الأحد 19 تمُّوز 2015

الأحد 19 تمُّوز 2015

19 تموز 2015
 
 
الأحد 19 تمُّوز 2015   
العدد 29
 
أحد آباء المجمع المسكونيّ الرَّابِع
 
اللَّحن السَّادِس    الإيوثينا السَّابِعَة
 
* 19: أحد آباء المجمع المسكونيّ الرَّابِع، البارَّة مكرينا أخت باسيليوس الكبير، البارّ ذِيُّس. * 20: النَّبيّ ايلياس التَّسبيتيّ. * 21: البارَّان سمعان المتبالِه ويوحنَّا رفيقه في النُّسك. * 22: مريم المجدليَّة المعادِلَة الرُّسل، الشَّهيدة في العذارى مركيلَّا. * 23: نقل عظام الشَّهيد في الكهنة فوقا أسقف سينوبي، النَّبيّ حزقيال. * 24: الشَّهيدة كريستينا. * 25: رقاد القدِّيسة حنَّة أُمّ والدة الإله الفائقة القداسة.
 
 
الأرثوذكسيَّة
 
الكلمة، "الأرثوذكسيّة"، تعني العقيدة المستقيمة، التَّقليد القويم. هي طريقة عيش مَبْنِيَّة على النُّسْك (ascétisme)، على البساطة في الحياة "طوبى للمساكين بالرُّوح لأنَّ لهم ملكوت السَّماوات" (متَّى 5: 3). المساكين بالروح مُتَّكَلُهم هو الله. الأرثوذكسيّ الصَّحيح يسعى، دومًا، في طريق الكمال: مارًّا بالتَّطَهُّر والاِستنارَة حتَّى التَّأَلُّه. "كونوا كامِلِين كما أَنَّ أباكم الَّذي في السَّماوات هو كامِل" (متَّى 5: 48). نعم!، الأرثوذكسيَّة تسعى إلى خبرة التَّأَلُّه. تَذَوَّقَها، مَلِيًّا، أصدقاءُ الله (philothei) الَّذين ظهر لهم الله، كما لإبراهيم واسحق ويعقوب. هي خبرة الأنبياء، الرُّسل والقدِّيسين. تُفِيدُنَا هذه الخبرةُ أنَّنَا لا نستطيعُ معرفةَ اللهِ في جوهرِه. الجهادُ الرُّوحيُّ يساعدُنَا على الاِشتراك، فقط، في قواه غير المخلوقَة (Energies non créées)، أي ما يصدر عنه عن طريق النِّعمة الإلهيَّة.
 
 
الأبُ الرُّوحيُّ الأرثوذكسيُّ يكتسِبُ فضيلةَ التَّمييزِ بين ما هو مخلوق وما هو غير مخلوق. يميِّزُ ما هو لله وما هو لغيره، للشَّيطان مثلًا (راجع عب 5: 14 و1يوحنّا 4: 1). الهرطقةُ هي عدم التَّمييز بين قوى الله المخلوقَة وقواه غير المخلوقَة، أي بين روح الله وروح الشِّرِّير. تأتي (الهرطقة) نتيجةَ عقلٍ مُظْلِمٍ غير مُسْتَنِيرٍ ومُشَوَّش. العقلُ المُظْلِمُ ينطلقُ من تَخَيُّلٍ عقليٍّ لا من إِلْهَامٍ إلهيٍّ.
 
هناك فرق بين العقل كـ"دماغ بشريّ"، خلقه الله ليتدبَّر الإنسان به في أمور حياته، وكـ"قلب"، كجهاز يستطيع الإنسان بواسطته أن يتَّصل بالله.
 
الإنسان النَّقيّ في عقله وفي قلبه يستطيع وحده أن يُعَايِنَ الله مع قديّسيه بالنِّعمة الإلهيَّة، "طوبى لأنقياء القلوب لأنَّهم يعاينون الله" (متَّى 5: 8). كثيرة هي الظُّهورات والأحلام الَّتي تأتي من الخيال أو من الشِّرِّير.
 
 كلّ هذا يجعلنا نعطي أهمِّيَّة لعمليّة التَّوبة والاِعتراف كي نتطهَّرَ من أهوائنا (passions).
 
