الأحد 27 كانون الأوّل 2015

الأحد 27 كانون الأوّل 2015

27 كانون الأول 2015

الأحد 27 كانون الأوّل 2015
العدد 53
 
الأحد الأوّل بعد ميلاد المسيح
اللحن الخامس الإيوثينا الثامنة
 
* 27: استفانوس أوّل الشهداء ورئيس الشَّمامسة، ثاوذورس الموسُوم، يوسف خطِّيب مريم، * 28: الشُّهداء العشرون ألفًا الذين في نيقوميذيَّة، * 29: الأطفال الـ 14 الفاً الذين قتلهم هيرودس، البارّ مركلٌّس، *30: الشَّهيدة في البارّات أنيسيَّة، * 31: وداع عيد الميلاد، البارَّة ميلاني الَّتي من رومية، * 1: ختانة ربَّنا يسوع المسيح، باسيليوس الكبير، غريغوريوس النزينزيّ والد غريغوريوس اللاَّهوتي، * 2: تقدمة عيد الظهور، سلبسترس بابا رومية، البارّ سارافيم ساروفسكي.
 
هويّة يسوع المسيح
 
لقد كُتبت الأناجيل بهدف الإيمان بالربّ يسوع المسيح الذي أتى لمـّا تَمَّ ملءُ الزمان، وتمّم القصد الإلهيّ الأزليّ.
 
وبالرغم من أنّ الكهنة والعلمانيّين يستغربون ضرورة تلاوة لائحة أسماء أجداد الربّ يسوع في الكنيسة، إلّا أنّ هذه اللائحة تدخل أيضًا في منظور الإيمان الحقيقيّ بالربّ يسوع. فالأسماء التي ترد في اللائحة تحمل رسالةً جوهريّةً في خلفيّة التاريخ البشريّ – الساقط غالبًا – الذي تُذكّرنا به.
 
لم يُسجّل البشير هذه الأسماء، في مستهلّ الإنجيل الذي دوّنه، لكي يطالع المؤمنُ "شجرة نسب المسيح". فلو كان هذا هو الهدف، لما كان تخطّى أسماءً معيّنة وتوقّف فقط عند أخرى. وأغرب الأمور هو أنّ حياة بعضٍ من هؤلاء الأشخاص المذكورين قد عكَست شتّى أنواع الضعف البشريّ!
 
فلماذا إذاً يبدأ البشير تدوين الكرازة بعرض هذه الأسماء الكثيرة؟
 
من المؤكّد أنّ الإنجيليّ لم يُرد أن يطلعنا على هويّة أجداد الرب يسوع، بل أن يخبرنا "من" هو الربّ يسوع.
 
وتجدر الملاحظة، أوّلاً، كيف أن لائحة الأسماء تبدأ وتنتهي بتأكيد تحدّر المسيح من نسل إِبراهيم وداود:
 
آ1: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم".
 
آ17: "فكل الأجيال من إِبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً ، ومن داود إلى جلاء بابل أربعة عشر جيلاً، ومن جلاء بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً".
 
تكشف لنا هاتان الآيتان الهدف الحقيقيّ من لائحة الأسماء، وهو الآتي: يتحدّر المسيح "بحسب الجسد" (راجع رومية ٩: ٥) من نسل إِبراهيم ومن نسل داود. أي به يتحققُّ الوعد الذي صار لإبراهيم، أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض. وهو ابن داود الذي سيُقيم عرش داود أبيه إلى الأبد. وقد أشار بعضهم إلى أنّ العدد 14 يوازي، في اللغة العبريّة، حساب مجموع القيمة العدديّة للأحرف التي تكوّن اسم داود. وهكذا يكتمل مع يسوع الذي هو الرابع عشر بحسب الثلاثيّة الثالثة، اسم داود الملك الذي من نسله يأتي المسيح.
 
ونتأكّد من أنّ هدف لائحة الأسماء هو الكشف عن هويّة يسوع المسيح، عندما ينتقل الإنجيليّ متّى، مباشرة، من أسماء اللائحة إلى موضوع ولادة المسيح. فيتوسّع في ماكتبه بأنّ "يعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يُدعى المسيح"، كي يُفسّر للقارئ "كيف" يتحدّر يسوع من نسل داود.
 
