الأحد 20 آذار 2016

الأحد 20 آذار 2016

20 آذار 2016
الأحد 20 آذار 2016 
العدد 12
الأحد الأوّل من الصوم
اللحن الأوّل الإيوثينا التاسعة
 
*20: (أحد الأرثوذكسيّة)، الآباء الـ 20 المقتولون في دير القدِّيس سابا، * 21: الأسقف يعقوب المعترف، البارّ سرابيون،* 22: الشهيد باسيليوس كاهن كنيسة أنقرة، * 23: الشهيد نيكن وتلاميذه الـ 199 المستشهَدون معه، * 24: تقدمة عيد البشارة، ارتامن أسقف سلفكية، * 25: عيد بشارة والدة الإله الفائقة القداسة، المديح الثاني، * 26: عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل، استفانوس المعترف.
 
أحد الارثوذكسيَّة
عودة الأخلاق إلى الإيمان القويم 
 
العولمةُ اليوم، وإن كان معناها انفتاح العالم بعضه على بعض، وله بالطبع فوائده، لكن لابُدّ مِنْ أن ننوِّه إلى مخاطرها. العولمة، في العمق والممارسة، ليست سوى صراع حضارات. إعصار عاصف يُغرق عالمنا المحلّيّ في حضارة غريبة عن حضارتنا وثقافتنا، عن عاداتنا وأعرافنا، عن قيمنا ومبادئنا، عن وطننا، عن إيماننا وكنيستنا. لا تأبه العولمة لعراقة البلدان، ولاسيَّما الصغيرة منها، ولا تحترمها، بل جُلُّ اهتمامها هو الاستعمار، سواء أكان ثقافيّاً وفكريّاً أم اقتصاديّاً ومعيشيّاً. تدين العولمة في اللاوعي، بشدّة ولكن بسطحيّة، ما لدينا من "جمال محلّيّ" على أنَّه تَخلُّف ورجعيَّة، وتطرح عِوضاً عنه "الرقيّ والتقدُّم" عبر الكثير من المُنتجات البديلة، الجديدة والجذَّابة، البرَّاقة ذات المَنظر المُغري للعيون لا أكثر. أغرقت العولمةُ إنسانَ اليوم المعاصر بالأشياء الجديدة، وسجنته في سطحيّتها، فَلمْ يَعد بوسعه استيعابها لشدِّة وفرتها، ولا أن يَعي أبعادها بالعمق، حتَّى يَحكم بحقّ في مدى الجدوى منها أو في ما هو الموافق منها، على حدِّ تعبير الرسول بولس. كلُّ شيءٍ أصبح مُباحًا، ولم يعد الزمن يُسعفنا ولا يَكفينا لفحص ما إِن كان المُباح مُوافقًا أم لا.
 
هذا النهج في التفكير، وتِباعاً في العيش، لَحِق بالأرثوذكسيّين أبنائنا، الذين أضاعوا في العمق تدبير الله وعمل المسيح الخلاصيّ وعمل كنيسته. إذ لم يعد أحد يبحث بمعنى عمل المسيح الفدائيّ، أو يهتمّ به، ولا بما جلبه لنا، وما هي دعوتنا نحن المسيحيين. جُلَّ اهتمامنا اليوم هو العيش الرغيد فقط. اختزل المسيحيّون مَسيحَهم بمجموعة من الأخلاقيّات الإنسانيّة السامية، التي، إذا ما توافرت، جعلت سبل العيش أسهل وألطف في وسط يعجّ بالطوائف والشيع المسيحيّة وغير المسيحيّة. فالأرثوذكسيّة، عِوضَ أن تكون "كنيسة المستقيمي الرأي وأصحاب الإيمان الحقّ"، أمست في نظر أبنائها مجرد "طائفة" مسيحية. "الغيرة" على إِيمانها القويم وعلى قدّيسيها وآبائها تحوَّلت عندهم إلى "تعصُّب أعمى" و"تخلُّف" و"انغلاق" و"تَصلُّب" و"نقص في المحبَّة أو رفض للآخر المختلف عنَّا"؛ أمَّا "البِشارة" فما مِن داعٍ لها، إذ تكفي المحبَّة الإنسانيّة، فهي الكفيلة بأن تجمع الكلَّ من حولها. "النُسك" أصبح كلمة صعبة وغير مفهومة، أمَّا في ما يتعلّق بخبرات "المعاينة الإلهيّة" فليست سوى تراث زمن المسيحيّين الغابر لا أكثر. باختصار، نُريد أفراح القيامة من دون الصليب، كَمَن يُريد الصحَّة من دون الطبيب.
 
