الأحد 5 نيسان 2020

الأحد 5 نيسان 2020

05 نيسان 2020

الأحد 5 نيسان 2020           
 العدد 14
الأحد الخامس من الصوم
اللَّحن الأول   الإيوثينا التاسعة
 
* 5: مريم المصريّة، الشُّهداء كلاوديوس وديودورس ورفقتهما، ثاوذورة التسالونيكيّة، * 6: آفتيشيوس بطريرك القسطنطيَّة، غريغوريوس السِّينائي، * 7: الشهيد كليوبيوس، جرجس أسقف ميتيلين، * 8: الرَّسول هيرودون ورفقته وهم من السَّبعين، * 9: الشهيد آفبسيشيوس، رفائيل ونيقولاوس وإيريني (ميتيليني) ، * 10: ترانتيوس وبومبيوس ورفاقهما، * 11: سبت لعازر، الشَّهيد أنتيباس أسقف برغامس. **
 
 
تذكار القدّيسة مريم المصريّة 
في الأحد الخامس من الصوم نُقيم تذكار القدّيسة مريم المصريّة والقراءة الإنجيليّة من إنجيل مرقس (10: 32- 45).
 
هذا الأسبوع هو الأحد ما قبل أحد الشعانين أو الدخول إلى أورشليم وبدء الآلام الخلاصيّة التي تنتهي بالصليب ومن ثمّ تكتمل بالقيامة المجيدة.
 
لقد بدأ الربّ بتهيئة تلاميذه بالقول لهم عما سيحدث له. الربّ يسوع، له المجد، يعلم كلّ العِلم ويرى مُسبقاً أن نفوس تلاميذه سوف تضطرب بسبب آلامه، لذلك سبق وأخبرهم عن آلامه ولكن عن قيامته المجيدة أيضاً. "ابن البشر يُسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم فيهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم". لقد كشف سرّ آلامه الخلاصيّة إلى أولئك الذين كانوا قريبين منه وعلى صلة وثيقة به، أي تلاميذه الاثني عشر.
 
عند الاقتراب من أورشليم، يدنو إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدى يسألانه طالبَين: "أعطنا أن يجلس أحدنا عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك". لقد اعتقد هذان التلميذان أنه كان ماضيًا إلى مملكة أرضيّة وأنّه سيحكم من أورشليم، لذلك سألوا هذا الإمتياز بالجلوس في المقاعد الأولى. لقد طلبوا هذا لأنّهم افترضوا أنّ كلّ شيء قد انتهى وأنّ العمل بأكمله قد تمَّ. (يوحنا الذهبي الفم). 
 
لقد أساء التلاميذ فهم رسالة الربّ يسوع وظنّوا أنّه يسعى إلى مملكة أرضيّة، وأنّه سوف يكون للتلاميذ مناصب فيها لذلك غضب بقيّة التلاميذ العشرة على يعقوب ويوحنا لانفرادهما بهذا الطلب ولهذا الامتياز من الربّ يسوع دون سواهما.
 
لقد كان جواب الربّ يسوع على طلب يعقوب ويوحنا بسؤالهما: "أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟"، أنتما تطلبان وتتوقان إلى الشرف والمجد بينما أنا أدعوكما إلى الموت!
 
"هنا المسيح يدعو صلبه بالكأس وموته بالمعمودية. لقد دعا صلبه بالكأس لأنّه كان ماضياً إليها طوعيّاً وبفرح. ودعا موته بالمعمودية لأنّه بواسطتها سوف يُطهِّر العالم بأسره". (القديس يوحنا الذهبي الفم).
لقد تنبّأ التلميذان بمصيرهما قائلَين له " نعم نستطيع". وهذا ما حدث بالفعل إذ اقتبل كلاهما الكأس والمعموديّة، أي الشهادة. فالقدّيس يعقوب استشهد بقطع الرأس في أورشليم حوالي 45 للميلاد والقديس يوحنا عاش الاضطهاد في روما ونُفي إلى جزيرة بطمس.
 
نقرأ من استشهاد القديس بوليكربوس تلميذ القديس أغناطيوس الأنطاكي أنّه يوم استشهاده وأثناء تعذيباته رفع عينيه إلى السماء وقال: " أيها الربّ الكليّ القدرة، أباركك لأنّك أهّلتني في هذا اليوم وفي هذه الساعة لأكون من عداد شهدائك ومن مساهمي (مشاركي) كأس مسيحك لقيامة الروح والجسد في الحياة الأبديّة بدون فساد".
 
لقد أوضح الربّ لتلاميذه أنّ حبَّ الرئاسة والسلطة هو من صفات أسياد هذا العالم، وعلّمهم قائلاً: "الكبير فليكن خادماً والأول فليكن عبداً للجميع. وذلك    لأنّ ابن البشر بذاته "لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم وليبذل نفسه فداءً عن كثيرين". هذه سلطة الخدمة ورئاسة المحبّة والتضحية التي قدَّمها الربّ يسوع مثالاً لتلاميذه. 
 
اليوم نُقيم تذكار القدّيسة مريم المصريّة وهي كانت فتاة من الإسكندرية عاشت في القرن الرابع للميلاد وكانت تعيش حياة الخطيئة، حاولت مرّةً الدخول إلى كنيسة القيامة في أورشليم فشعرت بقوّة غير منظورة كانت تمنعها من الدخول بسبب عدم استحقاقها. هناك كانت نقطة التحوّل ورحلة العودة بالتوبة إلى الله. تركت المدينة وجازت نهر الأردن ودخلت إلى البرّيّة وعاشت وحدها مع الله الذي أصبح معشوقها وقضت حوالي 47 سنة في البرية في حياة نسك وجهاد، لقد قَبِلت القدّيسة مريم المصرية أن " تشرب الكأس التي شربها السيّد وأن تصطبغ بالصبغة التي اصطبغ بها". لقد قبلت أتعاب النسك طوعاً واختيارياً، لقد حَمِلتْ صليب النسك الذي يُسمّى في كنيستنا "بالشهادة البيضاء". نقرأ من سحر الأحد: " لقد ألجمتِ كلّ نهضات الجسد بالأتعاب النسكيّة، وأوضحتِ معقول نفسك شهماً لأنّك مذ صبوتِ إلى مشاهدة صليب الربّ صَلبتِ ذاتك للعالم يا دائمة الذكر لذلك أنهضتِ نفسك نحو مغايرة السيرة الملائكيّة".
 
لقد أدركت القدّيسة مريم المصريّة، على خلاف يعقوب ويوحنا أن "ليس ملكوت السموات طعاماً وشراباً بل برٌّ ونسكٌ مع قداسة". أن ملكوت السموات والجلوس عن اليمين واليسار يُقتنى من خلال عيش الفضيلة بالنسك والقداسة وليس امتيازاً يُعطى بمجرّد الطلب والسؤال.
 
في هذا الأحد الخامس من الصوم ونحن على عتبة الآلآم الخلاصية ما زال الوقت كافياً للعودة إلى الله بالتوبة الصادقة، على غرار توبة القدّيسة مريم المصريّة، هذه التوبة التي تُترجم فعليًّا من خلال أتعاب الصوم والصلاة والنسك حتى نؤهَل أن نُشارك الربّ في مجده وقيامته. آمين.
 
+ باسيليوس
متروبوليت أوستراليا، نيوزيلندا والفيليبيّن 
 
 
طروباريّة القيامة باللّحن الأوّل
إن الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمت في اليوم الثالث أيها المخلِّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا اليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محب البشر وحدك.
 
طروبارية القديسة مريم المصرية باللّحن الثامن
بكِ حُفِظَت الصورةُ بإحتراسٍ وَثيق أيَّتها الأمُّ مريم، لأنَّكِ حملتِ الصليبَ وتبِعْتِ المسيح، وعَمِلتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسَدِ لأنَّه يزول، ويُهتمَّ بأمورِ النفسِ غير المائتة. لذلك تَبتهِجُ روحُكِ مع الملائكة.
 
القنداق باللّحن الثاني
يا شفيعَةَ المَسيحيِّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المرْدودة، لا تُعْرِضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمَعونةِ بِما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارِخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسْرِعي في الطلْبَةِ يا والِدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بِمكرّميك.
 
الرِّسَالة 
عب 9: 11-14
 
صَلُّوا وأَوفوا الربَّ إلهُنا
اللهُ معْروفٌ في أرضِ يهوذا 
 
يا إخوَةُ، إنَّ المسيحَ إذْ قَدْ جاءَ رَئيسَ كَهَنَةٍ للخيراتِ المستقبلةِ، فبمَسْكنٍ أعظَمَ وأكمَلَ غَيْرِ مَصْنُوعٍ بأيدٍ، أيْ ليسَ من هذه الخليقةِ وليسَ بدمِ تُيُوسٍ وعجولٍ بَلْ بدمِ نفسِهِ دَخَلَ الأقْداسَ مرَّة واحدةً فوَجَدَ فِداءً أبَديّا. لأنَّهُ إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتيوسٍ ورَمادُ عِجلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقَدِّسُهُمْ لتطهيرِ الجسدِ، فكَمْ بالأحرى دَمُ المسيح الذي بالرُّوح الأزَليِّ قَرَّبَ نفسَهُ للهِ بلا عيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائرَكُم منَ الأعْمالِ الميتة لِتعْبُدُوا اللهَ الحيَّ.
 
الإنجيل
مر 10: 32-45 
 
في ذلك الزمان، أخَذَ يسوعُ تلاميذَهُ الإثْنَي عَشَرَ وابْتَدَأ يَقولُ لَهُم ما سيَعْرُضُ لَهُ: هُوذا نَحْنُ صاعِدونَ إلى أورَشليمَ، وابنُ البَشَرِ سَيُسَلَّمُ إلى رؤساء الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ فَيْحكُمونَ عَلَيْهِ بِالموْتِ وَيُسَلِّمونَهُ إلى الأمَم فَيَهْزَأونَ بِهِ ويَبْصُقونَ عَلَيْهِ وَيَجْلدونَهُ وَيَقْتُلونَهُ وفي اليَوْمِ الثالثِ يَقومُ. فَدَنا إليْهِ يَعْقوبُ ويَوحَنّا ابنا زَبَدى قائلَين: يا مُعَلِّمُ نريدُ أنْ تَصْنَعَ لَنا مَهْما طَلَبنا. فَقالَ لهُما: ماذا تُريدانِ أنْ أصْنَعَ لَكُما. قالا لَهُ: أعْطِنا أنْ يَجْلِسَ أحَدُنا عَنْ يميِنكَ والآخرُ عَنْ يساركَ في مَجدِكَ. فقالَ لَهُما يسوعُ: إنَّكُما لا تَعْلَمان ما تَطْلُبان. أتستطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ التي أشرَبُها أنا وأنْ تَصْطَبِغا بالصبْغَةِ التي أصْطَبِعُ بِها أنا. فقالا لَهُ نَسْتَطيع. فقالَ لَهُما يسوعُ: أمَّا الكأسُ التي أشْرَبُها فَتَشْرَبانِها وبِالصبْغةِ التي أصْطَبِغُ بِها فَتَصْطَبِغان. أمَّا جُلوسُكما عَنْ يميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أنْ أعْطِيَهُ إلاّ للّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ، فَلَمَّا سَمِعَ العَشرَةُ ابْتدَأوا يَغضَبونَ على يعقوبَ ويوحنا فدَعاهُم يسوعُ وقالَ لَهُم قدْ عَلِمْتُمْ أنَّ الذينَ يُحْسَبونَ رُؤَساءَ الأمَم يَسودونَهَم وَعُظماءَهُم يَتَسلَّطون عَليْهم وأمَّا أنْتُمْ فَلا يَكونُ فيكمْ هكذا ولكِنْ مَنْ أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُمْ خادِماً وَمَن أراد أن يكونَ فيكمْ أوَّلَ فَلْيَكُنْ للجميع عَبْداً، فإنّ ابنَ البَشَرِ لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ  وليبذل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين.
 
في الرسالة 
 
في الرسالة إلى العبرانيّين نجد كلامًا مفصّلاً على يسوع كـ "عظيم الكهنة للعهد الجديد"؛ وقد تمّم، بدءًا من ذبيحة الصليب وحتّى دخوله الهيكل السّماويّ، الخدمةَ التي كان "عظيم كهنة العهد القديم" (رئيس الكهنة اليهوديّ) يتمّمها كلّ سنة في "يوم الغفران" (يوم كيبور في العاشر من شهر تشري وفق التقويم اليهوديّ).
 
ولئن كان رئيس الكهنة اليهوديّ يتمّم خدمة يوم الغفران في هيكل أورشليم المصنوع بأيدٍ؛ فإنّ يسوع، رئيس كهنة العهد الجديد، تمّم خدمته في "مسكن أعظم وأكمل غير مصنوع بأيدٍ" أي في الهيكل السّماوي، الهيكل الذي أراه الله لموسى وطلب منه أن يصنع مسكنًا على مثاله.
 
ولئن كان رئيس الكهنة اليهوديّ يتمّم خدمة يوم الغفران "بدم تيوس وعجول" قُدّمت كذبائح عن خطاياه وخطايا الشّعب، يدخل به إلى قدس الأقداس ليرشّه؛ فإنّ يسوع، رئيس كهنة العهد الجديد، قد دخل إلى قدس الأقداس السماويّ "بدم نفسه" (أي بدمه) الذي أريق على الصليب ذبيحة عنّا.
 
ولئن كان رئيس الكهنة اليهوديّ يتمّم خدمة يوم الغفران مرارًا وتكرارًا، سنة بعد سنة؛ فإنّ يسوع، رئيس كهنة العهد الجديد، قد دخل إلى قدس الأقداس السماويّ، بدمه الذي أريق على الصليب، "مرّة واحدة" فقط. فكانت النتيجة أنّه "وجد فداءً أبديًّا"، أي حصلنا بدخوله على فداء أبديّ.
 
فذبيحة الصليب ذبيحة أبديّة، ففي كلّ قدّاس يُعطى لنا خبزُ الإفخارستيّا جسدًا للمسيح الذي رُفع على الصليب ذبيحة عنّا، ويُعطى لنا كأسُ الإفخارستيّا  دمًا للمسيح الذي أهرق من أجلنا على الصليب.
 
نحن في القدّاس لا نعاود تقديم جسدِ المسيح ودمِه قربانًا لله الآب، فالمسيح قرّب نفسه "مرّة واحدة" كافية لفداء أبديّ؛ بل "التي لك ممّا لك" (أي الخبز والخمر)، "ونحن نقدّمها لك"، أيّها الإله الآب، "في كلّ وجه"، أي مرفقة بكلّ وجه من أوجه العبادة (الشكر، التمجيد، التسبيح ...)، و"من أجل كلّ شيء"، أي من أجل كلّ عطايا الله لنا، بدءًا من عطيّة الحياة التي هي العطيّة العظمى.
 
 نحن نشكر الله دومًا، ولا نخشى المحن الجسديّة والعالميّة ["لا تخافوا ممّن يستطيع أن يقتل الجسد"، أوصانا الرّبّ يسوع]، بل نظير الذهبيّ الفم، فليكن لسان حالنا دومًا: "المجد لله على كلّ شيء".
 
"الكورونا"
كِذبَة أَم بدعة..؟!..
 
هذا ما يُحسّ به المؤمن، قبل أَن يأخذ القرار.!.
 
ماذا أَعمل يا سيّد، وأَنا في هذا التّيه والضّياع.؟!. أَأَتبع الّذين يُمالقون بعضهم البعض في أَخذِ القرارات المصيريّة الّتي تبني حياتنا ومعتقداتنا وعائلاتنا وثمّ معاهدنا.!!.
 
دعونا نهدأ لنأخذ القرار الأَصحّ.!. كيف.؟!... أَأَقبل التّعاطي مع هذا المرض الجرثوميّ (كورونا) الّذي خلقه الإنسان، لا ليحيا فيه... بل ليقف متسائلًا: ما هي الوسائل الّتي يستطيع أَن يستخدمها الإنسان حتّى لا نموت باللّامعرفة، من مرض أَو شبه مرض جرثوميّ خلقه إنسان الشّرّ الشّيطانيّ، ليهلك نصف أَو كلّ القارة الأَرضيّة وناسها وحياتهم... ما الهدف ممّا يجري حولنا في حياتنا اليوم.؟!...
 
كيف نتعاطى مع هذه الجرثومة.؟. الوقاية منها.!. الخوف منها.!. أَو الإستهتار والتّواني، أَو التّكاسل في الإحتراز من هذه الظّاهرة، لنحمي عائلاتنا وحياتنا في الأَديار والكنائس والمدارس والمعامل.!. الخ...
 
مَن هو الّذي يريد أَن يقضي على البشريّة بمُجْمَلِها.؟!. وما الهدف من (إبداع) الجراثيم لقتل العالم.؟!...
أولئك البشر، أَليس عندهم أَولاد.؟!... أَم المطلوب هو أَنه بدل إشعال الحرب النّوويّة، بإمكاننا أَن نخلق الجراثيم لقتل العدد الّذي نريده من النّاس، في بلادهم ونحفظ مَن وما نريده من البشر لخدمة مآربنا وإستخدام أُولئك أَو هؤلاء، لنبني، "مدينتنا الفاضلة"، فوق العفن والدّنس والموت.!!.
 
"لا لنا يا الله... لا لنا... بل لاسمك أَعطِ "الموت".؟!. أَو "المجد".!!.
 
في وضعنا الحاضر... كلّ العالم يواجه الخطر الجرثوميّ واسم هذا الشّيطان المدمِّر (كورونا)...
وما اسم الإله...؟!... أَيعرف الإنسان أَنّه مخلوق الإله الحقّ الّذي من قبل الدّهور.؟!...
 
