الأحد 5 ايَّار 2013

الأحد 5 ايَّار 2013

05 أيار 2013

 

الأحد 5 ايَّار  2013
العدد 18
أحد الفصح العظيم المقدَّس
 
 
*6: إثنين الباعوث، الصِّدِّيق أيوب الكثير الجهاد (عيد القدِّيس جاورجيوس). *7:  علامة الصَّليب الَّتي ظهرت في أورشليم * 8:يوحنّا اللاهوتيّ الإنجيليّ، أرسانيوس الكبير. * 9: النَّبيّ إشعياء، الشَّهيد خريستوفورس. *10: ينبوع الحياة، الرَّسول سمعان الغيور، البار لَفرنديوس، البارة أولمبيَّا.  *11: تذكار إنشاء القسطنطينيّة، الشَّهيد موكيوس، كيرلّلس ومثوديوس المعادلا الرُّسل 
رسالةُ المسيحِ القائِم
 
إخوتي المؤمنين، في كلِّ مكانٍ نحن نعيشُ في زمنِ القيامةِ على الرّغم من رؤيتنا لاضطراباتِ العالم.
في هذا الزَّمنِ الحاضِرِ يقولُ لنا الرَّبُّ يسوع المسيح القائِم من بين الأموات:
"اِذهبُوا وتَلمِذُوا كلَّ الأُمَمِ مُعَمِّدِينَ إيَّاهم باسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُسِ، وعلِّمُوهُم أنْ يحفَظُوا جميعَ ما أوصيتُكُم به. وها أنا معكم كلّ الأيام إلى انقضاء الدَّهر". (متى 28: 19-20).
البشارة السَّارَّة "المسيح قام" تنطلِقُ هنا إلى كلِّ العالم، إلى كلِّ إنسانٍ مهما كانَ دينُه، مهما كانَ اعتقادُهُ، مهما كانَ بلدُهُ. هذه هي رسالةُ المسيحِ القائِمِ وهي رسالتُنَا أيضًا نحن القائِمِين مع يسوع من قبرِ خطايانا.
بشارتُنا هذه تكون "باسم الآب والابن والروح القدس" أي باسمِ الثَّالوثِ القُدُّوس. عقيدتُنا لا نتراجَعُ عنها أبدًا. إِلَـهُنَا الَّذي نعبُدُهُ إلهٌ ثالُوثِيٌّ، إلهُ شركةٍ، إلهُ محبَّة. لذلك، نرسمُهُ على جسدِنَا بالأصابِعِ الثَّلاثَة مُنْضَمَّةً ونقتدي به.
هذه خلاصةُ إنجيلِ متَّى الَّذي يتَّفِقُ هنا مع إلهامِ يوحنَّا الإنجيلي. كلُّ المخطوطات تشهَدُ بذلك دون اختلاف، هناك اتِّفاقٌ بين الآباء القدِّيسين على ذلك، هذا هو مقياسُ الحقيقة.
* * *
المؤمنون مجموعون واحِدًا في الثَّالوث منذ المعموديَّة، أي منذ تغطيسِهِم في الماء ثلاثَ مرَّات 
 
وصعودِهِم منه. "وعلِّموهُم أنْ يحفظُوا جميعَ ما أوصيتُكُم به"، هكذا تستمرُّ الكِرَازَةُ حتَّى بعد قيامةِ المسيحِ، والكِرازَةُ هذه مُسَلَّمَةٌ إلى التَّلاميذ على جبل الجليل، جليل الأُمَم، لكن كذلك جليل الفرَحِ، من حيث ننطَلِقُ نحن تلاميذ يسوع أيضًا مُتَسَلِّحِينَ بمحبَّتِنَا الأُولى، بوصِيَّةِ المسيحِ الجديدَة: "أَحِبُّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم".
*   *  *
ممَّا نحن خائِفُون اليوم؟ نحن مُتَلَكِّئُون؟ المائِدَةُ مملؤَةٌ فلا نَخشَى الموتَ لأنَّ الموتَ (الرُّوحيَّ) قد أُبِيدَ وتَمَرْمَرَتِ الأرواحُ الشِّرِّيرَة في الجحيمِ، والوعدُ قائِمٌ قاطِعٌ على الدَّوام "ها أنا معكم كلَّ الأيَّام إلى انقضاءِ الدَّهر".
الرَّبُّ يسوع مُسْتَعِدٌّ لنجدتِنَا في كلِّ آن. فلا تخافوا! أنتم لستُم وحدكم. بالصَّلاة أنتم حاصِلُون على قوَّةِ اللهِ الـمُتَجَسِّدِ والقائِمِ والغالِبِ العالم والموت.
اليوم وفي كلِّ يوم قولوا: أنا أَنْطَلِقُ من جديدٍ، أنا وحدي، أنا مع إخوتي في الكنيسة، إلى البشارَة بكلمةِ الله الـمُخَلِّصَة، رجائنا ورجاء العالم الحاضِر المعذَّب. فقط عندما نمتلِكُ قلبًا تائِبًا مُشْتَعِلاً بنعمةِ الله عندها تكونُ رسالتُنَا في مجتمعِنَا اليوم حامِلَةً أثمارًا تُمَجِّدُ اللهَ وتكشفُ عن ملكوتِه في الأرض.
المسيحُ قامَ ونحنُ معه، آمين ثمَّ آمين.
                      
