الأحد 13 نيسان 2025 10 نيسان 2025 الأحد 13 نيسان 2025 العدد 15 أحد الشعانين أعياد الأسبوع: 13: مرتينوس المعترف بابا رومية، 14: الاثنين العظيم، أريسترخس وبوذس وتروفيمس وهم من الرُّسل السَّبعين، 15: الثلاثاء العظيم، الشَّهيد كريسكس، 16: الأربعاء العظيم: الشَّهيدات أغابي وإيريني وشيونيَّة الأخوات العذارى، القدِّيسة غاليني، 17: الخميس العظيم، الشَّهيد في الكهنة سمعان الفارسي ورفقته، 18: الجمعة العظيم، البارّ يوحنّا تلميذ غريغوريوس البانياسيّ، 19: سبت النُّور، الشَّهيد في الكهنة بفنوتيوس. أحد الشعانين "إفرحوا في الربّ كلّ حين وأقول أيضًا افرحوا" (فيليبّي 4: 4). أحد الشعانين فرحٌ، ومعه بداية أسبوع الآلام. مباركٌ الآتي باسم الربّ مخلّصنا. نشيد الظفر هو نفسه نشيدُ الآلام. جاء الربّ لكي يُصلب، ويموت ويقوم في اليوم الثالث. كلمة هوشعنا أو أوصنّا كلمة من اللغة الآراميّة ومعناها "أيّها الربّ خلّص". نستقبل المسيحَ كملك في أحد الشعانين. "ها هو ملككم آتٍ على جحش أتان" (زخريا 9: 9) دخوله إلى الآلام وإلى الملكوت دخولٌ بفرح كبير إلى قلوب محبّيه "لقد أخذ الجمعُ الكثير سعوفَ النخل وخرجوا للقائه وكانوا يصرخون أوصنّا مباركٌ الأتي باسم الربّ" (يوحنّا 12: 13). "الآن نعمة الله قد جمعتنا فلنحملْ صليبَ الآتي باسم الربّ، هوشعنا في الأعالي" في الأودية التاسعة نرتّل أيضًا الجملةَ ذاتها: "الله الربّ ظهر لنا فأقيموا العيد وابتهجوا وهلمّ نعظّم المسيح بسعف". سعف النخل رمزٌ للظفر والغلبة، وأغصان الزيتون رمز السلام سلام النفس الداخليّ. نحن نهتف مع الأطفال والرضّع نحوه بالتسابيح قائلين: "أوصنّا في الأعالي مباركٌ الآتي باسم الربّ". فرحنا اليوم يعتريه الحزنُ بداعي آلام المسيح وآلام هذا الدهر. ممّا يذكّرنا بقول الربّ يسوع لتلاميذه "الحقّ الحقّ أقول لكم إنّكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون ولكنّ حزنكم يتحوّل إلى فرح" (يوحنّا 16: 20). نحن في حزن، ولكن في الوقت نفسه نفرح على الرجاء رجاء القيامة، قيامتنا من موت الخطيئة. سمع الجمع بأنّ يسوع صنع آيةً وهي قيامة لعازر. إنّ دخول يسوع إلى أورشليم كملك مبنيٌّ على القيامة فقط. + أفرام مطران طرابلس والكورة وتوابعهما طروباريَّة الشَّعانينباللَّحن الأوَّل أيُّها المسيحُ الإله، لـمَّا أقَمْتَ لعازَرَ مِنْ بينِ الأمواتِ قبْلَ آلامِكَ حَقَّقْتَ القِيامَةَ العامَّة. لذلِكَ، وَنحْنُ كالأطفالِ نحمِلُ علاماتِ الغَلبَةِ والظَّفَرِ صارِخينَ نحوكَ، يا غالِبَ الموت: أوصَنّا في الأعالي، مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ. قنداق أحد الشَّعانِين باللَّحن السَّادِس يا مَنْ هُوَ جالِسٌ على العَرْشِ في السَّماء، وراكِبٌ جَحْشًا على