الأحد 26 أيَّار 2013

الأحد 26 أيَّار 2013

26 أيار 2013

 

الأحد 26 أيَّار  2013
العدد 21
أحــد المخلَّع
اللَّحن الثَّالث       الإيوثينا الخامسة
 
*26: الرَّسول كَرْبُس أحد السَّبعين، يعقوب بن حلفى.** 27: الشَّهيد في الكهنة إلاّذيوس، يوحنَّا الرُّوسي. * 28: إفتيشيوس أسقف مالطية، أندراوس المتباله. 29: إنتصاف الخمسين، الشَّهيدة ثاودوسيَّا، ألكسندروس رئيس أساقفة الاسكندريَّة. * 30: البارّ إسحاقيوس رئيس دير الدلماتن، البارّة إيبوموني. *31: الشَّهيد هرميوس. * 1:  الشَّهيد يوستينوس الفيلسوف. 
 
بيتُ الرَّحْمَة
 
نصّنا الإنجيلي اليوم يكلِّمُنا عن مُخَلَّعٍ جلسَ سنين طوال على بِرْكَةِ بيت حِسدا، وبيت حِسدا تعني بالعربيَّة بيت الرَّحمة. فهذا الفقير إلى وجه ربِّه كان ينتظر من يرحمُه ويُدْخِلُه في رحمة الله حيث النِّعمة الإلهيَّة فاعِلَة وشافِيَة من كلِّ مرض، مع كلِّ أسف لم يَلْقَ شخصًا يُلْقِيه في هذه البِرْكَة.
 
المقارنة أنَّه التقى يسوع الَّذي هو إنسان، ولكنَّه ليس كباقي النَّاس، إنسانٌ يحملُ قلبًا، يحمل حسًّا، يحمل حبًّا، والآخَر هو مسؤوليَّته، لا بل قد تماهى فيه فحمل ألم المتألِّم وفَرَحَ الفَرِح. هذا الإنسان الَّذي يذكِّرنا بالإنسان قبل السُّقوط، أي كما أراده الله ألّا يكون لذاته بل للكلّ. فيسوع يعلِّمنا بهذا
المثل أنَّنا مسؤولون عن الآخَرين وأنَّنا من يعكس رحمة الله إليهم. أَلَسْنَا نحن مؤتَمَنين على نِعَمِهِ؟
 
الكنيسة بيت الرَّحمة، فهل نقود نحن أحدًا إلى هذا البيت؟ فكلّنا مخلَّعٌ وكلّنا يسوع ولكنَّ الرَّحمة هي شرعة الله، هي شرعة الكنيسة: "أريد رحمةً لا ذبيحةً". الآخَرُ الفقير والمحتاج، أيًّا كان، هو مذبح الله كما يقول القدِّيس يوحنَّا الذَّهبيّ الفم. فأيّة رحمة نعطي اليوم؟ وأيّ استفقادٍ نفتقد به بعضنا البعض؟ بيت حِسدا أمامنا وفينا وحولنا، فهل نكون البِرْكَة أم المخلّع أم يسوع؟
+ الأسقف
                غطاس هزيم
 
طروباريَّة القيامة   باللَّحن الثَّالث
 
لتفرح السَّماويَّات، ولتبتهج الأرضيَّات، لأنَّ الرَّبَّ صنع عِزًّا بساعده، ووطئ الموت بالموت، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنح العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
قنداق الفصح  باللَّحن الثَّامِن
 
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبرٍ يا مَن لا يموت، إلاّ أنَّك درستَ قوةَ الجحيم، وقُمتَ غالبًا أيُّها المسيحُ الإله، وللنِّسوةِ حاملاتِ الطِّيب قُلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السَّلام، يا مانحَ الواقِعِينَ القِيام.
الرسالة
أع 9: 32-42
رتِّلُوا لإِلهِنا رتِّلُوا
يا جميعَ الأُممِ صَفِّقُوا بالأيادِي 
 