                                     + أفرام
                          مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريَّة القيامة باللَّحن الخامِس
 
المسيحُ قامَ من بينِ الأموات، وَوَطِئَ الموتَ بالموتِ ووهبَ الحياةَ للَّذينَ في القُبُور.
الإيباكويي (الطَّاعَة) باللَّحن الرَّابِع
 
سَبَقَتِ الصُّبْحَ اللَّواتي كُنَّ مع مريم، فَوَجَدْنَ الحجَرَ مُدَحْرَجًا عَن القَبْرِ، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائِلاً لهنَّ: لِمَ تَطْلُبْنَ مع الموتَى كإنسانٍ الَّذي هُوَ في النُّورِ الأَزَلِي، أُنْظُرْنَ لَفَائِفَ الأَكْفَانِ وأَسْرِعْنَ واكْرِزْنَ للعالَمِ بأنَّ الرَّبَّ قَدْ قامَ وأَمَاتَ الموتَ، لأنَّه ابنُ اللهِ الـمُخَلِّصُ جِنْسَ البَشَرِ.
القنداق باللَّحن الثَّامِن
 
وَلَئِنْ كُنْتَ نَزَلْتَ إلى قبرٍ يا مَن لا يموت، إِلاَّ أَنَّكَ دَرَسْتَ قُوَّةَ الجحيم، وقُمْتَ غالِبًا أَيُّها المسيحُ الإله، وللنِّسوَةِ حامِلاتِ الطِّيبِ قُلْتَ افْرَحْنَ، ولِرُسُلِكَ وَهَبْتَ السَّلام، يا مانِحَ الواقِعِينَ القِيَام.
الرّسالة
أع 1: 1-8
هذا هُوَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَهُ الرَّبّ. فَلْنَتَهَلَّلْ ونَفْرَحْ بِهِ
اِعْتَرِفُوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالِحٌ وإِنَّ إلى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ
 
إِنِّي قد أنشأتُ الكلامَ الأوَّلَ يا ثاوفِيلُسُ في جميعِ الأمورِ الَّتي ابتدَأَ يسوعُ يعمَلُها ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الَّذي صَعِدَ فيهِ من بعدِ أنْ أَوْصَى بالرُّوح القُدُسِ الرُّسُلَ الَّذينَ اصطَفَاهُم، الَّذين أَراهُمْ أيضًا نفسَهُ حيًّا بَعْدَ تألُّمِهِ ببراهينَ كثيرةٍ وهو يَتَراءَى لهم مُدَّة أربعينَ يومًا ويُكلِّمُهُم بما يَخْتَصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مُجتَمِعٌ معهم أَوْصَاهُم أنْ لا تَبْرَحُوا من أُورشليمَ بل انتَظِرُوا موعِدَ الآبِ الَّذي سمعتُمُوهُ منِّي، فإنَّ يوحنَّا عَمَّدَ بالماءِ وأمَّا أنتُم فَسَتُعَمَّدُونَ بالرُّوحِ القُدُسِ، لا بعدَ هذه الأَيَّام بكثيرٍ. فسألَهُ المجتمِعُونَ قائِلينَ: يا رَبُّ أَفِي هذا الزَّمان تَرُدُّ الـمُلْكَ إلى إسرائيلَ؟ فقالَ لهم ليس لكم أنْ تَعْرِفُوا الأَزمنةَ أو الأوقاتَ الَّتي جَعَلَها الآبُ في سُلْطَانِه، لكنَّكُم ستَنَالُونَ قُوَّةً بحلولِ الرُّوحِ القُدُسِ عَلَيْكُم، وتكونونَ لي شهودًا في أورشليمَ وفي جميعِ اليهوديَّةِ والسَّامِرَة، وإلى أَقْصَى الأرض.
الإنجيل
يو1: 1-17
 
