الأحد9 كانون الثاني 2011

الأحد9 كانون الثاني 2011

09 كانون الثاني 2011

 

الأحد9 كانون الثاني 2011    
العدد 2
الأحد الذي بعد عيد الظهور الإلهي
اللحن الثامن       الإيوثينا الحادية عشر
 
2: الشهيد بوليفكتوس، البار افستراتيوس.10: غريغوريوس النيصصي، دومتيانوس أسقف مليطة.11: ثيودوسيوس رئيس الأديرة.12: الشهيدتان تتياني وافستاسيا، فيلوثاوس الأنطاكي. 13: الشهيدان ارميلس واستراتونيكس.14: وداع عيد الظهور، الآباء المقتولين في سيناء وريثو. 15: الباران بولس الثيبي ويوحنا الكوخي.
الصَّلاة والخدمة
 
الصَّلاة تجعلنا واحداً مع المسيح. المسيح جامعٌ لكلّ المواهب. الكنيسة، جسد المسيح، هي أيضًا جامعة لكلّ المواهب.
إذا كنّا للمسيح في الكنيسة عن طريق الصَّلاة الحارَّة الفرديّة والجماعيَّة، نصير قادرين على عمل الخدمة. العمل الاجتماعي الذي لا ينبع من قلبٍ مؤمنٍ ومصلٍّ لا يأتي بثمر لأنَّ المسيح غائبٌ عنه.
*      *      *
 
الصَّلاة هي ارتفاع القلب إلى الله. النعمة الإلهيَّة هي نزول الروح القدس إلى القلب. عندها يصبح الإنسان جاهزاً لكلّ خدمة، لكلّ عمل صالح. الشوق إلى الله مصدر الشوق إلى الآخرين. هذا هو عمل الملائكة، هذا هو عمل الراهب، هذا هو عمل كلّ انسان مؤمن يصلّي. المسيح نفسه كان يصليّ على انفراد ثم ينزل ليتفقّد المساكين والمرضى ويشفيهم.
 
*      *      *
 
الصَّلاة هي محاكاة (simulation, imitation) الله والتواصل معه، ملاقاته. دورها أن تجعل الإنسان يشارك عمل الله في حياته إذ يطلق في ذاته، بإرادته الحرَّة وبمحبّته لله، عملَ الروح القدس الذي ينفخ فيه نسمة حياة جديدة. هكذا يتجدّد الإنسان ويُخلَق من جديد.
 
محبّة الله تُنشِىء محبّة القريب، لا بل محبّة القريب تنبُع من محبّة الله. بهذه العملية يتسرَّب روحُ المحبّة الإلهيّة عبر إرادة الإنسان الحرّة إلى الآخرين. عندها تتشرَّب خدمة الآخرين من محبّة الله الذي هو ينبوع الحياة.
 
*      *      *
 
الروح القدس هو موزِّع المواهب، وكلٌّ منّا يُعطي من خلال موهبته التي أخذها، مجَّاناً، من الله. العطاء الأفضل في خدمة الإنسان هو العطاء المجَّانيّ.
 
نحن بحاجة اليوم إلى رعاة ومعلّمين لأنَّ شعبنا طيِّبٌ لكنَّه يجهل كنيسته، إنجيله. إلى ذلك، يقوم الراعي بعمل الخدمة، ومنها خدمة الفقراء، ضمن ما نسميّه اليوم بالعمل الإجتماعي. عمل الخدمة في الكنيسة هو عمل شراكة تُبْنَى فيه الكنيسة بتآزرِ الكلّ، برعاية الجميع، ولا يُهمَل أحدٌ ولا يستبدّ لا المطران ولا الكاهن ولا مجلس الرعيَّة مع وجهائه. ألا أعطانا الله أن نكون متواضعين لكي يرفعنا، لنصير أناسًا كاملين، إلى مقدار ملء المسيح.
 
