الأحد 28 تمُّوز 2013
28 تموز 2013
الأحد 28 تمُّوز 2013
العدد 30
الأحد الخامس بعد العنصرة
اللَّحن الرَّابِع الإيوثينا الخامِسَة
* 28: بروخورس ونيكانر وتيمن وبرميناس الشَّمامسة، إيريني خريسوﭬلاندي. * 29: الشَّهيد كالينيكوس، ثاوذوتي وأولادها. * 30: سيلا وسلوانس ورفقتهما. * 31: تقدمة عيد زيَّاح الصَّليب، الصِّدِّيق إِفذوكِيمُس، يوسف الرَّامي. * 1: عيد زيَّاح الصَّليب، الشُّهداء المكابيُّون الـ 7 وأُمُّهم صلموني ومعلِّمُهم لعازر، بدء صوم السَّيِّدَة. * 2: نقل عظام استفانوس أوَّل الشُّهداء ورئيس الشَّمامسة. * 3: الأبرار اسحاقيوس وذلماتُس وفَفِسْتُس، سالومة حاملة الطِّيب. *
البراكليسي
كلمةٌ معناها ﭐبتهال. في النِّصف الأوَّل من شهر آب، تُشير الكلمة إلى خدمةٍ اِبْتِهَالِيَّة للعذراء والِدَة الإله تُقَامُ كلّ يوم خلال هذه الفترة الصِّيامِيَّة الَّتي تَسْبِقُ عيدَ رُقَادِ السَّيِّدَة في 15 آب.
شهرُ آب هو شهر مريم العذراء الكُلِّيَّة القَدَاسَة. تَمْتَدُّ خِدْمَةُ العيدِ إلى يومِ وداعِه في 23 آب. قديمًا، وبموجَبِ قرار من الإمبراطور أَنْدْرُونِيكُس الثَّاني باليولوغُس، كان ذِكْرُ والدةِ الإله، في عيد رقادِها، يمتدُّ خلال شهر آب كلّه، من 1 إلى 31 منه، حتَّى أنَّه في 31 آب يُعَيَّدُ لوضعِ زَنَّارِ والدة الإله الكريم.
* * *
أمَّا البراكليسي، فهي صلاةٌ خُشُوعِيَّةٌ تَعُودُ نَوَاتُهَا إلى القرنِ الخامِسِ، وقد تطوَّرَت وﭐتَّخَذَتْ شكلَها الحاليّ "قانونًا" شِعْرِيًّا ذا تسع تسابيح. في القرن التَّاسِع وفي القرن الخامس عَشَر أُضيفَتْ إلى هذا القانون الطِّلْبَات والطُّروبارِيَّات، فـﭑكْتَمَلَ ترتيب خدمة البراكليسي بشكلها النِّهائيّ.
خدمةُ البراكليسي تقامُ خلال صومِ السَّيِّدَة تهيئَةً لعيدِ رُقَادِهَا، ولكن، يمكِنُ أن تُقامَ أيضًا في طَلَبِ شفاءِ مريضٍ، في الكنيسة أو في منزل المريض. الجدير بالذِّكْرِ هنا، أنَّه جَرَتِ ﭐلعَادَة بتأليف خَدَمَاتٍ ﭐبْتِهَالِيَّة تَوَسُّلِيَّة لقدِّيسين كِبَارٍ آخَرين على غِرار خدمة البراكليسي الموجَّهَة للعذراء والدة الإله.
العذراءُ مريمُ والدةُ الإله هي "الشَّفيعَة غير الخَازِيَة" و"الوسيطَة غير المردودَة"، تُسْرِعُ إلى معونتِنَا نحن الصَّارِخِينَ إليها كما يُرَنِّمُ، بالضَّبْطِ، شاعِرُ القِنْدَاقِ: "يا شفيعةَ المسيحِيِّين...". عندما نُرَدِّدُ الآيَة: "أيَّتُها الفائِقُ قُدْسُهَا والدةُ الإلهِ خلِّصينَا"، نقصدُ خلاصَنَا بشفاعاتِهَا عند ﭐبْنِهَا الرَّبّ يسوع المسيح ربّنا ومخلّصنا وحده.
كيف تتمّ هذه الشَّفَاعَة؟. اُنْظُرُوا جَيِّدًا عملَ القدِّيسين العجيب. مريمُ هي أمُّنَا جميعًا نحن تلاميذ الرَّبّ الَّذين أحبَّهُم يسوع فادينا على الصَّليب. "هوذا أمّكم" (راجع يوحنا 19: 26-27). اذًا، نحن أيضًا بجرأة ومحبّة الأولاد للأمّ نتوجَّه بهذا ﭐلاِبْتِهَال، البراكليسي، إلى والدة الإله لكي تنقل إلى ربّنا يسوع طلباتنا من أجل خلاص نفوسِنَا وخلاص العالم أجمع. كم نحن بحاجة إلى هذه الصَّلاة في أيَّامنا الصَّعْبَة هذه!...
