الأحد 4 ت1 2015

الأحد 4 ت1 2015

04 تشرين الأول 2015
 
 
الأحد 4 ت1 2015
 العدد 40
الأحد 18 بعد العَنْصَرَة
اللَّحن الأوَّل    الإيوثينا السَّابِعَة
 
* 4: إيروثاوس أسقف أثينا، البارّ عَمُّون المصريّ. * 5: الشَّهيدة خاريتيني، البارَّة ماثوذيَّة، البارّ إفذوكيموس. * 6: الرَّسول توما. * 7: الشَّهيدان سرجيوس وباخُس، الشَّهيد بوليخرونيوس. * 8: البارَّة بيلاجيا، تائيس التّائبة، سرجيوس رادونيج (25 أيلول ش). * 9: الرَّسول يعقوب بن حلفا، البارّ أندرونيكس وزوجته أثناسِيَّا، إبراهيم الصدِّيق ولوط. * 10: الشّهيدان إفلمبيُّوس وأخته إفلمبيَّة.
 
قيمةُ الإنسان
"من هو الإنسان حتّى تذكُرَه"، كلماتٌ قالها داوُد النّبيّ، الَّذي كان راعي خرافٍ قبل أن يصيرَ مُرَنِّمًا في البَلَاطِ المَلَكِيِّ ثمَّ ملكًا على إسرائيل. هو الَّذي عرف الغنى والفقر، المجد والذُّلّ، الرِّفْعَة والتَّواضع، خاف من أن يصير ربحه للعالم خسارةً لنفسه، لهذا سأل الرّبّ واحدةً: "أن يسكُنَ في بيتِ إلهِه طولَ الأيّام".
 
 هنا نستشِفّ أنّ علاقة الإنسان بنفسه ترتبط مباشرةً بعلاقته بالإله الَّذي يؤمن به. يُدرِك قيمة نفسه في عين الرّبّ، يعرِف ثَمن خلاصِها الَّذي دُفِع بدمٍ بريء على الصَّليب، يُعاين محبّة الله ورحمته اللَّامتناهية. حينها يفهم المؤمن معنى محبّة القريب كالنّفس: الآخَر هو أيضًا صورة الله، بالّرغم من اختلاف طباعه. القريب، أيضًا، "أَحَبَّهُ الله بهذا المقدار حتَّى بذل ابنه الوحيد فداءً عنه".
 
أنت ابن الله إن شِئت أن تؤمن بذلك، أنت تأتي من العلاء إذا سعيتَ أن يكون قلبك فوق، قيمتك هي من القيمة الَّتي تُعطِي لإلهك. فإذا كان هو الخالِق الخَلَّاق تكون أنت قادرًا على صنع ما هو مُفيدٌ للآخَرين. وإن كان هو كامِلًا، تكون دَعْوَتُكَ وسَعْيُكَ للكمال مَشْـرُوعَيْن. بالتَّالي، إذا اعـتـبرتَـه المالِك الحقيقيّ للدُّنيا، 
تـصـيـر أنـت الـقَيِّـم أو المُؤْتَمَن عـلى الخليقة جَمْعَاء، حفاظك عليها وعـلـى حُـسْـنِ نموِّها يكون "مِنَ الإيمان". قـيمة الإنسان وقيمة الخليقة والأشياء تصير مرتبطة مباشرة بإيمانك وبالتزامك به.
 
هل تقتُل؟ هل تسرق؟ هل تُعنِّف؟ هل تُدمِن؟... أنت تفعل كلّ هذه الأمور بإلهك؛ أمَّا أن تقوم بها باسمه فذلك يعني أنّ معرفتك له لم تكتمل بعد. اِقْرَأْ، فَتِّشِ الكتب، اِبْحَثْ عن الحقيقة الَّتي تنتشلك من بؤس العالم. اِعْرَفْ نفسك وافْهَمْ قيمتها.
 
فما هي قيمة الإنسان سوى غلبته لضعفاته، وسَعيه إلى الكمال، وتجاوز هفوات طبيعته البشريّة. إذا نهض بعد كلّ سقطة وغفر سوء معاملة الآخَرين له بسبب ضعفهم، حينها يتجلَّى الرّبّ من خلاله، فلا يكون مسيحيًّا وحسب إنَّما يصير مسيحًا متجسِّدًا في عالم اليوم، ابنًا يُسَرّ به الله. هكذا نفهم بولس الرّسول في قوله: "لست أنا أَحيا بل المسيح يَحيا فيّ"، ونحاول قدر المستطاع عيشَه وتطبيقَه، "لأنّ يَومًا وَاحِدًا فِي ديارِكَ خَيرٌ مِن آلافٍ".
 
