الأحد 3 شباط 2013

الأحد 3 شباط 2013

03 شباط 2013

 

الأحد 3 شباط 2013
العدد 5
الأحد (15) من لوقا (زكّا)
اللحن الثاني       الإيوثينا الثانية
 
3: سمعان الشيخ، حنّة النبيِّة. * 4: البار إيسيذوروس الفرمي. *5: الشهيدة أغاثي * 6: الشهيد إليان الحمصي، بوكولوس أسقف أزمير، فوتيوس بطريرك القسطنطينية * 7: برثانيوس أسقف لمبساكا، البار لوقا* 8: ثاوذوروس قائد الجيش، النبي زخريّا * 9: وداع عيد الدخول، الشهيد نيكيفورس. 
 
الآن أطلق عبدك...
 
نعيِّد في هذا اليوم للقدّيس سمعان الشيخ، أحد السبعين الَّذين ترجموا العهد القديم إلى اللغة اليونانيّة. بحسب القصة التراثيّة أنّ سمعان، أثناء ترجمته للآية 14 من الإصحاح السابع لإشعياء النبي التي تقول: " يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه "عمانوئيل"، أراد أن يغيِّر كلمة "عذراء" بـ"المرأة"، لأنّه رأى أنّه لا يمكن لعذراء، أي التي لم تعرف رجلاً، أن تلد. فظهر له ملاك الرب وقال له بأنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين تحقيق هذه الآية.
لذلك، كان سمعان ينتظر موعد الرب له بشوق. كان ينتظر إطلاقه من رباطات الجسد ليدخل مدار الإله الحيّ المتجسِّد، لأنّ كلمة "عمانوئيل" تعني "الرب معنا". كلام إشعياء النبي لا يُصدَّق، ولا يقبله عقل، إن كان من جهة الحبل دون رجل والأصعب من جهة إتيان الله نفسه ليكون بين البشر كواحد منهم. هذا سرُّ الأسرار المكتوم منذ الدهور.
في الحقيقة، كلّ منَّا قد يكون "سمعانًا"، أي الذي يسمع، الذي يطيع. سمعان الشيخ سمع الكلمة لمَّا قرأها في إشعيا ولكنّه اراد أن لا يطيعها فيترجمها كاشفًا معناها الحقيقي، أي هو رفض أن يطيع الكلمة، ان يسمعها. لكنّه، ما لبث أن أطاع لمّا ظهر له ملاك الرب. هكذا نحن أيضًا نسمع الكلمة، ولا نقبلها لأنّنا نراها 
 
غير ممكنة التحقيق. لكنّ الإيمان يتخطَّى العقل، فالإيمان بالتصديق والتسليم للكلمة الإلهيّة وليس بإخضاعها لحكم العقل. لأن ما هو خاضع للعقل يبقى من هذا الدَّهر أمّا كلمة الله فتأتي من فوق من الآب في الروح بالكلمة الإلهيّ. كلمة الله إلهيّة وهي تجسيد للكلمة الإلهي في كلام البشر. فالكلمة الإلهي (Logos) "يَتَـأَكْلَمُ"، بدءًا، ليدخل إلينا من باب الذهن، وينزل، من ثمَّ، بالروح إلى القلب حيث يُثْمِرُ فينا بندى الروح في أرض القلب ثمارًا إلهيَّة هي عطايا النعمة الإلهيّة التي تحقِّق فينا مثال الصورة الإلهيّة من خلال اقتنائنا لصفات الله بالروح في صورة المسيح الذي فينا.
من يسمع الكلمة، أي من يصير "سمعانًا"، وينتظر تحقيقها بشوق، يعطى في الوقت المحدَّد من الله أن يعاين تحقيقها. ومن عاين تحقيق وعد الله في ذاته، أي من أبصر "عمَّانوئيل" بعيني الروح في داخل قلبه يكون قد صار مستعدًّا للانطلاق من هذا العالم ويطلب من الرب الإطلاق والحلّ، لأنّه يختبر خلاص الله في نفسه ويكون قد دخل عالم النور الإلهيّ غير المخلوق والسلام الحقيقي الذي لا يستطيع العالم أن ينزعه منه.
ليس الإطلاق من العالم هو الموت الجسدي بالضرورة، لكن، الإنعتاق من قيود العالم التي تكبِّل الإنسان في محبَّته لله وللآخَر. "الآن أطلق عبدك" تعني
 
