الأحد 16 آذار 2014

الأحد 16 آذار 2014

16 آذار 2014
 

 
الأحد 16 آذار 2014     
العدد 11
الأحد الثّاني من الصَّوم
اللَّحن الخامس     الإيوثينا الخامسة
 
*16: (غريغوريوس بالاماس) الشَّهيد سابينوس المصري، البار خريستوذولس. *17: ألكسيوس رجل الله. *18: كيرللس رئيس أساقفة أورشليم. * 19: الشهداء خريسنثوس وداريّا ورفقتهما. * 20: الآباء ال 20 المقتولون في دير القديس سابا. *21: الأسقف يعقوب المعترف، البار سرابيون. المديح الثالث. *22: الشهيد باسيليوس كاهن كنيسة أنقرة، 
 
 
الإرهاب
من زاوية كنسيّة
 
اليوم يبدو بوضوح أنّ الشيطان هو "أمير هذا العالم" (يوحنا 12: 31) .
 
كلّ شيء يميل إلى الشرّ حتّى السياسة والدين. يركب هذا القطارَ السريعَ كلُّ مَن يعارض الوضع القائم، أكان من اليمين أم من اليسار.
 
الحضارة العالميّة الحاليّةُ تُفرِزُ أناساً لا يرتضون بالحالات السائدة. بدل أن يثوروا على أنفسهم، على أهوائهم وعلى أمراضهم النفسيّة، ينتقمون من الآخرين وحتّى من الأبرياء. يفكّرون بالنقد ويميلون إلى الخراب بدلاً من البُنيان. طبعاً هناك مَن يعاني مِنَ الفقر المدقع وهناك مَن لا يقبل القِيَمَ والأخلاق الحسنة. فكيف اذاً نتعجّب من إنكار دينهم أو من انحرافهم عنه؟ّ إنّهم في كثير من الأحيان يصيبون في أرائهم ولو كانوا يمارسون الأعمال الشيطانيّة، هذا عندما ينبذون تناقض الإدّعاءات السياسيّة الإعلاميّة للسلام والعدالة مثلاً، بينما تأتي الممارسات عدوانيّةً ومصلحيّة في الواقع. السلوك التخريبيّ العنيف، سواءٌ كانت دوافعُه قوميّةً أم دينيّة، ما هو إلاّ صورة أخرى عن الأنانية، ناهيك عن التصرّف الفَردَوِيّ والتفكُّك الأُسَرِيّ. في كلّ هذا ضعفٌ للذّاتِ العُليا (القلب الواسع) وسيطرةٌ للذات الدنيا (الأهواء والشهوات).
 
الآن كيف يمكننا نحن المسيحيّين أن نقارب مثل هذه الموجة الإرهابيّة التي تجتاح العالم وبلادنا؟ كيف نستطيع إن أمكننا ذلك أن نعالجها على
الصعيد الشخصيّ أو الجماعيّ؟ أكتفي الآن في هذه العُجالة وفي هذه الأيّام الصياميّة أن أبدي
رأيًا نابعاً عن خبرة بعض الآباء القديسين ولو اعتبرتموه ناقصاً أم ناتجاً عن ضعف وعدم قدرة. يقول القدّيس سيرافيم ساروف الروسيّ المعاصر "يكفي أن يتقدّس واحد من البشر حتى يجرّ خلفه مئات من الناس". ويقول القدّيس أفرام السريانيّ صاحب صلاة التوبة الشهيرة (أيّها الربّ وسيدّ حياتي...): "القديسون هم التائبون إلى الله العائدون اليه".
 
يكفي إذاً لنا نحن المسيحيّين أن نتوب. انظروا إلى العالم كلّه كم من المسيحيين يتراجعون عن إيمانهم، تاركين كنائسَهُم فارغةً مِن المصلّين! يدّعي كثيرون أنّهم متحضّرون وأبطال التكنولوجيا، بينما تتفكّك العائلات وينحرف الإنسان عن حياته الطبيعيّة التي أرادها الله. المطلوب اذاً ثورة على النفس، عودة إلى القِيَم الأخلاقيّة المسيحيّة، عودة إلى وصايا الله وإنجيله. هذه هي التوبة. القدّيس يوحنّا الدمشقيّ يحددّها بقوله "التوبة الحقيقيّة، هي العودة من الشيطان إلى الله. وهي لا تكون بدون جهاد وألم ودموع" (كتابة مئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسيّ أصحاح 47). نعم، نحتاج إلى دموع كثيرة في هذه الأيّام العصيبة، حتّى ينقذنا الربّ يسوع الإله برحمته الغزيرة من الهجرة والانقراض.
 
