الأحد 7 شباط 2016
07 شباط 2016
الأحد 7 شباط 2016
العدد 6
الأحد 16 من متّى (الخمس وزنات)
اللحن الثالث الإيوثينا الثالثة
* 7: برثانيوس أسقف لمبساكا، البارّ لوقا. * 8: ثاوذوروس قائد الجيش، النبيّ زخريّا، * 9: وداع عيد الدُّخول، الشهيد نيكيفوروس، * 10: الشهيد في الكهنة خارالمبوس، البارّ زينون،* 11-: الشهيد في الكهنة فلاسيوس ورقته، الملكة ثاوذورة، * 12: ملاتيوس أسقف أنطاكية. * 13: الرَّسولان برسكيلاَّ، البارّ مرتينيانوس.
هل بوحدة تاريخ الفصح نصبح "واحداً في المسيح"؟
"كلّنا واحد في المسيح"، هي عبارة نسمعها من بعض المسيحيّين الأرثوذكسيّين وغير الأرثوذكسيّين، تصف لنا إلى أيّ حدّ من السذاجة وصل إيمان معظم المسيحيّين في هذه الأيّام. الخشية أن لا يكون أبناؤنا على معرفة بإيمانهم المستقيم الذي لطالما تباهوا به أمام الآخرين، لمجرّد التباهي، و إن سألت أحدهم دستور الإيمان، فهو يجهله. الخشية على أولادنا أن لا يكونوا على علم، ولو بشكل بسيط، بالخلافات العقائديّة بين الإيمان الأرثوذكسيّ القويم و بين معتقد الجماعات المسيحيّة الأخرى.
سنحاول طرح بعض الأسئلة لنرى هل نحن فعلاً "واحد في المسيح" مع الجماعات المسيحيّة الأخرى؟
هل نحن واحد بحيث نقف، مع رجال دين غير أرثوذكسيّين، إلى مذبح واحد و نتناول من ذبيحة واحدة في سرّ الإفخارستيا المقدّس؟
هل نؤمن بكهنوت واحد، فيه التسلسل الرسوليّ؟ فهناك، مثلاً بعض الجماعات المسيحيّة التي لا تؤمن بكهنوت بشريّ و ترى في المسيح أنّه هو الكاهن الأوحد. كما أنّ هناك شكًّا من جهة كنيستنا الأرثوذكسيّة، بكهنوت الكهنة عند الجماعات المسيحيّة الأخرى، من حيث تسلسلها الرسوليّ.
هل نحن واحد في الصوم؟ واحد في الشفاعة؟ واحد في القديسين؟ واحد في الكتاب المقدّس؟ هل نحن واحد في قانون الإيمان؟ هل نحن واحد في الصلاة؟ في الأنبياء؟ في التسابيح؟ هل نحن واحد في النظرة إلى المطهر؟
فمثلاً، عند بعض الجماعات المسيحيّة، يؤمنون بأنّ بعض الأسفار من الكتاب المقدّس هي أساطير. هناك من ينكرون عذريّة مريم والدة الإله، هناك من
ينكرون قيامة المسيح، منهم من يهاجمون تعاليم الرسل وأقوالهم في الكتاب المقدس. منهم من يقيم العقل رقيبا على الكتاب المقدّس، فما يقبله العقل يقبلونه وما لايقبله العقل لايقبلونه.
إذاً، عبارة لا تهمّني الخلافات يهمّني توحيد الأعياد تعني أنا لا يهمّني الإيمان و أزدري الذين ضحَّوا بأنفسهم وقطعت ألسنتهم و أيديهم، من الآباء القدّيسين، لكي يحافظوا على الإيمان ويسلّمونا الوديعة كما تسلّموها هم دون زيادة أو نقصان. فقول القائلين أنا لا تهمّني الخلافات و إنّما توحيد الأعياد، يدلّ على طبيعة إيمانهم الشخصيّ كم هو سطحيّ وغير عميق، لأنّ الذي يهمّه أمر الحصول على الذهب الذي لايفنيه سوس، عليه أن يغوص أكثر في البحث في أعماق الأرض، حتّى يصل إلى مرتجاه، لا أن يبحث سطحيًّا لأنّه لن يجد شيئًا في المنتهى.
