الأحد 1 آب 2021

الأحد 1 آب 2021

28 تموز 2021
الأحد 1 آب 2021
 العدد 31
الأحد السادس بعد العنصرة  
اللحن الخامس الإيوثينا السادسة


* 1 عيد زيّاح الصّليب، المكابيّين الـ 7 الشُّهداء وأمُّهم صلموني ومعلّمهم لعازر، بدء صوم السيّدة، * 2: نقل عظام استفانوس أوّل الشُّهداء ورئيس الشَّمامسة، * 3: الأبرار اسحاقيوس وذلماتس وففستس، سالومة حاملة الطيب، * 4: الشُّهداء الفتية السَّبعة اللَّذين في أفسس، * 5:  تقدمة عيد التجلّي، الشَّهيد آفسغنيوس، نونة أم القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ، * 6: تجلّي ربّنا وإلهنا يسوع المسيح، * 7: الشَّهيد في الأبرار دوماتيوس. *

ما مدى دقّة الصفة النبويّة التي يضفيها أناسٌ على كلامهم؟ 

يتوسّع الرسول بولس في صورة جسد المسيح في المقطع الذي نقرأه اليوم. تأتي القراءة من (رومية ١٢: ٦-١٤)، حيث نجد كلامًا عن المواهب المتنوّعة انطلاقًا من صورة جسد المسيح، تمامًا كما في (١كورنثوس ١٢) و(أفسس ٤: ٧-١٣). يشدّد الرسول بولس في رومية ١٢ أيضًا على وحدة الجسد بالرغم من المواهب المتنوّعة (رو ١٢: ٤-٥). 

وانطلاقًا من الوحدة العضويّة يذكر المواهب المتنوّعة، محدّدًا لها أطرًا تضبطها. يحدّد الرسول بولس لكلّ موهبة يذكرها التزامًا وأمانةً يضبطان استخدام المؤمن لهذه الموهبة، كي لا يكون نشاط المواهب متفلّتًا ذاتيًّا، يخدم أهواء الإنسان أو ظروفه ومتطلّبات مجتمعه.

يستهل الرسول المواهب بالنبوّة، ويطلب ممّن أُعطي هذه الموهبة أن يتنبّأ على نحو يتوافق مع الإيمان. ثم يتوجّه إلى من أُعطي موهبة الخدمة أو التعليم أو الوعظ والتوجيه، طالبًا منه التفاني في عمله. وعلى المُعطي أن يُعطي بسخاء، وعلى المترئّس أن يجتهد ويتعب ليهتمّ بكلّ الأمور. ومن أراد أن يعمل إحسانًا فليفعل ذلك بسرورٍ دون تردّد أن ندم. ثمّ يتابع القدّيس الإلهيّ معطيًا إرشادات عامّة.

يستوقفنا تعليق الرسول على موهبة النبوّة. فإنّنا نسمع اليوم هذا وذاك يمهّد لكلامه بالتأكيد على أنّه صوتٌ نبويّ. وكأنّ إضفاء صفة "نبويّ" على الكلام ليس سوى حجّة للدفاع عن فكرة جديدة غير معهودة. هناك كلمات يُقال أنّها نبويّة، فيما هي تُجاري فكر العالم المعاصر على حساب ما تسلّمناه. إن أراد أحدهم مخالفة تعليم الكنيسة والمجامع، يُضفي صفة النبوّة على ما يقوله، حتّى أنّ النبوّة صارت عنوان المخالفة والابتعاد عن تسليم الرسل. 

الأَولى بنا أن ننتبه إلى الحدود التي يفرضها الإناء المختار بولس على موهبة النبوّة: عليها أن تتوافق مع الإيمان. بكلام آخر، يعرّف الرسول بولس دور النبوّة على نحو يخالف تمامًا استعمالها عند غواة الإصلاح الجذريّ واستبدال التعليم الرسوليّ بأفكار حديثة، الذين يستسهلون تغيير تحديدات المجامع المسكونيّة لصالح آراء لهم ذاتيّة غير مختبرة. على النبوّة، يقول الرسول، أن تتوافق وتنسجم مع فحوى الإيمان.

