الأحد 9 حزيران 2013
09 حزيران 2013
الأحد 9 حزيران 2013
العدد 23
أحد الأعمى
اللَّحن الخامس الإيوثينا الثَّامنة
* 9: كيرلّلس رئيس أساقفة الإسكندريَّة. * 10: الشَّهيدان ألكسندروس وأنطونينا *11: الرَّسولان برثُلماوس أحد اﻟ 12 وبرنابا أحد اﻟ 70، إيقونة بواجب الإستئهال. * 12: وداع الفصح، البارّ أنوفريوس المصريّ، بطرس الآثوسيّ. * 13: خميس الصُّعود الإلهيّ، الشَّهيدة أكيلينا. * 14: النَّبيّ أليشع، مثوديوس رئيس أساقفة القسطنطينيَّة. *15: النَّبيّ عاموس، البارّ إيرونيمس.
الخطيئة والمرض والموت
" مَن أَخْطَأَ أهذا أَمْ أبواهُ حتَّى وُلِدَ أعمَى؟" (يو 9: 2)
هل من ﭐرتباط بين المرض والخطيئة؟ "لا هذا أخطأَ ولا أبواه" (يو 9: 3).
ليست الأمراض كافّة الَّتي يتعرَّض لها البشر نتيجة مباشَرَة لخطيئةٍ مباشَرَة، كما يتوضَّح لنا من جواب الرَّبّ يسوع في حالة الأعمى منذ مولده. لكن، يوجد أمراض هي نتيجة مباشَرَة لخطيئة مباشَرة ومحدَّدة من الإنسان. فمن يتعاطى المخدَّرات، على سبيل المثال، يجلب على نفسه أمراضًا في النَّفس والجسد هي نتيجة مباشَرَة لخطيئته. لكن، ما هو أكيد وثابت هو مرض النَّفس والرُّوح بنتيجة الخطيئة، وهذه هي الأمراض القاتِلَة والفتَّاكة حقًّا لأنَّها تودي بالإنسان إلى العذاب في هذا الدَّهر وفي الآتي.
* * *
كيف نحيا بالرُّوح، أو بكلمة أُخْرَى ما هي الحياةُ الرُّوحيَّة؟ إنَّها عيش الكلمة الإلهيَّة في كلِّ لُحَيْظَة من حياتنا بنعمة الرُّوح القدس، إنَّها العيش مع الله دائمًا، من أدقِّ تفاصيل حياتنا إلى أكبرها، لأنَّ الله يسكن فينا ونحن فيه.
يعتقد العديدون أنَّ الله لا يهتمّ بتفاصيل حياتنا، هذا جهلٌ لعلاقة الله فينا. فإنّ من يُحِبُّ
يهتمُّ بأدقِّ تفاصيل حياة حبيبه، هذا ما نفعله بشريَّا، فكم بالحري في علاقتنا بمن هو المصدر للمحبَّة، بمن هو المحبَّة؟!
* * *
المرض الحقيقي هو الأهواء، والأهواء هي هذه الطَّاقات الَّتي حَبَا اللهُ بها طبيعتَنَا لنتواصَلَ معه ونشترِكَ فيه ونماثِلَه. الإنسان الأنانيّ يتعاطى هذه الطَّاقات ويوجِّهها باتِّجاه ذاته فقط، أمّا المُحِبُّ فيوجِّهها باتِّجاه الآخَر، أي الله والإنسان والخليقة كافَّة. من هنا، فالمرض الحقيقي هو الأنانيَّة الَّتي تتأتَّى من الخوف من الموت وتولِّدُه في آنٍ. لذا، فالدَّواء هو الحبّ الآتي من الله الَّذي يغلب الخوف من الموت، وبالتَّالي الخوف من الآخَر.
من اكتشَفَ هذا السِّرّ الَّذي هو معرفة الله على أنَّه شركةُ محبّةٍ وعطاءٌ كاملٌ للذَّات، وهذه هي حياة الثَّالوث القدُّوس، غلب الموت وكسر قيود الخوف ودخل سرّ قيامة المسيح وعاش في نور الحياة الأبديَّة منذ الآن.
