الأحد 16 شباط 2025
11 شباط 2025
الأحد 16 شباط 2025
العدد 7
أحد الابن الشاطر
اللحن الأول، الإيوثينا الأولى
أعياد الأسبوع:
16: الشَّهيد بمفيلس ورفقته، 17: العظيم في الشُّهداء ثاوذورُس التيروني، 18: لاون بابا رومية، أغابيتوس السِّينائيّ، 19: الرَّسول أرخيبّس، البارّة فيلوثاي الأثينائيَّة، 20: لاون أسقُف قطاني، الأب بيساريون، 21: البارّ تيموثاوس، إفستاثيوس الإنطاكيّ، 22: سبت الأموات، وجود عظام الشُّهداء في أماكن أفجانيوس.
سرّ التوبة
الأب الرحوم في مثل الابن الشاطر، صورة عن الآب السماويّ.
الابن الشّاطر العائد إلى أبيه هو كلّ واحدٍ منّا خاطئ يعود إلى الله، هو كلّ الإنسانيّة . Toute l’humanité
التوبة هي في النهاية الرجوع إلى الله الآب métanoia هي تحوّلٌ داخليٌّ بفعل النعمة الإلهيّة.
المسيح نفسه قد اتّخذ على عاتقه خطايانا assumer nos péchés. تحمّل نتائج الخطيئة كلّها: الآلام والموت لذلك نقول: المسيح صار هو الابن الشاطر ممثّلًا هكذا عودةَ المسيحيّة الخاطئة إلى الآب.
هناك أيضًا صورة سمعان الشيخ معانقًا المسيح في أحضان قلبه en toute tendresse. هكذا نحن أيضًا كالمسيح نستطيع بدورنا أن نعود إلى الآب. القدّيس إسحق السريانيّ يصوّر هذا السرّ العريض بقوله: "خطيئة الإنسانيّة ما هي أمام رحمة الله الفائقة إلّا كقبضة رملٍ ملقاة في المحيط".
محيط محبّة الله الفائقة، صورة للتوبة عند الآباء القدّيسين. المسيحيّة كلّها كامنة في هذا الإعلان لمحبّة الله الفائقة ورحمته Grande miséricorde et amour infini
في بداية موسم الصوم الكبير أرادت الكنيسة أن تعرض أمامنا صورة رحمة الله الفائقة.
لذا أوردنا سيرة الابن الشاطر مقترنةً بسرّ اللقاء (دخول السيّد إلى الهيكل)، لقاء السيّد مع سمعان الشيخ. التوبة الحقيقيّة تكمن في صيرورة الإنسان الخاطئ طفلًا عائدًا إلى براءة هذه الطفولة الروحيّة، إلى التوبة الحقيقيّة. هذه صورةٌ عن سرّ الثالوث، سرّ ولادة المسيح من حضن الآب آخذًا من أبيه هذا الحبّ الفائق المتناهي الذي هو الروح القدس.
هذا كلّه يكشف لنا عن رحمة الله ومحبّته الفائقتين وصورة خطايانا كقبضة من الرمال المرميّة في المحيط الواسع.
الصوم وضعته الكنيسة وأقرنته بالصلاة والتوبة لكي نعود إلى الآب، إلى رحمته ومحبّته معتبرين ذواتنا على مثال المسيح الإله المتجسّد.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن الأوّل
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمت في اليوم الثالث أيّها المخلِّص، مانحًا العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا إليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيّها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محبّ البشر وحدك.
قنداق أحد الابن الشاطر باللحن الثالث
لمّا هجرتُ مجدَك الأبويّ عن جهل وغباوة، بدَّدتُ في الشّرور الغنى الذي أعطيتني أيُّها الأب الرَّؤوف. لذلك أصرخ إليك بصوت الابن الشاطر هاتفًا: خطئتُ أمامك فاقْبَلني تائبًا، واجعلني كأحد أُجرائك.
