الأحد 8 أيلول 2024 

الأحد 8 أيلول 2024 

05 أيلول 2024

الأحد 8 أيلول 2024 
العدد 36
 الأحد قبل رفع الصليب
اللحن الثاني، الإيوثينا الحادية عشرة

أعياد الأسبوع:


8: ميلاد سيِّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة، 9: تذكار جامع لجدَّي الإله يواكيم وحنّة، الشَّهيد سفريانوس، 10: الشّهيدات مينوذورة وميتروذورة ونيمفوذورة، 11: البارَّة ثاوذورة الإسكندريَّة، آفروسينوس الطبَّاخ، 12: وداع ميلاد السيّدة، الشَّهيد في الكهنة أفطونومس، 13: تقدمة عيد الصليب، الشَّهيد كونيليوس قائد المئة ورفقته، تجديد هيكل القيامة، 14: عيد رفع الصليب الكريم المحيي (صوم).

الوحدة في الكنيسة

ليكون الجميع واحدًا كما أنّك أنت أيّها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا" (يو 17: 21).
وحدةُ المؤمنين هي على مثال وحدة الآب والابن، الإيمان بأسرار الإنجيل والكنيسة ووحدتها تدخلهم في إطار الثالوث القدّوس.
هذا ما يشدّ العالمَ إلى الله، ما جعل بقيّة العالم مؤمنة به، فيقول العالم عنهم: 

"انظروا كيف أنّ للمؤمنين يحبّون بعضهم بعضًا. وأيضًا المحبّة، الخدمة التضحيّة، كلّها تجمع المتفرّقين إلى واحد.

هذا ما تنبّأ به أحدهم (قيافا) "أن يسوع مزمعٌ أن يموتَ عن الأمّة وليس عن الأمّة فقط بل ليجمعَ أبناء الله المتفرّقين إلى واحد" (يوحنا 11: 51-52).
هذا يعني أيضًا أن الوحدة في الكنيسة تقتضي محبّة مع تضحية على مثال السيّد: 
"أنا أضع نفسي عن الخراف ولي خرافٌ أُخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضًا فتسمع صوتي وتكون رعيّة واحدة وراعٍ واحد" (يوحنا 10: 16).

"الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11).
ويقول في مكان آخر "إنما الحاجة إلى واحد" (لوقا 10: 41).

إنّ سماع التعليم الإلهيّ، الإصغاء إلى هذا الكلام وعدم الاستخفاف به وبالحياة الأبدية، هذا كلّه مطلوب ومشدِّد لوحدة المؤمنين في الكنيسة "ما لم ترَ عينٌ ولم تسمع به أذنٌ ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله للذين يحبّونه" (1 كور 2: 9).

وأخيراً في سبيل الوحدة بين المؤمنين يقول الرسول بولس: "كلّ واحد منكم يقول: أنا لبولس وأنا لأبلّوس وأنا لصفا وأنا للمسيح، هل انقسم المسيحُ؟" (1كور 1 : 12-13).

+ أفرام
 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروبارية القيامة باللحن الثاني

عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك، وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويّين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ المجدُ لك. 

طروباريّة ميلاد السيّدة باللحن الرابع

ميلادكِ يا والدة الإله بشَّر بالفرحِ كلَّ المسكونة، لأنّهُ منكِ أشرق شمس العدل المسيح إلهنا، فحلَّ اللعنة، ووهب البركة، وأبطل الموت، ومنحنا حياةً أبديّة.

قنداق ميلاد السيّدة باللحن الرابع

إنّ يواكيم وحنّة من عار العقر أُطلقا، وآدم وحوّاء من فساد الموت أُعتقا بمولدِك المقدَّس أيّتها الطاهرة. فله أيضاً يعيِّدُ شعبُكِ إذ قد تخلَّص من وصمة الزلّات، صارخًا نحوكِ: العاقرُ تلِد والدة الإله المغذِّية حياتنا.

