الأحد 29 تمّوز 2018

الأحد 29 تمّوز 2018

29 تموز 2018
 
 
الأحد 29 تمّوز 2018              
العدد 30
 
الأحد التاسع بعد العنصرة
 
اللَّحن الثامن        الإيوثينا التاسعة
 
 
 
* 29: الشّهيد كالينيكوس، ثاوذوتي وأولادها * 30: سيلا وسلوانس ورفقتهما، * 31: تقدمة عيد زيَّاح الصَّليب، الصِّدِّيق إفذوكيمُس، يوسف الرَّاميّ، * 1: عيد زيَّاح الصليب، المكّابيّون الـ 7 الشُّهداء وأمّهم صلموني ومعلّمهم لعازر، بدء صوم السيّدة، * 2: نقل عظام استفانوس أوّل الشهداء ورئيس الشمامسة * 3: الأبرار إسحاقيوس وذلماتس وففستس، سالومة حاملة الطّيب، * 4: الشّهداء الفتية السبعة الذين في أفسس.
 
 
صوم السيّدة والرّوح المريميّة
 
الصّوم عامّة هو تفريغ النفس والجسد من كلّ ما يأتيهما من الخطيئة. إنّ تفريغ المعدة من  الطعام صورة عن تحرير النفس من الأهواء والشهوات.
 
صوم السيّدة مرتبط بالصّوم الكبير، أي بصوم السيّد.
 
صام الرّبّ يسوع أربعين نهاراً وأربعين ليلة، وبعدها واجه الشيطان وغلبه بقوّة الكلمة. هذا ما فعلته أيضًا مريم السيّدة العذراء التي كانت تسمع كلمة الله، تتفكّر بها في قلبها وتعمل بها (راجع لوقا 2: 19، 8: 21 و10: 39).
 
صوم السيّدة من تأسيس رسوليّ. يسمّيه القدّيس ثيودوروس الستودينيّ صوم والدة الإله المقدّس. يتعاطاه المؤمنون المحبّون للسيّدة وفضائلها كما يتعاطون الصّومَ الكبير، حتّى إنّ البعض الغيورين يصومون حتّى عن النار! على كلّ حال، من أحبّ والدة الإله مريم أحبّ الرّبّ يسوع ابنها وإلهها، ودرس كلمته وحفظها في قلبه وعمل بها في حياته.
 
صوم السيّدة مرتبط بالرّوح المريميّة، الرّوح البتوليّة الملتصقة بالله وبكلمته، هي الرّوح الطاهرة النقيّة.
 
 مريم هي أمّ وبتولٌ معًا. مريم الأمّ مثال لكلّ إنسان طاهر. المسيح يولد فيه وينطلق منه إلى العالم.
الطهارة أن لا نتقبّل فينا إلّا الزرعَ الإلهيّ.
 
ترافق الصّومَ صلاةٌ خاصّة موجّهه إلى السيّدة تدعى صلاة البراكليسي. هي تضرّع خاصّ موجّه إلى السيّدة ومنها إلى السيّد بموجب دالّة الأمّ على ابنها وإلهها.
 
الكنيسة هي جسد المسيح السرّيّ. في هذا الجسد لا تزال والدة الإله في مجد السّموات تزاول عمل الشفاعة التي مارستها على الأرض، كما في عرس قانا الجليل. هي الشفيعة غير الخازية.
نقول في خدمة البراكليسي الصغير "اسمعي يا بنتُ وانظري وأميلي أذنك وانسيّ شعبك وبيت أبيكِ فيتشتهيَ الملك حسنَكِ" (مزمور 44/45: 10-11).
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثامن 
 
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدَّفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامتَنا، يا ربُّ المجد لك. 
قنداق التجلّي باللَّحن الرابع 
 
اليومَ الطبيعةُ البشريّة بأسرها، تتلألأُ بالتجلّي الإلهيّ، مشرقةً بحالٍ إلهيّة وهاتفة بسرور: المسيحُ يتجلّى مخلّصاً الجميع.
الرِّسالَة
1 كو 3: 9-17
صلُّوا وأَوفُوا الربَّ إلهَنا 
اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا 
 