الرسالة: 1 كو 6: 12-20
لتكُن يا ربُّ رَحْمتكَ علينا
ابتهجوا أيُّها الصدّيقون بالربّ
يا إخوة، كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي ولكن ليس كلُّ شيءٍ يوافق. كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي ولكن لا يتسلَّطُ عليَّ شيءُ. إنَّ الأطعمة للجوفِ والجوفَ للأطعمة وسيُبيدُ الله هذه وتلك. أمَّا الجسدُ فليسَ للزِّنى بل للرَّبِّ والرَّبُّ للجسد. واللهُ قد أقام الرّبَّ وسيقيمنا نحن أيضًا بقوَّته. أما تعلمون أنَّ أجسادَكم هي أعضاءُ المسيح؟ أفآخذُ أعضاءَ المسيح وأجعلُها أعضاءَ زانيةٍ؟ حاشا. أما تعلمون أنَّ من اقترنَ بزانية يصيرُ معها جسدًا واحدًا، لأنَّه قد قيلَ يصيران كلاهما جسدًا واحدًا. أمَّا الذي يقترنُ بالرَّبّ فيكون معه روحًا واحدًا. اهربوا من الزِّنى. فإنَّ كلَّ خطيئةٍ يفعلها الإنسانُ هي في خارج الجسد. أمَّا الزَّاني فإنّه يخطئُ إلى جسده. ألستم تعلمون أنَّ أجسادَكم هي هيكلُ الرُّوح القدس الذي فيكم، الذي نلتموه من الله، وأنَّكم لستم لأنفسكم لأنَّكم قد اشتُريتم بثمن؟ فمجِّدوا الله في أجسادِكم وفي أرواحكم التي هي لِلَّه.
الإنجيل: لو 15: 11-32
قال الربُّ هذا المثل: إِنسانٌ كان له ابنان. فقال أصغرُهما لأبيه: يا أبتِ، أعطني النَّصيبَ الذي يخصُّني من المال. فقسم بينهما معيشته. وبعد أيَّام غيرِ كثيرةٍ جمعَ الابنُ الأصغرُ كلَّ شيءٍ لهُ وسافر إلى بلدٍ بعيدٍ وبذَّر مالَه هناك عائشًا في الخلاعة. فلمَّا أنفقَ كلَّ شيءٍ، حدثت في تلك البلدِ مجاعةٌ شديدة، فأخذَ في العوز. فذهب وانضوى إلى واحدٍ من أهل ذلك البلد فأرسله إلى حقوله يرعى خنازير. وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازيرُ تأكله فلم يعطِهِ أحدٌ. فرجع إلى نفسه وقال: كم لأبي من أُجراء يفضُلُ عنهم الخبزُ وأنا أهلك جوعًا. أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: يا أبتِ، قد أخطأتُ إلى السَّماء وإليك، ولستُ مُستحقًّا بعد أن أُدعى لك ابنًا، فاجعلني كأحد أُجرائك. فقام وجاء إلى أبيه. وفيما هو بعد غير بعيد، رآه أبوه فتحنَّن عليه وأسرع وألقى بنفسه على عُنقه وقبَّله. فقال له الابنُ: يا أبتِ قد أخطأتُ إلى السَّماء وأمامك ولستُ مُستحقًّا بعد أن أُدعى لك ابنًا. فقال الأبُ لعبيده: هاتوا الحُلَّة الأولى وألبِسوه، واجعلوا خاتمًا في يده وحذاءً في رجليه، وأتوا بالعجل المُسمَّن واذبحوه فنأكلَ ونفرحَ، لأنَّ ابني هذا، كان ميتًا فعاش، وكان ضالّا فوُجد. فطفقوا يفرحون. وكان ابنه الأكبر في الحقل. فلمّا أتى وقرُب من البيت سمع أصوات الغناء والرقص. فدعا أحد الغلمان وسأله: ما هذا؟ فقال له: قد قدم أخوك فذبح أبوك العجل المسمّن لأنّه لقيَه سالمًا. فغضب ولم يُرِدْ أن يدخل. فخرج أبوه وطفق يتوسّل إليه. فأجاب وقال لأبيه: كم لي من السنين أخدمك ولم أتعدَّ لك وصيَّة فلم تعطني قطّ جدّيًا لأفرح مع أصدقائي. ولمّا جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمّن فقال له: يا ابني، أنت معي في كلِّ حينٍ وكلُّ ما هو لي فهو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونُسَرّ لأنَّ أخاك هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًّا فوُجِد.
في الإنجيل
في هذا المقطع الإنجيليّ من بشارة الرسول لوقا يحدّثنا الربّ يسوع عن "مثل الابن الشاطر" هذا الابن الأصغر الذي طلب حصّته من الميراث، وأبوه لم يزل حيًّا، فأعطاه أبوه ما طلب، وبعد أن أخذ حصّته "سافر إلى بلد بعيد وعاش في الخلاعة". وعندما أنفق كلّ المال الذي معه عاش في العوز.