أن يهبني الله "حرِّيّة أبناء الله"، فأصير موجودًا في العالم دون أن أكون خاضِعًا لنظام العالم، لأنّه حيث روح الله فهناك الحريَّة.
نور الله يُستَعلَن في المؤمنين به وفي كنيسته التي هي حضور ملكوت الدهر الآتي في محدوديّة زمان هذا الدهر. أبناء الله هم الذين يأتون من الملكوت إلى العالم، لينقلوا نور الحياة الأبديّة إلى ظلمة هذا الدهر، فيستضيء الكون بأشعَّة الثالوث في كنيسته بالمؤمنين الذين يُظهرون وجه يسوع "الله معنا" في هذا العالم.
*     *     *
 
طروبارية القيامة      باللحن الثاني
 
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك. 
 
قنداق دخول السيد إلى الهيكل
باللحن الأول
 
يا مَن بمولدِكَ ايّها المسيحُ الإله للمستودع البتوليِّ قدَّستَ، وليَدَيْ سمعانَ كما لاقَ باركْتَ، ولنا الآن أدركتَ وخلَّصتَ، إحفظ رعيتَّكَ بسلامٍ في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الذين أحبَبْنَهم، بما انّك وحدَكَ محبٌّ للبشر. 
 
الرسالة
1 تيمو 4: 9-15 (32 بعد العنصرة)
 
الربُّ يُعطي قوَّةً لشَعبِه قدِّموا للربِّ يا أبناءَ الله
 
يا إخوةُ، صادقة ٌهي الكلمةُ وجَديرةٌ بكُلِ قَبُول. فإنَّا لهذا نتعَبُ ونُعيَّرُ لأنَّا ألقينا رجاءَنا على اللهِ الحيِ الذي هو مخلِّصُ الناس أجمعين ولا سِيِمَّا المؤمنين. فَوصِّ بهذا وعلّم بِهِ. لا يستَهينَنَّ أحدٌ بفتوَّتِكَ، بل كُنْ مثالاً للمؤمنينَ في الكلامِ والتصرُّفِ والمحبَّةِ والإيمانِ والعَفاف. واظِبْ على القراءةِ إلى حينِ قدومي، وعلى الوعظِ والتعليم، ولا تُهمِلِ الموهِبَةَ التي فيكَ، التي أُوتيتَها بنبوَّةٍ بوضعِ أيدي الكَهنة. تأمَّلْ في ذلك وكُنْ عليهِ عاكِفًا ليكونَ تقدُّمُك ظاهِراً في كلِ شيءٍ.
 
الإنجيل
لو 19: 1-10
 
في ذلك الزمان، فيما يسوع مجتاز في أريحا، إذا برجل اسمه زكّا كان رئيساً على العشارين وكان غنيًّا، وكان يلتمس أن يرى يسوع من هو، فلم يكن يستطيع من الجمع لأنه كان قصير القامة. فتقدَّم مسرعًا وصعد إلى جميزة لينظره، لأنه كان مزمعًا أن يجتاز بها. فلما انتهى يسوع إلى الموضع رفع طَرْفه، فرآه، فقال له: يا زكا أسرع أنزل، فاليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك. فأسرع ونزل وقبله فرحاً. فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين أنه دخل ليحل عند رجل خاطئ فوقف زكا وقال ليسوع: هاءَنذا يا ربُّ أعطي المساكين نصف أموالي. وإن كنت قد غَبنت أحداً في شيء أردّ أربعة أضعاف. فقال له يسوع: اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت، لأنه هو أيضاً ابن إبراهيم، لأنّ ابن البشر إنما أتى ليطلب ويُخلِّصَ مَا قَدْ هلَكَ.
 