ومَنْ لَهُ أُذُنَانِ للسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!
* * *
طروباريَّة القيامة باللَّحن الخامس
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجُدْ للكلمة الـمُساوي للآبِ والرُّوح في الأزليَّة وعدمِ الإبتداء، المولودِ من العذراء لخلاصِنا، لأنَّه سُرَّ بالجسد أن يَعْلُوَ على الصَّليبِ ويحتَمِلَ الموت، ويُنْهِضَ الموتى بقيامتِهِ المجيدة.
قنداق الفصح باللَّحن الثَّامِن
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبرٍ يا من لا يموت، إلَّا أَنَّكَ دَرَسْتَ قوَّةَ الجحيم، وقُمْتَ غالِبًا أيُّها المسيحُ الإله. وللنِّسوةِ حاملاتِ الطِّيب قُلتَ: افرحنَ، ووهبتَ رُسُلَكَ السَّلام، يا مانِحَ الواقِعين القِيام.
الرِّسالَة
أع 16: 16-34
أنتَ يا ربُّ تَحْفَظُنا وَتَسْتُرُنا في هذا الجيل
خَلِّصْنِي يا ربُّ فإنَّ البَارَّ قَدْ فَنِي
في تلك الأيّام، فيما نحن الرُّسُّلَ مُنْطَلِقُونَ إلى الصَّلاةِ، ٱسْتَقْبَلَتْنَا جاريةٌ بها روحُ عِرافَةٍ، وكانت تُكْسِبُ موالِيَهَا كسبًا جزيلًا بعرافتها. فطفقت تمشي في إِثْرِ بولسَ وإِثْرِنَا وتصيحُ قائلة: هؤلاء الرِّجال هم عبيدُ الله العَلِيِّ وهم يُبَشِّرونَكُم بطريق الخلاص. وصنعَتْ ذلك أيَّامًا كثيرة، فتضجَّرَ بولسُ والتَفَتَ إلى الرُّوح وقال: إنِّي آمُرُكَ باسم يسوعَ المسيح أن تخرجَ منها، فخرج في تلك السَّاعة. فلمَّا رأى مَوالِيَهَا أنَّه قد خرج رجاءُ مَكْسَبِهِم قبضوا على بولسَ وسيلا وجرُّوهُما إلى السُّوق عند الحُكَّام، وقدّموهما إلى الوُلاةِ قائِلِين: إنَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يُبَلْبِلانِ مدينَتَنا وهما يهودِيَّان، وينادِيَان بعادَاتٍ لا يجوزُ لنا قَبُولُهَا ولا العملُ بها إذ نحن رومانيُّون. فقام عليهما الجمعُ معًا، ومزَّق الوُلاةُ ثيابَهُمَا وأمروا أن يُضْرَبا بالعِصِيِّ. ولـمَّا أَثْخَنُوهُما بالجراح أَلقَوهُمَا في السِّجن وأَوْصَوا السَّجَّانَ بأن يحرُسَهُما بِضَبْطٍ. وهو، إذ أُوصِيَ بمثل تلك الوصيَّة، أَلقاهُما في السِّجن الدَّاخليِّ وضَبَطَ أرجُلَهُمَا في الـمِقْطَرَة. وعند نصف الليل كان بولسُ وسيلا يصلِّيَان ويسبِّحان اللهَ والمحبوسون يسمعونَهُما. فحدثَ بغتَةً زلزلةٌ عظيمةٌ حتَّى تزعزعتْ أُسُسُ السِّجن، فٱنْفَتَحَتْ في الحال الأبوابُ كلُّها وانْفَكَّتْ قيودُ الجميع. فلمَّا ٱسْتَيْقَظَ السَّجَّان ورأى أبوابَ السِّجْنِ أَنَّهَا مفتوحةٌ، اسْتَلَّ السَّيفَ وهَمَّ أن يقتُلَ نفسَهُ لِظَنِّهِ أَنَّ المحبوسِينَ قد هَرَبُوا. فناداهُ بولسُ بصوتٍ عَالٍ قائِلًا: لا تعمَلْ بنفسِكَ سُوءًا، فإِنَّا جميعَنَا هَهُنَا. فطلبَ مصباحًا ووثَبَ إلى داخلٍ وخَرَّ لبولسَ وسيلا وهو مُرْتَعِدٌ، ثمَّ خرجَ بهما وقالَ: يا سَيِّدَيَّ، ماذا ينبغي لي أَنْ أَصْنَعَ لكي أَخْلُصَ؟ فقالا: آمِنْ بالرَّبِّ يسوعَ المسيحِ فَتَخْلُصَ أنتَ وأهلُ بيتِك. وكلَّمَاهُ هو وجميعَ مَنْ في بيتِهِ بكلمةِ الرَّبِّ، فَأَخَذَهُمَا في تلكَ السَّاعةِ من اللَّيْلِ وغسلَ جراحَهُمَا وٱعْتَمَدَ من وقتِهِ هو وذووهُ أَجْمَعُون. ثمَّ أَصْعَدَهُمَا إلى بيتِه وقدَّم لهما مائدةً وابْتَهَجَ مع جميعِ أهلِ بيتِه إذ كانَ قد آمَنَ بالله.
