الأحد 20 تشرين الثّاني 2016

الأحد 20 تشرين الثّاني 2016

20 تشرين الثاني 2016
 
الأحد 20 تشرين الثّاني 2016 
العدد 47
الأحد 22 بعد العنصرة
اللَّحن الخامس الإيوثينا الحادية عشرة
 
* 20: تقدمة عيد الدخول، غريغوريوس البانياسيّ، بروكلّس بطريرك القسطنطينيّة، * 21: عيد دخول سيّدتنا والدة الإله إلى الهيكل، * 22: الرسول فيليمون ورفقته، الشهيدة كيكيليا ومَن معها، * 23: أمفيلوخيوس أسقف إيقونيَّة، غريغوريوس أسقف أكراغندينون، * 24: الشهيدان كليمنضوس بابا رومية، بطرس بطريرك الإسكندريّة، * 25: وداع عيد الدخول، كاترينا عروس المسيح، الشهيد مركوريوس، * 26: البارَّان أليبيوس العموديّ ونيكن المستتيب، البارّ أكاكيوس.
 
الإلتصاق بالله
 
الذي يُحبّ الله من كلّ قلبه ونفسِه يأتي إليه ويلتصق به، ويريد للجميع أن يكونوا معه في هذه الحَضرة. هو "الطريق والحقّ والحياة". لذلك يسعى المؤمن جاهدًا إلى أن يتعرّف على هذا الحبيب، فمعرفة الله هي مفتاح الحياة الأبديّة (يوحنّا 17: 3). هذه المعرفة تولِّد عنده مسؤوليّة نقلها للآخرين، تمامًا كالرُسل الذين سمِعوا وعاينوا، فشهِدوا وبشّروا العالم بدءًا من أورشليم، أي من بيوتهم أوّلًا.
 
من هنا نفهم لماذا يُقدَّم الطفل للربّ في يومِه الأربعين، ولماذا يُعمَّد في سنّ مبكّرة، ولماذا يُقرَّب للمناولة بتواتُر. كما ونَعي أنّ رغبة الأهل في أن يخدم داخل الهيكل، ويلتزم بنشاطات الطفولة، ليست مُجرّد إتمام واجب إجتماعيّ، إنّما هي دليل على محبّة الأهل لله؛ هم يحبّون الله ويريدون لأولادهم هذه المحبّة في أبكر وقت، "لأنّ يومًا واحدًا في ديارك خَيرٌ من ألفٍ" (مزمور 84: 10).
 
إن كان "الطفل لله"، كما نقول عادةً، فبالتالي يكون مكانه الطبيعيّ بيت الله. فكما يَعتبر المجتمع والأهل أنّ تربية الأولاد وتعليمهم هما واجبٌ عليهم، كذلك يجب أن يتكفّل الآباء والأجداد تربية أبنائهم

 
وأحفادهم بحسب تعاليم الربّ ومشيئته؛ أن يستوعِبوا أنّ الأمور الدُنيويّة والماديّة كالطعام واللّباس والألعاب والنُزهات... ليست كافية وحدها، بل هناك أيضًا الحاجة الروحيّة والنموّ في الجماعة التي منها يأتي حسّ الإنتماء إلى الكنيسة، وخلاص النفس.
 
أن نقرأ مقطعًا من الكتاب المقدّس لأولادنا قبل نومهم، أن نُصلّي معهم أمام أيقونة في المنزل، أن نستدعي لهم نعمة الرّوح القدس لكي يوفّقهم الإله في يومهم، وامتحانهم وعملهم، وسفرهم... أن نُبارِك الربّ ونشكره قبل الطعام وبعده، في مطلع النهار وختامه، أمورٌ بسيطة تتطلّب وقتًا قليلًا، لكنّ مفعولها يستمرّ طول الحياة. تنطبع في ذاكرة البنين، فيمرّرونها بدورهم إلى جيلٍ آخر.
 
هذا إيماننا، وهذه حياتنا بالمسيح. نحن نوجَد ونحيا لأنّنا معه؛ به نصير واحدًا مع الآخرين عامّة، ومع عائلاتنا خاصّة. نؤمن ولذلك نُمرّر هذا الإيمان للآخرين حتى يَروا، من خلال ثقتنا بالله، كيف تتجلّى نعمته فينا، فيشملنا برحمته. عندها نكون في الملكوت من الآن، ولا نخاف أبدًا.
 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الخامس
 
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الابتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامتِه المجيدة.
 
