الأحد 2 تشرين الأول 2011
02 تشرين الأول 2011
الأحد 2 تشرين الأول 2011
العدد 40
الأحد 16 بعد العنصرة
اللحن السابع الإيوثينا الخامسة
2: الشهيد في الكهنة كبريانوس، الشهيدة إيوستينة. * 3: الشهيد في الكهنة ديونيسيوس الأريوباغي أسقف أثينا، البار إيسيخيوس. *
4: إيروثاوس أسقف أثينا، البار عمّون المصري *5: الشهيدة خاريتيني، البارة ماثوذية، البار أذوكيموس، سابا المتباله. * 6: الرسول توما
* 7: الشهيدان سرجيوس وباكخس، الشهيد بوليخرونيوس. *8: البارة بيلاجيا، تائيس التائبة، سرجيوس رادونج (25 أيلول ش)
في خضمّ الحياة ونحن في الموت
الحياة الأرضية للمؤمن الأرثوذكسي تنتهي بالموت كما هي الحال مع كل البشر. آخِر سرّ يتلقاه الإنسان هو صلاة الجنازة.
ولكن الجنازة الأرثوذكسية شيء آخر، وهي تختلف عن باقي الجنازات في الأساس، فهي عبور من الموت إلى الحياة وليس من الحياة إلى الموت. عندما يرقد إنسان مسيحي أرثوذكسي فهو يكون في حالة مرور من حالة وجودية إلى حالة وجودية أخرى، إلى حالة مباركة وسامية.
فهو يترك جسده خلفه في الوقت الحاضر ليلقاه (الجسد) بحال مختلفة مجيدة في اليوم الأخير.
تحدث القديس ثيوفانيس الحبيس في رسالة إلى إمرأة كانت تموت، كتب: "أنت لن تموتي، جسدك يموت، أما أنت فتذهبين إلى عالم مختلف وتكونين حيّة، متذكرة نفسك، وستتعرفين على كل ما يحوط بك".
أثناء خدمة الجنازة نضع الجسد في الأرض ليرتاح منتظراً القيامة من بين الأموات في يوم مجيء الرب الثاني، أما الروح فنُوْدعها في يد الرب بألم وفرح في آن متألمين على الفراق وفرحين لانتقال تلك الروح إلى مكان الراحة
* * *
نحاول كمسيحيين أرثوذكسيين أن نتذكر الموت من وقت إلى وقت، لكي نتحضر ونكون جاهزين لملاقاة الخالق
رأي الأرثوذكسية بالموت هو أنه جزء لا يتجزأ من حياتنا في المسيححياتنا في المسيح ليست سلسلة من الأحداث المنفصلة، ولكنها حياة موحّدة لكل شيء، من الميلاد إلى الممات وإلى الحياة الآتية، فهي حياة واحدة في المسيح يسوع. "المسيح الكل وفي الكل" (كولوسي 3: 11)، "لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح". (فيليبي 1: 21) فالحياة في المسيح سلسلة مترابطة كأسرار الكنيسة المرتبطة كلها بالبركة نفسها وبالنعمة نفسها.
حدث مرةً أن طُلب من الأب ألكسي (وهو راهب من دير اللافرا في كييف) أن يهتم بإلباس رفات القديس ثيودوسيوس الذي من تشيرنيغوف وذلك قبل الكشف على رفاته وإعلان قداسته بوقت قصير. جلس الأب ألكسي بقرب الرفات، ومن شدة تعبه غفا فرأى القديس ثيودوسيوس في حلمه واقفاً أمامه قائلاً له: "أشكرك لأنك تتعب معي، أودّ منك أيضًا أن تذكر والديَّ الراقدين أثناء القداس الإلهي". وأعطاه أسميهما (الأب نيقيطا وماريا). فسأله الأب الكسي "كيف تسأل صلاتي أيها القديس وأنت في السماء تتشفع من أجل خلاص العالم؟"
فأجاب القديس "نعم هذا صحيح أني في السماء، ولكن ذكر أسماء السابق رقادهم على مذبح الرب هو أقوى من صلاتي".
