الأحد 1 آذار 2015

الأحد 1 آذار 2015

01 آذار 2015
الأحد  1 آذار  2015    
العدد 9
الأحد الأوّل من الصّوم
اللَّحن الخامس   الإيوثينا الخامسة
 
* 1: أحد الأرثوذكسيّة،  البارَّة في الشهيدات أفذوكيَّا، البارّة دومنينا. * 2: الشهيد إيسيخيوس. * 3: الشهداء افتروبيوس وكلاونيكس وباسيليسكس. * 4: البارّ جراسيموس الناَّسك في الأردن. * 5: الشهيد قونن، البارّ مرقس النَّاسك، * 6: الإثنان والأربعون شهيداً الذين في عموريَّة، البارّ أركاديوس، المديح الثاني. * 7: الشهداء أفرام ورفقته أساقفة شرصونة، بولس البسيط.
 
 
فَرَحُنا الكامل في أرثوذكسيّتنا
 
قال الربّ لنثنائيل: أعرف كلّ أفكارك، وإيمانك، ورجائك في المسيح المنتظر ورسالتك المستقبليّة. الربّ العارف قلوب البشر لمس قلب نثنائيل في العمق ورغباته وطموحاته، مظهرًا له معرفته الإلهيّة بوضوح.  لماذا، وخلال الصوم الكبير، وفي الأحد المسمّى أحد الأرثوذكسيّة، يُقرأ هذا الإنجيل؟ لأنّ كلمة الربّ لنثنائيل كشفت طابع حقيقة المسيحيّة الأرثوذكسيّة، وبشكلٍ عامّ طابع كنيسة المسيح الحقيقيّة.  "هوذا إسرائيليٌّ حقًّا"، قال الربّ لنثنائيل، "لا غشّ فيه"، هوذا رجلٌ لديه الفكر الحازم، فآمن مباشرةً وهو مملوءٌ من الرجاء، تكلّم وعمل بما آمن.  فمنذ أن آمن نثنائيل بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله لم يتردّد في إيمانه ورجائه، ولم يغيّر فكره بما يختصّ بألوهيّة الربّ.  للمحافظة على الإيمان الأرثوذكسيّ المستقيم سالت أنهارٌ من دماء الرسل والشهداء، وعُذّب كثيرون. لكن ماذا عنّا نحن أولاد الكنيسة الأرثوذكسيّة؟ هل نحافظ على هذا الإرث الثمين؟ هل نتبع تعاليمه، وصاياه، قوانينه، قواعده ونصيحته؟ هل نحبّ أن نقدّم الخدمة للربّ؟ هل نتجدّد في ذلك؟ هل نسعى للقداسة في كلّ يوم؟ هل سنصل إلى الكمال الذي وصل إليه القدّيسون؟ هل نحن كاملون في محبّة الله والقريب؟ هل ننظر إلى رحمة الله على أنّها شيءٌ عظيم؟  هل لدينا الثروة الحسنة لننتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة التي هي الفرح الأوّل والأكبر في حياتنا؟ ما هو الجواب الذي نجيب به على هذه الأسئلة وفقًا لضمائرنا؟
 
يا للخجل والعار! فالإيمانُ الأرثوذكسيُّ في أيّامنا غائبٌ عن قلوب المسيحيين الأرثوذكسيين، وليس فقط قلوبهم بل أيضًا عن ألسنتهم، لقد تبخّر بالكليّة من بينهم. على المسيحيّ كعضوٍ في الكنيسة أن يعرف إيمانه وأن يعيش حياته نسبةً لهذا الايمان، وأن يتمّم خلاصه، بفعل هذا الايمان، لأنّ عدوّ خلاصنا لا ينام، فهو يطلب تدميرنا في كلّ ساعةٍ ويوم.
 
الإيمان الأرثوذكسيّ هو الايمان الوحيد القادر أن يأخذ الإنسان نحو الكمال أي القداسة وإرضاء الله.  وحده الايمان الكامل مع قواه الإلهيّة ومع الوقاية الإلهيّة قادرٌ على أن يوصل الإنسان إلى الكمال، فيؤدّيَ إلى الغلبة على آلام الجسد المشحونة والتجارب.
نعم يا إخوتي، وحده الايمان الأرثوذكسيّ ينقّي ويطهّر الطبيعة الإنسانيّة التي تنجّست بالخطيئة.  
 