يا إخوةُ، إنَّا نحنُ عامِلونَ معَ الله وأنتم حَرْثُ اللهِ وبِناءُ الله. أنا بحسَبِ نِعَمةِ اللهِ المُعطاةِ لي كبنّاءٍ حكِيم وضَعتُ الأساسَ وآخرُ يَبني عليهِ. فَلْينظُرْ كُلُّ واحدٍ كيف يبني عليهِ، إذ لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يضعَ أساساً غيرَ الموضوعِ وهوَ يسوعُ المسيح. فإنْ كانَ أحدٌ يبني على هذا الأساسِ ذهبًا أو فِضَّةً أو حِجارةً ثَمينةً أو خشباً أو حَشيشاً أو تبناً، فإنَّ عملَ كلِّ واحدٍ سيكونُ بيِّنًا لأنَّ يومَ الربِّ سيُظهرُهُ، لأنَّه يُعلَنُ بالنارِ. وستَمتَحِنُ النارُ عَملَ كلِّ واحدٍ ما هو: فمن بقي عمَلُهُ الذي بناهُ على الأساسِ فسينالُ أُجرَةً ومَن احتَرقَ عَمَلُهُ فسَيخسَرُ وسيَخلُصُ هُوَ ولكن كمَن يَمرُّ في النار. أما تعلَمون أنَّكم هيكلُ اللهِ وأنَّ روحَ اللهِ ساكِنٌ فيكمْ؟ مَن يُفسِدْ هَيكلَ اللهِ يُفسِدْهُ الله. لأنَّ هيكلَ اللهِ مُقدَّسٌ وَهُوَ أنتم.
الإنجيل
متّى 14: 22-34 (متّى 9) 
 
في ذلك الزمان اضطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخلوا السفينةَ ويسبِقوهُ إلى العِبْرِ حتّى يصرِفَ الجموع. ولمَّا صرف الجموعَ صعِد وحدَهُ إلى الجبلِ ليصلّي. ولمَّا كان المساءُ كان هناك وحدَهُ، وكانتِ السفينةُ في وسَط البحر تكُدُّها الأمواجُ لأنَّ الريحَ كانت مُضادَّةً لها. وعند الهجَعةِ الرابعةِ من الليل مضى إليهم ماشياً على البحر، فلَّما رآه التلاميذ ماشياً على البحر اضطربوا وقالوا إنَّه خَيالٌ، ومن الخوفِ صرخوا. فللوقت كلَّمهم يسوعُ قائلاً: ثِقوا أنا هو لا تخافوا. فأجابهُ بطرس قائلاً: يا ربُّ إنْ كنتَ أنتَ هو فمُرني أن آتي إليك على المياه، فقال: تعالَ. فنزل بطرسُ من السفينة ومشى على المياه آتياً إلى يسوع، فلَّما رأى شِدَّةَ الريح خاف، وإذْ بدأ يغرَقُ صاح قائلاً: يا ربُّ نجنّي. وللوقتِ مدَّ يسوعُ يدهُ وأمسك بهِ وقال لهُ: يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ؟ ولمَّا دخلا السفينةَ سكنَتِ الريح. فجاءَ الذين كانوا في السفينةِ وسجدوا لهُ قائلين: بالحقيقةِ أنت ابنُ الله. ولمَّا عبَروا جاؤوا إلى أرض جَنيّسارَتْ.
في الإنجيل 
 
إنجيل اليوم الذي سمعناه نلاحظ أنّه امتدادٌ لإنجيل سابقٍ قد تُلي قبلاً، يتحدّث عن تكثير خمسة أرغفة وسمكتين وإطعام خمسة آلاف.
 
يقول الإنجيل إنّ يسوع قد صرف تلاميذه ليسبقوه إلى الضفّة الأخرى من بحر الجليل، وهو سيلحقهم. وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل ليصلّي.
 
وبعد أن أمضى ساعات في صلاته ذهب ملتحقاً بالتلاميذ الذين في السفينة، حيث كانوا ذاهبين إلى المكان المحدّد. أتى يسوع ماشياً على ماء البحر المضطرب بسبب عاصفة مرعبة هبّت على السفينة وركّابها.
 