الأرض، تَقَبَّلْ تَسابيحَ الملائِكَةِ وتماجِيدَ الأطفال، هاتِفينَ إليكَ أَيُّها المسيحُ الإله، مبارَكٌ أنتَ الآتي، لِتُعيدَ آدَمَ ثانِيَةً. الرِّسَالَة: فيليبّي 4: 4-9 مُبَارَكٌ الآتي باسْمِ الرَّبّ إِعْتَرِفُوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالِحٌ وإنَّ إِلى الأبَدِ رَحْمَتَهُ يا إخوةُ، افرَحُوا في الرَّبِّ كلَّ حينٍ وأَقولُ أيضًا افرَحوا، وليَظْهَرْ حلْمُكُم لجميعِ النَّاسِ فإنَّ الرَّبَّ قَرِيبٌ. لا تَهْتَمُّوا البَتَّةَ بَلْ في كلِّ شيءٍ فلتَكُنْ طَلِبَاتِكُم مَعْلومَةً لدى اللهِ بالصَّلاةِ والتَّضَرُّعِ مع الشُّكْرِ. وليَحْفَظْ سلامُ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ عقلٍ قلوبَكُم وبصائِـرَكُم في يسوعَ المسيح. وبَعْدُ أَيُّها الإخوةُ، مهما يَكُنْ مِنْ حَقٍّ ومهما يَكُنْ من عَفَافٍ، ومهما يَكُنْ من عَدْلٍ، ومهما يَكُنْ من طهارَةٍ، ومهما يَكُنْ من صِفَةٍ مُحَبَّبَةٍ، ومهما يَكُنْ من حُسْنِ صيتٍ، إِنْ تَكُنْ فَضِيلَةٌ، وإِنْ يَكُنْ مَدْحٌ، ففي هذه افتَكِرُوا. وما تَعَلَّمْتُموهُ وتَسَلَّمْتُموهُ وسَمِعْتُموهُ ورَأَيْتُموهُ فِيَّ فَبِهَذا اعْمَلوا. وإلهُ السَّلامِ يكونُ معكُم. الإنجيل: يو 12: 1-18 قبلَ الفصحِ بستَّةِ أيَّامٍ، أَتَى يسوعُ إلى بيتَ عنيا حيثُ كانَ لَعَازَرُ الَّذي ماتَ فأَقَامَهُ يسوعُ من بينِ الأموات. فصَنَعوا لهُ هناكَ عشاءً، وكانت مرتا تخدِمُ وكان لَعازَرُ أَحَدَ الـمُتَّكِئينَ معه. أَمَّا مريمُ فَأَخَذَتْ رَطْلَ طيبٍ من نارِدِينٍ خالِصٍ كثيرِ الثَّمَنِ ودَهنَتْ قَدَمَيْ يسوعَ ومَسَحَتْ قدمَيْهِ بشعرِها، فامْتَلأَ البيتُ من رائِحَةِ الطِّيب. فقالَ أَحَدُ تلاميذِه وهو يهوذا بن سمعان الأسخريوطيُّ الَّذي كانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ: لِمَ لَمْ يُبَعْ هذا الطّيبُ بثلاثِمئةِ دينارٍ ويُعْطَ للمَساكين. وإنَّما قالَ هذا لا اهتمامًا منهُ بالمساكينِ بل لأنَّهُ كانَ سارِقًا وكانَ الصُّنْدوقُ عِندَهُ وكانَ يحمِلُ ما يُلقى فيه. فقالَ يسوعُ: دَعْها، إنَّما حَفِظَتْهُ ليومِ دفني. فإنَّ المساكينَ هم عندَكُمْ في كلِّ حين وأمَّا أنا فلستُ عندَكُمْ في كلِّ حين. وعَلِمَ جمعٌ كثيرٌ من اليَهودِ أنَّ يسوعَ هناكَ فجاؤوا، لا مِنْ أَجْلِ يسوعَ فقط، بل لينظُروا أيضًا لَعازَرَ الَّذي أقامَهُ من بينِ الأموات. فَأْتَمَرَ رُؤَساءُ الكَهَنَةِ أنْ يقتُلوا لَعازَرَ أيضًا، لأنَّ كثيرين من اليهودِ كانوا بسبَبِهِ يذهبونَ فيؤمِنونَ بيسوع. وفي الغَدِ لـمّا سَمِعَ الجَمْعُ الكثيرُ الَّذينَ جاؤوا إلى العيدِ بأنَّ يسوعَ آتٍ إلى أورشليمَ أَخَذوا سَعَفَ النَّخْلِ وخرَجُوا للقائِهِ وهم يصرُخونَ قائِلينَ: هُوشَعْنا، مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرّبِّ ملكُ إسرائيل. وإِنَّ يسوعَ وَجَدَ جَحْشًا فَرَكِبَهُ كما هوَ مَكتوبٌ: لا تخافي يا ابنةَ صِهْيَوْن، ها إِنَّ مَلِكَكِ يأتيكِ راكِبًا على جحشٍ ابنِ أَتان. وهذه الأشياءُ لم يَفْهَمْها تلاميذُهُ أوَّلًا، ولكن، لـمّا مُجِّدَ يسوعُ حينَئِذٍ تَذَكَّروا أنَّ هذهِ إنَّما كُتِبَتْ عنهُ، وأنَّهُمْ عَمِلوها لهُ. وكانَ الجمعُ الَّذينَ كانوا معهُ حين نادى لَعازَرَ من القبرِ وأقامَهُ من بين الأمواتِ يَشْهَدونَ لهُ. ومن أجلِ هذا استقبَلَهُ الجَمْعُ لأنَّهُم سَمِعوا بأنَّهُ قد صَنَعَ هذهِ الآيَة. في الإنجيل إِفرَحوا في الربّ الفرح مِن ثمار الروح، فالّذي يَثبُتُ في المسيح يملؤهُ الروح فرَحًا، إنّه فرحٌ في كلِّ حين، فَرَح دائمٌ لاتّحادنا بالربّ يسوع، فرحٌ ممزوجٌ بالبكاء. البكاء على خطايانا، فالّذي يبكي على خطاياه هو إنسانٌ تائبٌ، وبتوبته يصير فَرِحًا بقربِهِ مِنَ الله ولا يؤثّرُ عليه شيء مِن كُلِّ ما يعترضه في العالم، فهذا الإنسان لا يعرِف فرحًا آنيًّا متقلّبًا بل فَرحًا ثابتًا لا يتزعزع. اليوم دخل سيّدنا أورشليم ليُساقَ للذبح، كحملٍ وديعٍ مِن أجلنا. نحن اليوم وكلّ يومٍ مدعوّونَ إلى العيشِ بوداعة كسيّدنا. إنّها الوداعة المقرونة بالفَرَحِ، والتسبيح والشكر على كُلِّ شيء، فننال نِعَمة فوق نِعمةٍ. الأبرص عاد شاكرًا فنال مع الشفاء الجسديّ نعمة الخلاص. وكذلك عندما نحتملُ الضيقات بصبرٍ ووداعة، مهما بلغت قساوتها مُتّكلين على رحمته، فإنّ ربّنا الشفوق المحبّ البشر يهبنا سلامًا نتغلّبُ بِهِ على القلق والخوف بعيدًا من اليأسِ والانهيار، "مكتئبين في كُلِّ شيءٍ لكن غير مُتضايقين، مُتحيّرينَ لكن غير يائسين". إذا اختبرنا عيشة الوداعة المقرونة بالتسبيح والشكر نجني السلام الحقيقيّ الّذي يَحفَظُ قلوبنا وضمائرنا نقيّة فنكون ملتصقين بالربّ يسوع المسيح بإيمان لا يتزعزع وفرح لا يمكن لأحد أن ينتزعه منّا، فلا نكون مثل سكّان أورشليم الّذين كان فرحهم فَرَحًا عابِرًا مُتغيّرًا، فبالأمس رأيناهم يفرحون بإقامة لعازر واليوم نراهم يستقبلون الربّ كملكٍ، ولكنّهم بعد بضعة أيّام سيشهدون ضدّه فيسوقونه بإرادته للصلب. الحقيقة أنّ سلام الله الّذي نجنيه بالشكر والصلاة والتسبيح، هو عطيّة مجّانيّة ولا يُمكن أن نُعَبِّرَ عنه ولا يمكن أن يدركه العقل البشريّ، هو سلام يحرسنا من القلق، والهمِّ واليأس ومن كلِّ محاولات الشرير الهادفة لإسقاطنا في لُججِ الخطيئة وأهوال الحياة ومتاعبها. في هذا الأحد، علينا أنّ نتعلّم مِن سكّان أورشليم الابتعاد عن الآنيّة والتقلّب بمواقفنا، علينا أن نتذكّر أنّنا أبناء البيت وارثو الملكوت، علينا أنّ نواظب على التسبيح والشكر لله، مهما اشتدّت التجارب