الإنجيل
الإنجيل: يو 9: 1-38
في ذلك الزَّمان، فيما يسوعُ مُجْتَازٌ رأى إنسانًا أَعْمَى منذ مَوْلِدِه، فسألَهُ تلاميذُه قائِلِين: يا رَبُّ، مَن أَخْطَأَ أهذا أَمْ أبواهُ حتَّى وُلِدَ أعمَى؟ أجاب يسوعُ: لا هذا أخطأَ ولا أبواه، لكن لتظهَرَ أعمالُ اللهِ فيه. ينبغي لي أنْ أعملَ أعمالَ الَّذي أرسلَنِي ما دامَ نهارٌ، يأتي ليلٌ حين لا يستطيع أحدٌ أن يعمل. ما دُمْتُ في العالَمِ فأنا نورُ العالَم. قالَ هذا وتَفَلَ على الأرض وصنع من تَفْلَتِهِ طِينًا وطَلَى بالطِّين عَيْنَيِ الأعمى وقال له: ٱذْهَبْ وٱغْتَسِلْ في بِرْكَةِ سِلْوَام (الَّذي تفسيرُهُ الـمُرْسَلُ)، فمضى وٱغْتَسَلَ وعَادَ بَصِيرًا. فٱلجيرانُ والَّذينَ كانوا يَرَوْنَهُ من قَبْلُ أنَّه أعمى قالوا: أليسَ هذا هو الَّذي كان يجلِسُ ويَسْتَعْطِي؟ فقالَ بعضُهُم: هذا هو، وآخَرونَ قالوا: إنَّه يُشْبِهُهُ. وأمَّا هو فكان يقول: إِنِّي أنا هو. فقالوا له: كيف ٱنْفَتَحَتْ عيناك؟ أجاب ذلك وقال: إنسانٌ يُقال له يسوع صنع طينًا وطلى عينيَّ وقال لي ٱذْهَبْ إلى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وٱغْتَسِلْ، فمضيتُ وٱغْتَسَلْتُ فأبصرتُ. فقالوا له: أين ذاك؟ فقال لهم: لا أعلم. فأتَوا به، أي بالَّذي كان قبلاً أعمى، إلى الفَرِّيسيِّين. وكان حين صنعَ يسوعُ الطِّينَ وفتح عينَيْهِ يومُ سبت. فسأَلَهُ الفَرِّيسيُّون أيضًا كيف أَبْصَرَ، فقال لهم: جعلَ على عينَـيَّ طينًا ثمَّ ٱغتسَلْتُ فأنا الآن أُبْصِر. فقال قومٌ من الفَرِّيسيِّين: هذا الإنسانُ ليس من الله لأنَّه لا يحفَظُ السَّبت. آخَرون قالوا: كيف يقدِرُ إنسانٌ خاطِىءٌ أن يعملَ مثلَ هذه الآيات؟ فوقعَ بينهم شِقَاقٌ. فقالوا أيضًا للأعمى: ماذا تقول أنتَ عنه من حيثُ إِنَّه فتحَ عينَيْكَ؟ فقال: إِنَّه نبيٌّ. ولم يصدِّقِ اليهودُ عنه أنَّه كان أعمَى فأبصَرَ حتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ الَّذي أبصرَ وسأَلُوهُما قائِلِينَ: أهذا هو ٱبنُكُمَا الَّذي تقولان إنَّه وُلِدَ أَعْمَى، فكيف أبصرَ الآن؟ أجابهم أبواه وقالا: نحن نعلمُ أنَّ هذا وَلَدُنا وأنَّه وُلِدَ أعمَى، وأمَّا كيف أبصرَ الآن فلا نَعْلَمُ، أو مَنْ فتحَ عينَيْه فنحن لا نعلَمُ، هو كامِلُ السِّنِّ فٱسْأَلُوهُ فهو يتكلَّمُ عن نفسه. قالَ أبواه هذا لأنَّهُمَا كانا يخافان من ٱليهود لأنَّ اليهودَ كانوا قد تعاهَدُوا أنَّهُ إِنِ ٱعتَرَفَ أحَدٌ بأنَّهُ المسيحُ يُخرَجُ من المجمع. فلذلك قال أبواه هو كامِلُ السِّنِّ فٱسألوه. فدعَوا ثانِيَةً الإنسانَ الَّذي كان أعمَى وقالوا له: أَعْطِ مجدًا لله فإنَّا نعلَمُ أنَّ هذا الانسانَ خاطِئ. فأجابَ ذلك وقال: أَخَاطِئٌ هو لا أعلم، إنَّما أعلم شيئًا واحِدًا، أَنِّي كنتُ أعمَى والآن أنا أُبْصِرُ. فقالوا له أيضًا: ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينَيك؟ أجابهم: قد أَخْبَرْتُكُم فلم تسمَعُوا، فماذا تريدون أن تسمَعُوا أيضًا؟ أَلَعَلَّكُم أنتم أيضًا تريدونَ أن تصيروا له تلاميذَ؟ فَشَتَمُوهُ وقالوا له: أنتَ تلميذُ ذاك. وأمَّا نحن فإِنَّا تلاميذُ موسى، ونحن نعلم أنَّ اللهَ قد كلَّمَ موسى. فأمَّا هذا فلا نعلم مِن أين هو. أجابَ الرَّجلُ وقال لهم: إنَّ في هذا عَجَبًا أَنَّكُم ما تعلَمُونَ من أين هو وقد فتح عينَيَّ، ونحن نعلمُ أنَّ اللهَ لا يسمَعُ للخَطَأَة، ولكنْ إذا أَحَدٌ ٱتَّقَى اللهَ وعَمِلَ مشيئَتَهُ فله يستجيب. منذ الدَّهرِ لم يُسْمَعْ أَنَّ أَحَدًا فتحَ عينَي مولودٍ أعمى. فلو لم يَكُنْ هذا من الله لم يَقْدِرْ أن يفعلَ شيئًا. أجابوه وقالوا له: إِنَّكَ في الخطايا قد وُلِدْتَ بجُملَتِكَ، أَفَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا؟ فأَخْرَجُوهُ خارِجًا. وسَمِعَ يسوعُ أَنَّهُم أَخْرَجُوهُ خارِجًا، فَوَجَدَهُ وقال له: أَتُؤْمِنُ أَنْتَ بابْنِ الله؟ فأجابَ ذاك وقالَ: فَمَنْ هو يا سَيِّدُ لأُؤْمِنَ به؟ فقال له يسوعُ: قد رَأَيْتَهُ، والَّذي يتكلَّمُ معكَ هوَ هُو. فقال: قد آمَنْتُ يا رَبُّ وسَجَدَ له.