*           *          *
 
طروباريَّة القيامة   باللَّحن الأَوَّل
إنَّ الحجرَ لمَّا خُتِمَ من اليهود، وجسدَكَ الطَّاهِرَ حُفِظَ من الْجُنْدِ، قُمْتَ في اليومِ الثَّالِثِ أَيُّهَا المُخَلِّص، مانِحًا العالَمَ الحياة. لذلِكَ، قُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ هَتَفُوا إليكَ يا واهِبَ الحياة: المجدُ لقيامَتِكَ أيُّها المسيح، المجدُ لِمُلْكِكَ، المجدُ لتدبِيرِكَ يا مُحِبَّ البشرِ وحدَك.
 
القنداق  باللَّحن الثَّاني
يا شفيعَةَ المَسيحيِّينَ غَيْرَ الخازِيَة، الوَسِيطَةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المَرْدُودَة، لا تُعْرِضِي عَنْ أَصْوَاتِ طَلِبَاتِنَا نَحْنُ الخَطَأَة، بَلْ تَدَارَكِينَا بالمَعُونَةِ بِمَا أَنَّكِ صَالِحَة، نَحْنُ الصَّارِخِينَ إِلَيْكِ بإيمانٍ: بَادِرِي إلى الشَّفَاعَةِ، وأَسْرِعِي في الطَّلِبَةِ يا والِدَةَ الإِلهِ، المُتَشَفِّعَةَ دائمًا بِمُكَرِّمِيكِ.
 
 
الرِّسَالة
(2 كو 9: 6-11)
 
لِتَكُنْ يا ربُّ رحمتُك علينا
اِبْتَهِجُوا أَيُّها الصِّدِّيقًونَ بالرَّبِّ
 
يا إخوةُ إنَّ مَنْ يَزْرَعُ شَحِيحًا فَشَحِيحًا أيضًا يحصُدُ ومَن يزرَعُ بِالبَرَكاتِ فَبِالبَرَكاتِ أيضًا يحصُد، كلُّ واحِدٍ كما نَوَى في قلبِهِ لا عَن ابْتِئَاسٍ أو اضْطِرَار.ٍ فإنَّ اللهَ يُحِبُّ المُعْطِي المُتَهَلِّل. واللهُ قادِرٌ أنْ يَزيدَكُم كُلَّ نِعمَةٍ حتَّى تكونَ لكم كُلُّ كِفايةٍ كُلَّ حينٍ في كُلِّ شَيءٍ فتَزدادُوا في كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ، كما كُتِبَ: إنَّهُ بَدَّدَ، أَعْطَى المَسَاكِينَ، فَبِرُّهُ يَدُومُ إلى الأبد. والَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زرعًا وخُبزًا للقُوتِ يَرزُقُكُم زَرْعَكُم ويُكَثِّرُهُ ويَزيِدُ غِلالَ بِرِّكُم فَتَسْتَغْنُونَ في كُلِّ شَيءٍ لكُلِّ سَخَاءٍ خالِصٍ يُنْشِئُ شُكْرًا لله.
 
الإنجيل
لو 6: 31-36 (لوقا 2)
 
قالَ الرَّبُّ: كما تُريدونَ أنْ يفعلَ النَّاسُ بِكُم كذلكَ افْعَلُوا أنتُم بِهِم. فإنَّكُم إنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم فَأَيَّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضًا يُحبُّون الَّذين يحبوُّنَهُم. وإذا أَحْسَنْتُم إلى الَّذينَ يُحْسِنُونَ إليكُم فأيَّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضًا هكذا يَصْنَعُون. وإنْ أَقْرَضْتُمُ الَّذينَ تَرْجُونَ أنْ تَسْتَوْفُوا منهم فأيَّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخَطَأَةَ أيضًا يُقْرِضُونَ الخطأَةَ لكي يستَوْفُوا منهُمُ المِثْلَ. ولكِن، أَحِبُّوا أعداءَكُم وأَحْسِنُوا وأَقْرِضُوا غيرَ مؤَمِّلِينَ شيئًا فيكونَ أَجْرُكُم كثيرًا وتكونُوا بَنِي العَلِيّ. فإنَّهُ مُنْعِمٌ على غيرِ الشَّاكِرِينَ والأَشْرَار. فكونُوا رُحَمَاءَ كما أنَّ أَبَاكُم هو رَحِيمٌ.
 
