الأحد 4 نيسان 2021         

الأحد 4 نيسان 2021         

31 آذار 2021

الأحد 4 نيسان 2021         
العدد 14
الأحد الثالث من الصوم  
اللَّحن الثاني الإيوثينا العاشرة 


* 4: (السجود للصليب المقدَّس)، البارّ جرجس (مالاون)، البارّ زوسيماس، الشُّهداء كلاوديوس ودويودورس ورفقتهما، والبارّة ثاوذورة التسالونيكيّة، * 6: آفتيشيوس بطريرك القسطنطينيّة، غريغوريوس السّينائي،
* 7: الشّهيد كليوبيوس، جرجس أسقُف ميتيلين، * 8: الرّسول هيروديون ورفقته وهم من السّبعين،
* 9: الشّهيد آفبسيشيوس، رفائيل ونيقولاوس وإيريني (ميتيليني)، المديح الرابع، * 10: ترانثيوس وبومبيوس ورفاقهما. *


الرجاء الذي لا يُخزي

رتّبت الكنيسة في آحاد الصوم الأربعينيّ قراءات من رسالة القدّيس بولس الى العبرانيّين، كلّها تخاطب المعاني التي تحملها آحاد الصوم تهيئةً للتعييد للفصح الخلاصيّ. وفي رسالة اليوم، أحد السجود للصليب المحيي، تمّ اختيار قراءة تحمل الرجاء والتعزيّة والثقة.

أمّا الرجاء، فإنّه ثابت لأنّ رئيس كهنتنا العظيم هو يسوع ابن الله الذي غلب الموت، وكثيرون من الإخوة رأوه بأمّ العين يجتاز السموات، ليقرّب ذبيحة موته وقيامته على عرش النعمة فداءً أبديًّا لجميع الذي يعترفون به ويؤمنون. 

هو أحبّنا ومات من أجلنا حين كنّا بعدُ خطأة، فكم بالأحرى أنّه يعيننا ويخلّصنا من المحن ونحن الآن قد تبرّرنا بدمه واعترفنا به إلهًا ووضع حياتنا بين يديه. يدعونا الرسول بولس لكي نتمسّك بالاعتراف، فإيماننا هو التعبير عن رغبتنا بطاعة رئيس كهنتنا وقبول الخلاص الذي أتمّه.

أمّا التعزية في الضيقات والأوهان والشدائد، فهي تأتي من أنّ يسوع إلهنا قد اختبر تجاربنا الصعبة "ما خلا الخطيئة"، وعرف أحزاننا والضيقات التي تصادفنا. فهو اختبر الفقر وتحمّل الخيانة والاضطهاد والتشهير والموت على الصليب عريانًا وعطشانا. 

ونحن
إذ ننظر اليوم إلى صليبِ غالبِ الموت، الإله الظافر والقائم، نحصل على تعزية منه، لأنّنا ندرك أنّه يعرف كلّ ما نعانيه. 

نسجد اليوم لصليب الربّ، ونسكب أمامه تضرّعنا ونخبره بأحزاننا، نقول له أسباب تعاستنا ونطلب إليه أن يرثي لنفوسنا، وأن يشفق على الذي يجهلون ويضلّون، كما هي عادة رؤساء الكهنة. لا سيّما وأنّه هو رئيس الكهنة الذي لا ضعف فيه ولا خطيئة كي يقرّب من أجل نفسه الذبائح، بل قد صار هو ذبيحة من أجلنا، ومن أجلنا قرّب ذبيحته على عرش النعمة. دم الحمل الإلهيّ الذي يصبغ عرش النعمة هو عوننا وخلاصنا وسلامنا وفرحنا الذي لا ينزعه منّا أحد.

لنتقدّم إلى عرش النعمة بثقة، لأنّ مسيحنا هو الكاهن إلى الأبد الذي أُعطي الكرامة والمجد، وذبيحته الأزليّة مقدّسة دائمًا ومقبولة. فلنقترب منه بثقة ونصلِّ ونسجد لصليبه، ونتضرّع إليه كي يُعتقنا من التجارب والضيقات، ويغسلنا بدم صليبه من خطايانا، ويعزّينا في شدائدنا برؤية ملكوت الله آتيًا بقوّة.

الأرشمندريت يعقوب خليـل
عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ


طروباريّة القيامة باللّحن الثاني

عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.

طروباريَّة الصليبب ا للّحن الأوّل
 
خلِّصْ يا ربُّ شعبَكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبة على الشرّير، واحفظ بقوّةِ صليبِك جميعَ المختصّين بك.

القنداق باللّحن الثامن

إِنِّي أَنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أَكتُبُ لكِ راياتِ الغَلَبَة يا جُنديَّة محامِيَة، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكْرَ كَمُنْقِذَةٍ مِنَ الشَّدائِد. لكنْ، بما أَنَّ لكِ العِزَّةَ الَّتي لا تُحارَبِ، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدِائِد، حتَّى أَصرُخَ إِليكِ: إِفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.

