الأحد 1 أيّار 2016

الأحد 1 أيّار 2016

01 أيار 2016
 
الأحد 1 أيّار 2016              
العدد 18
 
أحد الفصح العظيم المقدّس
 
* 1: أحد االفصح العظيم المقدّس، * 2: إثنين الباعوث، نقل جسد القدّيس أثناسيوس الكبير، * 3: الشهيدان تيموثاوس ومفرة، * 4: الشهيدة بيلاجيا، البارّ إيلاريوس العجائبيّ، * 5: الشهيدة إيريني، الشهيد أفرام الجديد، * 6: ينبوع الحياة، الصدِّيق أيّوب الكثير الجهاد. * 7: علامة الصليب التي ظهرت في أورشليم.
 
"أنا هو القيامة والحياة"
 
قالها يسوع لمرتا أخت لعازر قبل أن يرفعوا الحجر عن باب القبر ويقيم أخاها من بين الأموات.
 
ثم أردف: "من آمن بي ولو مات فسيحيا، ومن كان حيّاً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد" (يوحنا : 11: 25-26).
 
هنا حركة جدليّة بين الحاضر والمستقبل "كان وكائن  وسيكون" (رؤيا 4: 8)، حركة بين الماضي والحاضر المحقق والزمن الأخرويّ.
 
وفي موضع آخر يقول الربّ يسوع: "من آمن بي وبالذي أرسلني فله الحياة الأبديّة ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24). بالنسبة للمؤمن يُصبح الموت رقاداً بل عبوراً إلى الحياة الأبديّة، يصبح فصحاً.
 
هنا يتحدّث عن القيامة التي تحصل في حياتنا ههنا، في الإيمان به. هذه القيامة يذكرها بولس الرسول ويقول إنّها تحدث في سرّ المعموديّة: "دفنّا معه في موته بالمعموديّة لنحيا نحن ايضًا حياة جديدة" (رومية 6: 4). نعمة القيامة مغروسة في أعماق القلب منذ المعموديّة يقول القدّيس ذياذوخس فوتيكيس، منذ المعموديّة هي زرع إلهيّ semence divine، طاقة إلهيّة كامنة énergie potentielle تنتظر، بداعي حرّيّتنا، خطوة أولى لكي تتفعّل في حياتنا وتصبح طاقة فاعلة énergie cinétique "كالبنزين" في السيّارة ينتظر سائقها لكي بالمفتاح يشغّلها وتسير.
عند الإنسان المجاهد المحبّ للمسيح، يقول القدّيس باسيليوس، تفعل هذه النعمة في كلّ اعضائنا، عندما نتناول الجسد والدم، حتّى أطرف الحواسّ، فتصبح نظراتنا نظرات المسيح وفكرنا فكرَ المسيح.... هذه هي القيامة الأولى أو بالأحرى تذوّق سابق للقيامة العامّة.
 
*        *       *
 
يسوع وحده هو النور والحقّ والحياة. هذا النور يرتسم علينا سلوكاً مفرحاً، لطفاً وتواضعاً. القيامة المترجمة في المؤمن هي الحياة كلّها.
 
الروحانيّة المسيحيّة روحانيّة فصحيّة. آلام المسيح ليست مطرحاً للحزن بل مطرح الفرح. لقد قال الربّ يسوع لتلاميذه قبل آلامه: "الحقّ الحقّ أقول لكم إنّكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون ولكنّ حزنكم يتحوّل إلى فرح" (يوحنّا 16: 20).
 
سرّ قيامة المسيح إلهنا نودّ أن يتمّ فينا. إن دخلنا، على شبه آلام المسيح، في قبر التواضع والتوبة يدخل في جسدنا كما في قبر، ولدى اتّحاده بنفوسنا ينهضها كونها مائتة بالحقيقة. ويؤهّلنا نحن القائمين هكذا معه إلى رؤية مجد قيامته السرّيّة.
قيامة المسيح هي قيامتنا نحن الواقعين في الخطيئة.
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
*        *       *
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الخامس
المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للَّذين في القبور.
 