الرسالة: غلا 6: 11-18
خلّص يا ربُّ شعبَك وبارك ميراثَك  
 إليكَ يا ربُّ أصرخ: إلهي


 يا إخوة، انظروا ما أعظمَ الكتابات التي كتبتُها إليكم بيدي. إنَّ كُلَّ الذينَ يُريدون أن يُرضوا بحسَبِ الجسَدِ يُلزمونكم أن تختتِنوا، وانَّما ذلكَ لئلّا يُضطهَدوا من أجل صليبِ المسيح. لأنَّ الذينَ يَختتِنون هُم أنفسُهم لا يحفَظون الناموسَ بل إنَّما يُريدون أن تَختتِنوا ليفتخروا بأجسادِكم. أمَّا أنا فحاشا لي أن أفتَخِرَ إلّا بصليبِ ربّنا يسوعَ المسيح الذي به صُلبَ العالمُ لي وأنا صُلبتُ للعالم. لأنَّهُ في المسيح يسوعَ ليسَ الخِتانُ بشيء ولا القَلَف بل الخليقَةُ الجديدة. وكلُّ الذين يسلُكون بحَسبِ هذا القانون فعليهم سَلامٌ ورَحمةٌ وعلى إسرائيلِ الله. فلا يجلِبْ عليَّ أحدٌ أتعابًا فيما بعدُ، فإنّي حامِلٌ في جسدي سماتِ الربِّ يسوع. نعمةُ ربّنا يسوعَ المسيح مع روحِكم أيُّها الإخوة. آمين.

الإنجيل: يو 3: 13-17

قال الربُّ: لم يصعد أحدٌ إلى السماءِ إلّا الذي نزلَ من السماءِ ابن البشر الذي هو في السماءِ. وكما رفع موسى الحيَّة في البرّيَّة هكذا ينبغي أن يُرفعَ ابنُ البشر لكي لا يهلِكَ كلُّ مَن يؤمِنُ بهِ بل تكونُ لهُ الحياة الأبديَّة. فإنَّهُ لم يرسِل الله ابنَهُ الوحيدَ إلى العالم ليَدينَ العالم بل ليُخلِّصَ بهِ العالم.

في الإنجيل

في مسيرتنا إلى ملكوت السماوات يصادف في هذا الأحد الحادي عشر بعد العنصرة عيد ميلاد والدة الإله، وهو الأحد الواقع قبل عيد رفع الصليب الكريم أيضًا. 
لذلك تَلت علينا الكنيسة الرسالة والإنجيل المختصّين بالأحد الذي قبل عيد الصليب ولا بدّ من أن نجد علاقة بين العيدين.

يقول قنداق العيد: 
"إن يواكيم وحنّة من عار العقر أُطلِقا" أي تحرّرا عندما أنجبا أم الإله الطاهرة التي ستجلب لنا بدورها معطي الحياة.

لقد كانت نظرة الإنسان في العهد القديم إلى أخيه العاقر أو العقيم نظرة عار أي أنّ الربّ غير راضٍ عنه لذلك لم ينجب، ولكن في العهد الجديد بَدَت هذه النظرة خاطئة لأنّ الربّ لا يجلب عارًا على الإنسان إنّما بواسطة الصليب الذي كان قديمًا صليب العار إذ يُعلّق عليه المجرمون جلب لنا الخلاص وبالتالي غيَّر الربّ ذلك المفهوم كلّه، فأصبح صليب العار "صليب الخلاص" وباب الفرح لكلّ العالم.

لقد تحمّل يواكيم وحنّة كثيرًا ما كانا يُعَيَّران به، لكنّهما صَبَرا وصلّيا وأحَبَّا حتى أثمر إيمانهما، فاستجاب الله لطلبتهما وولدا مغذّية المغذّي بنعمته الخليقة كلّها. فالإيمان هو الذي يثمر بالصبر والصلاة والحبّ، هذا هو مفهوم الصليب.

لقد صَبر الربّ على صالبيه وصلّى من أجلهم وسامحهم.
وما دمنا نتكلم على الإثمار فهذا يعني أنّ حياتنا من دون صبر وصلاة وحبّ هي عقيمة وبالتالي ستجفّ وتيبس، وهكذا تنفصل شيئًا فشيئًا عن الله مصدر حياتها وتموت.

لكنّ الربّ لا يريد الموت للإنسان بل الحياة فانحدر من السماء الينا لمّا أخذ جسدنا الوضيع، وهو بعد في السماء لأنّه الإله الأزليّ ثمّ أصعد هذا الجسد إلى السماء بعد صلبه وقيامته من بين الأموات. 
لذلك فكلّ الذين تَطعَّموا بجسد الربّ في المعموديّة هم مؤهَّلون للصعود إلى السماء. 

ولكن حتّى يصلوا إلى هذا الباب يجب أن يفتخروا بصليب ربّنا كما يقول الرسول بولس، أي أن يعيشوا بمقتضى صليب ربّنا وإلهنا ومخلّصنا. 
عندئذ هذا الافتخار يثمر الحياة الأبديّة فينطبق الكلام الذي رتّلناه في القنداق "وآدم وحوّاء من فساد الموت أُعتقا بمولدك المقدّس" أيّتها الطاهرة. 
إذًا الإنسان من دون الصليب هو العقيم من الإثمار وليس الإنسان الذي لا ينجب بالجسد أطفالًا هو العاقر. 