يماهي الرسول بولس بين النبوّة ومعرفة أسرار الله (١كور ١٣: ٢. ٩، ١٤: ٦؛ راجع عاموس ٣: ٧). وليس الهدف من هذه المعرفة سوى البنيان والوعظ والتوجيه في الكنيسة (١كور ١٤: ٣-٥). ولا يجوز لأحدٍ

أن يدّعي العصمة إذا ظنّ أنّه يتنبّأ، أو بالأحرى أن يدّعي النبوّة لكي يحظى بالعصمة. فتعليم الأنبياء الحقيقيّين أنفسهم يخضع لتمحيص الكنيسة وتمييزها (١كور ١٤: ٢٩). يعود الأمر إلى الكنيسة أن تميّز وتحكم إن كانت النبوّة تتآلف مع فحوى الإيمان؛ فإن لم تكن، رَفَضَتْها.

إخوتي، ليست النبوّةُ وسيلةً للتفلّت من تعليم المسيح ورسله، وتعاليم آباء الكنيسة الأطهار. النبوّة هي موهبةٌ، تُمَكِّنُ مُتَلَقِّفَها من معرفة الإعلان الإلهيّ الذي كشفه لنا المسيح إلهنا، وسلّمه لنا رسله. هذه الموهبة تؤهّل الإنسان لتعليم المؤمنين بأجلى بيان إعلانَ الله، وذلك بهدف بنيان الجميع. لا تُقبل النبوّة في الكنيسة إلّا إذا انسجمت مع نموذج التعليم الذي تسلّمناه، والذي نحن ثابتون عليه.

الكلام النبويّ نقيٌّ كالماء الذي يتدفّق من الينبوع، من إعلان ربّنا يسوع المسيح؛ أمّا الكلام المُحدث والمستغرب، فهو ماءٌ ملوّث دنسٌ، يسيلُ من آبار مشقّقة. وبخاصّةٍ فضيلةُ المحبّة، مطلوبةٌ من المؤمنين الذين فداهم الربُّ بدمه الكريم . آمين.

الأرشمندريت يعقوب خلـيل 
عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ - البلمند 

طروبارية القيامة باللّحن الخامس

لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الاِبتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.

قنداق التجلي باللّحن السابع

تجلَّيتَ أيُّها المسيحُ الإلهِ في الجبل، وحسبما وسِعَ تلاميذَكَ شاهدُوا مجدَك، حتّى عندما يُعايِنُونكَ مصلوبًا، يَفطَنوا أنَّ آلامَك طوعًا باختيارِك، ويَكرِزُوا للعالمِ أنَّكَ أنتَ بالحقيقةِ شُعاعُ الآب.

الرِّسَالة 
رو 12: 6-14

أنت يا ربُّ تحفظُنا وتَستُرنا من هذا الجيل 

خَلِّصني يا ربُّ فإنَّ البارَّ قد فَني 

يا إخوةُ، إذ لنا مواهبُ مختلفة باختلاف النعمةِ المُعطاة لنا، فمنْ وُهبَ النُبوة فليتبَّأ بحسب النِّسبةِ إلى الإيمان، ومَن وُهِبَ الخدمة فليُلازِمِ الخدمة، والمُعلِّمُ التعليمَ والواعِظُ الوَعظَ والمُتصدقُ البَساطَةَ والمدبِّرُ الاِجتهادَ والرّاحمُ البَشاشة. وَلْتَكُنِ المحبَّةُ بلا رياء. كُونوا ماقتين للشَّرِّ ومُلتصِقينَ بالخير، مُحبِّينَ بعضُكم بعضًا حُبًّا أَخَوِيًّا، مُبادرِينَ بعضُكم بعضًا بالإكرام، غيرَ مُتكاسلين في الاِجتهاد، حارِّين بالرُّوح، عابدِينَ للربّ، فَرِحين في الرَّجاء، صابِرينَ في الضيق، مواظِبين على الصَّلاة، مُؤاسِينَ القدِّيسينَ في احتياجاتِهم، عاكِفِينَ على ضيافةِ الغُرَباء. باركوا الذين يضطهِدُونكم. بارِكوا ولا تَلْعَنُوا.

