الأحد 8 ايار 2011

الأحد 8 ايار 2011

08 أيار 2011

 

 
الأحد 8 ايار 2011    
العدد 19
أحد حاملات الطيب
الإيوثينا الرابعة
 
8: يوحنا اللاهوتي الانجيلي، أرسانيوس الكبير. * 9: النبي أشعيا الكبير، الشهيد خريستوفرس. *10: الرسول سمعان الغيور، البار لفرنديوس، البارة أوليمبيّا. * 11: تذكار إنشاء القسطنطينية، الشهيد موكيوس، كيرللس ومثوذيوس المعادلا الرسل. * 12:إبيفانيوس أسقف قبرص، جرمانوس رئيس أساقفة القسطنطنية. *13: الشهيدة غليكارية ولاوذيسيوس. *14: إيسيذورس المستشهد في خيو، ثارابوندُس أسقف قبرص.
المسيح هو سلامنا (أف 2: 14)
 
الكلُّ يتوق إلى السَّلام، والكنيسة ترتِّل: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السَّلام وفي الناس المسرَّة" (لوقا 2: 14)، وتصلّي: "من أجل سلام كلّ العالم".
 
في الوقت نفسه، نرى السَّلام محطَّماً في رعايانا، في عائلاتنا وحتَّى في قلوبنا.
ما هو دورنا كمسيحيين من أجل توطيد السَّلام فينا وفي العالم؟.
 
السَّلام هبةٌ من الله. يقول الرَّبّ: "سلامي أُعطيكم ليس كما يعطي العالم أُعطيكم أنا" (يوحنا 14: 27).
 
كلُّ سلام يبدأ تحقيقه في أنفسنا أوَّلاً. يقول القدّيس سيرافيم ساروف: "إِقْتَنِ روحَ السَّلام في داخلك فتخلصَ نفوسٌ عديدة من حولك".
حضورنا الهادئ السَّلاميّ في وسط مشاكل العالم يساهم في عمل المصالحة. "طوبى لصانعي السَّلام لأنهم أبناءَ الله يُدْعَوْن" (متى 5: 9).
السَّلام مرتبط بالعدالة: "الرحمةُ والحقُّ تلاقيا العدل والسَّلام تلاثما" (مز 84: 10)
لكنَّه في عالم اليوم مرتبطٌ، أيضًا، بالإنماء، إنماء المناطق الفقيرة.
 
الفقر يبقى أبشع أنواع العنف. أكثر من ذلك نقول: لا يتوطّد السَّلام العالميّ بدون توطيد السَّلام والتسامح (Tolérance) بين الطوائف والمذاهب والأديان، إحترام حريّة المعتقد لكلِّ إنسان واحترام كلّ إنسان. كلّ هذا يساعد على التعايش السِّلميّ بين الناس.
 
يقول القديس باسيليوس الكبير (عظته للمز 33) "الذي يفتّش عن السَّلام يفتّش عن المسيح لأنه السَّلام". وفي موضِع آخَر يقول: "لن أُدْعَى عبداً ليسوع المسيح إذا لم أوجد بسلامٍ مع الجميع"، حتَّى مع الذين يفترقون عنّي بآرائهم. والرسول بولس يقول: "وسلام الله الذي يفوق كلّ عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (فيلبي 4: 7).
 
                                    + أفرام
                    مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة     باللحن الثاني
 
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.
طروبارية الرسول يوحنا اللاهوتي         باللحن الثاني
 
أيها الرسول المتكلم باللاهوت حبيب المسيح الإله، أسرعْ وأنقذ شعباً عادم الحجَّة، لأن الذي تنازل أن تتكئَ على صدرهِ يقبلك متوسلاً. فاليه ابتهل أن يبدّد سحابة الأمم المعاندة، طالباً لنا السلامة والرحمة العظمى.
قنداق الفصح                          باللحن الثامن
 
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبرٍ يا من لا يموت، إلاّ أنكَ درستَ قوّة الجحيم، وقمتَ غالباً أيّها المسيحُ الإله. وللنسوةِ الحاملاتِ الطيبِ قُلتَ: إفرحنَ. ووهبتَ رُسُلكَ السلام، يا مانحَ الواقِعين القيام.
الرسالة
1 يو1: 1-7
 
