الأحد 8 آب 2010
08 آب 2010
العدد 32
8 آب 2010
المؤمن وتحدِّي الحشمة في زمن الاستهلاك
"أيّها الإخوة... لا تُصَيِّروا الحرّيّةَ فرصةً للجسد" (غلا 5: 13)
ها قد أتى الصيف والحرُّ، ها قد أتى زمن الرفاه والتسلية، ها قد أتى وقت البحر والاستجمام. ها قد أتى بقوّة زمن الاستهتار بهيكل الله، أي أجسادنا، إذ أنّ موضة مجتمع الاستهلاك عَرَّتِ البشر ليس من الفضائل فحسب بل من ثيابهم أيضًا بحجّة الحرِّيَّة الشخصيّة والتحضُّر.
يفرح المؤمن بالتمتّع بما خلقه الله، وبما وهبه من نِعَم. نحن نشكر الله على عطاياه لأنّ "كلّ موهبة كاملة هي منحدرة من العلوّ من لدنك يا أبا الأنوار". فالبحر والأنهار والجبال والأشجار وكلّ جمال فينا وفي الخليقة هو من صنع محبّة الله للإنسان. هذه كلّها وُجِدت لأجل الإنسان وفي سبيل نموّه في القداسة والشكر والفرح بالله.
المشكل الكبير في هذا الزمن هو أنّ الإنسان "العصريّ" صار مُستَلَبًا، بعامَّة، لحاجات هذا الدهر التي يفرضها عليه مجتمع الاستهلاك. وأكثر ما يُستَهلك هو الإنسان بإنسانيّته ووجوده وقيمته. صار الإنسان مستهلِكًا للوجود، لوجوده الشخصي، إذ يحصر ذاته أكثر فأكثر بجسدِه، بمظهرِه، بجماله، بحسن قَدِّه، الخ. هكذا يعرض مجتمع الاستهلاك الإنسان: إنّه كتلة إثارَة، والإنسان ينوجِد بقدر ما يثير وبقدر ما يُشتَهى. حتَّى أنّ كلّ سلعة لتسويقها يجب ربطها بالإثارة لتصير مرغوبة ومطلوبة. وأكثر ما يستعمل بغرض الجذب والإثارة هو المرأة التي يشيِّئها مجتمع الاستهلاك ويحدُّها بـ"بَدَنِهَا".
للأسف، الكثير من بناتنا ونسائنا ينجرفن في هذا التيار الاستهلاكي المسيء إلى كرامتهِنَّ الإنسانيّة أكان ذلك بوعي أم بدون وعي، عن جهل أم عن معرفة. الجسد ليس للعرض ولإثارة الغرائز بل للرَّبّ (1أنظر: 1كو 6: 12 – 20) وهو مُستَقَرُّ نعمة الله. ليس الرجال أو الشبّان بمنأى عن هذه التجربة، أيضًا، فالكلّ سواء.
ليس الفرح الحقيقي هو الآتي من اللَّذَّة، رغم أنَّ اللذَّة وُجِدت لتكون ثمرة الحبّ، ولكن الفرح الحقيقي هو الآتي بنعمة الله. من جعل اللذائذ البدنيّة غاية في ذاتها يكون قد خسِرَ حياته، ومن فهم أنَّ معنى اللذة في الجسد يكون فرحًا بالمحبَّة المنسكبة من العُلى اقتنى الفرح الإلهي في الجسد.
الحشمة هي حالة روحيَّة أساسها محبّة الله ومحبَّة النفس ومحبَّة القريب. تتجلَّى هذه الحشمة في وعي الإنسان لذاته كصورة لله، وعيشِه على أساس توقيره وحفاظه وتنميته لهذه الصورة الإلهيَّة فيه حتّى يصل إلى المثال بالتألّه. الحشمة لا يملكها إلاّ من كان قويًّا في الإيمان جدِّيًّا في سعيه للقداسة صادقًا في عيشه للإيمان. من يخالف الحشمة ويدَّعي الإيمان يكذب على نفسه.
ومن له أذنان للسمع فليسمع!
* * * *
طروبارية القيامة باللحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرق لاهوتِك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياة، المجدُ لك.
طروبارية التجلي باللحن السابع
لما تجلَّيت أيُّها المسيح الإله في الجبل أظهرتَ مجدَك للتلاميذ حسبما استطاعوا. فأَطْلِعْ لنا نحنُ الخَطأة نورَك الأزلي، بشفاعات الإله، يا مانحَ النور المجدُ لك.
قنداق التجلي باللحن السابع
تجلَّيت أيّها المسيحُ الإله في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذََكَ شاهدوا مجدَك، حتى، عندما يعاينونكَ مصلوبًا، يفطنوا أن آلامَكَ طوعًا باختيارك، ويكرزوا للعالم أنك أنتَ بالحقيقيةِ شعاعُ الآب.
الرسالة:
1 كو 9: 2-12
قوّتي وتسبحتي الربُّ
أدبًا أدَّبني الربُّ
يا إخوةُ، إنَّ خاتَمَ رسالتي هوَ أنتمُ في الربّ. وهذا هو احتجاجي عندَ الذينَ يفحصونَني. ألعلَّنا لا سلطانَ لنا أن نأكلَ ونَشَرب. ألعلنا لا سلطانَ لنا أن نجولَ بامرأةٍ أختٍ كسائر الرسلِ وإخوةِ الربِ وصفا. أم أنا وبَرنابا وحدَنا لا سلطانَ لنا ان لا نشتَغِلِ. مَن يتجنَّدُ قطُّ والنفقةُ على نَفسِه؟ مَن يغرِسُ كرماً ولا يأكلُ من ثمرهِ؟ أو مَن يرعى قطيعاً ولا يأكُلُ من لَبَن القطيع؟ ألعلّي أتكلَّم بهذا بحسبِ البشريَّة، أم ليسَ الناموس أيضًا يقولُ هذا. فإنّهُ قد كٌتبَ في ناموسِ موسى: لا تَكُمَّ ثوراً دارساً. ألعلَّ الله تَهمُّهُ الثِيران، أم قالَ ذلك من أجلِنا، لا محالة. بل إنَّما كُتِبَ من أجلنا. لأنَّه ينبغي للحارثِ أن يحرُثَ على الرَجاءِ، وللدارسِ على الرجاءِ أن يكونَ شريكاً في الرجاءِ. إن كُنَّا نحنُ قد زَرَعنا لكم الروحيَّات أفيكونُ عَظيماً أن نحصُدَ مِنكُمُ الجسديَّات. إن كانَ آخرونَ يشتركونَ في السّلطان عليكم أفلَسنا نحنُ أَولى. لكنَّا لم نستعملْ هذا السُلطان، بل نحتَمِلُ كلَّ شيء لئلاَّ نُسبِّبَ تعويقاً ما لِبشارةِ المسيح.
الإنجيل:
متى 18: 23-35 (متى 11)
قال الربُّ هذا المثَل: يُشبِِه ملكوتُ السماوات إنساناً مَلِكاً أراد أن يحاسِبَ عبيدَهُ. فلمَّا بدأ بالمحاسبةِ اُحضِر إليهِ واحدٌ عليهِ عشَرَةُ آلافِ وزنةٍ. وإذْ لم يكنْ لهُ ما يوفي أَمَرَ سيدُهُ أن يُباعَ هو وامرأتُهُ وأولادُهُ وكلُّ ما لهُ ويُوفَى عنهُ. فخرَّ ذلكَ العبدُ ساجداً لهُ قائلاً: تمهَّلْ عليَّ فأوفيَكَ كلَّ ما لََك. فَرَقَّ سيدُ ذلك العبدِ وأطلقَهُ وترك لهُ الدَّين. وبعدما خرج ذلك العبدُ وجدَ عبداً من رُفَقائهِ مديوناً لهُ بمئةِ دينارٍ، فأمسَكَهُ وأخذ يَخْنُقُه قائلاً: أوفِني ما لي عليك. فخرَّ ذلك العبدُ على قَدَميهِ وطلبَ إليهِ قائلاً: تمهَّلْ عليَّ فأوفيَكَ كلَّ ما لَك. فأبى ومضى وطرحهُ في السجنِ حتى يوفيَ الدَّين. فلمَّا رأى رُفقاؤُهُ ما كان حَزِنوا جدًّا وجاؤُوا فأعْلَموا سيِّدَهم بكلِ ما كان. حينئذٍ دعاهُ سيّدُهُ وقال لهُ: أيُّها العبدُ الشّريرُ، كلُّ ما كان عليك تركتُهُ لك لأنّك طلبتَ إليَّ، أفمَا كان ينبغي لك أنْ ترحَمَ أنتَ أيضاً رفيقَك كما رحِمْتُك أنا. وغضِبَ سيّدُهُ ودفعهُ إلى المعذِّبينَ حتى يوفيَ جميعَ ما لهُ عليهِ. فهكذا أبي السماويُّ يصنعُ بكم إنْ لم تَتْركوا من قلوبِكم كلُّ واحدٍ لأخيهِ زلاَّتِهِ.
في الإنجيل
"لا تدينوا لئلا تدانوا، واغفروا للناس زلاتهم"
" وأيضًا يأتي ليدين الأحياء والأموات ". شئنا أم أبينا كلنا سنموت، وكلنا سنقف أمام الخالق يوم الدينونة الرهيب. هل من مهربٍ من هذا؟ الموقف الوحيد الذي سيكون فيه الجميع هو طلب الرحمة "ارحمني يا ربّ". فلا يظنَّنَّ أحدٌ أنَّ شيئًا ينفع آنذاك مما غرفنا من خيرات الأرض، لأننا عراةً خرجنا من بطون أمهاتنا وعراةً سنسكن التراب.
إلهنا في هذا النصّ الإنجيلي يعرِّفنا بصفته. فهو إله محبٌّ عطوفٌ طويل الأناة وغفور، يستخدم كلَّ ما يلزم ليلزمنا إلى العودة إليه طائعين غير مقيَّدين ليحررنا من قيود الخطيئة والموت وليغدق علينا نعمة الحياة الآتية من لدنه. هذا ما فعله حين طلب أن يُباع العبد وكلّ خاصته. إلهنا أيضًا ديّانٌ عادلٌ. وحكمه سيصدر في أمر كلٍّ منّا، وسنسمع من فمه تلك التعابير " أيها العبد الصالح ادخل" أو "أيها العبد الشرير". والتعابير آتية من فعل الممارسة اليوميّة التي تصبغ حياتنا وتطبع طبائعنا وتحفر في قلوبنا نهج حياتنا. فممارسة المحبة يوميًّا لها نهجها ونتيجتها الحياة، وممارسة الأهواء لها طريقها المؤدي إلى الهلاك. والاختيار منوطٌ برأي كلّ امرئٍ عاش على وجه الأرض.
المغفرة هي الباب المطلُّ على الآخرة كما أنَّ التوبة هي باب الرحمة. المغفرة هي الكلمة الفريدة التي نحياها ونسلكها ههنا ونستعملها هناك. المغفرة ليست بنت اللحظة وإنما هي عشرة عُمرٍ، لأنَّ اقتناءها ليس بالأمر الهيّن، فلا بُدَّ أن يسبقها العديد من الفضائل لتصلَ إليها، فلا يمكن، مثلاً، أن يغدق انسانٌ مالاً على محتاجٍ أو مسكين إلاّ إذا كان ممتلئًا رحمةً، ولا يرحم إنسانٌ أخاه ويغفر له زلاَّته " من صميم قلبه " إلاّ إذا كان هذا القلب ينبض بالحبّ، والذهن وصل إلى مرحلةٍ تخطّى فيها الأنانيّة والكبرياء. والمران لاكتساب هذه الفضيلة يكون بالصلاة وطلب معونة الله والخدمة (خدمة الغرباء، والضعفاء ...) ابتداءً من هنا، على ما قال القدّيس باسيليوس الكبير.
والغفران للآخرين مكسبٌ أعظم لا لمن غُفِرَ له بل لمن غَفَرَ. فمن يغفر لأخيه فهو يغفر لمن مثله، أي على المستوى البشري. لكن من غَفر سيأتيه الغفران من الله خالقه وديانه نفسه كما يقول المثل " اغفر لمن في الأرض يغفر لك مَن في السماء ". وإن أبى المغفرة والعفو عن من أخطأ إليه فلن يلحق بهذا الأخير الضرر الجسيم بل بذاته إذ يُهيِّئ لنفسه عذاب الجحيم الهائل.
المطلوب هو الرحمة والمغفرة من صميم القلب. لا مكان لمغفرة الشفاه، لأنَّ المسيح، كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم، يريد أن يرتاح قلبنا بالسلام والطمأنينة، وتبتعد روحنا عن كلِّ قلقٍ، محرَّرة من الشهوات، وان تظهر للقريب خالص الحبّ والاحترام.
بستان العذراء
تقع شبهُ جزيرةِ آثوس المعروفة بالجبل المقدَّس في الشمال الشرقي لبلاد اليونان، وهي على شكل لسانٍ داخلَ البحرِ يعلُوهُ، في القسم الجنوبي منه، قمَّةُ جبل آثوس التي ترتفع 2033 م عن سطح البحر. جغرافيًّا، يُعرف جبل آثوس بطبيعةٍ أَخَّاذة تتمازَجُ بين زُرْقَةِ البحر وخُضْرَة جباله. إنَّه لوحةٌ من إبداع الخالق، لهذا وعن جدارة سُميّ "بستان العذراء".
ينقل التقليد الآثوسي روايةً عن زيارة العذراء مريم والدة الإله لشواطئه، عندما كانت مُتَّجِهةً إلى قبرص فهبَّت عاصفةٌ ورَسَتِ السَّفينةُ هناك، وبشَّرت مريم سكان الجبل الوثنييّن بالإله الحقيقيَ، واتَّخَذَتْهُ بستانًا لها.
جبل آثوس عبارة عن أديار منثورة على سفوحه وشواطئه وروابيه. وهو المكان الوحيد، في عالمنا الحديث، الذي يضمُّ سكَّانًا هم من الرهبان الصِّرف والذين يبلغ عددهم، اليوم، حوالي الألفي راهب، موزَّعين على الأديار الكبيرة والمناسك والأساقيط المعلقّة بين السماء والأرض في بستانٍ غنيّ ومتنوِّعٍ ضمن أرضٍ فُرِزَت للصَّلاة والتَّوحُّد.
تاريخيًّا، تأسَّس جبل آثوس مع القدِّيس أثناسيوس الآثوسيّ عام 963 م. عندما أنشأ دير اللافرا الكبير. في سنة 1963 احتفل الجبل المقدّس بعيده الألفي الأوّل.
روحيًّا، إنَّ الجبل المقدّس هو معقلُ الأرثوذكسيَّة وحصنُها ورئةُ العالم الذي يتنفَّس الصَّلاة مع كلِّ صبيحة ناثرًا بركاته على الكون أجمع. إنَّه كغمامة تطوف داخل البحر، قوامها أشخاصٌ نذروا أنفسهم للصَّلاة. فالتقليد الرهبانيِّ الآثوسيِّ يقوم على ثلاث قواعد رئيسيَّة: الصلاة، الطاعة والخدمة اليومية أو العمل اليدوي.
إذن، الجبل المقدّس هو القلعة الصامدة للإيمان الأرثوذكسيّ، رغم تغيّرات الكون والأزمنة والشعوب. فهو، منذ ألف سنة ونيّف، المنارة التي يلتجئ إليها كلّ إنسان في العالم إمَّا للخلوة أو للاعتراف والاسترشاد الروحيّ أو حتى للترهُّب. إنَّه امتدادٌ للرهبنة، الرّكنِ الأساسي للكنيسة، من مصر في القرن الرابع مع القديس أنطونيوس الكبير إلى فلسطين مع القديس سابا وسوريا وكبادوكيا...
آثوس، منذ ألف سنة، كان وما زال يُخَرِّجُ رجالاً شابهوا الملائكة في السيرة فأضحَوا السَّندَ والعضدَ لعالمٍ ما زال يئنُّ تحت وطأةِ الانقسامات والحروب والهموم اليوميَّة. اليوم، آثوس واحة يلتجئ إليها كلُّ إنسان هارب من ضجيج العالم، فتحتضنُهُ العذراءُ مريم بوشاحها الذي يلفُّ ليس الجبل المقدس فحسب بل والعالم برمَّتِه.
أخيرًا، ما زال الجبلُ المقدّس يلعبُ الدور الرياديَّ في بثِّ "الروح" إلى العالم. وأنطاكية الأرثوذكسيَّة، كسواها، نالت نصيبها من هبوب الروح فيها بعد انقطاع وتصحُّر طال أمده. من الرجالات التي خرَّجَها آثوس، في عصرنا الحديث، كان المغبوط والدائم الذكر الأب اسحق الآثوسي اللبنانيّ الأصل ( 1998) الذي بفضل صلواته عادت الحياة الرهبانيَّة الأصيلة إلى ربوع الرهبنة ونشأتها أي إلى هذا الشرق الذي مازال ينـزف ويعاني من الحروب المتكرّرة والهجرة وخاصَّة هجرة المسيحييّن منهم.
آثوس ليس منطقة محصورة في مكان، بل هو انتشار إلى كلِّ العالم لروح الرهبنة. والرهبنة الأنطاكيَّة، اليوم، بحاجة للدَّعم، وهي مع ذلك تلعب دورها المنتَظَر منها. عسى أن تهبَّ نسمات الروح في ربوعنا وتطال كلّ مؤمن في هذا الشرق العظيم ليعود إلى مكانته وموقعه كنبعٍ لشهادة الإيمان الحقّ. وكما خرج من هذا المشرق زمرة من القديسين العظام أمثال القدّيسَين إسحق وأفرام وغيرهم ممّن لا "تسع الصحف المكتوبة" أسماءهم إذا ما رمنا أن نذكرها كلّها، كذلك رجاؤنا أن يبقى هذا الشرق نبعاً لأمثالهم من القديسين.
هنيئًا لكِ أيَّتها الأرثوذكسيَّة، وليحفظْكِ الرَّبُّ بشفاعة والدة الإله، حامية الجبل المقدّس والعالم أجمع. أمين.
أخبارنا
عيد رقاد السيدة العذراء
لمناسبة عيد رقاد السيدة العذراء يترأس راعي الأبرشية مساء السبت الواقع فيه 14 آب 2010 صلاة الغروب في دير سيدة الناطور- أنفه وذلك عند الساعة الخامسة، وبعدها صلاة الغروب في كنيسة سيدة الراس في بطرام- الكورة عند الساعة السادسة والنصف مساءً. وفي اليوم التالي سيترأس سيادته القداس الإلهي في كنيسة السيدة في رعية عاصون- الضنية. تبدأ السحرية عند الساعة الثامنة صباحاً