الأحد 7 تشرين الأول 2012

الأحد 7 تشرين الأول 2012

07 تشرين الأول 2012

 

 
الأحد 7 تشرين الأول 2012    
العدد 41
الأحد (18) بعد العنصرة
اللحن الأول    الايوثينا السابعة
 
 
 
*7: الشهيدان سرجيوس وباكخس، الشهيد بوليخرونيوس.  *8: البارة بيلاجيا، تائيس التائبة، سرجيوس رادونج (25 أيلول ش).*9: الرسول يعقوب بن حلفا، البار أندرونيكس وزوجته أثناسيا، إبراهيم الصديق ولوط *10: الشهيدان افلمبيوس واخته افلمبية. * 11: الرسول فيلبس أحد الشمامسة السبعة، البار اسحق السرياني (28 أيلول شرقي)، ثاوفانس الموسوم *12: الشهداء بروفوس وأندرونيكس وطراخس، سمعان اللاهوتي الحديث. * 13: الشهداء كربس وبابيلس ورفقتهما.
الأفــراح
 
الحمدلله، كانت الأكاليل كثيرة هذا الصيف في أبرشيتنا المحروسة بالله. هذا ما يفرحنا ويثلج صدورنا بتكوين عائلات مسيحية على قلب الله تنضم معنا إلى عبادة ربنا "بالروح والجسد"، وتساهم في بناء المجتمع اللبناني الذي نرجو أن يكون من الجودة بمكان.
أمام هذا تبرز عدة عادات غير مستحبة ترافق أعراسنا لا بد لنا أن نذكرها ونطلب تجنبها لكي يكون زواج أولادنا كنسياً روحياً.
ما نفعله في الأبرشية من إرشاد للمرشَّحين إلى الزواج جارٍ بعد دراسة عميقة، وهو مفيد جداً حسب ما صرّح به العديدون ممن شاركوا في دورات الإرشاد. ولكنّ البعض يستخف بهذه الدورات ويظن أنه يفهم المواضيع المطروحة أكثر من الذين يطرحونها ويحاولون تجنب حضور الدورات، لكننا لا نتهاون بهذا الموضوع في وجوب حضور الجميع هذه الندوات:
تجدر الإشارة أن شاباً وفتاة طلبا منا حضور الدورات بعد الزواج أيضًا لأنهما استفادا منها جداً.
المحور  الثاني هو الاهتمام المادي بالعرس والذي يطغى على الإهتمام الروحي. مرات كثيرة أثناء إقامة سر الزواج لا يشارك العروسان بالصلاة بل همهما أخذ "البوزات" من أجل التصوير ولا يرسمان حتّى اشارة الصليب بل يبتسمان الواحد للآخر وأحياناً يتحادثان.
 
المحور الثالث هو ما يرافق العرس مما يسمى "زفّة" وهي ليست من عاداتنا المسيحية إضافة إلى تكلفتها الكبرى. طبعاً نحن لا نريد أن نمنع احداً من الفرح بإكليله، ولا الأهل والأصحاب من الفرح بأولادهم، ولكن على أن لا يطغى الاهتمام المادي على السر المقدس والصلاة لأجل العروسين.
أما موضوع الثياب في الأعراس فقد أشرنا اليه سابقاً عدة مرات في نشرة الكرمة ولا نريد أن نكرره.
أحبائي، هذا غيض من فيض. فلنرجع إلى أصولنا الروحية ولنفهم أن الزواج سرّ مقدس يمنح به ربُّنا العروسين نعمة لخلاص النفس أولاً ولمشاركته في عملية الخلق لتستمر الكنيسة حيّة، سائرة نحو الملكوت. آمين.
 
*     *  *
طروبارية القيامة     باللحن الأول
 
إنَّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمتَ في اليوم الثالث أيها المخلِّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا اليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محب البشر وحدك.
القنداق                 باللحن الثاني
 
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرّدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة
2 كو 9: 6-11
 
لتكُنْ يا ربُّ رحمتُك علينا
إِبتهجوا أيُّها الصِّديقونَ بالربّ 
 
 
يا إخوةُ، إنَّ مَن يزرعُ شَحيحاً فَشحيحاً أيضًا يحصُدُ، ومَن يزرَعُ بالبَركاتِ فبالبركاتِ أيضًا يحصُد، كلُّ واحدٍ كما نَوى في قلبِه لا عَن ابتِئاسٍ أو اضطرارٍ. فإنَّ الله يُحبُّ المُعطِيَ المتهلِّل. واللهُ قادرٌ على أن يَزيدَكم كُلَّ نِعمةٍ حتَّى تكونَ لكم كُلُّ كِفايةٍ كُلَّ حينٍ في كُلِّ شيءٍ فتَزدادوا في كُلِ عَمَلٍ صالح، كما كُتبَ: إنَّهُ بَدَّدَ، أعطى المساكينَ فَبِرُّهُ يدومُ إلى الأبد. والذي يَرزُقُ الزارعُ زرعاً وخُبزاً للقوتِ يَرزُقُكم زرعَكم ويكثِّره ويَزيدُ غِلالَ برِّكم فتَستغنُون في كُلِ شيء لكلِ سَخاءٍ خالص يُنشئُ شُكراً لله.
الإنجيل
لو 7: 11-16 (لوقا 3)
 