هل تريد أن تكون متيقّنًا من ذلك؟ اقرأ سِيَرَ القدّيسين، وتصفَّحْ تاريخ الكنيسة، وسترى ذلك بنفسك.  سترى ذئابًا تحوّلت إلى حملان، زناةً أصبحوا أبراراً أشباه ملائكة، بخلاءَ أصبحوا نماذجَ للعطاء، محبّي اللذّة إلى نسّاك.  سترى أناسًا مقتدرين وملوكًا في زيٍّ رهبانيّ ...
هؤلاء كانوا مسيحيّين حقًّا، هؤلاء كانوا ملائكةٌ بالجسد، مستوطني السماوات على الأرض.  هذا ما يمكن للإيمان الأرثوذكسيّ أن يصنعَه بالمتمسّكين بجدٍّ بتعاليمه وتوجّهاته. فلماذا لا نقوم بتغييرٍ وتحوّلٍ خلاصيٍّ في داخلنا؟ السبب هو: قلّة إيماننا، تهكّمنا، 
 
انحرافنا وعدم توبتنا القلبيّة، وذلك بسبب آلامنا وخطايانا التي ثقلت وأحكمت السيطرة علينا. لأنّنا ابتعدنا عن الكنيسة ولسنا مشبعين بروح الكنيسة وحياتها، ولأنّ معظمنا متّصلون بها إمّا أسبوعيًّا فقط أو رسميًّا، ولأنّنا غير جديّين، وقد تولّدت فينا كلّ الشهوات. فعلَينا، إذا أرَدْنا أن نكون مسيحيّين أرثوذكسيّين حقيقيّين، أن نعيش بصداقة مستمرّة مع الكنيسة، من خلال المشاركة بصلواتها، بتعاليمها وبأسرارها.  يجب أن ندرس بجدٍّ إيماننا، وأن نعيشه روحيًّا، وأن ننقاد بقواعده، وصاياه ومبادئه.
 
وعلينا، قَبلَ ذلك، أن نصلح أنفسَنا من الدّاخل، وأن نستعيدَ، من خلال توبتنا الحقيقيّة، صورة المسيحيّ الأرثوذكسيّ الحقّ وفقًا لصورة القدّيسين القدماء والمعاصرين، ووفقًا لصورة ومثال ربّنا يسوع المسيح نفسه، الذي قال: "إنّي أعطيتُكم مثالاً، حتّى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا" (يو 15:13).  لربّما يقول لنا الربّ ما قاله لنثنائيل": هوذا إسرائيليٌّ حقًّا لا غشّ فيه". آمين. (يو 47:1)
 
                                                                                                              + الأسقف قسطنطين كيال
                                                                                                        رئيس دير مار الياس شويا البطريركي
 
 
طروباريّة القيامة للّحن الخامس
 
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الاِبتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.
 
طروباريّة أحد الأرثوذكسيّة باللّحن الثاني
 
لصورتِكَ الطاهرة نسجدُ أيّها الصالح، طالبينَ غُفرانَ خطايانا أيُّها المسيحُ الإله. لأنّكَ سُررتَ أن ترتفعَ بالجسدِ على الصَّليبِ طَوعًا لتُنجِّيَ الذينَ خَلَقْتَهُم مِنْ عُبوديَّةِ العَدُوّ. فلذلكِ، نهتِفُ إليكَ بشُكر: لقد ملأتَ الكُلَّ فَرَحًا يا مُخلِّصَنا، إذ أتيتَ لِتُخَلِّصَ العالم.
 
 
القنداق باللحن الثامن
 
إِنِّي أَنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أَكتُبُ لكِ راياتِ الغَلَبَة يا جُنديَّة محامِيَة، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكْرَ كَمُنْقِذَةٍ مِنَ الشَّدائِد. لكنْ، بما أَنَّ لكِ العِزَّةَ الَّتي لا تُحارَبِ، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدِائِد، حتَّى أَصرُخَ إِليكِ: إِفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.
 