مع كلّ ذلك، لا يَدَعُنا الربّ الرحوم يتامى يائسين، إذ يقول لنا "لا تخف أيّها القطيع الصغير، لأنّ أباكم قد سُرّ أن يُعطيكم الملكوت" (لوقا 12: 32).
 
                                            + أفرام
                           مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريّة القيامة باللَّحن الخامس
 
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الإبتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.
 
 
طروباريَّة القدَّيس غريغوريوس بالاماس  باللَّحن الثَّامِن
 
يا كوكبَ الرأيِ المستقيم، وسَنَدَ الكنيسةِ ومعلِّمَهَا. يا جمالَ المتوحِّدينَ، ونصيراً لا يُحارَب للمتكلِّمينَ باللاَّهوت، غريغوريوسَ العجائبيَّ، فخرَ تسالونيكية وكاروزَ النِّعمة، إِبْتَهِلْ على الدَّوامِ في خلاصِ نفوسِنا. 
 

القنداق باللَّحن الثَّامن
 
إِنِّي أَنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أَكتُبُ لكِ راياتِ الغَلَبَة يا جُنديَّة محامِيَة، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكْرَ كَمُنْقِذَةٍ مِنَ الشَّدائِد. لكنْ، بما أَنَّ لكِ العِزَّةَ الَّتي لا تُحارَبِ، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدِائِد، حتَّى أَصرُخَ إِليكِ: إِفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.
 
 
الرِّسالة
عب 1: 10-14، 2: 1-3
 
أنتَ يا رَبُّ تَحْفَظُنَا وتَسْتُرُنا في هذا الجيلِ
خَلِّصْنِي يا رَبُّ فإِنَّ البارَّ قَد فَنِي
 
أنتَ يا ربُّ في البَدءِ أسَّستَ الأرضَ والسَّماواتُ هي صُنْعُ يديْكَ. وهي تزولُ وأنتَ تبقى، وكُلُّها تَبْلى كالثَّوب، وتطويها كالرِّداء فتتغيَّر، وأنتَ أنتَ وسِنُوك لنْ تَفْنَى. ولِمَنْ من الملائِكَةِ قالَ قَطُّ اجْلِسْ عن يميني حتَّى أَجْعَلَ أَعداءَكَ مَوْطِئاً لقَدَمَيْكَ. أَليسُوا جميعُهُم أَرواحاً خادِمَة تُرْسَلُ للخِدمةِ من أجلِ الَّذين سَيَرِثُون الخلاص. فلذلك، يجبُ علينا أَنْ نُصْغِيَ إلى ما سمعنَاهُ إِصغاءً أَشَدَّ لِئَلاَّ يَسْرَبُ مِنْ أَذْهَانِنا. فإِنَّه إِنْ كانَتِ الكلمةُ الَّتي نُطِقَ بها على ألسنةِ ملائِكةٍ قَدْ ثَبُتَتْ وكلُّ تَعدٍّ ومعَصِيَةِ نالَ جَزاءً عَدْلاً، فكيفَ نُفْلِتُ نحنُ إِنْ أَهْمَلنَا خلاصاً عظيماً كهذا، قد ابَتَدَأَ النُّطْقُ بِهِ على لسانِ الرَّبِّ، ثمَّ ثبَّتَهُ لنا الَّذين سمعُوهُ؟!.
 
