الأحد 27 آذار 2011
27 آذار 2011
الأحد 27 آذار 2011
العدد 13
الأحد الثالث من الصوم (السجود للصليب المقدّس)
اللحن الثالث الإيوثينا الحادية عشرة
27: الشهيدة مطرونة التسالونيكية، النبي حنانيا * 28: البار إيلاريّون الجديد. *29: مرقس أسقف أريثوسيون، كيرللس الشماس والذين معه. * 30: يوحنا السلمي، النبي يوئيل، آفڤولي والدة القديس بندلايمون. * 31:الشهيد إيباتيوس أسقف غنغرة. * 1: البارة مريم المصرية، الشهداء يارونديوس وباسيليوس، المديح الرابع. *2: البار تيطس العجائبي. *
شجرة الصليب
ونحن في فرح الصَّوم، في الأحد الثالث منه، تضع الكنيسة أمامنا خشبة الصليب ليس فقط كتعزيةٍ لنا وإنَّما كسُلَّم مصعِدة الصائمين نحو الملكوت. هذا الفردوس الذي أُقفل قديمًا في وجه آدم، الإنسان الأول، هو عند الصائم قد فُتِحَ من خلال المسيح، آدم الثاني، بالصليب.
وانطلاقًا من هنا، الكنيسةُ تشدِّد عزائمَ الصائمين وتقول لهم، إنَّ المخلِّص مات من أجلهم، وأنَّهم مدعوُّون ألاَّ يتهاونوا، وأنْ يُتابعوا المسيرةَ بلا مللٍ، مُمتلِئين من الفرح والتعزية المنسكبَين عليهم بالصليب، الذي حاشا للمؤمن أن يفتخر إلاَّ به.
هكذا يسجد الصَّائم في هذا الأحد أمام الصَّليب ويقبِّله ويأخذ بركة منه. فالسجود والتقبيل والبركة هي امتدادات على مدى العصور للمؤمنين الصائمين. ومعناه أنَّ المذبوحَ على الصليب أَدخل الجنسَ البشري إلى ملكوت السَّموات بعد أن أشرف على الهلاك، ولم يستحقَّ حتى الأرض. لقد كان الكثير بواسطة الصليب وسيكون أيضًا.
هكذا يَفهم، المؤمن الصَّائم ويُدرك أنَّه بالصَّليب تُباد قوةُ الموت وتُحطَّم قدرةُ الشيطان وتُلاشى قوةُ الخطيئة. وهكذا
يقبل المؤمن الصَّائم الصليبَ كلَّه الذي هو إرادةُ الآبِ ومجدُ الإبن ومسرَّةُ الروح القدس، ويهتِف مع الرسول الحبيب بولس: "وأمَّا من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح". (غلاطية 6: 14)
وبما أنَّ الصَّليبَ أوضح من الشمس، لذا تضع الكنيسةُ الصَّليبَ وسط شموع ثلاث ترمز بوضوح إلى الأقانيم الإلهيَّة الثلاثة، لتؤكِّد أنَّ الصَّلب وضعه اللهُ منذ الأزل. وهكذا أظهر محبتَه للإنسان بمجيء الابن متجسدًا إليه. فالمسيح هو الذبيحُ قبل إنشاء العالم، في فكر الثالوث القدوس.
وهكذا كما قلنا، يصير الصَّليب طريقَنا نحو القيامة، ونحو أن نصير مسيحيين مصلوبين مع المسيح لا صالِبين، ومسيحيين ممتلئين بالفضائل لا بالرَّذائل، ومسيحيين مخلَّصين لا هالِكين كما يقول لنا الربُّ يسوع في إنجيل مرقس:" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنَّ من أراد أن يخلِّص نفسه يهلكها، ومن أهلك نفسَه من أجلي ومن أجل الإنجيل يُخلِّصها". وكما يقول رسولُنا الحبيب بولس: "إنَّ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأمَّا عندنا نحن المخلَّصين فهي قوَّةُ الله". (1 كورنثوس 1: 18)
طروبارية القيامة باللحن الثالث
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.
طروبارية الصليب باللحن الأول
خلِّصْ يا ربِّ شعبكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبة على الشرير، واحفظ بقوّةٍ صليبِك جميعَ المختصّين بك.