في الإنجيل
شفاءُ المولودِ أعمَى يُعْلِنُ عن شخصِ السَّيِّدِ أَنَّه جاء يفتح البَصِيرَةَ الدَّاخِليَّة، لكي يتعرَّفَ المؤمنون على أسرارِ الله. وفي نفسِ الوقت يفضَحُ عمَى غيرِ المؤمنين، على غِرارِ رؤساء اليهود الـمُرائين الـمُتعجرِفين، الَّذين لا يستطيعون أن يكتشفوا عماهُم الرُّوحي وخطاياهم.
لقد سفَّهَ الرَّبُّ الفكر القائلَ بأنَّ وراء كلّ عاهة أو مصيبة أو ضيق خطيئة مَرَدُّها الشَّخص الـمَعْنِيّ أو والدَيْه. كثيرون يفكِّرون بهذه الطَّريقة، وحتَّى هناك مَن يرى في قول الرَّبّ "لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكنْ لتظهَرَ أعمال الله فيه" بأنَّ اللهَ هو مَن ضربَه بالعمى ليأتي ويشفيه. هذا كلامُ جُهَّالٍ لا يعرِفُون أو لا يعتَرِفُون بأنَّ كلّ البشريَّة صارَت عليلَةً لأَنَّها ٱنْحَرَمَت من نورِ اللهِ بسبب سقوطِ الجَدَّين الأوَّلَين آدمَ وحوَّاء. ضروريٌّ أن نفهمَ أنَّ اللهَ لم يرذُل البشريَّة بل هي قطعَتْ نفسَها عنه. ومن ثمَّ، كلّ ما عانَتْهُ البشريَّة وتعانيه هو نتيجَة هذا الحرمان. وٱستَمَرَّ الأمرُ كذلك إلى أن تجسِّدَ ٱبنُ الله فجاء ليَصِلَ ما ٱنقَطَعَ بين الله والبشريَّة مُظْهِرًا أعمالَ الله في ظلمةِ الإنسانيَّة العمياء من جديد. العمى ليس من الله بل البصر منه. العمى هو من الخطيئة. جاء يسوع ليرُدَّ البَصَرَ إلى العيون الَّتي سبقَ لها أن رفضَتِ النُّورَ عن جهلٍ وعشقٍ لِلذَّات.
السَّيِّد قد صنع من تَفْلَتِهِ طينًا وطلى به عينَي الأعمى. هذا عملٌ يُشْبِهُ خلقَ الإنسان حين جَبَلَ الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ تُرابًا من الأرض ونفخَ في أَنْفِهِ نَسَمَةَ حياةٍ فصارَ آدمُ نفْسًا حَيَّةً. من هنا أَنَّ طَلْيَ عينَي الأعمى بالطِّين معناه أنَّه يعطيه قلبًا جديدًا وروحًا جديدة. هكذا أضحى الأعمى مُرْسَلاً أي رسولاً، لأنَّه أطاعَ الكلمةَ وٱقْتَبَلَها. تظهَرُ رسوليَّة الأعمى في الجَدَلِ الَّذي تَبِعَ البلبلة الَّتي حَصَلَتْ بين اليهود حيث ظهرَ الأعمى شاهِدًا ليسوع حين خاف والداه. لقد واجَهَ وحدَه مُؤَكِّدًا: "إِنِّي أنا هو" بوضوح وٱستقامة، ذلكَ لأنَّ قلبَه هو الَّذي ٱستنَار لا عيناه الحِسِّيَّتان فقط. لم يعدْ يخاف. رفضَ اليهودُ كلامَه ولمَّا لم يجِدُوا حجَّة في مقابل حجَّته قالوا له: "إنَّك في الخطايا قد وُلِدْتَ بجملتِك" لأنَّهم لم يكونوا مستعدِّين لأن يتعلَّمُوا من الحقِّ شيئًا جديدًا. ما كان يشغَلُ ذهنَهُم هو كرامتهم أمام النَّاس، والظُّهور كأصحاب معرِفَة، يحتلُّون كراسي التَّعليم. لذا، كشفوا عمَّا في أعماقِهِم، فهم يحسبُون الشَّعب عميانًا. لكنَّهم هم العميان وسرُّ عماهم أنَّهم يظنُّون في أنفسهم أنَّهم مُبْصِرُون: يعرِفُون موسى وأنَّهم تلاميذ له، يعرفون السَّبت ويحفظون شريعَتَه.