الرِّسَالَة
عب 11: 24-26، 32-40
مبارَكٌ أنتَ يا رَبُّ إلهَ آبائنا
لأنَكَ عَدْلٌ في كلِ ما صنعتَ بِنا
 
يا إخوة، بالإيمان موسى لمّا كَبُرَ أبى أن يُدعى ابنّا لاِبنةِ فرِعَون، مختاراً الشَّقاءَ مع شعبِ اللهِ على التَّمَتُّعِ الوقتيِّ بالخطيئة، ومعتبراً عارَ المسيح غنىً أعظمَ من كنوزِ مِصر، لأنّه نظر إلى الثَّواب. وماذا أقولُ أيضاً؟ إنه يَضيقُ بِيَ الوقتُ إنْ أخبرتُ عن جِدعَونَ وباراقَ وشَمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصموئيلَ والأنبياء، الذين بالإيمانِ قَهَروا الممالكَ وعمِلوا البِرَّ ونالوا المواعدَ، وسَدُّوا أفواهَ الأسود، وأطفأوا حِدَّة النارِ، ونجَوا من حَدِّ السَّيف، وتقوَّوا من ضُعفٍ، وصاروا أشِدّاءَ في الحربِ، وكسروا معسكَراتِ الأجانب. وأخَذَتْ نِساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وعُذِبَ آخرون بتوتير الأعضاء والضَّرب. ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامةٍ أفضل. وآخرون ذاقوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقُيودَ أيضّا والسِّجن. ورُجِموا ونُشِروا وامتُحِنوا، وماتوا بِحَدِّ السَّيف. وساحوا في جُلودِ غَنَمٍ ومَعزٍ، وهم مُعْوَزونَ مُضايَقونَ مَجهودون (ولم يَكُنِ العالم مستحقّاً لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبالِ والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كُلُّهم مشهوداً لهم بالإيمانِ لم ينالوا الموعد، لأنّ الله سبقَ فنظر لنا شيئاً أفضل، أن لا يَكمُلُوا بدونِنا.
 
الإنجيل
يو 1: 44-52
 
في ذلك الزمان، أراد يسوعُ الخروجَ إلى الجليل، فوجد فيلبُّسَ فقال له: "اتبَعْني". وكان فيلِبُّسُ من بيتَ صيدا، من مدينةِ أندراوسَ وبطرس. فوجد فيلِبُّسُ نثنائيلَ، فقال له: "إنّ الّذي كَتَبَ عنه موسى في الناموس، وَكَتَبَ عنه الأنبياءُ، قد وجدناه، وهو يسوعُ بنُ يوسُفَ الذي من الناصرة". فقال له نثنائيلُ: أَمِنَ الناصرةِ يمكنُ أن يكونَ شيءٌ صالح! فقال له فيلِبُّسُ: "تعالَ وَانظُرْ". فرأى يسوعُ نَثَنائيلَ مُقبلاً إلبه، فقال عنه: "هُوَذا إسرائيليٌّ حقًّا لا غِشَّ فيه" فقال له نثنائيلُ: "مِنْ أين تعرفُني؟ أجاب يسوع وقال له: "قبلَ أن يدعوَكَ فيلِبُّسُ وأنتَ تحت التينةِ رأيتُك". أجاب نثنائيل وقال له: "يا معلِّمُ، أنتَ ابنُ اللهِ، أنتَ مَلِكُ إسرائيل". أجاب يسوعُ وقال له: "لأنّي قلتُ لكَ إنّي رأيتُكَ تحت التينةِ آمنتَ؛ إنّك ستُعاينُ أعظمَ من هذا". وقال له: "الحقَّ الحقَّ أقولُ لَكُم، إنّكم من الآنَ تَرَونَ السَّماءَ مفتوحةً، وملائكةَ اللهِ يَصعَدُونَ ويَنـزِلُونَ على ابنِ البشر.
 