الإنجيل
متى 9: 1-8 (متى 6) 


في ذلك الزَّمانِ دخلَ يسوعُ السَّفينَةَ واجتازَ وجاءَ إلى مدينَتِهِ، فإِذَا بِمُخَلَّعِ مُلقًى على سَريرٍ قَدَّمُوهُ إليهِ: فلمَّا رأى يسوعُ إيمانَهُم قالَ للمُخَلَّع: ثِقْ يا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لكَ خطايَاك. فقالَ قَوْمٌ من الكَتَبَةِ في أَنْفُسِهِم: هذا يُجَدِّف. فَعَلِمَ يسوعُ أَفْكَارَهُم فقالَ: لماذا تُفَكِّرُونَ بالشَّرِّ في قلوبِكُم؟ ما الأَيْسَرُ أَنْ يُقَالَ مَغْفُورَةٌ لكَ خطاياكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ قُمْ فَامْشِ؟ ولكِنْ لكي تَعْلَمُوا أنَّ ابنَ البَشَرِ لهُ سُلْطَانٌ على الأرضِ أنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا. (حينئذٍ قال للمُخَلَّع) قُمْ احْمِلْ سريرَكَ واذْهَبْ إلى بيتِك. فقامَ ومضَى إلى بيتِه. فلمَّا نظرَ الجموعُ تعجَّبُوا ومَجَّدُوا اللهَ الَّذي أعطَى النَّاسَ سُلْطَانًا كَهَذَا.

في الإنجيل 

أعجوبة اليوم تعلن مفهوم الكنيسة حول دور الجماعة المصلِّيَة، ومدى فعاليتها لمعاضدة الإنسان في مسيرته الحياتيّةِ والتقديسيّة.

ممّا لا شَكَّ فيه أنَّ صلاةَ الجماعةِ في الكنيسةِ المجاهدةِ والظافرة، لها قُوَّتُها العظيمة، بِشَرطِ توبتِنا وإصلاحِ حياتِنا.
"فلمّا رأى يسوعُ إيمانَهم قال للمخلّع: ثِقْ يا بُنَيَّ مغفورةٌ لكَ خطاياك".

شفاء المخلّع ارتبط بإيمان المؤمنين الملتفّينَ حولَه، بالإضافةِ إلى ثقتِه هو بِقُدرةِ السيِّدِ على شِفائه.
الله لا يَشفي عُنوَةً وبدونِ أيِّ طَلَبٍ قَلْبيٍّ مقترِنٍ بالإيمانِ والثقة به.

القدّيسُ يوحنّا الذهبيُّ الفم يقول: إنْ كُنّا مهمِلِينَ لا نستطيعُ أن ننالَ خلاصًا، حتّى ولا بمساعدة الآخرين.
وعلى العكس فإنّنا إنْ كُنّا ساهِرِينَ متيقِّظِين، نقدرُ أن نفعلَ ذلك بأنفسنا.. لستُ أقولُ هذا لأنفيَ طلباتِ القدّيسين، وإنّما لكي أُوقِفَ إهمالَكم واكتفاءَكُم بالثقة في الآخرين، وأنتم مطروحون على ظهوركم نائمين.

حسناً، إنّنا ننتفعُ بصلواتِ القدّيسِينَ إنْ كُنّا نحن أنفسُنا متيقّظِين.
قد يقول البعض: ما حاجتي إلى صلوات القدّيسينَ ما دُمتُ أنا نفسي متيقِّظًا؟

إنْ كُنّا نُفَكِّرُ تفكيرًا صادِقًا نُدرِكُ أنّنا في حاجةٍ إليها على الدوام، فبولسُ الرسولُ لم يَقُلْ: ما حاجتي إلى صلوات الآخرين، مع أنّ الذين يصلّون عنه كانوا غير مستحقّينَ للصلاةِ عنه، ولا هم على قَدْرِ المساواة معه.