ينتصب أحد الأرثوذكسيَّة، في بَدء الصَّوم الأربعيني المقدّس، حتَّى يدعونا إلى إِعادة اللحمة ما بين أخلاقنا وبين المسيح. فالأخلاق المسيحيّة ليست أخلاق تعايش وتنازلات ومُساومات بل هي أخلاق مماثلة المسيح ومشابهته. أن نُماثل المسيح ونتطلَّع إلى أن نتذوَّق مجده ونتمتَّع بنوره الإلهيّ ونشهد له أمام الآخرين، أمام المختلف عنَّا، لكن من خلال حياتنا، في البذل والتضحية المجَّانيّة. أن نستعيد مسيرة أجدادنا المسيحيّين الأوائل، أصحاب الرأي القويم، من شهداء ونسّاك وأبرار ومعترفين، من رهبان ومتزوّجين. في النصِّ الإنجيليّ دعا فيليبُس نثنائيل حتَّى يرى المسيح قائلاً له "تعالَ وانظرْ". علينا، نحن الأرثوذكسيّين اليوم، أن نكون موضوع هذا الجملة: "تعالَ وانظرْ"، أي أن يكون كلُّ واحدٍ منَّا "مسيحاً بالنعمة"، ما إن يرانا غيرُنا حتَّى يترك كلّ شيء ويَتبع مَسيحنَا. علينا أن نثق أكثر بكنيستنا وبقدّيسيها، من أنبياء ورسل وشهداء وأبرار ومعترفين. فإن كان إبراهيم قد أجاب الغنيّ الجاهل- لمَّا سأله ذلك الأخير أن يُرسل لعازر الفقير إلى إخوته لكي ينذرهم بمآل العيش الـمُسرف لئلاّ يأتوا إلى مكان العذاب حيث هو- بأنَّه يكفيهم مَن لديهم، أي موسى والأنبياء، فكم بالحريّ نحن الذين لدينا، ليس فقط موسى والأنبياء، بل العذراء والرسل وكلّ القدّيسين من راقدين وحتَّى أحياء. المسؤوليّة الملقاة على عاتقنا أكبر ودينونة إهمالها أعظم، بما لا يُقاس، من دينونة الغنيّ الجاهل.
 
دعوتنا، في أحد الأرثوذكسيّة، أن نعي جيّداً أنَّنا لسنا كنيسة طائفة، بل كنيسة إيمان حقّ وصحيح. علينا أن نحيا هذا الإيمان الحقّ حتَّى نَهدي إلى الحياة الأبديّة كلَّ مَنْ حاد عنها أو فقد الطريق إليها. الشهادة المطلوبة اليوم هي شهادة أعمال وشهادة حياة، "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُم بعضاً.... بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي" (يو13: 34-35)، "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ،.... أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ.... فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت 5: 16).
 
طروباريّة القيامة باللحن الأوّل
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمت في اليوم الثالث أيّها المخلِّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّاتُ السماوات هتفوا اليك يا واهب الحياة: المجدُ لقيامتِك أيّها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محبَّ البشر وحدك.
 
طر وباريَّة أحد الأرثوذكسيَّة  باللحن الثاني
لصورتِكَ الطاهرة نسجدُ أيّها الصالح، طالبينَ غُفرانَ الخطايا أيُّها المسيحُ إلهنا. لأنّكَ سُررتَ أن ترتفعَ بالجسدِ على الصَّليبِ طَوعًا لتُنجّيَ الذينَ خَلَقْتَ مِنْ عُبوديَّةِ العَدُوّ. فلذلك نهتِفُ إليكَ بشُكر: لقد ملأتَ الكُلَّ فَرَحًا يا مُخلِّصَنا، إذ أتيتَ لِتُخَلِّصَ العالم.
 