 
الإنجيل
مر 2: 1-12
 
في ذلك الزَّمان، دخلَ يسوعُ كَفَرْناحومَ وسُمِعَ أَنَّهُ في بَيتٍ، فَلِلْوَقْتِ اجتَمَعَ كثيرونَ حتَّى أَنَّهُ لم يَعُدْ مَوْضِعٌ ولا ما حَولَ البابِ يَسَعُ. وكان يخاطِبُهُم بالكلمة، فَأَتَوْا إليْهِ بِمُخلَّعٍ يَحمِلُهُ أَربعَة. وإِذْ لم يقْدِرُوا أَنْ يقترِبُوا إليهِ لِسَببِ الجمعِ كَشَفوا السَّقْفَ حيث كانَ. وَبعْدَ ما نَقَبُوهُ دَلُّوا السَّرِيرَ الَّذي كانَ الـمُخَلَّعُ مُضْطجِعاً عليه. فلمَّا رأى يسوعُ إيمانَهم، قالَ للمُخلَّع يا بُنَيَّ، مغفورةٌ لكَ خطاياك. وكانَ قومٌ مِنَ الكتبةِ جالِسِينَ هُناكَ يُفكِّرون في قُلوبِهِم: ما بالُ هذا يتكلَّمُ هكذا بالتَّجْدِيف؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغفِرَ الخطايا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟!! فَلِلْوقْتِ عَلِمَ يَسوعُ برِوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكذا في أَنْفُسِهِم، فقالَ لهُم: لِماذا تفَكِّرُون بهذا في قلوبِكُم؟ ما الأَيْسَرُ أَنْ يُقالَ مَغفورةٌ لكَ خطاياكَ أمْ أَنْ يُقالَ قُمْ واحمِلْ سريرَكَ وامشِ؟ ولكِنْ لِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ ابنَ البشرِ لَهُ سُلطانٌ على الأرضِ أَنْ يَغفِرَ الخطايا (قالَ للمُخَلَّع) لكَ أَقُولُ قُمْ واحمِلْ سَريرَكَ واذْهَبْ إلى بَيتِكَ، فقامَ للوَقتِ وحَمَلَ سَريرَهُ، وخرَج أَمامَ الجميع، حتى دَهِشَ كُلُّهُم ومجَّدُوا اللهَ قائلينَ: ما رَأينا قَطُّ مِثْلَ هذا.
 
 
في الإنجيل
 
في الأحد السّابق، كانت الدعوة: "تعال وانظر" (يو 1: 46). اليوم، يعاين الناس قوّة الله وعظمته في رحمته. يكون الاعترافُ في الدَّهش من مجد الله: "مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا قَطُّ!" (مر 2: 12).
 
هذا هو التّعليم الجديد الّذي أتى به يسوع: إنّه الكلمة الفاعِلَة المُحقَّقَة، "هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ" (إشعياء 55: 11). 
 
كان يسوع يخاطب الجموع بالكلمة (ton logon) (مر 2: 2). واللوغوس (O Logos) هو يسوع "الكلمة". يسوع كان يخاطب الجموع بذاته، فكان يقذف نفسه إلى عقولهم "مُتَأَكْلِمًا" حتَّى يستقرّ بالروح الّذي تحمله كلمته في قلوب السّامعين الّذين يقبلونها كلمة حياة أبديّة.
 
كلمة يسوع هي إيّاه حنانًا ورحمةً وشفاءً. الإيمان لا يخزى. لذلك، من أجل الّذين قدّموا المفلوج يسوع شفاه. المفلوج كان عادم القدرة على الحركة، ليس فقط بالجسد بل أيضًا بالروح. من أجل هذا، الّذين يحبّونه أظهروا حميّة واندفاعًا وتحدّوا كلّ المصاعب، فنقبوا السّقف ودلّوه منه. هؤلاء تجاوبوا مع محبّة الله، فانقدحت نار في قلوبهم بالرأفة على أخيهم في الإنسانيّة السّاقطة التّعبة المكبّلة والمشلولة. الدافع الكامن، ومصدر القوّة الخفيّ في عملهم كان إيمانهم، والإيمان لا يمكن إلَّا أن يكون عاملًا بالمحبّة.
 
في مقابل هؤلاء الغيارى على الله في المحبّة، كان هناك غيارى (في الظّاهر) على الله في النّاموس. هؤلاء تذمّروا على يسوع لأنّهم لا يعرفون قوّة الكلمة ولا الكلمة ذات السّلطان الحقّ بالرّوح. هؤلاء اشتكوا في أنفسهم قائلين: " لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا هكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟" (مر 2: 7).
 