فلمّا رأوا يسوع اضطربوا وخافوا، لكنّ يسوع قال لهم: "لا تخافوا إنّي أنا هو". هذا التعبير الإلهيّ "أنا هو" يذكّرنا بالله عندما أجاب موسى وقال له "أنا هو" أو"أنا من أكون أكون".
 
هذا تعبير يدلّ على اسم الله، الذي صار اسمه في اللّغة العبرانيّة (يهوه)، وهكذا فهم التلاميذ أنّ يسوع هو الآتي إليهم. تحمّس بطرس وخاطب يسوع بإيمان قائلاً: "يا ربّ إن كنت أنتَ هو فمُرني أن آتي إليك على المياه".
 
فقال له: "تعال". يسوع، بكلّ بساطة، يحثّه، وبلا تعقيد في كلامه. تعال، فنزل من السفينة ومشى على المياه بقوّة اسم يسوع ومشيئته وفعلهما. نحن بإمكاننا أن نطلب من يسوع الكثير وننال منه الكثير، إذا كانت قلوبنا مؤمنة حقًّا، مثلما كان بطرس في تلك اللحظة.
 
ولكنّ بطرس خاف فتراجع عن إيمانه، ونظر إلى المياه ووجد الأمواج مضطربة فخاف وبدأ يغرق.
 
عندما لا نوجّه أنظارنا إلى يسوع نغرق في لجّة الحياة التي نحيا فيها. يسوع محطّ أنظارنا، فعلينا، دائماً وأبداً، أن نركّز عيون قلوبنا على شخصه، فلا تكون منحرفة يميناً أو يساراً؛
 
وحينئذٍ ننال ما نطلب. إلّا أنّ بطرس نظر إلى المياه الهائجة. الإنسان في دنياه تكون حياته هائجة. ومع هذا يجب أن يترك كلّ شيء ويبقى مع يسوع. وبطرس لم يفعل هذا، فقال له يسوع:
 
"يا قليل الإيمان لماذا شككت؟". هذا المقطع الإنجيليّ عظيم بالنسبة إلينا، لأنّه يعلّمنا ثبات الإيمان بالصلاة التي علينا أن نقوم بها. ولمّا صعد يسوع إلى السفينة تجمهر التلاميذ حوله وعظّموه قائلين: "أنت بالحقيقة ابن الله".
 
فلنكن مؤمنين، الآن ودائماً، بأنّ يسوع هو حقًّا ابن الله، وأنّنا نحن نحمل اسمه. نحن مسيحيّون نحمل اسم يسوع الذي هو ابن الله، الذي يستطيع أن يحقّق كلّ شيء من أجلنا، على أن نكون مؤمنين حقًّا. فلنكن متحلّين بهذا الإيمان.
شمعة واحدة
 
إنّ أغلبيّة العادات المتوارثة قد نشأت، بدءًا، كممارسة التزمت بها حماعة ما لتلبية حاجة طرأت عليها، معيشيّة كانت أم نفسيّة أم دينيّة. فلجذور العادات طابع عملانيّ، لذا هي تعكس المحيط البيئيّ لهذه الجماعة التي نشأت فيها أو تلك.
 
وهذا ما يفسّر تباين العادات بين التجمّعات السكّانيّة وتلوّنها بعناصرها البيئيّة.
 
هذا ينطبق، تحديداً، على العادات الدينيّة، على بناء المعابد وعلى أشكال العبادة وأدواتها، وعلى المعاني الرمزيّة التي غالباً ما تُرفق بها بعد زوال طابعها العملانّي بمرور الزمن. فتبقى العادة ويبقى معناها الرّمزيّ.
 
على الصعيد الدينيّ، وتحديداً المسيحيّ، يبقى تمسّك المؤمن بهذه العادات مطلوباً ومقبولاً إذا ترافق مع وعي أنّ هذه العادات ما كانت ولن تكون هدفاً إيمانيًّا، بل وسيلة فعّالة تجسِّد، حسّيًّا واجتماعيًّا وعباديًّا، الممارسة الإيمانيّة الأصيلة.
 
هذا الوعي يتطلّب معرفة لجذور هذه العادات وظروف نشوئها، إضافة إلى أبعادها الرمزيّة. وهذا يشكّل وجهًا هامًّا من أوجه التعليم والرعاية في الكنيسة لم يُعط له الإهتمام الكافي.
 