في الإنجيل
 
في القرن العاشر الميلاديّ اقتبل الرّوسُ الإيمانَ المسيحيّ، وانضَمُّوا إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة، وبعدما تسرّبت المسيحيّة إلى كييف، عاصمة الرّوس يومذاك، كان اقتبال حاكم البلاد الأمير فلاديمير المعموديّة في العام 988م، النقطةَ الحاسمة في انتشار المسيحيّة بين الرّوس، والنّاس على دين ملوكهم بحسب القول المأثور.
 
ونَقرأُ في كُتُبِ التّاريخِ أنّ الأميرَ فلاديمير أَرسلَ وفدًا مِن بلادهِ لِيَطَّلِعَ على الدّياناتِ الموجودةِ في العالَمِ المعروفِ آنذاك، ويأتيَهُ بِتَقريرٍ يُعطيهِ صورةً واضحةً عن كُلٍّ من تلكَ الدّيانات، لكي يتمكَّنَ مِن اختيارِ الدّيانةِ المناسبةِ لبلاده. وكان للأميرِ ما أراد، فقامَ الوفدُ بِجَولتِهِ التّاريخيّة، وعاد بتقريرٍ مفصَّل.
 
فلمّا سَمِعَ الأمير فلاديمير ما نَقَلَهُ إليه أعضاءُ الوفدِ عن جَلالِ الخدمةِ الليتورجيّة وَرَوعتِها في مدينةِ القسطنطينيّة، في كاتدرائيّة "آجيا صوفيا"، انذهلَ وتأثّرَ شديدًا. وَمِمّا قالَهُ أعضاءُ الوفد: "لم نَكُن نَدري إنْ كُنّا في السّماء أم على الأرض، إذ لا توجد على الأرض مثل هذه العظمة أو هذا الجمال، وليس بمقدورنا وصفُ ما رأيناه، كلّ ما نستطيع قوله هو أنّ الله كان هناك بين البشر. لا يمكننا قطّ أن ننسى ذلك الجمال".
 
حضور الله في أرض البَشر، الذي أذهل الوفد الرّوسيّ، سبق أن أذهل يعقوب في العهد العتيق. يقول النصّ الكتابيّ من سفر التّكوين، الذي يتلى في عشيّات أعياد السّيّدة: "فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران،  وصادف مكانًا وبات هناك لأنّ الشّمس كانت قد غابت، وأخذ مِن حجارة المكان ووضعها تحت رأسه فاضطجع في ذلك المكان.  ورأى حُلُمًا وإذا سلمٌ منصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السّماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة و نازلة عليها، وهوذا الرّبّ واقف عليها، فقال: أنا الرّبّ إله إبراهيم أبيك وإله إسحق... وها أنا معك وأحفظُكَ حيثما تذهب... فاستيقظ يعقوبُ مِن نَومِهِ وقال: حقًّا إنّ الرّبّ في هذا المكان وأنا لم أعلم. وخاف وقال: ما أرهب هذا المكان! ما هذا إلاّ بيت الله! هذا باب السّماء! وبكّرَ يعقوبُ في الصّباحِ وأخذَ الحَجَرَ الذي وَضَعَهُ تحتَ رأسِه وأقامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيتًا على رأسه، ودعا اسمَ ذلك المكانِ بيتَ إيل" (تك 10:28- 19).
 
نحن الأرثوذكس تعوّدنا أن نقرأ الكتاب ليتورجيًّا، وهذا مفيد ولكنّه غير كافٍ؛ بل ينبغي استكمالُه بقراءةِ الكتاب كتابيًّا. فحين نقرأ هذا النصّ من سفر التّكوين، سرعان ما يَرِدُ في خاطرنا السّلّمُ الذي يربط السّماء بالأرض، ونرى فيه مريمَ العذراء السّلّم التي بها انحدر الإله؛ وغالبًا ما يغيب عنّا ما يريد أن يُقرِئَنا إيّاه إنجيلُ اليومِ في هذا النصّ: "الحقَّ الحقَّ أقولُ لَكُم: من الآن ترون السّماء مفتوحةً، وملائكةَ الله يصعدون وينزلون على ابن البّشر". إنّه الكشف الأوّل الذي يعلنه الرّبّ يسوع، بحسب إنجيل يوحنّا، متصدّرًا بالجملة المأثورة: "الحقّ الحقّ أقول لكم". فهلّا اهتَمَمْنا بهذا الإعلان الإلهيّ!
 