والمصاعب، عندها نظفر بالسلام الداخليّ سالكين في هذه الحياة بإيمان لا يتزعزع مُتشبّهين بسيّدنا المحبّ الوديع والمتواضع صارخين بفرح مِن عُمقِ النفس على الدوام هوشعنا في الأعالي، خلّصنا يا ابن الله. الفصح وتجديد المعموديّة الفصح هو تذكار آلام، وصلب، وموت وقيامة المسيح. هدف الأسبوع العظيم هو الاشتراك في فصح الربّ، وهذا الاشتراك هو اشتراك "سرّي"، أيّ نحن مدعوّون إلى أن نشترك بآلامه، وصلبه ودفنه لكي نقوم معه من موت الخطيئة والفساد إلى الحياة الأبديّة. بمعنى أشمل هو تجديد معموديّة كلّ إنسان مؤمن، كما شدّد تقليدنا الآبائيّ الأرثوذكسيّ. يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس "عندما تشترك بآلام المسيح، ليس فقط أنت تتألّم وتموت مع المسيح، ولكن ستقوم معه وتحكم معه في الأبديّة (أي تشترك في مُلكِه)، لأنّك ستكون واحدًا معه (مُتّحدًا به). عبر المساهمة في مثال موته، ستكون مساهمًا في قيامته ووارثًا الحياة الأبديّة" (العظة الثالثة عن الأحد الخامس من الصوم). كانت ليلة الفصح، منذ السنوات الأولى للمسيحيّة، الوقتَ الأمثل لتعميد الموعوظين والمستعدّين للاستنارة، ويشهد على ذلك القدّيس بولس الرسول "ألا تعلمون أنّنا حين تعمّدنا لنتّحد بالمسيح يسوع، تعمّدنا لنموت معه، فدفنّا معه بالمعموديّة وشاركناه في موته، حتّى كما أقامه الآب بقدرته المجيدة من بين الأموات، نسلك نحن أيضًا في حياةٍ جديدة" (رومية 6: 3-4). لذلك ترتّل الكنيسة بعد التغطيس في خدمة المعموديّة وفي الفصح أيضًا "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم" (غلاطية 3: 27). فكان للصوم الأربعينيّ وما زال وجهان رئيسيّان: تحضير روحيّ للمعمودية، وطريق تصاعديّ نحو الفصح. الأسبوع العظيم الذي قمَّته آلام المسيح، وموته ثمّ قيامته، وسرّ المعموديّة متّحدان بشكل وثيق. بالنسبة إلى القدّيس كيرلّس الأورشليميّ، كلاهُما "تجدّد وإعادة ولادة، هما استعادة كرامة آدم الأوّل بآدم الجديد، هما تحرير من الموت وإعادة خلق، هما غسل من الخطايا عبر الغوص في موت المسيح (التغطيس) ثمّ قيامة (قيام من الجرن) مع قيامة المسيح، فيشترك المسيحيّ عبر الاعتراف بالثالوث ("يُعمَّد عبد الله على اسم الآب والابن والروح القدس")، وعبر "الخَتم" بنعمة الروح القدس (سرّ الميرون) يشترك حقًّا وفعليًّا بنور الملكوت الإلهيّ. فيصبح الإنسان ابن الله بالتبنّي، ووارثًا للمسيح الذي هو ابنٌ بالطبيعة" (عظات عن المعموديّة). يفسّر ذلك بشكلٍ عميق ووجودي القدّيس مكسيموس المعترف "اعتمدنا في المسيح بالروح القدس، فحصلنا على ثمار عدم الفساد الأوّل في الجسد، ولكن ننتظر عدم الفساد الثاني بحسب المسيح في الروح القدس، وذلك عبر حفاظنا على عدم فسادنا الأوّل من خلال أعمالنا الصالحة وموتنا