في البَدْءِ كانَ الكَلِمةُ والكَلِمةُ كانَ عندَ اللهِ وإِلهًا كانَ الكَلِمَة. هذا كانَ في البَدْءِ عندَ الله. كُلٌّ بهِ كانَ وبغيرِهِ لم يكُنْ شَيءٌ ممَّا كُوِّن. بهِ كانتِ الحياةُ والحياةُ كانَتْ نُورَ النَّاسِ والنُّورُ في الظُّلْمَةِ يُضِيءُ والظُّلْمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إِنسانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنَّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ ليَشْهَدَ للنُّور. لكي يؤمِنَ الكلُّ بِواسطتِهِ. لم يكنْ هوَ النُّورَ بل كانَ لِيَشْهَدَ للنُّورِ. كان النُّور الحقيقيُّ الَّذي يُنير كلَّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم. في العالمِ كانَ والعالمُ بهِ كُوِّنَ والعالمُ لَمْ يعرِفْهُ. إلى خاصَّتِهِ أَتَى وخاصَّتُهُ لم تقبَلْهُ. فأَمَّا كلُّ الَّذينَ قَبِلُوهُ فقد أَعطاهُم سُلطَانًا أَنْ يكونُوا أولادًا للهِ، وهم الَّذينَ يؤمِنُونَ باسمِهِ، الَّذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِنْ مَشِيئَةِ لحمٍ ولا مِن مَشِيئَةِ رَجُلٍ لكنْ مِنَ اللهِ وُلِدُوا. والكلمَةُ صارَ جسدًا وحَلَّ فينا (وقدْ أبْصَرْنَا مَجْدَهُ مَجْدَ وَحِيدٍ من الآبِ) مملوءًا نِعمَةً وحقًّا، ويُوحَنَّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائِلاً: هذا هُوَ الَّذي قُلْتُ عَنْهُ إِنَّ الَّذي يَأتي بَعدي صارَ قَبْلِي لأنَّهُ مُتَقَدِّمِي. ومن مِلئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنَا ونعمةً عِوَضَ نعمةٍ. لأنَّ النَّاموسَ بموسى أُعْطِيَ، وأمَّا النِّعْمَةُ والحَقُّ فَبِيَسُوعَ المسيحِ حَصَلا.
 
في الإنجيل
 
في البدء كان الله. وكان الله ثالوثًا.
كان الله ثلاثة أقانيم أو ثلاثة أشخاص من دون انفصالِ أحدهم عن الآخَرَيْن. كان الله آبًا وابنًا وروحًا قُدُسًا يشترِكُون في الطَّبيعَة الإلهيَّة الواحِدَة الأَحَدَة، الَّتي ما مِن طبيعة إِلهيَّةٍ سواها.
والله وحده هو الموجود منذ الأزل. الله هو "الكائِن" (O Ω´n)، الكائِن على الدَّوام. الله كان وكائِنٌ وسيكون. لا بداية لوجوده ولا نهاية. كان الله ولم يكن موجود سواه.
"في البدء خلق الله السَّماء والأرض" (تك 1:1)، أي خلق الكلّ، السَّماء وما فيها والأرض وما فيها.
كان الله ثالوثًا، ولكنَّ الإنسان لم يعرفه كثالوث، ولم يَسْتَعْلِن الله في العهد القديم كثالوث. ففي العهد القديم، اللهُ أَحَدٌ، بمعنى أَنَّه أقنومٌ واحِدٌ وما من وجودٍ لأقنوم إلهيٍّ سواه.
"إسمع يا إسرائيل: يهوه إلهك ربّ أَحَد" (تثنية الإشتراع)، هذا هو قانون الإيمان الَّذي كان يتلوهُ اليهوديُّ ثلاث مرّات في اليوم.
ونجد في سفر إشعيا الثاني، الَّذي كُتِب في أواخِرِ سِنِي الجَلاءِ إلى بابِل، أَسْمَى تعبيرٍ عن تَفَرُّدِ "يهوه" بالأُلوهِيَّة وبطلان الآلـِهَة الأُخرى:
"أَنتم شهودي يقول يهوه. لأنَّكم عَلِمْتُم وآمَنْتُم بي.
وفهمتُم أَنِّي أنا هو.          ما كان قبلي من إله
ولن يكون مِن بعدي!   فأنا أنا الرّبّ، 
ولا مخلّص غيري"           (إش 10:43ـ11)
"قال يهوه ملك إسرائيل،     فاديه وربّه القدير:
أنا الأوَّل وأنا الآخِر،   ولا مخلّص غيري"      (إش 6:44)
 
