الأحد 19 أيلول 2010
19 أيلول 2010
الأحد 19 أيلول 2010
العدد 38
الأحد بعد رفع الصليب
اللحن الثامن الإيوثينا السادسة
19: الشهداء طروفيموس وسباتيوس ودوريماذُن. * 20: الشهداء افسطاثيوس وزوجته ثاوبيستي وولداهما أغابيوس وثاوبيستوس. * 21:وداع عيد الصليب، الرسول كدراتس، النبي يونان. *22: الشهيد في الكهنة فوقا أسقف سينوبي. * 23:الحبل بيوحنا المعمدان.*24: القديسة تقلا أولى الشهيدات والمعادلة الرسل، البار سلوان الآثوسي. * 25: البارة افروسيني ووالدها بفنوتيوس. *
"الصليب"
يرتبطُ الصليبُ بالشهادةِ لأنَّه دلالةُ الحبِّ ودلالةُ الصَّبر. فكثيرونَ هم الذينَ يُسمَّون مسيحيِّين، ولكنْ قِلةٌ هم الذين يصبرون. وربما لا تأتي مناسبةٌ فيها يسألُك الناسُ إنْ كنتَ تحبُّ المسيح أو لا، ولكنَّك دائمًا مسؤولٌ وعليك أن تجيبَ لا بالكلام بل بالموقف. فالذين يسمُّون أنفسَهم مسيحيِّين، كيف يسمحونَ لأنفسِهم بأن يتغيَّبوا عن الحضورِ إلى الكنيسةِ مرَّاتٍ كثيرةً في السنة، وهم لا يتقدَّمونَ إلى التناولِ ولا إلى الاعترافِ والتوبةِ، ولا يسعَون كلَّ يومٍ في سَعْيٍ نشيطٍ لمحبَّة المسيح! هذه شهادةٌ أيضًا، لكنَّها بِلا كلام. هذه صليبٌ، بصبرٍ وباهتمامٍ دؤوبٍ كلَّ يوم. لأنَّه يقول: الذي يريدُ أن يتبعَني يكفرُ بنفسه، أي يهملُ كلَّ ما تتطلَّبه حياتُهُ وشهواتُهُ حتَّى يكونَ في تلبيةٍ لرغبةٍ واحدةٍ هي أن يلتصقَ بالمسيح. يكفرُ بنفسِهِ ويحملُ صليبَهُ كلَّ يومٍ ويتبعني كلَّ لحظة، وفي كلِّ موقف. كيف يسمُّون أنفسَهم مسيحيِّين هؤلاءِ الذين لا يلبسونَ ثيابًا لائقةً بالحشمةِ والترتيب، ويحتاجونَ أنْ يضربَهم أحدٌ ما بالعصا حتَّى يفهموا أنَّهم ليسوا كما يليق. كيفَ يشهدونَ للمسيحِ في هذا العُرِي والتهتُّك! كيف لا يصبرونَ أمامَ الصعوبات الكثيرة!
إنَّ الحياةَ المسيحيّةَ تحتاجُ إلى جِدِّية أكثر، وقد بِتنَا متراخين، بتنا لا قِوامَ لنا، لا قوَّة لنا. نعتدُّ بالكلمات، ننتسبُ إلى المسيح هكذا دعايةً وتحزُّبًا، وليس انتماؤنا إلى المسيحِ إلتصاقاً به وهو على الصليب. لاحظوا، كلُّ التلاميذ كانوا يـحبُّون المسيح، وقد قالَ توما: إنِّي أذهبُ معكَ وأموتُ عنك، لكن، عندما أُسلمَ للصلبِ باتوا خائفين وذهبوا بعيدًا وبَقِيَ يوحنا مع المسيح. ذاك الذي ربَّما في مرَّاتٍ كثيرة لمَّح التلاميذُ إليه بغيرةٍ أنَّه يحبُّه أكثر منَّا. وهذا الحبّ ليس مجرَّد عاطفة، بل هو التزامٌ نتيجةَ تعلُّق يوحنا بالمسيح.
