الأحد 27 ايار 2012
27 أيار 2012
الأحد 27 ايار 2012
العدد 22
أحد آباء المجمع الأول
اللحن السادس الايوثينا العاشرة
* 27: الشهيد في الكهنة الاّذيوس، يوحنا الروسي، 28: أفتيشيوس أسقف مالطية، أندراوس المتباله. 29: الشهيدة ثاودوسيا، ألكسندروس رئيس أساقفة الاسكندرية. * 30: البار اسحاقيوس رئيس دير الدلماتن، البارة إيبوموني. *31: الشهيد هرميوس. * 1: وداع الصعود، الشهيد يوستينوس الفيلسوف. * 2:سبت الأموات، نيكيفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينية
المجامع المسكونيّة
السُّلْطَةُ في الكنيسة الأرثوذكسيَّة هي للمجامع المسكونيَّة. قراراتُ هذه المجامع في العقيدة معصومةٌ عن الخطأ في حين أنَّ القوانين الكنسيَّة التأديبيَّة، مثلاً، قابِلَةٌ للتَّعديل.
مقياسُ الحقيقة يعود إلى اتِّفاق الآباء القدّيسين (consensus des saints Pères)، كما يعود، أيضًا، إلى تقبُّل ضمير الكنيسة الجماعيِّ أي المؤمنين، كما هو الحال بالنسبة لعقيدة ألوهيّة المسيح التي دافعت عنها الكنيسة ضدّ الآريوسيّة قديماً وشهود يهوه في الوقت الحاضر. الجدير بالذِّكر أنَّ الآريوسيّة، كما شهود يهوه، يُنْكِرُونَ ألوهيَّة المسيح ويعتَبِرون السَّيِّدَ مخلوقاً لا خالِقاً
لقد شدّد المجمع المسكونيّ الأوّل، المنعقد في نيقية سنة 325، على ألوهيَّة المسيح. فإذا لم يكن السَّيِّدُ إلهًا فلا خلاصَ لنا
في العصر الحديث، يميل بعض اللاهوتيِّين أكثر فأكثر إلى نظرة إنسانويَّة (humaniste) لشخص يسوع المسيح
الرَّبُّ يسوع هو إله وابن الله المساوي للآب. هذه هي عطيَّة محبّة الله الكاملة
"هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16)
* * *
من جهة ثانية، لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ الكنيسة الأرثوذكسيَّة تعتمد كما ذكرنا على سلطة المجمع. لذلك، البطريرك للكنيسة المحليَّة وللمسكونة، هو مجرّد الناطق باسم المجمع (Porte Parole) وبقراراته، هو الأوّل بين المتساوين. هذا ما يفرق عن الكنيسة الكاثوليكية اللاتينيَّة الَّتي تعتمد في النِّهاية على سلطة البابا المعتَبَر معصوماً عن الخطأ في ما يختصُّ بالقرارات اللاهوتيَّة
لذلك، عُرِفَتِ الكنيسةُ الشرقية دائماً بأنها كنيسة "مجمعيَّة" ((conciliaire، فيما اعتُبِرَت الكنيسة الغربية بأنها كنيسة "هرميَّة" (Pyramidale). كلّ من النظامين له حسناته وصعوباته.
* * *
"أحدُ الآباء القدّيسين" له أهميَّةٌ كبيرة في كنيستنا، أيُّها الأحبَّاء. هذا يعود إلى دور الآباء الَّذين بحياتهم وبكتاباتهم يرشدوننا بإلهام الرُّوح القدس الواحِد، قديماً وحديثاً، إلى جميع الحقّ. كما يساعدوننا ، من خلال مؤلَّفاتهم ،على فهم الكتب المقدّسة فهمًا يدحَضُ أفكار البِدَعِ والهراطقة
+ أفرام
مطرن طرابلس والكورة وتوابعهم
طروبارية القيامة باللحن السادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتولَ مانحاً الحياة، فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك
طروبارية الآباء باللحن الثامن
أنت أيُّها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا مَن أسَّستَ آباءنا القدّيسين على الأرض كواكبَ لامعة، وبهم هَدَيْتَنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقي، يا جزيل الرحمة المجد لك
طروباريّة الصعود باللحن الرابع
صَعِدْتَ بمَجْدٍ أيُّها المسيحُ إلهُنا، وفرَّحْتَ تلاميذّك بموعِدِ الروح القُدُس، إذ أيقَنوا بالبَرَكة أنَّك أنْتَ ابنُ اللهِ المنْقِذُ العالَم
القنداق باللحن السادس
لمّا أتممت التدبير الذي من أجلنا، وجعلت الذين على الأرض متَّحدين بالسماويِّين، صعدت بمجد أيها المسيح إلهنا غيرَ منفصل من مكان
بل ثابتاً بغير افتراق وهاتفاً: أنا معكم وليس أحد عليكم
الرسالة
أع 20: 16-18، 28-36
مبارك أنت يا ربّ إله آبائنا
فإنك عدل في كل ما صنعت بنا
في تلك الأيام ارتأى بولس أن يتجاوز أفسس في البحر لئلا يعرض له أن يبطئ في آسية. لأنه كان يعجل حتى يكون في أورشليم يوم العنصرة إن أمكنه. فمن ميليتس بعث إلى أفسس فاستدعى قسوس الكنيسة. فلما وصلوا إليه قال لهم: إحذروا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. فإني أعلم هذا، أنه سيدخل بينكم بعد ذهابي ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية، ومنكم أنفسِكم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم. لذلك اسهروا متذكرين أني مدة ثلاثِ سنين لم أكفف ليلاً ونهاراً عن أن أنصح كل واحد بدموع. والآن استودعكم ، يا إخوتي،اللهَ وكلمةَ نعمته القادرة أن تبنيكم وتمنحكم ميراثاً مع جميع القديسين. إني لم أشتِه فضة أحد أو ذهبه أو لباسه، وأنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيء بيّنت لكم أنه هكذا ينبغي أن نتعب لنساعد الضعفاء، وأن نتذكر كلام الرب يسوع. فإنه قال: إن العطاء مغبوط أكثر من الأخذ. ولمّا قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلّى
الإنجيل
يو 17: 1-13
في ذلكَ الزمان رَفَع يسوعُ عينيِه إلى السماءِ وقالَ: يا أبتِ قد أتتِ الساعَة. مجِّدِ ابنَك ليُمَجّدَكَ ابنُكَ أيضاً، كما أعطيتَهُ سُلطاناً على كلِّ بَشَرٍ ليُعطيَ كُلَّ مَن أعطيتَه لهُ حياةً أبدية. وهذه هي الحياة الأبديَّةُ أن يعرفوكَ أنتَ الإلهَ الحقيقيَّ، والذي أرسلتَهُ يسوعَ المسيح. أنا قد مجَّدتُكَ على الأرض. قد أتممتُ العملَ الذي أعطَيتَني لأعمَلَهُ. والآنَ مَجِّدْني أنتَ يا أبتِ عندَكَ بالمجدِ الذي كان لي عندك من قبل كونِ العالَم. قد أعلنتُ اسمَكَ للناس الذينَ أعطيتَهم لي منَ العالم. هم كانوا لكَ وأنتَ أعطيتَهم لي وقد حفِظوا كلامَك. والآنَ قد علِموا أنَّ كُلَّ ما أعطيتَهُ لي هو منك، لأنَّ الكلامَ الذي أعطيتَهُ لي أعطيتُهُ لهم. وهُم قبلوا وعَلِموا حقًّا أنّي منكَ خَرجْتُ وآمنوا أنَّك أرسلتني. أنا من أجلهم أسأل. لا أسأل من أجل العالم بل من أجل الذينَ أعطيتَهم لي، لأنَّهم لك. كلُّ شيءٍ لي هو لكَ وكلُّ شيءٍ لكَ هوَ لي وأنا قد مُجّدتُ فيهم. ولستُ أنا بعدُ في العالم وهؤلاء هم في العالم. وأنا آتي إليك. أيُّها الآبُ القدُّوسُ أحفظهم باسمك الذينَ أعطيتَهم لي ليكونوا واحداً كما نحن. حينَ كُنتُ معهم في العالم كُنتُ أحفَظُهم باسمك. إنَّ الذينَ أعطيتَهم لي قد حَفِظتُهم ولم يَهلِكْ منهم أحدٌ إلاّ ابنُ الهلاك لِيتمَّ الكتاب. أمَّا الآنَ فإنّي آتي إليك. وأنا أتكلَّمُ بهذا في العالَمِ ليكونَ فرَحي كاملاً فيهم
في الإنجيل
"أنا قد مجّدتك على الأرض. قد أتممتُ العملَ الذي أعطيتني لأعملَه"
بعد أن ودّعنا الفصح في الأربعاء الماضي، وعيّدنا لعيد الصعود الإلهيّ، نأتي اليوم إلى تذكار الآباء القدّيسين، آباء المجمع المسكوني الأوّل، الآباء الذين أقّروا دستور الإيمان: "أؤمن بإله واحد..."، مدافعين عن الإيمان بمعرفة الإله الحقيقيّ والذي أرسله يسوع المسيح.
اليوم، الربّ يسوع يخاطب الله الآب، يصلّي إليه، لكي يحفظ باسمه الذين أعطاه إيّاهم له، أي تلاميذه، "ليكونوا واحداً" كما هو والآب.
أن يكون تلاميذ المسيح واحداً في الإيمان، فهذا يكون التعبير الوحيد عن الإيمان به (بالمسيح) وبكلّ عمله الذي أتمّه لخلاص البشر. ويشير الربّ اليوم، في صلاته، إلى هذا العمل الذي أتمّه، ومع أنّه لم يُصلَب بعد، غير أنّه يعلم تمام العلم في قرارة نفسه أيّ نوع من الأشخاص هو، ولأيّ مدى هو ابن مُخلص لإرادة أبيه، ولذلك أقرّ بإتمام عمل سينجزه لاحقاً.
لقد كان يسوع يعرف موقعه من الإله الآب، ويعرف لماذا أرسله الإله الآب إلى العالم، وبماذا عليه أن يضحّي لإتمام هذا العمل الموكَل به، ولذلك كان على ثقة بأنّه مهما خارت عزيمته وضعفت همّته، فإنّه لن يخون هذه المهمّة، لأنّه بإتمامها يمكنه القول للآب: "أنا قد مجّدتكَ على الأرض".
"أنا قد مجّدتكَ على الأرض"، كم واحد مِنّا نحن البشر، اليوم، يمكنه أن يقول هذا القول لله الآب قاصداً أنّه أتمّ العمل الذي أوكِل إليه في كنيسة الله على هذه الأرض؟ مَن يقدر أن يقول هذا، وخصوصاً نحن الذين أوكل إلينا الاهتمام بالذين أعطاهم الله لنا "لنحفظهم"؟ والمسؤوليّة غير محصورة بفئة واحدة فقط أي الإكليريكيّين، فغير الإكليريكيين، ومنهم أعضاء مجالس الرعايا، مطالَبون قبل غيرهم بهذه الأمانة، ومنهم أيضاً جميع الذين يفقهون كُنْهَ كنيسةِ الله "جسد المسيح"، هل يتمكّنون من أن يقولوا هذا القول أو سيكتفون بإرضاء ضميرهم بالانتقادات وما أكثرها؟!
أن نعرف، اليوم، مجدَ الله بأنّه إتمام عمله على الأرض، هذا أمرٌ يُدخِلنا في وحدةٍ مع الآباء الذين نعيّد لهم، والذين بسبب فهمهم للوحدة القائمة بين ما نؤمن به وكيف نعيش، قد بذلوا حياتهم ثمناً لإعلانهم الحقيقة التي أُعلنت لهم وعبّروا عنها في دستور عقائديّ ما زال يصدح في حناجر المؤمنين كلّما أُدخِل إنسان إلى الكنيسة في سرّ المعموديّة المقدّس... هذا الدستور الذي أرادواه جامعاً للمؤمنين كافةً لكي "يكونوا واحداً". إن أهملْنا إلى الآن، أيٌّ منا مسؤوليّته الملقاة على عاتقه كنيسة الرب، فليكن كلام الرب اليوم لسان حال كلٍّ منّا محفِّزاً إيّانا على نفض غبار الإهمال والكسل، ودافعاً لنا لكي نُنجز ما أوكل إلينا، حتى يسمع الله الآب كلاًّ منّا عندما يقول في نهاية جهادِه على هذه الأرض: "أنا قد مجّدتك على الأرض. قد أتممتُ العملَ الذي أعطيتني لأعملَه. والآن مجّدني أنتَ يا أبتِ...".
الماء الحيّ والرّوح القدس
"مَن آمن بي فكما قال الكتاب تجري من بطنه أَنهار ماء حيّ" (يو 7: 38)
وترك يسوع الحكم كلَّه للمرأة السّامريّة، حين التقاها عند عين يعقوب، إذ أَراد بعد تعبه في المسير أَن يكشف سرَّه لها ولكلّ عطاش الأَرض الّذين يزاوجون في حياتهم بين ما يقدّمه هو الإله الحيّ السّاكن معهم وفيما بينهم، لهم، وبين ما يسعون حياتهم كلّها للحصول عليه... "أَما مَن شرب من الماء الّذي أُعطيه أَنا فلن يعطش إلى الأَبد... بل الماء الّذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أَبديّة" (يو 4: 13 – 14)
الإيمان بيسوع، بالماء الحيّ، والحياة الأَبديّة، هو عنوان عيشة الإنسان بعد صلب الرّبّ وقيامته، وتجوّله بين تلاميذه وشعبه ليريهم يديه وجنبه، ويأكلَ السّمكَ المشويّ أمامهم، حتّى يؤمنوا بما ورد في الكتب؛ أَنّه هو ابن العليّ، الآب السّماويّ، الّذي تجسّد من حشا بتوليّ وعاش في النّاصرة وكبُر وعلّم في الهيكل، وبَشَّر شافيًا كلّ مرض وضعف في الشّعب
لكنّ شعبه لم يؤمن به ولم يصدّقه، فأَلقوا القبض عليه وحاكموه، صالبينه، فمات وقام في اليوم الثّالث حسب ما في الكتب. والآن إذ تمَّت أَيّامه على الأَرض، يصعد للجلوس عن يمين الآب مُرْسِلاً الرّوح القدس
في حركة الحياة هذه، تتلاقى مسيرة كلِّ إنسانٍ طالبًا المعرفة الإلهيّة في هذه الحياة، بمسيرة الآخرين
هذا هو العالم الّذي نفخ فيه الإله حياته، روحه القدّوس، حتّى يحيا كلّ فرد بما لله فيه ويعرف أنّ الآخر هو أَخوه بالنّعمة، بالرّوح القدس والحقّ، الّذي في الإله ومن الإله، للمؤمنين به
هكذا علينا أَن نحيا ونسلكَ في حياة البرّ. وحياةُ البِرّ هي حياة المحبّة المغروسة فينا من الإله، الّتي نتناولها في الكأس المقدَّسة مع جميع الّذين يحبّون الرّبّ ويحيون بحسب وصاياه، ونجدّدها، بل نفعّلها، في كلّ لقيا مع الكون كلّه، في القدّاس الإلهيّ
"الماء الحيّ" هو ماء الحياة وهو عطيّة "الرّوح القدس" للإنسان... فإذا عاش إنسان واحد خلاصًا حقيقيًّا، باتّباع الوصيّة الإنجيليّة، فإنّه لا يُغْني نفسه فقط، بل ينسكب الرّوح القدس على جميع أَهل بيتِه. وإذا أحبّ باذلاً نفسه خادمًا الجميع، فإنّه يغتسل بنعمة الرّوح القدس، فيعمُّ الفرح والسّلام، وتتنزَّل وصيّة الرّبّ يسوع على قلوب ونفوس تبّاع الرّبّ فيسمعون صوته موصيهم: "أَحبّوا بعضكم بعضًا ليعرف العالم أنّكم تلاميذي" (يو 13: 35)
كلّ ترتيب الكنيسة اليوميّ والأُسبوعيّ والسّنويّ للصّلاة، يتكرّر لنا لنفتح كياناتنا وقلبنا للعثور على جوهرة الحبّ الإلهيّ المفقودة والمخبوءة بين أَوساخ وأَدران خطايانا في قلبنا، ليموتَ الرّوح القدس فينا، دون أَن نعي أنّنا نتآمر على المسيح كلّ يوم ليبقى مصلوبًا ونحن غير عارفين حيل العدو
هكذا يصير القدّاس الإلهيّ، الّذي هو ملكوت الله، تحقيقًا لسكنى الرّوح القدس فينا وفي الكون بعد العنصرة، فيكتمل تدبير الله الخلاصيّ للإنسان... فكلّما عاش حياته هذه بفرح، سكنت الأَبديّة قلبه، فيحيا منشَدًّا إلى الإله، لتصير فسحة عيش الحياة على الأَرض سُلَّمًا للوصول إلى الفردوس الّذي فقده بعدم طاعته واقتباله حبّ الإله له
فيا ربُّ، يا ربّ... افتح أذهان قلوبنا، أَنرنا بنورك واغفر خطايانا لنصل مواعيد الخلاص ببعضها، يومًا بعد يوم، وسنة بعد سنة، لنستحقّ، نحن الخطأة، أن نسجد ونسبّح ونمجّد اسمك القدّوس في كلّ أَعمالنا وأَفعالنا من الآن وحتّى مجيئك الثّاني. آمين
الإستقامة في طاعتنا لإنجيل المسيح
مرّت علينا مواسم الأعياد، واستقبلنا "عيد الأعياد وموسم المواسم". واستعددنا للآلام والقيامة بالأصوام والصلوات وأعمال البرّ. وكثيراً ما لاحظنا اهتماماً بالإخوة المعوزين هنا وثمّة. وهذا عمل برٍ وتقوى. جمعنا من المؤمنين النّاهدين إلى فصح مجيد صادق، والسّاعين إلى العبور من الأرض إلى السّماء بالصلاة والصوم، وبخاصة بالعطاء الذي يجعل من صلاتنا صلاة مستقيمة ومن صومنا صوماً مباركاً
إن ضرورة الحياة في المسيح تستوجب الاستمرار بمثل هذه الأعمال وتكرارها في أكثر من مناسبة لأنها السّبيل إلى ملاقاة الرب يسوع في إخوته الصغار
ولكن انطلاقاً من أنّ أعمالنا كلها يجب أن تأتي بحسب قلب الله وإرادته تعالى يجب أن نتمم برّنا المشار اليه أعلاه بالطريقة المسيحيّة الفضلى، أي أن نوزّع ما جادت به محبّة المؤمنين على الأخوة المحتاجين بطريقة انجيليّة صحيحة. إنه واجب كلّ من يعطي. وكلّ من قادته محبته المسيحيّة إلى اعتبار الآخر شريكاً له في ما "يخصّه"، أو في بعضٍ مما يخصّه، ولو أتى قليلاً قليلاً. وهو أيضًا واجب كلّ هيئة تجمع لتوزع
لا يكون توزيعنا باسم المسيح إلاّ إذا سهرنا على أن تتوفّر فيه المسلّمات الإنجيلية التي تقوم على السريّة. فلا تذاع اسماء المستفيدين بل تصل لهم هديّة العيد في السرّ عملاً بالوصيّة ان "لا ندع الشمال تعرف ما صنعت اليمين". كما أن الاحترام للفقراء ضروريّ أيضًا. نذهب اليهم ونقدم لهم الأعطيات بالاحترام الفائق والشكر الوافر. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن ثمّة خطراً يحدق بعملية البرّ هذه ويشوّهها، ألا وهو خطر البيروقراطيّة التي تقضي على العلائق الإنسانيّة بفرضها، أحياناً، قسائم يذهب حاملها إلى البائعين ليحصل بقيمتها على "هدية العيد". استقامة العطاء تفرض علينا الذهاب إلى المحتاجين سرّاً ومعايدتهم بدفء المحبة أولاً، ثم بالأعطية
لا تكون عطاءاتنا مسيحيّة ما لم نجمعها ونوزّعها بروح الإنجيل
أخبـــارنــــا
حلقة دراسة إنجيل يوحنّا مع راعي الأبرشية
يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية، مركز طرابلس- فرع الميناء، دعوتكم للمشاركة في حلقة "تفسير إنجيل يوحنّا" مع سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشية، وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 1 حزيران 2012 الساعة السابعة في بيت الحركة- الميناء