*​​       *​        *
 
الإيمان الأرثوذكسيّ القَوِيم يُكْتَسَبُ عن طريق الخبرة، خبرة التَّوبة والاِستنارة ومعايَنَة الله، عن طريق تنقية العقل والقلب
إنَّ ضياع العقل وشرذمته، بداعي الأنانيَّة والخطيئة والمصالِح الشَّخصيَّة، يُبْعِدُ الإنسان، اليوم، عن محبّة الله ومعرفته، وأيضًا، عن محبَّة الآخَرِين. من هنا تأتي الحروب وصراعات الدُّوَل والأشخاص والاِنغماس في الرَّذائل والاِنحرافات، مِمَّا يُبْعِدُ الإنسان عن خلاص نفسه وعن التَّمتُّع بالمجد الإلهيّ.
 
                                             + أفرام
                           
                          مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريَّة القيامة  باللَّحن السَّادِس
 
إِنَّ القوَّاتِ الملائِكِيَّة ظَهَرُوا على قبرِكَ الـمُوَقَّر، والحرَّاسَ صَارُوا كَالأَموات، ومريمَ وَقَفَتْ عندَ القَبْرِ طَالِبَةً جَسَدَكَ الطَّاهِر، فَسَبَيْتَ الجَحِيمَ ولَمْ تُجَرَّبْ مِنْهَا، وصَادَفْتَ البَتُولَ مَانِحًا الحَيَاة، فَيَا مَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، يَا رَبُّ المَجْدُ لَك.
 
طروباريَّة الآباء  باللَّحن الثَّامِن
أنتَ أيُّها المسيحُ الإلهُ الفائِقُ التَّسبيح، يا مَن أَسَّسْتَ آباءَنا القدِّيسينَ على الأرضِ كواكبَ لامِعَة، وبِهِم هَدَيْتَنَا جميعًا إلى الإيمانِ الحقيقي، يا جزيلَ الرَّحمةِ المجدُ لك.
 
القنداق  باللَّحن الثَّاني
يا شفيعَةَ المَسيحيِّينَ غَيْرَ الخازِيَة، الوَسِيطَةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المَرْدُودَة، لا تُعْرِضِي عَنْ أَصْوَاتِ طَلِبَاتِنَا نَحْنُ الخَطَأَة، بَلْ تَدَارَكِينَا بالمَعُونَةِ بِمَا أَنَّكِ صَالِحَة، نَحْنُ الصَّارِخِينَ إِلَيْكِ بإيمانٍ: بَادِرِي إلى الشَّفَاعَةِ، وأَسْرِعِي في الطَّلِبَةِ يا والِدَةَ الإِلهِ، المُتَشَفِّعَةَ دائمًا بِمُكَرِّمِيكِ.
 
 
الرِّسَالَة
تيطس 3: 8-15
اِفْرَحُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ بالرَّبِّ وابْتَهِجُوا​
طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُم
 
يا وَلَدِي تِيطُسُ صَادِقَةٌ هي الكَلِمَةُ وإِيَّاهَا أُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَ حَتَّى يَهْتَمَّ الَّذينَ آمَنُوا باللهِ في القِيَامِ بالأعمالِ الحَسَنَة. فهذه هي الأعمالُ الحَسَنَةُ والنَّافِعَة. أمَّا المُبَاحَثَاتُ الهَذَيَانِيَّةُ والأَنْسَابُ والخُصُومَاتُ والمُمَاحَكَاتُ النَّامُوسِيَّةُ فاجْتَنِبْهَا. فَإِنَّهَا غَيْرُ نافِعَةٍ وبَاطِلَةٌ. ورَجُلِ البِدْعَةِ بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وأُخْرَى أَعْرِضْ عَنْهُ، عَالِمًا أَنَّ مَنْ هو كذلكَ قَدِ اعْتَسَفَ وهُوَ في الخطيئةِ يَقْضِي بنَفْسِهِ على نَفْسِه. ومتَى أَرْسَلْتُ إليكَ أَرْتمِاسَ أَو تِيخِيكُوسَ فَبَادِرْ أَنْ تَأْتِيَنِي إلى نيكُوبولِسَ لِأَنِّي قد عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هناك. أَمَّا زيناسُ مُعَلِّمُ النَّاموسِ وأَبُلُّوسُ فاجْتَهِدْ في تَشْيِيعِهِمَا مُتَأَهِّبَيْنِ لِئَلَّا يُعْوِزَهُمَا شيءٌ، ولْيَتَعَلَّمْ ذَوُونَا أَنْ يَقُومُوا بالأعمالِ الصَّالِحَةِ للحَاجَاتِ الضَّرُورِيَّةِ حَتَّى لا يَكُونُوا غيرَ مُثْمِرِين. يُسَلِّمُ عليكَ جميعُ الَّذينَ معي، سَلِّمْ على الَّذينَ يُحِبُّونَنَا في الإيمان. النِّعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعِين.
 
