الأحد 13 حزيران 2010

الأحد 13 حزيران 2010

13 حزيران 2010
الأحد 13 حزيران 2010  
العدد 24
الأحد الثالث بعد العنصرة
اللحن الثاني - الإيوثينا الثالثة
 
 
13: أكيلينا الشهيدة، تذكار جامع للآباء الأثوسيين. * 14: أليشع النبي، موثوديوس رئيس أساقفة القسطنطينية. * 15: عاموس النبي، ايرونيمُس البار. * 16: تيخن أسقف أماثوس. * 17: ايسفروس الشهيد ورفقته، مانوئيل وصابل  واسمعيل الشهداء. 18: الشهداء لاونديوس ورفقته. * 19: يهوذا الرسول نسيب الرب، باييسيوس الكبير.
الزواج الـمسيحي
 
نقترب من موسم الصيف، ويعتاد أحبتنا المؤمنون القيام بأفراحهم وخطباتهم. أردت أن تشاركوني ما كتب لنا ترتليانوس في الزواج علّنا نتَّعظ من هذه الكلمات.
 
من يستطيع أن يصف كما يجب الحسنات والسعادة التي يقدّمها الزواج المسيحي؟
 
•     فالكنيسة تقدّسه.
•     المناولة المقدّسة تثبته.
•     بركة الكهنة تختمه.
•     الملائكة تكون حاضرة لترفع الأكاليل إلى السماء.
•     وأبونا السماوي يباركه.
وما أجمل العلاقة الثنائية التي تربط بين مؤمنين اثنين، عندما يكون بينهما:
•     أن يجمع الاثنين رجاء واحد وأمل واحد.
•     أن يجمع الاثنين رغبة واحدة وإرادة واحدة.
•     أن يكون لدى الاثنين رغبة واحدة في أن يخدم الواحد الآخر.
•     أن يكون لهم مبدأ مشترك في الحياة وطريقة مشتركة للعيش الواحد.
 
وكيف يمكن لنا وصف أبعاد حياتهما المشتركة؟ فيجب أن لا يفصل بينهما فاصل، جسديًّا كان أم روحيًّا. فكما يقول الكتاب يصبح كلاهما جسدًا واحدًا، بمشيئة الله وبركة الكنيسة. وحيث هناك جسدٌ واحدٌ، يكون هناك روح واحدة.
 
•     فيصلّيان معًا.
•     يذهبان إلى الكنيسة معًا.
•     في المناولة المقدّسة أيام الآحاد والأعياد معًا.
•     يجاهدان معًا في هذه الحياة الصعبة. يساعد الواحد الآخر ويشترك معه في صنع القرار، كما يخدم الواحد الآخر.
•     معًا في الصعوبات والاضطهادات.
•     ويتحدان معًا في الأفراح والأحزان.
 
ويجب ألا يخفي أحدهم عن الآخر أي شيء. فلا أسرار يخفيها الواحد عن الآخر. أو أن يحمل الواحد على الآخر دون أن يسامحه ويغفر له، فكل هذه الأمور يراها السيّد له المجد ويسمعها، فيفرح بها عندما تكون إيجابية ويكافئنا عليها بمنحه السلام للزوجين والعائلة.
 
علينا أن نكون على ثقة كاملة بأنه حيث يكون الزوجان مجتمعين يكون الرب يسوع معهما. وحيث يكون يسوع فلا مكان للشيطان وقواته. ومن له أذنان للسمع فليسمع.
طروبارية القيامة              باللحن الثاني
 
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.
القنداق                             باللحن الثاني
 
يا شفيعة المَسيحيين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسَرعي في الطلَبةِ، يا والدةَ الإله المتَشفعةََ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة:
رومية 5: 1-10
 