بعد أن حصلت مجاعة كبيرة في البلد الذي عاش فيه. والبلد البعيد يشير إلى الغربة والوحدة والعوز، أمّا قساوة المجاعة فجعلته يرعى الخنازير.
ويعتبر الناموس رعاية الخنازير أمرًا نجسًا (لاويين 11: 7) هذا الشابّ وصل إلى أسفل دركات اليأس في غربته عن أبيه عندها "رجع إلى نفسه"، هذه هي الخطوة الأولى للتوبة. الرجوع إلى النفس، التوبة تأتي من بعد يأس، عندها يكون الرجوع إلى النفس يقظة ووعيًا لرحمة الله.
لقد اعتبر الابن نفسه أجيرًا وصدق في قوله، لأنّه أخذ حصّته من الميراث فلم يعد يحقّ له شرعًا أيّ شيء من والده، لا الطعام ولا الكساء. لذا شاء أن يكسبهما بعمله كأجير لدى والده. ولكنّ هذه الأفكار كلّها لم تكن كافية لو لم يقم ويمضي ويعود إلى أبيه. لا الحسرة فقط، ولا الندم، ولا اليأس ينفع بل التوبة الصادقة الحقيقيّة التي هي الرجوع الفعليّ، عندها فقط نرى الشفقة والرحمة التي أظهرها أبوه تجاهه فأسرع وقبّله.
الابن الأصغر هو كلّ واحد منّا عندما يغرق في الخطيئة ويبتعد عن الله، واذا تاب ورجع وندم وأقرّ بخطيئته، يرى الله الآب السماويّ أباه يفتح له أحضانه ويقبله في بيته الأبويّ فنستحقّ عندها أن ندعو الله "أبانا" كما يعلّمنا الربّ أن نصلّي له: "أبانا الذي في السماوات..."
يبقى هذا المثل مثل المصالحة بين العائدين إلى التوبة والمقيمين فيها. مثل الآب الإلهيّ الذي "يحبّ الصدّيقين ويرحم الخطأة" هذه هي أخلاق الله الآب الرحيم المحبّ للبشر.
القدّيس برثانيوس العجائبيّ: منارة الإيمان وشفيع المرضى
في رحاب التاريخ المسيحيّ، يسطع نجم القدّيس برثانيوس العجائبيّ كنورٍ هادٍ وملاذٍ للمتعبين والمجروحين في الجسد والروح. حياته لم تكن مجرّد مسيرة بشريّة، بل كانت تجلّيًا للنعمة الإلهيّة التي منحته القدرة على صنع العجائب وشفاء الأمراض، حتّى بات اسمه مرادفًا للرحمة الإلهيّة، وبخاصّة في شفاء مرضى السرطان.
مولده ونشأته: إشراقة القداسة منذ الطفولة
وُلد القدّيس برثانيوس في مطلع القرن الرابع في آسيا الصغرى (تركيا حاليًّا) في كنف عائلة مسيحيّة تقيّة. لم تكن حياته عاديّة، فمنذ طفولته أظهر علاماتٍ مميّزةً جعلت منه إناءً مختارًا للنعمة الإلهيّة. اسم "برثانيوس" يحمل في طيّاته دلالةً عميقة، فهو مأخوذ من الكلمة اليونانيّة "برثينوس"، التي تعني "العذراء" أو "العفيف"، وكأنّ هذا الاسم كان إشارة مبكّرة إلى طهر حياته وقداسته.
بركة العجائب منذ الصبا
لم ينتظر القدّيس برثانيوس حتّى بلوغه سنّ النضوج ليُظهر قداسته، بل بدأت النعمة الإلهيّة تتجلّى فيه منذ صباه. ففي الثامنة عشرة من عمره، أُعطي موهبة طرد الأرواح الشرّيرة بذكر اسم المسيح وحده، وهي نعمة لم ينلها إلّا بفضل تواضعه العميق ومحبّة الله التي سكنت قلبه. هذا التواضع جعله وسيلةً لحلول النعمة، فكان أشبه بجسر يصل بين قدرة الله وضعف الإنسان.