الرِّسَالة
عب 4: 14-16، 5: 1-6 
خلِّص يا ربُّ شَعبَك وباركْ ميراثك
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ إلهي
 

يا إخوة، إذ لنا رئيسُ كَهَنةٍ عظيمٌ قد اجتازَ السماواتِ، يسوعُ ابنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بالاعترافِ. لأنْ ليسَ لنا رئيسُ كهنةٍ غيرُ قادرٍ أن يَرثيَ لأوهانِنا، بل مُجَرَّبٌ في كلِّ شيءٍ مِثلَنا ما خَلا الخطيئة. فَلْنُقْبِلْ إذاً بثقةٍ إلى عرشِ النعمةِ لنِنالَ رحمةً ونجدَ ثِقةً للإغاثةِ في أوانها. فإنَّ كلَّ رئيسِ كهنةِ مُتَّخَذٍ من الناسِ ومُقامٍ لأجلِ الناس في ما هو لله ليُقرَّبَ تَقادِمَ وذبائحَ عن الخطايا، في إمكانِهِ أنْ يُشفِقَ على الذينَ يجهَلونَ ويَضِلُّونَ لِكونِهِ هو أيضاً مُتَلَبِّساً بالضَعْفِ. ولهذا يجب عليهِ أنْ يقرِّبَ عن الخطايا لأجلِ نفسِهِ كما يُقرِّبُ لأجلِ الشعب. وليس أحدٌ يأخذُ لِنَفسِهِ الكرامةَ بَلْ من دعاه الله كما دعا هارون. كذلكَ المسيحُ لم يُمَجِّدْ نَفْسَهُ ليَصيرَ رئيسَ كهنةٍ، بَلِ الذي قالَ لهُ: "أنتَ ابني وأنا اليومَ ولدتُك". كما يقولُ في مَوضِعٍ آخرَ: أنتَ كاهنٌ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ ملكيصادق.

الإنجيل
مر 8: 34-38، 9: 1


قال الرَبُّ: مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني فَلْيَكْفُرْ بنَفْسِهِ ويَحمِل صَليبَه ويَتبَعْني. لأنَّ مَنْ أرادَ أنْ يُخَلِّصَ نفسَه يُهْلِكُها، ومَنْ أهلكَ نفسَهُ مِن أجلي وَمِنْ أجلِ الإنجيل يُخَلِّصُها. فإنَّهُ ماذا يَنتفعُ الإنسانُ لو رَبحَ العالَم كُلَهُ وخَسِرَ نفسَهُ؟ أمْ ماذا يُعطي الإنسانُ فِداءً عن نَفسِهِ؟ لأنَّ مَن يَستحي بي وبكلامي في هذا الجيلِ الفاسقِ الخاطئ يَستحي بهِ ابنُ البَشَرِ متى أتى في مَجدِ أبيهِ مَع الملائكةِ القِدّيسِين. وقالَ لَهُم: الحقَّ أقولُ لكم إنَّ قَوماً مِنَ القائمين ههنا لا يَذوقونَ الموتَ حتّى يَرَوا مَلكوتَ اللهِ قد أتى بقُوّة.

في الإنجيل 

هذا هو الأحد الثالث من الصوم الكبير وقد بلغنا فيه منتصف هذه الفترة المباركة فجعلنا الصليبب محوراً لهذا الجهاد المبارك وقرأنا هذا الفصل الإنجيليّ من بشارة الرسول مرقس الذي يتكلّم فيه الربّ يسوع عن حمل الصليب الذي به نبلغ القيامة.

في كلام السيّد اليوم دعوةٌ لحمل الصليب والسير وراءه. لذلك قال في إنجيل اليوم: 

"من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" في هذا الكلام دعوة لنا من الربّ يسوع أن نكون له تلاميذ ونتبعه كما تبعه تلاميذه والتلميذ يمشي وراء معلّمه وهذا السير مُكْلِفٌ ولكنّه يُوصِلُنا إلى القيامة. 

وحريّة اتّباع يسوع متروكةٌ لنا، لأنّه قال: "مَن أراد". فالذي لا يريد أن يُصلب مع المسيح، أي أن يتّحدَ معه، فليذهب.

 "فلينكر نفسه" ماذا يعني إنكار النفس؟ هذا يعني إنكارَ الأنانيةِ والقُدرةَ على المغفرةِ لمن أساءَ إلينا وتدريبَ النفسِ على عدم الإكراه والمحبّة دون قيود، كي نكون مسيحيّين فعلاً لا قولًا. 