في تلكَ الأيَّامِ، فيما كانَ بُطُرسُ يَطوفُ في جَميع الأماكِنِ، نَزَل أيضًا إلى القدِّيسينَ السَّاكِنينَ في لُدَّة، فوَجَدَ هناكَ إنسانًا اسمهُ أَيْنِيَاسَ مُضَطجِعًا على سريرٍ مِنذُ ثماني سِنينَ وهُوَ مُخلَّع. فقالَ لهُ بطرُسُ: يا أينِياسَ يشفِيكَ يسوعُ المسيحُ. قُمْ وافتَرِشْ لنفسِك. فقام لِلوقت. ورآه جميعُ السَّاكِنين في لُدَّة وسارُونَ فَرَجَعوا إلى الرَّبّ. وكانت في يافا تِلميذَةٌ اسمُها طابيِتَا الَّذي تفسيرُهُ ظَبْيَة. وكانت هذه مُمتَلِئةً أعمالاً صَالحةً وصَدقاتٍ كانت تعمَلُها. فحدَثَ في تِلكَ الأيامِ أنَّها مَرِضَتْ وماتَتْ. فَغَسَلُوها ووضَعُوها في العِلِّيَّة. وإذ كانت لُدَّةُ بقُربِ يافا، وسَمعَ التَّلاميذُ أنَّ بطرُس فيها، أَرسَلُوا إليهِ رَجُلَيْن يسألانِهِ أنْ لا يُبطِئَ عن القُدُوم إليهم. فقام بطرُسُ وأتى مَعَهُمَا. فَلمَّا وَصَلَ صَعدوا بهِ إلى العِلِّيَّة. ووقَفَ لديِه جميعُ الأرامِلِ يَبْكِينَ ويُرِينَهُ أَقْمِطَةً وثِيابًا كانت تَصنَعُها ظَبيَةُ معَهَنَّ. فأخرَجَ بُطرُسُ الجميعَ خارِجًا، وجَثَا على رُكبَتَيْهِ وصَلَّى. ثمَّ التَفَتَ إلى الجَسَدِ وقالَ: يا طابيتا قُومي. فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. ولـمَّا أَبْصَرَتْ بُطرُسَ جَلَسَتْ، فناوَلَهَا يَدَهُ وأنهضَها. ثم دعا القدِّيسيِنَ والأرامِلَ وأقامَها لَديهمِ حيَّةً. فشاعَ هذا الخبرُ في يافا كلِّها. فآمَنَ كَثيرون بالرَّبّ.
الإنجيل
يو 5: 1-15
 
في ذلك الزَّمان، صَعِدَ يسوعُ إلى أورشليم. وإنَّ في أورشليم عند باب الغَنَمِ بِرْكَةً تُسَمَّى بالعبرانية بيتَ حِسْدَا لها خمسةُ أَرْوِقَة، كان مُضطجعًا فيها جمهورٌ كثيرٌ من المرضى من عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ويابِسِي الأعضاء ينتظرون تحريكَ الماء، لأنَّ ملاكًا كان يَنْـزِلُ أَوَّلاً في البِرْكَة ويحرِّكُ الماء، والَّذي كان ينـزِلُ أوَّلاً من بعد تحريك الماء كان يَبْرَأُ من أَيِّ مرضٍ اعتَرَاه. وكان هناك إنسانٌ به مرض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة. هذا إذ رآه يسوع ملقًى وعلم أنَّ له زمانًا كثيرًا قال له: أتريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيِّدُ ليس لي إنسانٌ متى حُرِّك الماء يُلقِيني في البركة، بل بينما أكون آتِيًا ينـزل قَبْلِي آخَر. فقال له يسوع: قُمْ احْمِلْ سريرَك وامْشِ. فللوقت بَرِئَ الرَجُلُ وحمل سريرَه ومشى. وكان في ذلك اليوم سبتٌ. فقال اليهودُ للَّذي شُفِيَ: إنَّه سبتٌ، فلا يحلُّ لكَ أن تحمل السَّرير. فأجابهم: إنّ الَّذي أَبْرَأَنِي هو قال لي: احْمِلْ سريرَك وامشِ. فسـألوه: من هو الإنسان الَّذي قال لكَ احملْ سريرَك وامشِ؟ أمّا الَّذي شُفِيَ فلم يكن يعلم مَن هو، لأنَّ يسوعَ اعتزل إذ كان في الموضع جمعٌ. وبعد ذلك وَجَدَهُ يسوع في الهيكل فقال له: ها قد عُوفِيتَ فلا تَعُدْ تُخْطِئ لِئَلَّا يُصِيبَكَ شرٌّ أعظم. فذهب ذلك الإنسانُ وأخبرَ اليهودَ أنَّ يسوع هو الَّذي أَبْرَأَهُ.
في الإنجيل
"يا سيِّدُ، ليس لي إنسانٌ
متى حُرِّكَ الماءُ يُلقِيني في البِرْكَة"
 
