الأحد 17 شباط 2013

الأحد 17 شباط 2013

17 شباط 2013

 

الأحد 17 شباط 2013 
العدد 7
الأحد (17) من متّى (الكنعانيّة)
اللحن الرابع       الإيوثينا الرابعة
 
17: العظيم في الشهداء ثاوذورُس التيروني. * 18: لاون بابا رومية، أغابيتوس السينائي. 19:  الرسول أرخيبّس، البارة فيلوثاي الأثينائيّة. *20: لاون أسقف قطاني، الأب بيساربون. * 21: البار تيموثاوس، أفستاثيوس الإنطاكي. *22: وجود عظام الشهداء في أماكن أفجانيوس. * 23: بوليكربس أسقف أزمير، القديسة غورغوني أخت القديس غريغوريوس اللاهوتي. *
أحد الكنعانيّة
 
لم يلتقِ الرّبّ يسوع المرأة الكنعانيّة في صور وصيدا، في أرض الأوثان، في أرض الخطيئة، والخطيئة وثن. التقاها خارج الأسوار. على المشارف. كان لا بدّ، أوّلاً، أن تخرج إليه، أن تخرج من خطيئتها. لا نلتقي الرّبّ يسوع إلاّ إذا أردنا أن نخرج من خطايانا!
والمرأة قرّرت أن تخرج لأنّها كانت في الآلام. ابنتها، ثمرة لحمها ودمها، كانت مجنونة جدًّا. الجنون، في ذلك الزّمان، لم يكن، في الحسبان، مرضًا عصبيًّا، كما نظنّ اليوم. الجنون كان مظهر سكنى الشّياطين. الخطيئة، خطيئة كلّ واحد منّا، ابنة الشّيطان. كلّما استرسل فيها صارت مجنونة جدًّا! لذا، لا بدّ للكنعانيّة، لمَن تأسره الخطيئة، من أن يتألّم كثيرًا!
صرخت المرأة من عظم الألم: "ارحمني، يا سيّد، يا ابن داود"! كلّما اشتدّت معاناة الإنسان، كان طلبُ الرّحمة من الأعماق! مَن لا يهتدِ إلى الرّبّ يسوع بالكلمة، لا يبقَ له سوى الألم يهديه!
أوّل ردّ فعل للسّيّد على صرخة المرأة الصّمت: "لم يجبها بكلمة"! ليس مسيح الرّبّ زرًّا نضغطه فنُعطى ما نشاء! لذا، نطلب ونلحّ وننتظر! "جيّد أن ينتظر المرء بصمت خلاص إلهه"!
وتذمّر التّلاميذ. "إنّها تصيح في إثرنا". غالبًا ما يحكم النّاس بحسب الظّاهر، أمّا الرّبّ فبحسب القلب.
 
ينزعجون من زعيق الفم، أمّا السّيّد فأذنه على صراخ القلب!
تظاهر السّيّد، والسّيّد يتظاهر أحيانًا، أنّه لم يأت "إلاّ إلى الخراف الضّالّة من بيت إسرائيل". هذا إعراض تكتيّ (Tactique). ليس أنّ الرّبّ لا يبالي، بل يشاؤنا أن نتعلّم كيف نأخذ الملكوت غلابًا بالإلحاح! إلهنا يحبّ الإلحاح في الصّلاة! صلّوا في كلّ حين. صلّوا ولا تملّوا!
بنتيجة إعراض السّيّد، أتت المرأة وسجدت له. هذه خطوة نحو الاتّضاع الكامل، الامّحاء الكامل، استعباد الذّات بالكامل لله!
في المرحلة الأخيرة من تدبير ابن الله، تعرّضت المرأة للمهانة الّتي ما بعدها مهانة: "ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب". المرأة في مصافّ الكلاب تُجعل! لم يكن هذا سببًا لها لتنصرف عنه، بل لتتّضع لديه بالكامل: "نعم، يا سيّد. والكلاب أيضًا تأكل من الفتات الّذي يسقط من مائدة أربابها"! أخيرًا، كما شاء لها السّيّد، غلبته بالاتّضاع! ساعتذاك قال لها: عظيم إيمانك. ليكن لك كما تريدين. الاتّضاع هو الإيمان في الفعل. وبالاتّضاع يكون لنا خلاص... فشفيت ابنتها، شفيت نفسها من خطيئتها من تلك السّاعة.
*       *       *
طروبارية القيامة     باللحن الرابع
إنَّ تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى. 
القنداق باللحن الثاني
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدةَ الإلهِ، المُتشفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة
2 كو 6: 16-18، 7: 1 (17 بعد العنصرة)
صلُّوا وأوفُوا الربَّ إلهنا الله معروفٌ في أرضِ يهوذا 
 