الإنجيل
متَّى 5: 14-19
قالَ الرَّبُّ لتلاميذِه: أَنْتُم نُورُ العالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تَخْفَى مَدِينَةٌ وَاقِعَةٌ على جَبَلٍ، ولا يُوقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تحتَ المِكْيَالِ لكِنْ على المنارَةِ ليُضِيءَ لجميعِ الَّذينَ في البيت. هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم قُدَّامَ النَّاسِ لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ الصَّالِحَةَ ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات. لا تَظُنُّوا أَنِّي أَتَيْتُ لِأَحُلَّ النَّامُوسَ والأَنْبِيَاءَ، إِنِّي لم آتِ لِأَحُلَّ لكِنْ لِأُتَمِّم. الحَقَّ أَقُولُ لَكُم إِنَّهُ إِلى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ والأرضُ لا يَزُولُ حَرْفٌ واحِدٌ أو نُقْطَةٌ واحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حتَّى يَتِمَّ الكُلُّ. فكُلُّ مَن يَحُلُّ واحِدَةً مِنْ هذه الوصايَا الصِّغَارِ ويُعَلِّمُ النَّاسَ هكذا، فَإِنَّهُ يُدْعَى صغيرًا في ملكوتِ السَّمَاوَات. وأَمَّا الَّذي يَعْمَلُ ويُعَلِّمُ فهذا يُدْعَى عظيمًا في ملكوتِ السَّمَاوات.
 
 
في الإنجيل
 
عيدُ اليومِ يُعَبِّرُ عن اعترافٍ بالإيمانِ قامَ به آباءُ المجامِعِ المسكونيَّةِ السَّبْعَة، حيث عَبَّرَتْ لغتُهُم عن إيمانٍ حَيٍّ مُعَاش، وليس مجرَّد مفاهيم وعبارات مُنَسَّقَة وتعاليم مُنَمَّقَة، ولا معرفة مجرَّدَة، إنَّما أيضًا خدمة وحياة وعيش وشهادة.
 
يقول الرُّسول بولس في رسالته اليوم: "حتَّى يهتمَّ الَّذين آمَنُوا باللهِ في القِيَامِ بالأعمالِ الحَسَنَة".
 
إنَّ الكلمةَ الصَّادِقَة الَّتي قرَّرَ الرَّسولُ أن يؤيِّدَهَا ويغتَذِيَ منها ويعلِّمَهَا، هي الطَّريق والطريقَة الَّتي يحيا بحسبها. الشَّهادة الحَقَّة هي العيش والاِنتباه للتَّفاصيل في أَدَقِّ تصرُّفات الحياة. لا يَسَعُنَا الاِكتفاء والاِسْتِكَانَة لصحَّة إيماننا وعقيدتنا دون السَّعِي إلى حياةٍ مسيحيَّةٍ قائِمَةٍ على علاقتِنَا مع الآخَرِين، مؤسَّسَة على نتيجة الثِّمار الَّتي نشتهي أن نقطفَهَا في اليوم الأخير، في الفردوس السَّماويّ. وهذا كلّه يَكْمُنُ، كما علَّمَنَا كبير معلِّمِينَا القدِّيس يوحنَّا الذَّهبيّ الفم، في "سِرِّ الأخ"، الآخَر، الَّذي من خلاله يسمح لنا الله أن نُعَبِّرَ عن سرِّ الثَّالوث، وأزليَّة الابن وألوهيَّته ومِلْءِ اللَّاهوت، المُعَاش في الأخ، أي الآخَر، الَّذي نمتَلِئُ من محبَّتِنَا ومعاملتِنَا له.
 
