أحد الشعانين

أحد الشعانين

09 نيسان 2017

الأحد 9 نيسان 2017 
العدد 15
أحد الشَّعَانِين المقدَّس
 
* 9: الشّهيد آفبسيشيوس، رفائيل ونيقولاوس وإيريني (ميتيليني) ، * 10: الإثنين العظيم، ترانتيوس ويومبيوس ورفاقهما، * 11: الثلاثاء العظيم، الشّهيد أنتيباس أسقف برغامس، * 12: الأربعاء العظيم، باسيليوس المعترف، أكاكيوس الآثوسيّ، * 13: الخميس العظيم، مرتينوس المعترف بابا رومية، * 14: الجمعة العظيم، أريسترخس وبوذس وتروفيمس وهم من الرُّسل السَّبعين، * 15: سبت النّور، الشهيد كريسكس.
 
الأسبوع العظيم
يبدأ بأحد الشعانين "في الطريق انفرد بالإثنيّ عشر وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم وسيسلم ابن الإنسان إلى رؤساء الكهنة ومعلّمي الشريعة فيحكمون عليه بالموت ويسلّمونه إلى حكّام غرباء فيستهزئون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه وبعد ثلاثة أيّام يقوم" (مرقس 10: 33-34). يدخل يسوع إلى آلامه بفرح! متواضعاً راكباً على جحش، والجموع تصرخ "مبارك الآتي باسم الربّ، أوصنّا في الأعالي". هوشعنا أي ألله يخلّص؛ فقد اعترفوا علناً بأنّه المسيح المنتظر.
الأيّام الأولى الثلاثة تذكّرنا بانتظار العريس "ها هوذا الختن (أي العريس) يأتي في نصف اللّيل فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظاً...". التشديد هنا على اليقظة كما في مثل العذارى: اسهروا (مرقس 13: 32-33).
 
في الإثنين العظيم ذكر للتينة اليابسة أي النفس العقيمة التي لم تثمر، وليوسف العفيف مثال الأمانة (تكوين 39: 4). الثلاثاء العظيم يحضّنا على اليقظة وفيه نقرأ مثل العذارى العاقلات والجاهلات. الزيت رمز للإيمان والأعمال والعذارى نفوس ساهرة وعاملة. الأربعاء العظيم يرسم لنا صورة الاِمرأة الخاطئة "يا ربّ إنّ المرأة التي سقطت في خطايا كثيرة..." كتبتها القدّيسة كاسياني التي اختارت أن تبقى عروساً للربّ فهربت واختبأت في أحد الأديرة معتبرة نفسها كالزانية التي تابت بدموع كثيرة. يقابلها يهوذا الغاشّ الذي باع الذي لا ثمن له: "رديء هو التهاون وعظيمة هي التوبة".
 
في يوم الخميس العظيم ندخل في سرّ الفصح. يتضمّن هذا اليوم عشاء الربّ الأخير، الغسل الشريف وخيانة يهوذا. العشاء السرّي يستدعي ذبح الحمل المسيح على الصليب، وهو يظهر محبّة الربّ القصوى. الغسل يظهر التواضع الأقصى، وتسليم يهوذا للسيّد يظهر سرّ الأثم.
 
يوم الجمعة العظيم عندنا خدمة الآلام، ويقودنا إلى الجلجلة "اليوم علّق على خشبة..."، وفيه تتلى الساعات الملوكيّة بدل القدّاس. تضعنا هذه الخدمة أمام صليب المسيح نتأمّله طويلاً رمزاً لعالم الخطيئة والظلمة وفي صلاة الغروب، بعدها، نطوف بالنعش "ابيتافيون" ونرتّل "إنّ يوسف المتّقي أحدر جسدك الطاهر من العود...".
نهار السبت العظيم "يصمت كلّ جسد بشري... ولا يفتكر في نفسه فكراً أرضيّاً": التوبة هي التي تمكّننا وحدها من التأهّب لاِستقبال الفصح العظيم. في السّحر (الجمعة مساءً) التقاريظ تتلى أمام موت المسيح وقبره، ثمّ تأتي ترتيلة "إنّ موسى العظيم... لمّا سبت بالجسد بواسطة سرّ التدبير الصائر بالموت..."، لكنّ الموت أُميت والحزن يتحوّل إلى فرح. هذا معنى السبت العظيم: في نزول الربّ يسوع إلى الجحيم جابَه موتنا كلّه وانتصر عليه بمحبّته العظمى.
 
