساً: غياب الرعاية الزوجيّة قبل الزواج وبعده.
سادساً: الزواج المختلط الذي يؤدّي، في كثير من الأحيان، إلى خلافات متوارثة.
أين العلاج لكلّ ذلك؟ قلنا إنّنا بحاجة إلى رعاة مدربّين تدريباً مناسباً وافيًا لمرافقة الزوجين قبل الزواج وبعده. هناك اقتراح هامّ بإنشاء لجنة، رابطة أو شبكة network، يمكن أن تكون هي نفسها اللّجنة المختصّة بالإعداد الزوجيّ، مهمّتها تبادل الخبرات والدراسات المستجدّة، يكون لها برنامج مشترك مع سائر الأبرشيّات بإشراف المجمع المقدّس. لا بدّ من أن يكون أعضاؤها مدرّبين من النواحي: القانونيّة والطبّيّة والروحيّة والاِجتماعيّة والثقافيّة والنفسيّة...
أيّها الأحبّاء، الأمانة الزوجيّة ليست سهلة في هذا "الجيل الفاسق الشرّير". الإخلاص يأتي أوّلاً بالاِلتزام بالمبادئ المسيحيّة وبالتمسّك بالممارسة الكنسيّة. علينا تجنّب المعاشرات الرديئة أو المغرية.
بلا صلاة، بلا إله لا يبقى من حرمة لأيّ زواج.
الأطفال دائماً ضحايا الطّلاق وهم يتأثّرون حتماً في سلامتهم النفسيّة. الخمرة الجيّدة التي يذوقها الزوجان ليست في بَداءَة زواجهما بل في نهاية حياتهما إذا بقيا محافظين على الأمانة حتّى النفَس الأخير.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثَّالِث
لِتَفْرَحِ السَّمَاوِيَّات، وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضِيَّات، لِأَنَّ الرَّبَّ صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وَوَطِئَ الْمَوْتَ بالْمَوْتِ، وَصَارَ بِكْرَ الأَمْوَات، وَأَنْقَذَنَا مِنْ جَوْفِ الْجَحِيمِ، وَمَنَحَ العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.
قنداق ميلاد السيّدة باللحن الرّابع
إنّ يواكيم وحنَّة قد أُطلقا من عار العقر، وآدمَ وحوَّاءَ قد أُعتقا من فساد الموت، بمولدكِ المقدَّس أيّتها الطاهرة. فله أيضاً يعيّد شعبُكِ، إذ قد تَخلَّص من وْصمة الزلاَّت، صارخاً نحوكِ: العاقر تلدُ والدةَ الإلهِ المغذِّيةَ حياتَنا.
الرِّسالَة
1 كو 15: 1-11
رتِّلوا لإلهنا رتّلوا يا جميعَ الأممِ صفِقّوا بالأيادي
يا إخوةُ، أعرِّفُكم بالإنجيلِ الذي بشرَّتُكم بهِ وقَبِلتُموهُ وأنتمُ قائمون فيهِ، وبهِ أيضاً تَخلُصون إن حافظتم على الكلام الذي بشَّرتُكم بهِ، إلّا أن تكونوا قد آمنتم باطلاً. فإنّي قد سلَّمتُ إليكم أوّلاً ما تَسلّمته، وهو أنَّ المسيحَ ماتَ من أجلِ خطايانا على ما في الكتب، وأنَّه قُبِرَ وأنَّهُ قامَ في اليومِ الثالثِ على ما في الكُتب، وأنَّهُ تراءَى لصَفا ثمَّ للاِثنَي عَشَر، ثمَّ تراءَى لأكثرَ من خمسمِائة أخٍ دفعَةً واحِدةً أكثَرُهم باقٍ إلى الآن وبعضُهم قد رقدوا. ثمَّ تَراءى ليعقوبَ ثمَّ لجميع الرسل، وآخِرَ الكُلِ تَراءى لي أنا أيضاً كأنَّهُ للسِّقط، لأنّي أنا أصغَرُ الرسُلِ ولستُ أهلاً لأنْ أُسمَّى رسولاً لأنّي اضطهدتُ كنيسةَ الله، لكنّي بنعمةِ الله أنا ما أنا. ونعمتُهُ المعطاةُ لي لم تكن باطِلةً، بل تعبتُ أكثرَ من جميعهم، ولكن لا أنا بل نعمةُ اللهِ التي معي. فسَواءٌ أَكنتُ أنا أم أولئكَ، هكذا نكرِزُ وهكذا آمنتُم.
الإنجيل
متّى 19: 16-26 (متّى 12)
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ شابٌّ وجثا له قائلاً: أيُّها المعلّمُ الصالحُ ماذا أعملُ مِنَ الصلاح لتكونَ لي الحياةُ الأبديَّة؟ فقال لهُ: لماذا تدعوني صالحاً وما صالحٌ إلَّا واحدٌ وهُوَ الله. ولكِنْ إنْ كنت تريد أن تدخُلَ الحياة فاحْفَظِ الوصايا. فقال لهُ: أيَّةَ وصايا. قال يسوع: لا تقتُلْ، لا تزنِ، لا تسرِقْ، لا تشَهدْ بالزور، أكرِمْ أباك وأمَّك، أحبِب قريبَك كنفسِك. قال لهُ الشابُّ: كلُّ هذا قد حفِظتُهُ منذ صبائي، فماذا يَنقُصُني بعدُ؟ قال لهُ يسوعُ: إنْ كنتَ تريد أنْ تكونَ كامِلاً فاذْهَبْ وبِعْ كلَّ شيءٍ لك وأعْطِهِ للمساكين فيكونَ لك كنزٌ في السماءِ وتعالَ اتبعني. فلَّما سمع الشابُّ هذا الكلامَ مضى حزيناً لأنَّه كان ذا مالٍ كثير. فقال يسوع لتلاميذهِ: الحقَّ أقول لكم إنَّهُ يعسُرُ على الغنيِّ دخولُ ملكوتِ السماوات. وأيضاً أقول لكم إنَّ مُرورَ الجَمَلِ من ثَقْبِ الإبرةِ لأسْهلُ من دخولِ غنيٍّ ملكوتَ السماوات. فلَّما سمع تلاميذهُ بُهتوا جدًّا وقالوا: مَن يستطيع إذَنْ أن يخلُصَ؟ فنظر يسوعُ إليهم وقال لهم: أمَّا عندَ الناسِ فلا يُستطاعُ هذا، وأمَّا عند اللهِ فكلُّ شيءٍ مُستطاعٌ.
في الإنجيل
الحوار الذي دار بين الربّ يسوع والشابّ يصلحُ أن يكون حواراً بين الربّ وبين كلِّ واحد منَّا، أو بين الربّ وبين الكنيسة، وهو يكشف لنا أموراً كثيرة هامّة، ويرسم لنا الطريق الذي يجب أن نسلكه لنصل إلى الحياة الأبديّة، والكمال المسيحيّ.
في هذا الحوار الصريح يظهرُ أنْ لا حياةَ أبديّةً للإنسان بعيداً عن الله وبدون عملِ الصلاح، وأنَّ الله هو مصدر كلّ صلاح، كما نذكر في القدّاس الإلهيّ "لأنَّ كلّ عطيّة صالحة وكلّ موهبة كاملة هما منحدرتان من العلوّ من لدنك يا أبا الأنوار"، إذ هو الصّالح الوحيد، بطبيعته. بولس الرّسول يؤكّد أنّنا "نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها" (أف 2: 10)، وهذا ما يعطي مبرّراً لوجودنا وحياتنا.
لا يقبل الربّ منَّا مجرَّد الكلام دون العيش، لذلك علينا أن نجتهد ونجاهد في تطبيقِ وصايا الربّ.
لقد نسي معظمنا الوصايا العشر التي وردت في الكتاب المقدّس - العهد القديم، وجمال هذا المقطع الإنجيليّ أنّه يذكِّرنا بوصايا إلهنا المنسيّة.
الربُّ بنفسه هنا يذكِّرنا بها ويعدِّد بعضاً منها: "لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمّك، وأَحِبَّ قريبك كنفسك".
نلاحظ أنَّ جوهر تلك الوصايا هو محبّتنا لله وللقريب، والتي ينبثق منها كلُّ شيء. فمن يحبّ الربّ، لا يحلف باسمه، ولا يجدّف عليه ولا يشتم، ومن يحبَّ القريب لا يستَطِع أن يكذب عليه أو يسرقه أو يخونه أو يغتابه، لا يحسده ولا يظلمه، لا يطمع فيه ولا يستغلّه، لا يقتله برصاصة أو كلمة، لا يدمِّره بل يبنيه. من اقتنى محبّة الله والقريب يُكرّم والديه ويخدمهما بفرحٍ كبير، سيَّما في سنّ الشّيخوخة وخريف العمر، ويهتمّ بالمسكين والغريب، ويعتني بالفقراء والمهمَّشين، ويُنصِف المستضعَفين والمظلومين.
هكذا يجب أن نتصرَّف بنُبلٍ نحن معشر المسيحيّين، إن أردنا أن تكون لنا الحياة الأبديّة.
أمّا من ابتغى الكمال فعليه أن يتخلّى عن كلّ تعلُّقٍ أرضيّ يتَّكل عليه، سيَّما المال، لينطلق حرّاً نحو الله.
وقد حدَّد الربّ جهة توزيع الأموال بشكلٍ لا يحتمل التأويل، وقال للشابّ صراحةً: وزِّع أموالك على الفقراء والمحتاجين. وفي هذا درسٌ وعبرةٌ لنا، فلا الكنائس ولا الهياكل الحجريّة ولا الأوقاف كانت يوماً هاجس الربّ؛ وحدَهم الفقراء والمساكين، المرضى والمعذَّبُون كانوا دوماً في ضمير الربّ، وهكذا ينبغي أن يكونوا في وجدان الكنيسة ومجالس رعاياها.
من يقرأ هذا المقطع بهدوء، لا بدَّ له من أن يسمع صوت عتاب الربّ لنا جميعاً، نحن المهتمِّين بإفراطٍ ببناء الكنائس الضخمة والأوقاف والمؤسّسات، بينما ينتشر الفقراء في رعايانا، من مختلف الأشكال والألوان: منهم من يعيشون في بيوت مهترئة، ومنهم من ليس في جيبه ثمن الطعام أو الدواء، ومنهم مَن أطفاله خارج مدارسنا لأن لا مقدرة لهم على دفع الأقساط، ومنهم مرضى السرطان الذين لا طاقة لهم على استكمال مصاريف العلاج.
وإن أصغينا إلى ما وراء الكلمات التي قالها الربّ للشابّ، فإنّنا سنسمعه يقول لنا: أعيدوا النظر جذريّاً في جهة صرف المال في الكنيسة. أيّها الأحبّاء، لا يريد الربّ كنيسةً غنيّةً بالمال والسلطة، بل كنيسةً غنيَّةً بالفقر والتواضع والبساطة، غنيَّةً بالمحبّة والرحمة.
وإذا كان الغنيّ العاديّ يعسر دخوله إلى ملكوت السّموات، فماذا تكون حال الكنيسة إن اغتنت بالمال والسلطة والممتلكات؟!
همـومٌ
في هذه الأيّام التي نعيشُها ومن رحمِ الأوجاع، أي من نفسٍ تتألّم لكلِّ ما يجري من حولنا، لا بدَّ من صرخةٍ نابعةٍ من وجعِ الأهواءِ والآلامِ التي تعصفُ بِنا. همومُ إنسانيّةٍ تبحث عن خلاصٍ في عتمةِ الخطيئة وظُلمةِ النفس. ما سيأتي ليس صورة تشاؤميّة، ولحظة استسلام! "لا"..
لكن ماذا ينفع الكلام المُنمّق ونحنُ غائبونَ عن الواقع؟!
لنَصرخنَّ مع القدّيس أفرام السريانيّ ونقولَنَّ: "أيّها الرّب مخلّصي! لماذا تخلّيت عنّي؟ ارحمني يا محبَّ البَشر وحدَك.
خلّصني أنا الخاطئ، أنتَ أيُّها العادمُ الخطيئةَ وحدَكَ".
نحنُ في عصرٍ كثرَ فيهِ الكلامُ وقلَّ فيهِ الفعلُ؛ نحن في عصرٍ كلّ واحدٍ منّا أصبحَ فيه ناقداً وغيوراً على غيرهِ أكثرَ من أصحابِ البيت؛ نحنُ في عصرٍ باتت فيه إدانةَ الآخرين والإشارة إليهم بالإصبعِ أسهل من إِدانةِ النَّفس، "أُحكمْ يا أخي على نفسكَ، قبلَ أن يحكموا عليك" يقول القدّيس مكاريوس الكبير. نحنُ في عصرٍ ما عاد بإمكانِنا فيه أن نقول.."لا" على أيِّ شيءٍ، وكأنَّ الحقيقة تماهَت وأضحى كلٌّ منّا لديه الحقّ في كلِّ ما يقولُه أو يفعلهُ.
نحنُ في عصرٍ أصبحت فيه المحافظة على الثوابت من شبهِ المستحيل!
كلّ ما حوالينا سهلٌ والخطيئةُ أضحَت مُوضةً، والشّيطان يُحاربنا بفكرِ اليمينِ وفكرِ اليسارِ وأضحينا ألعوبةً بين يديه.
قد يقولُ قائل: لماذا تضعون دائماً الحقَّ على الشيطان؟ لمن يريد أن يعرفَ الشيطان، هو مختلقُ الشُّرورِ والفِتن، هو من يُجمِّلُ الخطيئة، والذي يُوسْوِسُ في العقلِ واللّجوج، هو من يريد أن يغيِّر خليقةَ الله ويُدَنّس الأفكار ويتحكَّم في العقولِ الصغيرةِ والضعيفةِ "فَاخْضَعُوا للهِ.
قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ" (يع ٧:٤).
أنظروا إلى أين أوصَلنا. لقد أبعدَ الإنسانَ عن الهدَف الذي من أجلهِ تألّم المسيح ومات وقام "لِمَاذَا أَغَاظُونِي بِمَنْحُوتَاتِهِمْ، بِأَبَاطِيلَ غَرِيبَةٍ؟" (إرمياء ١٩:٨)؟
هذا ما نراه في العالمِ اليوم! خلقَ اُلمساواة بيَن كلِّ البَشر مهما اختلف دينهم ولونهم وعرقهم، وهذا حسَنٌ، لكنّها مساواةٌ ناقصة، ينقصها الكثير من الحبّ والتضحية والصّدق.
زرعَ الأحقادَ في النُّفوسِ وأوهمَ العالمَ بأنّ السلامَ يأتي من المجالسِ وليسَ من اللّه، فنرى حكّام العالم ألاعيب بين يديه وكم من الكذب والوعود غير الصّادقة متفشّية هنا وهناك، فينطبق قول الرّب عليهم: "أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا.
ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ.
مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ" (يو٤٤:٨)، أيضاً، "يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَاعَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟" (أع ١٠:١٣).
وكمّ من الظّلم يُمارس هؤلاء "فَانْظُرُوا إِلَى نُفُوسِكُمْ. لأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَتُجْلَدُونَ فِي مَجَامِعَ، وَتُوقَفُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ، مِنْ أَجْلِي، شَهَادَةً لَهُمْ" (مر٩:١٣).
أَلهَى الناس بكلّ شيء، حتى أنّهُ أفشلَ مُؤسسة الزّواج الذي هو مكرَّمٌ عند الله.
ما عاد الإنسان يراعي "حُسْنَ السِّيرَةِ وَلاَ طَهَارَةَ الزَّوَاجِ فَيَقْتُلُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ بِالاِغْتِيَالِ وَيُمِضُّهُ بِالفَاحِشَةِ“ الحكمة(٢٤:١٤)، وأضحى العرس حفلاً بائساً فيه الكثيرِ من البذخِ وقليلٌ من الحبِّ.
خلقَ لهم الهمَّ الذي يتآكل الإنسان ويقضُم حياته ويُودي به الى الإنتحار، كما خلق لهم الرفاهيةَ الكاذبةَ وما عادَ بإمكانِ الإنسان التراجعُ عنها. أبعد عنّا بساطةَ العيشِ فأضحَت حياتنا خانقةً.
محا السعادةَ عن الوجوهِ وصارَ الإنسانُ كإحدى البهائم كما يقول المزمور (٢٠:٤٩) ”إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ“، فأضحى مُبرمجاً وعبداً للمالِ والسلطةِ والشهوةِ والجنسِ.
يا أيّتها الإنسانيّة التائهة ويا أيّها الشّعب الوادُّ المسيح، إنّ شراك العدوّ مدهونة بالعسَل، فالذي ينجذب بحلاوة العسل تصطادهُ الأشراك ويمتلئ من كلِّ نوع من الويلات!! (القدّيس أفرام السريانيّ).
لا نيأسنَّ لأن هذه هي صنّارة العدوّ لكي يخدعَ الناس بها. لنَجتَنيَنَّ الفضائل هنا، "لأَنَّهُ مَنْ يَعْرِفُ مَا هُوَ خَيْرٌ لِلإِنْسَانِ فِي الْحَيَاةِ، مُدَّةَ أَيَّامِ حَيَاةِ بَاطِلِهِ الَّتِي يَقْضِيهَا كَالظِّلِّ؟ لأَنَّهُ مَنْ يُخْبِرُ الإِنْسَانَ بِمَا يَكُونُ بَعْدَهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟سفر الجامعة (١٢:٦).
لماذا نجلبُ سخط الله علينا؟
"فَإِنَّكُمْ لَمْ تُبَاعُوا لِلأُمَمِ لِهَلاَكِكُمْ وَلكِنْ بِمَا أَنَّكُمْ أَسْخَطْتُمُ اللهَ قَدْ أُسْلِمْتُمْ إِلَى أَعْدَائِكُمْ "(سفر باروخ ٦:٤).
أخبارنا
عيد القدّيس ماما في رعيّة كفرصارون
برعاية صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، تحتفل رعيّة كفرصارون بعيد شفيع البلدة القدّيس ماما الشّهيد، وذلك بإقامة صلاة الغروب والخمس خبزات والقمح والخمر والزيت عند السّاعة السّادسة والنصف من مساء الجمعة الواقع فيه 1 أيلول 2017.
ونهار السبت 2 أيلول، يَترأَّس سيادته صلاة السّحر عند السّاعة 8.30 صباحًا، يليها القدّاس الإلهيّ.