الايباكويي (الطاعة) باللَّحن الرابع
 
سَبَقَتِ الصُبحَ اللواتي كنَّ مع مريم، فوجدْنَ الحجَرَ مُدحْرجاً عَن القَبْرِ، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائلاً لهنَّ: لِمَ تَطلُبْنَ مع الموتى كإنسانٍ الذي هُوَ في النورِ الأزليّ؟ أُنْظرنَ لفائفَ الأكفانِ وأَسرِعْنَ واكْرِزْنَ للعالَم بأنَّ الربَّ قَدْ قامَ وأماتَ الموتَ، لأنَّه ابنُ اللهِ المخلِّصُ جنسَ البشر.
القنداق  باللَّحن الثامن
ولَئِن كنتَ نزلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلّا أنَّك درستَ قوَّة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسُلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
 
الرِّسالَة
أع 1: 1-8
 
هذا هُوَ اليَوْمُ الذي صَنَعَهُ الربّ. فَلْنتهللْ ونَفْرَحْ بِهِ 
اعْتَرِفُوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالحٌ وإنَّ إلى الأبدِ رَحْمَتَهُ 
 
إنّي قد أنشأتُ الكلامَ الأوّلَ يا ثاوفيلُس في جميع الأمورِ التي ابتدأ يسوع يعملها ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الذي صَعِدَ فيهِ من بعدِ أن أوصى بالروح القدُسِ الرسلَ الذينَ اصطفاهم، الذين أراهُمْ أيضاً نفسَهُ حيًّا، بَعْدَ تألُّمهِ، ببراهينَ كثيرةٍ وهو يتراءَى لهم مدَّةَ أربعينَ يوماً ويُكلِّمُهُم بما يختصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مجتمعٌ معهم أوصاهم أن لا تبرحوا من أورشليمَ بل انتظروا موعِدَ الآب الذي سمعتموهُ منّي، فإنَّ يوحنّا عمَّدَ بالماء وأمَّا أنتم فستعمَّدون بالروح القدس، لا بعدَ هذه الأيّام بكثيرٍ. فسألهُ المجتمعونَ قائلينَ: يا ربُّ أفي هذا الزمان تردُّ الملكَ إلى إسرائيلَ؟ فقالَ لهم ليس لكم أن تَعْرِفوا الأزمنة أو الأوقاتَ التي جعلَها الآبُ في سلطانِه، لكنَّكم ستنالونَ قوَّةً بحلولِ الروح القدس عليكُمْ، وتكونونَ لي شهوداً في أورشليمَ وفي جميع اليهوديَّةِ والسامرة، وإلى أقصى الأرض.
الإنجيل
يو 1: 1-17
 
في البدءِ كانَ الكَلِمةُ والكَلِمةُ كانَ عندَ الله وإلهاً كانَ الكَلِمَة. هذا كانَ في البدءِ عندَ الله. كُلٌّ بهِ كانَ وبغيرِهِ لم يكُنْ شَيءٌ ممَّا كُوّن. بهِ كانتِ الحياةُ والحياةُ كانَتْ نُورَ الناس والنورُ في الظلمَةِ يُضيءُ والظلمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إنسانٌ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنَّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ ليشهد للنُّور، لكي يؤمنَ الكلُّ بِواسطتِهِ. لم يكنْ هوَ النورَ بل كان ليشهَدَ للنورِ. الكلمةُ هو النورُ الحقُّ، الآتي إلى العالم والمُنيرُ كُلَّ إنسانٍ. في العالمِ كان والعالَمُ بهِ كُوِّنَ والعالـمُ لَمْ يعرفهُ. إلى خاصَّتِهِ أتى وخاصَّتهُ لم تقبَلهُ. فأمَّا كلُّ الذينَ قَبِلوهُ فقد أعطاهُم سُلطاناً أن يكونوا أولاداً للهِ، وهُمُ الذينَ يؤمنون باسمِهِ، الذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِنْ مشيئةِ لحمٍ ولا مِن مشيئةِ رَجُلٍ لكنْ مِنَ الله وُلِدوا. والكلمَةُ صارَ جسداً وحلَّ فينا (وقد أبْصرْنا مجدَهُ مجدَ وحيدٍ من الآب) مملوءًا نِعمةً وحقّاً، ويُوحَنَّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائلاً: هذا هُوَ الذي قلتُ عَنهُ إنَّ الذي يَأتي بَعدي صارَ قبلي لأنَّهُ مُتَقدِّمي. ومن مِلئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنا ونعمةً عوضَ نعمةٍ. لأنَّ الناموسَ بموسى أُعطِيَ، وأمَّا النِّعمَةُ والحقُّ فبِيسُوعَ المسيحِ حَصَلا.
في الإنجيل
 