دائمًا، أمام عمل الله يوجد من يريد الإنتقاد، لأنّه ليس من الحقّ، ولأنّه يشعر بأنّ سلطانه يُؤخذ منه. الكتبة انزعجوا واعترضوا لأنّهم متمسّكون بحرف الكلمة وبسلطانهم. هم عاينوا قوّة الله لمّا قام المفلوج وحمل سريره ومشى، لكنّهم لم يؤمنوا.
 
ليست كلّ القلوب قابِلَةً للإيمان. القلب المتخشّع المتواضع هو الأرض الخصبة للإيمان. وبالإيمان يتحوّل القلب إلى أيقونة تتجلّى فيها محبّة الله المترجمة بالحنان والرأفة والرّحمة. بالإيمان في الرّجاء نصل إلى المحبّة الإلهيّة الّتي تغفر كلّ خطيئة وإثم، وتجبر كلّ كسر، وتُبلسم كلّ جرح، وتقوّم وتشدّد كلّ مفلوج .
 
مَن عاين المسيح وعرفه، مجّده في حياته بالإيمان العامل بالمحبّة، فصحّ فيه القوّل: "مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا قَطُّ!"، لأنّه يصير أيقونة لحنان الله بالمسيح في هذا العالم البائِس...
 
 
القانون الكبير
 
يُقرأ هذا القانون كاملاً يوم الخميس الخامس من الصوم الكبير، كما يُتلى على مراحل في بداية الصوم من الإثنين حتّى الخميس من الأُسبوع الأوّل، كما هو مُرتّب في كتاب التريودي.
 
هو مجموعة من مقاطع شعريّة مُرتّبة حسب الوزن والقافية، موزّعة على تسع أوديات. من عنوانه نُدرك أنّ مجموعة القطع التي فيه هي أكثر من القانون العاديّ. ميزةُ هذا القانون عن غيره أنّه يحثّ المؤمن على التوبة، خاصّة في فترة الصوم الكبير الذي هو زمن العودة إلى الله. 
 
تردُ فيه قصَصٌ عديدةٌ مِن الكتابِ المقدَّسِ بعَهدَيه، بأسلوبٍ يعكسُ شخصيّات الكتاب على الذّات البشريّة. مثلًا:
 
 "يا نفس ها قد أحضرتُ لكِ جميع أخبار العهد العتيق نموذجاً، فماثلي أعمال الصّديقين المحبوبة من الله، وفُرّي هرباً من خطايا الأشرار".
 
"أيّتها النفس الشقيّة، ما غايرتِ الزانية التي أخذت قاروةَ الدّهنِ وضمَّخَتْ به مع دموعِها قدمَيِ الرّبّ ومسحَتهُما بشعرِها، فمزَّق لها صكَّ خطاياها السالفة".
 
إذن الكاتب يُكثر استعمالَ قصصَ العهد القديم والجديد التي تروي سِيرَ الأنبياءِ والأبرارِ الصالحينَ الذينَ سقطوا في الخطايا والزَّلات، غير أنّهم تابوا وغيّروا سلوكَهم وابتعدوا عن كلّ عملٍ رديء، وسارعوا إلى كلِّ عملٍ مقبول لدى الله.
 
 غاية القديس أندراوس من هذا القانون هي تعليميّة، فهو يريد أن يُشدِّد المؤمنين كي لا يقعوا في اليأس من رحمة الله وواسع مغفرتهِ، وكأنّه يشاء أن يقول: كما قَبِلَ الله توبة الأبرار والصدّيقين سيقبل توبة من يهرع إليه من المؤمنين.
 
قانون القدّيس أندراوس مليء بالعبر والدروس النّافعة من آدم إلى التلاميذ، الرّسل القدّيسين، ولا يتهاون في وصف خطايا هؤلاء في سبيل إبرازِ عظمة توبتِهم. فها هو يقول مثلاً عن داود النبيّ: "إنّني زلقتُ مثل داود ببذخٍ، وتلطختُ بالفجورِ، فاغسلني أنا أيضًا بالعبراتِ يا مخلِّصُ". هو لا يتوقّف عند خطيئة داود، بل يتجاوزها إلى توبته كي يُشجِّع السّاقط في الفجور على أن يتوب كتوبة داود. ويُكرِّر ذلك مع سليمانَ النبيّ، ومنسّى الذي ارتكب الآثام، ومع سواهم من كبار التائبين في العهد القديم.
 