في الإنجيل
 
زكّا تعني النقيّ المتبرِّر. كان وسخًا بالظلم ومحبّة المال. معظم البشر، داخلهم يعكس عكس ما يظهر منهم للآخرين.
كان اسم زكَّا عكس واقعه. لكن، يبقى سرٌّ (mystery) في هذا الإنسان الساقط. في الحقيقة، لا يستريح الإنسان في سقوطه لأنّ السقوط هو عكس طبيعة الإنسان الحقيقيّة.
زكَّا سمع عن يسوع. لم يكن يعرفه شخصيًّا. أراد أن يرى هذا الإنسان الَّذي يصنع العجائب ويشفي النفوس والأجساد. أراد أن يعاين هذا المعلِّم الحقَّ الَّذي ليس كباقي معلّمي اليهود، لأنّه حنون وقريب من الخطأة إذ لا ينبذهم. فالمرض في ذهن اليهود مرتبط بالخطيئة، والخطيئة المكشوفة بالمرض تعلن غضب الله على الإنسان بحسب الشريعة وعقليّة اليهود. هذا ما دفع زكَّا إلى البحث عن يسوع وطلبه، أنّه يفصل الخطيئة عن الخاطِئ ويُبرِئُ النفس والجسد. لقد كان زكَّا يعلم من ذاته وفي ذاته أنَّ مرض النفس أصعب من مرض الجسد، لأن نجاسة القلب تقتل الإنسان في إنسانيّته، امَّا مرض الجسد فيقتل الجسد دون الروح لمن كان مؤمنًا.
رأى يسوع استعدادات قلب زكَّا، لذلك اقتنصه من خطيئته بهذا الشوق الَّذي تربَّى في قلب زكَّا نحو الشفاء، نحو التطهُّر، نحو النقاوة، والَّذي أيقظه فيه صيت يسوع وأخباره الَّتي كان زكَّا يسمعها عنه.
يسوع يعرف كلّ إنسان باسمه، من الكبير إلى الصغير، من الخاطئ إلى البارّ. لم يحتج زكَّا إلاَّ لهذا المعروفيَّة، لأن يشعر بأنّه معروف عند الله، عند يسوع. لما قال له يسوع: " يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ "، طار زكّا من الفرح وأعلن: " هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ".  صار زكَّا بلحيظة، متمِّمًا للشريعة، تائبًا بفرح. هذا ما يدعوه الآباء القديسون بـ"الحزن المفرح". الإنسان يحزن على خطيئته ويفرح برحمة الله. يتزاوج الشعوران معًا في آن واحدٍ. هذا سرُّ الله في الإنسان، هذا سرُّ لمسة حنان الرب لقلب الإنسان الذي يجعله إنسانًا جديدًا، نقيًّا بدموعه بارًّا في التزامه وصيّة الله فرحًا بالرجاء.
هل تعرَّفت إلى زكَّا في ذاتك؟ هل أنت تشبهه في سقوطه أم في قيامه؟!...
 
سلام العالم
وسلام المسيح 
 
في ظلّ الأزمات والخضّات التي يُنتِجُ بعضُها بعضًا، التي تتثاقل علينا يوماً تِلوَ يوم وقد أرهقتنا وأبت أن تعفَّ عنَّا، يبدو السلام ضالّتنا الكبرى. نشتهيه ولا نظفر به بسبب من جحودنا وأطماعنا الكثيرة. وليس الهدوء الخدر، المتقّطع، الرجراج، الذي ننعم به بين الحين والآخرَ، سلاماً. إنْ هو إلاّ هدنةٌ هشَّةٌ بين اضطراب واضطراب، أو بين انتكاسة وأخرى، كي لا نقول بين حرب وأخرى. لماذا؟ لأنّه سلام المصالح، والمصالح رياح متقلّبة لا قرار لها، تتقاطع وتتلاقى حيناً وتتنافر أحياناً، ولكنَّها في كلّ حال، تجري بعكس ما يشتهيه السلام. فماذا نفعل ونحن نَنشد سلاماً راسخاً تَقَرُّ به قلوبنُا والنفوس، ويكون لأولادنا من بعدنا قاعدة يبنون عليها حياتهم بفرح وطمأنينة وثقةٍ بالآتي من الأيّام؟ ماذا نفعل ونحن نعلم يقيناً أنّنا خائبون سلفاً إنْ نحن طلبنا سلامنا من بَشَر؟ "فقد انقطع الأمناءُ من بَني البشر" (مز 12/1)، وما سلامهم إلاّ منّةٌ من عُظماء الأرض يتصدّقون بها علينا متى وافقت مصالَحهم وكبرياءَهُم، ويحجبونها عنّا متى خالفَتهم. ماذا نفعل؟! الجواب بسيط وبَدَهيّ: تُلقي رجاءَنا على الرّب. فسلامنا المنشود لن يكون لنا ما لم نُلق رجاءَنا على الربّ، ليقيننا بأنّه ربُّ السلام، وتالياً أنّ السلام الحقيقيّ مِنحةٌ منه، هبةٌ عُلويّةٌ يُغدقها على الأرض ربُّ السّماء والأرض. ولذا كثرت في عباداتنا، على اختلافها، الطلّبات السَّلامية التي فيها نطلب "من أجل السلام الذي من العُلى..."
وبهذا السلام تُعانق كنيستُنا العالم أجمع، ولذا ارتبطت الطّلبة السلاميّة الآنف نصّها، ارتبطت، مباشرةً، بالتي تليها: "من أجل سلام كلّ العالم.."
إنّ كنيستنا كنيسةُ السلام، تتلقّاه من الربّ وتنشره في العالم هديّة العَليّ من العُلى، "المجد لله في العُلى (نقول) وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرّة" (لوقا 2/14). وهذا السلام يختلفُ، جوهريّاً، عن سلام العالم لأنه سلام المسيح، وهو القائل: "سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يُعطي العالم أُعطيكم أنا.." (يوحنا 14/27). وإذا اهتزّت في الكنيسة أُسس السلام، لسبب أو لآخر، لا يستولي علينا الخوف لإيماننا بأنّ ربّ السلام القائم فيها سرعان ما يبادر إلى نجدتها بتثبيته قواعد السلام فيها واستعادتها إلى الإستقرار. وسلام الكنيسة هذا دُفع الينا أمانة لنحمله إلى محيطنا، إلى العالم من حولنا، هديّة ربّانية لا تُعادلها هدية. هذه وظيفتنا كمسيحييّن: أن نحمل إلى العالم سلام المسيح. فإذا خرجنا من الكنيسة عند انتهاء القدّاس الإلهيّ، فلكي نوزّع على الناس الذين نلقاهم السلام الذي حمَّلَنا إياه الكاهنُ بقوله لنا، في ختام الخدمة، "لنخرجْ بسلام".... هنا سؤال يطرح نفسه: ما هي طبيعة هذا السلام؟
*إنّه سلام نستدخله ذواتنا أوّلاً وحياتنا كلّها. فالناس لا يعتقدون بسلام لا يقرأونه فينا أولاً، في صفحات قلوبنا وعلى جباهنا.
* إنه سلام دائم لا يُنزع منّا، ولا ينصدع ولا يعرف الفتور.
 
