الأحد 3 حزيران 2018

الأحد 3 حزيران 2018

03 حزيران 2018

 

الأحد 3 حزيران 2018 
العدد 22

أحد جميع القدّيسين

اللَّحن الثامن الإيوثينا الأولى

 

* 3: الشّهيد لوكليانوس، الشّهيدة بافلا * 4: مطروفانس رئيس أساقفة القسطنطينيَّة، مريم ومرتا أختا لعازر، بدء صوم الرسل، * 5: الشّهيد دوروثاوس أسقف صور، * 6: إيلاريون الجديد رئيس دير الدلماتن، الشّهيد غلاسيوس، * 7: الشّهيد ثاودوتُس أسقف أنقرة، الشّهيد باييسيوس (كفالونيَّة)، * 8: نقل عظام ثاوذورس قائد الجيش، الشّهيدة كاليوبي، * 9: كيرلّلس رئيس أساقفة الإسكندريّة. *

 

القدّيس 


مَن هو القدّيس؟ ليس هو بالضرورة من يصنع عجائب. هو حتماً الذي حياته مستقيمة ورأيه مستقيم.

يأتي إعلان القداسة بعد فحص وتدقيق من قِبل المجمع المقدّس. بعدها تعلن الكنيسة المحلّيّة قداسته وتبلّغ الكنائس الأخرى بذلك.

 

يشير إنجيل اليوم إلى عنصرَين أساسيَّين للقداسة:

أوّلاً أن يعترف القدّيس علانيّة بالمسيح قدّام النّاس، أن يعترف به ربًّا، إلهاً ومخلّصاً، والعنصر الثاني كامن في جواب الرّسل الأوّلين: "تركوا كلّ شيء وتبعوه".

فَعل ذلك أوّلاً بطرس وأندراوس (متّى 4: 20) وبعدهما يعقوب بن زبدى ويوحنّا أخوه (متّى 4: 22).

القداسة ممكنة في كلّ عصر. يقول الكتاب: "كونوا قدّيسين كما أنا قدّوس" (1 بطرس 1: 16) . لا شكّ في أنّ القدّيس بحسب المسيح عَرف متعته الكبرى، لقد سمع النبيّ يقول: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرّبّ".

 

يعرف القدّيس كيف يشترك بحياة الله نفسها، يعرف أنّ غاية الحياة هي التألّه والتمجيد.

يذوق طعم النعمة الإلهيّة والحياة الأبديّة. يقول القدّيس مكسيموس المعترف "صنعنا الله لنصير شركاء الطبيعة الإلهيّة ولكي يكون لنا نصيب في أزليّته" (2 بطرس 1: 4).

لذلك القدّيس هو إنسان أبديّ أزليّ على صورة خالقه بسبب النعمة الأزليّة، وهو خليقة جديدة وإنسانٌ جديد. ليس هو من هذا العالم لكنّه يعيش في هذا العالم ويشارك إخوته البشر كما يشارك الله نفسه.

يتعاطى مع كلّ شيء ومع كلّ واحد ولا يتعلّق بأيّ شيء بشريّ: لا بالمال، لا بالمظاهر والشهرة ولا بأي هوًى رديء. هذا العالَم لا يكفيه يتطلّع إلى آخر لأنّه لا يحيا أبداً بدون الله.

يقول القدّيس أفرام السريانيّ: "القدّيسون هم جماعة التائبين التائقين إلى الله على الدوام"، هم فقراء هذه الدنيا، يفتقرون إلى الله على الدّوام "طوبى للمساكين بالرّوح لأنّ لهم ملكوت الله" (متّى 5: 3).

 

أخيراً وليس آخراً القديس هو الإنسان الذي يجاهد على الدّوام للتمثّل بالمسيح. ينسحق أمام الجميع، يحبّ أعداءه، يغفر لهم، يصلّي من أجل الذين يسيئون إليه، يسعى، على الدّوام، لكي يكون خادماً للجميع. كنزه الحقيقيّ محبّته الكلّيّة للرّبّ يسوع.