يدعونا إلى التشبُّهِ بأهل نينوى الذين أتى إليهم يونان النبيّ فتابوا إلى الله، "فلَم تشابهيهِم يا نفسُ، بل ظهرتِ أشدَّ غباوةً من كلِّ الذين أخطأوا قبل الناموس وبعد الناموس".
 
قانون التوبة هذا هو إنجيلٌ مفتوحٌ مِن التّكوين إلى الرّؤيا، فيه موعظةٌ لكلِّ المؤمنين. يأخذ أمثالَ السّيدِّ المسيحِ وتعاليمَه، وبعض تصرُّفات الرسل الأطهار، ويستنتج منها ما هو نافعٌ لتوبة المؤمنين وخلاصهم. هنا نعرض صورة واضحة من القانون إذ يقول:
 
"يا نفسُ قد أحضرتُ لكِ نماذج الكتاب الجديد (أي الإنجيل) لتقودَك إلى التخشّع، فشابهي إذاً الصّديقين، وَاجنَحي عن الخطأة، واستعطفي المسيح بالصلوات والأصوام والطهارة والوقار".
 
هذا القانون هو أحد الكنوز المخفيّة ضمن كُتبِنا الطقسيّة، حبّذا لو نكشفه للمؤمن في الرعايا وليس فقط في الأديار. مرّةً قال لي أحد المؤمنين وهو من بلاد "الكُرج" أي جيورجيا اليوم إنّ المؤمنين في الكنيسة عندَهم خلال قراءة هذا القانون عند تلاوة استيخن "ارحمني يا الله ارحمني" تسجد الكنيسة جمعاء من كبيرهم إلى صغيرهم. أين نحن من هذا الوقار وهذا الحسّ!!
 
إذا أردنا أن نُنقِذ كنيستنا من البلاء الذي نحن فيه، ونُنقِذ بلادنا من هذه الشرور المحيطة بنا من كلّ صوبٍ في هذه الأيّام العصيبة، لا بدّ للكنيسة من أن تكون نينوى الثانية، لابسةً المسوح من الكبير حتّى الصغير، وحتّى البهائم.
 
 لا بدّ للكنيسة أن يكون لها إيمان الفتية الثلاثة في الأتّون ، لا بدّ للكنيسة أن يكون لها صبر أيّوب في احتمال بلاياه، لا بدّ للكنيسة أن تكون كالمراة النازفة الدم، لها شغفٌ أن تلمسَ هُدبَ ثوبِ المسيح لكي تشفى.
 
كُلّنا أخطأنا وكغنمٍ ضلَلنا، الكتاب المقدّس هو الكتاب الذي يختصر مسيرةَ البشريّة مع الله، كيف خلقَنا، ثمّ سقَطْنا، وكيف أعاد إبداعنا بعد سقوطنا. الكتاب المقدّس هو الرحلة التي بها نعود إلى الملكوت والفردوس المفقودَين. هذه هي الكنيسة وهذا هو الصوم!   
  
 
أخبـــارنــــا
 
سلسلة أحاديث روحية في الرعايا
 
سيادة المتروبوليت أفرام كرياكوس البشارة 21 آذار كنيسة سرجيوس وباخوس- كوسبا  6.00مساءً
سيادة المتروبوليت أفرام كرياكوس المرأة 20 آذار كنيسة النبي الياس - المنية 5,00 مساءً
الأسقف غطاس هزيم العلاقة مع الله والبشارة 20 آذار كنيسة تجلي الرب - شكا 5,30 مساءً
الأب مخائيل دبس شرح قدّاس البروجزماني 18 آذار كنيسة القديسين قزما ودميانوس - بطرام 6.00 مساءً
الأب جورج يوسف العطاء 18 آذار كنيسة السيدة - بترومين 5.00 مساءً
أستاذ دانيال عيوش أناجيل آحاد الصوم 18 آذار كاتدرائية القديس جاورجيوس -الميناء 6.00 مساءً
الخورية سميرة ملكي فضيلة التواضع 21 آذار كنيسة القديس جاورجيوس - بشمزين 6.00 مساءً