والله ليس عدِيمَ العدلِ في هذا الموقف، لكنَّه لا بدَّ أن يتجاوب بمقدار ما تُعطي أنت وما تقدِّم، والله يعطينا أكثر ممَّا نقدِّم، لأنَّه على الأقلِّ يصبر على إهانتِنا المتكرِّرةِ كلَّ لحظة. نحن نُنكرُه عندما نتبنَّى أفكارَ العالم، نحن ننكرُه عندما نتحزَّبُ إلى الناسِ المائتينَ والفانينَ والذين بِلا رَأي، وننسى رأيَه وفكرَه وتعليمَه وتضحيتَه وأنَّه ماتَ لكي يحيا البشر، وباستطاعتِهِ أنْ يُحييهم. أمَّا الناس، فماذا يقدرون أنْ يعملوا سوى أنَّهم يهيِّجوننا ويجيِّشوننا ويجعلوننا بعيدين كلَّ البُعد عن الحقيقة وعن المسيح.
فيا أحبَّة، في هذا اليومِ الذي هو الأحدُ بعدَ عيد الصليب، يدعونا المسيح أن نتمسَّك بصليبه. والتمسُّكُ بالصليب يعني التسمير والآلام. ليس أن نتزيَّنَ به ونحمله كأنَّه شعار، الصليبُ يعني الموتَ من أجل المسيح. يدعونا إذن أنْ نتمسَّك بصليبه، أي أنْ نشهدَ له حتَّى الموتِ بصِدقِ حياتِنا وتصرفاتِنا إلى أنْ نبلغَ القيامة. وهذا يُرتِّب علينا أن تكون حياتُنا ومواقفُنا خلال هذه الظروف مستقيمةً تمامًا كتعليمِ المسيحِ في الإنجيل حتَّى يحقَّ لنا أن نكون شهودًا له. نعترفُ به لا بكثرةِ كلامٍ بل بموقفٍ ثابتٍ وطيد، وعندما نعترفُ به يُعطينا المجدَ والقداسة.
فَليَكُن صليبُ الربِّ حافظًا لنا في حياتنا، مقوِّمًا إيَّانا حتَّى نسلكَ كما يليق ممجِّدينَ الربَّ الذي له المجدُ والسُبْحُ إلى الأبد. آمين.
طروبارية القيامة باللحن الثامن
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام، لكي تُعتقَنا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتنا يا ربّ، المجد لك.
طروبارية الصليب باللحن الأول
خلِّص يا ربّ شعبَكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبة على الشرير، واحفظ بقوة صليبك جميعَ المختصيّن بك.
قنداق الصليب باللحن الرابع
يا من ارتفعتَ على الصليبِ مختاراً أيّها المسيحُ الإله، وامنح رأفتكَ لشعبك الجديدِ المسمّى بك، وفرِّحْ بقوّتك عبيدكَ المؤمنين، مانحاً إياهُمُ الغلبةَ على مُحاربيهم. ولتكن لهم معونتُكَ سِلاحاً للسّلامة وظفَراً غيرَ مقهور.
الرسالة:
غلا 6: 16 - 20
ما أعظم أعمالكَ يا ربُّ، كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ
باركي يا نفَسي الربَّ
يا إخوة، إذ نعلم أن الإنسان لا نُبَرَّرَ بأعمال الناموس بل إنما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضاً بيسوع لكي نُبَّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحد من ذوي الجسد. فإنّ كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضاً خطأة، أفيَكون المسيح إذاً خادماً للخطيئة؟ حاشا. فإني إنْ عدتُ أبني ما قد هدمت أجعل نفسي متعدِّياً، لأني بالناموس متُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه بابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عني.
الإنجيل:
مر8: 34-38، 9: 1
قال الربُّ: من أراد أن يتبعَني فليكفُرْ بنفسِه ويحمِلْ صليبَهُ ويتبَعْني. لأنَّ من أراد أن يخلِّصَ نفسه يُهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي من أجل الإنجيل يخلِّصها. فإنه ماذا ينتفع الإنسانُ لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أم ماذا يعطي الإنسانُ فداءً عن نفسه؟ لأن من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القديسين. وقال لهم: الحقَّ أقول لكم، إنّ قوماً من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوتَ الله قد أتى بقوَّة.
في الإنجيل
يحترم الرَّبُّ حرّيّة الإنسان. وهذه الحُرِّيّةُ تُوَلِّدُ المسؤوليّة. فإذا كُنتَ حُرًّا، فأنتَ مسؤولٌ عن كُلِّ قرارٍ تتّخذه، وعليكَ أنتَ أن تُقَرِّرَ، ثُمَّ عليكَ أن تَقومَ بِما يَكْفَلُ تنفيذَ ما قَرَّرْتَه فَإذا قَرَّرْتَ أن تَكُونَ تابِعًا للمسيح، فعليكَ أن تَقومَ بكلِّ ما يجعلُكَ تابِعًا بِحَقٍّ لَهُ. وعليكَ أن تَتْبَعَهُ كَما يُرِيدُ هُوَ لا كَما تُرِيدُ أنت، وَإِلاّ كان اتِّباعُكَ لَهُ ظاهِرِيًّا فَحَسْب. القَرارُ لَكَ في الاتِّباعِ أو عَدَمِه. ولكنْ، مِنَ اللَّحظةِ الّتي تُقَرِّرُ فيها الاتِّباعَ، تَكُونُ قد قَطَعْتَ وَعْدًا بالطّاعةِ الكاملة للمسيح، والسَّيرِ دُونَ تَلَكُّؤٍ في طَريقِهِ الواضحة، طريقِ الصّليب. لأنَّ اتِّباعَ المسيح لا يَكُونُ بالشِّعاراتِ والخِطابات، أو بالانتِماءِ إلى جَماعةٍ مُعَيَّنة، بل يَكُونُ بِسُلُوكِ الدَّربِ الّتي سلَكَها هُوَ. إن كان المسيحُ قد صُلِبَ، فعلَيكَ أن تَصْلِبَ ذاتَكَ للعالَم، وتَصْلِبَ العالَمَ لِذاتِك.
أَمّا صَلْبُ الذّاتِ للعالَم، فهو الشَّهادة، والثَّباتُ في كَلِمَةِ الحَقِّ ولَوْ هَجَرَها النّاسُ أجمعون، حتّى وَلَوِ اضْطَرَّكَ الأمرُ إلى أن تُنْبَذَ من المجتمع وَيُنْظَرَ إليكَ شَزْرًا على أنّكَ نُفايَةٌ، مِن أجلِ المسيح. وَأَمّا صَلْبُ العالَمِ للذّات، فهو التَّرَفُّعُ عَن مُشْتَهَياتِ العالَمِ كُلِّها، واحتِقارُها كَسَعادَةٍ وَقتيَّةٍ وَهْمِيّة، لا تُعْقِبُ غيرَ الحَسْرَةِ والخِلافاتِ والصِّراعات، بالمُقارَنَةِ مَعَ المَلَكُوتِ الأُخْرَوِيِّ المُشْتَهى، الّذي فيه السُّرورُ الحقيقيُّ، والسَّلامُ الدّائم.