يحظى بما يقوله الرّسول: "كحزانى ونحن دائماً فرحون، كفقراء ونحن نُغني كثيرين، كأنّ لا شيء لنا ونحن نملك كلّ شيء" (2 كورنثوس 6: 10).

 

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 

طروباريَّة القيامة باللَّحن الثَّامِن

إِنْحَدَرْتَ منَ العُلُوِّ يا مُتَحَنِّن، وقَبِلْتَ الدَّفْنَ ذا الثَّلاثَةِ الأيَّام لكي تُعْتِقَنَا من الآلام. فيا حياتَنَا وقيامَتَنَا، يا رَبُّ، المجدُ لك.

 

طروباريَّة أحد جميع القدِّيسين باللَّحن الرّابع

أيُّها المسيحُ الإله، إِنَّ كنيسَتَكَ، إذ قد تزيَّنَتْ بدماءِ شُهَدائِكَ الَّذين في كلِّ العالم، كأنَّها ببرفِيرَةٌ وأُرْجُوَان، فهي بهم تهتِفُ إليكَ صارِخَة: أَرْسِلْ رأفَتَكَ لشعبِكَ، وٱمْنَحِ السَّلامَ لكنيسَتِك، ولنفوسِنَا الرَّحمةَ العُظْمَى.

 

قنداق أحد جميع القدِّيسين باللَّحن الرّابع

أيُّها الرَّبُّ البارِئُ كلَّ الخليقةِ ومُبدِعُها، لكَ تُقَرِّبُ المسكونَةُ كبواكيرِ الطَّبيعة الشُّهَدَاءَ اللاَّبِسِي اللاَّهوت. فبتوسُّلاتِهِم اِحْفَظْ كنيسَتَكَ بسلامَةٍ تَامَّة لأَجْلِ والِدَةِ الإله، أيُّها الجَزِيلُ الرَّحْمَة.

 

الرِّسالَة
(عب 11: 33-40، 12: 1-2)

عَجِيبٌ هو اللهُ في قدِّيسيه
في المجامِعِ بَارِكُوا الله

 

يا إخوةُ، إنَّ القدِّيسينَ أَجمَعِين بالإيمانِ قَهَرُوا الممالِكَ وعَمِلُوا البِرَّ ونَالُوا المواعِدَ وسَدُّوا أَفْوَاهَ الأُسُود، وأَطْفَأُوا حِدَّةَ النَّارِ ونَجَوْا من حَدِّ السَّيْفِ وتَقَوَّوْا من ضُعْفٍ، وصارُوا أَشِدَّاءَ في الحربِ وكَسَرُوا مُعَسْكَرَاتِ الأجانِب. وأَخَذَتْ نساءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بالقِيامة. وعُذِّبَ آخَرُونَ بتوتيرِ الأعضاءِ والضَّرْبِ، ولم يَقْبَلُوا بالنَّجَاةِ ليَحْصُلُوا على قيامةٍ أفضل. وآخَرُونَ ذَاقُوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقُيُودَ أيضًا والسِّجن. ورُجِمُوا ونُشِرُوا وٱمْتُحِنُوا وماتُوا بِحَدِّ السَّيْف. وسَاحُوا في جُلُودِ غَنَمٍ ومَعَزٍ وهُمْ مُعْوَزُون مُضَايَقُونَ مجَهُودُون، ولم يَكُنِ العالمُ مُسْتَحِقًّا لهم. فكانوا تائِهِينَ في البراري والجبالِ والمغاوِرِ وكهوفِ الأرض. فهؤلاءِ كلُّهُم، مَشْهُودًا لهم بالإيمانِ، لم يَنَالُوا الموعِد، لأنَّ اللهَ سبَقَ فنظَرَ لنا شيئًا أَفْضَلَ: أنْ لا يُكْمَلُوا بدُونِنَا. فنحن أيضًا، إذ يُحْدِقُ بنا مثلُ هذه السَّحابَةِ من الشُّهُودِ، فلْنُلْقِ عنَّا كُلَّ ثِقَلٍ والخطيئةَ المحيطَةَ بسهولةٍ بنا. ولْنُسَابِقْ بالصَّبْرِ في الجِهادِ الَّذي أمامَنَا، ناظِرِين إلى رئيسِ الإيمانِ ومكمِّلِهِ يسوع.