وفيما يشدّد الإنجيليّ، في سرده قصّة الميلاد، على اللقب الذي التصق باسم يسوع، وهو المسيح، يُضيف لقبين آخرين:
 
أ- هو المخلّص (ومعنى اسم يسوع ”الرب يخلّص”)، فهو الذي يُخلّص شعبه من خطاياهم. وهنا نرى كيف أنّ الصليب والقيامة، اللذين بهما نتبرّر من خطايانا، هما هدف تجسد المخلّص.
 
ب- وهو عمّانوئيل: "الله معنا".
إنّ المولود من مريم العذراء هو ابن داود بحسب الجسد، أي بحسب طبيعته البشريّة، لأنّ يوسف
 رجلها من نسل داود. ولكنّه أيضا ابنُ الله، عمّانوئيل الإله القويّ، عمّانوئيل أبا الدهر الآتي، كما تنبّأ عنه إشعياء النبيّ، لأنّ ولادته لم تحصل بزرع بشريّ، بل من الروح القدس ومن مريم العذراء.
 
هذا المولود هو يسوع المسيح، ابن الله، المخلّص، الذي بولادته بلغ الزمان ملأَهُ.
 
الأرشمندريت يعقوب (خليل)
رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ 
 
طروباريّة القيامة باللحن الخامس 
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الإبتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.
 
طروباريّة القدّيس استفانس باللحن الرابع
إنّ هامتك تكلّلتْ بإكليل ملوكيٍّ، بواسطة الجهادات التي احتملتَها من أجل المسيح الإله يا أوّل المجاهدين في الشهداءِ، لأنكَ وبخَّت حماقة اليهود، فأبصرتَ مخلّصكَ عن يمين الآب. فإليهِ ابتهِل على الدوام من أجل نفوسنا.
 
طروبارية الميلاد باللحن الرابع
ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهُنا قد أطلعَ نورَ المعرفةِ في العالم، لأنَّ الساجدين للكواكب به تعلَّموا من الكوكب السجودَ لك يا شمسَ العدل، وأن يعرفوا أنّك من مشارقِ العلوِّ أتَيْت، يا ربُّ المجدُ لك.
 
قنداق الميلاد باللحن الثالث
اليومَ البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والأرضُ تقرِّبُ المغارة لِمَن هو غيرُ مقترَبٍ إليه. الملائكةُ مع الرعاة يمجِّدون، والمجوسُ مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنّه قد وُلِد من أجلنا صبيٌّ جديد الإلهُ الذي قبلَ الدهور.
 
الرِّسَالة
أع 6: 8-15
 
إلى كلّ الأرض خرج صوتهُ 
السماوات تذيع مجد الله
 
في تلكَ الأيّامِ إذ كانَ استفانُسُ مملوءًا إيماناً وقُوّةً كان يصنَعُ عجائبَ وآياتٍ عظيمةً في الشّعب. فَنَهضَ قَومٌ مِنَ المَجَمعِ الملّقَّبِ بمجمعِ اللِبِبرِتيّينَ والقَيروانيين والإسكندريّينَ والذينَ مِن كيليكيةَ وآسيةَ يُباحِثونَ استِفَانُسَ فَلم يستطيعوا أن يُقاوموا الحكمةَ والروحَ الذي كانَ يَنطِقُ بهِ. حِينئذِ دسُّوا رِجالاً يقولُون إنّنا سَمِعناهُ يَنطِقُ بكلماتِ تَجديفٍ على مُوسى وعَلى الله، وهيَّجوا الشعبَ والشيوخَ والكتبةَ معًا. فنهضوا واختطفوه وأتَوْا بهِ إلى المحفِل، وأقاموا شُهودَ زُورٍ يقولون إنّ هذا الإنسانَ لا يفتُرُ عن أنْ ينطِقَ بكلماتِ تَجديفٍ على هذا المكان المقدَّسِ والنَّاموس، فإنَّنا سَمِعناهُ يقولُ إنَّ يسوعَ الناصريَّ هذا سينقُضُ هذا المكانَ ويبدِّلُ السُّنينَ التي سلَّمَها إلينا موسى. فَتفرَّسَ فيهِ جَميعُ الجالسينَ في المَحفِلِ فَرأَوا وجهَهُ كأنَّه وجهُ ملاكٍ، فقالَ رئيسُ الكهنةِ أتُرى هذه الأمورُ هكذا؟ فقال أيُّها الرجالُ الإخوةُ والآباءُ اسمَعوا. إنَّ إلهَ المجدِ تَراءى لأبينا إِبراهيمَ وهُوَ في ما بينَ النهرين من قبلِ أن سكَنَ في حاران وقال لهُ اخرُج من أرضِك ومن عشيرتِك وهَلمَّ إلى الأرض التي أُريك، حينئذٍ خَرجَ من أرضِ الكلدانيّينَ وسكَنَ في حاران. ومن هُناك نَقلهُ، بعدَ وفاةِ أبيه، إلى هذه الأرض التي أنتمُ الآنَ ساكِنونَ فيها. ولمْ يُعطِهِ فِيها مِيراثاً ولا مَوطِئَ قَدَمٍ. ثُمَّ إنَّ سُليمانَ بنى لهُ بيتاً لكنَّ العَليَّ لا يسكُنُ في هياكِلَ مصنوعةٍ بالأيادي كما يقولُ النبيُّ: السماءُ عرشٌ لي والأرضُ مَوطئُ قدَميَّ. فأيَّ بيتٍ تَبنونَ لي يقولُ الربُّ أم أيُّ موضعٍ يكونُ لراحتي؟ أليستْ يَدي هِيَ صَنَعتْ هذهِ الأشياءَ كُلَّها يا قُساةَ الرِقابِ؟
 
الإنجيل
متّى 2: 13-23 
 
لمّا انصرف المجوسُ إذا بملاكِ الربّ ظهر ليوسفَ في الحُلم قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واهرُبْ إلى مصرَ، وكُنْ هناك حتّى أقولَ لك، فإنَّ هيرودسَ مُزمِعٌ أنْ يطلبَ الصبيَّ ليُهلِكهُ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ ليلاً وانصرف إلى مصرَ، وكان هناك إلى وفاةِ هيرودس، ليتمَّ المقولُ من الربّ بالنبيّ القائل: من مصرَ دَعَوتُ ابني. حينئذٍ، لمَّا رأى هيرودسُ أنَّ المجوسَ سَخِروا بهِ، غضب جدًّا، وأرسل فقتل كلَّ صبيانِ بيتَ لحمَ وجميعِ تخومها من ابنِ سنتينِ فما دونَ، على حسب الزمان الذي تحقَّقهُ من المجوس. حينئذٍ تمَّ ما قالهُ إِرمياءُ النبيُّ القائل: صوتٌ سُمع في الرامةِ، نَوحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي على أولادها، وقد أبتْ أنْ تتعزَّى لأنَّهم ليسوا بموجودين. فلمَّا مات هيرودسُ إذا بملاكِ الربِ قد ظهر ليوسفَ في الحلمِ في مصر قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واذهبْ إلى أرض إسرائيلَ، فقد مات طالبو نفسِ الصبيّ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ، وجاءَ إلى أرض إسرائيل. ولمَّا سمع أنَّ أرْشيلاوس قد مَلك على اليهوديّة مكانَ هيرودسَ أبيهِ، خاف أنْ يذهبَ إلى هناك، وأُوحيَ إليهِ في الحلم، فانصرف إلى نواحي الجليلِ وأتى وسكن في مدينةٍ تُدعىَ ناصرة، ليتمَّ المقول بالأنبياء إنَّهُ يُدعَى ناصريّاً.
 
في الإنجيل 
 
توضع أيقونة ميلاد الربّ يسوع في حنيّة المذبح عن يسار الهيكل، وما هذا إلاّ انعكاس لفهم الكنيسة الواعي بأنّ الذي ولد في بيت لحم هو نفسه الذي علّق على الصليب. بل لوعي الكنيسة بأنّ الربّ يسوع، منذ لحظة ولادته، كان متّجهاً نحو الصليب حيث سيتمّ الخلاص الموعود للبشر. لذا فإنّ الكنيسة، وغداة عيدِ الميلاد عيدِ بدء تحقيق الخلاص الذي كماله في الصليب، وبعد أن عيّدت في السادس والعشرين من كانون الأوّل لوالدة الإله مريم، وجدت أنّه من اللائق أن يكون أوّل عيد كنسيّ تحتفل به هو عيدَ أوّل شهداء المسيحيّة، رئيسِ الشمامسة استفانوس الذي نقرأ قصّته في الإصحاحين السادس والسابع من كتاب أعمال الرسل: فالشهداء هم على صورة المسيح الذي أحبّ البشر حتّى الموت وكانت وصيّته لتلاميذه "أن تحبّوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم. ليس لأحد حبٌّ أعظمُ من هذا أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبّائه" (يوحنّا 15: 12-13). لائق أن نعيّد للشهداء لأنّهم دافعوا عن إيمانهم بتجسّد الربّ حتّى الموت.
 
استفانوسُ كان أوّلَ الذين استُشهدوا بسبب بشارتهم بالربّ يسوع. عظمة استفانوسَ أنّه كان الأوّل في سلسلة الذين استجابوا لدعوة الربّ وحملوا الصليب وأحبّوا الربّ حتّى الموت. عظمته تبرز بمماثلته السيّدَ في محبّته اللامتناهية، اذ غفر لراجميه كما غفر الربُّ لصاليبه.
 
اذا كان عيد الميلاد هو عيدَ المحبّة فهذه هي المحبة متجسّدةً في كلام استفانوس.
 
تعيّد الكنيسة، غداة الميلاد، لإستفانوسَ الشهيدِ لتقول لنا إنّ المسيحيَّ الحقَّ، ومنذ ولادته بالربّ يسوع، اي منذ يومِ معموديّته، سوف يدفع غالياً ثمن إيمانه وخاصّة إذا كان يتصرّف بحسب هذا الإيمان.
 
فالمسيحيّ، في أيّ شيء يحدث معه، عليه أن يُبقيَ عينيه شاخصتين نحو السماء كما فعل استفانوس، وأن يبقى اتّكاله على الربّ الجالس عن يمين الآب، والربُّ يرشده ويوصله إلى شاطئ الأمان.
 
في المحبّة
 
في المطافِ الأخير، ليس للتقدّم الروحيّ من علامةٍ فارقةٍ، ولا من تعبيرٍ أفضلَ من قدرتِنا على المحبّة بكونِها مؤسَّسةً على الإحترام والخدمةِ والعاطفةِ المجّانيّةِ التي لا تطلبُ مقابلاً، و"التعاطفِ مع الغير"، لا بل "التطابقِ معه". وهذا يُخرجُنا من ذواتِنا لكي نشعرَ مع الآخَرِ أو بالأحرى نشعرَ به، لتؤهّلنا هذه المحبّة لأن نكشفَ في الآخَرِ داخليّةً توازي بسرِّها وعمقها داخليَّتنَا، لكنّها مميَّزةٌ عنها لأنَّ اللهَ أرادَها، تالياً، هكذا ."رأيتُ يوماً ثلاثةَ رهبانٍ أُهينوا إهانةً في الوقت ذاتِه: فالأوّلُ لسعَه الهوانُ فاضطربَ، لكنّه سكتَ. والثاني فرِحَ بالأجرِ الحاصل لنفسِه، لكنّه اغتمَّ من أجل شاتمِه. والثالث تصوّرَ فقط مضرَّةَ قريبه فبكى عليه بكاءً مليئاً برأفة عظيمة..
الأوّلُ حَرَّكَهُ الخوفُ، والثاني الرجاءُ بالثوابِ والثالث المحبّةُ".
 
(القدّيس يوحنّا السلّميّ درجة 8 فقرة 27).
 
"بعد امتلاكنا البذارَ التي ألقاها الله في قلوبنا، يأتي الربّ ليطلبَ الثمارَ ويقول: "وصيةً جديدة أعطيكم: أحبّوا بعضُكم بعضًا كما أحببتُكم" (يو 13: 34). يريدُ الربُّ أن يلهبَ نفوسَنا بحفظ هذه الوصيّة، لذا لم يطلبْ من تلاميذه، برهاناً على أمانتِهم، أن يقوموا بعجائبَ ومعجزاتٍ خارقة، مع أنّه أعطاهم، بالروح القدس، القدرةَ على تحقيقها. لكن ماذا قال لهم؟! "إذا أحبَّ بعضُكم بعضاً عرفَ الناسُ انّكم تلاميذي" (يو 13، 35). (القدّيس باسيليوس الكبير، القوانين 3، 1 و2).
 
*محبّة القريب أكثر أهميّةً من الصلاة!...
 
"...كثيراً ما نكون قائمين في الصلاة فيأتينا إخوةٌ فنضظرُّ إمّا إلى تركِ الصلاة أو إلى إحزانِ الأخِ وَرَدِّه خائباً. فالمحبّةُ أعظمُ من الصلاة، لأنّ الصلاة وصيّةٌ جزئيّةٌ، أمّا المحبّةُ فتشملُ الفضائلَ كلَّها ولا تتعارضُ وإيّاها". ونحن، إن أحببنا، نقتربُ من اللهِ وهو يمنحُنا، تالياً، نعمةَ الصلاة، بخاصّةٍ إن خدَمْنا الأخ.
 
(القدّيس يوحنا السلّميّ، السلّم إلى الله، المقالة 26 الفقرة 69).
 
الخدمةُ العمليّةُ للآخرين، مع تجرّد الذات، والصبر والحنانِ الحقيقيَّين اللذين تتطلّبُهما، أهمُّ من كلِّ الإماتات.
 
قالَ أحدُ الشيوخ: "يوجدُ أَخَوان. الأوّلُ لا يغادرُ قلايّته أبداً حيث يصلّي ويصومُ ستّةَ أيّام متواصلة ويُلزم نفسَه بكلِّ أنواع الإماتات. أمّا الثاني فيعتني بالمرضى. فأيَّةٌ من هاتين الطريقتين الحياتيّتين تُرضي الله بالأكثر؟". أجاب الشيخ:
 
"لن يتساوى الأخُ الذي يصومُ ستّة أيّامٍ متواصلة مع الأخِ الذي يعتني بالمرضى، حتّى ولو علَّقَ نفسَه من أنفِه".
 
(من أقوال آباء البريّة).
 
إنّه لمن الأفضل أن يُباع كتابُ الإنجيل اذا لم تكنْ هناك وسيلةٌ أخرى لإطعامِ الجياع. لأنّ عطيّة الحياة أثمنُ من أقدسِ الكتب. خصوصاً عندما يكون الكتاب ثمنَ الحياة.
لم يمتلكْ أحدُ الإخوةِ إلاّ نسخةً ثمينةً من الإنجيل. وحدثتْ مجاعةٌ كبيرةٌ في زمانه، ولم يجدْ عنده ما يساعدُ به الجياعَ إلاّ كتابَ الإنجيل الثمين الذي يمتلكه. فذهبَ وباعَه وصرفَ ثمنه على اطعام الجياع. وعندما سُئِلَ عن سببِ تصرّفه هذا، أجابَ بهذه الكلمات المهمّة: هو، أي الإنجيلُ، كان يقولُ لي يوميًّا "بِعْ مالك وتصدّقْ به على الفقراء".
(إفاغريوس البنطيّ، امور عمليّة، 79).
 
أخبــارنــا
نشرة الكرمة في عامها الثاني والعشرين 
لمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد تتقدّم أسرة نشرة "الكرمة" إلى المؤمنين الكرام بالمعايدَة، سائلةً الرّبّ يسوع، المولود في مغارة لأجل خلاصنا، أن يغمرنا بنوره القدّوس ليضيء قلوبنا بنعمته ومحبّته للبشر، فنهتدي جميعنا إليه متجسّداً في قلوبنا ونفوسنا وأجسادنا كما اهتدى إليه المجوس وسجدوا له.
 
ونطلب من الرعايا كافّة تجديد اشتراكها في نشرة الكرمة للعام 2016 مع تسديد ما تبقّى عليها من السنة الفائتة، وتحديد عدد النسخ الأسبوعية التي تريد الحصول عليها، وذلك عبر الاتّصال بدار المطرانيّة أثناء الدّوام، أي من يوم الإثنين إلى الجمعة، من الساعة الثّامنة والنصف صباحاً حتّى الساعة الثانية عشرة والنّصف ظهراً.
ميلاد مجيد وعام سعيد
 
أمسية مرتلة في قاعة الظهور الإلهيّ 
بحضور راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام وبركته، ولمناسبة اختتام معرض ذوي الإحتياجات الخاصة الذي دام أسبوعاً كاملاً، أُقيم رسيتال ميلاديّ لجوقة أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما بقيادة قدس المتقدّم في الكهنة الأب نقولا مالك، وذلك مساء الأحد الواقع فيه 20 كانون الأوّل 2015 في قاعة كنيسة الظهور الإلهيّ طرابلس الملاصقة لدار المطرانيّة.
 
تميّز اللقاء بالحضور اللافت للمؤمنين من أبناء الأبرشيّة وخارجها، كما أنّ الرسيتال تمّ بثّه مباشرة عبر أثير راديو السلام.