رتّبت كنيستنا المقدّسة أن تتمّ تلاوة فاتحة إنجيل يوحنّا في عيد الفصح العظيم، وتكمل هذه التلاوة طوال فترة الخمسين المقدّسة التي تمتدّ حتّى عيد العنصرة. ووراء هذا الترتيب حكمةٌ عظيمةٌ، إذ إنّ هذه الفاتحة تضع حدث القيامة في سياق التدبير الإلهيّ الخلاصيّ وتوضح مغزاه. فهي تؤكّد أهمّيّة الإيمان بيسوع المسيح الكلمة المتجسّد، والربّ القائم من بين الأموات، وتعرض خلاصةً عقائدية تبرز فيها الشهادة للإيمان بألوهيّة المسيح "وإلهاً كان الكلمة" وأزليّته "في البدء كان الكلمة"، وخلقه العالم "كلٌّ به كان وبه كانت الحياة"، وتدبيره لخلاص البشر "والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا".
 
إنّ هذا التجسّد الإلهيّ قد غيّر حياتنا- حياة الذين قبلوه- فإنّ "كلّ الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يكونوا أولاداً لله، الذين يؤمنون باسمه... والذين من الله وُلدوا". هذه الولادة التي تتمّ بالمعموديّة المقدّسة "بالماء والروح" تصير نعمةً يسكبها فينا الربّ يسوع، إذ إنّ "النعمة والحقّ بيسوع المسيح حصلا".
فليُعطِنا الربّ القائم أن نبقى دائماً من "الذين قبلوه" وأن نحافظ على السلطان الذي أُعطيناه، أي أن نكون أولاداً لله"، لأنّه بهذا يتحقّق معنى صراخنا اليوم "المسيح قام .....حقّاً قام".
 
أيقونة القيامة والجِدّة 
 
يمكن أن يتكلّم المرء طويلاً على أيقونة القيامة لِما فيها من معان هي بمثابة تعليم عميق لنا. سنتوقّف، في ما يلي، عند بعض هذه الأوجه وعند ما تعنيه، إذا ما قرأنا الصورة على ضوء الكلام الوارد في نصوص الخدم التي نشارك بها لِمناسبة الفصح المجيد.
 
أوّل ما يلفت النظر هو أنّ الأيقونة لا تقدّم لنا صورة قبرٍ، والمسيح لا يظهر خارجًا منه. فالقيامة حصلت على الصليب لأنّ الموت لا يتغلّب على عنصر الحياة، والمسيح دخل الموت ليفجّره فورًا. وكما أنّ الموت لا يتسلّط على ألوهة السيّد بل يَمَّحِي أمامها، كذلك القبر لا يمكنه أن يضبط الجسد الناهض. فَدَفْن السيّد كان المرحلة الأخيرة من تجسّده لأنّه كان لا بدّ من أن يزرع هذا الجسد الترابيّ ليُعْلن لنا الجسد الناهض منتصرًا على اللحميّة التي أخرجنا منها بفعل الخلاص.
وهذا ما يفسّر ما نراه في النظرة الأولى للأيقونة. يسوع، في مجده، يتوسّط الأيقونة ويُخْرِج آدم وحوّاء من القبر، أي أنّه يُعتِقُ الجنس البشريّ بأكمله من سجن الخطيئة. قوّة القيامة ليست بانتصار الكلمة -وهو الإله الأزليّ- على الموت، بل بانتصار الإنسان على الخطيئة، لأنّ الأقنوم الثاني من الثالوث قال للبشريّة جمعاء ما قاله للمخلّع: "قم، احمل سريرك وامشِ!".
 