"الأعمال الحسنة" ضرورة مُلِحَّة لمواجَهَةِ هذه الحياة الأرضيَّة المادِّيَّة، حتَّى لا تبقى حياتُنَا -كمؤمنين بالله- بلا جَدْوَى.
 
"الإيمان ميت دون أعمال". فالرَّبُّ خلَّصَنَا، أوَّلًا، من الموت، حتَّى نُثْمِرَ بخلاصِهِ في حياتِنَا ويصبِحَ الإنجيلُ حقيقةً مَلْمُوسَة، يَتَحقَّقُ في الزَّمانِ والمكان.
 
"الأعمال الحسنة" الَّتي نقدِّمها أمام الله، هي اعترافٌ بجميلِهِ معنا، بسبب النِّعمةِ الَّتي خَصَّنَا بها.
فالكلمةُ تُثْمِرُ، والثَّمَرُ يُقْطَفُ عند نُضْجِهِ ويُؤْكَلُ. لذا، لنا عشاء موعود مع السَّيِّد في ملكوته الآتي. آمين.
 
 
مواطِنُو الأرضِ ومواطِنُو السَّماء
 
تَسْتَوْقِفُكَ بعضُ الصُّوَرِ في الحياة، وتَضَعُكَ أمام تَسَاؤُلات جِدِّيَّة ومُبَرَّرَة، فتبحَثُ عن الجدوى والحقيقة والهدف والغاية والفائدة، وغالبًا ما تكون النَّتيجة ضبابيَّة ومشوَّشَة.
 
نتكلَّم هنا، بالتَّحديد، على المؤمنين، أبناء الكنيسة، أعضاء جسد المسيح.
 
اِنْدِفَاعٌ وسباقٌ مَحْمُومٌ نلاحِظُهُ لدى أَعْدَادٍ كبيرة من العائلات والأفراد، السَّاعِين إلى الحصول على جنسيَّة إحدى البلدان المتطوِّرَة أو الغنيَّة أو المستقرِّة، أو... أو ... . يبيعون أراضيهم وممتلكاتهم ويقضون أيَّامًا أمام أبواب السَّفارات للحصول على إذن بالسَّفَر إلى بلاد الأحلام، وهناك يعلم الله ماذا ينتظرهم؟!!...
 
نحن، هنا، لا ننتقدُ أو نُعِيبُ أو نُنْكِرُ على النَّاس حقّهم في البحث عن حياة أفضل، ولكن أمام هذا المشهد يَحْضرُنا سؤالٌ نوجِّهُهُ لأبناءِ الكنيسة، ونحن منهم: أيَّامًا وشهورًا، وربَّما، سنين نقضيها بالسَّعي للحصول على حقِّ المواطَنَة في بلدٍ آخَر، أرضيّ، زائل، نقضي فيه عمرنا بالتَّعب، والقلق، والسَّعي وراء لقمة العيش، ولو ضحكت لنا الأيَّام فيه، وعشنا أيَّام رغد ورفاه، وجمعنا ثروة، وتَقَلَّدْنَا مناصبَ ومراكزَ عالية!. ختامها ماذا؟!. نهاية حياة أرضيَّة، موت جسديّ، وترك كلّ ما جنيناه، وانتقال إلى الموطن الأبديّ الَّذي لا وطن لنا غيره بعد. هناك، عند حدود ذلك الوطن، سنُسْأَلُ عن وثائقنا الثُّبُوتِيَّة الَّتي تؤهِّلُنا للحصول على جنسيَّة ذلك الوطن. بِمَ سنجيب؟!...
 
 
أخبارنا
عيد النّبيّ الياس في دير رقاد السَّيِّدة - بكفتين
 
بمناسبة عيد النّبيّ الياس الغيور، تقام صلاة غروب العيد يوم الأحد الواقع فيه التّاسع عشر من شهر تمّوز 2015 عند السّاعة الخامسة بعد الظُّهر في كنيسة النّبي الياس في نهر بكفتين.
 
الاِنطلاق إلى كنيسة النّبيّ الياس من أمام الدّير عند السّاعة الرّابعة بعد الظّهر، مشيًا على الأقدام لحوالي أربعين دقيقة.  
عند السّاعة الثّامنة مساءً (من يوم الأحد في 19 تمّوز) تقام صلاة سحر العيد والقدّاس الإلهيّ في دير رقاد السّيّدة-بكفتين، يليها مائدة محبّة.