في غمرة الفصح، في وهج القيامة، يأتي مخلَّعٌ اليوم ليقول للسَّيِّد: "ليس لي إنسان متى حُرِّكَ الماءُ يُلقيني في البركة".
هذه البركة الَّتي كانت تشفي المريض الَّذي ينزل أوّلًا فيها بعد أن يُحَرِّكَ الملاكُ الماءَ. وهذا للتَّأكيد الواضِح أنّ فعلَ الشِّفاء ليس من الماء بل من نعمة الله، لكي لا يَلتَجِئ النَّاس إلى عبادة الماء، بل يطلبون بإيمان نعمة الله وبركته.
"ليس لي إنسان"، صرخة أطلقها هذا الانسان العاجِز عن التَّحَرُّك، ليعبِّر بها عن وحدته في مصيبته، وعن إهمال النَّاس له واهتمامهم فقط بما يختصّ بهم، في حين أنّهم مدعوُّون إلى فعل الخير وإنصاف المظلوم (إشعيا 1: 17).
ولكنَّ إنسانًا كهذا، وإن تُرِك "زمانًا كثيرًا"، غير أنّه لا يُترَكُ إلى الأبد. ووحده الإله المحبّ البشر، المتحنّن، يفتقده ويشفيه بقوله له: "قمْ احمِلْ سريرَك وامشِ". ويصير هذا الافتقاد نموذَجًا لتَلَهُّفِ الرُّعاة إلى افتقاد كلّ مَن "ليس له إنسان" يعينه ويساعده في مصيبته.
"أتريدُ أن تَبْرَأ"، مبادرةٌ قام بها الرَّبّ يسوع تجاه هذا المخلَّع، في حين نجد أنَّ الكتاب المقدَّس يخبرنا في أماكن أخرى وحوادث مختلفة أنّ أصحاب الحاجات هم الَّذين يطلبون إليه ويصرخون بما يحتاجونه. يسوع يَعْلَمُ ما يريد هذا المخلَّع بدون أن يسأله، ولكنّه يريد أيضًا أن يقول هذا المخلّع بلسانه ما هي معاناته. وهذا، لكي يلقى طلبه النَّابِع من قلبه صدًى وتجاوبًا لدى الرَّبّ يسوع الَّذي يقدِّمُ له شِفَاءً أوَّلِيًّا (بأن يمشي)، ثم يُرفِقُه بدواءٍ يحمل الشِّفاء الكامِل لهذا المخلَّع إذ يوصيه بأن "لا تَعُدْ تُخطِئ".
اللَّافِتُ في نهاية هذه الحادثة، أنَّ يسوع وَجَدَ الَّذي كان مخلَّعًا في الهيكل.
لم يتنكَّرْ هذا المخلّع لجماعته ولهيكله على الرُّغم من تنكُّرِهم له عندما تركوه مرمِيًّا وحيدًا منذ ثمان وثلاثين سنة.
لم يحمل في نفسه أيّ شعور بالضَّغينة ضدّ من قَصَّرَ بحقِّه وقد كان يكفيه فقط أن يُحمَل ويُرمى في البركة.
لم يُلْقِ بالَّلوم على أيّ أحد ولم يتذمَّر من تغاضٍ أو إهمال.
ذهب إلى الهيكل بعد أن شُفي، وكان هذا للصَّلاة والشُّكر لله. وكأنّه أراد أن يقول إنّه واحد وأساس في هذا الانتماء إلى الهيكل لأنّه هو نفسه يريد أن يكون صالِـحًا بمعزل عن موقف النَّاس تجاهه.
أليس هذا هو الموقف الَّذي يجب على ابن القيامة أن يتَّخِذَه؟
ألا يجب أن نماثله بسلوكه مُتَرَفِّعِين عن تضييع وقتنا بالانتقاد والتَّذمُّر والتَّمَلْمُل من تصرّف الآخرين تجاهنا محاولين أن ننسى، أو نتناسى، مسؤوليّة إيماننا الشَّخصيَّة ومبادرتنا في أن يكون الواحِد منّا نموذجًا يقلّده الآخَرون في الصَّلاح والثَّبات في الإيمان؟
إن أغفلنا هذا، فالفرصة اليوم مُتاحَة لنا لنقول بسلوكنا المجسِّد للإيمان بالرَّبِّ القائِم إنَّنَا ملتزِمُون بعضنا بالبعض الآخَر لا سِيَّمَا مَن يحتاجون المعونة، وعامِلُون بوصيَّة الرَّبِّ الموجَّهَة إلى كلٍّ منّا: "لا تَعُدْ تُخْطِئ".
المسيح قام، حقًّا قام.
إلهي إلهي لماذا تركتَني؟
 