قوَّتي وتسبحتي الربُّ             
أدبًا أَدَّبني الربُّ
 
يا إخوةُ، إذ قد بُرّرنا بالإيمانِ فلنا سَلامٌ معَ اللهِ بربِّنا يسوعَ المسيح، الذي بهِ حصَلَ أيضاً لنا الدُخولُ بالإيمان إلى هذه النعمةِ التي نحنُ فيها مُقِيمون ومفتَخِرون في رجاءِ مجدِ الله. وليسَ هذا فقط بل أيضاً نفتَخِرُ بالشدائِد، عالِمينَ أن الشِدَّةَ تُنشئُ الصبرَ، والصبرُ يُنشئُ الإمتحانَ، والإمتحانُ الرجاءَ، والرجاءُ لا يُخزي. لأنَّ محبَّة اللهِ قد أُفيضَت في قلوبِنا بالروحِ القدسِ الذي أُعطِيَ لنا. لأنَّ المسيحَ، إذ كُنَّا بعدُ ضُعفاءَ، ماتَ في الأوانِ عن المنافِقين، ولا يكادُ أحدٌ يموتُ عن بارٍّ، فلعلَّ أحداً يُقدِمُ على أن يموتَ عن صالح. أما الله فَيدُلُّ على محبَّتِه لنا بأنَّهُ إذ كنَّا خَطأةً بعدُ مات المسيحُ عنَّا. فبالأحرى كثيراً إذ قد بُرِّرنا بدمِهِ نخلُصُ بهِ من الغَضَب، لأنَّا إذا كنَّا قد صُولِحنا معَ اللهِ بموتِ ابنِهِ ونحنُ أعداءٌ فبالأحرى كثيراً نَخلُصُ بحياتِه ونحنُ مصالَحون.
الإنجيل:
متى 6: 22-33 (متى 3)
 
قال الربُّ: سراجُ الجسدِ العينُ. فإنْ كانت عينُك بسيطةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ نيرًّا. وإن كانت عينُك شرّيرةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ مُظْلماً. وإذا كان النورُ الذي فيك ظلاماً فالظلامُ كم يكون. لا يستطيع أحدٌ أنْ يعبُدَ ربيَّنِ، لأنُّهُ إمَّا أنْ يُبغِضَ الواحِد ويُحِبَّ الآخَرَ، أو يلازِمَ الواحِدَ ويَرْذُلَ الآخر. لا تقدرون أن تعبُدوا اللهَ والمالَ. فلهذا أقولُ لكم لا تهتمُّوا لأنفسِكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادِكم بما تلبَسون. أليستِ النفسُ أفضلَ مِنَ الطعامِ والجسَدُ أفضَلَ من اللباس. أنظروا إلى طيور السماءِ، فانَّها لا تزرعُ ولا تحصِدُ ولا تخزُنُ في الأهْراءِ، وأبوكم السماويُّ يَقوتُها. أفلستم أنتم أفضلَ منها. ومن منكم إذا اهتمَّ يقدِرُ أنْ يَزيدَ على قامتهِ ذراعًا واحدة. ولماذا تهتمُّونَ باللباس. اعتَبروا زنابقَ الحقلِ كيف تنمو. إنَّها لا تتعبُ ولا تَغْزِل. وأنا أقولُ لكم إنَّ سليمانَ نفسَهُ في كلِ مجدِهِ لم يلبَسْ كواحِدَةٍ منها. فإذا كان عشبُ الحقلِ الذي يُوجَدُ اليومَ وفي غدٍ يُطرَحُ في التنُّورِ يُلبِسهُ اللهُ هكذا، أفلا يُلبِسُكم بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان. فلا تهتُّموا قائلين ماذا نأكُلُ أو ماذا نشربُ أو ماذا نلبَسُ، فإنَّ هذا كلَّهُ تطلُبهُ الأُمم، لأنَّ أباكم السماويَّ يعلمُ أنَّكم تحتاجون إلى هذا كلّهِ. فاطلبوا أوَّلاً ملكوتَ اللهِ وبِرَّهُ، وهذا كلُّهُ يُزادُ لكم.
في الإنجيل
 
هذا المقطع الإنجيليّ هو جزء من "الموعظة على الجبل" بحسب التسمية الشائعة للإصحاحات 5 ـ 7 من متّى، علمًا بأنّ التسمية الأصحّ إنّما هي "الشرعة الإلهيّة الجديدة" التي أعطاها المسيح لتلاميذه على الجبل، كما أعطيت الشريعة قديمًا على جبل، جبل سيناء. وبالتالي فإنّ التعليم الوارد في هذا المقطع هو تعليم أساسيّ حول السلوك الذي ينبغي أن ينتهجه تلميذ المسيح في حياته الجديدة، حياة مَن آمن بيسوع مسيحًا وربًّـا غالبًا الموت وجالسًا عن يمين الله الآب في السماء، حياة مَن حاز بالمعموديّة نعمةَ البنوّة لله الآب وروحَ التبنّي القدّوس.
 