 
                                                                   + أفرام
                                                    مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
*      *      *      *      *
طروباية القيامة           باللحن الثامن
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتنا، يا ربّ، المجد لك.
طروبارية الظهور          باللحن الأول
بإعتمادك يا ربّ في نهرِ الأردن ظهرَتِ السَّجدَةُ للثالوث، لأنّ صوتَ الآبِ تقدَّمَ لكَ بالشهادة مسمِّياً إياكَ ابناً محبوباً، والروحَ بهيئةِ حمامة يؤيِّدُ حقيقة الكلمة. فيا مَن ظهرتَ وأنرتَ العالم، أيُّها المسيحُ الإلهُ، المجدُ لك.
قنداق الظهور              باللحن الرابع
اليومَ ظهرتَ للمسكونة يا ربّ، ونورُك قد ارتسمَ علينا، نحن الذين نسبِّحُكَ بمعرفةٍ قائلين: لقد أتيتَ وظهرتَ أيُّها النورُ الذي لا يُدنى منه.
الرسالة: أفسس 4: 7-13
 
لِتَكُن يا ربُّ رحمَتُكَ عَلَينا              
إِبتهِجوا أيُّها الصدّيقونَ بالربّ
 
يا إِخوة، لكلِّ واحدٍ منا أُعطيَتِ النعمةُ على مقدارِ موهبةِ المسيح. فلذلك يقول: لمّا صعد إلى العُلى سبى سبيًا وأعطى الناسَ عطايا. فكونُهُ صعد هل هو إلاّ أنّه نزل أوّلاً إلى أسافل الأرض. فذاك الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق السماوات كلِّها ليملأ كلّ شيء. وهو قد أعطى أن يكونَ البعضُ رُسُلاً والبعضُ أنبياءَ والبعضُ مبشِّرين والبعضُ رُعاةً ومعلِّمين، لأجلِ تكميل القدّيسين ولعَمَلِ الخدمة وبُنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعُنا إلى وحدة الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسانٍ كاملٍ، إلى مقدار قامةِ مِلءِ المسيح.
الإنجيل: متى 4: 12-17
 
في ذلك الزمان، لمّا سمع يسوعُ أنّ يوحنا قد أُسلِمَ انصرف إلى الجليل، وترك الناصرة، وجاء فسكن في كفرناحوم التي على شاطئ البحر في تخوم  زبولون ونفتاليم، ليتمّ ما قيل بإشعياءَ النبيِّ القائل: أرضُ زبولونَ وأرضُ نفتاليمَ، طريقُ البحرِ، عِبْرُ الأردنّ، جليلُ الأمم، الشعبُ الجالسُ في الظلمةِ أبصر نورّا عظيماً والجالسون في بقعة الموت وظِلالِهِ أشرق عليهم نورٌ. ومنذئذٍ ابتدأ يسوعُ يكرز ويقول: توبوا فقد اقترب ملكوتُ السماوات.
في الإنجيل
 
أعطى البعضَ أن يكونوا رسلاً والبعضَ أنبياء... إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله.
 
ما قاله بولس الرسول الآن هو ملخَّص لإيماننا المسيحي. هذا الإيمان مؤسس على معرفة ابن الله، لا بل على جسده. لأنَّ الكنيسة كما عرّفها لنا بولس في مكان آخر " هي جسد المسيح". إذاً مهمة نبيّ الله هنا أي يوحنّا كان هدفها الوحيد ايصالنا إلى ابن الله.
 
"ولما سمع يسوع أنَّ يوحنَّا أُسلم انصرف إلى الجليل وترك الناصرة مكان إقامته". انتهت مهمة يوحنا التي أشارت بوضوح إلى "الآتي الأعظم " أي الرّب يسوع. فقد كان يردد دائمًا على سامعيه : " ينبغي أن أنقص وهو أن يزيد "وأيضَا" لست مستحقَا أن أحلَّ سيور حذائه...". كل النّبوءات أشارت إلى هذا الملاك الذي يهيّئ طريق الرّب. أتى الرّب وتحققت أيضًا نبوءة أشعياء التي أشارت إلى أنَّ " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا" ، نور ابن الله.
 
هل يحقّ لنا ان نعود إلى الظلمة بعد ان أبصرنا النور؟! هل يحق لنا السلوك في ظلمات أهوائنا مدّعين أننا بشر؟! إننا لم نبصر النور فقط، بل ملكوت الله أيضًا. فإنَّ هذا النور وهذا الملكوت قد اصبحا في داخلنا...
 
