الأحد 15 ايار 2011

الأحد 15 ايار 2011

15 أيار 2011

 

 
الأحد 15 ايار 2011    
العدد 20
أحد المخلّع
اللحن الثالث     الإيوثينا الخامسة
 
 
15: بخوميوس الكبير، اخليّوس العجائبي رئيس أساقفة لارسا. * 16: البار ثاوذورس المتقدّس. *17: الرسولان أندرونيكوس ويونياس. * 18: انتصاف الخمسين، الشهداء بطرس ورفقته، القديسة كلافذية. * 19:الشهيد بتريكيوس أسقف برصة ورفقته. *20: الشهداء ثلالاوس ورفقته، نقل عظام القديس نيقولاوس، ليديا بائعة الأرجوان. *21: قسطنطين وهيلانة المعادلا الرسل.
المرض
 
المرض، كما يعرّف عنه، هو سوء صحة الإنسان وهجمة الألم عليه، ما يستدعي التجاءَه إلى الأطباء ليساعدوه بواسطة الأدوية، أو الجراحة، لعودة الصحة.
المرض يسبّب ألمًا جسديًّا ونفسيًّا معًا إذ لا تنفصل النفس عن الجسد فيترافقان حتى الموت.
إذا أخذنا المرض من الناحية الإيمانية فإنّ له إفادة لصاحبه، لأنه ظرفٌ لعودته إلى يسوع المسيح.
الإنسان المريض يعلم تمام العلم أنه لا يملك نفسه. فان استغنيتَ بالصحّة،  عن الله، أتى الألم ليقول لك أنت بدون الله لا شيء، ميت وزائل، وبالتالي فالمرض الذي دخل العالم بسبب الخطيئة، يتحول عندك إلى تأديب وعودة إلى الله.
قال الشيخ باييسيوس إن مرض السرطان ملأ الفردوس بالقديسيين.
هذا طبعاً لأنهم يعودون إلى الله خلال مرضهم. والمهم أنّ الله يهبهم التعزية والصبر فالفرح.
إذن المريض الذي يرى قواه تنهار، ويهجم الألم عليه، يلتجئ إلى الله "طبيب النفوس والأجساد" فيتعزى ويقاوم "بقوة الذي يقويه".
أحبائي، لا نخافنّ من الألم عندما سيأتي. ولنجعل منه وسيلة للعودة إلى يسوع، لأن مهما طال عمرنا في هذه الدنيا فإننا ولا بد عائدون إلى الذي أعطانا الحياة، ربِّنا له المجد.
طروبارية القيامة                  باللحن الثالث
 
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأن الربَّ صنع عِزًّا بساعده، ووطئ الموت بالموت، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنح العالمَ الرحمةَ العظمى.
قنداق الفصح                          باللحن الثامن
 
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبرٍ يا من لا يموت، إلاّ أنكَ درستَ قوّة الجحيم، وقمتَ غالباً أيّها المسيحُ الإله. وللنسوةِ الحاملاتِ الطيبِ قُلتَ: إفرحنَ. ووهبتَ رُسُلكَ السلام، يا مانحَ الواقِعين القيام.
الرسالة
أع 9: 22-42
 
رتّلوا لإلهِنا رتّلوا
يا جميعَ الأممِ صفِّقوا بالأيادي
 
في تلكَ الأيامِ، فيما كانَ بُطُرسُ يَطوفُ في جَميع الأماكِنِ، نَزَل أيضاً إلى القدِيسينَ الساكِنينَ في لُدَّة، فوَجَدَ هناكَ إنساناً اسمهُ إينِياسُ مُضَطجِعًا على سرير مِنذُ ثماني سِنينَ وهُوَ مُخلَّع. فقالَ لهُ بطرُسُ: يا إينِياس، يشفِيكَ يسوعُ المسيحُ. قُم وافتَرِش لنفسِك. فقام لِلوقت. ورآه جميعُ الساكِنين في لُدَّةَ وسارُونَ فَرَجَعوا إلى الرب. وكانت في يافا تِلميذَةٌ اسمُها طابيِتَا الذي تفسيرُهُ ظَبْية. وكانت هذه مُمتَلِئةً أعمالاً صَالحةً وصَدقاتٍ كانت تعمَلُها. فحدَثَ في تِلكَ الأيامِ أنَّها مَرِضَت وماتَت. فَغَسَلوها ووضَعُوها في العِلِّيَّة وإذ كانت لُدَّةُ بقُربِ يافا، وسَمعَ التَلاميذُ أنَّ بطرُس فيها، أرسلُوا إليهِ رجُليْن يسألانِهِ أنْ لا يُبطِئَ عن القُدُوم إليهم. فقام بطرُسُ وأتى معَهما. فَلمَّا وَصَلَ صَعدوا بهِ إلى العِلِّيَّة. ووقَفَ لديِه جميعُ الأرامِلِ يبكينَ ويُرينَهُ أقمِطةً وثِياباً كانت تَصنَعُها ظَبيةُ معَهَنَّ. فأخرَجَ بُطرُسُ الجميعَ خارجًا، وجثا على رُكبَتيِه وصلَّى. ثمَّ التَفتَ إلى الجَسدِ وقالَ: يا طابيتا قُومي. ففتَحت عيَنيها. ولما أبصرَتْ بُطرُسَ جَلَست، فناوَلها يَدَهُ وأنهضَها. ثم دعا القديسيِنَ والأرامِلَ وأقامها لَديهمِ حيَّةً. فشاعَ هذا الخبرُ في يافا كلِها. فآمنَ كَثيرون بالرب.
الإنجيل
يو 5: 1-15
 