إنَّ صرخة المسيح هذه على الصَّليب، صرخة الألم، البكاء، اليأس من التَّخَلِّي، تُظْهِرُ أنَّ المسيح بناسوته، أي بطبيعته البشريَّة، عَرَفَ كلَّ مآسي البشر وأنّه لَمَس الهوّة السَّحيقَة الَّتي نَتَجَتْ عن تركِ الإنسان لله وغربته عنه. إلاّ أنّ صرخة المخلِّص لا تعني أنَّ الآب تخلّى عنه أو أنّ الألوهة فارقته، بل هو كان يمثّلنا بشخصه. لأنَّنا قبلًا كُنَّا متروكين ومُحْتَقَرِين، أمَّا الآن فجرى تعهّدنا وتمّ خلاصنا بآلامه لأنّه قدّس كلّ آلام البشر وعذاباتهم.
حقًّا إنَّ الرَّبَّ شفى آلام البشر وحوّل عذاباتهم إلى فرح بصرخة منه على الصَّليب "إلهي إلهي لماذا تركتَني؟" لأنّ هذا لا يتحقَّق إلاّ بالصَّليب وأنّه أبطل الحاجة إلى ارتكاب الخطيئة ووضع حدًّا لطغيان الشِّرِّير، وحطَّم شوكة الموت، إلاَّ إنَّه لم يُلْغِ الخطيئة أو أعمال الشَّيطان، ولا الموت الجسدي، ولا حتّى نتائج الخطيئة، لأنّه لم يشأ أن يتعدَّى على إرادة الإنسان الحُرَّة.
من هنا، كلّ الأسئلة التي تُطرَح اليوم والصَّرخات الَّتي تعلو: إلهنا إلهنا لماذا تركتَنا؟ لماذا تسمح بقتل الأبرياء وخطفهم؟ لماذا تتغاضى عن كلّ هذه الشُّرور؟ لماذا لا تنتقم للَّذين يحبُّونَك؟ لماذا لا تُجري العجائب وتخلِّص البشر من هذه المآسي؟ على هذه التَّساؤلات لا يمكننا إلاّ أن نقول: مَن يعرِفُ أحكام الله؟ كلّ شيء معروف لديه. فهو يرى كلّ شيء ولا تفوته ملاحظة شيء، ولكن ما من أحد يعرف مشيئته.
أمّا ما يمكن تأكيده فهو أن الله خلق كلّ شيء حَسَنًا وأنّ الإنسان هو الَّذي خلق مآسيه بإرادته الحُرَّة، وبالتَّالي من غير المقبول أبدًا أن نلقي اللَّوْم على الله أو أن نعتبره علّة الشَّرّ والألم. وكما يقول القدِّيس باسيليوس: "إنَّ من الحماقة أن يؤمن الإنسان بأنّ الرَّبَّ هو سبب عذابنا: هذه هرطقة تُقَوِّضُ صلاح الرَّبّ". وأيضًا القدِّيس غريغوريوس بالاماس يقول في هذا المضمار: "إنَّ عدم الموت والموت وعدم الفساد والفساد يرتَكِزَان على خيار الإنسان، بما أنَّ اللهَ خلقَهُ حُرًّا، ولم يكن باستطاعته أن يمنعه من اختيار مصيره". فعمل المسيح الخلاصي ليس مفروضًا على الإنسان، بل يَتَوَجَّهُ إلى ملء إرادته.
إذًا، الحياة هي دخول في المعركة والمبارَزَة، صراع بين الخير والشَّرّ، تحدِّي قبول الصَّليب كرفيق دائم أو نكرانه. فليُحَكِّم كلّ واحد وُجِدَ على الأرض ضميرَه الَّذي هو الـمُشَرِّع والسَّاهِر على القانون والمنفِّذ بآنٍ. لأنّه كتابٌ خطّ الله فيه كلّ التَّشريعات الَّتي فرضَها على الشُّعوب كلّها. أمّا نحن المسيحييِّن الَّذين بُلِّغْنَا الكمال وذقنا هبات المسيح بوفرة، علينا أن نحيا إلهيًّا مُفتدين الوقت ومُحتَملين بصبرٍ كلّ أحزان هذه الحياة الوقتيَّة، متوقِّعِين التَّجارب والحروب إلى آخر نسمة من حياتنا، فنرى في هذه التَّجارب أدوية وأعشابًا علاجيَّة تشفي الأهواء المنظورة والجراحات غير المنظورة، إذ لا بدّ لشتاء الأحزان أن ينحلَّ شيئًا فشيئًا ويلوح زمن الرَّبيع. فعلينا أن نتصبَّرَ لِنَدَّخِر لأنفسنا أجرًا وراحةً وفرحًا في الملكوت السَّماوي. فالله خلق الإنسان ليفرح، وليفرح به تحديدًا. 
وأخيرًا، لنصرخُ كلّنا مع الشَّيخ يوسف الهدوئي الآثوسي: "إلهي يا إلهي! اِطَّلِعْ على عالمِك. افتَحْ سماواتِك، مرّة أخرى، وَدَعْ قطرةً من نعمتِك الإلهية تسقط عليه، أَنِرْ قلوب البشر وارحمْهم. إلهي يا إلهي! يا مَن يرى بواطن النَّفس! حَلِّ قلبَنا الَّذي مَرْمَرَهُ الشِّرِّير ونَسِيَ حُبَّك".