علَّنا جميعنا ندرك هذا القول متحدّين ظلمات هذا الدهر لنصل إلى قياس قامة ملء المسيح.
 
*      *      *
"ماذا نقدّم لك أيّها المسيح؟"
 
       سؤال طرحته علينا الكنيسة عشيّة عيد الميلاد. ما أهميّة هذا السؤال؟ وما هي إجابته؟
       يأتي هذا السؤال، الذي نسمعه في خدمة صلاة غروب عيد الميلاد المجيد، لينبّهنا إلى أنّنا نسير في الاتّجاه الخاطئ. نحن نمضي الأيّام التي تسبق الميلاد في التخطيط لسهرة العيد، في شراء الثياب الجديدة، في شراء الهدايا لأولادنا وأحبّائنا، في تزيين منازلنا، في برمجة نشاطاتنا. ياتي سؤال الكنيسة ليقول لنا: إهدأوا قليلاً! ماذا تفعلون؟ لِمَن أنتم معيّدون؟ المسيح هو صاحب العيد ولا أنتم، هو المحور ولا أنتم. فكّروا به بالدرجة الأولى (وهذا ينطبق على الأعياد كلّها، وليس على عيد الميلاد فقط)، فإذا كان لا بدّ من تقديم هدايا فهي له. ألَمْ يفعل المجوس هذا؟
 
       "ماذا نقدّم لك أيّها المسيح؟" يأتي الجواب واضحًا إذا نحن تتبعّنا جيّدًا ما تقوله لنا الكنيسة في هذه الأعياد المباركة: الميلاد المجيد، الختان، الظهور الإلهيّ.
 
1.  تشبّهوا أوّلاً بالمسيح يسوع: أي بتواضعه  وتنازله. وهذا ما تردّده الكنيسة على مسامعنا كثيرًا في هذه الأعياد. هو الإله الذي لا يعلوه شيء، هو الخالق والضابط الكلّ، هو الذي لا يحتاج لشيء ولا لأحد. هذا الإله لم يترك الإنسان، بل تنازل من أجله، تجسّد وأصبح إنسانًا وخضع لكلّ أحكام الناموس والشريعة (ومنها الختان) كي يتيح المجال للإنسان أن يشارك الإله. وهذا يعني أنّه إذا أردنا أن نسلك طريق الملكوت، فعلينا أوّلاً أن نتخلّى عن أنانيّتنا، ليكون المسيح محور حياتنا وغايتها.
 
2.  وإذا ما انسحقنا وتخلّينا عن أنانيّتنا نصبح كالعذراء التي قبلت أن تكون أمًّا للإله. أن نقبل الإله فينا يعني أن نطيعه في كلّ ما يطلبه منّا، أن نحيا كما يريد هو أن نحيا لأنّه هو الحياة والفرح، وهذا يتطلّب منّا، في كلّ لحظة، وفي كلّ قرار، وفي كلّ عمل نقوم به، أن نأخذ الربّ يسوع مرجعًا لنا، تمامًا كما فعلت العذراء، وإن بدا الأمر صعبًا لنا كما بدا أمر الحبل بيسوع صعبًا لمريم العذراء.
 
3.  أمّا النموذج الثالث الذي تدعونا الكنيسة إلى التشبّه به فهو يوسف الصدّيق الذي قبل مشيئة الربّ وخدم يسوع. قرّر يوسف الصدّيق خدمة الطفل المولود ورعايته متخلّيًا عن كلّ ما كان قد خطّط له. تخلّى عن كلّ شيء، نسي ذاته، مكرّسًا حياته لخدمة يسوع. كيف نخدم المسيح اليوم؟ بخدمة إخوته، بخدمة الناس، كلّ الناس. هذا ما قاله لنا المسيح نفسه في مَثَل السامريّ الشفوق وفي إنجيل الدينونة: "كلّ ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فبي قد فعلتموه".
 