كيف تتم الشَّفاعة؟! وما معنى الدَّالَة عند مريم لدى ﭐبنها ومخلّصها يسوع؟ هي الممتَلِئَة نعمة، الأرحَب من السَّماوات، الملكة الجالِسَة عن يمين الملك. كلّ القِوى غير المخلوقَة تَكْتَنِفُهَا من كلِّ جانِب أقوى من أشعَّة الشَّمس العقليَّة، وهي بطَهَارَتِهَا، وكما يذكر القدِّيس نيقولاوس كَبَاسِيلاس بموجب محبّتها الغزيرة نحو ﭐبنها، تعكسُ هذه القِوَى الخلاصيَّة لكلِّ من يبتَهِلُ إليها من كلّ قلبه من أجل خلاصه وخلاص العالم.
مرآةٌ صافِيَةٌ، إِنَاءٌ نَقِيٌّ، حنانٌ كامِلٌ، هذه هي مريم الَّتِي نتوسَّلُ إليها في خدمة البراكليسي الكبير والصَّغير في كلِّ يومٍ من أيَّام صوم السَّيِّدَة.
فَلْنُقْبِلْ إليه في غروب كُلِّ يومٍ وَلْنَبْتَهِلْ إلى والدة الإله بحرارة ومن عمق القلب واثِقِينَ أنَّها قادِرَةٌ أن توصِلَ طلباتِنَا إلى العرش الإلهيّ حيث ﭐبنها الحَمَل المذبُوح والغالِب الموت، الجالِس على العرش الإلهيّ مخلِّص نفوسنا ومنقذ هذا العالم الحزين الَّذي يتخبَّط من كلّ صوب طَلَبًا للنَّجاة.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريَّة القيامة باللَّحن الرَّابِع
إنَّ تلميذاتِ الرَّبّ تَعَلَّمْنَ من الملاكِ الكَرْزَ بالقيامَةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخَاطَبْنَ الرُّسُلَ مُفْتَخِرَاتٍ وقائِلات: سُبِيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومَنَحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظْمَى.
قنداق التَّجَلِّي باللَّحن السَّابِع
تَجَلَّيْتَ أيُّها المسيحُ الإلهُ في الجبل، وحَسْبَمَا وَسِعَ تلاميذُك شاهَدُوا مَجْدَك، حتَّى، عندما يُعَايِنُوكَ مَصْلُوبًا، يَفْطَنُوا أنَّ آلامَكَ طوعًا بـﭑختيارِك، ويَكْرِزُوا للعالم أنَّكَ أَنْتَ بالحقيقةِ شُعَاعُ الآب.
الرِّسالَة
رو 10: 1-10
ما أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يا رَبُّ كُلَّها بِحِكْمَةٍ صَنَعْت بَارِكِي يا نَفْسِي الرَّبَّ
يا إِخْوَةُ، إنَّ بُغْيَةَ قلبي وﭐبْتِهَالِي إلى الله هما لأجلِ إسرائيلَ لخلاصِه، فإنِّي أَشْهَدُ لهم أَنَّ فيهم غَيْرَةً للهِ إِلَّا أَنَّها ليسَتْ عن معرفةٍ، لأنَّهم إذ كانوا يَجْهَلُون بِرَّ الله ويَطلُبون أن يُقِيمُوا بِرَّ أَنْفُسِهِم لم يَخْضَعُوا لبِرِّ الله. إِنَّما غايةُ النَّاموسِ هي المسيحُ للبِرِّ لكلِّ من يؤمِن. فإنَّ موسى يَصِفُ البِرَّ الَّذي من النَّاموسِ بأنَّ الإنسانَ الَّذي يعمَلُ هذه الأشياءَ سيحيا فيِها، أَمَّا البِرُّ الَّذي من الإيمان فهكذا يقولُ فيهِ: لا تَقُلْ في قَلبِكَ مَن يَصْعَدُ إلى السَّماءِ، أي ليُنْزِلَ المسيح، أو مَن يَهْبِطُ إلى الهاوِيَة، أي ليُصْعِدَ المسيح من بينِ الأموات. لكنْ ماذا يقول؟ إنَّ الكلمةَ قريبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وفي قلبِكَ، أي كلمةَ الإيمانِ الَّتي نُبَشِّر نحن بها، لأنَّك إن ﭐعْتَرَفْتَ بفمِكَ بالرَّبِّ يسوع، وآمَنْتَ بقلبِكَ بأنَّ اللهَ قد أقامَهُ من بين الأموات فإنَّك تَخْلُص. لأنَّه بالقلبِ يُؤْمَنُ للبِرِّ وبالفَمِ يُعْتَرَفُ للخَلاص.