نعم، من المواضيع الأساسيّة في إنجيل يوحنّا، أنّ يسوع هو "هيكل الله"، هو "بيت إيل"، هو "باب السّماء". وكما قال يعقوب "إنّ الله لَفِي هذا المكان"، هكذا أعلن الإنجيليّ يوحنّا عن تجسّد الإله الكلمة وحُضوره بين البشر، قائلاً: "والكلمة صار جسدًا ونصب خيمته (خيمة الشّهادة = هيكل الله الأوّل في العهد العتيق) فيما بيننا، ورأينا مجده مجدَ وحيد من الله مملوءًا نعمة وحقًّا".
 
فاعتلان مجد الله في العهد العتيق كان يرتبط غالبًا باعتلانه في مَقدِسِه، في خيمة الشّهادة وفي هيكل أورشليم؛ كما يرتبط في أعماله كخالق ("السّماوات تذيع مجد الله") وكمخلّص وديّان (كما حين تمجّد بما صنعه بفرعون وقوّاته).
 
1. "نصب خيمته فيما بيننا"،
 
2. "من الآن ترون السّماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وبنزلون على ابن البشر"، 3. "أنقضوا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيّام" ويعلّق الإنجيليّ: "وكان يتكلّم على هيكل جسده"، 4. "إنّها تأتي ساعة لا في هذا الجبل (حيث كان هيكل السّامريّين) ولا في أورشليم (حيث كان هيكل اليهود) تسجدون للآب... ولكن تأتي ساعة وهي الآن، حين السّاجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالرّوح والحقّ". أقوال أربعة، من الإصحاحات الأربعة الأولى من إنجيل يوحنّا، تؤكّد أنّ يسوع هو هيكل الله الحيّ؛ وأنّنا في المسيح، في جسده الحيّ، نرفع عبادتنا ساجدين لله الآب "بالرّوح والحقّ".
 
إلى هيكل الله هذا، إلى الإخوة "المجتمعين في الكنيسة" (1 كورنثوس)، إلى الإخوة المجتمعين كنيسةً، إلى الإخوة المجتمعين بيتًا حيًّا لله الحيّ، إلى الإخوة المجتمعين "في المعيّة" (epi to afto)، كان المعمّدُ الخارجُ مِن مياه المعموديّة يُقادُ لِيُباشر المشاركة في تقديم العبادة لله الحيّ، أبي ربّنا يسوع المسيح. هذا ما يُورِدهُ يوستينوس في منتصف القرن الثّاني، قبل أن يَبني المسيحيّون لهم أماكن مخصّصة للعبادة (دُعيت "كنائس")، بدءًا من القرن الثّالث.
 
أن نكون بالحقّ هيكلاً حيًّا لله في دياراتنا ندعو النّاس إلى الانضمام إليه (إلى الهيكل الحيّ، إلى المسيح) أبناءً لله، "تعال وانظر"، هذا ما كلّف يسوع تلاميذه به: "اذهَبُوا وتَلْمِذُوا جميعَ الأُمَم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والرّوح القدّس، وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (متّى 19:28- 20). أن نقود النّاسَ إلى المسيح. هذه دعوتنا، فتكون مشيئة الله على الأرض، كما في السّماء؛ ويتقدّس اسمه في جميع الأمم. له المجد إلى الأبد. آمين
 
 
أخبـــارنــــا
 
 أحاديث روحيّة في الأبرشيّة:
 
الأرشمندريت يونان الصوري الوقت والزمن وأحداث التاريخ في حياة المؤمن 3 آذار القديس جاورجيوس- الميناء 6.00
الأب أنطونيوس ملكي أبرار وقدّيسون في القرن العشرين 5 آذار كنيسة السيدة بشمزين 5.00
الأب نقولا مالك التجربة وأنواعها 5 آذار كنيسة السيدة - بترومين 6.00