كلّنا نريد أن تتمّ الأعياد في تاريخ واحد، و لكن الأهمّ أن يكون الإيمان واحداً. فكيف يتمّ الإتّحاد؟ الإيمان الواحد هو أساس كلّ شيء، حسبما قال الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس 5:4 "ربّ واحد، إيمان واحد، معموديّة واحدة". أمر الإيمان كانت تبحث به المجامع المسكونيّة، لكي تكون الكنيسة كلّها في إيمان واحد. فالذي لايؤمن بما أقرّته المجامع يعدّ مفروزًا أي خارج الكنيسة، وهذه هي نظرتنا ككنيسة المسيح اليوم. فكلّ من لا يؤمن إيماننا هو مفروز، أي خارج جماعتنا، أي خارج الكنيسة. وحدة الكنيسة هي وحدة إيمان، تنبع من الكنيسة و ليس من خارجها، و هي ليست وحدة أعياد وليست وحدة شعوب مسيحيّة في مناسباتهم في بلد ما.
الوحدة الكنسيّة تعني التخلّص من الأَحرام القديمة. فلا يمكن أن تكون هناك وحدة وهناك أَحرام. أيضا الوحدة تعني النظر في موضوع القدّيسين الذين أعلنت قداستهم بعد الإنشقاقات. فهناك مثلا جماعات مسيحية أعلنت قداسة بعض الأشخاص الذين تعتبرهم كنيستنا الأرثوذكسيّة هراطقة، كما أنّ هناك الكثير من القدّيسين في كنيستنا الأرثوذكسيّة، يعتبرون هراطقة في نظر بعض الجماعات المسيحيّة الأخرى.
من الممكن أن نقول إنّ بيننا وبين هذه الجماعات شيئًا من التعاون في الأمور المشتركة، أمّا عبارة "وحدة" فهي أكبر بكثير ممّا يحدث، حتّى ولو صُودف وقوع الأعياد في التاريخ ذاته أحيانا.
نحن نجاهد لنصل إلى الوحدة. فهناك إجتماعات تحصل مع الجماعات المسيحيّة الأخرى، نتناقش خلالها في الأمور اللاهوتيّة، كي نصل إلى اتّفاق لاهوتيّ.
فالوحدة هي على أساس الإيمان أوّلاً وبعدهُ كلّ الحوارات ستؤول إلى الإتّحاد في جميع الأمور لا محالة.
طروباريّة القيامة باللحن الثالث
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.
طروباريّة القدّيس برثانيوس أسقف لمبساكا باللحن الرابع
ظهرتَ، يا برثانيوس، راعي لمبساكا بفسحة الروح القدس. فأغنيتَ، عن طريق النعمة الإلهيّة، بالعجائب الغزيرة من الله. فأنت تطردُ الشياطين، وتشفي المرضى، وتُقصي الأسقام، مُتمِّماً طلبات المتقدّمين اليكَ يا رئيس الكهنة.
قنداق دخول السيّد إلى الهيكل باللحن الأوّل
يا مَن بمولِدكَ أيّها المسيحُ الإلهُ للمستودع البتوليِّ قدَّسْتَ وليَدَيْ سمعانَ كما لاقَ باركتَ، ولنا الآن أدركْتَ وخلَّصْتَ، إحفظ رعيَّتَك بسلامٍ في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الذين أحبَبْتَهم، بما أنّك وحدَكَ محبٌّ للبشر.
الرِّسالة
2 كو 6: 1-10(16 بعد العنصرة)
الربُّ يُعطي قوَّة لشعبِه قدِّموا للربِ يا أبناءَ الله
يا إخوةُ بِما أنَّا معاوِنُون نَطلُبُ إليكم أنْ لا تقبلُوا نِعمةَ اللهِ في الباطِل، لأنَّهُ يقول إنّي في وقتٍ مقبول استجبتُ لكَ وفي يومِ خَلاص أعنتُك. فهوذا الآنَ وقتٌ مقبول، هوذا الآن يومُ خلاص، ولسنا نأتي بمعثرةٍ في شيءٍ لئلاَّ يلحقَ الخدمةَ عيبٌ بل نُظهِر في كلّ شيء أنفسَنا كخدّام اللهِ في صبرٍ كثير، في شدائدَ، في ضروراتٍ، في ضيقاتٍ، في جلدات، في سُجون، في اضطرابات، في أتعابٍ، في أسهارٍ، في أصوامٍ، في طهارةٍ، في معرفةٍ، في طول أناةٍ، في رفقٍ في الروح القُدُس، في محبّةٍ بلا رياء، في كلمةِ الحقِّ، في قُوَّةِ اللهِ، باسلحة البرِّ عن اليمين وعنِ اليسار، بمجدٍ وهوانٍ، بسُوءِ صِيتٍ وحُسنة. كأنَّا مُضلُّون ونحنُ صادقون. كأنَّا مجهولون ونحنُ معروفون. كأنَّا مائِتون وها نحنُ أحياء. كانَّا مؤدَّبُون ولا نُقتل، كانَّا حَزانَى ونحن دائماً فَرِحون. كأنَّا فُقراءُ ونحنُ نُغني كثيرين. كأنَّا لا شيءَ لنا ونحنُ نملِكُ كلَّ شيء.
الإنجيل
متّى 25: 14-30
قال الربُّ هذا المثَل: إنسانٌ مسافرٌ دعا عبيدَه وسلَّم إليهم أموالَهُ، فأعطى واحداً خمسَ وزناتٍ وآخرَ وزنتَيْنِ وآخَرَ وزْنةً، كلَّ واحدٍ على قَدْر طاقتهِ وسافر للوقت. فذهب الذي أخذ الخَمسَ الوزناتِ وتاجر بها وربح خمسَ وزناتٍ أُخَرَ، وهكذا الذي أخذ الوزْنَتَينِ ربح وزنتين أُخْرَييْنِ، وأمَّا الذي أخذ الوزنة الواحدة فذهب وحفر في الأرض وطمر فضَّة سيّدِه. وبعد زمانٍ كثيرٍ قدِم سيّدُ أولئك العبيدِ وحاسبهم. فدنا الذي أخذ الخمسَ الوزناتِ وأدَّى خمسَ وزناتٍ أُخَر قائلاً يا سيّدُ خمسَ وزناتٍ سلَّمتَ إليَّ وها خمسُ وزناتٍ أُخرَ ربحتُها فوقها، فقال لهُ سيّدهُ نِعمًّا أيُّها العبدُ الصالح الأمين. قد وُجِدتَ أميناً في القليل فسأُقيمُك على الكثير، أُدْخُلْ إلى فرح ربّك. ودنا الذي أخذ الوزْنتَين وقال يا سيّدُ وَزنتينِ سلَّمتَ إليَّ وها وزنتان أُخْرَيان ربحتُهما فوقهما فقال لهُ سيّدهُ نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصالح الأمين. قد وُجدتَ أميناً في القليل فسأُقيمُك على الكثير، أُدخلْ إلى فرح ربّك. ودنا الذي أخذ الوزنَةَ وقال يا سيّدُ علِمتُ أنَّكَ إنسانٌ قاسٍ تحصِدُ منْ حيث لم تزرَعْ وتجمعُ من حيثُ لم تبذُر فخِفت وذهبتُ وطمرتُ وزنتَك في الأرض. فهوذا مالك عندك. فأجاب سيّدُهُ وقال لهُ أيَّها العبدُ الشرّير الكسلان، قد علِمتَ أنّي أحصِدُ من حيثُ لم أزرعْ وأجمعُ من حيثُ لم أبذُرْ، فكان ينبغي أن تسلِّمَ فِضتَّي إلى الصيارفة حتَّى إذا قدِمتُ آخُذَ مالي مَعَ رِبا، فخُذوا منهُ الوزنةَ وأَعطُوها للّذي معَهُ العشْرُ الوزْنات (لأنَّ كلَّ من لهُ يُعطَى فيُزادُ ومَن ليس لهُ فالذي له يُؤخَذ منهُ)، والعبدُ البطَّال ألْقُوهُ في الظلمَةِ البّرانيَّة، هناك يكون البكاءُ وصريفُ الأسنان. ولمَّا قال هذا نادى: مَن لهُ أُذُنانٍ للسَّمْعِ فليسمعْ.
في الإنجيل
"كلُّ من له يُعطى فيُزاد، ومن ليس له فالذي له يُؤخذُ منه"، آيةٌ تصدُمُنا، إذ يظهرُ اللهُ فيها أنَّهُ ظالم! ومعظمنا يردِّدُ هذه الآية، عندما يرى "غنيّاً يزدادُ في غناه، وفقيراً يزدادُ في فقره". هذا الالتباس يحصل لأنّنا لا نُدركُ المعنى الحقيقيّ للآية، ولا قصدَ الرَّبِّ يسوعَ من هذا المثل. مِنَ المؤكَّد أنَّ الله لا يمكن أن يكون ظالماً، وهو لايتكلَّمُ هنا على المال، وإن استخدَمه مثالاً، لأنَّ المالَ لم يكن يوماً في نطاقِ همِّه واهتمامه. الوزنات التي أعطاها السيِّدُ لعبيدهِ، ليُتاجروا بها، هي المواهب والنِّعَم التي يمنحها الله للإنسان منذ ولادته، أمَّا الوزنات التي حصَّلها العبيد لاحقاً، من تجارتهم، فهي فضائل النَّفس التي يحصِّلُها الإنسانُ من تجارته الروحيّة (جهاده الروحيّ). لقد زادَ العبدانِ الأوَّل والثاني على هِباتِ سيِّدهم فضائلَ اجتهدا في تحصيلها. سلكا بالأمانة والشعور بالمسؤوليّة، فبذلا الوقتَ والجهدَ في استثمارِ العطيَّة فاستحقَّا المكافأة السيِّديَّة: "كنتَ أميناً في القليل فسأقيمك على الكثير". أمَّا العبدُ الأخيرُ فاستخفَّ بالوزنة، وأمضى العمرَ بالكسل (الرُّوحيّ)؛ عاش حياةً تافهة ولم يقتنِ إحساساً بالمسؤولية، فأبقى على وزنةٍ واحدة، مع أنَّ المطلوبَ كانَ أن يزيد "فضيلة واحدة" ليدخلَ إلى"فرحِ ربِّه". أيُّها الأحبّاء، نحن، في أحيانٍ كثيرة، لسنا أفضلَ حالاً من هذا العبد، نحيا وكأنَّ المسيحَ لم يتجسَّد ولم يُصلَب لأجلنا، نحيا وقد ماتَ فينا كلُّ سعيٍ روحيّ، فلا ننمو ولا نتغيّر. نذهب إلى الكنيسة، نرتِّل، نحضرُ الأعياد، نمارسُ الطقوسَ، لكنْ لا شيءَ فينا يتغيَّر، وأحياناً نزداد سوءً، عند هذه الحال نكون "طامر بين وزناتِ الله فينا". أيُّها الأحبّاء، الأمانةُ لله تكون في الأمور الصغيرة كما الكبيرة، في واجباتنا اليوميّة، كما في أعمال المحبَّة الباذلة. هي تقتضي منَّا أن نستخدم العقل لنزدادَ حكمةً، وأن نمارسَ إيماننا بوعيٍ وجدِّيّة، وأن ندركَ أنَّ العمرَ هو فسحةُ زمنٍ نُعطاها، لا لنعمل ونتزوّجَ ونأكلَ ونشربَ فقط، بل لنتعبَ فيها على نفوسنا، ونتقدَّم، ونقتحمَ السماءَ قبلَ موتنا، فهل نسعى؟! أمَّا الشعورُ بالمسؤوليّة فيقتضي منَّا أن نخدمَ في الكنيسة (إكليروساً وشعباً) بتجرُّدٍ وقناعة، مبتعدين عن حبِّ المالِ والغَيرةِ والحسدِ، وعن حبِّ الظُّهورِ والكراهية "لئلّا يلحقَ الخدمةَ عيبٌ"، فهَل نفعل؟!
المثليّة الجنسيّة والكنيسة
لم تَعد المثليّةُ الجنسيّةُ حبَّ الرجلِ للرجلِ أوحُبَّ المرأةِ للمرأةِ ولا المُجامعةَ الجنسية بين أفراد الجنسِ الواحدِ وحسب، بل أضحت عالَماً قائماً بحدّ ذاته ومجتمعاً ينوء عن المجتمع التقليديّ. يعيش المثليّون بيننا ويشعرون أنّهم غرباء، ذَوي حقوقٍ منتقصةٍ، مظلومين من المجتمع الذي لا يتقبَّلهم كما هُم. تُصِرُّ أغلبيَّتُهُم السّاحقة على أنَّ ميولهم تجاه أفراد الجنس ذاته والأحاسيس التي يكنّونَها لشخص أو أكثر من الجنس ذاته هي طبيعيّة (natural & normal) اكتسبوها منذ الحبل بهم نتيجة عوامل جيناتيّة (genetic).
يختلف منطق "الطّبيعيّ" و"غير الطّبيعيّ" في مقياس الله عنه في مقاييسنا البشريّة حسب تعليم كنيستنا. ففي المقاييس الاجتماعيّة كلّ شيء غير طبيعيّ هو ما يختلف عن النظم (norms) التي يضعها كُلُّ مجتمع. أمّا في مقياس الله فالحالة الطبيعيّة هي عندما يكون الانسان في شركةِ اتّصالٍ معه. أمّا الحالة اللاطبيعيّة فتدخل فيها النفس البشريّة عندما يعصي الانسانُ كلمة الله ويقوم باستعمالٍ خاطئٍ لحرّيّته الموهوبة له من الله فيتغرّب عنه ويموت، أي يبتعد عن مصدر الحياة الذي كان يتغذّى منه. هذه الحالة اللاطبيعيّة ميّالة إلى الابتعاد عن حبّ الله وبالتّالي إلى الخطيئة.
بحسب هذا المنطق، بالنسبةِ لموضوع المثليّين، فإنّ مثليّتهم هي لاطبيعية أو شاذّة لا لأنها لا توافق مبادئ بعض المجتمعات بل لأنّها تتعارض وإرادة وكلمته الله (أنظر رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومية ١: ٢٣-٣٢)، إذ إنّهم يتصرّفون بنرجسيّةٍ وعنادٍ وحبٍّ للنَّفس يتجلّى بتفضيلهم تلبية الرغبات الجسديّة بدون الإذعان لكلمة الله. الإعلانِ الإلهيّ حدَّد في الناموس الذي أُعطِيَ لموسى أنّ "إِذَا ضَاجَعَ رَجُلٌ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ، فَكِلاَهُمَا يُقْتَلاَنِ لأَنَّهُمَا ارْتَكَبَا رِجْساً. وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا" (لاويّين ٢٠: ١٣ أنظر لاوِيّين ١٨: ٢٢). أمّا الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ٦: ٩ فيفسِّر حالة الموت التي يهدِّد بها سفر اللاويّين بعدم ميراث ملكوت السماوات. بغضّ النظر عَمّا إن كان بعض الأفراد في الكنيسة، إن كان من رجال الإكليروس أومن الشعب المؤمن، يعتبر بعض الخطايا أعظم وأكبر من أخرى، فبحسب الكتاب المقدّس والتعاليم الآبائيّة كلّ الخطايا، كبيرة كانت أم صغيرة، تؤدّي إلى الموت.