إلى كل الأرض خرَج صوُته            
السماوات تُذيع مجدَ الله
 
الذي كان من البدءِ، الذي سمعناه الذي رأيناهُ بعيوننا، الذي شاهدناه ولمستهُ أيدينا من جهةِ كلمة الحياة (لأنَّ الحياة قد ظهرت ورأيناها ونشهَدُ ونبشِرُكم بالحياة الأبديَّةِ التي كانت عندَ الآبِ فظهرت لنا)* الذي رأيناهُ وسمعناهُ بهِ نبشِرُكم لتكونَ لكم أيضًا شركةٌ معنا. وشِركتُنا إنَّما هيَ معَ الآبِ ومعَ ابنهِ يسوعَ المسيح. ونكتُبُ اليكم بهذا ليكونَ فرحُكم كاملاً. وهذه هي البشرى التي سمعناها منهُ ونبشِركم بها أنَّ الله نورٌ وليسَ فيه ظلمةٌ البتة. فإن قُلنا إنَّ لنا شركةً معهُ وسلَكنا في الظلمة نكذب ولا نعمَلُ بالحق. ولكن إن سَلكنا في النور كما أنَّهُ هو في النور فلنا شِركةٌ لبعضنا مع بعضٍ، ودمُ يسوعَ المسيحِ ابنهِ يُطهِّرُنا من كلِ خطيئةٍ .
الإنجيل
مر 15: 43-47، 16: 8
 
في ذلك الزمان، جاء يوسفُ الذي من الرامة، مشيرٌ تقيٌّ، وكان هو أيضاً منتظراً ملكوت الله. فاجترأ ودخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع. فاستغرب بيلاطسُ أنَّه قد مات هكذا سريعّا، واستدعى قائد المئة وسأله: هل له زمانٌ قد مات؟ ولما عرف من القائد، وهب الجسد ليوسف. فاشترى كتّاناً وأنزله ولفّه في الكتّان، ووضعه في قبرٍ كان منحوتاً في صخرةٍ، ودحرج حجراً على باب القبر. وكانت مريمُ المجدليّة ومريمُ أمُّ يوسي تنظران أين وُضع. ولمّا انقضى السبتُ، اشترت مريمُ المجدليّةُ ومريمُ أمُّ يعقوب وسالومةُ حَنوطاً ليأتِين ويدهنَّه. وبكّرنَ جداً في أوّل الأسبوع وأتينَ القبر وقد طلعتِ الشمس، وكُنَّ يَقُلنَ في ما بينهنّ: من يدحرجُ لنا الحجرَ عن بابِ القبر؟ فتطلّعن فرأين الحجر قد دُحرج لأنه كان عظيماً جدُّا. فلمّا دخلن القبر رأين شابًّا جالساً عن اليمين لابسًا حُلة بيضاءَ فانذهلن. فقال لهنّ: لا تنذهلن. أنتنّ تطلبنَ يسوع الناصريّ المصلوب، قد قام، ليس هو ههنا. هوذا الموضعُ الذي وضعوه فيه. فاذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنّه يسبقُكم إلى الجليل، هناك تَرونه كما قال لكم. فخرجن سريعًا وفررن من القبر وقد أخذتهنَّ الرِّعدة والدَّهش. ولم يَقلنَ لأحدٍ شيئاً، لأنّهنَ كُنَّ خائفات.
في الإنجيل
 
تقرأ الكنيسة في الأحد الثاني بعد الفصح المجيد مقطعًا من الإنجيل بحسب القدّيس مرقس (من الاصحاحين 15 و 16). يروي هذا النصّ خبر إنزال يسوع عن الصليب ودفنه وقيامته. تحتوي هذه الرواية على المشاهد التالية:
·         المشهدالأوّل: يوسف الذي من الرّامة يطلب جسد يسوع من بيلاطس ليدفنه.
 
·         المشهد الثاني: مجموعة من النسوة تراقب الحدث وتذهب إلى القبر لتدهن جسد يسوع بالحنوط بحسب عادة اليهود.
 
