الأحد 7 تشرين الثاني 2010
07 تشرين الثاني 2010
الأحد 24 بعد العنصرة
الأحد 7 تشرين الثاني 2010
العدد 45
اللحن السابع الإيوثينا الثاني
الغلبة على الموت
عندنا هنا أيضًا، في المقطع الإنجيليّ لهذا الأحد، حادثة إقامة ابنة يائير من الموت. "يائير" في العبرانية معناه: "يُعطي نوراً". قال لها الرَّبُّ يسوع: "يا صبيّة قومي" (لوقا 8: 54). هذا حصل بعد أن قال للحزانى: "لا تبكوا! لم تمت! إنَّها نائمة" (لوقا 8: 52).
نعم، بعد مجيء الرَّبّ يسوع وموته وغلبته على الموت وقيامته أصبح الموتُ رقادًا.
يجب، إذاً، أن لا نخاف من الموت إن كنّا تائبين. إن كنّا مؤمنين بقيامة المسيح، وبأننا سوف نقوم معه بالجسد في اليوم الأخير، يُصبح الموتُ رحمة للإنسان. وكما يقول الشعب المؤمن: "إفتقاد الله بالمرض والموت رحمة".
يقول القدّيس يوحنا الدمشقي: "لقد سمح الله بالموت حتى لا يبقى الشرّ عديمَ الزوال".
* * *
كلّ قيامة للنفس تنبع من قيامة الرَّبِّ يسوع الذي هو "باكورة الراقدين" (1 كور 15: 20). هي تذوّق مسبق لفرح الملكوت. يقول القدّيس إسحق السرياني: "الإنسان الذي يعترف بخطاياه هو أهمّ ممّن يقيم الموتى". وأيضًا يضيف: "كلّ من اعترف بخطاياه هو كمن ينتقل من الظلمة إلى النور، من الموت إلى الحياة". "شوكة الموت هي الخطيئة" (1 كو 15: 56) وهي أردأ منه (1). يتّخذ الموتُ الخطيئةَ سلاحاً يميت بِهِ أوّلاً نفس الإنسان ثم يتبع الجسد. لقد غلب الرَّبُّ الموتَ لأنَّ هذا الأخير جاء إليه فوجده بلا خطيئة فغُلِبَ وأضحى بلا قوّة.
عيشوا، إذاً، أيها الإخوة الأحبَّاء، مع الرَّبِّ يسوع، القائم من بين الأموات، في الكنيسة بالإعتراف ومناولة جسد الرَّبِّ ودمه في كلِّ أحد بخوف الرَّبِّ وبالأعمال الصالحة، فتغلبوا بدوركم الخطيئة والموت.
والخطيئة الكبرى اليوم هي عدم الإحساس (اللاحسّ بالخطأ).
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة باللحن السابع
حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّص الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحاً العالم الرحمةَ العظمى
القنداق باللحن الثاني
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةََ لدى الخالِق غيْرَ المردودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسَرعي في الطلْبَةِ، يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرَّميك.
الرسالة:
أف 2: 14-22
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه
قدِّموا للربِّ يا أبناءَ الله
يا إخوةُ، إنَّ المسيحَ هو سلامُنا. هو جعلَ الإثنينِ واحداً، ونقَضَ في جَسدِه حائطَ السِياجِ الحاجزَ أي العداوة، وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائِضِه ليخلُقَ الإثنينِ في نفسِهِ إنساناً واحِداً جديداً بإجرائِه السلام، ويُصالِحَ كلَيْهما في جَسدٍ واحدٍ معَ الله في الصليبِ بقَتلهِ العداوةَ في نفسِه، فجاءَ وبشَّركم بالسلامِ البعيدِينَ منكُم والقريبين. لأنَّ بهِ لنا كِلَيْنا التوصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحد. فلستُم غرباءَ بعدُ ونُزلاءَ بل مواطِنو القديسينَ وأهلُ بيت الله. وقد بُنيتم على أساسِ الرسل والأنبياءِ. وحجرُ الزاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ الذي بِه يُنسَقُ البُنيان كُلُّهُ، فينمو هيكَلاً مقدَّساً في الرب، وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسِكنًا للهِ في الروح.