لذلك لسنا بعد بحاجة إلى أولاد يخلّدون أسماء الأهل كما في القديم لأنّ أسماءنا كُتبت في السماوات لما وُلِدنا من رحم المعموديّة وخُتمنا بختم ربّنا الذي به ننال الحياة الأبديّة آمين.

أهميّة الوحدة في الأبرشية الواحدة

في أبرشيّتنا عدّة رعايا وأديار ومؤسّسات كنسيّة: مدارس، بيوت راحة للشيوخ والعجزة، مجالس رعايا، أديار، حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، الكشّاف الأرثوذكسيّ، مركز "التراث الآبائيّ"، مركز "بيت العائلة والشباب"...، والأسقف يسعى كي تعمل هذه الهيئات كلّها في جوّ من الوحدة، مع احتفاظ كلّ هيئة بخصوصيَّتها في أسلوب عملها ومجاله، لأنَّ الوحدة لا تعني انصهار الأشخاص أو المؤسّسات، وإنَّما تجعلهم يعملون بانسجام وتعاون ومحبّة واحترام متبادل، فيكونون سبب قوّة روحيّة ومعنويّة وماديّة للأبرشيّة، وشهادةً مضيئة أمام الناس والمجتمع. 

هذه الوحدة مهمّة جدّاً في الكنيسة والأبرشيّة الواحدة، وقد صلّى لأجلها الربّ يسوع قبل آلامه: 
"أيّها الآب القدّوس، احفظهم في اسمك الذين أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما أنّنا نحن واحد" (يو 17: 11، 21-22).

إنَّ السرّ في حصول الوحدة والطريق إلى تحقيقها، هو وجود المحبّة التي تجمع ولا تفرِّق، محبّة الله ومحبّة الإخوة، فكلّما أحببنا الله واتَّحدنا معه، اتَّحدنا فيما بيننا وأصبحنا قادرين على العمل معًا، "وهؤلاء عرفوا أنّك أنت أرسلتني، وعرَّفتهم اسمك وسأعرِّفهم، ليكون فيهم الحبّ الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم" (يو17: 23-26). 

بدون المحبة تغيب الوحدة وتنمو التحزُّبات والخلافات والخصومات والمناكفات، التي تجعل العملَ الكنسيّ والرعائيّ بلا ثمر. 
والرسول بولس حذَّر من هذا الأمر:
"أطلب إليكم أيّها الإخوة، باسم ربّنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولًا واحدًا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد، لأنّي أخبرت عنكم... أنَّ بينكم خصومات... كلّ واحد منكم يقول: أنا لبولس، وأنا لأبلوس، وأنا لصفا، وأنا للمسيح، هل انقسم المسيح؟!" (1كور1: 10-13). 

ويتابع "فإنّه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق، ألستم جسديّين وتسلكون بحسب البشر! فمن هو بولس؟ ومن هو أبلوس؟... أنا غرست وأبلوس سقى، لكنّ الله كان ينمِّي. إذاً ليس الغارس شيئاً ولا الساقي، بل الله الذي ينمِّي. والغارس والساقي هما واحد... فإنّنا نحن عاملان مع الله، وأنتم فلاحة الله، بناء الله" (1كور3: 3-9). 

إذاً المطلوب التكامل والتعاون بين من يغرس ومن يسقي، بين من يخدم ومن يعلِّم، وهذا يحتاج إلى انفتاح في الفكر والعقل والقلب، وإلى لقاء مستمرّ بين الجميع، وإلى عدم انغلاق كلّ واحدٍ على نفسه، وكلّ مؤسّسة على ذاتها، وكلّ دير على رهبنته، وكلّ رعيَّة على ذاتها. 

أيّها الأحباء، هل نعلم أنّنا نجرحُ الرب عندما نتخاصم باسمه! الشهادة للربّ تكون في الانفتاح وليس في الانغلاق، في اللقاء وليس في الانعزال، في الاعتدال وليس في التطرُّف.
الوحدة تحتاج إلى الكثير من الحبّ والاتّضاع وإخلاء الذات، ولا بدّ لنا من أن نترجم المحبّة إلى أفعال لنكون "نور العالم" و"ملح الأرض"، كما أرادنا الربّ أن نكون. 
فهل سيأتي وقتٌ ونرى هذه الوحدة وقد تحقَّقت في الأبرشيّة! 