 

الإنجيل
متّى 10: 32-33 و37-38 و19: 27-30 (متّى 1)

 

قال الرّبُّ لتلاميذِه: كلُّ مَنْ يعترفُ بي قدَّامَ الناسِ أعترفُ أنا بهِ قدَّامَ أبي الذي في السَّموات. ومَن يُنكرْني قدَّام الناس أُنكرْهُ أنا قدَّامَ أبي الذي في السَّموات. مَن أحبَّ أباً أو أمّاً أكثرَ منّي فلا يستحقُّني. ومن أحبّ ابناً أو بنتاً أكثر منّي فلا يستحقُّني. ومَن لا يأخذْ صليبهُ ويتبعْني لا يستحقَّني. فأجابَ بطرسُ وقال لهُ: هوذا نحنُ قد تركنا كلَّ شيءٍ وتبعناك فماذا يكونُ لنا؟ فقال لهم يسوع: الحقَّ أقولُ لكم: إنَّكم، أنتمُ الذين تبعتموني في جيل التجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيِّ مجدِهِ، تجلِسون أنتم أيضاً على اثَنْي عَشَرَ كرسيًّا تَدينونَ أسباط إسرائيلَ الاِثني عَشَرَ. وكلُّ من ترك بيوتاً أو إخوةً أو أخواتٍ أو أباً أو أمّاً أو امرأةً أو أولاداً أو حقولاً من أجل اسمي يأخُذُ مائَة ضِعْفٍ ويرثُ الحياة الأبديّة. وكثيرون أوَّلون يكونون آخِرِين وآخِرُون يكونون أوَّلين.

 

في الإنجيل

 

تقيم كنيستنا المقدّسة في هذا الأحد المبارَك، وهو الواقع مباشرةً بعد أحد العنصرة العظيم، تذكاراً لجميع القدّيسين الذين أرضَوا الله، المعروفين منهم وغير المعروفين، والذين هم سحابة الشهود التي تكلّم عليها كاتب رسالة اليوم.

القدّيسون هم إخوتنا البشر الذين عاينوا الثاوريا والذين تجاوبوا مع الرّوح القدس المعطى لهم، ولم يحزنوه، فتذوّقوا فرح القيامة وشهدوا لهذه القيامة ولهذا السلام الإلهيّ المنسكب عليهم وعكسوه على كلّ مَن حولهم.

 

وكما ذكرنا سابقاً، يأتي هذا العيد مباشرةً بعد عيد العنصرة، ليشير إلى أنّ هدف الحياة بالمسيح القداسة، قداسة الإنسان وتجدّده. إذاً الكنيسة اليوم، إذ تعيّد للقدّيسين، فهي تحتفل بثمار عمل الرّوح القدس فيها، أي القدّيسين الأطهار.

 

وهنا يأتي السؤال: ماذا فعل القدّيسون لينالوا من الكنيسة كلّ هذا التكريم؟ الجواب يأتي من إنجيل هذا الأحد المبارَك: "كلّ مَن يعترف بي قدّام الناس أعترف أنا به قدّام أبي الذي في السّموات. ومن ينكرني قدّام الناس أنكره أنا قدام أبي الذي في السّموات".