* إنه سلام مؤسّس على القناعة فلا يستغني بالفانيات ولا يعرف الطمع ولا يستكبر...
 
* إنه سلام مبنيّ على الصبر والرجاء فلا تزعزعه المحن ولا تُضعفه الآلام.
 
*أخيراً ، وقبل كلّ شيء، إنه سلامٌ عاملٌ بالمحبّة التي لا تسقط أبداً.
نحن صُنّاع السلام الذي سكبه علينا المسيح نعمةً من لَدُنِه، والطوّبى لنا إذا أحسَسنّا صناعته، ولذا قال كتابنا: "طوبى لصانعي السلام، فإنّهم ابناءَ الله يُدعون" (متى 5/9). لا يكفي ان نصنع السّلام. المهم أن نعرف كيف نقنيه ونثبّته. وهذا نقتنيه بالبرّ ونثبّته بالرحمة. البرّ والرحمة ضمان السلام، ولذا قال صاحب المزامير: "الرحمة والحقّ التقيا. البرّ والسلام تلاثما" (مز 85/10). هذه هي المعادلة التي نحن مدعوّون إلى تحقيقها. وبهذه المعادلة، إذا تحققّت، تتحقق مَسَرّة الآب في الابن بالروح القدس.
 
أخبـــارنــــا
 
 تنصيب صاحب الغبطة البطريرك  يوحنا العاشر (يازجي) 
 
ستقام مراسم تنصيب السّيّد البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) وذلك في كنيسة الصليب المقدس في دمشق في القداس الإلهي صباح الأحد الواقع فيه 10/2/2013، الساعة التاسعة والنصف.
وسيُقام قدّاس إلهيّ (احتفاليّ) في بيروت في كاتدرائية القديس نيقولاّوس،  في الأشرفيّة، برئاسة غبطته يوم الأحد الواقع فيه 17/2/2013، الساعة التاسعة والنصف صباحاً.
 
 البطاقة الصحيّة 
الرجاء من الراغبين من الأطباء التعاون مع البطاقة الصّحيّة أن يتّصلوا بواسطة البريد الإلكتروني بالدكتور جميل حلبي في مدّة أقصاها 13 شباط 2013 الساعة 12 ظهراً ، كما يمكنهم زيارة موقع المطرانية للاستخبار عن البطاقة الصحيّة.