جاء يسوع إلى العالم كمخلِّصٍ وليس كديَّانٍ، لكن إذ يرفُضُ الأشرارُ غير المؤمنين عملَه يُسْقِطُونَ أنفسَهُم تحت الدَّينونة. بسبب أعماله الإلهيَّة ٱنقَسَمَتِ البشريَّة فريقَين: فريق يعترِفُ بعماه فيؤمِنُ ويقبلُ النُّور، وآخَرُ يظنُّ أنَّه مُبْصِرٌ فيرفُضُ الإيمانَ ويبقَى في ظلمَتِه، وتصيرُ أعمالُ المسيحِ دينونةً عليه. هكذا ينقسِمُ العالم إلى مؤمنين وغير مؤمنين، وللإنسان أن يختارَ أين يكون، ويتحمَّلَ مسؤوليَّة ٱختيارِه.
أخبـــارنــــا
المركز الرِّعائي للتُّراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ
ضمن سلسلة الأحاديث حول موضوع هذه السَّنة: "الحياة الرُّوحيَّة للإنسان المُعَاصِر، مقارَبَة آبائيَّة"، يسرّ مطرانيَّة طرابلس والكورة وتوابعهما دعوتكم للمشاركة في محاضرة حول موضوع: "الأُبُوَّة الرُّوحيَّة وعلم النَّفس". يلقيها قدس الأب الطَّبيب الكاهن والأب الرُّوحي إفانغيلوس بابانيقولاو.
وذلك يوم السَّبت الواقع فيه 15 حزيران 2013 عند السَّاعة السَّادسة مساءً، في قاعة كنيسة القدِّيس ماما، كفرصارون.
يسبق اللِّقاء صلاة الغروب في كنيسة مار ماما، عند الخامِسَة مساءً.
• كذلك ينظّم المركز الرِّعائي في هذا الإطار محاضرة للشَّبيبة بعنوان: "الإدمان، الإكتئاب وحرِّيَّة الأخلاق... تحدِّيات الشَّباب وكيفية مواجهتها"، يُلقيها قدس الأب الطَّبيب إفانغيلوس بابانيقولاو، وذلك نهار الأحد الواقع فيه 16 حزيران 2013 عند السَّادسة مساءً في كنيسة رقاد السَّيِّدة، بترومين.
يسبق اللِّقاء صلاة الغروب في كنيسة السَّيِّدَة، عند الخامِسَة مساءً.
يلي اللقاءَين ضيافة
إجتماع كهنة الأبرشيَّة
نُذَكِّرُ الكهنة بموعد اجتماعهم القادم الَّذي سيُعقَد في دير رقاد السَّيِّدة- بكفتين، وذلك يوم السَّبت الواقِع فيه 15 حزيران 2013. تبدأ صلاة السَّحر والقدَّاس الإلهي السَّاعة الثَّامِنَة صباحًا. ويليهما حديث روحيّ بعنوان: "مرافَقَة المريض ومنفعتها الرُّوحيَّة"، يلقيه قدس الأب الطَّبيب إفانغيلوس بابانيقولا. (طبيب، كاهن وأب روحي).
أُمْسِيَة تَراتيل لِجَوقَة مَدرسَة الموسِيقَى الكَنَسِيَّة
بِبَركةِ صاحِبِ السِّيادَة المِترُوبُولِيت أفرَام (كِريَاكوس)، تُقَدِّم "جَوقَة والِدَة الإله" الَّتي هي جَوقَة مَدرسَة الموسِيقَى الكنسيَّة في الأبرشيّة، أُمسِية تَراتيل فِصْحِيَّة في التَّواريخ التَّاليَة:
الأحد 9 حزيران 2013: دير رقاد السَّيِّدَة في بكفتين، السَّاعة السّابعة مساءً.
الإثنين 10 حزيران 2013: قاعة كنيسة القدّيس جاورجيوس في قلحات، السَّاعة السّابعة مساءً.