الأحد 17 كانون الثاني 2016
17 كانون الثاني 2016
الأحد 17 كانون الثاني 2016
العدد 3
الأحد 12 من لوقا
اللحن الثامن الإيوثينا الرابعة
* 17 : القدّيس أنطونيوس الكبير معلّم البرّيّة، الشهيد جاورجيوس الجديد (إيوانينا)، * 18 : أثناسيوس وكيرلّلس رئيسا اساقفةالإسكندرية، *19 : البارّ مكاريوس المصريّ، مرقس مطران أفسس،* 20 : البارّ أفثيميوس الكبير، الشهيد إفسابيوس، * 21 : البارّ مكسيموس المعترف، الشهيد ناوفيطس،* 22 الرسول تيموثاوس، الشهيد أنسطاسيوس الفارسيّ، * 23 : اكليمنضوس أسقف أنقرة، الشهيد أغاثنغلوس.
أسبوع الوحدة
الله وحده صانع الوحدة في نهاية الأمور. هو أسبوع للصلاة، بين 18 و25 كانون الثاني، من "أجل أن يكونوا واحداً ليؤمن العالم أنّك أرسلتني" (يوحنّا 17: 21). هكذا صلّى الربّ يسوع للآب في خطابه الوداعيّ. الحاجز عند اللاهوتيّين اليوم هو على مستوى العقيدة في مفهومنا للكنيسة: هل السلطة في يد الرأس أم هي في يد الشركة الكنسيّة (البابا أم المجمع) ؟ أهي في كلّ كنيسة محلّية أم في الكنيسة العالميّة؟ نحن نحيا ونصلّي لكي يهبّ فينا الروح القدس الذي وحده يستطيع، في النهاية، أن يدلّنا على سبيل الوحدة على الرغم من ضعفات العقول البشريّة كلّها.
نصلّي دائماً "من أجل ثبات كنائس الله المقدّسة واتّحاد الجميع". لا بدّ من أن نكون واحداً في فكر المسيح، أن نحبّه قبل كلّ شيء في هذه الدنيا، أن نجاهد لكي نتّبع وصاياه. كلّ من اقترب من الربّ يسوع يقترب من الآخرين وتبقى خصوصيّات الكنائس وتمايزها في العبادات والطقوس.
* * *
نحن في لبنان طوائف وأديان. هذا إيجابيّ وسلبيّ وقت واحد. لكنّه واقع في كثير من العائلات اليوم. أَنبتعد من ربّنا لهذا السبب ونعتنق الدهريّة والإلحاد؟ هذه هي التجربة الكبرى في الغرب اليوم. وهي تجتاح بلادنا بخاصّة عند الشباب وفي المدن. نحن كمسيحيّين شرقيّين لا نستطيع أن نحيا ونستمرّ وننمو بدون إله، بل لا معنى لوجودنا، لبقائنا في هذا الشرق إذا تخلّينا في عائلاتنا عن أصالة إيماننا. المسيح الإله بالنسبة لنا هو كلّ شيء وقبل كلّ شيء. "لقد ترك الرسل كلّ شيء وتبعوه".
لا تستغربوا إن تمسّكنا نحن الأرثوذكس بالعقيدة وبتراث آبائنا الروحانيّ. هذا، إن كنّا صادقين مع أنفسنا، يأتي من إخلاص كبير للمسيح، أعني إن كنّا راسخين في المحبّة والتواضع لا متكبّرين ومتقوقعين. هذا الإخلاص يجعلنا منفتحين لكلّ انسان، لا بل خادمين له مضحيّن من أجله مهما كانت طائفته ودينه وعرقه. المسيح أتى من أجل كلّ إنسان ومات من أجل كلّ واحد لكي يخلّصه، لكي يحرّره من عبوديّة الخطيئة والشرّ والمرض والموت.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن الثامن
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامتَنا، يا ربُّ المجد لك.
طروباريّة القدّيس أنطونيوس الكبير باللحن الرابع
لقد ماثلتَ إيليّا الغيورَ في أحواله، وتبعتَ المعمدانَ في مناهجه القويمة، فحصلتَ في البرّيّة ساكناً، وللمسكونةِ بصلواتك مشدّداً أيّها الأبُ أنطونيوس. فتشفّع إلى المسيحِ الإله أن يخلّصَ نفوسَنا.
قنداق عيد دخول السيَد إلى الهيكل باللحن الأوّل
يا مَن بمولدِكَ أيّها المسيحُ الإلهُ للمستودعِ البتوليِّ قدَّستَ، وليَدَيْ سمعانَ كما لاقَ باركْتَ، ولنا الآنَ أدركْتَ وخلَّصْتَ، إحفظ رعيَّتَكَ بسلامٍ في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الذين أحبَبْتَهم، بما أنّك وحدَكَ محبٌّ للبشر.
الرِّسالة
عبرانيّين 13: 17-21
كريمٌ بين يَدَي الربّ موتُ أبرارِه
بماذا نكافئُ الربَّ عن كلّ ما أَعطانا
يا إخوةُ، أَطيعوا مدبرِّيكم واخضعوا لهم فإنَّهم يَسهرون على نفوسِكم سهَرَ من سيُعطي حِساباً، حتَّى يفعَلوا ذلك بسرورٍ لا آنِّين. لأنَّ هذا غيرُ نافعٍ لكم. صلُّوا من أجلِنا، فإنَّا نثِقُ بأنَّ لنا ضميراً صالحاً، فنرغَبُ في أن نُحسِنَ التصرُّفَ في كلِّ شيءٍ. وأطلُبُ ذلكَ بأشدِّ إلحاحٍ حتَّى أُردَّ إليكم في أسرعِ وقتٍ. وإلهُ السلامِ الذي أعادَ من بين الأموات راعيَ الخرافِ العظيمَ بدمِ العهدِ الأبديِّ ربَّنا يسوعَ يكمِّلُكم في كلِّ عملٍ صالحٍ حتَّى تعمَلُوا بمشيئَتِه عامِلاً فيكم ما هو مَرضيٌّ لديه بيسوعَ المسيحِ الذي لهُ المجدُ إلى أبدِ الأبدينَ آمين.
الإنجيل
لو 17: 12-19
في ذلك الزمان، فيما يسوعُ داخلٌ إلى قريةٍ، استقبلهُ عشَرة رجالٍ بُرصٍ ووقفوا من بعيدٍ ورفعوا أصواتَهمْ قائلين: يا يسوعُ المعلّمُ ارحمنا. فلمَّا رآهم قال لهم امضُوا وأَرُوا الكهنةَ أنفسَكم. وفيما هم منطلقون طَهُروا. وإِنَّ واحداً منهم لمَّا رأى أَنَّهُ قد بَرِئَ رَجَعَ يمجّدُ اللهَ بصوتٍ عظيم، وخرَّ على وجهِهِ عند قَدَمَيه شاكراً لهُ، وكان سامريًّا. فأجاب يسوعُ وقال: أليس العشَرَةُ قد طَهُروا فأين التِّسعة. ألم يوجَد مَن يَرجِعُ ليمجّدَ اللهَ إلاّ هذا الأجنبيّ! وقال له قُمْ وامضِ، إيمانُكَ قد خلَّصَك.
في الإنجيل
في ذلك الزمان، كان يسوع متوجّهًا نحو قرية من قُرانا، وقبل أن يدخل القرية لاقاه عشَرة رجال على الطريق من بعيد. وكان هؤلاءِ الرجالُ منبوذين من القرية بسبب مرضهم المعدي والدَّنَس، والذي سبّبه كبرياؤهم وتعاليهم. لم ينفعهم المال ولا الطبّ ولا أيّ علم حديث في اقتلاع مرضهم. أخبرهم بعضُ الناس الطيّبين بأنّ يسوعَ المسيحَ طبيبَ النفوس والأجساد آتٍ نحو تلك الكورة. ففي عيد الظهور الإلهيّ شاهدوا في نهر الأردن ما تنبّأ به أشعياء قديمًا: "إنّ الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً والجالسين في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور" (متّى 4: 16)، والنور الإلهيُّ هذا ينير الجميع بدون استثناء أو تفرقة...
هكذا علم البرص العشرة بقدوم يسوع المخلّص، فلاقوه وصرخوا إليه كي يرحمهم ، أي يشفيهم من مرضهم ويرجعهم الى حياتهم الطبيعيّة في القرية. فلمّا "رأى" حالتهم المذرية، وشقاء حياتهم وذلَّ خطيئتهم، وألم صراخهم، أي لمّا وقع نظره عليهم، شُفُوا للحال! نزل على العشرة نور الظهور الإلهيّ، وبدون تفضيل، لأنّه لا ثنائيّة في محبّة الله اللامحدودة.
حينئذ، طلب منهم الربُّ يسوعُ الرجوعَ إلى الكاهن وطلبَ الحلّ، وبدءَ حياة جديدة، ليس فقط مع النّاس ولكن أيضًا مع الله معطي الحياة. فانطلقوا إلى كاهن القرية وهم ينظرون بعضُهم بعضًا مندهشين لشفائهم. إلاّ أنّ واحداً منهم - وكان منبوذًأ فيما بين المنبدوذين العشرة، ونظر إلى نفسه بدهشة، كمن لا يستحقّ الشفاء، لأنّه من خارج الكورة، وقد شُفي أيضًا بنعمة الله - رجع الى الربّ يسوع الذي كان على باب القرية حيث تجمّع الناس. وصرخ بأعلى صوته: "المجد لك يا الله، المجد لك يا الله، المجد لك يا ألله!" ثمّ خرّ بتواضع وانسحاق على وجهه عند قدمَي الربّ شاكراً له ومتمتمًا: "أشكرك أيّها الربّ إلهي لأنّك لم تقصني أنا الخاطئ..." (صلاة الشكر بعد المناولة). استغرب أهل القرية هذا الحدث، فأجاب يسوعُ وقال: أليس العشَرةُ قد نالوا الشفاء فأين التسعة؟ إنّ التسعة الآخَرين بمجرّد نَيلهِم طلبَهم ذهبوا ولم يرجعوا! هل اكتفَوا بحالتهم؟ إنّي كنت بانتظارهم ليمجّدوا الله أيضًا! ثمّ قال لذاك المتواضع والشَّكور والمستنير حديثًا: "قم وامض، إيمانك قد خلّصك".
وكان لهذه الحادثة في الكورة وقعٌ كبير على سكّان القرية، إذ علموا "أنّ المختارين قليلون" (متّى 22 : 14)، فجهدوا كي يتحرّروا من برص كبريائهم، ويستنيروا بنور الربّ كي يتّحدوا بحبّه غير المحدود.
المعموديّة
سرّ المعموديّة محطّةمهمّة وأساسيّة في حياة المؤمن، به يصبح الإنسان عضواً في الكنيسة إذ يعلن رفضَه للشيطان وإيمانَه بيسوعَ المسيحِ ربًّا ومخلّصاً، فيخلع بذلك الإنسانَ العتيق ويلبس المسيحَ الإنسانَ الجديد.
تشدِّد الكنيسة المقدّسة كثيراً على سرّ المعموديّة، وتحضّ المؤمنين على تعميد أطفالهم في سنّ مبكرة جدّاً كي يشاركوا في العمل الخلاصيّ الذي أتمّه الربّ يسوع، ويَنموا متّحدين به ومملوئين من نعمة الروح القدس.
أمّا في الممارسة فنرى اليوم عدّة أمور تشوب أحياناً سرّ المعموديّة، يستوقفنا منها اثنان:
أنّ عدداً لا بأس به من الأهالي يتقاعسون عن تعميد أولادهم وهم رضّع، وينتظرون حتّى يبلغوا سنتين أو ثلاث سنين وأحياناً أكثر بكثير. هذا نابع، بشكل أساسيّ، من جهل أهمّيّة هذا السرّ وعدم مبالاة بخلاص هذا الطفل وحياته في المسيح. وفي حالات أخرى يتحجّج الأهالي بعدم القدرة المادّيّة على تعميد الطفل لأنّهم لا يستطيعون إقامة مأدبة للمناسبة أو شراء الثياب والمجوهرات التي يعتبرونها ضروريّة. وأحياناً أخرى يتحجّج الأهالي بأنّهم ينتظرون أحد الأقرباء ليعود من السفر حتّى يكون عرابًا للطفل. هذه الأسباب كلّها، أكانت مهمّة أم لا، ، لا تبرّر هذا التأخير. فالمهمّ أن يعتمد الولد في أبكر وقت ممكن. المائدة غير مهمّة، وغالباً ما يتحوّل سرّ العماد إلى مناسبة دنيويّة بعيدة كلّ البعد عن روحه ومعناه؛ كما أنّ المهمّ هو معموديّة الطفل وليس مراعاة الواجبات العائليّة أو درجات القرابة.
من هنا نعبر إلى النقطة الثانية وهي اختيار العرّاب. المهمّ في كنيستنا أن يكون العرّاب أرثوذكسيّاً مؤمناً ممارساً عارفاً تعاليم كنيسته. مهمّة العرّاب مواكبة الولد وتعليمه الإيمانَ المسيحيّ الأرثوذكسيّ القويم. مهمّته متابعة الطفل والسّهر على أن ينمو في حضن الكنيسة في أُلفة مع صلواتها وطقوسها. فموقع العرّاب مبدئيّاً موقع حسّاس وأساسيّ يجب أن لا نستخفّ به. عدد كبير من الأرثوذكسيّين اليوم لا يأخذون هذه النقطة بعين الاِعتبار، لا يقيمون وزناً لدور العرّاب. يختارونه لاعتبارات عائليّة وأحياناً سياسيّة (تكريماً لزعيم أو وجيه..). كما انّ عدداً كبيراً يختار عرّابيين غير أرثوذكسيّين، وهذا مخالف لقوانين الكنيسة، إذ كيف يستطيع غير الأرثوذكسيّ ان يعلّم الطفل تعاليم كنيسته الأرثوذكسيّة؟ كلّ ممارسة مخالفة تعكس جهلنا لِما نقوم به وعدم احترامنا لهذا السرّ.
في هذه الأيّام التي نعيّد فيها للظهور الإلهيّ واعتماد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح، علينا أن نعيد النظر بالكثير من ممارساتنا وتصرّفاتنا، ونفحصها على ضوء الكتاب المقدّس وتعاليم الآباء، حتّى تكون خدمتنا لائقة وعلى حسب قلب الله.
أخبـــارنــا
أسبوع الصلاة من أجل الوحدة
لمناسبة أسبوع الصلاة لأجل الوحدة تقام صلاة الوحدة برئاسة أصحاب السيادة مطارنة طرابلس: للروم الأرثوذكس، الموارنة، الملكيّين الكاثوليك يوم الخميس الواقع فيه 21 كانون الثاني 2016 في كنيسة تجلّي الربّ في شكّا، وذلك عند الساعة الخامسة مساءً.