يا إخوة، أنتم هيكلُ اللهِ الحيُّ، كما قالَ الله إنّي سأسكُنُ فيهم وأسيرُ في ما بينَهم وأكونُ لهم إلهاً وهم يكونونَ لي شعباً، فلذلك اخرُجوا من بينهم واعتَزِلوا، يقولُ الربُّ، ولا تَمَسُّوا نَجِساً فأقبلَكُم وأكونَ لكم أباً وتكونوا أنتم لي بنينَ وبناتٍ يقولُ الربُّ القدير. وإذ لنا هذه المواعِدُ أيُّها الأحبّاءُ فلنُطهِرْ أنفُسَنا من كلّ أدناسِ الجسدِ والروحِ، ونكمِل القداسةَ بمخافَةِ الله.
الإنجيل
متى 15: 21-28
في ذلك الزمان خرج يسوع إلى نواحي صورَ وصيدا، وإذا بامرأةٍ كنعانيَّة قد خرجت من تلك التخومِ وصرخت اليهِ قائلةً: ارحمني يا ربُّ يا ابنَ داود. فانَّ ابنتي بها شيطانٌ يعذِّبها جداً. فلم يُجبها بكلمةٍ. فدنا تلاميذُه وسألوهُ قائلين اصرِفْها فانَّها تصيحُ في إثرنا. فأجاب وقال لهم: لم أُرسَلْ إلاّ إلى الخرافِ الضالَّةِ من بيتِ إسرائيل. فأتتْ وسجدتْ لهُ قائلةً: اغِثْني يا ربُّ. فأجابَ قائلاً: ليس حسناً أن يُؤخَذَ خبزُ البنينَ ويُلقى للكلاب. فقالتْ: نعم يا ربُّ فإنَّ الكلابَ أيضًا تأكلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يسقط من موائد أربابها. حينئذٍ أجابَ يسوع وقال لها: يا امرأةُ عظيمٌ ايمانُكِ، فليكُنْ لكِ كما أردتِ. فشُفيتِ ابنتُها من تلك الساعة.
في الإنجيل
 