في مسيرتنا الحياتيّة... يُدْرِك كلّ إنسان، متعلِّمًا كان أَم جاهلًا... أَنّه ينتمي إلى بلد، عائلة، إنتماءً دينيًّا، عرقيًّا، ثقافيًّا... ولا يجرؤ على قول النَّعم أَو اللّا، إلّا إذا سُمِحَ له، أَن يحيا كما هو مكتوبٌ له.!.
 
نحن بشر ننتمي إلى الإِله الحقّ، الّذي هو الثّالوث القدّوس... الآب... والإبن... والرّوح القدس.!.
 
وهذا الإنتماء يجعلنا مؤمنين بأَنّنا أَولاد وذرّيّة هذا الثّالوث... منه وُلدنا ومن والدة الإله، العذراء مريم الّتي وحدها بالنّعمة وَلَدت إبنها المسيح، لنحيا من أَكل جسده وشرب دمه، لنصير آلهة معه بالنّعمة، فنحيا ونُحيي بلا تردُّد حياتنا في بيوت الرّبّ... في كنائسنا، الّتي هي أَهمّ من بيوتنا.!. نحن نحيا روح الإِله في كنائسنا، فكيف تقفلونها لتموت والإِله.!!.
 
دعونا يا أَحبّة نعلِّم أَولادنا، كما تعلَّمنا نحن، من آبائنا "أَنّنا إن عشنا فللرّبّ نحيا، وإن متنا فللرّبّ نموت... فإن عشنا وإن متنا... فنحن للرّبّ وهو لنا"... آمين...
 
من روحانيّات الفيلوكاليا 
 
"ليس هناك أقوى من الصلاة لاستجلاب القوى الإلهيّة أي النعمة، هذا لأنه ليس هناك شيء أرفع من محبّة الله". هذا تعبير عن نضوج نعمة المعموديّة من خلال تطبيق الوصايا وممارسة الصلاة المستمرّة. (القدّيس مرقس الناسك)
 
يؤكّد القدّيس مكاريوس المصري على مشاركة النعمة الإلهيّة إرادةَ الحريّة البشريّة من أجل تفعيل نعمةِ المعموديّة وتذوّق الله ممّا هو "قوة الروح القدس العامل في القلب بإشعار حقيقي. عندما ترعى النعمةُ القلبَ يملك عندئذ هذا الأخير على كلّ أعضاء الجسد". (من عظة القدّيس مكاريوس المصري الروحيّة (15: 20).
 
القَدّيس ذياذوخس أسقف فوتيكي من منطقة إيبروس في آسيا الصغرى أيّام مجمع خلقدون 451. كتب العظات المئة المرتبطة بعظات القدّيس مكاريوس المصري الروحيّة. يركّز هذا القديس ذياذوخس على الخبرة العملية للحياة الروحية ويؤكّد على ذكر اسم يسوع في الصلاة مما يوقظ الحسّ الروحي الذي يجعل الإنسان يذوق طعمَ الله بكلّ حقيقة "ذوقوا وانظروا ما أطيب الربّ". (القدّيس ذياذوخس فوتيكي).
أشعيا الناسك
 
عاش القدّيس أشعيا الناسك في أسقيط مصر في أواخر القرن الرابع وبدايات القرن الخامس. عرف آباء كثيرين على مثال الرهبان مكاريوس المصري، بيمين، يفنوتيوس، أغاثون، صيصوي...
 
لا شكّ أنّ ما ذُكر عنه في الفيلوكاليا أنه تأثر بكتابات القدّيس مكاريوس المصري.
 
-إفغريوس البنطي (345-399). هو تلميذ الآباء الروحيين في مصر بخاصة القدّيس مكاريوس. تركّز تعليمه على الجهاد الروحي وممارسة الصلاة النقيّة ممّا يفضي بنا إلى استرجاع المقام الأصلي للإنسان. apocatastase الحياة النسكية والصلاة من شأنهما أن يستعيد الإنسان الحالة الملائكية التي خسرها.
 
رغم أنّ الكنيسة لم تعترف به قديساً بسبب كتاباته الغنوصيّة إلا أنّه كان له تأثيرٌ كبير على الروحانيّة المسيحية. نجد هذا التأثير على الحركة الهدوئيّة في القرن الرابع عشر. كذلك كان له تأثير على كتابات القدّيس كاسيانوس مرسيليا، هذا عندما ذهب هذا الأخير الى مصر بين سنة 380 و399. لقد نقل القديس كاسيانوس تعليمه في الجهاد الروحي وفي الصلاة متأثراً بافغريوس ممّا أثرّ على الرهبنة الغربية عامةً.