4.  والنموذج الأخير الذي تضعه الكنيسة أمامَنَا في فترة الأعياد المباركة هذه هو يوحنّا المعمدان. هو الصوت الصارخ في البريّة، هو الكارز الدائم بكلام الربّ، هو الناطق بإرادة الربّ والموجّه إليها. لم يحابِ وجه أحد، لم يخف من أحد، لم يضع أحدًا فوق كلام الله. وبّخ كلّ مخالف لوصايا الله مهما علا شأنهم، فكان نصيبه الشهادة. وهذه الدعوة توجّهها الكنيسة إلينا: مَن آمن بالربّ وقبِله في داخله وأطاعه وخدمه، يعلن مشيئته أمام الكلّ ولا يستحي من أحد ولا يهاب أحدًا. يصبح نبيًّا يعلن كلام الله ومشيئته، ولا يخاف، كما فعل المعمدان. ولكنّ هذا الأمر يتطلّب التصاقًا بالله ومعرفة حقةً به كي لا نكون خادمين لأنفسنا ومعلنين كلام أهوائنا فيما نحن نظنّ أننّا نعلن كلام الله.
 
 
 
*         *      *
 
لماذا نقوم بالمسح الإحصائي؟
 
لا شك في أن الجميع يدرك أهميَّة الإحصاء وانسحاب نتائجه على أيّة خطَّة مستقبليَّة أو أيّ مشروع نهضوي، تلبيةً للحاجات، فضلاً عن ضرورة مواكبة المتغيِّرات بصورة دوريَّة، ما يؤدي إلى تفعيل العمل الرعائي.
 
الهدف من الاستمارة موضوع البحث (إستمارة الإحصاء الرعائي للأبرشيّة) هو الإطّلاع على الأمور الآتية:
 
أولاً: الهويّة الشخصية لكلِّ فرد من أبناء الرعايا، والغاية منها معرفة الواقع الديموغرافي للرعايا بهدف العمل على تثبيت المؤمنين في أرضهم وكنيستهم؛
ثانياً: الوضع الصحي، لمعرفة الواقع الصحي والاستشفائي لأبناء كنيستنا من أجل محاولة استنباط الخطط والوسائل الآيلة إلى درء الصعوبات الموجودة ضمن الإمكانات المتوفرة والتي سنسعى لتوفيرها؛
ثالثاً: الوضع المهني، للاطلاع على واقع أبناء الكنيسة المهني بهدف رصد الطاقات والإمكانيّات المتوفِّرة في كنيستنا من أجل محاولة إنشاء وتطوير شبكة تعاون تساهم في تجنُّب البطالة ونتائجها بالسبل والوسائل المتاحة بحسب الإمكانيّات والطاقات المتوفرة؛
رابعا: الواقع الدراسي، لنتبّين الصعوبات والثغرات والتسريبات الحاصلة بين أبنائنا، من أجل السعي لتطوير ورفع إمكانيّات شعبنا المؤمن العلميّة وزيادة ارتباطه بمؤسسات كنيسته؛
 
أخيراً: واقع الالتزام الكنسي لكل فرد من أفراد رعايانا، بهدف العمل على تطوير العمل الرعائي وتحديد أولويّاته، من أجل تفعيل عضوية أبنائنا في حياة الكنيسة وإحياء إلتزام فيها بنشاط، بعد دراسة أسباب ابتعاد الأرثوذكسيين في أبرشيّتنا ولامبالاتهم أحيانًا.
أخبارنا
تذكير لمجالس الرعايا
 
نذّكر الرعايا التي لم تسدِّد بعد ما تبقَّى عليها من اشتراكها في نشرة الكرمة بضرورة تسديد اشتراكاتها بدفع المبالغ المتبقية عليها. كما نطلب من كل مجالس الرعايا إرسال أخبار رعاياهم إلى نشرة الكرمة قبل اسبوع من موعد الخبر (أي آخر موعد لإرسال الخبر يوم الجمعة) من كل أسبوع، لتلقي أخباركم كل يوم من الثامنة والنصف صباحاً حتى الثانية عشرة والنصف ظهراً من كل يوم.
 
كما نطلب من المجالس إرسال قطع الحساب عن السنة المنصرمة والميزانية لهذه السنة