غياب هذا الوعي وهذه المعرفة يحوّل العادات إلى أهداف وتالياً إلى أصنام، وتصبح الممارسة الشكليّة لهذه العادات كافية لتؤمّن لممارسها طمأنينة زائفة بأنّه قد "أتمّ واجباته الدينيّة".
 
ويحوّل الدّين من نهج حياةٍ مقدِّسٍ للإنسان إلى مجموعة عادات، ويحوّل العادات إلى عقائد زائفة يُدان كلّ من يخرج عليها بالخروج على الإيمان والتراث والتقاليد. ولنأخذ مثلاً على هذه المسألة عادة إضاءة الشموع.
 
قديماً، قبل وجود الكهرباء، كان المؤمنون يضيئون الشموع كمساهمة منهم في تلبية حاجة إنارة بيوت العبادة. وكانت هذه العادة تسهم في تغطية نفقات الإنارة وحاجات المؤمنين في الرعيّة.
 
خاصّة وأنّ إنارة الكنائس كانت مكلفة إذ كانت تعتمد على قناديل الزيت والشمع العسليّ.
 
وقد أثبت مرور الزمن أنّ هاتين المادّتين هما الأقلّ ضرراً على البناء الكنسيّ وعلى الأيقونات والرسوم الجداريّة، مقابل ما يُضاء اليوم من شموع تسبّب تلفاً في الأيقونات والبناء الكنسيّ.
 
وكانت الشموع تضاء أمام الأيقونات، داخل عتمة الكنائس، ليرى المؤمنون وجوه شخصيّات الأيقونات. فالشموع المضاءة إنّما تقودنا إلى رؤية وجه الرّبّ ووجه والدته ووجوه قدّيسيه.
 
مع ظهور الكهرباء، بقيت هذه العادة وبقي منها معناها الرمزيّ وهدفها الصلاتيّ والإحسانيّ. ولكن كيف نفسّر سلوك البعض الذي يضيء رزمة ضخمة من الشموع مقابل ألف ليرة أو ألفين؟
 
أو كيف نفسّر ظاهرة عدد كبير من "المؤمنين" يحصر كلّ ممارساته الصلاتيّة والدينيَّة بإضاءة شمعة؟ ألا يظهر لنا هذا كيف أنّ العادة تتحوّل إلى هدف وصنم؟
 
الشمعة المضاءة اليوم تعني الحضور الدائم للمؤمن المتعبّد المصلّي أمام الرّبّ وقدّيسيه. هي تقترن، دائماً، بالصلاة والتبرّع الماليّ لخدمة حاجات المؤمنين الذين يشكّلون أيقونة المسيح الحيّة وجسده الممتد على هذه الأرض.
 
أهمّيّة هذه العادة وفعاليّتها لا تكمنان في كثرة الشموع وما تولّده من إضاءة بل في الصلوات المرفوعة وفي المال المقدَّم مقابل هذه الشمعة. فبقدر صلواتك وتبرّعك تكون قد حقّقت الغاية المرجوّة من هذه العادة. أضف إلى ذلك أنّ إضاءة الشمعة لا تُغْني صاحبها عن الحضور وسط الجماعة المصلّية وعن المشاركة في الأسرار الإلهيّة.
 
نرجو من المؤمنين الاِكتفاء بشمعة واحدة والرّبّ سيقبل، بحسب نواياكم ، صلواتكم ومالكم.
أخبـــارنــــا
عيد التجلّي في رعيّة شكّا
 
برعاية راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاِحترام وحضوره، تحتفل رعيّة شكّا بعيد تجلّي الرّبّ على النحو التالي:
صلاة الغروب والخبزات الخمس: الأحد الواقع فيه 5 آب 2018 الساعة السابعة مساءً.
 
صباح الإثنين 6 آب 2018 يترأّس سيادته خدمة القدّاس الإلهيّ. تبدأ صلاة السّحريّة الساعة الثامنة والربع وتليها خدمة القدّاس الإلهيّ ووضع حجر الأساس لبيت الرعيّة في شكّا.