عندها فقط لا نحيا نحن بل المسيح يحيا فينا على حدّ قول الرسول بولس. لذلك في مسيرتنا بالصوم نحو الفصح نقف ونسأل أنفسنا هل نحن مستعدّون لحمل الصليب واتّباع يسوع، خاصّةً أنّنا نعيش حياةً تُعرقلُها عراقيلُ كثيرةٌ كالمحبّةِ الباطلةِ والتعلُّقِ الفاسد بأمورٍ أرضيّةٍ زائلة.

في أحد السجود للصليب وفي دعوة الربّ لنا اليوم لإنكار الذات، يذكّرنا الربّ بأن نضع نُصْبَ أعيُنِنا مصلحةَ الآخرين المُعوَزِين، وألّا نُقيمَ لذواتِنا وزناً. الأمر صعب ويستلزم جهاداً مستمرّاً، ولكنّنا إن سلكناه نَلِجُ به فجرَ القيامة المجيدة.

الصّلـيب في تعليم الآباء  

للصليبِ مكانةٌ خاصّةٌ في العقيدةِ المسيحيّة، لارتباطِه بالخلاصِ الّذي أتمَّهُ ابنُ اللهِ بموتِه عليه. فإنّ ابنَ اللهِ، ربَّنا يسوعَ المسيح، على حَدِّ تعبيرِ بولسَ الرسول: "وَضَعَ نفسَهُ وَأطاعَ حتّى الـمَوت، مَوتِ الصَّليب" (في 7:2). 

ولكنَّ الصليبَ جُعِلَ للمُجرِمِين، أمّا المسيحُ فقد كان بريئًا من الإثم: "الّذي لَـم يَصنَعْ خطيئةً، وَلا وُجِدَ في فَمِهِ غِشٌّ" (1بط 22:2). وهذا ما صَعقَ الشيطان وفضحَ مخالفتَه العُظمى وأسقطَهُ في يَدِ ابنِ الله. بِـمُجَرَّدِ أن قَبِلَ الـمسيحُ الـمَوت، تَـجَرَّدَ الشَّيطانُ مِن كُلِّ سُلطانِه.

لِذا، صارَتْ علامةُ الصّليبِ علامةَ رُعبٍ لِلشَّيطان، حتّى ولو معَ طِفلٍ صغير.
فَكُلُّ مَن يتمسَّكُ بالصَّليبِ يتغلَّبُ على الشَّيطان.

* كلمات آبائيّة:


- لنعلِّق الصليبَ فوق أسرَّتِنا عوضَ السيف، ولننقشْه على أبوابنا بدل المزلاج، وليكن حول بيوتنا موضع السُّور.
- هذه العلامةُ المقدَّسةُ منذ أيّام آبائنا حتّى اليوم أبطلت مفعول السُّموم وحلّت قوّة العقاقير وشفت عضّة الوحوش السامّة... تُطَهِّرُ الأماكن والكنائس والأواني والكؤوس والطعام والشراب.
- الصليب إرادةُ الآب ومَجدُ الابن ومَسَرَّةُ الرُّوحِ القُدُس.
- هو العَلَمُ الذي يسير وراءه أبناء الله على مدى الأجيال، هو شارة الخلاص، شرط الانتصار، علامةُ المختارين، هو وحيٌ لكلِّ فضيلةٍ، وعُكّازُ البِرِّ والتقوى.
- لا تَخجَلْ يا أخي مِن علامةِ الصّليب، فهو ينبوعُ الشّجاعةِ والبَرَكات، وفيه نحيا مخلوقِينَ خِلْقةً جديدةً في المسيح. إلبَسْهُ وافْتَخِرْ بِهِ كَتاج.
يوحنّا الذهبيّ الفم

- قَهَرَ المخلِّصُ الموت، وشَهَّرَ به على الصليب، وأَوثَقَ يدَيه ورِجلَيه.
أثناسيوس الرَّسوليّ

- في جميع أسفارنا وتحرُّكاتِنا، عندما ندخل وعندما نخرج، عندما نلبس ملابسنا وعندما نخلعها... عندما نُشعل مصابيحَنا وعندما نطفئها لننام، في جُلوسِنا وفي كلّ أعمالنا، نرشُم أنفسَنا بعلامة الصليب.
ترتليانوس

- وعلينا حينما نستيقظ أن نشكر المسيح ونبدأ نتمّم أعمالنا اليوميّة بقوّة الصليب.                               
أمبروسيوس

- فَلا نَخْزَ إذًا أن نعترفَ بالمسيحِ مصلوبًا، بل ليتَ إشارةَ الصّليبِ تكونُ خَتمًا نصنَعُهُ بشجاعةٍ بأصابِعِنا على جبهتِنا وعلى كُلّ شيء: على الخبز وعلى كأسِ الشّراب، في مجيئنا وذهابنا، قبل نومِنا وعندَ يقظَتِنا، وفي الطّريق، وفي البيت.
كيرللس الأورشليميّ