هنا يأتي دور الكنيسةِ الفعاّل الذي يهدف دائماً إلى انتشال الإنسان من الموت وتعريفه إلى الله الذي هو ينبوع الحياة. في الماضي كان آباء الكنيسة يلجؤون إلى القساوة في كلامهم وإلى المبالغة في وصفهم لحالة المثليّين الخاطئة. ولكي يحثّوا الناس على التوبة، كانوا يبعثون في نفوسهم الاحساس برهبة العقاب الذي سيتأتى من جرّاء هذه الممارسة إمّا على الصعيد الفرديّ أو الاجتماعيّ وكانوا يقنعونهم بأنَّ هذا من شأنه أن يؤثّر على مصير الإنسانيّة جرّاء حكم الله العادل على غرار ما حصل لمدينتي سدوم وعمورة في العهد القديم (أنظر تكوين ١٩: ١-٢٩).
رغم أنّ كنيستنا اليوم لا تدوس ولا تلغي ولا تراهن ولا تساوم على حرفٍ واحدٍ نطق به الاعلان الإلهيّ والآباء القدّيسون، بَيدَ أنّها مدعوّةٌ لتعالج الأمور بطريقة أخرى نظراً لاختلاف عقلية وتركيبة عالمنا الحديث وتركيبته والمقاييسِ التي يبني على أساسها نُظُمه. مجتمعاتنا الحديثة بمعظمها تميل إلى تبريرِ أو عقلنة الخطيئة (rationalization of sin) وبهذا أضحت خطيئة المثليّين طريقةَ حياةٍ (lifestyle). أينما للكنيسة الأرثوذكسيّة وجودٌ فعّال، تلجأُ هذه الأخيرة إلى الوسائل الرّعائيّة الإيجابيّة لقلع شوكة هذا الهوى الذي يتجذَّر في النفس عميقاً كمرضٍ عضال يأبى في بعض الحالات أن يزول. الكنيسة أصلاً تميِّز بين الخطيئة والخاطئ. فهي تدينُ الخطيئةَ لا الخاطئ، وترذل الفعل الخاطئ ولا من يقترف هذا الفعل، لأنّه، لو يحدث العكس، فهي تكون قد أعلنت حرباً ضدَّ طبيعتها. هي تدعو أبناءها الذين نُقِموا بهذه الآفة إلى الأمل والرجاء برحمة الله وتحثّهم على حبّ المسيح المولِّد للتوبة. الكنيسةُ هي أمٌّ ومستشفى في آنٍ معاً. فهي، من خلال محبّتها للبشر، على مثال رأسها، المسيح، تخرُج لتبحث عن الخروف الضّالّ وتجده وتضمّه إلى حظيرتها ليجد في كنفها المشفى الحقيقيّ.
أخبـــارنــا
ندوة حول رعاية المسن في معهد اللاهوت في جامعة البلمند
برعاية صاحب الغبطة يوحنّا العاشر الكلّيّ الطُّوبى والجزيل الاحترام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
يدعوكم معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند إلى ندوة حول موضوع:
"رعاية المسنّ: المرافقة الروحيّة والنفسيّة والطبّيّة"
يشارك فيها الدكتور ناظم باسيل، والدكتور دانيال هانشو (طبّ الشيخوخة والعناية الملطّفة)، جامعة ميشيغن، والدكتورة جاين كارانهان (إختصاصيّة في علم النفس)، جامعة ميشيغن.
الزمان: السبت 13 شباط ٢٠١6، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الثانية بعد الظهر.
المكان: قاعة البطريرك إغناطيوس الرابع في معهد اللاهوت.
للإستعلام، الإتّصال بمعهد اللاهوت على الرقم التالي: 930305/06 أو بالبريد الإكترونيّ:
theology@balamand.edu.lb
حلقة دراسة إنجيل يوحنّا مع راعي الأبرشية
يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية، مركز طرابلس فرع الميناء، دعوتكم للمشاركة في حلقة "تفسير إنجيل يوحنّا" مع سيادة المتروبوليت افرام (كرياكوس) راعي الأبرشيّة الجزيل الإحترام. وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 12 شباط 2016 عند الساعة السادسة مساء في بيت الحركة- الميناء.