ولا بدّ من الإشارة، هنا، إلى تفصيل آخر، أَلا وهو ثياب الشخصيّات الثلاث الأساسيّة في الأيقونة. فالربّ يسوع يظهر مكلّلاً بالمجد الإلهيّ. تسمّي طقوسنا الحَدَث المصوّر في الأيقونة "النزول إلى الجحيم" الذي تمّ قبل إعلان القيامة للنسوة. فالمسيح بمجده، كضابط الكلّ، مدّ هذا الخلاص ليس فقط إلى المستقبل، بل افتدى به الماضي أيضًا، لأنّه بهذا الشكل الأيقونيّ هو خارج الزمن المادّيّ، وهو يرفع الإنسان إلى حالة جديدة. أمّا آدم، فهو يلبس الحلّة البيضاء التي تدلّ على أنّه عاد إلى براءة الجبلة الأولى وقد مسحت عنه القيامة كلّ خطيئة وأصبح قادرًا، من جديد، على أن يكون جليس الله كما في الفردوس، ويتنعّم بطاقة التألّه. أمّا حوّاء فهي تلبس الرداء الأرجوانيّ الخاصّ بالملوك لأنّها تستعيد وضع الإنسان الذي ملّكه الله على الطبيعة ليدخل في مصالحة جديدة معها.
 
يذكّرنا كلّ هذا بالجِدّة التي تتكلّم عليها نصوص عيد الفصح. هذا العيد مفصليّ في حياة الإنسانيّة، ولذلك تُولِيه كنيستنا أهمّيّة خاصّة. ما قبل القيامة ليس كما بعدها. "ها أنذا أصنع كلّ شيء جديدًا" يقول الجالس على العرش في سفر الرؤيا. ليس هذا الكلام شعرًا بل هو محور إيماننا. ألم يقل بولس الرسول إنّه لو لم تكن القيامة حقيقيّة فإيماننا كلّه باطل؟
 
لكن ليس إيمانٌ من دون حياة. وإن كنا نعي تمامًا أنّ الله صادق في كلامه وفي وعده، فهذا يعني أنّنا بالمعموديّة والميرون دخلنا مرحلة جديدة في حياتنا نجدّد قوّتها في كلّ اشتراك لنا في سرّ الشكر: بذلك، نحن غالبون للخطيئة حتمًا، ومتألّهون حتمًا، وقائمون في حضرة الله حتمًا! كلّ كلام يشدّنا إلى الوراء ولا يصرّ على استمرار الفرح في وسطنا هو كلام "عهد عتيق". نحن أبناء الجِدّة، نحن أبناء الملكوت، نحن شركاء المسيح في انتصاره على الموت. لا يعني ذلك أنّ انتصارنا على اللحميّة لن يكلّفنا عناء، ولا يعني أنّ الخطأ ما عاد يتربّص بنا، ولا يعني أنّ النموّ في المسيح لا يتطلّب منّا استمرارًا في الجهد. لكنْ هذا كلُّه يَتمُّ في جوّ قياميّ لأنّ العريس معنا.
خرجنا من العهد العتيق، ودخلنا "العهد الجديد"، العهد الذي دُشِّن على الصليب، وانتصر كما ظهر في أيقونة القيامة. فلنبشّر بهذا الفرح، لأنّ الله هو الذي يسدّد خطانا، ويقوّي ضعفاتنا. كلّ منّا هو سبب فرح للآخرين، لأنّه يعطيهم الفرصة ليكتشفوا عطايا الله المسكوبة عليه. أيقونة القيامة حدث يوميّ في حياتنا تردّده طقوسنا باستمرار.
المسيح قام! وكنيستنا كنيسة فصحيّة تؤمن بأنّها جديدة كلّ يوم بسبب عريسها. لذلك نقول "حقًّا قام!" ونشكّل سويّة هذا الشعب الجديد الذي أخرجه الربّ من عتمة الخطيئة. حقًّا قام! أي أنّنا لا نخشى وطأة الخطأ لأنّنا بالمسيح يسوع نتجاوز كلّ لحميّة فينا إلى جديد الفرح الذي ألبسنا إيّاه.
 
أخبـــارنــــا
صاحب السيادة يتقبّل التهاني بالعيد 
 
لمناسبة عيد الفصح المجيد يتقبّل راعي الأبرشيّة سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)الجزيل الاِحترام التهاني،  وذلك نهار أحد الفصح المقدَّس من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وحتّى الواحدة بعد الظهر، ومن الساعة الرابعة بعد الظهر حتّى السابعة مساءً، في القاعة الملاصقة لدار المطرانيّة.
 
المسيح قام... حقّاً قام