المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ

المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ

12 أيلول 2024
المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ

لقاء في الضنّية حول موضوع "وحدة العمل في الكنيسة"

ضمن نشاطات المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ التابع لأبرشيتنا، تمّ لقاء في 31 آب في الضنّية شَمَلَ شبابًا وصبايا وأعضاء من فروع حركة الشبيبة من رعايا أقضية الضنيّة والمنية وزغرتا، بحضور سيادة المتروبوليت أفرام كيرياكوس، راعي الأبرشيّة.
ابتدأ اليوم بقدّاس إلهيّ في كنيسة رعيّة سير، ثمّ انتقل المجتمعون إلى قاعة كنيسة رعيّة الخرنوب حيث أكملوا النهار في بحث موضوع "وحدة العمل في الكنيسة".

قدّم الموضوع سيادة المطران أفرام، ثمّ عرض الأب سمعان سمعان الأساس الآبائيّ للوحدة في الكنيسة. عرض الأب سمعان فكر القدّيس نيقولاوس كاباسيلاس عن الوحدة، حيث شدّد القدّيس أنّ الوحدة لها أعمدة ثلاث: المائدة المقدّسة التي ينبع منها كلّ سرّ في الكنيسة وبخاصّةٍ سرّ الشكر؛ الأسقف الذي يقدّس بالميرون المائدة والذي يقيم سرّ الشكر على المائدة؛ والقدّيسون وبخاصّةٍ الشهداء الذين توضع بقاياهم في المائدة. وبذلك، يشكّل سرّ الشكر، أيّ شخص المسيح الربّ والاتّحاد به، مع الالتفاف حول الأسقف أساس الوحدة في الكنيسة. كما ذكر أنّ الوحدة في الكنيسة هي صورة (أيقونة) عن وحدة أقانيم الثالوث القدّوس، وكما أنّ الله الآب مصدر الألوهة هو ضامن هذه الوحدة، فالأسقف هو صورة الآب ضامن وحدة الكنيسة.

كما عرض الأب نقولا داود مفهوم الوحدة والعمل الجَماعيّ من خلال الكتاب المقدّس، وبخاصّةٍ رسائل القدّيس بولس الرسول، وشددّ على أنه لا يمكن أن يكون في الكنيسة الواحدة مجموعة "لبولس"، ومجموعة أخرى "لأبولس"، وأخرى "لصفا". وعرض الأب أنطونيوس نصر مبدأ الوحدة في الجوقة، وكيف أن الجوقة تهدف إلى تمكين الشعب من الصلاة بصوت واحد وقلب واحد، رغم اختلاف المدارس الموسيقيّة وتنوّعها.

ثمّ ناقش المجتمعون ضمن مجموعات أسئلة هدفها تطبيق عمليّ لموضوع وحدة العمل في الكنيسة. وقد اتّفق المجتمعون على أنّ الهدف الواحد لكل عمل تعليميّ، صلاتيّ، ورعائيّ في الكنيسة، في مختلف الفرق، الأسر والفروع الحركيّة هو الاتّحاد بالمسيح، أي تقديس الإنسان. ويمكن الوصول إلى هذا الهدف عبر تقديم تقليد الكنيسة المستقيم الرأي للناس، أطفالاً، شبيبة، وعائلات. وتوافقوا أيضاً على أنّ هناك صعوبات ومعوقات أمام بلوغ هذا الهدف، أهمّها عدم التواضع وقبول الآخرين الذين يعملون في حقل الربّ من جهة، وعدم معرفة العاملين في الكنيسة بتقليدها الآبائيّ. لذلك اتّفق المجتمعون على أن الوجه العمليّ لتحقيق الوحدة هو التوبة والتواضع، أي تقبّل الآخرين بكلّ تنوّعهم، والالتفاف حول الأسقف، والإلمام بشكل عميق بتراث كنيستنا الأرثوذكسيّة وتقليدها.
وقد لخّص سيادة المتروبوليت أفرام الفكرة الرئيسيّة لإتمام الوحدة في الكنيسة، ألا وهي الاتّحاد بالمسيح.

انتهى اللقاء بتأكيد الأب نكتاريوس عطيّة أن المركز الرعائيّ فرصة متاحة للجميع للتعرّف إلى تراث كنيستنا الأرثوذكسيّة وتقليدها.