في القدّاس الإلهيّ الرسالة هي للمعموديّة. بعدها مباشرة "قم يا الله..." وأثناء ترتيلها ينثر الكاهن ورق الغار. الفرح يفاجئ الكلّ.
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 
طروباريَّة الشَّعَانين باللَّحن الأوَّل
أيُّها المسيحُ الإله، لـمَّا أقَمتَ لعازَرَ مِنْ بينِ الأمواتِ قَبْلَ آلامِكَ، حَقَّقْتَ القِيامَةَ العامَّة. لذلِكَ، وَنَحْنُ كالأطفالِ، نَحْمِلُ علاماتِ الغَلَبَةِ والظَّفَرِ صارِخِينَ نحوكَ يا غالِبَ الموت: أوصَنَّا في الأعالي، مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ.
 
قنداق أحد الشَّعَانِين باللَّحن السَّادِس
يَا مَنْ هُوَ جَالِسٌ على العَرْشِ في السَّماء، وراكِبٌ جَحْشًا على الأرض، تَقَبَّلْ تَسابيحَ الملائِكَةِ وتماجِيدَ الأطفال، هاتِفينَ إليكَ: أَيُّها المسيحُ الإله، مبارَكٌ أنتَ الآتي، لِتُعِيدَ آدَمَ ثانِيَةً.
 
الرِّسَالَة
فيليبِّي 4: 4-9
مُبَارَكٌ الآتِي باسْمِ الرَّبّ
إِعْتَرِفُوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالِحٌ وإنَّ إِلى الأبَدِ رَحْمَتَهُ
 
يا إخوةُ، افرَحُوا في الرَّبِّ كلَّ حينٍ وأَقولُ أيضًا اِفرَحُوا، وليَظْهَرْ حِلْمُكُم لجميعِ النَّاسِ، فإنَّ الرَّبَّ قَرِيبٌ. لا تَهْتَمُّوا البَتَّةَ بَلْ في كلِّ شيءٍ فلتَكُنْ طَلِبَاتُكُم مَعْلُومَةً لدى اللهِ بالصَّلاةِ والتَّضَرُّعِ مع الشُّكْرِ. وليَحْفَظْ سلامُ اللهِ الَّذي يَفُوقُ كُلَّ عقلٍ قلوبَكُم وبصائِـرَكُم في يسوعَ المسيح. وبَعْدُ، أَيُّها الإخوةُ، مهما يَكُنْ مِنْ حَقٍّ ومهما يَكُنْ من عَفَافٍ، ومهما يَكُنْ من عَدْلٍ، ومهما يَكُنْ من طَهَارَةٍ، ومهما يَكُنْ من صِفَةٍ مُحَبَّبَةٍ، ومهما يَكُنْ من حُسْنِ صيتٍ، إِنْ تَكُنْ فَضِيلَةٌ، وإِنْ يَكُنْ مَدْحٌ، ففي هذه افتَكِرُوا. وما تَعَلَّمْتُمُوهُ وتَسَلَّمْتُمُوهُ وسَمِعْتُمُوهُ ورَأَيْتُمُوهُ فِيَّ فَبِهَذا اعْمَلُوا. وإِلَهُ السَّلامِ يكونُ معكُم.
 