إِذا أَعْرَضْتَ عَنْ مُغْرِياتِ الدُّنيا في سَبيلِ حُبِّ المسيح، يَتَّهِمُكُ الَّذين حولَكَ بالجُنونِ، أو بالتَّخَلُّف، فيصلبونَكَ. فَماذا تَختار؟ أن تُسايِرَهُمْ وَتُماشِيَهُمْ لئلاّ تُصبحَ مَرْذُولاً وَمُحْتَقَرًا، أم أن تَثْبُتَ في اسْتِقامَةِ القَولِ والعَمَل، مُلْتَزِمًا قَضِيَّةَ المسيحِ حتّى الدَّم؟ ماذا تَختارُ: أن تَصْلِبَ المسيحَ بِشَهَواتِكَ، أم أن تَصْلِبَ شَهَواتِكَ في سبيل المسيح؟
إِنَّ المسيحَ عندما تنازَلَ مِنْ علياءِ مجدِهِ، لم يَسْتَحْيِ بِكَ، بل أحَبَّ أن يَمُوتَ مِنْ أجلِكَ رُغْمَ عدمِ استحقاقك، فلا تَخْجَلْ بِهِ الآن، ولا تخجلْ بِكَلامِه، لكي يتَسَنّى لكَ أن تَرى مَلَكُوتَ اللهِ قد أتى إلى حياتِكَ بِقُوَّة. آمين.
لنكن وكلاء لله أمناء
من المفردات التي ترد في العهد الجديد، في سياق الحديث على الخدم في الكنيسة التي يعهد بها الله لأعضاء الكنيسة، ليفعّل كلّ منهم مواهبه في سبيل بنيان الكنيسة ـ جسد المسيح، مِن هذه المفردات: “وكيل” و “وكالة”. وهي ترد في رسائل بولسيّة وفي 1 بطرس وفي إنجيل لوقا.
فالرسول بولس استعمل المفردة في رسالته الأولى إلى كنيسة كورنثوس، في معرض الكلام على خدمته كرسول للمسيح:
+ الإصحاح 9: 16 "لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ (بالإنجيل) فَلَيْسَ ذلك لِي (مجال) فَخْر، إِذِ (التبشير) ضَرُورَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. 17فَإِنَّهُ، إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذَا من طوع نفسي فَلِي أَجْرٌ، وَلكِنْ إِنْ لم يكن من طوع نفسي فإنّما هي وكالة أئتُمِنتُ عليها".
+ الإصحاح 4: 1 "هكَذَا فَلْنُحْتسَبْ كَخُدَّامِ الْمَسِيحِ، وَوُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ، 2وما يُطلَب فِي الْوُكَلاَءِ أن يُوجَدَ واحدُهُم أَمِينًا. 4 (...) وَلكِنَّ الَّذِي يَحْكُمُ فِيَّ هُوَ الرَّبُّ. 5إِذًا لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي حتمًا سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ".
يعتبر الرسول بولس خدمته كرسول، التي أولاه الله إيّاها، كـ “وكالة” قد ائتُمِن عليها، وأنّ تأديتها واجب عليه لا بدّ منه. فعلى أساس أمانته في قيامه بوكالته هذه، سيكون حكم الربّ عليه في يوم مجيئه الثاني. فالرسول “خادم المسيح ووكيل أسرار الله”. و“أسرار الله”، عند بولس، تُفيد الأعمالَ الخلاصيّة التي أتمّها الله في تدبيره لخلاص البشر، والتي هي لبّ إنجيل الله الذي يكرز به الرسول. إذًا، “وكيل أسرار الله” ترادف “وكيل إنجيل الله”.
وكما الرسول، فإنّ رعاة الكنيسة (جماعة القسوس الأساقفة الذين كانوا يُقامون في كلّ كنيسة مهما قلّ عدد أعضائها في الزمن الرسوليّ)، الذين أوكلت إليهم خدمة رعاية قطيع الله، هم أيضًا “وكلاء الله”. فقد أوكل الله إليهم خدمة خاصّة هي خدمة رعاية شعب الله. ووردت عبارة “وكلاء الله” في الرسالة إلى تيطس (الإصحاح 1):
+ 5مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا (قسوسًا) كَمَا أَوْصَيْتُكَ. 6إِنْ كَانَ أَحَدٌ بِلاَ لَوْمٍ، (...) 7لأَنَّ الأسقف، كَوَكِيلِ اللهِ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِلاَ لَوْمٍ ، غَيْرَ مُعْجِبٍ بِنَفْسِهِ، وَلاَ غَضُوبٍ، (...) 9مُلاَزِمًا لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ وَيُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ.