طر وباريَّة عذراء "المرآة"  باللحن الأوّل
أيّتها العذراءُ الدائمة البتوليّة، إنّنا نسجدُ لأيقونتك الإلهيّة، التي كانت للملكة ثاوذورة، في مدينة البيزنطيّين، ولبولس الإلهيّ وهبتها، لكي بها تُصلحينا. فالمجدُ لِعظائمك يا نقيّة، المجدُ لإحساناتك. المجد لتعهُّدك إيّانا يا سيّدة.
 
الرِّسالة
عب 11: 24-26، 32-40
مبارَكٌ أنتَ يا رَبُّ إلهَ آبائنا
لأنَّكَ عَدْلٌ في كلِّ ما صنعتَ بِنا
 
يا إخوة، بالإيمان موسى لمّا كَبُرَ أبى أن يُدعى ابنّا لابنةِ فِرعَون، مختاراً الشَّقاءَ مع شعبِ اللهِ على التَّمَتّع الوقتيّ بالخطيئة، ومعتبراً عارَ المسيح غنىً أعظمَ من كنوزِ مِصرَ، لأنّه نظر إلى الثَّواب. وماذا أقولُ أيضاً؟ إنّه يَضيقُ بِيَ الوقتُ إنْ أخبرتُ عن جِدعَونَ وباراقَ وشَمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصموئيلَ والأنبياء، الذين بالإيمانِ قَهَروا الممالكَ وعمِلوا البِرَّ ونالوا المواعدَ، وسَدُّوا أفواهَ الأسود، وأطفأوا حِدَّة النارِ، ونجَوا من حَدِّ السَّيف، وتقوَّوا من ضَعفٍ، وصاروا أشِداّءَ في الحربِ، وكسروا معسكَراتِ الأجانب. وأخَذَتْ نِساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وعُذِّبَ آخَرون بتوتير الأعضاء والضَّرب. ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامةٍ أفضل. وآخَرون ذاقوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقيِوِدَ أيضّا والسِّجن. ورُجِموا ونُشِروا وامتُحِنوا، وماتوا بِحَدِّ السَّيف. وساحُوا في جُلودِ غَنَمٍ ومَعزٍ، وهم مُعْوَزونَ مُضايَقونَ مَجهودون (ولم يَكُنِ العالمُ مستحقّاً لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبالِ والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاءِ كُلُّهم مشهوداً لهم بالإيمانِ لم ينالوا الموعد، لأنّ الله سبقَ فنظر لنا شيئاً أفضلَ، أن لا يُكمَلوا بدونِنا.
 
الإنجيل
يو 1: 43-51
 
في ذلك الزمان، أراد يسوعُ الخروجَ إلى الجليل، فوجد فيلبُّسَ فقال له: "اتبَعْني". وكان فيلِبُّسُ من بيتَ صيدا من مدينةِ أندراوسَ وبطرس. فوجد فيلِبُّسُ نثنائيلَ فقال له: "إنّ الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياءِ قد وجدناه، وهو يسوعُ بنُ يوسُفَ الذي من الناصرة". فقال له نثنائيلُ: أَمِنَ الناصرةِ يمكنُ أن يكونَ شيءٌ صالح! فقال له فيلِبُّسُ: "تعالَ وأنظر". فرأى يسوعُ نَثَنائيلَ مُقبلاً إليه، فقال عنه: "هُوَذا إسرائيليٌّ حقًّا لا غِشَّ فيه" فقال له نثنائيلُ: "مِنْ أين تعرفُني؟ أجاب يسوعُ وقال له: "قبلَ أن يدعوَكَ فيلِبُّسُ وأنتَ تحت التينةِ رأيتُك". أجاب نثنائيلُ وقال له: "يا معلِّمُ، أنتَ ابنُ اللهِ، أنتَ مَلِكُ إسرائيل". أجاب يسوعُ وقال له: "لأني قلتُ لكَ إنّي رأيتُكَ تحت التينةِ آمنت. إنّك ستُعاينُ أعظمَ من هذا". وقال له: "الحقَّ الحقَّ أقول لكم، إنّكم من الآنَ تَرَونَ السَّماءَ مفتوحةً، وملائكةَ اللهِ يصعدون وينـزلون على ابنِ البشر.
 