الإنجيل:
لو 8: 41-56 (لوقا 7)
في ذلك الزمان، دنا إلى يسوع إنسانٌ اسمه يايرُسُ، وهو رئيسٌ للمجمع، وخرَّ عند قدمي يسوع، وطلب اليه أن يدخل إلى بيته، لأنّ له ابنةً وحيدة لها نحوُ اثنتي عشْرَة سنة قد أشرفت على الموت. وبينما هو منطلقٌ كان الجموع يزحمونه. وإنّ امرأةً بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرَة سنة، وكانت قد أنفقت معيشتَها كلَّها على الأطبّاء، ولم يستطعْ أحدٌ ان يشفيَها، دنت من خلفه ومسّت هُدبَ ثوبه، وللوقت وقف نزفُ دمِها. فقال يسوع: "من لمسني؟" وإذ انكر جميعُهم قال بطرس والذين معه: يا معلِّم، إن الجموع يضايقونك ويزحمونك، وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: "إنّه قد لمسني واحدٌ، لأني علمت أن قوّة قد خرجت مني". فلمّا رأت المرأة انها لم تخفَ جاءت مرتعدة وخرّت له وأخبرت أمام كلّ الشعب لأية علةٍ لمسته وكيف برئت للوقت. فقال لها: "ثقي يا ابنةُ، ايمانُك أبرأكِ فاذهبي بسلام". وفيما هو يتكلم جاء واحدٌ من ذوي رئيس المجمع وقال له: إنّ ابنتَك قد ماتت فلا تُتعبِ المعلّم. فسمع يسوع، فأجابه قائلاً: لا تخف، آمن فقط فتبرأ هي. ولمّا دخل البيت لم يدَع أحداً يدخل إلاّ بطرسَ ويعقوبَ ويوحنّا وأبا الصبيّة وأمَّها. وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها. فقال لهم: لا تبكوا، إنّها لم تمت ولكنها نائمة. فضحكوا عليهِ لِعِلْمِهم بأنّها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائلاً: يا صبية قومي. فرَجَعت روحُها في الحال. فأمر أن تُعطى لتأكل. فدَهِش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.
في الإنجيل
"إنّه قد لمسني واحد.
لأنّي علمتُ أنّ قوّةً قد خرجت منِّي".
أجاب يسوع بهذا القول على تبرير بطرس والذين معه، موضحًا أنّه يعلم كلّ شيء، وأنّه يعلم خفايا النوايا والقلوب ويميّز في الناس – حتى وإن كانوا يزحمونه – بين مَنْ يقترب منه على سبيل التطفّل والحشريّة، كعادة الكثيرين الذين يندفعون لمعاينة الخوارق والعجائب فقط لمجرّد الاندفاع، وبين الذين تُفْعَمُ قلوبُهم بالثقة والإيمان كمثل هذه المرأة (النازفة الدم) التي وثقت وآمنت بأنّ مجرّد لمس هدب ثوب يسوع يشفيها من مرضها. وعندما تحقّق لها هذا الأمر وظنّت أنّها ستبقى مجهولة، فاجأها يسوع بسؤاله: "مَن لمسني؟". وكانت النهاية أنّها لم تخجل بمرضها، بل اعترفت "أمام كلّ الشعب لأيّ علّة لمسته"، ولذلك، وأمام هذا المقدار من الثقة والإيمان، أكّد لها يسوع شفاءها بقوله: "ثقي يا ابنة، إيمانُكِ أبرأكِ فاذهبي بسلام". هذا الإيمان نفسه، طلبه الرب يسوع من رئيس المجمع الذي قصده ليشفي له ابنته ذات الاثنتي عشرة سنة. فقد أجاب يسوع مبلّغي رئيس المجمع بأن لا يُتعِب المعلّم لأنّ ابنته قد ماتت، بقوله لهذا لرئيس: "لا تَخَفْ، آمِنْ فقط فتبرأ هي". وهكذا، وبعد قول يسوع إنّها "نائمة"، ورغم استهزاء الحاضرين الذين "ضحكوا عليه لعلمهم بأنّها قد ماتت"، ما كان من يسوع إلاّ أن "أمسكَ بيدِها ونادى قائلاً "يا صبية قومي"، وتأكيدًا لكَونِ إقامتها لم تكن حلمًا أو وهمًا، أمر يسوع "أن تُعطى لتأكل". إنّ سبب هذين الشفاءين، أي الإيمان بأنّ يسوع هو الرب الشافي أمراض نفوسنا وأجسادنا، قد صار أهمّ أساس في حياتنا في المسيح. وهذا يضعنا أمام سلوك محدَّد يجب أن ننتهجه في هذه الحياة. فهل نبقى مكتوفي الأيدي، منتظرين رحمة إلهنا بدون أيّ مبادرة؟ طبعًا، قد نحاول أن نبرّر كسلنا بأنّه هو يعرف "طلباتنا قبل الطلب" فلماذا تُراه لا يفعل ما هو لمنفعتنا بدون أن نطلب منه ذلك! إنّه لا يفعل ذلك لأنّه خلقنا ذوي إرادة حرّة في أن نكون مدركين لكلّ ما نطلبه لأنفسِنا عامة، وخصوصًا في علاقتنا به. لأنّ العلاقة الناجحة بين طرفين تقوم على عدم محاولة أحد الطرفين إلغاء إرادة الطرف الآخر وعدم احترام حريته (حتّى في اختيار الشفاء من المرض...)، بل تقوم على منحه الحرية الكاملة في اختيار ما يناسبه، والرب يسوع منحَنا كبشر ملء الحريّة في أن نطلب منه ما نريد.
وربّنا يسوع يعطينا اليوم هذا النموذج الكامل للشريك الذي يجب أن نتعامل معه بملء إرادتنا، فهو منح المرأة الشفاء والبرء بسبب مبادرتها نحوه بإيمان وثقة، وأقام الابنة بسبب مبادرة أبيها نحوه بإيمان وثقة. ونحن، إن ماثَلنا هذين النموذجين (المرأة النازفة الدم ورئيس المجمع)، ألا يتحنّن الربّ علينا ويشفي ضعفاتِنا وأمراضَ أجسادِنا وأرواحِنا وحتى إنّه يقيم أمواتنا؟
فَلْنَسْعَ إليه في كنيسته لكي "نلمس هدبَ ثوبه"، ولنطلب منه الدخول إلى بيوتِنا "ليشفي مرضانا"، عسى أنّنا إن "لمسناه" أو "أمسكَ هو بيدنا" ننال الغفران والشفاء والنجاة من كلّ ما يعرقل نموّنا ونموّ أولادنا في محبّته. آمين.
الأرثوذكسيَّة
"إنَّ الأرثوذكسيَّة لم يصنعها العلم واللاهوت فقط بل العبادة أيضاً والليتورجيا والأيقونة". هذا ما قاله سيادة المتروبوليت جورج خضر في زيارته الأخيرة إلى الجبل المقدّس. نعم، مهما عصفت فيها رياح العالم تبقى الأرثوذكسيَّة عبر الليتورجيا والعبادة والأيقونة مطلاًّ على الآخرة، على الملكوت، ومَطَلاًّ ينظر من خلاله العالم إلى الملكوت. لذلك، تجعل الكنيسة العالم عالمَ الله. الأرثوذكسيَّة هي سرّ الشكر، ذلك السِّرّ الذي يقتحم زماننا كلَّ صبيحة أحد وكلَّ يوم، إن شئنا، لينقلنا إلى ملكوت الله.
من لا يعرف سرّ الشكر أي الإفخارستيَّا لا يعرف الأرثوذكسيَّة جيّداً. وكم نحن مقصرّون تجاه هذا السِّرّ، وغير مبالين بالذي يجري في كلِّ قدَّاس إلهيٍّ نشترك به.
سرّ الشكر في الكنيسة الأرثوذكسية هو تماسٌّ حثيث بين الأرض والسماء، فهو كسلَّم يعقوب بين الأرض الزائلة والسماء أي عرش الله. هكذا علّمنا آباؤنا القديسون أنَّ سرّ الشكر هو القمَّة، ولذلك وضعت الكنيسة فترة تهيئة لكلِّ قدَّاس إلهي، إن كان عبر الصوم، للذي يستطيع أن ينقطع عن الزفر، وإن كان، جزئياً، أقلّهُ يوم السبت مساءً، أو عبر قراءة صلوات وأفاشين تُدخِلنا في روحانيَّة الإفخارستيا كصلاة المطالبسي. من يدخل إلى الكنيسة - وكم كنائسنا فقيرة - أعني أيَّة كنيسة وفق النمط الأرثوذكسي يجد نفسَهُ أنَّه في شركة تامَّة مع القدِّيسين الذين صُوِّروا في كلِّ جوانب الكنيسة يظلّلهم من فوق الضابط الكلّ الممسِك كلّ الخليقة في قبضته.