ويصوّر الربّ يسوع، في إنجيل لوقا، الإصحاح 12، عملَ رعاة الكنيسة الإرشاديّ بتقديم الطعام في حينه، سائرًا في إثر تراث كتابيّ عميق في تشبيه كلمة الله المغذّية للإنسان والمحيية له بالطعام. فنقرأ:
+42فَقَالَ الرَّبُّ: «فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ نصيبَهم من الحنطة فِي حِينِه؟ 43طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! 44بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ.
ولئن أقيم جماعةُ رعاة في كلّ كنيسة، فإنّ أعضاء جسد المسيح جميعًا مسؤولون عن رعاية بعضهم بعضًا:
+ ونطلب إليكم، أيّها الإخوة، أنذروا الذين بلا ترتيب، شجِّعوا صغار النفوس، أسندوا الضعفاء، تأنّوا على الجميع. (1 تسا 5)
+ 1أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا. 2اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ. (غلا 6)
+ فلنتّبع إذن ما هو للسلام وما هو لبنيان بعضنا بعضًا. (...) فعلينا، نحن الأقوياء، أن نحتمل أوهان الضعفاء، ولا نرضي أنفسنا. فليُرْضِ كلّ واحد منّا القريب للخير، لأجل البنيان. (...) فإنّي متيقّن من قِبَلكم أنّكم مفعمون صلاحًا، ممتلئون كلّ معرفة، قادرون أن ينصح بعضكم بعضًا. (رو 14 و15)
ولكلّ واحد مساهمته في عمل بنيان جسد المسيح (الكنيسة)، “وإذ لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا، فمن أوتي النبوّة [فليتكلّم] بحسب قاعدة الإيمان، ومن أوتي الخدمة فليلازم الخدمة، والمعلّمُ التعليمَ، والواعظُ الوعظَ، والمتصدّقُ سلامةَ النيّة، والمدبّرُ الإجتهادَ، والراحمُ البشاشةَ. (رو 12)
+10فليخدم كُلُّ وَاحِدٍ في ما بينكم بِحَسَبِ مَا أَخَذَ من مَوْهِبَة، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ. 11إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ فَكَأَقْوَالِ اللهِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. (1بطرس 4)
إذًا، جميعنا مدعوّون إلى الخدمة كوكلاء الله. والله، بحسب العهد الجديد، هو الموكِلُ الوحيد. وكلّ عضو في جسد المسيح هو “وكيل الله” ـ اللهِ حصرًا ـ لا وكيل إنسان. فبولس، مثلاً، لم يقل لتيطس: إنّي قد تركتك في كريت، “وكيلاً لي”. فلا وكالة إنسان لإنسان في الكنيسة.
إنّما يبقى السهر على أن يتمّ كلّ شيء في كنيسة الله “بلياقة وترتيب”، على حدّ قول الرسول. والرعاة، قبل غيرهم، يسهرون على ذلك. ولكن ينبغي ألاّ “يُخمِدوا الروحَ” بحجّة اللياقة والترتيب أو بأيّة حجّة أخرى.
أخبـــارنــــا
رعية كفرصارون: عيد القدّيسة تقلا
لمناسبة عيد القدّيسة تقلا المعادلة الرسل تحتفل رعية كفرصارون بعيد شفيعتها في كنيسة القدّيسة تقلا على الشكل التالي: مساء الأربعاء الواقع فيه 22 أيلول صلاة البراكليسي الساعة السادسة والنصف، ومساء الخميس الواقع فيه 23 أيلول 2010 صلاة غروب العيد وتبريك الخبزات الخمس والقمح والخمر والزيت الساعة 6.30. ونهار الجمعة الواقع فيه 24 أيلول قداس العيد الساعة الثامنة والنصف صباحاً.