في الإنجيل
 
يقرأ هذا المقطع الانجيليّ دائما في الأحد الأوّل من الصوم والذي يسمّى "أحد الأيقونات".
لماذا اختارت الكنيسة هذا المقطع؟ هو الوحيد الذي يدلّ، بصورة غير مباشرة، على الأيقونة: "من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله...".
الأيقونة هي هذا السلّم الذي ربط السماء بالأرض، وكذلك هي رمز للسلّم الذي رآه يعقوب والذي كانت الملائكة تنزل عليه من السماء وتعود فتصعد إليها (ونحن ما رسمنا الأيقونة إلاّ بعد أن تجسّد ابن الله وصار إنسانًا فوصل الأرض بالسماء).
 
لقد حذّر الله، في العهد القديم، موسى من "أن يصنع تمثالاً من حجر" وهذا صحيح لأنّ الله لم يكن قد تجسّد في ذلك الحين. أمّا في العهد الجديد: "الذي قد رأيناه وسمعناه ولمسناه..." فقد أصبح الربّ ظاهرًا في الجسد حسب تعبير الرسل.
 
لقد حوربت الأيقونه وحُرِّم تعليقها في الكنيسة وحتّى في البيوت، ودامت الحرب ضدّها زهاء قرن ونيّف حتّى تمّ أخيرًا انتصار الرأي القويم أي انتصار تكريم الأيقونة. وكان هذا الانتصار في المجمع المسكونيّ السابع في الأحد الأوّل من الصوم الأربعينيّ المقدّس فدعي أيضا "أحد الأرثوذكسيّة".
 
نعود لنثنائيل الذي اصبح من الرسل الاثني عشر بعد سماعه يسوع. كان فيلبّس قد لحق بيسوع من بعد أندراوس وبطرس وآمن بأنّ يسوع هو المسيّا المنتظر. ولم يستطع إخفاء هذا الاكتشاف فدعا نثنائيل للتعرّف إليه، ولكنّ هذا الأخير لم يقتنع إذ إنّه، كأيّ يهوديّ، يعرف أنّ الأنباء أكّدت أنّ المسيّا من بيت لحم. مع هذا أتى مع فيلبّس فما كان منه إلاّ الاعتراف الفوريّ بأنّ المسيح هو ابن الله.
 
أتى نثنائيل مشكِّكا فعاد مؤمنًا. لا يدع يسوع أحدًا خارج الباب، فما إن يلجه حتّى يصبح في الداخل. فلنصلِّ ولنسعَ جاهدين أن نبقى مع الربّ يسوع كما الرسل آمين.
 
 
"عذراء المراية" 
 
في ديرِ القدِّيسِ بولس الموجود في جبل آثوس تُحفظ واحدةٌ من الأيقوناتِ النادرةِ للعذراءِ مريمَ التي تُسمّى "عذراء المراية". هذه الأيقونة محفوظةٌ بوقارٍ في هيكلِ كنيسةِ الدَّير الأساسيّة، وتُعتبر من الذخائرِ النفيسةِ والثمينةِ، ذاتَ قيمةٍ روحيّةٍ وتاريخيّة، ليس فقط لجبلِ آثوسَ إنّما للعالمِ الأرثوذكسيّ الذي يوقِّر بكلّ احترام أيقونات القدّيسين والربّ يسوع والعذراء مريم!
 