الإنجيل
يو 12: 1-18
قبلَ الفصحِ بستَّةِ أيَّامٍ، أَتَى يسوعُ إلى بيتَ عَنْيَا حيثُ كانَ لَعَازَرُ الَّذي ماتَ فأَقَامَهُ يسوعُ من بينِ الأموات. فصَنَعُوا لهُ هناكَ عشاءً، وكانت مرتا تخدِمُ وكان لَعَازَرُ أَحَدَ الـمُتَّكِئِينَ معه. أَمَّا مريمُ فَأَخَذَتْ رَطْلَ طيبٍ من نارَدِينٍ خالِصٍ كثيرِ الثَّمَنِ ودَهنَتْ قَدَمَيْ يسوعَ ومَسَحَتْ قدمَيْهِ بشعرِها، فامْتَلأَ البيتُ من رائِحَةِ الطِّيب. فقالَ أَحَدُ تلاميذِه، وهو يهوذا بنُ سمعانَ الإسخريوطيُّ، الَّذي كانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ: لِمَ لَمْ يُبَعْ هذا الطِّيبُ بثلاثِمئةِ دينارٍ ويُعْطَ للمَساكين؟ وإنَّما قالَ هذا لا اهتمامًا منهُ بالمساكينِ بل لأنَّهُ كانَ سارِقًا، وكانَ الصُّنْدُوقُ عِندَهُ، وكانَ يحمِلُ ما يُلْقَى فيه. فقالَ يسوعُ: دَعْهَا، إنَّما حَفِظَتْهُ ليومِ دَفْنِي. فإنَّ المساكينَ هم عندَكُمْ في كلِّ حينٍ وأمَّا أنا فلستُ عندَكُمْ في كلِّ حين. وعَلِمَ جمعٌ كثيرٌ من اليَهُودِ أنَّ يسوعَ هناكَ فجاؤوا، لا مِنْ أَجْلِ يسوعَ فقط، بل لِيَنْظُرُوا، أيضًا، لَعَازَرَ الَّذي أقامَهُ من بينِ الأموات. فَتَآمَرَ رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ أنْ يَقْتُلُوا لَعَازَرَ أيضًا، لأنَّ كثيرين من اليهودِ كانوا بسبَبِهِ يذهبونَ فيؤمِنُونَ بيسوع. وفي الغَدِ، لـمَّا سَمِعَ الجَمْعُ الكثيرُ، الَّذينَ جاؤُوا إلى العيدِ، أنَّ يسوعَ آتٍ إلى أورشليمَ، أَخَذُوا سَعَفَ النَّخْلِ وخرَجُوا للقائِهِ وهم يصرُخُونَ قائِلِينَ: هُوشَعْنَا، مُبَارَكٌ الآتي باسمِ الرِّبِّ ملكُ إسرائيل. وإِنَّ يسوعَ وَجَدَ جَحْشًا فَرَكِبَهُ كما هوَ مَكتوبٌ: لا تخافي يا ابنةَ صِهْيَوْن، ها إِنَّ مَلِكَكِ يأتيكِ راكِبًا على جحشٍ ابنِ أَتان. وهذه الأشياءُ لم يَفْهَمْهَا تلامِيذُهُ أوَّلًا، ولكن، لـمَّا مُجِّدَ يسوعُ، حينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أنَّ هذهِ إنَّما كُتِبَتْ عنهُ، وأنَّهُمْ عَمِلُوها لهُ. وكانَ الجمعُ، الَّذينَ كانوا معهُ حين نادَى لَعَازَرَ من القبرِ وأقامَهُ من بين الأمواتِ، يَشْهَدُونَ لهُ. ومن أجلِ هذا استقبَلَهُ الجَمْعُ لأنَّهُم سَمِعُوا بأنَّهُ قد صَنَعَ هذهِ الآيَة.
 
في الإنجيل
"هوشعنا مبارك الآتي باسم الربّ" (مزمور 118: 26).
في ختام الصّوم الكبير تحتفل الكنيسة بدخول السيّد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفويّة الشعب والأطفال. من خلال هذا الاِحتفال تبيّنت ملامح ملوكيّته في جوهرها التي أشركَنا فيها بالمعموديّة ومسحة الميرون. في مسيرة الصّوم والصّلاة والتّوبة وعمل الإحسان يُفترَض بنا أن نكون قد جدّدنا رسالتنا الملوكيّة القائمة على إحلال السلام والمحبّة والعدالة.
 
يسوع يدخل أورشليم لآخر مرّة ليشارك في عيد الفصح اليهوديّ، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكلّ المرّات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: "أوصنّا لاِبن داود، مبارك الآتي باسم الربّ أوصنّا في الأعالي" (متّى 21: 9).
 
دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من أجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني أنّه أسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.
 
نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سَعَف النخل وأغصان الزيتون، ونسير، كباراً وصغاراً، مع جموع المؤمنين رافعين الصلوات والتراتيل في زيّاح الشعانين والتي تتميّز بالفرح والتواضع والمحبّة، لنعيش فرح الشعانين، الفرح الحقيقيّ الروحيّ الذي سعى إليه يسوع طوال حياته التبشيريّة، فما علينا سوى أن تتأمّل بمعاني ورموز هذا العيد الذي يُدخلنا مباشرة آلام يسوع وموته وقيامته في المعاني والرّموز:
 
أورشليم: هذا الاِسم مكوَّن من قسمين: (أور) وتعني بلاد أو منطقة (شليم) ومعناها السلام. وهي ترمز إلى أورشليم السماويّة مسكن الله مع الناس.
 