في ذلك الزمان، كان يسوعُ منطلقاً إلى مدينة اسمُها نايين، وكان كثيرون من تلاميذه وجمعٌ غفير منطلقين معه، فلمّا قرب من باب المدينة، إذا ميت محمول، وهو ابنٌ وحيد لأمّه، وكانت أرملة، وكان معها جماعةٌ كثيرة من المدينة. فلمّا رآها الرَّبُّ تحنَّن عليها، وقال لها: لا تبكي. ودنا ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيّها الشابّ، لك أَقول قُم. فاستوى الميْتُ وبدأَ يتكلَّم. فسلّمه إلى أمِّه. فأخذَ الجميعَ خوفٌ، ومجَّدوا الله قائلين: لقد قام فينا نبيٌّ عظيمٌ، وافتقدَ اللهُ شعبَه.
في الرسالة
 
في رسالة اليوم يتكلم  الرسول بولس على العطاء وعلى المعطي. هذا العطاء الذي أراده الرسول سخيّاً فاستعمل صورة الزراعة ليظهر أنّ للعطاء بالضرورة مردوداً روحياً، وأنّ نسبة المردود تعظم بسخاء العطاء. ولا يقول أنك تعطي ابتغاء لمردود لك، بل يوضح أنك في عطائك تذهب إلى الأقصى مطمئناً إلى أن الله "قادر أن يزيدك كل نعمة".
وأراد الرسول أن يكون العطاء تلقائياً صادراً عن قناعة تامة "كل واحد كما نوى في قلبه لا عن ابتئاس واضطرار" أي دون حزن وأسف على العطية ودون أن يجبر الإنسان نفسه إرضاء لأحد كما يقول كتاب تثنية الاشتراع "أعط أخاك الفقير ولا يسوء قلبك عندما تعطيه" (تثنية 15: 7-11).
أما عن المعطي فيقول "إن الله يحب المعطي المتهلل" أي انك يجب أن تعطي شاكراً متهللاً لأن بهذا مسرتك وبهذا تستنزل مسرة الله عليك. فالعطاء كان نظاماً في الكنيسة الأولى يتم جمعه لسدّ حاجات المؤمنين الذين هم في عوز أو ضيق، وأصبح يوم الأحد المخصص للقداس الإلهي مناسبة لجمع العطايا إذ إن الاشتراك بجسد الرب ودمه يفترض أيضًا اشتراكاً في المعاناة حيثما وجدت.
واليوم فالمال الذي يُوْدعه المؤمنون سلة الصدقات في الكنيسة يوزع على مصاريف الكنيسة اليومية مثل : مخصصات الكهنة، كهرباء، ماء، شمع، بخور وغيرها. وهذا ضرورته لازمة.
ولكن الصحيح أيضًا أن للفقراء نصيبهم من المال المجموع. أو هكذا يجب. وكل من لا يعطى حقه، يُسرَق. هذا تعليم آبائنا الثابت. ولا يكمل هذا التعليم الثابت ما لم نكره البخل. فالرب يسوع في تعليمه أدان البخل من طريق وصية المحبة ومن طريق إدانة عبادة المال التي كان لها أربابها في اسرائيل، وما زال لها أربابها في عالمنا اليوم. ومن عَبَد المال خالف المحبة، واستعبد نفسه لما هو زائل. والعبادة لا تجوز لغير الله وحده.
أما اليوم، فالسلة التي يُجمع المال فيها في الكنيسة، هي موضع الصدقات في ممارستنا الحالية. لا يعني هذا أن المؤمنين لا يمكنهم أن يتبرعوا خارج أوقات العبادة. هم ، وإن فعلوا (وهذا نادر)، فالعبادة تبقى الموضع الأول، والدائم، لكل صدقة، وذلك بأن المال، الذي يُلمّ في العبادة، هو من موجبات العبادة. وإذا دققنا في الصدقات، فلا يخفى أن معظم المؤمنين لا يقدمون إلاّ القليل. هم بمعظمهم، إذا استثنينا "فلس الأرملة" يُوْدعون سلة الصدقات أصغر قطعة نقدية يتداولون بها في مجتمعهم. وهذا لا يمكن قبوله ولا تبريره.
إذا أردنا أن نحفظ وصية الرسول في رسالة اليوم وأن يكون كل منا المعطي المتهلل، فعلينا أن نتعلم الكرم، أي التشبُّه بالله المبدّد أي الموزع .
من يؤمن بأن المسيح مات عنه، لا ينفعه إيمانه إن لم يَحْيَ كريماً في كل شيء. فالكرم هو من علامات إيماننا بأننا نحيا بمن أحيانا بدمه الباقي لنعطي الزائل، ونبقى .
المجمع المقدَّس والشعب المؤمن
 