قنداق دخول السيّدة إلى الهيكل باللحن الرابع
 
إنّ الهيكلَ الكلّيّ النَّقاوة، هيكلَ المخلّص، البتولَ الخِدْرَ الجزيلَ الثَّمن، والكَنْزَ الطاهرَ لْمجدِ الله، اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّبِّ، وتُدخِلُ معَها النِّعمةَ التي بالرّوحِ الإلهيّ. فَلْتسَبِّحْها ملائكة الله، لأنّها هي المِظلَّةُ السَّماويّة.
 
 
الرِّسالَة
غلا 6: 11-18
أنت يا ربُّ تحفَظُنا وتستُرُنا من هذا الجيل
خلِّصني يا ربُّ فإنَّ البارَّ قد فني
 
يا إخوة، أنظروا ما أعظمَ الكتاباتِ التي كتبتُها إليكم بيدي. إنَّ كُلَّ الَّذينَ يُريدون أن يُرضُوا بحسَبِ الجسَدِ يُلزمونكم أن تختَتِنوا، وإنَّما ذلكَ لئلاَّ يُضطهَدوا من أجلِ صليبِ المسيح. لأنَّ الذينَ يَختَتِنون هُم أنفسُهم لا يحفَظون الناموسَ، بل إنّما يُريدون أن تَختتِنوا ليفتَخِروا بأجسادِكم. أمَّا أنا فحاشى لي أن أفتخِرَ إلاَّ بصليبِ ربِّنا يسوعَ المسيح، الذي بهِ صُلبَ العالمُ لي وأنا صُلبتُ للعالم. لأنَّهُ في المسيح يسوعَ ليسَ الخِتانُ بشيء ولا القَلَفُ بل الخليقةُ الجديدة. وكلُّ الذين يسلُكُون بحسَبِ هذا القانونِ فعليهم سَلامٌ وَرحمةٌ، وعلى إسرائيلِ الله. فلا يجلِبنَّ عليَّ أحدٌ أتعاباً في ما بعدُ، فإنّي حامِلٌ في جسدي سماتِ الرَّبِّ يسوع. نعمةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ مع روحِكم أيُّها الإخوة. آمين.

 
الإنجيل
لو 12: 16-21 (لوقا 9)
 
قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أخصبَتْ أرضُهُ فَفكَّر في نفّسِه قائلاً: ماذا أصنع؟ فإنَّه ليْسَ لي موضِعٌ أخزنُ فيه أثماري. ثمَّ قال أصنع هذا: أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ منها، وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غلاّتي وخيْراتي، وأقولُ لِنفسي: يا نْفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً، موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ فاستريحي وكُلي واشْربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلبُ نَفسُكَ منْكَ، فهذه التي أعدَدتَها لِمن تَكون؟ فهكذا مَنْ يدَّخِر لنفسِهِ ولا يستغني بالله. ولمَّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ أُذنانِ للسمْع فَلْيسْمَع.
 
 
في الإنجيل
 
في هذا المقطع الإنجيليِّ من بشارة لوقا الرسول يضرب لنا الربّ يسوع المسيح هذا المثل مظهراً فيه الخطر الناجم عن الاِتّكال على المال عوض الاِتّكال على الله. فيطرح هذا المثل على كلّ واحد منّا سؤالاً مقلقاً: إن كانت روحي ستؤخذ منّي في هذه الليلة فبالنسبة إلى من أكون غنيّاً؟ أأكون غنيّاً لنفسي أو غنيّاً لله؟
 
في هذا المثل غاب عن بال هذا الغنيّ أنّ الحياة ليست بالمأكل والمشرب والرفاهية. وقد أظهر الربّ يسوع هذه الحقيقة لنا جميعاً عندما صمد أمام تجربة الشيطان في البرّيّة. صام الربّ أربعين يوماً وأتاه الشيطان بعدها قائلاً: "إن كنت ابن الله فقُل لهذا الحجر أن يصير خبزاً، فأجابه الربّ يسوع قائلاً: مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة من الله" (لوقا 4: 4). إذًا، جهل الغنيّ أنّ الله هو منبع الحياة ومتَّكَلها وأنّ كلمة الله المحيية هي طعام الحياة الحقّة.
 