الأسقفيّة والتحدّيات الكبرى
بسبب فضائله العظيمة، رُسم برثانيوس أسقفًا على لمبساكا، وهي مدينة كانت غارقة في عبادة الأوثان. لكنّه لم يكن رجل دين اعتياديًّا، بل حمل في قلبه نداءً إلهيًّا لتحويل هذه المدينة إلى منارة للإيمان المسيحيّ. لم يستخدم في ذلك سلاحًا غير الإيمان والصلاة والصوم، فبدأ بنشر كلمة الله بكلّ ثباتٍ وإصرار، متحدّيًا الوثنيّة بسلاح الحقّ والنعمة .
كان الناس ينجذبون إليه كالنحل إلى العسل، إذ لمسوا فيه روحًا نقيّةً مشبعة بمحبّة الله. ولأنّ الإيمان لا يُبنى بالكلمات وحدها، أظهر الله من خلاله عجائب لا تُحصى، فكانت شفاعته وسيلةً لشفاء الأمراض وإبطال مكائد الشياطين، ممّا جعل سكّان المدينة يتحوّلون تدريجيًّا إلى الإيمان الحقّ.
بركة الشفاء ومعجزات لا تنتهي
تميّز القدّيس برثانيوس بموهبة الشفاء العجائبيّ، حتّى إنّه أصبح اليوم معروفًا في الأوساط الشعبيّة كطبيب مرضى السرطان. العديد من المؤمنين يروون قصصًا عن شفاءات عجيبة حدثت عند ضريحه، حيث أصبح مقامه محجّةً للمتألمين الباحثين عن الرجاء في أحلك لحظاتهم.
إحدى القصص المؤثّرة تحكي عن امرأة مسلمة كانت تحرس ضريحه وتُبقي قنديله مضاءً يوميًّا، بعدما شاهدت القدّيس برثانيوس في رؤيا يوبّخها قائلًا: "لا تتركيني أعيش في الظلام". ومنذ ذلك الحين، لم ينطفئ قنديل الإيمان في قلبها، فاستمرّت في تكريم هذا القدّيس العجائبيّ، شأنها شأن كثيرين ممّن لمسوا قوّة شفاعته.
إرث روحيّ خالد
لم تنتهِ عجائب القدّيس برثانيوس عند رقاده، بل ظلّت رفاته الشريفة تُوزَّع على الأديرة في اليونان، حيث تُكرَّم كعلامة على حلول النعمة فيه حتّى بعد موته. وقد خلّدته الكنيسة في خدمتها التسبيحيّة كـ"عمودٍ ناريّ للفضائل"، و"شافٍ للأمراض"، و"مبشّرٍ بالحقّ الإلهيّ"، ممّا يثبت أنّ حياته كانت إشعاعًا من نور المسيح في عالم مظلم.
في عالمٍ يضجّ بالأمراض والآلام، يبقى القدّيس برثانيوس العجائبيّ مثالًا حيًّا على القوّة الإلهيّة التي تتجلّى في محبّة القدّيسين ورحمتهم. فلنبتهل إليه اليوم، طالبين منه أن يُشرق في أيّامنا المظلمة كنور رجاء، وأن يمحو عنّا سحب الحزن والمرض، لنبقى ثابتين في إيماننا، واثقين بأنّ الله لا يتركنا، بل يرسل لنا قدّيسيه ليكونوا لنا عزاءً وسندًا. آمين .
أخبارنا
جوقة الأبرشيّة للأولاد
ببركة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، الجزيل الاحترام، تُعلن جوقة أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس عن إطلاق جوقة الأبرشيّة للأولاد. تستقبل الجوقة الأولاد الّذين تتراوح أعمارهم بين ٦ و ١٢ عامًا.
تبدأ التّمارين نهار الجمعة ٢٨ شباط ٢٠٢٥، أسبوعيًّا بين الساعة ٤:٠٠ إلى ٥:٠٠ بعد الظهر في قاعة كنيسة القدّيس يعقوب أخي الربّ، كفرحزير، الكورة.
للراغبين بالانتساب، يتمّ فحص الصّوت يوم الجمعة ٢١ شباط ٢٠٢٥ بدءًا من الساعة ٤:٠٠ بعد الظهر في قاعة كنيسة القدّيس يعقوب أخي الربّ، كفرحزير، الكورة.
للتواصل معنا: choir@archtripoli.org
للتسجيل قبل ٢١ شباط، الرّجاء مسح رمز ال QR أدناه أو فتح الرابط التالي: https://forms.gle/JJkbnDoaa9D6bMXL6