الإنجيل
متَّى 8: 28-34، 9: 1 (متَّى 5)
في ذلكَ الزَّمَانِ، لمَّا أَتَى يسوعُ إلى كورةِ الجِرْجِسِيِّينَ ﭐسْتَقْبَلَهُ مجنونانِ خارِجانِ منَ القُبُورِ، شرِسَانِ جِدًّا حتَّى إِنَّهُ لم يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أنْ يجتازَ من تلكَ الطَّريق، فصاحَا قائِلَيْنَ: ما لنا ولكَ يا يسوعُ ﭐبنَ الله؟ أَجِئْتَ إلى هَهُنا قَبْلَ الزَّمانِ لِتُعَذِّبَنَا؟ وكانَ بعيدًا منهم قطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ تَرْعَى، فأخَذَ الشَّياطينُ يطلُبونَ إليهِ قائِلِينَ: إنْ كُنْتَ سَتُخْرِجُنَا فَائْذِنْ لنا أن نذهبَ إلى قطيع الخنازير. قال لهم: ﭐذْهَبُوا. فخرجُوا وذَهَبُوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيع كلِّه قد وَثَبَ عن ﭐلجُرُفِ إلى ﭐلبحرِ وماتَ في ﭐلمِيَاه، أَمَّا الرُّعَاة فهرَبُوا ومَضَوْا إلى ﭐلمدينةِ وأَخْبَرُوا بكلِّ شيءٍ وبِأَمْرِ ﭐلمجنونَيْن، فَخَرَجَتِ ﭐلمدينَةُ كُلُّها للقاءِ يسوع. ولمَّا رأَوْهُ طَلَبُوا إليهِ أنْ يَتَحَوَّلَ عن تُخُومِهِم، فَدَخَلَ السَّفينَةَ وﭐجْتَازَ وأَتَى إلى مدينِتهِ.
في الإنجيل
في إنجيل اليوم نقرأ عن مجنونَيْنِ شَرِسَيْنِ جدًّا كانا يمنعان النَّاس من السُّلوك في الطَّريق الَّتي يتواجَدَان فيها. نفهم لاحِقًا أنَّ هَذَيْنِ المجنونَيْن كانا مَمْسُوسَيْنِ بعددٍ كبيرٍ من الشَّياطين، لا يَذْكُرُ متَّى عدده. ردَّة فعل الشَّياطين التَّلقائِيَّة عند ملاقاتهم ليسوع كانت الرَّغبة بالهرب من وجهه، رغم أنَّ كلامهم معه: "إن كنتَ ستُخرِجنا..."، يدلّ على إمكانيّة أن يبقِيَهم يسوع حيث هم، وهذا من خبث وكذب الشَّيطان الَّذي يريد أن يوهِمَ النَّاس أنَّ الله راضٍ عن سُكْنَاه في البشر الممسوسِين. من ثمّ، يطلب إليه الشَّياطين أن يأذن لهم بالدُّخول في قطيع الخنازير، لكنّ القطيع ينتحر برمي نفسه في المياه، الَّتي يموت فيها. البحر مكان سُكنى الأرواح الشِّريرة والمياه هنا رمز الموت. عاد الشَّياطين إلى منطقة سلطتهم، "البحر" و"مياه الموت"، بالموت إذ قتلوا الخنازير بالانتحار. نتيجةُ هذه الأحداث خوفُ سكّان المنطقة، الوثنيِّين، وطلبهم إلى يسوع أن يبتعد عن كلّ هذا الجِوار.
قَصَدَ يسوع أن يدخل هذه المنطقة، مع أنّها منطقة وثنيَّة، بالرغم من أنّه "لم يأتِ إلَّا إلى الخراف الضَّالة من بيت إسرائيل" كما يقول هو. أراد يسوع أن يعبر في "تلك الطَّريق" حتَّى يفتح للوثنيِّين باب الخلاص ويجعل طريقهم إليه سالِكًا عبر إزالة "قطَّاع الطُّرق"، أي الشَّياطين الَّذين كانوا يسكنون في الرَّجُلَيْن. كان الشَّيطان مُغلِقًا على أهل هذه الكورة بالتَّرهيب، بالخوف من الموت، عبر الشَّراسَة الَّتي كان يُرعِبُهم بها من خلال عنف المجنونَين. بالخوف ﭐعتاد هؤلاء النَّاس على العيش في عبوديَّة الخطيئة، وقد تملَّكتهم الخطيئة بالشَّهوة لدرجة أنّهم لم يعودوا قادِرين على ﭐحتمالِ الحَقِّ والنُّور والحُرِّيَّة، فطلبوا إلى يسوع أن يبتعد عن كلّ تخوم منطقتهم.