في ذلك الزمان، صعد يسوع إلى أورشليم. وإن في أورشليم عند باب الغنم بركةً تسمى بالعبرانية بيتَ حسدا لها خمسة أروقة، كان مضطجعًا عليها جمهور كثير من المرضى من عميان وعرج ويابسي الأعضاء ينتظرون تحريك الماء، لأن ملاكاً كان ينزل أولاً في البركة ويحرك الماء، والذي ينزل أولاً من بعد تحريك الماء كان يبرأ من أيّ مرض اعتراه. وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة. هذا إذ رآه يسوع ملقى وعلم أن له زماناً كثيراً قال له: أتريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيد ليس لي إنسان متى حُرِّك الماء يلقيني في البركة، بل بينما أكون آتياً ينزل قبلي آخَر. فقال له يسوع: قم احمل سريرك وامشِ. فللوقت برئ الرجل وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبتٌ. فقال اليهودُ للذي شُفي: إنّه سبتٌ، فلا يحلّ لك أن تحمل السرير. فأجابهم: إنّ الذي أبرأني هو قال لي: إحمل سريرك وامشِ. فسألوه: من هو الإنسان الذي قال لك إحمل سريرك وامش؟ أمّا الذي شُفي فلم يكن يعلم مَن هو، لأنّ يسوع اعتزل إذ كان في الموضع جمعٌ. وبعد ذلك وجده يسوع في الهيكل فقال له: ها قد عُوفيتَ فلا تعدْ تخطئُ لئلاّ يصيبك شرٌّ أعظم. فذهب ذلك الإنسان وأخبر اليهودَ أنّ يسوع هو الذي أبرأه.
في الإنجيل
 
"قُمْ احمِلْ سريرك وامشِ، فللوقت بَرِئَ الرجلُ، وحمل سريره ومشى" عبارة قيامية شافية تفوَّه بها الربّ يسوع القائم من بين الأموات. ويقيامته المجيدة أقامنا جميعاً من موت الخطيئة والألم والموت. وبها أقام من المرض المزمن هذا الإنسان المخلّع "المفلوج" الذي كان يعاني منه منذ ثمانٍ وثلاثين سنة.
 
في آحاد فترة القيامة المجيدة تعلِّمنا كنيستنا المقدسة أن من يؤمن بالرب إيمانًا ثابتًا وقوياً، هذا لا يذوق طعم الموت، ولا يقضي عليه مرض قد يأتيه بسبب خطاياه. وهذا ما ظهر جلياً في حادثة الشفاء هذه عندما سأل الرب يسوع هذا المخلَّع: "أتريد أن تبرأ"؟ فأجاب المريض على الفور: "ليس لي إنسان متى حُرّك الماء يلقيني في البركة"... فقال له يسوع عندما لمس إلحاحه وطلبه بالشفاء، لأنه آمن بالرب يسوع الإله القادر على شفائه، وهو الذي خلقه، فهو وبكلمة واحدة قادر أن يعيد خلقه صحيحاً معافى وأن يعود سليماً كسائر الناس، ساعتئذ قال له: "إحمل سريرك وامشِ". فحمل سريره ومشى.
وهنا تتجلَّى طبيعة الربّ يسوع الإلهية القادرة شرط أن نؤمن نحن به كما آمن هذا المخلَّع، وأن نطلب بالحاح مثله، فهو مجيبٌ لكل طلباتنا لأنه هو الذي وعدنا بذلك: "أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم".
والربّ يسوع هو الذي يعطينا ماء الحياة الفائض من جنبه المطعون بالحربة. فهو الذي جلب لنا ماء الحياة الأبدية "الذي يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية (يوحنا 4: 14-15) فمن يشرب هذا الماء، فإنه لن يعطش أبداً بل يحيا إلى الأبد، لأنه يحيا بيسوع المسيح الذي نتغذى بجسده المقدس ودمه الكريم المحيي، فهو يحمل لنا على الدوام الماء الشافي الذي يعطي نتيجة فورية ونهائية. أما مياه أورشليم فهي عاجزة ما لم ينغمس الله فيها، شاحناً إياها بفعالية الشفاء بنعمة الروح القدس.
ألا اسقِنا يا ربّ ماء الحياة، لنحيا بك إلى الأبد، فأنت النبع الإلهي الذي لا ينضب، وهكذا نشفى من أمراضنا الجسدية والروحية، ونقوم بقيامتك المجيدة. لك المجد إلى الأبد. آمين.
الله والموت
 