في كلّ قداس إلهيّ نحن في شركة مع الملائكة، مع القدّيسين، مع الراقدين في
الرَّبّ والأحياء، ومع كلّ أرثوذكسي في العالم. الكلّ مجتمعون حول حمل الله المذبوح منذ إنشاء العالم كما يصوِّره لنا القدِّيس يوحنا الإنجيلي في رؤياه. شعبنا بحاجة إلى التعلّم حول القدّاس الإلهي، فالليتورجيا الأرثوذكسيَّة دخول مسبَق في الملكوت كما تصوِّره الأيقونة الموضوعة أمامنا على الإيقونسطاس، أي حامل الأيقونات، لتقول لنا انظروا إلينا، نحن مطلات ونوافذ للأبدية. أنظروا القديسين المصوَّرين كيف تغيَّرت ملامحهم وصارت ملامح فيها رائحة الملكوت، ونور الله ينعكس على وجوههم. هذه هي الإيقونة. هي تساعدنا لكي ننتقل من ملامح هذا الزمان الفاني إلى ملامح نورانية في رائحة سماويَّة عطرة.
سرّ الشكر في الكنيسة الأرثوذكسيَّة هو اقتحام للأبدية كما بتجسُّد الكلمة كان اقتحام الأبديَّة للزمان.
هكذا سرّ الشكر هو اقتحامنا اللازمان عبر المناولة الإلهيَّة. فهذا الجسد والدم الإلهيّان اللّذان يجريان في عروقنا، يعيدان خلقنا من جديد. هذه نعمة أعطاها الرَّبّ لكلِّ مؤمن. أتدركون أنَّنا نحن الزائلين والترابيِّين نُدخل في عروقنا، في كلِّ قدَّاس نشترك فيه، شيئًا من الأبديَّة. أتدركون هذه النعمة التي أُعطيت للبشر بواسطة جسد ودم المسيح في سرّ الشكر. فليست الأرثوذكسية افتخارًا، ولسنا أفضل من غيرنا لأنَّنا كنيسة لها عقائد "غير شكل" فحسب. الأرثوذكسيَّة هي عيش مع الجماعة حتى ترى وجه الله في كلِّ أخ تعيش معهُ. هي أن تتجدّد وأن تعيش مع الله بالرغم من حقارتك ومحدوديَّتك. الأرثوذكسيّة تذكِّرنا دوماً أنَّنا خُلقنا من تراب، لكنَّنا في كلِّ سرّ شكر نُخلقُ من جديد بواسطة الجسد والدم المحيين. نُخلَق بدم المسيح وجسده المصلوب من أجلنا لأنَّ هذا الجسد ظافر بالقيامة. لذلك، نحن نتذوَّق المسيح القائم المنتصر.
هذه هي الأرثوذكسيَّة: أنَّك تدخل ترابيًّا إلى الكنيسة وتخرج منها حاملاً قوّة الله المتفجِّرة في أحشائِك لكي تحملها إلى العالم، ثمَّ تعود من جديد إلى الكنيسة لتجدِّد هذه الطاقة فيك. آمين.
أخبارنا
اجتماع كهنة الأبرشية
برئاسة راعينا الجليل المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام سيعقد اجتماع لكهنة الأبرشية في كنيسة القدّيسَين قزما ودميانوس في رعية بطرام، وذلك يوم السبت الواقع فيه 13 تشرين الثاني 2010. صلاة السحر تبدأ الساعة الثامنة صباحاً.
عيد الملاك ميخائيل في رعية مركبتا
يترأس راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة الملاك ميخائيل في رعية مركبتا- الضنية وذلك نهار الأحد الواقع فيه 7 تشرين الثاني 2010. صلاة السحر تبدأ الساعة 8,30 صباحاً ويليها خدمة القداس الإلهي