ما هو المجمع المقدَّس (Holy Synod)؟
 
هو مؤسَّسة خاصَّة بكلّ كنيسة محلِّيَّة (أي بطريركيّة وما شابه) لترسم الخطوط العامَّة لشهادة الكنيسة وبشارتها، وتراقب حسن الإدارة الكنسيَّة في الأبرشيَّات، واستقامة التعليم الإيماني عند العاملين في حقل كلمة الله من العلمانيين والكهنة والأساقفة، وتضع الخطط العامَّة للعمل الكنسي، على صعيد هذه الكنيسة المحلِّيَّة، ليكون الكلّ واحِدًا في كلّ شيء. هذا باختصار شديد. المجمع المقدَّس مؤسسة تُظهِر وحدة الكنيسة وتعمل لتحقيقها. إنَّها مؤسسة لخدمة شعب الله في مسيرته نحو الملكوت وهي تتألَّف من مطارنة الأبرشيَّات، ويرأس اجتماعاتها البطريرك، أي مطران المدينة الرئيسيّة أو عاصمة المنطقة التي توجد فيها هذه الكنيسة المحلية. جدير بالذكر أن تقسيم البطريركيات الخمس الأولى في الكنيسة اعتمد على تقسيم مناطق الإمبراطوريّة الرومانية في القرنين الرابع والخامس للميلاد.
*     *   *
في القديم، أي في الألف الأوّل للميلاد، كان يُعقد ما يسمَّى بالمجامع المسكونيّة (Ecumenical Council) 
وهي مجامع تضمّ ممثِّلين عن كلّ الكنائس في العالم من الشرق والغرب من الأساقفة والكهنة والرهبان (وهم عمليًّا يعتبرون علمانيين). غاية اجتماعاتها كانت تحديد العقيدة الإيمانيّة بسبب الهرطقات الَّتي كانت تنشأ، ووضع القوانين الكنسيّة الّتي تؤمِّن حسن سير الحياة الكنسيّة بالانسجام مع الإيمان المستقيم.
*     *    *
 
الشَّعبُ الحَسَنُ العبادة، هو كان دائمًا وراء الحفاظ على الإيمان القويم لأنّه كان يحارِب بالشَّهادة للحقّ من أجل أن لا تسود الهرطقات، والروح القدس كان الفاعل فيه على مدى العصور من خلال ضعفه وضعف الأساقفة المستقيمي الرأي، لكي يعرف العالم أنَّ قوّة الله "في الضُّعف تُكْمَل".
من هنا، فالعمل الكنسيّ والشهادة الكنسيّة والإدارة الكنسيّة ترتبط بالتكامل بين عمل الرعاة والشعب الحَسَن العبادة، لذا طوَّرت الكنيسة، مع الزمن، قوانينها لتنسجم مع هذه الرؤية الَّتي للكنيسة الأولى .
*     *    *
 
يقول الرَّبُّ في سفر الرؤيا (رؤ 2: 7): " مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ". الكلمة لا تأتي فقط من الرعاة للكنيسة بل من الكنيسة للرعاة. الكلّ في الكنيسة مُعلِّم ومتعلِّم من الروح وبه وفيه. لذلك، يقول ابن الرَّعد في سفر الرؤيا، أيضًا، بأنَّ الرَّبَّ " أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ." (رؤ 1: 5 و6).
كنيسة المسيح هي جسده السِّرِّيّ، وهو رأسها، وهو كاهنها الأوحد، ومنه وبه وفيه كلّ عمل يقوم وكلّ خدمة تتمَّم. في الجسد يوجد انسجام وتكامل بين الأعضاء ليكون الجسد جسدًا كاملاً. أساس عضويّتنا في الجسد إتّحادنا بالمسيح والتزامنا كلمته حياةً. من كان هكذا هو عضو في جسده وكلمته من كلمة الله، ومن ليس هكذا فليتب ويرجع إلى الإيمان القويم لئلاَّ يفقد حياته الأبديّة.
من استطاع أن يقبل فليقبل .
 
أخبـــارنــــا
 
إصدار كتب جديدة 
 
 
صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع م.م، الكتب التالية:  ضمن سلسلة "شؤون رعائية "آراء في شعب الله والرعاية والمشاركة" لمجموعة من المؤلفين" و"في سبيل كنيسة حيّة مطران يسائل في هموم رعائية" للمطران سابا (اسبر) وضمن سلسلة الإنجيل على دروب العصر "حريّة الإنسان ومسؤوليّته التناغم بين حقوق الإنسان وكرامته" لبطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل الأوّل، تقديم سيادة المطران جورج خضر وتعريب د. عادل موسى.
تطلب هذه الكتب من الأب نقولا الرملاوي في دار المطرانية .