عليك أن تسلك سلوك أبناء الله لا سلوك أبناء العالم. عليك أن تنقاد لهدْيِ روح الله الذي فيك، فإنّه يُنير رؤيتك والطريق أمامك لترى في هذا الكون خليقة الله، ولترى في الله الآب أبًا لك وإلهًا، وفي يسوع ربًّـا لك وفاديًا، ولترى في كلّ إنسان أخًا لك مات المسيح من أجله ليكون ابنًا لله ووارثًا لملكوته، ولترى في هذه الحياة بداية تمرّس بالحياة الأبديّة وتهيئة لها بآن، ولتطلب أوّلاً ملكوت الله وبرّه.
 
فمتى استنار ذهنك بالروح القدس من خلال قراءة الإنجيل والصلاة، تصبح نظرتك نظرة ابن لله وتكتسب تمييزًا، فترى الأمور ببساطة على حقيقتها، وتكون نيّرًا في شخصك ("جسدك" في النصّ تعني أنت بكلّ كيانك) وفي أعمالك.
 
والابن يثق بعناية أبيه به، وبأنّ أباه لا يدَع شيئًا من ضروريّات العيش يُعوزه، لا طعام ولا مأوى ولا لباس. إنّه يُردّد دومًا مع صاحب المزامير “الربّ يرعاني فلا يعوزني شيء”. إنّه أبدع العالم من أجلك، فكيف يدعك تحرم من حاجاتك؟ إنّه أتى بك إلى الوجود مانحًا إيّاك الحياة، فكيف يهملك ولا يرعاك؟ أن لا تدع أيّ همّ يتآكَّلك لأنّ لك أباً في السماء يرعاك، إنّما هو مقياس للإيمان الذي فيك. لا إيمان لك بالآب، الإله السماويّ، إن لم تغمرك ثقة الابن بأبيه.
 
فليمتحن كلّ منّا إيمانه، وليصرخ دومًا صرخة والد الصبيّ المصروع: “أؤمن يا ربّ، فأعِنْ عدم إيماني”، وليركّز كلّ منّا، نحن السائرين في بحر هذا العالم، نظرته على المسيح  القادم إليه، ولا يخشَيَنْ العاصف المحدق به، لئلاً يغرق كما غرق بطرس قديمًا. إتّكل على الله وهو يرعاك. له المجد إلى الأبد. آمين.  
صوم الرسل
 
صوم الرسل هو الصوم الذي يسبق عيدَي الرسولين بطرس وبولس في 29 حزيران، ويبدأ نهار الإثنين الذي يلي أحد جميع القدِّيسين وهو الأحد الذي يلي العنصرة مباشرة.
 
هذا الصوم يلي فترة الخمسين يوماً بعد الفصح حيث بدأ الرسل رحلتهم التبشيرية من أورشليم.
 
لا شكّ بأنَّ هذا الصوم هو تحقيق لجواب الرَّبِّ يسوع المسيح للفريسيين حين قال لهم: "طالما العريس معهم لن يصوموا، ولكن حين يرتفع عنهم حينئذٍ يصومون."
 
إنَّ الحياة المسيحيَّة والكرازة بالإنجيل لم تبدأ إلاَّ بعد العنصرة وحلول الروح القدس. لذلك، تعيّد الكنيسة لجميع القديسين بعد العنصرة لأنَّهم تقدّسوا وقَدَّسوا الخليقة، ولأنَّهم فرزوا أنفسهم كلِّيًا للرَّبِّ. هذا هو القديس. القديس بحسب الإنجيل ومفهوم المسيحيين في القرون الأولى كان كلَّ شخص مؤمن ومعمَّد. لذلك، من يقرأ رسائل الرسول بولس يرى كيف كان يوجّه رسائله إلى القديسين في كنيسة أفسس أو رومية ألخ...
 
هذا يعني، بالتالي، أنّ الحياة المسيحية هي حياة جهاد ونسك، هي حياة صلاة وصوم واعتراف. كلّ هذا لا يقوم إلاَّ بنعمة الله التي تؤازرنا بواسطة الروح القدس المُعطى لنا من خلال سرّ المعمودية ومسحة الميرون المقدَّس.
 