القنداق باللحن الثامن
إني أنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُنديَّة محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقِذةٍ مِنَ الشَّدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّة التي لا تُحارَب أعتقيني من صُنوفِ الشَّدِائد، حتى أصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروساً لا عروسَ لها.
الرسالة
عب 4: 14-16، 5: 1-6
خلِّص يا ربُّ شَعبَك وباركْ ميراثك
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ إلهي
يا إخوة، إذ لنا رئيسُ كَهَنةٍ عظيمٌ قد اجتازَ السماواتِ، يسوعُ ابنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بالاعترافِ. لأنْ ليسَ لنا رئيسُ كهنةٍ غيرُ قادرٍ أن يَرثيَ لأوهانِنا، بل مُجَرَّبٌ في كلِّ شيءٍ مِثلَنا ما خَلا الخطيئة. فَلْنُقْبلْ إذاً بثقة إلى عرشِ النعمةِ لنِنالَ رحمةً ونجدَ ثِقةً للإغاثةِ في أوانها. فإنَّ كلَّ رئيسِ كهنةِمُتَّخَذٍ من الناسِ ومُقامٍ لأجلِ الناس في ما هو لله ليُقرَّبَ تَقادِمَ وذبائحَ عن الخطايا، في إمكانِهِ أنْ يُشفِقَ على الذينَ يجهَلونَ ويَضلُّونَ لِكونِهِ هو أيضاً مُتَلَبِّساً بالضُّعْفِ. ولهذا يجب عليهِ أنْ يقرِّبَ عن الخطايا لأجلِ نفسِهِ كما يُقرِّبُ لأجلِ الشعْب. وليس أحدٌ يأخذُ لِنَفسِهِ الكرامةَ بَلْ من دعاه الله كما دعا هارون. كذلكَ المسيحُ لم يُمَجِّدْ نَفْسَهُ ليّصيرَ رئيسَ كهنةٍ، بل الذي قالَ لهُ: "أنْتَ ابني وأنا اليومَ ولدْتُكَ"، كما يقولُ في مَوضِعٍ آخَرَ: أنْتَ كاهنٌ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ ملكيصادق.
الإنجيل
مر 8: 34-38، 9: 1
قال الرَبُّ: مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني فَلْيَكْفُرْ بنَفْسِهِ ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبَعْني. لأنَّ مَنْ أرادَ أنْ يُخَلِّصَ نفسَه يُهْلِكُها، ومَنْ أهلكَ نفسَهُ مِن أجلي وَمِنْ أجْلِ الإنجيل يُخَلِّصُها. فإنَّهُ ماذا يَنْتَفِعُ الإنسانُ لو رَبحَ العالَم كُلَهُ وخَسِرَ نفسَهُ؟ أمْ ماذا يُعطي الإنسانُ فِداءً عن نَفْسِهِ؟ لأنَّ مَن يَسْتحي بي وبكلامي في هذا الجيلِ الفاسقِ الخاطئ يَسْتحي بهِ ابْنُ البَشَر متى أتى في مَجْدِ أبيهِ مَع الملائكةِ القِدِّيسين. وقالَ لهُمْ: الحقَّ أقولُ لكم إنَّ قَوْماً مِنَ القائمين ههنا لا يَذوقونَ الموْتَ حتى يَرَوا مَلكوتَ اللهِ قد أتى بقُوّةٍ.
في الإنجيل
نقرأ هذا المقطع الإنجيلي اليوم ونحن نسجد للصليب الذي عليه صُلب ربنا يسوع المسيح وقد بلغنا منتصف الصيام. وقد رتبت الكنيسة اليوم أن نطوف بالصليب ونسجد له ونعانقه لنذوق فرح القيامة منذ الآن.
"من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". نحن مدعوون إذاً لأن نتبع المسيح، وشرط ذلك هو أن نكفر بذاتنا الواقعة في شهواتها، وهذا يتطلب جهداً كبيراً، ولكن إذا بذلناه يبدأ بالتعب إلى أن يصير سروراً وهذا هو سر الصليب والقيامة. "لأن من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها". هلاك النفس يصير بقمع الآنا. أن نكف عن رفع ذواتنا فوق كل ذات وبالأخص فوق الله. الكفر بالنفس هو وقف هذا السعي المجنون لتأليه الذات. لأن خطيئة الإنسان تتمحور حول إرادته بأن يكون ربًا مكان الله نفسه.
هذا تحدٍّ عظيم قد يقود الإنسان إلى ربح العالم ولكنه يؤدي به إلى خسارة نفسه.
والسبيل إلى الخلاص هو في الثقة الكاملة بالرب يسوع وبالارتماء في أحضان الله.
"ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها" يربط الرب يسوع بين نفسه وبين الإنجيل الذي هو البشارة لأن الذي يؤمن بالرب يسوع يبشر به تلقائياً، وهذا تعبير عن الإيمان الذي يجب أن يكون عندنا كامل الاستعداد للإندفاع إلى الموت من أجل البشارة به. وهذا يتطلب منا الابتعادَ عن كل شر، ومحبةَ الرب يسوع محبة كاملة لأننا إن لم نحبه لا نستطيع أن نخبر الناس عنه.
رسم إشارة الصّليب
تزخر حياة المسيحي باستخدامات متنوّعة لرسم إشارة الصلّيب: تُرسَمُ إشارة الصليب للمباركة. يرسم الكاهن هذه الإشارة على المؤمنين وهو يباركهم، والأسقف يباركهم وهو يحمل الشموع. يرسم المؤمن الصّليب أيضًا على مولودٍ جديدٍ ويكسر له الخبز على شكل صليبٍ عندما يدخل للمرة الأولى إلى منزلٍ... تُرسَمُ إشارة الصليب أيضًا لطلب الشفاء كأن يرسم الكاهن إشارة الصليب على جباه المؤمنين وعلى أجسادهم بالزيت المقدّس لطلب شفائهم. كما تُرسَمُ إشارة الصليب كعلامةٍ لتأكيد انتمائنا إلى المسيح. فالكاهن مثلاً يختم المعتَمِدَ بالميرون في إشارةٍ إلى أنّه أصبح ينتمي إلى المسيح. نرسم إشارة الصليب في حالة الخوف لطلب الحماية من الله. نرسم الصليب لشكر الله على عطيّةٍ أو نعمةٍ. نُكثِرُ من رسم إشارة الصليب أثناء الصلاة في حياتنا الليتورجيّة: أمام الأيقونات، عندما يبخّرنا الكاهن، عند مرور القرابين أمامنا، قبل المناولة وبعدها، عند مرور الزيّاحات....لعلّ رسم إشارة الصّليب اليوم خلال الخِدَم الليتورجيّة هو التعبير الجماعي الأبرز والعمل الليتورجي الأكثر انتشارًا وقبولاً بين المؤمنين مقارنةً بتعبيراتٍ أخرى كالسجود، ورفع اليدين... إنّه السلوك "الطبيعي" والعفوي للمؤمن. قد تطول اللائحة إذا ما تأمّلنا أشكال ووظائف ومناسبات رسم إشارة الصّليب في حياة المسيحي اليوم.
يتوقّع المتأمّل في هذه المسألة أن تكون هذه الممارسة، من ناحيةٍ أولى، متجذّرةً في حياة الكنيسة تاريخيًّا، ومن ناحيةٍ ثانيةٍ، موثّقة في النصوص القانونيّة وفي الكتابات القديمة. المفاجئ في الأمر أنّه على المستوى الرسمي لا يوجد الكثير حول هذه المسألة في القوانين الكنسيّة، أو بكلامٍ آخر لم تلحظ النصوص جميع الاستخدامات الحاليّة في حين يتعامل معها المؤمن بطريقةٍ تكاد تكون موحّدة. يقودنا هذا الواقع إلى التفكير في طبيعة العلاقة الجدليّة بين النصوص والقوانين والتشريعات من جهة أولى وحياة الكنيسة من جهةٍ ثانية. الأكيد أنّ معظم المؤمنين عندما يرسمون إشارة الصّليب لا يفكّرون في البُعد العقيدي واللاهوتي الذي أُعطِيَ للرّمز (ترمز الثلاث الأصابع للثالوث الأقدس، وتُمثّل الإصبعان طبيعتي المسيح...) كما تشهد النصوص القانونيّة وبعض ما وصلَنا من كتابات الآباء القدّيسين وحياة المؤمنين أنّ استخدام رسم إشارة الصليب كان سابقًا للكثير من الصراعات العقيديّة في الكنيسة (خلافات حول طبيعة المسيح، العلاقة بين الآب والابن والروح القدس....) وفي مطلق الأحوال لم ينتشر بسببها. ولكنّ الأكيد أنّ الليتورجيا اليوم على المستويين القانوني (الخِدَم، والنصوص...) والشعبي (طريقة التفاعل مع هذه الخِدَم) وسلوك المسيحي اليومي تجاوزا بكثيرٍ التعامل مع التحديد القانوني كمنطلقٍ للتعبير عن الإيمان لا بل شهدا على أنّ الرمزيّة، بغضّ النّظر عنصحّة وحقيقة ما ترمز إليه، قد تأتي لاحقةً للممارسة الكنسيّة وليست منشئةً لها. يقودنا هذا الكلام إلى التأمّل في حياة كنيستنا اليوم في محاولةٍ لإعادة اكتشاف الديناميّة التي تختزنها والتي، لأسبابٍ متعدّدة، مبرّرة، وغير مبرّرة قنّنت سلوك المؤمن. لا يعني هذا الكلام موقفًا سلبيًّا من القوانين أو من الرمزيّة، لكنّه يدعو إلى التأمّل في قوّة الشركة الكنسيّة وقابليّتها للنّموّ في المسيح.
