الأحد 11 تموز 2010

الأحد 11 تموز 2010

11 تموز 2010
الأحد 11 تموز 2010 
العدد 28
الأحد السابع بعد العنصرة
اللحن السادس - الإيوثينا السابعة
 
11: أوفيميّة المعظمة في الشهيدات، القديسة أولغا المعادلة الرسل. * 12: بروكلس وايلاريوس الشهيدين، فرونيكي نازفة الدم. 13: تذكار جامع لجبرائيل رئيس الملائكة، استفانوس السابوي، مريم الشهيدة، البارة سارة. * 14: أكيلا الرسول، نيقوديموس الآثوسي، يوسف رئيس أساقفة تسالونيكي. * 15: كريكس ويوليطة أمه الشهيدين. * 16: أثينوجانوس الشهيد في الكهنة ورفقته. 17: مارينا المعظمة في  الشهيدات.
لا تقبلوا نعمة الله في الباطل
النعمة والخطيئة
 
"إن النعمةَ أعطتني الفهم التَّالي: كلُّ البشر الَّذين يُحبُّون الله ويَحفظون وصاياه، هم ممتلئون من النُّور ومشابهون للسيِّد. أمَّا الَّذين يُناهضون الله، فهؤلاء يكونون ممتلئين ظلمةً ويكونون مشابهين للعدو" (القديس سلوان الآثوسي).
 
نعم، هكذا يردِّد هذا القدِّيس وكلُّ مسيحيٍّ يحيا بحسب نور وصايا الربِّ المقدَّسة صدى ما جاء في رسالة رسولنا الحييب بولس إلى أهل كورنثوس والَّتي (أي الرسالة) تنطبق تماماً على حياتنا اليوم.
 
*      *      *
 
فإمَّا أن نكون خدَّامًا لله غير آبهين بمجدٍ زائلٍ، أو طالبين سلطة محدودة، أو مبتغين ربحًا خسيسًا، بل خدَّامًا لله أي مشابهين السيد ورسولَه في صبرٍ كثيرٍ في شدائدَ وضيقاتٍ وجلداتٍ وآلامٍ حتى الموت موت الصليب، وهكذا نحصل ليس فقط على المعرفة والمحبَّة والفضائل المسيحية كلها بل على التمتُّع برؤية وجه يسوع الدائم، فنلمع هناك أكثر من الشَّمس، أو أن نكون خدَّاماً للعدو،  فنُخمد فينا النِّعمة الإلهيَّة إذ نَغرق في شتاء هذه الحياة وشؤونها، ونصبح مضطَّهِدِين ولاهثين وراء لذّاتنا. وهكذا نحصل ليس فقط على الجهل والكراهية والأهواء المعيبة كلها بل على أن نُقصي أنفسنا عن التمتع بالحياة الأبديَّة.
 
وهكذا فإنَّ الخطيئة تشوِّه الإنسان، بينما النِّعمة تجمِّله. وهذا طبيعيّ. فالسيِّد نورٌ وهو يُنير أبناءه، أمّا الذين يَخدمون العدوَّ، فقد تقبَّلوا منه الظلَّمات.
 
*      *      *
 
ونردِّد ثانيةً مع قدّيسنا العظيم سلوان: "إنَّ الإنسان أُخِذ من الأرض، من التُّراب، لكنَّ الله أحبَّه لدرجةٍ كبيرةٍ فكساه بالنِّعمة والبهاء، فصار مشابهًا للسيِّد".
 
وأيضًا نُنهي حياتنا على الأرض بسلامٍ مع الربِّ والجميع، وهاتفين مع رسولنا الحبيب بولس: "كأنَّا لا شيء لنا ونحن نملك كل شيءٍ".
طروبارية القيامة                        باللحن السادس
 
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ‏ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبْيتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة، فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
طروبارية القديسة آفيمية          باللحن الثالث
 
لقد أبهجتِ جداً المستقيمي الرأي، وخذلتِ ذوي الرأي الوخيم، يا أوفيمية بتولُ المسيح الجميلة، لأنكِ قد أثبتِّ المعتقد الحسن، معتقد آباءِ المجمع الرابع. فيا أيتها الشهيدة المجيدة ابتهلي إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.
القنداق                                      باللحن الثاني
 
يا شفيعة المَسيحيين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ، وأسَرعي في الطلَبةِ، يا والدةَ الإله المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة:
2 كورنثوس 6: 1-10
 