في الإنجيل
 
أيّها الأحبّاء، اليوم يتقاطع الإنجيل مع الرّسالة بشكلٍ واضِح. المقطعان جميلان جدًّا، ويتحدّثان عن عمل الرّحمة والإحسان بسخاء، ولا يحتاجان لأيِّ تفسير. أمرٌ واحِدٌ مخفِيٌّ بين السّطور ووراء الكلمات، "جهة العطاء" أو "جهة الإحسان"، أي إلى مَنْ نُحْسِن؟ ولمَنْ نُعْطِي؟ لقد ورد: "بَدَّدَ أَعْطَى المساكين، فبِرُّه يَدُومُ إلى الأبد". نلاحِظُ أنَّ كاتب المزامير أَلْحَقَ كلمةَ "أعطى المساكين"، مباشرةً بعد كلمة "بَدَّد" لكي يُحَدِّدَ جهة الإحسان الَّذي يريده الرّبّ.
 
ربَّما كثيرون منّا يتبرّعون، ولكن قليلون هم الّذين يبدِّدُون على المساكين. كثيرةٌ هي الأموال الّتي نصرفها في الكنيسة على البناء والمآدب، لكن – مقارنةً - قليلةٌ هي الأموال الّتي نصرفها على المحتاجين والفقراء. هناك فَرْقٌ بين التَّبرُّع والإحسان، فالتّبرّع يمكن أن يكون لأجل أيّ أمر، لأجل بحثٍ علميّ يساهم في تقدم البشريّة، أو لأجل بناء كنيسة أو دير، وهذا كلُّه مقبولٌ لدى الرّبّ، لأنَّ كلَّ "عملٍ صالِحٍ" يقبله الرّبّ برضًى وسرور. أمّا الإحسان فهو غير ذلك، هو ليس مجرَّد "عملٍ صالِح"، إنّه "عملُ رحمةٍ"، إنّه "عملٌ إلهيٌّ" بامتياز، "لأنَّ أبانا السّماويّ رحوم". 
 
 والإحسان يكون حتمًا للبشر، إذ لا إحسان مطلقًا إلى الحجر. نحن نفعل حسنًا عندما نتبرّع لبناء كنيسة، أو دير، أو ... لكنّنا نفعل أحسن إن أَحْسَنَّا إلى القريب المُحْتَاج. ولا نَسْأَلَنَّ أين هم المحتاجون؟ إنّهم حولنا وفيما بيننا. العديد من أبنائنا التّلامذة، هم خارج مدارسنا لأنّهم غير قادرين أن يدفعوا الأقساط، آخَرون ليس معهم ثمن الخبز أو الحليب لأطفالهم أو الدّواء. وهذا ليس مبالغة، بل حقيقة موجودة. لذلك، جيّدٌ أن نكون كُرَمَاء في التّبرُّع، لكن واجبنا كمسيحيّين، أن نكون أَسْخِيَاء في الإحسان، واثقين أنَّ سخاء الله أكبر من سخاء الإنسان.
أيّها الأحبّاء، لِنَكُنْ واثقين أنَّ اللهَ سيفرَحُ بنا عندما يرانا نتقشَّف في حياتنا الشّخصيّة، ونقتصد في كلّ شيء، لنستطيع أن نشارك إخوتنا المحتاجين احتياجاتهم، وسيفرح أكثر عندما يرى كنيسته تتقشّفُ أيضًا لأجل مساعدة أبنائها. خطيئةٌ كبيرة أن تعيش الكنيسة، ونعيش معها، في هذه الأيّام، عيشةَ بَذْخٍ وبَطَر. ومن شاء منّا أن "يدومَ برُّه إلى الأبد"، فليُحْسِنْ إلى المساكين والمحتاجين منَ البشر. 
 
الجماعة اللّيتورجيّة
"اللّيتورجيا" عبارةٌ كنسيَّةٌ تُشير إلى فِعْلِ العبادة والصَّلاة الجماعيَّة الَّذي تمارسُه جماعةُ المؤمنين بإمامَة راعِيها. هي مُتَمَايِزَة عن فِعْلِ الصَّلاة الفرديَّة الَّذي يمارسه المؤمنُ منفردًا في مَخْدَعِه.
 