إمرأة وثنية تصرخ قائلة: "إرحمني يا سيد يا ابن داود". نلاحظ انها لم تكن تطلب طلبا بسيطا بالكلام العاديّ، ولكنها كانت تصرخ. وكأن الكتاب المقدس يريد أن يرشدنا الى أن كل صلاة حقّة هي صراخ ينبع من قلب جريح، من نفس فقيرة الى ربها عالمة أنها بدونه لا تستطيع شيئًا. هذه المرأة طلبت الرحمة، ونلاحظ أنها لا تطلب حقًّا من حقوقها ولا تدّعي أنّ لها في هذه الحياة شيئًا. أتت لتعرض ما قد حدث مع ابنتها قائلة:"إنّ ابنتي بها شيطان يعذّبها جدّا". في البدء صدّها الرب يسوع ولم يجبها بكلمة وتضجّر التلاميذ أيضًا وطلبوا اليه أن يصرفها عنهم. هذا الطلب أتى لأنّ نفوسهم لم تكن بعد متّجهة الى الرحمة لانهم لم يكونوا قد شاهدوا الرحمة العظمى تنسكب على العالم من الصليب. ولكن هذه المرأة بعد سكوت المعلم وبعد صدّ التلاميذ لها أتت مع ذلك وسجدت له قائلة:"ياربّ أعنّي". وهذا هو الصوت النابع من قلب مؤمن. فأجابها يسوع بكلمة أقسى نستغربها صادرة من فمه، أجابها بضربة إذ قال:"ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب". أي إن البنين هم بنو إسرائيل الذين يعرفون الرب الواحد. وأما أنتم الوثنيّين بني كنعان فإنكم كلاب نجسة  لأن كل من لم يعرف الله فهو بالحقيقة كلب وسخ. هذا ما ضربها به يسوع. بالرغم من هذا الصدّ العنيف قالت:"نعم يارب أنت تقول انني كلبة وأنا كذلك". هذه المرأة لم تحرد كما نحرد نحن عندما نظن أن إنسانًا تكبّر علينا. هذه المرأة اعترفت بانها منجَّسة هي وقومها، ولكنها آمنت بأن هذا الوجه الذي أمامها كان أفضل من الكلام الذي صدر عنه. اعتقدت بأن قلب المعلم العظيم ليس كلسانه، وأنه إنما تظاهر بهذا الكلام لكي ينكسر قلب الوثنية كل الانكسار، قالت:"نعم يا سيّد، إنّ الكلاب أيضًا تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أربابها". الكلاب تأكل من الكِسر التي تبقى على الموائد ولذلك أرجو أن تعطيني شيئًا من هذه الرحمة التي جئت لتوزعها في بلادك. وكأنها تقول إني أنا أيضًا من بنات إبراهيم، وإنّني أنا بحاجة إلى رحمة. حينئذ أجاب يسوع وقال لها:"يا امرأة عظيمٌ إيمانُك فليكن لك كما أردت". كان يسوع عالمًا بهذا الإيمان الكبير المفعم بالتواضع، ولكنه أراد منها اعترافًا لكي يصبح قلبها نقيًّا كقلب المعلّم. وعندما كشفت طهارتها حتى هذا الحد قال لها السيد برحمته المعروفة:"يا امرأة عظيمٌ إيمانُك فليكن لك كما أردت". هذا يعني أني لن أتقيّد ببرنامجي، أنني سأبدل خطتي، أني لن أبقى محصورًا في عمل الخلاص في إسرائيل، ولكني أمدّه إلى العالم أجمع وأنت ستكونين أول مخلوق يدخل من خارج العهد وأنت ستكونين أوّل مخلوق يأخذ رحمة ربه لتكوني أمثولة للعالمين، لتصبحي عبرة على أن الديانة الحقّة هي أن ينقّي الإنسان نفسه من دنس العالم، كما يقول الرسول يعقوب، وأن الديانة الحقّة أن ينكسر قلب كل إنسان في التواضع والوداعة أمام ربه وأمام الناس. آمين.
كلمة  راعي الأبرشية
المتروبوليت أفرام (كرياكوس)
في أسبوع الوحدة (أميون مار جرجس - الدهليز)
 