الطوعيّ عن كلّ شيء" (مئة مقالة عن اللاهوت وتدبير الله). الصليب في الأسبوع العظيم موضوع أمامنا، ومن يحدّق به باستمرار يصلب جسده مع أهوائه. لذلك نحن مدعوّون إلى أن ننقي أنفسنا (خلال الصوم الأربعينيّ) لكي نشترك في محبّة الله التي ظهرت على الصليب عبر صلب الجسد فنشترك برحمته أيّ قيامته. ولأنّ تطبيق هذا الأمر ليس سهلًا، تُجدِّد الكنيسة هذا السرّ في عدّة دورات ليتورجيّة: يقول القدّيس نقولا كباسيلاس إنّ علينا أن نتأمّل آلام المسيح ليس فقط في الأسبوع العظيم بل كلّ يوم" (عظة عن آلام المسيح الخلاصية). وهذا ما رتّبته الكنيسة في دورتها الأسبوعيّة: فيوما الاثنين والثلاثاء موضوعهما أخرويّ، أمّا يوما الأربعاء والجمعة فتذكُّر آلام المسيح وصلبه. الخميس مخصّص للرسل لأنّهم هم الذين يقيمون سرّ الإفخارستيّا، أمّا السبت فهو ذكرى للراقدين على مثال رقاد الربّ في القبر يوم السبت الكبير. كما أنّ الدورة الليتورجيّة اليوميّة صورة عن الأسبوع العظيم المقدّس. الأحداث الخلاصيّة للآلام المقدّسة مرتبطة بساعات الصلاة المسيحيّة فلا نختبر الآلام مرةّ واحدة في السنة فقط، بل كلّ يوم هو جمعة عظيمة. يحثُّ القدّيس هيبوليتوس أسقف روما (القرن الثالث) مسيحيّي روما "أن ينهضوا للصلاة عند صياح الديك عندما خان اليهود المسيح، وفي الساعة الثالثة عندما سُمِّر المسيح على عود الصليب، وفي الساعة السادسة عندما أظلمت الشمس، وفي الساعة التاسعة عندما مات المسيح" (التقليد الرسوليّ). الغاية من هذه الدورات الليتورجيّة (السنويّة، الأسبوعيّة واليوميّة) هي مرافقة المؤمن في المشاركة "السرّية" في سرّ موت وقيامة المسيح. روحيًّا، مطلوب منّا أن نموت عن خطايانا على مثال موت المسيح، "لأنّه هو الذي حمل خطايانا في جسده على الخشبة حتّى نموت عن الخطيئة فنحيا للحق" (بطرس الثانية، 2: 24). التعليم الآبائيّ الأرثوذكسيّ ليس مجرّد عقائد على مستوى العقل، بل حياة. نحن مدعوّون أن نحيا بالملء هذا الأسبوع، ليس كتذكار تاريخيّ فحسب، بل كتجديد لحياتنا مع المسيح، تجديد لمعموديّتنا، لكي نحافظ على "ثمار عدم فسادنا الأوّل"، منتظرين "عدم فسادنا الثاني"، منعتقين من الموت، وحاملين ثمار القيامة. ترنيمة "إفرحي يا بيت عنيا" إفرحي يا بيت عنيا نحوك وافى الإله من به الأموات تحيا كيف لا وهو الحياة (2) إنّ مرتا استقبلته ببكاء وعويل وشكت لما رأته شدّة الحزن الطويل (2) قال كفّي عن بكاك ودعي هذا النحيب واعلمي أنّ أخاك سوف يحيا عن قريب (2) ثم نحو اللحد بادر ذلك الفادي الأمين حيثما نادى لعازر إنهضَنْ يا ذا الدفين (2) أيّها الأختان هيّا وأنظرا الأمر العجيب قام من في اللحد حيّا فاشكرا الفادي الحبيب (2) لك يا ربّ البرايا نحن نجثو بخشوع إنّنا موتى الخطايا بك نحيا يا يسوع (2)