للّيتورجيا الجماعيّة مضمونُها وترتيبُها وقواعدُها وأهدافُها المختلفةُ عن مثيلاتِها في الصّلاة الفرديّة. مِيزَتُهَا الأساسُ أنّها وُضِعَتْ لترسيخِ وَحْدَةِ الجماعة في مسيرتها نحو اللهِ بُغْيَة تقديس حياتِها. بما في هذه الحياة من همومٍ وتجارب، من نجاحات وإخفاقات، من فرح وحزن، من أمانٍ واضطراب. تضعُ اللّيتورجيا كلَّ هذه أمام الله لتستمدَّ منه النّعمة والقوَّة الإلهيَّة حتَّى لا يتحوّل أيٌّ منها، سلبيًّا كان أم إيجابيًّا، إلى لَهْوٍ عن اللهِ وعن قداستِه. في اللِّيتورجيا نحن لا نشكو لله ما نراه فقط سلبيًّا في حياتِنَا بل نشكره أيضًا على كلّ ما نراه إيجابيًّا فيها. فالاكتفاء بالشّكوى يُسْقِطُنَا في اليأس والشُّعور بالتّخلّي. والغَفْلَةُ عن الشّكرِ تُسقِطُنا في نسيانِ نِعَمِ اللهِ علينا وفي اللَّهو عن الجهاد لصيانة ذواتِنا من الكسل والتّهاون.
 
تَدعونا الكنيسة في اللّيتورجيا أن "نطرحَ عنّا كلَّ اهتمامٍ دنيويٍّ". وغالبًا ما نُسِيءُ فَهْمَ هذه الدَّعوة. ما هو الاهتمام الدّنيويُّ الَّذي يُطلَب منّا طرحُه أثناءَ اللّيتورجيا؟ هو كلُّ هَمٍّ ليس له علاقةٌ بمسيرة حياتنِا التّقديسيّة.
 
إنّ كلَّ من يَعتبرُ أنَّ همومَه الحياتيّة: عائلته، صداقاتِه، وظيفته، دراستَه إلخ... لا علاقةَ لها بفعلِه اللّيتورجيّ، وأنّ تذكّرَها في اللّيتورجيا هو تجربة شيطانيّة يجب أن يطرحَها خارجَ جدران الكنيسة، يكون قد حَصَرَ الحضورَ الإلهيَّ في حياته بما يُسمّى عادة وخطأ "الحياة الرّوحيّةُ"، وأنّ همومه في الحياة اليوميّة لا علاقة لها "بالرّوحانيّات"، بخلاصه وخلاص الجماعة اللّيتورجيّةِ الّتي ينتمي إليها.
 
هَمُّ المؤمنِ في هذه الحياةِ أن يجعلَ من كلِّ أَوْجُهِ حياتِه سبيلًا للحضور الإلهيّ وللتّقديس. هذه كلُّها، إذا تَغَرَّبَتْ عن مسيرتِه التّقديسيّة، صارَتْ، نَعَم، اهتمامًا دنيويًّا وعليه أن يطرحَها جانبًا أثناء اللّيتورجيا. والسّؤال المطروح، حينها كيف ولِمَنْ سيصلّي ومَنْ سيخطرُ في فكره وكيف هو عضوٌ في هذه الجماعة اللّيتورجيّة؟ رُبَّ قائِلٍ أنّ على المصلّي أن لا يُفكِّرَ إلَّا في ذاتِه وفي خطاياه وضعفاته ويطلبَ من الرّبّ الغفرانَ ويتوب إليه.
 
هذا صحيحٌ من جهة وخطيرٌ جدًّا من جهة أخرى. صحيحٌ لأنّ الإنسانَ - الشّخصَ لا يذوبُ ضمن الجماعةِ المصلّيَةِ، له فَرَادَتُه وحضورُه وأهمّيّته والرَّبُّ يناديه باسمِه. هذا البُعْدُ الشّخصيُّ لا يمكن أن يغيبَ عن المؤمن في اللّيتورجيا الجماعيّة، وهو مُنْطَلَقٌ أساسٌ لكلِّ فِعْلٍ ليتورجيٍّ في الكنيسةِ. لكنَّه يتحوَّلُ إلى خطرٍ يُصيبُ مسيرتَنَا التّقديسيّة، عندما تُحَدُّ ليتورجيتّنا بهذا الوجهِ الذّاتيّ. في اللّيتورجيا أنت لا تصلّي وحدك، أنت عضوٌ في جماعةٍ مصلّيَة. حتّى صلاتُك الفرديّةُ في مخدعك لا تنحصرُ بذاتِك. أَلَمْ يذرف أنطونيوسُ الكبير الدّمع على خطايا النّاس وعلى إبليس ويصلّي لأجلهم؟ إذا انغلقْتَ على ذاتِك، في اللّيتورجيا، غَيَّبْتَ محبَة الآخَر عن فِعْلِكَ اللّيتورجيِّ، وعندما تُسْقِطُ المحبّة من عبادتِك لن تنتفع شيئًا.
 
