الأحد 15 آب 2010

الأحد 15 آب 2010

15 آب 2010
الأحد 15 آب 2010 
العدد 33
رقاد سيدتنا والدة الإله الفائقة القداسة
اللحن الثالث - الإيوثينا الأولى
 
 
16: نقل المنديل الشريف من الرها، الشهيد ديوميدوس. * 17: الشهيد ميرن. * 18: الشهيدان فلورسولفرس، أرسانيوس الجديد الذي من باروس. * 19: أندراوس قائد الجيش وال / 2593/ المستشهدون معه. * 20: النبي صموئيل. * 21: الرسول تداوس، الشهداء باسي وأولادها.
رقاد والدة الإله
 
رقدت مريم العذراء بالرّب رقاداً عجيباً لأنَّه رقادُ أقدس القدّيسين.
لم يعرف جسدُها الفسادَ، بمعنى أنَّه تَرَوْحَنَ وكأنَّه قائمٌ مع يسوع المسيح ابنها وإلهها. بهذا المعنى انتقلَت إلى الرَّبِّ انتقالاً عجيباً.
*          *          *
ماذا نتعلّم من مريم في رقادها؟
هي بتولٌ وأمٌ معًا.
 
البتول هو الذي يكرِّسُ حياتَه لله وحده. طهارتُها (أو طهارتُه) هي التي جعلتها (أو جعلته) أمًّا تحضنُ الرَّبَّ في أحشائها. هي "الأرحب من السماوات" تحضن الآخَرين والعالم من خلال ابنها يسوع (بل تلده لهم)، بحنان عظيم لا يوصف.
البتول يُنْجِبُ بروحِه دون جسدِه. إن كان الجسدُ فقط للجنس يكون عاقِراً من الناحية الروحيّة، يُصبح كمواليد الحيوان أو النبات.
 
الإنجاب المقرون بالمحبّة والحنان هو عطاءٌ روحيٌّ محض. "الذين ليس من لحم ودم ولكن من الله ولدوا" (يوحنا 1: 13). هكذا الأمومة كذلك الأبوّة.
 
الحبُّ الّذي هو مجرَّدُ شهوةٍ، يصير موتًا روحيًّا.
 
*          *          *
 
مريم العذراء، بمحبَّتها الفائقة لله، كما يقول القدّيس نيقولا كاباسيلاس، استحقَّت أن تصير أمًّا لله. والمحبّة رفيقة التواضع والطاعة. لذلك، تشبَّهت مريم بالرَّبِّ الذي "وضع نفسه وأطاع حتى الموت" (أنظر فيليبي 2: 5 - 11). من هنا تُقْرأ هذه الرسالة في عيدها.
 
فبشفاعاتها اللهمَّ ارحمنا وخلّصنا. آمين.
  
                                                  +  أفرام
                                      مطران طرابلس والكورة وتوابعهما                                                                  
طروبارية القيامة                باللحن الثالث
 
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعِده، ووطِئ الموتَ بالموت، وصارَ بِكرَ الأموات، وأنقَذَنا من جوفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ الرحمةَ العُظمى.
طروبارية رقاد  السيدة         باللحن  الأول 
 
في ميلادِكِ حَفِظْتِ البتوليَّة وصِنتِها. وفي رُقادِكِ ما أهْمَلتِ العِالم وترَكتِهِ يا والدة الإله. لأنَّكِ انتقلتِ إلى الحياة بما أنكِ أمُّ الحياة. فبِشفاعاتكِ أنقذي من الموتِ نفوسَنا.
قنداق رقاد السيدة               باللحن الرابع
 
إنّ والدةَ الإله التي لا تَغفلُ في الشَّفاعات، والرجاءَ غيرَ المردودِ في النجدات، لم يضبُطها قبرٌ ولا موتٌ، لكن بما أنها أمُّ الحياة، نقلها إلى الحياة الذي حلَّ في مستودعها الدائم البتوليّة.
الرسالة:
فيلبي 2: 5-11
 
تعظّمُ نفسي الربَّ             
لأنَّه نظَرَ إلى تواضُعِ أمَتهِ
 
يا إخوةُ، ليكُنْ فيكُمُ الفكرُ الذي في المسيحِ يسوعَ أيضًا، الذي إذ هُوَ في صورةِ اللهِ لم يكُن يعتَدُّ مساواتَهُ للهِ اختلاساً، لكنَّهُ أخلى ذاتَهُ آخذاً صورةَ عبدٍ صائراً في شبهِ البشَرِ وموجوداً كبشرٍ في الهيئة، فوضَع نفسَهُ وصارَ يُطيعُ حتىَّ الموتِ موتِ الصليب، فلذلكَ رَفَعَهُ اللهُ ووهبَهُ اسمًا يفوقُ كلَّ اسمِ، لكي تجثُوَ باسمِ يسوعَ كلُّ رُكبةٍ ممَّا في السماواتِ وما على الأرضِ وما تحتَ الأرض، ويعترفَ كلُّ لسانٍ أنَّ يسوعَ المسيحَ ربٌّ لمجدِ الله الآب.
الإنجيل:
لوقا 10: 38-42، 11: 27-28
 
في ذلك الزمان، دخل يسوعُ قريةً فقبِلَتْهُ امرأةٌ اسمُها مرتا في بيتها، وكانت لهذه أختٌ تُسمَّى مريم. فجلست هذه عند قدمَيْ يسوعَ تسمع كلامهُ، وكانت مرتا مرتبكةً في خدمةٍ كثيرة. فوقفت وقالت: يا ربُّ أمَا يَعنيك أنَّ أختي قد تركتني أخدُمُ وَحْدي؟ فقلْ لها تساعدني. فأجاب يسوعُ وقال لها: مرتا مرتا إنَّكِ مهتمَّةٌ ومضطربةٌ في أمورٍ كثيرة، وانَّما الحاجةُ إلى واحدٍ. فاختارت مريمُ النصيبَ الصالحَ الذي لا يُنزعُ منها. وفيما هو يتكلم بهذا رفعَتِ امرأةٌ من الجمع صوتَها وقالت لهُ: طوبى للبطنِ الذي حملك والثَدْيَينِ اللذَينِ رضعتَهما. فقال بل طوبى للذِينَ يسمعونَ كلمةَ الله ويحفظونها.
في الإنجيل
 
إنجيل اليوم يتكلم على قصة لقاء مرتا ومريم أختَي لعازر بالسيد المسيح في قرية بيت عنيا. بيت عنيا يعني "بيت الطاعة" أو "بيت العناء"، وكأنه في الكنيسة حيث يمتثل الأعضاء بالطاعة لله محتملين كل عناء كشركة آلام مع المخلِّص. يعمل الكل كمرتا مجاهدين ويجلسون معاً يسمعون صوت الرب ويتأملون أسراره كمريم. كانت مريم ومرتا أختين، ليس فقط بالجسد إنما أيضاً بالتقوى. كانتا ملتصقتين بالرب تخدمانه حين كان حاضرًا بالجسد. استقبلته مرتا كما تستضيف الغرباء، كخادمة تستقبل سيدها، مريضة تستقبل مخلِّصها، وكخليقة نحو خالقها. قبلته لتطعمه جسدياً فتقتات هي روحياً. اذ كانت مرتا تدبر الطعام وتعدّه لتطعم الرب، كانت منهمكة في الخدمة جدًا، أما مريم اختها فقد اختارت بالحريّ أن يطعمها الرب، فتركت أختها المرتبكة بأعمال الخدمة وجلست هي عند قدمي يسوع تسمع كلماته بثبات. مرتا كانت تدبّر أمورًا كثيرة ومريم ركّزت عينها على الواحد. لو ان مرتا قد تمتعت بالشبع من خلال ممارسة اعمال الخدمة لما طلبت معونة اختها. هذه الاعمال الجسدية مؤقتة رغم انها اعمال صالحة، لكنها اعمال زائلة، لهذا قال الرب لمرتا: مريم اختارت النصيب الصالح. ليس لأنّ اعمال مرتا شريرة انما اختيار مريم هو افضل، لان عملها "لا ينزع منها" بل يزداد في هذه الحياة وفي الحياة الآخرة ايضا.
 
ما نودّ أن نؤكده هنا أن مرتا تمثل جماعة العاملين في الكنيسة وخاصة الخدّام، أما مريم فتمثل جماعة المتأملين. يحمل المسيح في قلبه فكر مرتا ملتحما بفكر مريم. فلا جهاد حقيقيًّا خارج حياة التأمل، ولا حياة تأمل صادقة بلا عمل. ان لكل عضو في الكنيسة موهبته، فمن الأعضاء من يحمل طاقة عمل قوية قادرة على الحركة في الرب على الدوام، ومنهم من يحبّ الهدوء والسكينة ليحيا في عبادة وتأمل لكن يلزم على الأول وسط جهاده أن يتمتع بنصيب من الحياة التأملية اليومية حتى لا ينحرف في جهاده، ويليق بالثاني أن يمارس محبته عمليا بالجهاد، ان لم يكن في خدمة منظورة فبالصلاة بلسان الكنيسة كلها، ومن أجل العالم كله.
 
 لنمتثَّلْ بمريم التي تاقت الى الامتلاء بالحكمة الالهية وهذا عمل أعظم وأكمل. ويليق بنا ان لا تعوقنا الاهتمامات اليومية عن معرفة الكلمة السماوية. لا يعيب الرب على مرتا أعمالها الصالحة لكنه يفضّل عليها مريم لانها اختارت النصيب الصالح. فعند يسوع توجد كنوز الغنى وهو كريم بعطاياه الوفيرة. لذا اختارت مريم الحكمة الالهية كما فعل الرسل حين لم يتركوا كلمة الله ليخدموا الموائد (أع 6: 2).
العطاء في الكنيسـة
 
تغيب معاني العطاء وأبعادُه الايمانيّة عن شريحة لا يُستهان بها من المؤمنين، أعضاءً كانوا في لجان الكنيسة ومجالسها أم غيرها. وهذا الغياب يفسّر ما نلحظه، أحياناً كثيرة، من ضجيج  الجماعة الكنسية بعطاء هذا أو ذاك من الناس وفيض النشرات الرعائيـة، المحلّية ، بأسماء المتبرّعيـن والمبالغ المُتبَّرع بها. وهو ما قد يُفسّر، أيضاً، سبب تعاطي المعنيّين بشكل خاطئ مع فقراء الكنيسة ومُحتاجيها بعضاً من الأحيان.
 
العطاء، في الكنيسة،  هو وجهٌ من الوجوه التي تُجسّد عضويّتنا في جسد المسيح الواحد، عائلة الله الكُبرى، وترجمةٌ لوعينا مسؤوليتنا عن هذه العائلة وفيها. وهذا معناه وعينا لأهميّة المساهمة في تلبية حاجات الكنيسة ومتطلّبات بشارتها وشهادتها والمشاركة في إعانـة فقرائها ومُحتاجيها تخفيفاً من معاناتهم ومسحاً لقهرهم. وهذه المُشاركة الأخيرة نوليها أهميّة مركزيّةً في ضمائرنا، كمؤمنين، لأنْ بها نزرع الفرح في قلوب من لفتنا إليهم الربّ، بشكل خاصّ، ونحفظ كرامة الصورة الالهية فيهم، ومن خلالهم، في الجماعة الكنسية كلّها. لذلك فالعطاء، في بُعدِه الايمانيّ، في نظر الجماعة، يعبّر عن تحرّر المُعطي من ذاته وخروجه من أناه ليكون عاملاً فاعلاً في شركة محبّة ومسؤولية وشهادة يلاقي فيها وجه الربّ في وجوه من يُشاركونه الايمان الواحد وتوحّده بهم الكأس المقدسّة الواحدة.
 
 لهذا، أن تُعلّم الكنيسة كلّ عضوٍ فيها "ألاّ يدع يمينه تعرف ما فعلته يساره" ليس غايته فقط تربية شعبها على العطاء بتواضع وخفر احتراماً لكرامة المُستفيد وتقديراً لشخصه ، بل غايته، أيضاً، قيادة شعبها إلى أن يكون عطاؤه باستقامة كيّ يصبّ في خدمة خلاصه. وبالتالي قيادة شعبها  إلى سبيل تحرير عطائه من كلّ بُعد شخصيّ ومصلحة ذاتيّة تنزع عنه كونه فعلَ محبّة ينبع من محبّة الثالوث القدّوس ويهدف الى خدمة الأخ والجماعة والمساهمة في نموّهما معاً في المسيح. ومن هنا يبطل كلّ تبرير يقول بضرورات كنسية تدفع المسؤولين إلى تشجيع الناس على العطاء عبر حوافز مُختلفة، بما فيها الاعلان عن عطاءاتهم، لأجل تلبية هذه الضرورات. فالكنيسة لا تبغي، أولاً وأخيراً، إلا خلاص شعبها في المسيح ونشر سبل هذا الخلاص في العالم أجمع.
 
 يبقى أنّ ما يسري على عطاء الجماعة للشخص المُحتاج من مفاهيم إيمانيّة لا يبتعد عمّا يسري على عطاء الشخص للجماعة. فكلّ عطاء من هذا الجانب إنّما هو من الربّ، من نعمه وخيراته وباسمه وله. هو عكسٌ شركويّ لمحبته وتلطّفه وحنانه للمُحتاج وحملٌ لهذا الآخر، ودعوةٌ  له، للتحرّر من ظُلمة الحاجة والاقامة في نور الربّ. وهذا ما يدفع بكلّ معنيّ إلى السلوك بما يتوافق وما ترنو إليه الكنيسة من عطائها حيث لا مجال لوصاية أحد على أحد أو لجنة على أحد أو مجلس على أحد. كما لا مكان لتمنين أو اشتراط لأن فيهما ما يُخلي حياتنا، كجماعة، من الأساس الذي ترتكز إليه وبه تنمو، من مجانية حبّ المسيح وفدائه لنا ولكلّ منّا.
 
رُبَّ من يرى، مُخطِئاً، في هذا الكلام ما يتعارض ومنطق التنظيم العلميّ للوجوه الادارية في حياة الكنيسة. فلا شكّ أنّ كلّ سعي الى الاستفادة من العلم والتنظيم والترتيب في حياة كنيستنا يُرضي الله ويُساهم في خدمة هذه الحياة وتفعيلها شرط أن نمسح هذا السعي، دائماً، بروح الربّ التي بها نُعمِّد هذه الوجوه ونرتقي، في سلوكنا الكنسيّ، لنكون على صورة حنانه غارسين في الدنيا فكر مسيحنا وفضائله. وبغير هذا لن نكون في خدمة مجد مسيحنا، الذي به وله نحيا، بل في جنوح إلى خدمة مجد الذات بلباس خدمة "الصغار".
أخبـــارنــــا
الذكرى الأولى للمطران الياس قربان
 
في الذكرى السنوية الأولى لغياب المطران الياس قربان ترأس سيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) قداساً في كاتدرائية القديس جاورجيوس في طرابس نهار الأحد الواقع فيه 8/8/2010، وعاونه لفيف من كهنة الأبرشية والرعية في حضور حشد من فاعليات المنطقة وأبنائها.
 
وذكّر المطران أفرام بمزايا الراحل "الذي رعى الأبرشية بالرحمة والغفران وكان طيباً ومسامحاً وصبوراً وهذه فضائل من عند الله وهو تجاوب معها تجاوباً كبيراً".
 
وقال: "لا تعتقدوا أن المطران قربان كان يتصف فقط بالصوت الجميل، فهذا الصوت أتى نتيجة القلب الجميل، لذلك عاش المطران قربان بفضائل الرحمة الكبيرة والعظيمة".
 
وبعد القداس تقبّل سيادته وأهل المطران قربان التعازي في قاعة الكنيسة.
العشاء السنوي لرعية بشمزين
 
"إن لم يبنِ الربُّ البيتَ فباطلاً يتعب البنّاؤون"
 
برعاية وحضور صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام يتشرف مجلس رعية بشمزين بدعوتكم للمشاركة في حفل عشائه الخيري الذي يعود ريعه لاستكمال بناء بيت الرعية.
وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 20 آب 2010 الساعة الثامنة والنصف في مطعم Black horse – أميون