 

القدّيسون اعترفوا بالمسيح ولم ينكروه رغم كلّ الظروف الصعبة والاِضطهادات القاسية. القدّيسون أحبّوا المسيح وحملوا الصليب وتبعوه، أحبّوه حبًّا صافياً لا غشّ فيه، أحبّوه أكثر من آبائهم وأمّهاتهم وإخوتهم وكلّ ما لهم في هذه الحياة الزائلة الفانية.

 

يقول القدّيس سيرافيم ساروف: "إنّ غاية الإنسان هي اقتناء الرّوح القدس". القدّيسون الذين امتلكوا روح الله فيهم أي صاروا هياكل لروح الله، عاشوا في سلامٍ داخليّ وفرح فواجهوا الشرّير بعزمٍ لا يلين ونالوا من المسيح الإله نعماً تفوق الوصف.

 

يبقى أن نوضح أنّ القداسة ليست حكراً على أشخاص محدّدين دون سواهم من البشر. القداسة هي دعوةٌ لكلّ إنسان.

كلّ واحدٍ منّا، متى أتقن الحياة بالمسيح وتبنّاها والتزمها التزاماً حقيقيًّا، يصبح مشروع قداسة. كلّ واحدٍ منّا ينال التقديس إن عاش الإنجيل كما يليق ببساطة الإنجيل وصدقه، وشهد للحقّ الذي يبشّر به هذا الإنجيل.

 

نداؤنا الأخير: يا أيّها المسيحيّون، كونوا قدّيسين كما أنّ أباكم هو قدّوس، أحبّوا، عيشوا الإنجيل. ابتعِدوا عن مغريات هذا العالَم.

احملوا الصليب واشهدوا للإله المصلوب والقائم حتى ولو أتت شهادتكم بالدّم، ولا فكونوا شهوداً له بالإيمان والفضيلة. آمين.

 

القدّيسون

 

مَن هُم القدّيسون؟
ولماذا هم موجودون؟ هناك كثيرون يتّهمون الكنيسةَ التي تكرِّمُ القدّيسين بأنَّها تقدِّمُ عبادةً لهم.

هل كنيستُنا تعبُدُ القدّيسين حقّاً؟

وماذا نعني بتكريم القدّيسين ورفاتهم وبقاياهم وما تركوا وراءَهم على الأرضِ من أمتعةٍ وثيابٍ وأشياءَ أخَر؟

 

نرى في الكنيسةِ أيقوناتٍ لهم، كما هناك أيقوناتٌ لوالدةِ الإلهِ وليسوع المسيح.

يقوم المسيحيُّ بالسجودِ لأيقوناتهم والكاهنُ بتبخيرها كما يحصل تماماً أمام أيقونات السَّيِّدِ والسَّيدة. ما هذا العجَب؟ هذه الممارسةُ إنما هي شوكةُ الاتِّهامِ التي ينخزنا بها بعضهم لكي يجعلوا من إيماننا بدعة.

 

نقول في الأسبوع العظيمِ المقدَّس: "ليسَ قدّوسٌ مثل إلهنا وليس عادلٌ يا ربُّ سواك" (أنظر 1 صم 2:2) .

إذاً في ليتورجيّتنا ننسبُ القداسةلله فقط، وهذا مبدأٌ كتابيّ. يقول الربُّ في سفر اللّاويّين: "‎إِنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلهًا.

فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (لا 11: 45). فهذه الآية تبيِّن علاقة الله بالانسان والانسانِ بالله وعلاقة قداسة الإنسان بالله. بالمختصرِ، الربُّ نفسه يطلبُ منّا أن نكون قدّيسين.