أمّا قصّة أيقونة "عذراء المراية" فتعود إلى عهدِ القدّيسةِ ثيوذورةَ المعيَّد لها في الحادي عشر من شهرِ شُباط، المعروفةِ آنذاك «بثيوذورة أفغوستا». القدّيسة ثيوذورة تمتّعت بجمالٍ أخّاذ وذكاءٍ نفّاذ، أخذت التقوى والإيمانَ عن أُمِّها ثيوكتسيتا وكانت زوجةً للُأمبراطور ثيوفيلوس المحارب للأيقونات ولذخائر القدّيسين (٨٢٩-٨٤٢). كانت الأمبرطورةُ ثيوذورة، وبحسب التّقليد، تحتفظُ بهذه الأيقونةِ في غرفتها، وكانت تُصلّي أمامها وبمنأًى عن زوجِها المحاربِ الصَّلب للأيقونات!
 
ميزةُ هذهِ الأيقونةِ أنَّه كان لها وجهانِ: على الأوّل أيقونة والدة الإله، وعلى الوجه الآخرِ مرآة. أمام هذه الأيقونة كانت تُصلّي يوميّاً. في يومٍ من الأيَّامِ، بينما كانت تسجدُ لها كعادتِها، رآها أحدُ خدمِ القصرِ ففهمَ أنّ الإمبراطورةَ تُخفي أيقونةً ما في غرفتها عن عين الأمبراطورِ… عندما سُئلت القدّيسةُ ثيوذورة من قبلِ زوجها حاثّاً إيّاها لتعترفَ أجابت بكلِّ جرأةٍ «أنّها لا تسجدُ لجمالِها المخلوق أمامَ المرآة، إنَّما تسجدُ أمامَ الجمالِ المعكوسِ على الأيقونةِ والتي تعكس صورتَنا».
 
يُقال إنّه، بعدَ هذه الحادثةِ، أخذت القدّيسةُ تُصلِّي أمامَها بحرارةٍ لكي يكفَّ زوجَها الأُمبراطور حربهُ ضدَّ الإيقوناتِ المُقدَّسة، معتصمةً بالصبرِ والوداعةِ في مواجهةِ تعنُّت زوجِها، إلى أن نجَحت في نهايةِ المطافِ، ووضعَت حدًّا لذلك كما يُقال، حسبِ كاتبِ السِّنكسار، إنَّ مرضاً استبدَّ بزوجِها الأمبراطور، وإنّه قبَّل أيقونةً عرضَتها عليهِ القدّيسةِ زوجتهُ قبلَ أن يلفظَ أنفاسهُ بقليلٍ. هذا دليلٌ على أنّه، وبفضلِ صلواتِها وقبلَ وفاتهِ، رضيَ أن يسجُد للأيقونةِ!
 
هذه الأيقونة محفوظةٌ منذُ أيّام تأسيسِ الديرِ على يد القدّيس بولس الآثوسيّ، أي منذ القرن العاشر حتّى اليوم! يوقِّر رُهبان دير القدّيس بولس أيقونة "عذراء المراية" بشكل كبير ويعتبرونها كذخيرةٍ من ذخائرِ القدِّيسينَ نظراً لأهمّيّتها التاريخيّة إذ هي تعود إلى عصرِ حربِ الأيقوناتِ من جهةٍ، ومن جهةٍ أُخرى لأهمِّيتها الروحيّة، لأنّه، وعلى يدِ القدِّيسة تيوذورة، تمّ وضع حدّ لهذه الحرب التي دامت سنواتٍ طوالاً. وأقرَّ المجمع المسكونيّ السابع واجب إكرام الأيقونات حيث رُفعت من جديد باحتفالٍ مهيبٍ في الأوّل من آذار ذلك العام، وبِتنا نحن أَيضًا نحتفلُ بهذا النَّصرِ ليس للأيقونةِ فقط بل لكلّ عقيدةِ تجسُّد المسيح في الأحدِ الأوَّل من الصوم.
 