إنه من المهم جداً أن نصلي من أجل السابق رقادهم، كذلك عمل الإحسان نافع لهم. ولكن الأهم أن نذكر أسماءهم على مذبح الرب في كل قداس إلهي
* * *
طروبارية القيامة باللحن السابع
حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّصّ الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحاً العالم الرحمةَ العظمى
القنداق باللحن الثاني
يا شفيعةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخين اليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدة الإلهِ المُتشفعةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة:
2 كو 6: 1-10
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبه
قدِّموا للربّ يا أبناءَ الله
يا إخوةُ، بما أنّا معاونُونَ نَطلُبُ اليكم أنْ لا تَقَبلُوا نِعمَةَ اللهِ في الباطل. لأنَّهُ يقولُ إني في وقتٍ مقبولٍ استَجبتُ لكَ وفي يومِ خَلاص أعَنْتُك. فَهُوذا الآنَ وقتٌ مقبول. هوذا الآن يومُ خَلاص. ولسنا نَأتي بمعثَرةٍ في شيءٍ لئلاَّ يَلحَقَ الخدمَةَ عَيبٌ، بل نُظهِرُ في كلِ شيءٍ أنفسَنا كخدَّامِ اللهِ في صبرٍ كثيرٍ، في شَدائدَ، في ضَروراتٍ، في ضِيقاتٍ، في جَلَداتٍ، في سُجونٍ، في اضطراباتٍ، في أتعاب، في أسهارٍ، في أصوام، في طَهارةٍ، في مَعرفةٍ، في طُول أناةٍ، في رفقٍ في الروحِ القُدُسِ، في مَحبَّةٍ بلا رياءٍ، في كلمة الحقِ، في قُوةِ الله، بأسلحةِ البرِ عَن اليَمين وعَن اليَسار، بمجدٍ وهَوانٍ، بسُوءِ صيتٍ وحُسنه، كأنَّا مُضِلّون ونَحنُ صادقون، كأنَّا مَجهولون ونحنُ مَعرفون، كأنَّا مائتون وها نحنُ أحياءٌ، كأنَّا مؤدَّبُون ولا نُقتل، كأنَّا حزَانٌ ونحنُ دائماً فَرِحون، كأنَّا فُقراءُ ونحنُ نُغني كثيرين، كأنَّا لا شَيءَ لنا ونحنُ نملِكُ كُلَّ شيءٍ.
الإنجيل:
لو 6: 31-36 (لوقا 2)
قال الربُّ: كما تريدونَ أن يفعلَ الناسُ بكم كذلك افعلوا أنتم بهم. فإنَّكم إنْ أحببتُم الذين يُحبوُّنكم فأيَّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضاً يُحبُّون الذين يحبوُّنهم. وإذا أحْسنتم إلى الذين يُحسِنون إليكم فأيةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضاً هكذا يصنعون. وإن أقرضْتُمُ الذينَ تَرْجُونَ أن تستوفُوا منهم فأيةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضاً يُقرضونَ الخطأة لكي يستوفُوا منهمُ المِثلَ. ولكِن، أحِبُّوا أعداءَكم وأحسِنوا وأقرضوا غيرَ مؤَمِّلين شيئاً فيكونَ أجرُكم كثيراً وتكونوا بني العليّ. فإنَّهُ منعِمٌ على غير الشاكرينَ والأشرار. فكونوا رُحماءَ كما أن أباكم هو رحيمٌ.
في الإنجيل
يُعتبر هذا النص الإنجيلي، والمخصَّص لهذا الأحد المبارك، من أروع النصوص التي تتحدث عن البنوّة لله العليّ بالمعنى السامي للكلمة.
الرب يسوع يجعل من الإنسان المحب والمعطي دون مقابل صورة عن الله، لا بل يسميه ابن العلي، لذلك نراه يقول: "أحبوا اعداءَكم وأحسنوا وأقرضوا غيرَ مؤملين شيئاً فيكون أجركم كثيراً وتكونوا بني العلي".
المحبةُ الفاعلة وحدها هي التي تجعل البنين أبناءً حقيقيين والآباء أباءً فعليين. ولا يمكن الحصول على سلام الله كابناء له إن لم نحيَ بروح الله، أي بالروح القدس الذي لا يظهر ذاته إلا بالحب كما يقول آباؤنا القديسون. لذلك قرن الرب يسوع البنوة بقوله: "أحبوا اعداءكم"، فهو يعرف أننا إذا لم نحبّ أعداءنا فلن يكون لنا سلام الله.
وفي هذا السياق يقول القديس سلوان الآثوسي: "بالروح القدس نعاين مجد السيد، لكن، وحتى نتمكن من الحفاظ على النعمة، علينا أن نحب أعداءنا وأن نشكر الرب على كل الضيقات التي تحل بنا. وبهذا الحب تعرف النفس البشرية الله وتَنشدّ اليه وتدرك أن العيش خارج نعمة الأبوة الإلهية لشقاءٌ عظيم".
ألا أعطانا الله، بنعمة روحه الكلي قدسه، أن نكون أمناء للبنوة التي منحنا إياها بفائق محبته ورحمته، وبذلك يكون أجرنا كثيراً ونكون عن جدارةٍ بني العلي. آمين.
في الاعتراف
الاعتراف، لُغةً، هو الإقرار. إنّه الإقرار بخطأ أو ذنب أو، ربّما، بفضل. وغالباً ما يكون، إضافةً إلى هذه كلّها، أو قبلَها كلّها، إقراراً بإيمان. ففي القدّاس الإلهيّ نفتتح الكلام الجوهريّ-
وهو الكلام الذي نعلن فيه إيماننا الواحد المشترك الذي، على أساس اتّحادنا فيه، نجلس معًا إلى المائدة الواحدة، ونتناول معًا جسد الربّ يسوع ودمه الكريمين)- نفتتح هذا الكلام بقولنا: "لنُحِبَّ بعضُنا بعضًا لكي، بعزم واحدٍ مُتّفق، نعترفَ مُقِرِّين بآب وابن وروح قدس، ثالوث متساوٍ في الجوهر وغير منفصل".
تحت العنوان أعلاه، اخترنا الكلام على الاعتراف بوصفه سرًّا مقدّساً من أسرار الكنيسة، أي باعتباره مُثُولاً لدى الكاهن في حضرة الربّ يسوع المسيح واعترافاً للكاهن بخطيئة اقترفناها، تمهيداً للتوبة عنها. ذلك أنّ الاعتراف، في القاموس الكنسيّ، باب التوبة وبَدْؤُها. ففي الصَّوم الأربعينيّ المقدّس، الذي هو موسم التوبة بامتياز، نرتّل بتواتر: إفتح لي أبواب التوبة يا واهب الحياة.."
لماذا يجب على الخاطئ أن يعترف بخطيئته؟ لكي يُدركها ويَعيَها. إذ، متى وعاها يعي خطرها على كيانه كلّه، فيعمل جاهداً على ان يرمي عنه ثقلها، أن يتحرّر منها. إنّ وعينا خطايانا ضروريّ جدّاً لتوبتنا عنها. ونذكّر، هنا، أنّ ما ينطبق على المرض الجسديّ ينطبق على الخطيئة باعتبارها اعتلالاً روحيًّا. فكما أنّ المريض جسديًّا لا يستحيي بمرضه ولا يُخفيه، بل يكاشف به طبيبه ويتجاوب مع طبيبه في ما يصفه له من دواء، لأنّ هذا يساعده كثيراً على الشفاء من مرضه، كذلك هو الأمر بالنسبة للخاطئ. فبقدر ما يجرؤ الخاطئ على أن يعترف للكاهن بخطيئته، بلا خوف ولا خجل، بقدر ما يستطيع الكاهن أن يساعده على إدراك مساوئها ومخاطرها الكبيرة عليه ويرشده، تالياً، إلى دروب التوبة الصادقة.
لماذا الكاهن؟
أوّلاً: لأنّ بيده سلطان الربط والحلّ، وهذا السلطان مُعطى له، بالتسلسل الرسوليّ، عبر الرسل والتلاميذ الذين تَقلَّدوه بدورهم من الربّ يسوع عندما قال لهم: "الحقَّ أقول لكم: كلُّ ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السّماء، وكلّ ما تحلّونه على الأرض يكون محلولاً في السّماء" (متى 18/18(
ثانياً: لأنّ الكاهن يمثّل، في سرّ الإعتراف، الجماعة التي انجرحت بالخطيئة، وينوب عن هذه الجماعة في الإستماع إلى الخاطئ معترفاً وتقبُّل اعترافه. المؤمن، إذا أخطأ، إنّما يخطئ إلى الجماعة كلّها، فينبغي له، بالتالي، إذا اعترف، أن يعترف إلى الجماعة كلّها (التي الكاهن مُمثّلها) عملاً بما يُوصي به يعقوب في رسالته الجامعة حيث يقول: "اعترفوا بعضُكم لبعض بالزّلات، وصَلُّو لأجل بعض لكي تُشفَوا..." (يعقوب 5/16). أجل، كُلّما أخطأنا إلى أحد الإخوة فإنّما نجرحه، لا هو فقط، بل الجماعة كُلّها. إنّ الترابط الحاصل بين أعضاء الجماعة المؤمنة لا يشبهه إلا الترابط الحاصل بين أعضاء الجسد الواحد، ولذا قال بولس: "فإنْ كان عضوٌ واحدٌ يتألّم فجميعُ الأعضاء تتألّم معه..." (1 كور 12/26(
لذا، كان واهياً جدًّا هذا الكلام الذي نسمعه هنا وثمّة، وهو شائع: إنّ خطيئتي مسألةٌ تخصُّني لوحدي في علاقتي مع الله. فما دَخلُ الكاهن بها؟ أنا أعترف لربّي مباشرة. إنّ هذا الكلام مردودٌ كنسيًّا، إذ ليس في الكنيسة ما يمكن تسميته خطًّا مباشراً نفتحه مع الله. إنّ كلّ علاقة لي مع الله تمرّ حُكماً عَبر الجماعة. يقول الرب: "فإنّه إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أيضًا أبوكم السّماويّ. وإن لم تغفروا للناس زلاّتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاّتكم" (متى 6/14 و15)
إنّ مفاد هذا الكلام واضح، وهو أنّ استغفار الله يمرّ، حكماً، عبر استغفار الإخوة. فكأنّي بالربّ قد ربط حقّه، شرطياً، بحقّ الإخوة. البُعد الجماعيّ في تعاملنا مع الله وبعضنا مع بعض هو ما ينبغي ألاّ يسقط من حسابنا.
ثالثاً: لأنّ الكاهن، في سرّ الاعتراف، ييساعد الخاطئ على ألاّ يعود إلى خطيئته وعلى أن يتحرّر كليًّا من ثقلها، فلا يبقى همّها مستحوذاً عليه. يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "لنطرح عنّا كلّ ثقلٍ والخطيئة المحيطةَ بنا بسهولة، ولنحاضر بالصَّبر في الجهاد الموضوع أمامنا" (عب 12/1). هذا هَمُّ الكنيسة همُّها، في النهايّة، أن تجعلنا في سلام داخليّ وراحة بال، في طمأنينة إلى أنّ الخطيئة التي ارتكبناها لا تَديننا إلى النهاية. وهذا هو، تحديداً، دور الكاهن في سرّ الإعتراف، ولسانه هنا لسان حال الكنيسة. لذا نراه، في ختام السرّ، يغطّي راس المعترف ببطرشيله ويستودعه الربّ قائلاً له: "... أمّا ما اعترفتَ به من الذُّنوب فلا تَهتَمَّ له البتَّةَ، بل اذهب بسلام".
لكلّ ما سبق تفصيله، ولغيره من الاعتبارات ممّا لا يتسّع المقام هنا لبسطه، يبدو ضروريًّا جدًّا، بل ومُلحًّا جدًّا، إنقاذ سرّ الاعتراف من الإهمال الذي أصابه، بل الذي أصبناه به بسبب تهاوننا الروحيّ. عَلّنا، إذا جدّ جِدُّنا، نستعيد له مكانته بين سائر الأسرار الكنسيّة.
إنّ هذا لنافعٌ جدًّا لحياتنا في المسيح. إنّه محكُّ استقامتنا في حياة الكنيسة التي هي حياة الجماعة، وهو، أساساً، محكُّ استقامتنا في حقّ الله الذي هو حقّ الإخوة.
أخبـــارنــــا
حلقة دراسة إنجيل يوحنا مع راعي الأبرشية
يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية مركز طرابلس- فرع الميناء دعوتكم للمشاركة في حلقة "تفسير إنجيل يوحنا" مع سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشية، وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 7 تشرين الأول 2011 الساعة السابعة والنصف في بيت الحركة- الميناء.
اجتماع كهنة الأبرشية
برئاسة راعينا الجليل المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، الجزيل الاحترام، سيعقد اجتماع لكهنة الأبرشية في كنيسة تجلي الرب – شكّا، وذلك يوم السبت الواقع فيه 8