 

إذَن، فالقداسةُ ليست مستحيلة على البشر. هي دعوةُ اللهِ لنا جميعًا. فالربّ هو أصعدنا من أرض مصر. فمصرُ هي صورةٌ للخطيئة. كانت أرضَ المُتعة ولكن أيضاً كانت أرضَ العبوديّة. الخطيئةُ تستعبدُ الإنسانَ والله يخلّصه منها. وعندما يلحظُ الإنسانُ ذلك،

عندها يدعوه الله للقداسة، أي أن يلتصق به. ففي سفرِ اللّاويّين نفسه يقول: "... فَأَتَقَدَّسَ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمُ" (لا 22: 32). فبنو إسرائيل هم أعضاء الكنيسةِ التي تجتمعُ كلُّها إلى واحد، أي إلى الله، لتتّحد به. فإنّه واضحٌ أنّ الله هو الذي يقدِّس.

 

كيف يقدِّسنا الله؟

 

بالروح القدس "في المسيح يسوع" (1 كو 1: 2). ففي المعموديّةِ نقول على غرار الرّسول بولس: "‎لأَن كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ" (غل 3: 27).

يسوع المسيح هو إلهٌ وإنسانٌ معاً. قد رفع بشريّتنا على الصليب معه ومات بالجسد وأقامه من الموت ومجَّدّهُ وقدَّسَهُ وأجلسه عن يمين الآب. فالقدّيسون هم قدّيسون بالمعموديّةِ؛

ماتوا مع المسيح وقاموا معه. نكروا الدنيويّات وعشقوا الإِلهيّات. ومن يلبسِ المسيح يَكُن قد لبس القداسة بواسطة الروح القدس وفعّاليّته وقوّته. لهذا يتوجّه الرّسول بولس، في رسائله كلّها، إلى المؤمنين مناديًا إيّاهم "قدّيسين". "القدسات للقدّيسين" يقول الكاهن في القدّاس الإلهيّ.

 

ويقصد بهذا أنَّ جسد يسوع المسيح ودمه يُعطَيان للمؤمنين المعمَّدين الذين اختاروا المسيح وتبعوا خطاه وهم دومًا يسمحون للروح القدس أن يفعل فيهم. الفرق بيننا وبين الذين نعتبرهم قدّيسين هو أنّ هؤلاء فعَّلوا نعم الروح ومواهبه في حياتهم ولم يحيدوا عن الهدف.

 

فهل نفعِّلها نحن؟ هل نترك شعلة الروحِ متوهِّجة؟ كثيرون هم الذين يحاولون، والحمدُ لله!

 

لهذا السبب نضع لهم في الكنيسة أيقوناتٍ. لأنّهم حافظوا على اتّحادهم بالمسيح وصاروا واحداً معه وأحبّهم وحبَّبهم به فعشقوه. فالعاشق يشعر أنّه واحدٌ ومعشوقَه.

هذه علاقةُ القدّيسين بالله. لم يعد للخطيئةِ مكانٌ فيهم، حتّى ولو زَلَّت قدمهم في مراحل معيّنة في حياتهم، ولكنّهم عادوا ونظروا وجه المسيح. نظروا الحيّةَ النحاسيّةَ المصلوبة فشُفُوا (أنظر يو 3: 14 وعدد 21: 8-9). ودام عشقهم.

 

ورأَوا في الكلّ المسيحَ. حتّى في آلامهم وعذاباتهم واضطهاد العالم لهم وفي خضمِّ التنكيلِ بهم وفي النفي والتشريد والجوع والعطش؛ رأَوا المسيحَ في كلِّ هذا وعمَّقوا الاِتّحاد به وظلَّلَتهم بالأكثر نعمة الروح القدس. من يَرَ القدّيسين يَرَ المسيح.

مَن يعاينهم في الأيقونةِ فقد ينظرُ المثال الذي عليه أن يحتذِيَه.

 

القدّيسون ليسوا آلهةً جُدداً نقدّم لهم العبادة (بالمعنى القديم لتقديم العبادة والسّجود). نحن نقبّلهم كأنّنا نقبّل المسيح الإله، وفي أيقوناتهم لا نرى إلّا الدَّهرَ الآتي، المستقبلَ الذي سنؤول إليه.