يمكننا أن نرى في المجنونَين الشَّرسَين الاكتفاء بالذَّات وحُبّ الملَذَّات. هذان هَوَيَانِ شرسان جدًّا يتحكَّمان بالبشريَّة ويُحْكِمَانِ القبضة عليها، وهما سبب ﭐنغلاق الإنسان على نفسه وعدم رغبته بالامتداد نحو الآخَر في المحبَّة وبها، لأنّ المحبَّة الحقَّة، أي الَّتي من الله، فيها ﭐكتمالٌ بالآخَر وحاجةٌ إليه، هذا من جهة، وفيها لذَّة الفرح بالآخَر عبر بذل النَّفس من أجله، هذا من جهة أُخرى.
فهل نحن من أهل هذه الكورة أم قد خرجنا منها؟!
في الفضيلة
قاموسيًّا هي نقيض الرَّذيلة. كِتَابِيًّا هي أن يكون لنا هذا الَّذي يدعوه بولس، في رسالته إلى أهل فيليبي، "فكر المسيح" الَّذي يُنْشِئُ فينا الأخلاق الإنجيليَّة -إذا جاز الوصف- الَّتي منها المحبَّة، الوداعة، اللُّطف، الصَّبر، التَّقْوَى (...) والعفاف. وإذا كانت الرَّذيلة هي الإصغاء إلى وَسْوَسِاتِ إبليس والإذعان لإغراءاته، فالفضيلة هي الإصغاء إلى صوت الرُّوح الإلهيِّ والإذعان لمشيئته. إنَّها أن تقول دائمًا "لا" للشَّيطان الَّذي أَقْسَمْتَ في المعموديَّة، على لسان عرَّابِكَ، إنَّك رفضتَهُ وكلَّ أعماله لتكون، أبدًا، للمسيح الَّذي أقسمتَ، في المعموديَّة أيضًا وعلى لسان عرَّابِكَ، إنَّك وافَقْتَهُ وتُوافِقُهُ على الدَّوام. من هنا إنَّ كلَّ إهمال مِنَّا للفضيلة وكلّ ﭐنقياد إلى الرَّذيلة إنَّما يُعْتَبَرُ خيانةً للعهد الَّذي قطعناه ليسوع في المعموديَّة، بشهادة الكاهن، عندما أَجَبْنَا الكاهن عن سؤاله: هل ترفضون الشَّيطان؟ بقولنا: "نعم، نرفض الشَّيطان وكلّ اعماله.. ونوافق المسيح". وما هذا الخَرْقُ إلَّا تعطيلٌ لمفاعيل المعموديَّة الَّتي إنَّما ﭐقْتَبَلْنَاهَا سِرًّا مُقَدَّسًا لِنُفَعِّلَهَا في حياتنا، يوميًّا، سلوكًا حسنًا وأعمالًا صالِحَة تَليق بها وتُترجِمُ قدسيَّتَها.
صحيح أنَّ النَّفس أَمَّارَةٌ بالسُّوء، لكنَّ الأصحَّ أنَّها، قَبْلَ أن تكون أَمَّارَةً بالسُّوء، أَمَّارةٌ بالخير إذا نحن عرفنا أن نُغلِقَ دُونَها مَسَالِكَ السُّوء ونفتح لها دُروب الخير. إنَّ النَّفس الإنسانيَّة قابِلَةٌ للفضيلة، وهذه القابليَّةُ مزروعة فيها، أصلًا، عند التَّكوين.
إنَّ الفضيلة هي زرع الله فينا وهي، كَكُلَّ زرع، تنمو إنْ نحن أنميناها أو تموت إذا نحن أهملناها. عِلْمًا أنَّ إهمالَنا الفضيلةَ أمرٌ دُونَه خطر لا يُستهانُ به ألا وهو أنَّنا، بذا، نكون قد شَرَّعْنا للرَّذيلة بابًا وسَهَّلْنَا لها سبيلاً إلينا.