بشارة العذراء مريم
عيد بشارة العذراء مريم هو عيد للسيد ولوالدة الإله. إنه عيد للسيد لأن المسيح هو مَن حُبل به في رحم العذراء وهو عيد لوالدة الإله لأنه يشير إلى الشخص الذي ساعد في حمل كلمة الله وتجسده أي مريم العذراء الكلية القداسة.
لمريم والدة الإله قَدْرٌ عظيم وموقع مهم في الكنيسة، وذلك بالضبط لأنها كانت الشخص الذي انتظرته كل الأجيال ولأنها أعطت الطبيعة البشرية لكلمة الله. وهكذا يرتبط شخص والدة الإله عن كثب بشخص المسيح. إلى هذا، قيمة العذراء مريم لا تعود لفضائلها وحدها بل أيضاً لثمرة بطنها بشكل أساسي. لهذا السبب، الدراسة اللاهوتية حول والدة الإله (Theotokology) مرتبطة جداً بالدراسة اللاهوتية حول شخص المسيح (Christology). عندما نتحدّث عن المسيح لا نستطيع إهمال التي أعطته الجسد. وعندما نتحدّث عن العذراء مريم نشير بنفس الوقت إلى المسيح لأنها منه تستدرّ النعمة والقيمة. هذا يظهر بوضوح في خدمة المديح حيث تُمتَدَح والدة الإله ولكن دوماً في توافق مع حقيقة أنها والدة المسيح "إفرحي يا تاجاً للملك. إفرحي يا حاملة حامل كل الخليقة". يظهر هذا الارتباط بين الخريستولوجيا والثيوتوكولوجيا في حياة القديسين أيضاً.
إن محبة العذراء مريم هي صفة مميزة للقديسين أعضاء جسد المسيح الحقيقيين. من المستحيل أن يصبح قديساً مَن لا يحبها.
أخبـــارنــــا
برنامج محاضرات الصوم في الرعايا
المحاضر | عنوان المحاضرة | التاريخ | المكان |
سيادة المطران أفرام (كرياكوس) | حديث روحي | 29 آذار | القديسة بربارة- رأسمسقا 5.00 |
سيادة المطران أفرام (كرياكوس) | القداس السابق تقديسه | 30 آذار | القديس جاورجيوس- كفرقاهل 6.30 |
الأسقف غطاس (هزيم) | من هو القديس | 28 آذار | سرجيوس وباخوس- كوسبا 5.30 |
الشماس بورفيريوس جورجي | قيامة المسيح في حياتنا | 31 آذار | تجلي الرب- شكا 5.30 |
الأب نقولا مالك | خدمة صلاة الزيت المقدس | 31 آذار | القديس جاورجيوس- كفرقاهل 6.30 |
الأب أنطونيوس الصوري | الصلاة | 31 آذار | كنيسة قزما ودميانوس- بطرام 6.00 |
الأب أثناسيوس شهوان | النور غير المخلوق | 31 آذار | كنيسة النبي ايليا- السامرية 6.00 |
الأخ ريمون رزق | سر الجماعة | 1 نيسان | مار سمعان- فيع 7.00 |
الأب نقولا مالك | تفاعل المؤمنين مع مضمون الصلوات | 1 نيسان | القديس جاورجيوس- بشمزين 6.00 |