من يُريد أن يسلك سلوك القديسين، بشكلٍ عام، والمسيحية بشكلٍ خاصّ، عليه وبكلِّ جدِّيَّة وحرص أن يتشبَّه بالرُّسل القدِّيسين الذين سلَّمونا الأمانة. علينا أن نتبع خُطاهم. هم لم يتقدَّسوا إلاَّ بعد أصوامٍ وأسهارٍ وأتعابٍ في شدائد وضيقات، في أفراح وأحزانٍ...
وُضِع هذا الصوم، على الأرجح، حتَّى نقتدي بخُطى الرسل. وكما هم أوصلوا البشارة إلى كلّ العالم هكذا نحن أيضًا يجب أن نقوم بهذا العمل. هم ساروا دون خوفٍ أو مللٍ، دون أن يهابوا أحدًا حتى قضاة العالم آنذاك. منهم من مات حرقًا أو شنقًا أو مقطوع الرأس أو بمختلف الميتات والتعذيبات.
 
في هذا الصوم، نحن نمتنع عن اللحوم ومشتقاتها وكلّ أصناف الدواجن والحليب ومشتقاته، ما عدا السمك والزيت والنبيذ ما خلا أيام الأربعاء والجمعة. هذا الصوم هو كصوم الميلاد من حيث القواعد. إنَّه يُسمى "قطاعة". الصوم الوحيد في الكنيسة الذي نصوم فيه كلِّيًّا هو الصوم الأربعيني المقدَّس. لماذا؟ لأنّه في الصوم الأربعيني لا تُقيم الكنيسة القداس الإلهي كل يوم، كما هو مرتّب في الليتورجيا الكنسية، ونستعيض عنه بالقداس السابق تقديسه.
 
الليتورجيا الأرثوذكسية هي ليتورجيا فرح. هذا ما تقوم به أديار جبل آثوس اليوم حيث يُقام القداس الإلهي يوميًا ما عدا أيام الصوم الكبير. إنّ مفهوم القداس الإلهي في كنيستنا هو مفهوم قِياميٌّ وفرِح، وهذا لا ينطبق على أيام الصوم الأربعيني الكبير حيث تركز الكنيسة على حياة التوبة. الصوم هو زمن الحزن لكن الحزن البهيّ. فلا نوح ولا حداد في الكنيسة.
 
إذا، هذا الصوم، أي صوم الرسل، هو قطاعة بحسب مفهوم الكلمة العربية، لأنّه، وبحسب الأصول، إن شاركنا في القداس وتناولنا القداس، تلقائيًّا يَبْطُلُ مفهوم الصوم. هذا المفهوم ينطبق على باقي أصوام الكنيسة.
 
هذا الصوم هو تدريب لنا لندرك أنَّ الحياة المسيحية هي حياة فرح بالرَّبِّ القائم. هذا ما تعيشه الكنيسة، ليس في الفترة التي تلي الفصح فحسب، لكن، أيضاً، في كل قداس الهي أي في كل يوم. كما أنَّ الحياة المسيحية هي تدريب على حياة النسك. لذلك، الكنيسة الأرثوذكسية، بشكلٍ خاص، هي كنيسة نسك. والناسك ليس من ابتعدَ جغرافياً عن العالم، إنما هو الذي وإن ابتعد جغرافيًّا فهو يحمل كل ثقل العالم على كاهلهِ ويقدّمُه ذبيحة مرضية لله. الناسك، أيضًا، هو كلّ مؤمن يعيش باستقامة في الإيمان ويبتعد عن كل ما لا يخصّ الله. إنّه يضحّي من أجل عائلتهِ وأولاده. هو يربّيهم تربية مستقيمة وصالحة، ويواظب على الخدم الكنسية. إنّه من يطيع الكنيسة في الأصوام وكلّ التعاليم.
 
لذلك، تدربنا الكنيسة منذ العنصرة حتى اليوم وإلى انتهاء الدهر، على حسب قول الرسول بولس، أنَّ "ملكوت الله ليس طعاماً وشراباً بل حياة مع نسك وبرّ".
 
نحن عيّدنا للقديسين أجمعين في الأحد الذي بعد العنصرة، وبدأنا الصوم في اليوم التالي لكي نسلك كما سلكوا ونجاهد كما جاهدوا وتقدسوا. غاية الحياة المسيحية هي أن نبقى بجوار الرب.
أخبـــارنــــا
عيد الأب في رعية بطرّام- الكورة
 
لمناسبة عيد الأب يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية -فرع بطرّام دعوتكم للمشاركة في صلاة الغروب عن صحة آبائنا وذلك مساء السبت الواقع فيه 19 حزيران 2010 الساعة الخامسة والنصف في كنيسة القديسين قزما ودميانوس. يلي الصلاة حديث يلقيه قدس الأرشمندريت أنطونيوس الصوري بعنوان: "صورة الأب في الكتاب المقدس ودوره في التربية"