الأحد 25 آب 2024

 الأحد 25 آب 2024

22 آب 2024

 الأحد 25 آب 2024
 العدد 34
الأحد التاسع بعد العنصرة
اللحن الثامن، الإيوثينا التاسعة


أعياد الأسبوع:
 
25: عودة جسد برثلماوس الرَّسول، الرَّسول تيطس، 26: الشهيدان أدريانوس ونتاليا ورفقتهما، 27: البارّ بيمن، الشّهيد فانوريوس، 28: البارّ موسى الحبشيّ، 29: قطع رأس يوحنّا المعمدان (صوم)، 30: القدّيسون ألكسندروس ويوحنّا وبولس الجديد، بطاركة القسطنطينيَّة، 31: تذكار وضع زنَّار والدة الإله. 

الجسد، النفس والروح

يقول الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي: "وإله السلام نفسه يقدّسكم بالتمام Totalement ولتُحفظ روحُكم ونفسُكم وجسدُكم كاملةً بلا لوم عند مجيء ربّنا يسوع المسيح".(1 تسالونيكي 5: 23) 

هنا الروح ما هي إلّا النعمة الإلهيّة Grace divine الممنوحة للإنسان العادل.

الروح هي إذًا بمثابة نفس ثانية تضاف إلى طبيعة الإنسان: نعمة الروح القدس الإضافيّة تجعل منّا إنسانًا كاملًا.

يقول القدّيس مكاريوس المصريّ: 

كما أنّ الجسد المقطوعة يده، رجله أو عينه يجعل منه إنسانًا مشوّهًا mutilé، هكذا النفس البشريّة المنفصلة عن الثانية النفس الإلهيّة أعني عن الروح القدس أو النعمة الإلهيّة، تصبح نفسًا مشوّهة... 

لذلك ارتضى السيّد أن يكون للإنسان المسيحيّ نفس ثانية هي الروح الإلهيّ، الواحدة مخلوقة والثانية غير مخلوقة آتية من النعمة الإلهيّة.

هكذا يكتمل الإنسان في ملكوت السماوات ويصعد إلى السماء على أجنحة الروح كما حصل مع إيليّا النبيّ. (راجع القدّيس مكاريوس المصريّ العظات الروحيّة 52: 5).

إذاً الروح تشير كما ذكرنا إلى النعمة الإلهيّة التي تجعل الإنسان شريك الطبيعة الإلهيّة كما يقول الرسول بطرس (راجع 2 بطرس 1: 4). "بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وَهب لنا المواعيد العظمى والثمينة. 

لكي تصيروا بها شركاءَ الطبيعة الإلهيّة هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة".

في بعض الأحيان يتكلّم آباء الكنيسة على الروح في النفس بمعنى روحيّة النفس عندما تكون هذه الأخيرة قابلةً الحقائق الإلهيّة ومستنيرة بالروح القدس.

أمّا بالنسبة إلى الهالة auréole في الأيقونات فهي تشير إلى شعاع النعمة الإلهيّة المالئة قلوبَ القدّيسين.

 + أفرام
 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروباريّة القيامة باللحن الثامن

إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقَنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامَتنا، يا ربّ، المجد لك.


قنداق ميلاد السيّدة باللحن الرابع

إنّ يواكيم وحنَّة قد أُطلقا من عار العقر، وآدم وحوَّاءَ قدِ اعْتِقا من فساد الموت، بمولدِك المقدّس أيَّتها الطاهرة، فله أيضًا يعيّد شعبُكِ إذ قد تَخلَّص من وصمة الزلّات، صارخًا نحوكِ، العاقر تلد والدة الإله المغذية حياتنا.