الهدف إذًا أن يتغلّب الإنسان المؤمن على هاجس الطعام واللباس والإرث والمال. الإهتمام المفرط بكلّ هذا لا يجدي نفعاً إذ "لا يقدر من يهتمّ أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة" (لوقا 12: 25) مهما عظمت جهوده. ما من متَّكَل سوى الله. من اهتمّ بطلب الربّ لا يُعدَم شيئاً بل يطأ على حاجاته ويكون غنيّاً في فقره وفقيراً لوجه الله في بذل غناه.
 
ألا أعطانا الله أن نكون دائماً ساعين إليه، مستغنين به وليس بأحد آخرَ سواه، عارفين دائماً أنّ الموت والهلاك هما مصير "كلّ من يدّخر لنفسه ولا يستغني بالله".
 
 
العـــــادات
 
من الطبيعيّ أن يسلكَ شعبُنا المؤمنُ المتلزمُ بمقتضى حياة الكنيسة وهَدْي الكتاب المقدّس وما تركتْه لنا الكنيسة من تسليمٍ وتراثٍ عاشهما هذا الشعب على مرّ القرون وبلغ بهما إلى شركة قداسةٍ مع الله. أمّا أن تتحوّل العادات والتقاليد الموروثة إلى حاجبٍ لما وَرَدَ، بوضوح، في الكتاب المقدّس والتراث الكنسيّ الحيّ، فهذا لعمري مرضٌ "المتديِّنين"! ومجتمعاتِهم. وعدمُ كشفِ هذا المرض ومعالجتِه إنّما يعكسُ شللاً روحيًّا يُصيب تلك المجتمعات المنعوتة "بالتديّن".
 
العادات رافقت شعوب الأرض بمجملها وترافقها، وهي ليست شرًّا بل ترجمةٌ حياتيّة لمعتقدات هذه الشعوب.
 
لذا نرى تباينَ هذه العادات بين شعب وآخر بحسب موروثاته التاريخيّة والحضاريّة والدينيّة والبيئيّة.
 
إن اقترنت العادات بجماعة دينيّة لا بدّ لها من أن تكون ترجمةً لمعتقداتها الدينيّة في مجمل مسالك حياة أفرادها وجماعاتها، وبخاصّةٍ إذا كانت هذه الجماعة مسيحيّةً تؤمن بالتجسّد الإلهيّ وبأنّ الله حاضرٌ في مجمل أوجه حياتها. فإن تحدّثتَ عن عادات مسيحيّة فلا بدّ لهذه العادات من أن تكون عابرةً للأقوام واللّغات والجغرافيا، لأنّ ما يجمعها هو فكر المسيح الواحد. هذا ما نلحظه واقعاً في عاداتِ المسيحييّن أينما وجدوا، مع تباينات تفصيليّة حميدة مردُّها الجغرافيا والتاريخ.
 
أمّا الشذوذ فهو أن تلحظ ضمن هذه العادات المسيحيّة عاداتٍ تُناقض فكر المسيح وكلمتَه وحياتَه الممتدّة عبر الأزمان في الجماعات الكنسيّة. واجه المسيح هذا الشذوذ في عصره ولم يسكت عنه. يكشف لنا الكتاب المقدّس أنّ الربّ في لقائه مع الفرّيسييّن وبعض الكتبة أنَّبَهم قائلاً:
 
"فليس ما تعملون من المذاهب سوى أحكامٍ بشريّة، إنّكم تُهملون وصيّة الله وتتمسّكون بِسُنَّةِ البشر. وقال لهم: ما أقدرَكم على نقض وصيّة الله لتُقيموا سُنَّتَكم... فأنتم تَنقضون كلام الله بِسنَّةٍ من عندكم". (مر 7، 7-9 و13).
 