أخبارنا
رسامة الشمّاس أنطونيوس نصر كاهنًا


ترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، صلاة السَّحر والقدّاس الإلهيّ نهار الأحد الواقع فيه 18 آب 2024 في دير رقاد والدة الإله – بكفتين - الكورة بمشاركة رئيس الدير الأرشمندريت غريغوريوس أسطفان والأب سمعان عيسى والشماس بشارة عطالله وخلال القدّاس جرت رسامة الشمّاس أنطونيوس كاهنًا لله العليّ.

وقد خدمت الصلاة جوقة رهبان الدير مع جوقة الأبرشيّة. 

ويُذكَر أن الأب الجديد متزوّج وله أربعة أولاد وهو رئيس جوقة الأبرشيّة.

جاء في العظة التي ألقاها سيادته:

باسم الآب والابن والروح القدس آمين.

أيّها الأحبّاء، لا بدّ أولًا من أن نقول أنّنا بعدُ في مرحلة الاحتفال برقاد السيّدة مريم العذراء صاحبة هذا الدير المقدّس، وأنطلق بكلمة من العذراء مريم لكي أتوجّه إليكم في هذا اليوم المبارك، الذي فيه نعيّد لقيامة المسيح، كما أن العذراء قامت أيضًا عندما ذهبت روحها بعد رقادها لكي تجلس عن يمين الله. 

ما هي تُرى قيمة العذراء مريم وما هو الدرس الذي تعطينا إيّاه العذراء مريم؟ 
هو عطاءٌ كبير أهمّ ما في هذه الدنيا أعطتنا إيّاه والدة الإله، ولهذا قرّرت الكنيسة رسمياً أن تدعوها والدة الإله (ولدت الإله)، أعطتنا الإله الذي نتناوله في هذا القدّاس الإلهيّ.

وما الصلة مع هذا اليوم المقدّس الذي فيه الشمّاس أنطونيوس يصبح أبًا روحيًّا؟ 
الصلة باختصار هو أن يتمثّل كأب، ككلّ أب، وهو أن يعطي المسيح للآخرين مثل العذراء، أن يتمثل بالعذراء مريم التي كانت متواضعة جدّاً. 
هذه هي أيّها الأخوة رسالة الكاهن أن يعطي المسيح للآخرين، أن يسمع كلمة الله كما كانت العذراء مريم تفعل، إنّها كانت تسمع كلمة الله وتحفظها في قلبها.

هذه هي وظيفة الكاهن، ليس فقط عمله عملًا روتينيًّا، مسؤوليته كبيرة وسيُسأل عنها، نحن سوف نُسأل عن كلّ شيء فعلناه، وليس فقط لنا ولكن للآخرين. 

وما العلاقة مع هذا الإنجيل الذي سمعتموه اليوم الذي فيه كسر الخبز والسمك الذي نستعيض عنه في القدّاس الإلهيّ بالخمر، هذا أيّها الأحبّاء تصوير لما فعله الربّ يسوع عندما أعطى الكلّ جسده ودمه، هذا هو تفسير الإنجيل بحسب الآباء.

هذا الإنجيل والذي فيه بارك المسيح الخبز والخمر والسمك، هذا أعظم عمل يفعله الكاهن بنعمة الله أن يتحوّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح وبه يوزّع المسيح للعالم. 

هذا أيّها الأحباء ما نتمنّى أن يفعله هذا الأب الجليل الذي يحبّه الكثيرون ولكنّه كما نصلّي سوف يُطلب منه إن فعل رسالته عند ذلك يأخذ الهديّة الكبرى، المكافأة، يحضنه الربّ في ملكوته السماويّ آمين. 
 
مدرسة الموسيقى الكنسيّة

تفتح مدرسة الموسيقى الكنسيّة باب التسجيل للطلّاب القدامى والجدد (من عمر 12 سنة وما فوق) حتى يوم الجمعة 20 أيلول 2024، عبر الرابط الإلكتروني التالي: http://sem.archtripoli.org

علمًا أنّ الدّروس تبدأ حضوريًّا يوم السبت 28 أيلول 2024 في تمام السّاعة الرابعة بعد الظّهر، في ثانويّة سيّدة بكفتين- الأرثوذكسيّة.

يُقبَل في المستوى الأوّل من ينجح في فحص الدخول يوم السبت 21 أيلول 2024 السّاعة الرابعة بعد الظهر في بكفتين.