العنوان، بحدّ ذاته، مثير للريبة. كيف يمكن العطف بين كلمتين متناقضَتين في مضمونهما وغايتهما. وقد أردنا أن يُصدم القارئ بهذا العنوان لأنّ ما يُتداول في أوساطنا المسيحيّة حول هذا الموضوع يقود إلى صدمة لا تقلّ عن صدمة هذا العنوان. والصدمة الكبرى أن ما يُتداول في أوساطنا ليس محصوراً بعامة المؤمنين أو غير المؤمنين بل يتعدَّى إلى الخطاب الكنسيّ ذاته، وبخاصة في مناسبات الوفيات وتحديداً وفاة بعض شبابنا وشاباتنا. ولكون مسألة الموت من المسائل التي تطال مجمل أوجه تعليمنا الكنسي ولا يمكن معالجتها ضمن أسطر هذه النشرة وصفحاتها ، فسنكتفي بالإشارة إلى بعض المسائل المطروحة والأقوال المتداولة حولها والتي تثير تساؤلات حول مدى استقامتها وفعاليّتها وتوافقها مع الكشف الإلهيّ الذي بلغ ملأه في صليب المسيح وقيامته:
 
1- يجب عدم الاكتفاء في خطابنا الكنسيّ، حول مسألة الموت، بالاستشهاد بالعهد القديم. وهذا ليس بنيّة التقليل من قيمة الوحي في العهد القديم، بل بسبب أن قراءتنا للعهد القديم لا تتّم إلاّ على ضوء العهد الجديد. أضف إلى ذلك أن أكثرية المسائل التي وردت في العهد القديم  بقيت مشوبةً بالعتاقة ومحجوبة ﺒ "البرقع" الذي لم يزله إلا المسيح (2 كور 3، 12-17). من هذه المسائل مثلاً: الموت، الحياة بعد الموت، سلطة الشيطان، مكافأة الأبرار والعدل الإلهيّ، كما وردت في سفر الأمثال والحكمة وأيوب وغيرها. هذه كلها لا نجد جواباً لها إلا في العهد الجديد وتحديداً بصليب المسيح وقيامته. أضف إلى ذلك مسألة الانتقام الإلهيّ، مما ورد في العهد القديم، وهو  يبقى مشوباً بإسقاطات بشريّة على الله، بعيدة عن صورته التي كشفها لنا الإبن. مثالاً على ذلك "طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة" (مز 136، 9).
 
2- هل الله يحيي ويميت؟ أبداً! ألله يحيي ولا يميت. ليس هناك أيّ تلاقٍ بين الله والموت، روحياً كان هذا الموت أو بيولوجيًّا. فالله ليس سبب الموت، بل ليس هو سبب أي شرّ. الشرّ والموت هما عدوّا الله وإبادتهما هي هدف تدبيره الخلاصي. وقد دشّن الله عمليّة إبادتهما على الصليب وسينهيهِمَا في يوم الدينونة الأخير. الموت في الكتاب المقدّس وفي التعليم الكنسيّ هو الإبتعاد عن الله مصدر الحياة وقد ظهر في العالم مع الخطيئة (روم 5، 12). الموت ليس عقاباً رمى به الله الإنسان الخاطئ بل هو نتيجة طبيعيّة لإبتعاد الإنسان عن الله مصدر الحياة. لا يمكن القبول بالموت سلاحاً بيد الله ينتقم به من اعدائه. هو سلاح بيد أعداء الله يُرهبون الإنسان به لإبعاده عن مقاصد الله الخلاصية، وقد وجّهه أعداء الله، بغباءٍ، إلى الله نفسه بشخص ابنه المتجسّد، فكان هو الضحية ولم يكن الجلاّد، كان المُمات ولم يكن المُمِيت: "يا أبتِ أغفر لهم، لأنهم لا يدركون ما يفعلون" (لو 23، 34).
 