لقد تطوَّرَ إيمان إسرائيل، بواسطة الوحي الإلهيّ، مِنْ "لقد عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ صالِـح، وأَنَّ إلهَنَا فوق جميع الآلهة" (المزمور)، ومِنْ "لا مَخَلِّص غيري" إلى "لا إله غيري". لقد توصَّلَ إشعيا الثَّاني، بِكَشْفِ الرُّوح القُدُس، إلى إعلان وحدانيَّة الله.
وظهر يسوع النَّاصِرِيّ، وأعلن نفسه ابنًا لله، وقال: "إنّ أبي ما زال يعمل، وأنا أعمل أيضًا ... لا يستطيع الابن أن يفعل شيئًا من عنده، بل لا يفعل إلاّ ما يرى الآب يفعله ... إنّ الأعمال التي وكل إليّ الآب أن أُتِمَّهَا، هذه الَّتي أعملها، هي تشهد لي بأنّ الآب أرسلني.... أنا هو الخبز الحيّ الَّذي نزل من السَّماء. مَن يأكل من هذا الخبز يحيَا إلى الأبد.... إنّي من الله خرجت وأتيت ... الحقّ أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم، أنا هو ... أنا في الآب والآب فيّ ... من رآني فقد رأى الآب ..." (إنجيل يوحنّا). وقال الرّبّ يسوع أيضًا لليهود: "متى رفعتُم ابنَ الإنسان (أي متى رفعوا يسوع على الصَّليب)، عرفتُم أَنِّي أنا هو. إنّ الَّذي أرسَلَنِي هو معي. لم يتركني وحدي. لأنّي أعملُ دائمًا أبدًا ما يرضيه" (إنجيل يوحنّا). وهكذا، فإنّ الله لم يترك يسوع الَّذي أطاعه حتّى الموت، موت الصليب، وأقامه من بين الأموات، وأصعدَه إلى السَّماء بجسده الـمُمَجَّد، وأجلَسَه عن يمينه، دافِعًا إليه كلّ سلطان في السَّماء وعلى الأرض. وهكذا استَعْلَنَ يسوعُ ربّ الكلّ وإلههم. فصرخ توما: "الرَّبّ الذي لي، والإله الَّذي لي".
وهكذا استعلن الله، في الإنجيل، آبًا وابنًا. "الله لم يره أحد قطّ. الابن الوحيد، الكائِنُ في حضن الآب، هو خَبَّرَ" .
وهكذا توصّل اللاهوتيّ العظيم، كاتب الإنجيل الرابع، إلى أن يفتَتِحَ إنجيلَه بآيات من أعلى ذرى الإعلان الإلهيّ، مُتَكلِّمًا على ابن الله، مسمِّيًا إيَّاه "الكلمة"، "كلمة الله": 
"في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله، وإلهًا كان الكلمة.
هو في البدء كان عند الله.
به كان الكلّ، وبغيره ما مِن موجود".
بطرس أم يهوذا؟
 
الإثنان خانا المسيح. يهوذا أسلمه ليُقْتَل، بطرس نكرَهُ وجحدَه وهرَب. الخيانةُ واحِدة، ولا فرق فيها بين يهوذا وبطرس. الإثنان ندِما. يهوذا ندِمَ على فِعْلَتِهِ، فَرَدَّ الثَّلاثين من الفضَّة وشنقَ نفسَه، وبطرس أيضًا نَدِمَ بعدما أَنْكَرَ المعلّم، وبكى بكاءً مُرًّا. الإثنان تشارَكَا الخِيانَة والنَّدَم.
ولكن لماذا تتحدَّثُ الكنيسة عن يهوذا بشكل مختلِفٍ تمامًا عمّا تتحدّث فيه عن بطرس؟ لماذا تَنْعَتُ الكنيسة يهوذا بأبشعِ النُّعُوت، بينما تعتبرُ بطرس زعيم الرُّسُل؟
الفرقُ بين الإثنين كبير. يهوذا خانَ المسيح، أَسْلَمَهُ للصَّلْبِ، نَدِمَ، ولكنَّه انتَحَر. اِنْتَحَرَ لأنَّه نَدِمَ واعتَبَرَ أنَّ الخطَأَ حصل ولا يمكن تصحيحه، فيَئِسَ وقرَّر الانتِحَار. أَحَبَّ سَيِّدَهُ؟ ربّما، ولكنَّهُ يَئِسَ من رحمته. أحبّ المسيحَ؟ ممكن، ولكنَّهُ تَجَمَّدَ في خَطَئِهِ ولم يتجاوَزْهُ. أَحَبَّ المسيحَ؟ أعتَقِدُ ذلك، ولكنَّه لم يَرَ قيامَتَهُ ولم يشارِكْ فيها.
أمّا بطرس، فلقد خانَ المسيحَ هو أيضًا، وتركَهُ وهرَبَ، نَدِمَ وبَكَى. والفَرقُ الأساسِيُّ بينه وبين يهوذا أنَّه لم ييأَس، ولم يعتَبِر أنَّ الخطأَ الَّذي ارتَكَبَهُ لا يُغْتَفَر. نَدِمَ، ولكنَّ الرَّجاء كان يملؤه بأنَّ معلِّمَه رحيمٌ وغَفُور. نَدِمَ، ولكنّه تجاوَزَ خطأه، تابَ وطلبَ المغفِرَةَ بصدقٍ وحرارة، فاستحقَّ بأنْ ينظُرَ إلى المسيح الغالِبِ المنتَصِرِ على الموت، إلى المسيح القائِمِ من بين الأموات، فعَايَنَ القيامة وشارَكَ فيها.
نقرأ في نهاية قنداقِ وبيتِ سَحَرِ الأحد للَّحن السَّابِع: "أُخرُجُوا يا مؤمنونَ إلى القيامة". هذا ما فعله بطرس. رمى كلّ شيء، رمى الخطيئة والجمود الَّذي تنتجه، تحرَّكَ باتِّجاه المسيح القائِم من بين الأموات. المشارَكَة في القيامة تَتَطَلَّبُ خُرُوجًا من جمود الخطيئة، وقرارًا بعدم الاستسلام لها والتَّوَقُّف عندها. تحرَّك بطرس نحو المسيح القائِم، فَهِمَ أنَّ الخطأ لا يَقْتُلُنا إلاّ إذا استسلَمْنَا له. فَهِمَ أنّ المسيح يَقْبَلُ من يتقدَّم إليه، فَهِمَ أنّ التَّوبة والمغفرة أقوى بكثير من الخطيئة، وأنّ التَّوَقُّفَ عند الخطأ انتحارٌ وموت.
كلٌّ مِنَّا في حياته يتأرجَحُ بين يهوذا وبطرس. كم من مَرَّةٍ نُخطِئ ونندَم ولكنّنا نتجمّد أمام خطئنا ولا نتجاوزه، نحفظ مساوِئ الآخَرين، ولا ننساها. كم من مرّة نسمح لأنفسنا بإدانة الآخَر، أي بالتَّوقُّف عند أخطائه وعدم تجاوزها. كم من مرّة نسمح لأنفسنا بأن لا نرى في الآخَر إلاّ مصدَرًا للخطيئة، فنبتعد عنه ونرذله. كم من مرّة نجد أنفسنا واقفين أمام حائطِ خطايانا، باكِين ومُتَمَرْمِرِين، نُسَرُّ بِحَمْلِهَا والبكاء عليها، ونبقى عاجِزين عن دخول الباب الَّذي فتحه لنا المسيح الناهض في هذا الحائط لندخُل ونشارِك في قيامَتٍهٍ الظَّافِرَة، وفي الحياة الجديدة الَّتي أَعَدَّها لنا.
بطرس أم يهوذا؟ الجواب عند كلّ  واحدٍ منّا.
أخبـــارنــــا
 إجتماع كهنة الأبرشيَّة
 
نذكِّر كهنة الأبرشيَّة بموعد لقائهم الدَّوريّ الَّذي سيُعْقَدُ في دير رقاد السَّيِّدَة- بكفتين نهار السَّبت الواقع فيه 11 ايَّار 2013. يبدأ اللقاء بصلاة السّحريّة عند السَّاعة الثَّامِنَة صباحاً ويليها القدَّاس الإلهي. بعد القدّاس يعقد اجتماع الكهنة مع صاحب السيادة راعي الأبرشيّة والَّذي ستُعالَجُ فيه المواضيع المطروحة على جدول الأعمال. ويختم اللِّقاء بمائدة محبّة.