ما المقصود بعبارة "سُنّة، سُنَن"؟ لقد سَنَّ الفرّيسيّون، إلى جانب الكتاب المقدّس وشريعةِ الله، سُنَنًا أخرى اعتبروها وجهًا آخر لسُنَّةِ الله، ورَمَوها "أحمالاً ثقيلة يلقونها على أكتاف الناس، بَيْدَ أنّهم يأبَون تحريكها بطرف الإصبع" (متّى 23 : 4). سمّى الربّ هذه السُنن "سُنَّتكم"، "سُنَّة من عندكم"، "سُنَّة البشر". كلّ العادات الغريبة عن المسيحيّة والسائدة في عصرنا هي "سُنَنُ بشر" يَمقتُها الله ويفضحها ويدعونا لنبذِها. للإيضاح أذكرُ بعضًا منها على سبيل النموذج لا الحصر:
 
- اعتكاف المحزون عن المشاركة في الأسرار الإلهيّة.
 
- اللباس الأسود في الحداد.
 
- صرف المبالغ الضخمة على المآدب والزينة في الكنائس خلال الأعراس والمآتم والبُخل في بذل الأموال للكنيسة والفقراء.
 
- امتناع الفتاة عن المناولة خلال فترة نزفها الطبيعيّ.
 
ويبقى السؤال: كيف لنا ان نميّز بين عاداتنا المسيحيّة وسُنَنَنِا (عاداتنا) البشريّة؟ لو تأمّلنا في ما ذُكرَ من عادات لرأينا أنّ أمرين يتحكّمان بممارستها: 1- مراعاة الناس. 2- إظهار الذات. الأمر الأوّل، أساساً، شكلٌ من أشكالِ إظهار الذات، إذ نريدُ لذاتنا أن تبقى بمنأى عن حكم البشر ولو على حساب حكم الله. راحتناوبهاؤنا في حكم البشر لا في حكم الله. وهذا ما أنّب به الربّ الفرّيسيين: "ما من عملٍ يعملونه إلاّ لينظر الناسُ إليهم" (متّى 23 : 5).
 
العادات المسيحيّة لا تراعي إلّا كلام الله ومحبّته للفقراء. العادات المسيحيّة ليست إظهاراً للذات، أيًّا كانت هذه الذات، شخصاً، عائلةً، جمعيّةً، قوميّة، طائفةً، بل هي إظهار لمجد الله المحبّ ولكلامه المحيي ولتواضعه الخادم، "ليكن أكبركم خادماً لكم" (متّى 23 : 11).
 
إنْ فَحَصَ كلٌّ منّا قلبَه بصدق، ميّز بوضوح بين سُنَّةِ الله وسُننِ البشر والتزم بسُنَّةِ الله.
 
 
أخبارنا
 
دير سيّدة الناطور- أنفه: عيد دخول السيّدة إلى الهيكل
ببركة صاحب السيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) ورعايته، ولمناسبة عيد دخول السيّدة إلى الهيكل، تقام صلاة غروب العيد يوم الأحد الواقع فيه 20/11/2016 الساعة الخامسة مساءً في كنيسة دخول السيّدة في دير الناطور. كما يُحتفَل بالقدّاس الإلهيّ يوم الإثنين الواقع فيه 21/11/2016 الساعة التاسعة والنصف صباحاً.
 
عيد القدّيسة كاترينا في رعيّة أنفه
برعاية راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) تحتفل رعيّة أنفه، جريًا على عادتها كلّ سنة، بعيد القدّيسة كاترينا شفيعة البلدة؛ فتُقام صلاة غروب العيد مساء الخميس الواقع فيه 24 من الشهر الجاري الساعة الخامسة، كما يُحتفل بالقدّاس الإلهيّ صباح الجمعة الواقع فيه 25 من الشهر الجاري الساعة 9.30 في كنيسة القدّيسة كاترينا.
 
عيد القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع في ددّه - الكورة
برعاية راعينا الجليل المتروبوليت أفرام (كرياكوس) يحتفل دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع - ددّه بعيد شفيعه، وذلك بإقامة صلاة الغروب مساء السبت الواقع فيه 26/11/2016 الساعة الرابعة والنصف والقدّاس الإلهيّ صباح الأحد الواقع فيه 27/11/2016.