3- الموت نتيجة طبيعيّة لمحدوديّة الإنسان المخلوق من العدم وغير الكامل. وحده الكامل لا يعرف الموت والفناء. لماذا، إذن، خلق الله الإنسان كائناً محدوداً غير كامل؟ أو ليس هذا إقراراً بأن الله في خلقه غرز الموت في محدوديّة خليقته ولا كماليّتها؟ أبداً! خلق الله الإنسان كائناً محدوداً ولكن على صورته. دعاه إلى مثاله، أي دعاه أن يتعاون، من خلال صورة الله المتمثّلة في الإرادة الحرّة الواعية، مع خالقه لتخطّي هذه المحدوديّة. لم يشأ أن تكون لا محدودية الإنسان إنجازاً الهيًّا بحتاً، بل سعيًا حرّاً من قبل الإنسان، يَستثمر من خلاله هذا الأخير صورة الله التي زُرعت به. وما حدثُ السقوط إلا توغّلٌ من قبل الإنسان في محدوديته وفنائيتّه. والسقوط سوء استعمال لحريّة شاءها الله للإنسان ارتقاءً من المحدوديّة إلى كمال الله. أَوَ نلومُ الله على حريّة أسأنا استعمالها؟
 
4- "أخذه الله اليه". عبارة تستخدم كثيراً في خطابنا الكنسيّ ويقصد من خلالها تعزية المحزونين بفقدان حبيب لهم. لكنّها لا تبدو إلا مرادفة لعبارة "أماتت الله"، ولا ندري مقدار التعزية التي سيحظى بها أهل الراقد جرّاء هذه العبارة. فإذا كانوا من غير المؤمنين، فعبارة كهذه ستزيد من عدم إيمانهم ورفضهم لإله صُوِّر لهم منافساً لهم ومغتصبًا لما يعتبرونه ملكاً لهم. أمّا إذا كانوا من "المؤمنين" فيُسْلِّمون بهذه الواقعة تسليم "مؤمن" بإرادةٍ صُوِّرَتْ له إلهيّة، لا تُقاوم ولا تُناقَش ولا تُحاجَج. أمِن تسليم كهذا تأتي تعزية؟ التسليم اللاواعي الذي يُطلب دوماً من المؤمنين لا ينشئ تعزية حقيقيّة. بل حسرة من لا حول ولا قوة. وشتّان بين الحسرة الخانعة وبين التعزية.
 لكنّ المشكلة في هذه العبارة لا تكمن في انعكاساتها على المحزونين فحسب بل في عدم صحّتها. أيضاً لماذا هذا الإصرار في تصوير الله كأنه يخطف من أمامنا من نحبّ ليجعلهم معه؟
لِمَ هذه الصورة البدائية المنفعيّة التي نصوّر الله بها؟ يعلّمنا الكتاب أن "ما من أحد يحيا لنفسه وما من أحد يموت لنفسه. فإذا حيينا فللربّ نحيا وإن متنا فللرب نموت. سواء حيينا أم متنا فإنّنا للربّ. وقد مات المسيح وعاد إلى الحياة ليكونَ ربّ الأموات  والأحياء" (روم 14، 7-9). البشرية والكون بمجمله للربّ وهو لا ينتظر الموت حتى يضمّنا إلى "ملكيّته". الربّ، أصلاً، يفرح لقُربانا دون أن يحتاجها، بل نحن من نحتاج قرباه. قربى الإنسان من الله تبدأ وتتحقق في حياته الأرضيّة وليس في الموت. فمن كان بعيداً عن الله قبل موته لن يغير الموتُ فيه شيئاً، ومن كان قريباً من الله قبل موته سيحفظ قرباه بعد موته بانتظار القربى النهائية في يوم الدينونة الأخير يوم قيامة الأجساد.
أخبـــارنــــا 
دير مار يوحنا المعمدان-أنفه
 
بمناسبة عيد القديسين قسطنطين وهيلانة المعادلَي الرسل تقام في دير القديس يوحنا المعمدان- أنفه سهرانية وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 20 أيار 2011. تبدأ الخدمة في تمام الساعة السادسة مساءً وتستمر حتى الساعة العاشرة ليلاً