·         المشهد الثالث: حجرٌ مدحرجٌ عن باب القبر.
 
·         المشهد الرابع: شابٌّ واقفٌ في القبر الفارغ يحاور النسوة.
 
·         المشهد الخامس: خوف النسوة وفرارهنّ.
 
إنّ هذه الرواية وإن كانت، من حيث المحتوى، تلتقي مع الروايات الإنجيليّة الأخرى لأحداث الدفن والقيامة إلاّ أنّها تحتوي، من حيث البنية، على عناصر فريدة يشكّل فهمها ضرورة لفهم النصّ في الإطار الذي وضعه الإنجيليّ مرقس فيه. إنّ تحليلاً دقيقًا لهذا النصّ في سياقه (المقاطع السابقة له) يقودنا إلى اكتشاف تشابهٍ كبيرٍ على مستوى البنية بينه وبين الإصحاح السادس من سفر دانيال في العهد القديم. يروي نصّ العهد القديم خبرًا عن دانيال الذي تآمر عليه الوزراء والأقطاب حسدًا فلم يجدوا عليه علّةً، فأقنعوا الملك بأن يسنّ قانونًا يمنع سكّان المملكة من الطلب إلى إلهٍ أو ملكٍ غيره. لم يلتزم دانيال بالقرار وصلّى إلى إلهه فحكم عليه الملك، بحسب هذا القانون، بأن يُرمَى في جبّ الأسود، إلاّ أنّه بقي حيًا بمساعدة ملاكٍ من الله. يلخّص الجدول التالي وجه الشبه بين الروايتين:
 
مرقس دانيال
رؤساء الكهنة والكتّاب يحاولون أن يجدوا علّةً على يسوع إلتمس الوزراء والأقطاب علّةً على دانيال
قتل يسوع يتمّ بمقتضى القوانين (المحاكمة) موت دانيال حتميّ بمقتضى قوانين المملكة
يتردّد بيلاطس في الحكم على يسوع ويحاول إقناع الشعب يتردّد داريوس في الحكم على دانيال ويجهد في تخليصه إلى غروب الشمس
كان بيلاطس مضطرًّا أن يُسلم يسوع إلى القتل كان داريوس مجبرًا على وضع دانيال في جبّ الأسود
وُضِعَ حجرٌ على باب القبر وُضِعَ حجرٌ على باب الجبّ
كان يوسف الذي من الرامة "منتظرًا" ملكوت الله. كان الملك داريوس واثقًا من أن إله دانيال سيخلّصه
ذهبت النسوة باكرًا إلى قبر يسوع أسرع داريوس عند الفجر إلى الجبّ
أخبارٌ سارّة: المسيح قام أخبارٌ سارّة: دانيال حيّ
ملاكٌ يعلن الخبر ملاكٌ سدّ أفواه الأسود
 
 
 
 
ربّ سائلٍ: هل يُعتَبَر فهم قصّة دانيال شرطًا لفهم هذا النصّ؟ أو بكلامٍ آخر، هل يشكّل جهلنا لعلاقة رواية دانيال برواية القدّيس مرقس نقصًا في فهم المعنى الحقيقي للنص؟  وهل تشكّل أحداث العهد القديم أساسًا للعهد الجديد؟ وهل يختلف فهمنا لنصوص العهد الجديد إذا ما فصلناها عن العناصر التي تربطها بالعهد القديم؟ قد تطول لائحة التساؤلات إلاّ أننا سنقتصر على المسألة التالية: هل بالإمكان الاستناد إلى هذا النصّ لكشف بعض أوجه موقف الكنيسة من العلاقة بين العهدين القديم والجديد؟
 
تقدّم الليتورجيا الأرثوذكسيّة مقاربةً مميّزةً لهذه المسألة حين تجعل قصّة دانيال في صلب صلوات الأسبوع العظيم السابق للقيامة. تكثر في الأسبوع العظيم القراءات من العهد القديم، كما تكثر المقارنات بين أحداثٍ من العهد القديم، وأخرى من العهد الجديد. لماذا تستحضر الليتورجيا في ذروة الآلام والقيامة شخصيّات وأحداث من العهد القديم في حين يبني الإنجيلي مرقس روايته على أرضيّةٍ مشابهةٍ لروايةٍ من العهد القديم دون أن يذكر ذلك؟ يلتقي الكتاب المقدّس مع الليتورجيا في نظرتهما إلى المسيح على أنّه المحور، وعلى أنّ جميع العناصر المكوّنة للنص (المعنى، البنية، المفردات...) إنّما تهدف إلى إظهار يسوع المسيح مخلِّصًا منذ العهد القديم مرورًا بالعهد الجديد. أمّا النصّ فهو أداة تعبيرٍ عن هذه الحقيقة وله وظيفة وضعيّة، يأخذ كاتبه بعين الاعتبار العديد من العناصر لعلّ أبرزها: إلى من يتوجّه النصّ. الرواية الإنجيليّة عند مرقس تخاطب من يريد أن يعرف من هو يسوع المسيح، وهي بالتالي، إذا عدنا إلى زمن القدّيس مرقس، تخاطب مجموعتين مختلفتين: اليهود وهم على علمٍ بقصّة دانيال، والوثنيّين وهم يجهلون هذه الرواية. على هذا الأساس يمكن لهذا النص الواحد أنّ يؤدّي وظيفته الأولى (التبشير بقيامة المسيح) لدى فئتين مختلفتين. أمّا الليتورجيا فهي تخاطب المؤمن بيسوع وتهدف إلى نقل الإيمان إلى مستوى العيش. على هذا الأساس توغل الليتورجيا في إظهار المسيح كعنصرٍ ثابتٍ في العهدين القديم والجديد، وهي بالتالي تؤكّد تكرارًا على التكامل بين العهدين وعلى وحدة المشروع الخلاصي.
 من يؤمن بي... لا ينكرني
 
شَجاعتان تتصدران نصّ إنجيل اليوم. الشَجاعة الأولى أتت من يوسف المتقي، أحد أعيان اليهود، والذي كان قد آمن بالمسيح سرّاً خوفاً من اليهود، يساعده نيقوديموس الوجيه الآخر، المؤمن بيسوع والمتحاور معه قبلاً، خفية عن أعين اليهود.
أما الشجاعة الثانية، فتحملها نسوة رافقن يسوع في بشارته وقررّن أن يرافقنه إلى المنتهى، أي القبر، حسب اعتقادهن، وذلك لتطييب جسد يسوع على حسب عادة اليهود (ومن هنا أتت تسميتهن بحاملات الطيب) رغم صدور الأوامر بمنع الاقتراب من قبر يسوع لئلا يسرقه تلاميذه كما أشاع اليهود.
لذلك تمّ ضبط القبر من قبل الجند- الحرس.
اللافت في هذا اليوم أنّ الكنيسة سمّته "أحد حاملات الطيب" متخطية النصّ واللغة، لأنْ في كليهما تغليب للمذكر على المؤنث.
فأصبح بالمسيح العكس هو الصحيح، كما أن الموت أصبح طريق الحياة.
وهكذا أضحت النسوة عنوان هذا اليوم، لأنهن، على حدّ تعبير التلميذ الحبيب، منذ البدء أحببن مجد الله على مجد الناس.
موت السيد أعاد إلى يوسف جرأته، فلم يتردّد في الطلب من بيلاطس بإعطائه الجسد ليدفنه. موت يسوع اشعرَ يوسف بجبنه في شهادته للرب علنًّا مع أنه كان قد آمن به (سراً) كما يقول لنا الإنجيل. وهنا وقع التناقض. فسارع يوسف إلى تصحيح خطئه.
عاد إلى ذاته، إلى كشف حقيقة إيمانه دون خوف، ما سمح للرب أن يسكن في قلبه وقبره، حتى يخيَّل لمتتبع مجرى الأحداث أن يوسف كان يملك الحدس بأن الرب لا يقيم في القبور، وإنما فقط في القلوب حيث الإيمان ثابت ومعلن.
أخبـــارنــــا 
صدور مجلَّدات نشرة "الكرمة"
 
تمّ إصدار مجلّدات نشرة الكرمة للعام 2010. تُطلب من دار المطرانية بسعر عشرة آلاف ليرة لبنانية للمجلّد