ألا تتذكَّرُ نشيد المحبّةِ الَّذي صَدَحَ به بولس الرّسول في (1 كو 13: 1-8).
 
وتبقى الإشكاليّة: كيف نُحْضِرُ همومَنَا ومعاناتَنَا أمامَ الله في اللّيتورجيا دون أن نضطرب؟ كيف يَحْضُرُ الآخَرُ فيها؟ كيف نجعلها "اهتمامًا روحيًّا" ولا نقع في فخِّ "الاهتمام الدّنيويّ"؟.
 
أوَّلًا، عندما لا نغفل عن ذاتنا وأهوائِنا وخطايانا، "وخطيئتي أمامي في كلّ حين". ثانيًا، عندما لا نقع أسرى منفعتِنا الذّاتيّة في تضرّعِنا أمام اللهِ بل تكون الجماعةُ والآخَر همَّنا.
 
هذا يتطلّب جهدًا ودموعًا وتفكيرًا وتركيزًا عقليًّا على مضمون اللّيتورجيا وتعابيرِها. إنّ من يعتبرُ أنّ اللّيتورجيا هي إطارٌ يَتَنَاسَى فيه المؤمنُ مشاكلَه وهمومَه ويرتاحُ، هو بعيد عن روحِ اللّيتورجيا. نعم! نحن نَنْشُدُ راحةً في اللّيتورجيا، راحتُنا فيها ليستْ تخديرًا لفكرِنَا بل هي في أن نُحْضِرَ همومَنا وخطايانا والآخَر في قلبِنَا وفكرِنَا وأن نُلقيها على المسيح المصلوب حبًّا، "أَلْقِ على الرَّبِّ هَمَّك وهو يَعُولُكَ". اللّيتورجيا ليست لراحةِ الجسدِ وللكسلِ الفكريِّ، هي "فِعْلٌ" إنسانيٌّ شامِلٌ، هذا هو معنى كلمة ليتورجيا.
 
أخبارنا
 إصــدار كــتــاب "شــهـود يـهـوه مـن هـم؟" 
للأب د. جورج عطيّة
 
صدر عن منشورات بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، كتاب جديد بعنوان: "شهود يهوه مَن هُم؟"، للأب د. جورج عطيّة. من مميّزات الكتاب أنّه يُعرِّف القارئ، من مَصادِر شهود يهوه نفسها، على زعمائهم ونبؤاتهم، وعلى تسميتهم بشهود يهوه، وكذلك على علاقتهم بالصّهيونيّة. لكن الأهمّ الأهمّ أنّه يعرضُ بالتّفصيل جميع تضليلاتهم، أي تشويههم المُتَعَمَّد لكلّ الحقائق الّتي أعلن عنها الكتاب المقدّس، إن كان في العهد القديم، أم في العهد الجديد. وبهذا يقدِّمُ الكتابُ، لا أجوبةَ الكتاب المقدّس عن تلفيقات شهود يهوه وادّعاءاتهم الكاذبة فقط، بل، أيضًا، عرْضًا وافِيًا لجميع حقائق الإيمان المسيحيّ الّتي تسلَّمَتْهَا الكنيسة الأولى عن الرّسل استنادًا، فقط، إلى الكتاب المقدّس.
 
يُطْلَبُ الكتابُ من مكتبة البيع في دير البلمند، وكذلك من مراكز البيع في المطرانيّات والأديرة الأرثوذكسيّة. ولكي يتسنّى للكتاب أن يصل إلى من يحتاجون قراءته، فقد خُفض سعرُ النّسخة الواحِدَة إلى ثمانية آلاف ليرة لبنانيّة. إلى ذلك، ثمّة سعر خاصّ للرّعايا الّتي ترغب في توزيعه على أبنائها.