الرسالة: 1 كو 3: 9-17
صلُّوا وأَوْفوا الربَّ إلهَنا
اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا


يا إخوةُ إنَّا نحنُ عامِلونَ معَ الله وأنتم حَرْثُ اللهِ وبِناءُ الله. أنا بحسَبِ نِعَمةِ اللهِ المُعطاةِ لي كبنّاءٍ حكيم وضَعتُ الأساسَ وآخرُ يَبني عليهِ. فَلْينظُرْ كُلُّ واحدٍ كيف يبني عليهِ، إذ لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يضعَ أساساً غيرَ الموضوعِ وهوَ يسوعُ المسيح، فإنْ كانَ أحدٌ يبني على هذا الأساسِ ذهبًا أو فِضَّةً أو حِجارةً ثَمينةً أو خشبًا أو حَشيشًا أو تبنًا، فإنَّ عملَ كلّ واحدٍ سيكونُ بيّنًا لأنَّ يومَ الربِّ سيُظهرُهُ لأنَّه يُعلَنُ بالنارِ وستَمتَحِنُ النارُ عَملَ كلِّ واحدٍ ما هو. فمن بقي عمَلُهُ الذي بناهُ على الأساسِ فسينالُ أُجرَةً ومَن احتَرقَ عَمَلُهُ فسَيخسَرُ وسيُخلُصُ هُوَ ولكن كمَن يَمرُّ في النار. أما تعلَمون أنَّكم هيكلُ اللهِ وأنَّ روحَ اللهِ ساكِنٌ فيكمْ، مَن يُفسِدْ هَيكلَ اللهِ يُفسِدْهُ الله. لأنَّ هيكلَ اللهِ مُقدَّسٌ وَهُوَ أنتم.

الإنجيل:
 متّى 14: 22-34 (متّى 9)


في ذلك الزمان اضطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخلوا السفينةَ ويسبِقوهُ إلى العَبْرِ حتّى يصرِفَ الجموع. ولمَّا صرف الجموعَ صعِد وحدَهُ إلى الجبلِ ليصلّي. ولمَّا كان المساءُ كان هناك وحدَهُ، وكانتِ السفينةُ في وسْط البحر تكُدُّها الأمواجُ لأنَّ الريحَ كانت مُضادّةً لها. وعند الهجَعةِ الرابعةِ من الليل مضى إليهم ماشيًا على البحر، فلَّما رآه التلاميذ ماشيًا على البحر اضطربوا وقالوا إنَّه خَيالٌ ومن الخوفِ صرخوا. فللوقت كلَّمهم يسوعُ قائلًا: ثِقوا أنا هو لا تخافوا. فأجابهُ بطرس قائلًا: يا ربُّ إنْ كنتَ أنتَ هو فمُرني أن آتي إليك على المياه فقال: تعالَ. فنزل بطرسُ من السفينة ومشى على المياه آتيًا إلى يسوع، فلَّما رأى شِدَّةَ الريح خاف وإذْ بدأ يغرَقُ صاح قائلًا: يا ربُّ نجنّي. وللوقتِ مدَّ يسوعُ يدهُ وأمسك بهِ وقال لهُ: يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ؟ ولمَّا دخلا السفينةَ سكنَتِ الريح. فجاءَ الذين كانوا في السفينةِ وسجدوا لهُ قائلين: بالحقيقةِ أنت ابنُ الله. ولمَّا عبَروا جاؤوا إلى أرض جَنّيسارَتْ.

في الإنجيل

"يا قليل الإيمان لماذا شككت؟" يا قليلي الإيمان لماذا تشكّون؟! 
لماذا تجعلون أمواج بحر الخطايا تخيفكم؟ ألا تعلمون أنّ الربّ هو سيّد الطبيعة يأمرها فتطيعه؟! 
ألم تدركوا بعْدُ أنّ المسيح يحبّكم ولن يجعلكم تهلكون؟! 
كم مرّة ثارت علينا الخطايا فشككنا وغرقنا ونسينا الربّ في خضمّ محننا ومصاعبنا!
الربّ بالرغم من شكّنا وضعفنا وخوفنا لا يتركنا، إنّه ينتظر أن نصرخ إليه: "يا ربُّ نجنّا" حتّى يمدّ يده وينتشلنا من عمق يأسنا وحزننا. 

آه ما أشقانا! نغوص في جحيمنا حتّى العمق ونضع رجاءنا على ما ملكت أيدينا، وعلى مناصبنا، نفتخر بأنفسنا وننسى أنّنا إنمّا نحن "غبار تذريه الريح عن وجه الأرض"، ننسى مسيحنا فنهلك، نتجاهل محبّته فنسقط، نبتعد من وداعته وتواضعه فنتيه. 

نضع ثقتنا بعظماء الأرض وأغنيائها، نتملّقهم، نخضع لهم، ولا نعي أنّ حياتنا هي المسيح وفرحنا هو صليبه. 
ما أشبهنا ببطرس الذي وضع شرطًا لكي يصدّق المسيح، والمسيح قبل شرطه فنزل ومشى على المياه عندما وثق بكلمة معلّمه، ولكنّه عندما شكّ غرق.
التلاميذ كلّهم "اضطربوا وقالوا إنَّه خَيالٌ ومن الخوفِ صرخوا". 

لم تكن أذهانهم وقلوبهم قد عرفت عظمة المعلّم الذي يتبعونه. ظنّوا أنّ البحر أقوى من خالق البحر، حسِبوا أنّ الطبيعة يمكن أن تتمرَّد على مبدعها، اعتقدوا أن معلّمهم يمكن أن يتخلّى عنهم. 

ولكن ها هو المسيح يأتيهم ماشيًا على المياه مُكَسِّرًا قوانين الطبيعة مظهرًا حبّه اللامتناهي وعنايته الفائقة. 
فيا أيّها الربّ، يا من أبدعت كلّ شيء، لا تبعد عنّا محبّتك ورحمتك حتّى لا نهلك في بحر خطايانا، امْدُدْ يدك وانتشلنا إليك حتّى نتمتّع بفرح حضورك في قلوبنا وننال الخلاص.

 آمين

... أن نتعلَّم الحبّ والرّأفة

هكذا صار رقاد والدة الإله مريم وانتقالها "واسطة العِقْدِ"، بين التّجلّي وقطع رأس يوحنّا المعمدان.
بدء الحياة الإلهيّة ومؤشِّر القيامة بعد الموت على الصّليب كان التّجلّي. 

إذ كان لا بُدّ للمسيح المتجسِّد والنّازل إلى بلدة الإنسان، من أن يحيا كما الإنسان، ولكن من دون الخطيئة، لينقل بألوهته وبنوره الأَزليّ، خليقته من الموت في جهنّم أنانيّتها وانكفائها على ذاتها، إلى فردوس النّعيم وإلى الحياة الّتي لا موت فيها... وكان لا بُدّ للموت "اللّعنة"، من أَن يُصبح بالصّليب علامة حبّ تتخطّى قدرة الإنسان على خلق الحياة من ذاته، ليُسائِلَ ذاته: 

لماذا ما زلت أَحزن؟! 
لماذا أَنا لستُ حرًّا؟! 
لماذا لم أَتخطَّ ذاتي القابعة في الموت، إلى حياة الفرح بالخالق، والانتقال الواعي إلى عيش مأساة سقوطي، لأُقاوِمَ شيطان الحسّ ووهم المعرفة، راكضًا وراء تحصيل المال وتبوُّء السّلطة، لعبادة أَناي المائتة في الموت؟!.

عاشت مريم أُمّ الإله، كما يوحنَّا سابق المسيح وصابِغُه في حسّ المعرفة الحقّ، لأَنّهما أَحبَّا، فأَسلما ذاتيهما إلى الإله الحقّ، فرفعهما، بالتّسليم الكلّيِّ للمعرفة، وعشق نطق الكلمة الإلهيّة كما في تعليم يوحنّا المعمدان وحياته واستشهاده، لأَنّه أَدَّب هيرودس وهيروديّا... لا يعود للجسد إلّا معنى الموت، إن لم يضمَّخ بالعشق الإلهيّ، حتّى يُرفَع من مهاوي الجحيم إلى فرح اللّقيا، لقيا الإله، في لقيا الحبيب، ولقيا قلب الإنسان إذ يعرِّفه الرّبّ ذاته كما هو، ليتعلّم منه فيصير، كما ارتضاه ربّه، إلهًا من الإله الكلمة.

للإله الخالق على الإنسان دين وجوده بالكلّيّة! 
إذ الأَرضُ موطئ قدمي السّيّد، وقد قدّمها إلى مخلوقه حتّى يعملها فردوسًا لسّيّده وله كما ارتضاها بدءًا، أن يغرس البساتين ويسقيها من حبِّ الإله وإكثار الغلّات من كَرَمِ عطائه حتّى يوزّعها ابنه الموكَلُ فيها على إخوته الفقراء كما أَوصاه سيّده.

ولم يفهم الإنسان، بل قاوم وارتكبَ جريمة عشق "الأَنا" الأولى، إذ قتل قايينُ أَخاه هابيل، لأنّ قايين طمع بالغرس الإلهيّ أمّا هابيل فاتّكل على الله في زرعه وشكر وأَعطى.
ونَزلَ حكمُ الإله على الإنسان، أَنّه لم يَرِثْ عدالته فجازاه وعلّمه بـ"القصاص"، الّذي أَراده الإنسان لذاته حتّى يعدل مع إخوته، حتّى أوصَل الإله إلى أَخذ قرار إرسالِ الابن الوحيد ليعلِّم النّاس، كلّ النّاس، الحبّ والعدل والعطاء.

هذا هو عملنا الوحيد على الأَرض. أن نتعلَّم الحبّ والرّأفة والعدل من إلهنا لنحيا معه.
آمين.

قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ

ما يحصل اليوم في العالم ضدّ المسيحيّة من تهكّم واضطهاد ليس جديدًا ولن يتوقّف، ولكنّه لن يؤثّر على جوهر الإيمان المسيحيّ، بل بالعكس تمامًا قد يكون حافزًا لكثير من الناس كي يرجعوا إلى المسيحيّة وِيعتنقوها، والتاريخ الكنسيّ يشهد بأنّ الكنيسة تقوى في الاضطهاد وليس العكس.

ولكن الذي يجرح ويطعن ويسيء بالفعل، هو الذي يأتي من داخل الكنيسة وليس من خارجها.
إنتشر الإيمان المسيحيّ في العالم بالصدق والعيش. انتشر مع عدد قليل من التلاميذ لأنّ الناس رأوا فيهم وحدة كاملة بين ما كانوا يبشّرون به وما كانوا يعيشون. 

لم تكن عندهم ازدواجيّة ولا رياء ولا سعي إلى مصالح شخصيّة، ولا سعي إلى المجد الباطل باسم الربّ، ورفضوا رفضًا قاطعًا أن ينضمّ إليهم أتباعٌ ينفّذون مآربهم، بل اعتبروا أنفسهم خدّامَ الربّ الذي شكّل محور حياتهم كلّها.

وإن أخطأ أحدهم، ما كانوا يحابونه أو يمدحونه أو يبجّلونه، بل عمدوا إلى توبيخه من دون مواربة حفاظًا على مصداقيّة إيمانهم بالإنجيل.
هناك فرصة ذهبيّة أمامنا مع كلّ طلوع شمس لأن نتوب ونرجع عن أخطائنا كما قال الربّ للمخلّع: «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ»." (يو 5: 14).

أمّا إذا تمسّكنا بخطايانا وأهوائنا فرحين بها، فسنسمع الربّ يقول لنا: "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متّى 7: 21.

وإن تحجّجنا قائلين له إنّنا كنّا مواظبين على الخدم، فسيقول لنا: "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (متّى 7: 23).
إلى الربّ نطلب.

أخبارنا
عيد القديس ماما في رعيّة كفرصارون


برعاية صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام، تحتفل رعيّة كفرصارون بعيد شفيع البلدة القدّيس ماما الشهيد، وذلك بإقامة صلاة الغروب وتقديس الخبزات الخمس والقمح والخمر والزيت عند الساعة السادسة مساءً من مساء الأحد 1 أيلول 2024، ونهار الاثنين 2 أيلول، يترأّس سيادته صلاة السحر عند الساعة 8:15 يليها القدّاس الإلهيّ.