أيقونة "عذراء المراية" يحتفلُ الدير بها يوم عيد رفع الأيقونات، في الأحدِ الأوَّل من الصّوم، حيث كُتبت لها خدمة ابتهاليّة خاصّةٌ بها تُرتَّل مع خدمة التريودي لذلك اليوم، وفي عيد الدير الكبير الذي يُصادِف في الثاني من شهرِ شباط من كلّ سنة يوم عيد دخول السيّد إلى الهيكل المكرسّة كنيسة الدير له. 
فبشفاعة والدة الإله، أيّها الإله الرّحيم، كُفّ ثوارتِ البدعِ، والهراطقةِ، وانعطف لنا نحن البشر مُسكّناً اهواءَ النفسِ والجسَدِ، بطلباتها آمين.
 
أخبـــارنــــا
المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ 
 
يعلن المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ فتح باب التسجيل لفصل الربيع ٢٠١٦.
* الكتاب المقدّس"الكتاب والأيقونة في تفسير الأعياد السيّديّة" مع الأب أثناسيوس شهوان – ابتداءً من الثلاثاء ٢٩ آذار حتّى الثلاثاء ٧ حزيران ٢٠١٦.
* عقائد "خريستولوجيّة" مع المتروبوليت أنطونيوس (الصوريّ) من الخميس ٣١ آذار حتى ٩ حزيران ٢٠١٦.
عطلة الأسبوع العظيم والفصح من مساء الخميس ٢١ نيسان، حتّى مساء الإثنين الجديد ٢ أيّار ٢٠١٦.
مُلاحظة: تُقبل طلبات التسجيل للتلامذة الجدد والقُدامى في مبنى المركز الملاصق للمطرانيّة، فقط وحصراً أيّام الإثنين والثلاثاء والأربعاء ٢١ و٢٢ و23 آذار
٢٠١٦ من السادسة مساءً حتّى الثامنة. لا تُقبل الطلبات خارج هذه التواريخ المحدّدة، أعلاه، وشكراً. صوماً مباركاً.
 
إصدار كتاب "أنت والقانون، الجزء الرابع" لقدس الأب إبراهيم شاهين.
ببركة صاحب السيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام.
يتشرّف مجلس رعيّة شكّا وأبناؤها
حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة
جمعيّة السيّدات الأرثوذكسيّات
كاهن بلدة الخرنوب وابناؤها
بدعوتكم إلى حفل تكريم
المتقدّم في الكهنة الأب إبراهيم شاهين
لمناسبه بلوغه السنّ القانونيّة وتقاعده من سلك التعليم، ومرور ما يقارب نصف قرن على دخوله سلك الكهنوت، وتوقيع الجزء الرابع من مجموعة كتبه "أنت والقانون": 
"بعض من أحكام واجتهادات المحكمة الروحيّة البدائيّة في أبرشيّة طرابلس الأرثوذكسيّة"
يتكلّم في الحفل كلّ من:
المتقدّم في الكهنة الأب د. بورفيريوس جورجي
المربّي الأستاذ جورج كفوري
المربّي الأستاذ سالم الدغل 
المحامي الأستاذ جميل شاهين
ثمّ المحتفى به المتقدّم في الكهنة الأب إبراهيم شاهين- كلمة الإفتتاح وتقديم المتكلّمين للأديب الدكتور ميخائيل مسعود.
الزمان: الساعة الخامسة بعد ظهر يوم الجمعة 25/3/2016
المكان: قاعة كنيسة تجلّي الربّ- شكّا، حيّ البحر. مدّة الندوة 50 دقيقة، يليها توقيع الكتاب ثمّ مائدة محبّة.
 
إصدار CD
صدر CD تسجيل حيّ لخدمة "صلاة النوم الكبرى"، رتّلها قدسُ الأب المتقدّمِ في الكهنة غريغوريوس موسي والمرحوم المرتّل الأوّل الأستاذ متري كوتيَّا وأطفال ومراهقو جوقات الترتيل من كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس في رعيّة الميناء. يحمل هذا القرص المُدْمَج الرّقم 19 وهو من مجموعة أنطوان. ن. بيطار. يُطْلَبُ من دار
المطرانيَّة، أو من على البنكاري في الرّعايا.