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه    
قدِّموا للربِّ يا أبناء الله
 
يا إخوةُ، بِما أنَّا معاوِنُونَ نَطلُبُ اليكم أنْ لا تَقَبلُوا نِعمَةَ اللهِ في الباطِل، لأنَّهُ يقول إنّي في وقتٍ مقبولٍ استجْبتُ لكَ وفي يومِ خَلاص أعَنْتُك. فهوذا الآنَ وقتٌ مقبول. هوذا الآنَ يومُ خلاص. ولسنا نَأتي بَمعثَرَةٍ في شَيءٍ لئلاَّ يلحَقَ الخدمةَ عَيبٌ بل نُظهرُ في كلِ شيءٍ أنفسَنا كخدَّامِ اللهِ في صَبرٍ كثير، في شَدائدَ في ضَروراتٍ في ضيقاتٍ في جَلَدَاتٍ في سُجون في اضطراباتٍ في أتعابٍ في أسهارٍ في أصوامٍ في طهارةٍ في مَعرفَة في طُول أناةٍ في رفقٍ في الروحِ القُدُسِ في مَحبَّةٍ بِلا رِياءٍ في كلمةِ الحقِ في قُوةِ اللهِ بأسلحَةِ البِرِ عَن اليَمين وعَنِ اليَسار، بِمجدٍ وهَوانٍ. بسُوءِ صِيتٍ وحُسنهِ، كأنَّا مُضلُّون ونحنُ صادقون. كأنَّا مَجهولون ونحنُ مَعروفون كأنَّا مائِتون وها نحن أحياءٌ. كأنَّا مؤدَّبُون ولا نُقتل، كأنَّا حِزَانٌ ونحنُ دائماً فَرِحون، كأنَّا فُقراءُ ونحنُ نُغني كثيرين. كأنَّا لا شيءَ لنا ونحنُ نملكُ كُلَّ شيءٍ.
الإنجيل:
متى 9: 27-35 (متى 7)
 
في ذلك الزمان، فيما يسوع مجتازٌ تبعهُ أعميانِ يَصيحان ويقولان ارحمنا يا ابنَ داوُد. فلَّما دخل البيتَ دنا اليهِ الأعميانِ فقال لهما يسوع: هل تؤمنانِ أنّي أقدِرُ أن أفعَلَ ذلك؟ فقالا لهُ: نعم يا ربُّ. حينئذٍ لمس أعينَهما قائلاً: كإيمانِكُما فليكُنْ لَكُما. فانفتحت أعينُهما. فانتَهرَهما يسوعُ قائلاً: أنظُرا لا يَعلَمْ أحدٌ. فلَّما خرجا شَهَراهُ في تلك الأرضِ كلّها. وبعد خروجهما قدَّموا اليهِ أخرسَ بهِ شيطانٌ، فلمَّا أُخرِجَ الشيطانُ تكلَّم الأخرسُ. فتعجَّب الجموع قائلين لم يَظهَرْ قطُّ مثلُ هذا في إسرائيل. أمَّا الفريسيون فقالوا إنَّهُ برئيسِ الشياطين يُخرج الشياطين. وكان يسوع يطوف المُدنَ كلَّها والقرى يعلِّمُ في مجامِعِهم ويكرِزُ ببشارة الملكوتِ ويَشْفي كلَّ مَرَضٍ وكلَّ ضُعفٍ في الشعب.
في الإنجيل
 
في إنجيل اليوم "وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلّم في مجامِعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب". بهذه الآية يوضح الإنجيلي متّى أنّ عمل المسيح كان ذا ثلاثة أوجه: التعليم والبشارة والشفاء. يذكر القديس نيقولا فيليميروفيتش أن التعليم يعني تفسير روح الخليقة القديمة والناموس القديم. البشارة تعني وضع الأساس للخليقة الجديدة أي ملكوت الله الذي هو كنيسة القديسين. أمّا الشفاء فهو الشهادة العملية على تعليمه وبشارته. كلّ هذا صنعه الرب بمحبته للجنس البشري، هذه المحبة التي متى التقت بإيماننا تتمّ معجزة الخلاص. ففي كلّ مرة ينجز الرب معجزة شفاء يسأل: "أتؤمن؟" أي "أتؤمن بأني قادر على القيام بذلك؟" عندما يطرح الرب هذه الأسئلة يقرع باب قلوب الناس. فهو يبحث عن باب يُفتَح ليدخل فلا ينجز الشفاء وحسب بل والخلاص أيضاً. هذا يؤكّده لنا الإنجيلي يوحنا في الرؤيا: "هاءنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي" (20:3).
 