هوشعنا: معناها (هَبِ الخلاص) أو (أَعطنا الخلاص)، وقد استعملها شعب العهد القديم كصرخة واستغاثة للملك (2 صم 14: 4)، وتطلق هنا للمسيح على أنّه الملك الذي يأتي باسم الربّ ليخلّصنا.
 
الجحش: يرمز إلى السلام والتواضع والوداعة. فهو وسيلة نقلٍ استعملها يسوع بعكس الملوك الذين يأتون راكبين على فرس أو حصان رمزاً للعظمة والقوّة والبطش.
أغصان النخل: ترمز إلى الاِنتصار، وهذا الشّعار يرفعه الكثيرون من المنتصرين بالأيدي على شكل 7؛ هو مأخوذ من شكل ورق النخل، ويسوع هو الملك المنتصر على الخطيئة والموت.
 
أغصان الزيتون: ترمز إلى السلام. وهي هكذا منذ أن حملت الحمامة ورقة زيتون خضراء إلى نوح (تكوين 8: 11) مبشّرة إيّاه بأنّ الطوفان قد انتهى وعادت الأرض موطئاً للسكن وعاد السلام بين الأرض والسماء. ومع يسوع نحملها لنحيّي المسيح باعتباره ملك السلام ورئيس السلام (إشعيا 9: 6) وهو مانح السلام الذي قال: "سلامي أعطيكم، سلامي أترك لكم" (يو 14: 27).
 
الشمعة: الشمعة المضاءة ترمز إلى كلمة الله التي تنير خطانا في مسيرتنا معه على دروب أورشليم (ملكوته)، والزينة التي نضعها عليها ترمز إلى الأعمال الصالحة التي هي نتيجة سماعنا لكلمة الله. "طوبى للّذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها" (لوقا 8: 21).
 
من هذه المعاني والرموز التي نعيشها في هذا العيد، نحن مدعوّون، بحسب القدّيس بولس الرّسول، إلى أن نزداد بكلّ فهم ومعرفة ونعيش بحياتنا هذه الرمزيّة. فلا نستحيي بأن نسير بخشوع في زيّاح الشعانين وأن نحمل بأيدينا سَعَف النخل والزيتون هاتفين "هوشعنا" وطالبين من الربّ يسوع أن يمنحنا السلام والاِنتصار على ضعفنا البشريّ، منيراً ضمائرنا بنور كلمته. ومن أطفالنا نأخذ العبرة متذكّرين كلام الربّ يسوع "إن لم تعودوا كالأطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (متّى 18: 3). والسُّبح لله دائماً.
 
صِفاتُ المسيحيّةِ وَوُعُودُها
للقدّّيس نكتاريوس العجائبيّّ
 
لَيست المسيحيّةُ نظامًا فلسفيًّا، ولا هِيَ تعتمدُ على الإمكاناتِ المعرفيّةِ للإنسان، بل تعتمدُ، بالأحرى، على إرادتِه وأحاسيسِه. ذلكَ أنّ قضيّتَها المبدئيّةَ ليست تثقيفَ الرّوح، بل إعادةُ تكوين القَلب. لهذا، لا تكتفي المسيحيّةُ بأن يعرفَ المؤمنونَ مبادئها النظريّة، بل تطلبُ منهم تطبيقَها. المعرفةُ المطلوبةُ مِن أجلِ تَقَبُّلِ المبادئ والنظريّاتِ الإلهيّة والمُخَلِّصة، يجبُ أن تتآزَرَ معَ الإرادةِ لكي تصلَ إلى حَيِّزِ التّطبيقِ في حياةِ الإنسان.
ليستِ المسيحيّةُ سِوى كَشْفٍ إلهيٍّ في العالَم. لذلك تُريدُ مِن أتباعِها أن يصيرُوا قدّيسِينَ وكامِلِين، لكي يُشَكِّلُوا جميعًا جسدًا واحدًا، وَهُوَ الكنيسة، بِرَأسٍ واحدٍ، هُوَ رَبُّنا يَسُوعُ المسيح.
 
لماذا تطلبُ المسيحيّة الإنسانَ بكاملِ كيانِه؟ لأنَّها تُريدُ أن تُعيدَ وِلادتَهُ، وجبلتَه، إنسانًا جديدًا، وأن تُفَعِّلَ داخلَهُ مَسْلَكِيَّةً خُلُقيّةً جديدة.
قد يقولُ قائلٌ: ولكنَّ المسيحيّةَ تستخدمُ الفلسفة. فنَرُدُّ: نعم، تستخدمها لكي تكشفَ الحقائقَ الّتي تَفُوقُ الفلسفةَ سُمُوًّا. فَرِسالتُها هِيَ أن تَقُودَ الإنسانَ إلى طريقِ الخلاص، بواسطةِ تقديسِ سِيرَتِهِ على هذه الأرض.
 
مِن هُنا، فإنَّ المسيحيّةَ تُوصِي بأنْ يتصالحَ الإنسانُ مع الله، وَتسعى إلى إظهارِ صُورَتِهِ وَمِثالِهِ فيه، وإلى رَفْعِهِ إلى السَّماء. هِيَ تَسعى إلى إحضارِ مَلَكُوتِ السَّماواتِ إلى الأرض. تسعى إلى السَّلامِ بِوَفْرة، وإلى الأُلْفَةِ بينَ الأُمَم، وإلى انتشارِ السّعادة السَّلامِيّةِ بينَ البَشَر.
 
هذه هِيَ مبادئُ المسيحيّةِ الّتي على أساسِها تَقُومُ رِسالَتُها في العالَم. وأتباعُها الحقيقيّونَ ليسوا أولئكَ الّذين يَقبَلُونَ المسيحيّةَ بالكلامِ فقط، فيما يُخالِفونَ مبادئها عمليًّا، بل هم الّذينَ يَقبَلُونَ مبادئها بِالقَولِ والفعلِ معًا وينظِّمونَ حياتَهم ونمطَ عيشِهم على أساسِ الوَصايا الإلهيّة. وهذا ما يؤكِّدُهُ قَولُ الرَّبّ: "ليسَ كُلُّ مَن يَقُولُ لِي يا رَبُّ يا رَبُّ يَدخلُ ملكوتَ السّماوات، بلِ الّذي يَفعلُ إرادةَ أبي الّذي في السَّماوات" (مت 21:7).
 
_x000C_أخبـــارنــــا
برنامج صلوات الأسبوع العظيم المقدَّس لسيادة راعي الأبرشيَّة
 
* الأحد: صلاة الخَتَن الأُولى في كنيسة مار سمعان – فيع، الساعة السادسة مساءً.
 
* الإثنين: القدَّاس البروجيزماني في دير القدِّيس جاورجيوس الكفر – أميون، السَّاعة العاشرة قبل الظهر. ثمّ صلاة الختن الثَّانية في كنيسة النبيّ الياس - المنية الساعة السادسة مساءً.
 
* الثّلاثاء: القدَّاس البروجيزماني في دير رقاد السَّيِّدة – بكفتين، السّاعة العاشرة قبل الظهر. ثمّ صلاة الختن الثّالثة في كنيسة القدّيس جاورجيوس بشمزّين- الساعة السادسة مساءً.
 
* الأربعاء: القدَّاس البروجيزماني السّاعة العاشرة قبل الظهر في دير الشَّفيعة الحارَّة- بدبَّا. ثم صلاة تقديس الزَّيت في رعيَّة مار جرجس – كفرحبو، السّاعة الخامسة والنصف مساءً.
 
* الخميس: غسل الموائد وقدّاس القدّيس باسيليوس الكبير في كنيسة القدِّيس جاورجيوس- أنفه، السّاعة الثّامنة صباحًا. ثمَّ خدمة الآلام في كنيسة القدِّيسَين سرجيوس وباخوس- كوسبا الساعة السَّابعة مساءً.
 
* الجمعة: السَّاعات الملوكيَّة وإنزال المصلوب في دير مار يعقوب – ددّه، السّاعة الثّامنة صباحًا. ثمّ خدمة جنَّاز المسيح في كاتدرائيّة القيامة - كفرعقّا الساعة الرابعة والنصف عصراً.
 
* سبت النُّور: قدَّاس سبت النُّور السّاعة العاشِرَة قبل الظهر، في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس – الميناء.
 
* أحد الفصح المقدَّس: قدَّاس العيد في كاتدرائيَّة القدِّيس جاورجيوس- طرابلس، السّاعة الخامسة صباحًا (الهجمة)، ثمّ صلاة السَّحَر فالقدَّاس الإلهيّ.
* إثنين الباعوث: سواعي الفصح والقدَّاس الإلهيّ في دير سيِّدة البلمند البطريركيّ، السَّاعة الثَّامنة والنّصف صباحًا.