أصحاب السيادة، الآباء الأجلاّء، إخوتي الأحبّاء
ما أحلى وأجمل أن يجتمع الإخوة معًا! هذا شعور الآونة وهو تمنّي الآن وكلّ أوان.
لقد قال مرّة قيافا رئيس الكهنة اليهودي "أنتم لا تعرفون شيئاً ولا تفكّرون أنه خير لنا أن يموت إنسانٌ واحدٌ عن الشعب ولا تهلك الأمّة كلّها... تنبّأ إذ ذاك أن يسوع مزمعٌ أن يموت عن الأمّة، وليس عن الأمّة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرّقين إلى واحد" (يوحنا 11: 49 إلى 52).
أعتقد أيّها الأحبّاء أن رسالتنا نحن المسيحيين اليوم هي أن ننكر أنفسنا لكي نجمع أبناء الله المتفرّقين إلى واحد.
هذا يعني أنه علينا أن نتشبّه بيسوع المسيح. لقد أعطى واحد من الآباء القديسين القديس دوروثاوس الغزّاوي في كتابه الشهير "التعاليم الروحية" صورة وسبيلاً بسيطاً إلى الوحدة: دائرة مركزها المسيح cercle avec un centre qui est le Christ  وشعاعات rayons. كلّنا نمشي على هذه الشعاعات متوجهين إلى المركز، إلى المسيح. الذي كلّما اقتربنا اليه اقتربنا من بعضنا البعض. الصورة واضحة وأساسيّة إذ أن الوحدة بيننا نحن المسيحيين تقضي أوّلاً أن تتوجّه إلى الربّ يسوع، حينها نقترب عملياً من بعضنا البعض. القضية ليست فقط اجتماعية وشكلية، القضية أوّلاً هي في تنميّة الروحيّة. لنا أن نعيش بروح الله لا بروح هذا العالم الفاسد الساقط. لقد قال الرب يسوع بلسان يوحنا الرسول "لا تحبّوا هذا العالم ولا ما في العالم....، لأن كلّ ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتعظّم المعيشة... والعالم يمضي وشهوته أمّا الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1 يوحنا 2: 15-16).  لكنه قال في انجيله
"هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16)
هذا يقتضي منّا ان نحبّ ليس فقط بعضنا بعضًا بل وأيضًا العالم كلّه. كم من أبنائنا يأتي إلى الكنيسة اليوم وبخاصة هذا الجيل الجديد جيل الشباب؟ أين يقضون ليل السبت إلى الأحد؟ أليس علينا أن نتعاون لكي نعيد هذا الجيل إلى ربّه؟ ربّما كانت محبتنا ناقصة، ربما كانت لغتنا غير صحيحة. كم نحن بعيدون ممّا قاله الرسول: "كتبت اليكم ايها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير"!
أيها الإخوة الأحبّاء أعذروني إن قلت لكم إن الطائفية مغلغلة في عروقنا وهي في دمنا وهي التي تشكّل عائقاً في سبيل وحدتنا، هذا مع أن تقليدنا في الأصل واحدٌ ونمطنا المشرقي النسكي واحد. ورسالتنا واحدة، وهي من جهة أن نجمع بين الشرق والغرب ومن جهة أخرى أن ننفتح على عالم الإسلام لأننا نعايشه ونشهد حتى الأخير ونصمد كما فعل قديسونا وآباؤنا. وتراب أرضنا هذه مملوء من دمهم المهراق من أجل المسيح.
أخيراً وليس آخراً أطلب المعذرة من هذه الصراحة أمامكم. إني أقدّر مواهبكم وخدماتكم جميعاً، ولا أحسب نفسي إلاّ الصغير أمامكم وأمام الله. جئنا إلى هذه الأرض المقدسة، إلى هذا الوطن الحبيب لبنان، أحببناه، أحببنا الربّ الذي ولد في هذه الديار. نريد أن نبقى فيه، أن نتعاون. وأعود وأقول تشبهاً بالمسيح في أسبوع الوحدة هذا: "جئت لكي أجمع المتفرّقين إلى واحد"
إيلي نجيب الحاج عبيد
افتقَدَنا الله بالإبن الروحيّ إيلي نجيب الحاج عبيد صباح الأحد 10 الجاري، إثر نوبة قلبيّة. تميّز الراحل عنّا إلى حضن الآب بأدائه الورع في الليتورجيا، وصوته العذب، وغيرته على الكنيسة، والتصاقه المعيوش بما تسلّمناه من الآباء.
كان عشير الكتاب العزيز، ولصوقاً بآياته، ومؤمناً بحضور المسيح في الحياة، ومدركاً بصمت المصلّين فعل الروح القدس في حياته.
لم ينقطع إيلي الحاج عبيد مدة 18 سنة عن تصحيح نشرة "الكرمة"، رسالةً وإنجيلاً وعظة، وأخبار حياة الكنيسة، ولعلّه اليوم صار رسالتنا في الحضرة الإلهية وإنجيلاً ناطقاً ومصلّياً لنا هناك وشهادةً حيّة.
ستفتقدك نشرة "الكرمة"، أنت الذي رافقتها منذ صدورها، فيما تنعم أنت بالخضرة، غصنًا مورقاً في الكرمة الحقيقية.
فليكن ذكره مؤبّداً.
أخبـــارنــــا
 اجتماع كهنة الأبرشية
نذكّر الكهنة بموعد اجتماعهم الذي سيعقد نهار السبت الواقع فيه 23 شباط 2013 بعد القداس الإلهي الذي يبدأ الساعة السابعة والنصف في كنيسة القديس جاورجيوس في رعية قلحات- الكورة.
صدور مجلدات نشرة الكرمة
تمّ إصدار مجلَّدات نشرة الكرمة للعام 2012 مجلّدة تجليداً فنَّياً. تطلب من دار المطرانية. سعر المجلّد 10,000ليرة لبنانية لا غير.