فيما الرب يقرع أبواب قلوبنا، يتطلّب دخوله عملاً أو إيماناً من جهتنا. هذا العمل هو أن نقرع بابه أيضاً ونطلب الخلاص. فهو مَن قال "اطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتَح لكم". هذا القرع نراه في الأعميين اللذين يصرخان "ارحمنا يا ابن داود". يصف القديس سمعان اللاهوتي الحديث هذا القرع بقوله "أنّ مَن يصلّي بحسب الجسد من دون فهم روحي هو كالأعمى الذي يصرخ ارحمني يا ابن داود، فيما أنّ الأعمى الذي أبصر لم يعد يرى يسوع ابن داود بل ابن الله". لذا، يجب أن يدخلنا القرع على الباب إلى الله، ولهذا السبب لم يجِب المسيح على طلب الأعميين لأنّه أراد أن يزيد من عطشهما لله.
 
القَرعة الثانية تكون عندما يسألهما يسوع "أتؤمنان أني قادر على أن أنجز هذا الشفاء؟" وهو يسأل هذا السؤال لكي يعلن الأعميان إيمانهما على الملأ في قولهما "نعم يا رب". هذا يذكّرنا بأن إيماننا ليس مجرد أمر شخصي نحتفظ به لأنفسنا، بل هو أمر يجب إعلانه لكي يأتي الآخرون إلى الإيمان. عندما يردّ الإنسان بهذه الكلمات "نعم يا رب"، يتخلّى عن فهمه الجسدي الأرضي ويعتنق الفهم الروحي. هذا يتمّ باستعماله عبارة "رب". فيسوع لم يعد ابن داود بل هو ابن الله، الإله المتجسّد، ومخلّص العالم. وهكذا، لا يشفى الإنسان من أمراضه وحسب بل يأتي إلى الخلاص. هذا ما يؤكده الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية "لأنّ كلّ مَن يدعو باسم الرب يخلص" (13:10).
 
نحن غالباً ما نسعى لرؤية الله من خلال علامات عمله العجائبية في الخليقة ونفشل في رؤية المعجزات الروحية التي تجري من حولنا. لذا نتذكّر كلام الذهبي الفم هنا: "لا تطلبوا العلامات، بل صحة النفس. لا تطلبوا أن تروا إنساناً مُقاماً من بين الأموات، لأنّكم تعلّمتم أنّ كل العالم سوف يُقام. لا تطلبوا أن تروا فتح عيني أعمى، بل انظروا كل شيء يعود إلى الأفضل وهذا أنفع للنظر". لذا ينبغي ألا يطلب المؤمن أن يرى معجزات بل عليه أن يطلب الخلاص لأن الرب واقف على الباب يقرع.
 
فلنفتح أبواب قلوبنا لكي يَدخل ويُدخلنا إلى الخليقة الجديدة فنقبل العجائب الروحية التي تغيّرنا وتغيّر العالم من حولنا، فنكون مشاركين للسيد في عمله الثلاثي الأوجه، نعلّم ونبشّر ونشفي.
غاية الحياة القدّاسة
 
عظة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام
في عيد القديس ساسين
في رعية دارشمزين- الكورة
 
باسم الآب والإبن والروح القدس، آمين.
يُعتبر القديس ساسين أو سيسوي من القديسين الأبرار، بحسب تصنيف الكنيسة للقديسين. ماذا يعني أن يوصف القديس بالبار؟ الأبرار هم القديسون الذين عاشوا في البراري، أي في الصحراء. هذا القديس عاش في القرن الرابع - الخامس في صحراءِ مصرَ في منطقة تُدعى، حتَّى اليوم، برَّيَّة شيهيت. وهو، طبعًا، مكرَّمٌ عند الأقباط  وهم المسيحيون الأكثر عددًا في مصر.
 
كان هذا الأب البار تلميذًا للقديس أنطونيوس الكبير، وأيضًا، تلميذًا للقديس مكاريوس الكبير. طبعاً، في مصر اليوم هناك أديار كثيرة، ومنها دير القديس أنطونيوس، ودير القديس مكاريوس الذي يدعونه ُالقديس الأنبا مقار. عاش هؤلاء القديسون في الصحراء. الذي يَعرفُ تاريخ الكنيسة وتاريخ المسيحيين، يعرفُ أهمية الصحراء، وأهمية الأبرار والرهبان.
 