والفضيلة تُقْتَنَى وتُصان. نقتنيها بـﭑرتباطنا بخبرات الَّذين خَبِرُوهَا قَبْلَنَا ورسموا لنا خارِطَةَ الطَّريق إليها. هؤلاء هُمُ القدِّيسون الأبرار والشُّهداء والمُعْتَرِفُونَ والنُّسَّاك الَّذين سِيَرُهُم تُحَبِّبُ إلينا الفضيلة وتُقَوِّي فينا ذائقتها. ونصونها بالاحتراز والصَّلاة. أمَّا بالاحتراز فَلِأَنَّ الأبواب الَّتي يمكن للرَّذيلة أن تتسلَّلَ منها إلينا كثيرة، وفي مقدَّمها الأفكار والحواسّ. لذا، وَجَبَ أن نُسْكِتَ فينا ما تدعوه عباداتنا "الأفكار الشِّرِّيرَة والهواجِس الرَّديئَة"، لأنَّ هذه تَسْتَبِدُّ بالحواسّ، ومتى ﭐسْتَبَدَّتْ بها تُشَوِّشُها فتجعلها أدواتٍ طَيِّعَةً للرَّذيلة وتُقيمُها سَدًّا بيننا وبين النُّور الإلهيِّ اذا ما حاول أن يَشُقَّ طريقَهُ إلينا. لذلك، نُرتِّل في سَحَر الفصح: "لِنُنَقِّ حواسَّنا حتَّى نعاينَ المسيحَ ساطِعًا كالبرق بنور القيامة الَّذي لا يُدْنَى منه". وأمَّا بالصَّلاة فَلِأَنَّها تُرَسِّخُ في نفس من يواظِبُ عليها أُسُسَ الفضيلة الَّتي رائحتها أشهى من الطِّيب وطعمها أحلى من العسَل.
في "نهار "السَّبت الواقع فيه 1/12/2012، وفي ﭐفتتاحِيَّةٍ عُنوانُها "عناد الله"، كتب المطران جورج خضر يقول: "الفضيلةُ جذَّابَةٌ كالرَّذيلة، وإذا جَذَبَتِ الإنسان يذوقها ذوقًا كثيرًا". لا شكَّ في أنَّ هذا القول مُؤَسَّسٌ على خبرةٍ شخصيَّة وعلى خبرات الَّذين سبقت لهم خبرة الفضيلة وتمرَّسُوا بها. هؤلاء يُعَلِّمُونَنَا أنَّه يكفي أن نُحِبَّ الفضيلة مرَّةً حتَّى نُحبَّها كلَّ مرَّة. وإذا أَحْبَبْنَاهَا نُحِسُّ فيها جاذِبِيَّةً تَشُدُّنا إليها وتَزيدُنا هُيَامًا بها، حتَّى لَنَنْسَى رذائلنا القديمة فلا نعود نذكرها أو نَحِنُّ إليها.
لا يُبطِلُ الحَنِينَ إلى المآثِمِ القديمةِ إِلَّا حَنِينٌ أَقْوَى منه، وهذا الأَقْوَى هو الفضيلة.
أخبـــارنــــا
رعيَّة أنفه
ببركة وحضور راعي الأبرشيّة سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام يسرّ رعيَّة أنفة أن تدعوكم إلى الإحتفال بتدشين وتكريس كنيسة سيِّدَة الرِّيح- أنفه تدشينًا كامِلًا، وذلك نهار الثُّلاثاء في 30 تموز 2013 عند السَّاعَة السَّابِعَة مساءً.
كتب جديدة عن تعاونيَّة النُّور الأرثوذكسيَّة
صدر عن تعاونيَّة النُّور الأرثوذكسيَّة ثلاث كتب:
1-رحلة في فكر ونهج (حوار صريح مع شباب جامعيين حول فحوى كتاباتي) للدُّكتور كوستي بندلي. 2- مدرسة الصَّلاة للمتروبوليت أنطوني بلوم 3- الصَّلاة الحَيَّة .
كما جَدَّدَت التَّعاونيّة طباعة سلسلة "نحن وأولادنا" للدُّكتور كوستي بندلي:
1- مواقفنا من أولادنا: اِمتلاك أم إِطْلاق.
2- عناد الولد وسلطة الوالِدَيْن.
3- عصبيَّة الولد وتوتُّر الوالِدَيْن.
4- الولد الخجول وتربية الثِّقة بالنَّفس.
5- الغيرة الأخويَّة وتفهُّم الوالِدَيْن.
6- كيف نواجه أسئلة أولادنا عن الجنس.
7- الطِّفل بين أَبَوَيْهِ والله.
تُطْلَبُ هذه الكتب وغيرها من كتب تعاونيَّة النُّور من الأب نقولا رملاوي في دار المطرانيَّة أو على الرَّقم: 370068/03