إنّكَ محتاجٌ بالأكثر إلى صلواتِ الآخَرين، بسبب شعورِكَ بِعَدَمِ احتياجِكَ إليها. نعم، فإنّكَ وإنْ صِرتَ كَبُولُس، فأنتَ محتاجٌ إليها. لا تستكبِرْ لِئَلّا تَسقُط.

إذن، يَليقُ بِنا ألّا نستهينَ بصلواتِ القدّيسين، وأيضًا ألّا نُلْقِيَ كُلَّ شيءٍ عليهم. فلا نعيشَنَّ متكاسلِينَ ومُهمِلِين، ولا نَحرِمَنَّ أنفسَنا مِن نَفْعٍ عظيم.
يليق بنا أن نطلب منهم الصلاة رافعين أيديَهم من أجلنا، وفي نفس الوقت نلتصق نحن بالفضيلة.

موسم والدة الاله مريم:
شذرات من المديح


إفرحي يا مَسَرّةَ اللهِ بالأموات (الدور الأول، البيت الخامس)

نسأل ما هو سرّ الفرح مع والدة الاله؟ يأتي الملاك جبرائيل ويبشّرها، قائلاً: "إفرحي!"  يأتي هذا السلام الفرِح وهي قد امتلأت من الروح القدس بكلام الملاك. الروح القدس يعطي الفرح والنور والسلام. والفرح يأتي أيضًا بعد انتصار. وهنا الانتصار حصل على آخر عدوّ للإنسان، ألا وهو الموت. 

هوذا بصليب المسيح قد دخل الفرح إلى العالم، إذ وطىء المسيحُ الموتَ بموته وفدائه، وأعطى المؤمنين الحياة الأبديّة. من هنا، يأتي المسيح بتجسّده من العذراء مريم ليهب الفرح لمريم أوّلًا، وهي أمّ الفرح الحقيقيّ الذي لا ينزعه أحد، وينتشر فرح الروح إلى كلّ العالم، وإلى كلّ من يقبل هذا الانتصار بحياته. 

إفرحي يا من أظهرَتِ المسيحَ المحبَّ البشر (الدور الثاني، البيت التاسع)

من هو المسيح؟ إنه المحب المبشر، الذي أرجع الفرح الى كل العالم، الى المسكونة وكل ساكنيها! لقد أظهرت لنا المسيح بمحبتها الوالدية. في عرس قانا الجليل، تشفّعت لأجل العروسَين، وأرجعت الفرح إلى العرس.

 لقد أظهرت للعروسَين أنّ وجود المسيح هو الذي يعطي البركة والفرح المنشود في حياتهما العائليّة. ولما قدّمت مريم الربَّ يسوع إلى سمعان الشيخ وعرف أنّه "إلهٌ تامٌّ أيضًا"، صرخ: أطلق عبدك أيّها السيّد، فالآن قد رأيتُ خلاصي وخلاصَ العالَم. ومن لقاءاتِ الفَرَحِ التي بها أَظهَرَتِ المسيح، لِقاؤُها مع أليصابات الحاملِ بِشَهرِها السادس بيوحنّا المعمدان الصوت الصارخ في البرّيّة، وفي لقائها هذا امتلأَتْ أليصاباتُ بِفَرَحِ الروح القدس، وصرخَتْ بابتهاج: مباركٌ لِقائي بِأُمِّ ربّي!

إفرحي يا من قرَنَتْ بين البتوليَّةِ والنِّفَاس (الدور الثالث، البيت الخامس عشر)

أُمٌّ وبتولٌ معًا! تجمعُ والدةُ الالهِ فيها هذا السرَّ العظيمَ بتدبيرٍ من الله، مُعلِنةً أنّ مَن يريدُ أن يتزوّجَ فليتزوَّجْ بالربّ، ومَن يريدُ أن يتبتّلَ فليتبتّلْ بالربّ. المهمّ في كِلتا الحالتَين هو الاِقترانُ بالربّ، طاعةُ الربِّ والاِلتصاقُ به: ها أنذا أَمَةٌ للربّ فَلْيَكُنْ لي حسبَ قَولِك. هكذا أصبحَتْ هي مِثالًا للمتزوِّجينَ والنُّسّاك. المهمُّ هو الشَّوقُ لِلربّ، للإلهِ المُخَلِّصِ الحنونِ الرحيمِ المُحِبِّ والشَّفُوق. هذا هو ابني الحبيبُ فَلَهُ اسمَعُوا! هكذا أَلَّفَتْ أيضًا بين المؤمنينَ والربّ.

إفرحي يا شِهابَ النورِ الذي لا يَغْرُبْ (الدور الرابع، البيت الواحد والعشرين)
ما هو هذا النورُ الذي لا يَغرُب؟ إنّه نُورُ المعرفةِ الفائقة، البَرْقُ المُضِيءُ للنُّفوس. فعندما يسعى الإنسانُ أوّلًا إلى معرفةِ اللهِ الخالقِ الكُلّ، وإلى الاِلتصاقِ به كيانيًّا، حينئذٍ يُسبِغُ عليه اللهُ معرفةً حقيقيّةً فائقةً وَحِكمةً إلهيّةً تفوقُ معرفةَ الحُكَماء، فيصبحُ بذلك "إناءً لحكمة الله... ينير بالمعرفة كثيرين". فمريم العذراء التي "ولدت النور بحال لا توصف" "تفوقُ معرفةَ الحكماء" و "تُنيرُ أذهان المؤمنين" وترشدهم نحو معرفة الاله، أي نحو نور معرفة اللاهوت، النور غير المخلوق. ظهر جليًّا هذا النورُ البَهِيُّ في يوم القيامة المجيدة، وأيضًا في يوم التجلّي العظيم. وَشِهابُهُ يُظهِرُهُ كُلُّ قِدّيسٍ مِن جِيلٍ إلى جيل.

صوم السيّدة 

تستعدّ الكنيسةُ الأرثوذكسيّةُ لاستقبالِ عيد رقادِ والدةِ الإله، الواقع في الخامس عشر من شهر آب، عن طريقِ صومٍ خاصٍّ معروفٍ بـ "صوم السيّدة". وهو صومٌ معروفٌ في الأوساطِ الأرثوذكسيّة، ومحبوب، يمتدّ من بدايةِ شهر آب إلى الرابع عشر منه.

أمّا عن تاريخِ هذا الصوم، فقد عُرِفَ أوّلًا في الأديار، فكانَ الرُّهبانُ يصومونَ تكريمًا للسيّدةِ العذراءِ كسَنَدٍ لكُلِّ الراغبينَ في الطهارةِ وحياةِ البتوليّة، وكنموذجٍ أعلى لهم. وَمِنَ الأديارِ انتقلَت إلى سائر المؤمنين في رعاياهم وبيوتهم، وصار، كغيرِه من الأصوام، فرصةً للتوبةِ وتجديدِ الحياةِ الروحيّة وتنشيطِها.

صومُ السيّدةِ صومٌ عن الزّفَرَين وليس بالضرورةِ انقطاعًا إلى فترةِ الظُّهر. لذلك تُطلقُ عليه العامّةُ صفة "قطاعة"، أي الصوم عن الأطعمةِ الزّفريّة.

ومِن ضمن الأطعمة الزفريّة ننقطعُ أيضًا عن السمك، باستثناء يوم 6 آب، الذي يُسمح فيه بأكل السمك، إكرامًا لعيد تجلّي ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح على جبلِ ثابور أمام تلاميذِه، بحضور موسى وإيليّا، النبيَّينِ العظيمَين. وهذا الاستثناءُ ينطلقُ مِن كونِ الأعيادِ السيّديّةِ هيَ مناسباتُ فَرح، فلا يجوزُ الصومُ فيها.