لماذا تعيِّد الكنيسة لهذا القديس؟ نتساءل لماذا يتعلَّق المسيحيون بهذا القديس الذي عاش في مصر في البرية في القرن الرابع- الخامس م.؟ لماذا يوجد في لبنان الكثير من الكنائس على اسم القديس ساسين؟ لماذا الكثير من العائلات يُسمّون أولادهم "ساسين"؟ إنّ لهذا الأمر أهميَّة كبيرة في التراث المسيحي. إذا كان الإنسانُ يفكِّر قليلاً ويطرحُ على نفسهِ السؤال: ما هو الهدف من هذه الحياة؟ ما هو هدف الإنسان من وجوده؟ لماذا خلقنا الله على هذه الأرض؟ فالكنيسةُ المسيحيةُ تُجيبنا أنَّ هدف الإنسان هو أن يتقدَّس! هدفنا من حياتنا أن نتقدَّس! ماذا يعني أن نتقدَّس؟! أن نكون شبيهين بالله، بالربِّ يسوع المسيح القدّوس وحده. لذلك، يُتلى في عيد القديس سيسوي رسالة وإنجيل خاصَّين به. الذي يعرفُ "كيف يقرأ" الإنجيلُ والرسالة ماذا يفهم منهما؟ الرسالة لعيد القديس هي مقطع من رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية حيث يقول: "إن ثمر الروح هو المحبة، والفرح، والعفة، والتواضع،..." (غلا 22:5). أمَّا المقطع الإنجيلي الذي تُلي فيقول فيه الرَّبّ "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات، طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض...". إذًا ليس هدف الإنسان فقط أن يبني البيوت، ويكون له أراضٍ، وحتى أن يتعلّم، ويلبس، ويأكل، هذا كلّه ضروريّ للجسد وللعقل، ولكن هدف الإنسان، هو مثل هؤلاء الأبرار الذين أمضوا حياتهم في الصحراء، أي أن يتقدَّس جسداً، عقلاً وروحاً. واليوم، العالم أصبح صحراء لأنَّه يفقدُ المحبّة، يفقدُ التواضع، يفقد الفرح ويعيشُ في ضياع، في حزن، في أمراض!
 
من ينظر إلى أيقونة القديس ساسين في هذه الكنيسة الجميلة  يرى أنّ وجهه هو وجه سلام، وداعة، تواضع، محبة! هذا هو هدفنا في الحياة! ليس فقط أن نهتمَّ بالأراضي، والبيوت والمال! نحن نهتمّ بهذه الأشياء لكي نعيش! ونربِّي أولادنا، ولكن هدف الإنسان أن يتقدّس، أن يبني ذاته. هذه هي الروح المسيحية، بناء الإنسان الداخلي، هذا ما يميِّزنا عن الأديان الأخرى التي تتعلَّق فقط بما هو خارجيّ! نحن المسيحيين المؤمنين، نهتم أوّلاً بطهارة نفوسنا.
 
قيمة الإنسان هي في شخصيَّته الداخليَّة، في أنَّه إنسان محبٌّ معطاء، في كونه متواضعًا. هكذا كان أبطالُ التاريخ العظماء! وهذا هو تاريخنا. لذلك، نحن نكرِّم قدِّيسينا الذين أنكروا ذواتهم، أنكروا هذا الكبرياء المتملَّك في الإنسان! حب الذّات المستحوذ عليه، فأصبحوا متشبِّهين بالرَّبِّ يسوع المسيح الذي قال في إنجيله: "تعلَّموا منِّي". هذه الآية الوحيدة في الإنجيل حيث يتكلم الرَّبّ عن نفسه ويقول "تعلَّموا منِّي أنا الوديع والمتواضع القلب تجدوا راحة لنفوسكم". إذا أردتم أن تكونوا في سلام وفي راحة اقتنوا هذه الوداعة، هذا اللطف، هذا التواضع الذي هو من شيمة المسيح، آمين.
أخبـــارنــــا
عيد القديسة مارينا في رعية أميون
 
لمناسبة عيد القديسة المعظَّمة في الشهيدات مارينا، يترأس راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، في كنيسة القديسة مارينا في أميون، صلاة السحر والقداس الإلهي وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 16 تموز 2010 عند الساعة الخامسة والنصف