- بدلاً من أن تحمل سلاحًا أو شيئًا يحميك، إحمل الصليب واطبع صورته على جسدِكَ وقلبِكَ، وارسم به ذاتَك، لا بتحريك اليد فقط، بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضًا. أُرسُمه في كلّ مناسبة: في دُخولك وخروجك، في جلوسك وقيامك، في نومك وفي عملك، أرسمه باسم الآب والابن والروح القدس.
أفرام السُّريانيّ

- حيث وُجدت إشارة الصليب، ضَعُفَ السّحر وتلاشت قوّة العرافة.
أنطونيوس الكبير

- يقول الآباء إنّ الذي يرسم ذاته بعلامة الصليب في عَجَلَةٍ بلا اهتمامٍ أو ترتيب، فإنّ الشياطين تفرح به، أمّا الذي في رويّة وثبات يرسم ذاته بالصليب.... فهذا تحلّ عليه قوّة الصليب وتفرح به الملائكة.
- إنَّ في إشارةِ الصّليبِ كُلَّ رُوحِ الإيمانِ المسيحيّ:
- فيه اعترافٌ بوحدانيّةِ اللهِ كإلهٍ واحد.
- فيه اعترافٌ بتجسُّدِ الابنِ وَحُلُولِهِ في بطنِ العذراء.
- في اعترافٌ بِقُوَّةِ عمليّةِ الفداء الّتي تمّت على الصّليب.
إذًا، فَيَليقُ بنا أن يكونَ رَسْمُنا للصّليبِ فيه حرارةُ إيمان.
يوحنّا كرونشتادت.

كلمة صاحب السيادة
المتروبوليت أفرام (كرياكوس)
بمناسبة عيد حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة التاسع والسبعين 


ممّا قلته في كلمتي: المطلوب اليوم محبّة الله ومحبّة الإخوة قبل كلّ شيء، بحسب الوصيّة "أحبب الله من كلّ قلبك وقريبك كنفسك".

هذا ينبغي أن نفعله على صعيد الفرد وعلى صعيد الجماعة، إن كان في البيت، في العائلة أم في المجتمع، إن كان في الكنيسة أم في السياسة، إن كان مع الأصدقاء أو مع الأعداء. طالما يقول الرب في عظته على الجبل: "أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم أحسنوا للذين يسيئون إليكم... إن كنتم تحبّون الذين يحبونّكم فما الفضل لكم، فإنّ الخطأة أيضًا يحبّون الذين يحبّونهم. (راجع لوقا: 6).

فلا نَقطعِ الصِّلةَ مع الذين يختلفون معنا في الرأي، ولا نَنبُذْهم ولا نُحارِبْهم، واقعين في آفة القوميّة والفئويّة وغيرها.
تعلمون أنّه هكذا كانت سياستنا على صعيد الكنيسة الأنطاكيّةِ وعلاقتِها مع الكنائس الأرثوذكسيّة وغير الأرثوذكسيّة وحتّى غير المسيحيّة.

هذا كلّه اقتداءً بالمسيح يسوع الذي فدى بنفسه "ومات ليجمعَ أبناءَ الله المتفرّقين إلى واحد" (راجع يوحنا 11: 51-52).
أقول كلّ هذا لكي أصل إلى ما نحتاجه اليوم في الكنيسة وفي العالم وهو كلمة المصالحة وخدمة المصالحة.

هي كلمة الخلاص، كلمة النعمة (أع 20: 32) كلمة الحياة (1يو 1: 1) يقول الرسول بولس الى أهل كورنثوس: "إن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة... الكلّ من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمةَ المصالحة، أي إنّ الله كان في المسيح مصالحاً العالمَ لنفسه غيرَ حاسبٍ لهم خطاياهم... واضعاً فينا كلمةَ المصالحة" (2 كور 5: 17-18-19).

الشيء الثاني الذي أودّ أن أَذكرَه في هذه المناسبة الكريمة والذي نحن بحاجةٍ ماسّةٍ إليه اليوم في الكنيسة وفي العالم، ألا وهو قضيّةُ التكريس، التفرّغ إلى الخدمة الكهنوتيّة في الهيكل والرعاية والبشارة. 

هذا ليس مقتصراً على الكهنوت الملوكيّ الذي طالما نشدّدُ عليه أيضًا. أعني، مرّةً أخرى، نحن بحاجةٍ إلى شبابٍ ذكورٍ وإناث، تركوا كلّ شيء وتبعوا المسيح على غرار الرسل، مكرِّسين ذواتهم للخدمة، خدمة الهيكل، الخدمة الرعائيّة، الأبوّة الروحيّة، وأيضًا للبشارة.

هذا وأشكر الله وأشكركم جميعاً على هذا اللقاء المبارك، وأتمنى للجميع عيداً مباركاً وصوماً هنيئاً مثمراً.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما