الأحد 19 شباط 2012

الأحد 19 شباط 2012

19 شباط 2012

 

الأحد 19 شباط 2012
العدد 8
أحد مرفع اللحم
اللحن الثالث       الإيوثينا الثالثة
  
الرسول أرخيبّس، البارة فيلوثاي الأثينائية. *20: لاون أسقف قطاني، الأب بيصاربون. * 21: البار تيموثاوس، أفستاثيوس الانطاكي. *22: وجود عظام الشهداء في أماكن افجانيوس. * 23: بوليكربس أسقف أزمير، القديسة غورغوني اخت القديس غريغوريوس اللاهوتي. * 24: ظهور هامة السابق للمرّة الأولى والثانية. * 25: تذكار جامع للآباء الأبرار، طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينية .
الشَّباب أيضًا وأيضًا
ماذا يمكن للكنيسة أن تقدّم لشباب اليوم؟
 
أين تَكْمُنُ الأخطار؟ هل هي في اللهو والسَّهر والالتصاق المستمرِّ بالتلفزيون، بالخلويّ أو الإنترنت؟ أم هو أكثر من ذلك، خطر السُّكر والمخدِّرات؟
هل هو أيضًا نتيجة عدم اكتراث الوالدَين بالتَّربية والعناية بأولادهما، بسبب انشغال الرجل والمرأة، على السَّواء، بوظائفهما؟ أم أكثر من ذلك، لعدم اتِّفاق الوالدَين وخصامهما المستمرّ؟، هذا إذا لم يحصل طلاق.
مهما كانت الأسباب، فالكنيسة لها دور، لا بدّ منه، تلعبه، وهي، في كثير من الأحيان، مقصِّرة. غالبًا، ما نعزو هذا التَّقصير إلى عدم رعاية الكهنة رعاية كافية. فلنطرح على أنفسنا السؤال: ماذا نفعل؟
*    *    * 
على غير ما نظنّ عادةً، فإنَّ الشَّباب يبحث عن حقيقة حياة بديلة عن الحياة الاجتماعيَّة الحاضِرة. يفتِّشون عن الحقيقة المُطْلَقَة، عن الحقّ، عمّا هو صادِق، عمّا هو مجَّانيّ. يرفضون القواعد النسبيَّة الكاذِبة (وإن كانوا عَالِقين فيها). هذه الحياة الأرضيَّة لا تكفيهم. في الوقت نفسه، يحتاجون إلى من يَدُلُّهُم على ما هو أفضل، على ما هو أَكْمَل. هل الكنيسة قادِرَة على ذلك؟، وكيف؟. هذا هو السؤال.
تقولون إنِّي أطرح الأسئلة ولا أجيب. نعم!، لأنَّ المسألة تتطلّب بحثًا وعناءً، ولا يوجد جواب جاهز وكامل يمكن أن يُقدَّم. هناك فقط بعض الإقتراحات:
1- أن يتجرَّأ الواحِد، أكان إكليريكيًّا ام علمانيًّا، على أن يفضح ما هـو كـاذِب في الكنيسـة وفي العالم دون أن يفقـد تواضعه. الفرح الحقيقي يأتي من القبر الفارغ، لا من وعود السُّكر والمخدِّرات الفارِغَة.
2- التَّركيز على التَّربية العائليَّة، كون العائلة كنيسة صغيرة.
3- الشَّباب اليوم بحاجة إلى مرشِدين، وأكثر من ذلك إلى آباء روحيِّين، إكليريكيِّين كانوا أم علمانيِّين، رهبانًا أم غير رهبان، رجالاً أم نساء. هم بحاجة إلى قُدوة، إلى مِثال في حياتهم، لا فقط إلى أقوال. أنتم تنتظرون ذلك من المطران ومن الكهنة فقط.
 نعم!، أقولها لنفسي وللآخَرين: على المطران أن يكون قريباً من رعيّته. وهذا له طرق عديدة.
لكن، إسمحوا لي أن أقول، أيضًا، لا تنتَظِروا دائماً من المطران أن ينفِّذَ أهواء الناس ومصالحهم.
إسمحوا لي، أيضًا، بروح أبويّة، أن أُذَكِّرَكُم أنَّ الكنيسة لا تقتصِرُ على المطران والكهنة. كلُّ إنسانٍ مؤمنٍ ملتزمٍ بمقدوره أن يكون قُدوةً ومرشِدًا للآخَرين، وبخاصَّة للشَّباب، إذا كان أبًا، أو أمًّا أو رفيقًا في المدرسة، في الجامعة أم في العمل. هذه الشَّهادة، في عالم اليوم الدَّهريّ (secular world)، مهمّة للغاية لأنَّ العلمانيَّ له فُرَصٌ أوسع ليتنَزَّهَ عن الماَّديَّات في ما بين الناس بداعي مهنته وأشغاله. والطريق، طريق الرَّجاء، يبقى مفتوحًا
 
+ أفرام
 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
طروبارية القيامة  باللحن الثالث
 
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.
قنداق أحد مرفع اللحم  باللحن الأول
 
إذا أتيتَ يا الله على الأرضِ بمجدٍ، ترتعدُ منكَ البرايا بأسرها، ونهرُ النارِ يجري أمامَ المِنبر، والكتبُ تفتحُ والأفكار تشَهَّر. فنجِّني من النار التي لا تُطفأ، وأهِّلني للوقوف عن يمينِك، أيُّها الدَّيّانُ العادِل.
الرسالة
1 كو 8: 8-13، 9: 1-2
 
قُوَّتي وتَسْبِحَتي الربُّ
أدباً ادَّبَني الربُّ، وإلى المَوْتِ لَمْ يُسلمني
 
يا إخوة، إنّ الطعامَ لا يقرِّبُنا إلى الله، فإنّنا إن أكلنا لا نزيدُ، وإن لم نأكل لا ننقُص ولكنْ أنظروا أن لا يكونَ سلطانُكم هذا مَعثرةً للضعفاء. لأنّه إن رآك أحدٌ يا من له العِلمُ مُتَّكِئاً في بيتِ الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه، وهو ضعيفٌ، على أكلِ ذبائح الأوثان، فيهلكُ بسببِ علمك الأخُ الضعيفُ الذي مات المسيحُ لأجلِه. وهكذا، إذ تخطِئون إلى الإخوةِ وتجرحون ضمائرَهم، وهي ضعيفة، إنما تُخطئِون إلى المسيح. فلذلك، إن كان الطعامُ يُشَكِّكُ أخي فلا آكلُ لحمًا إلى الأبد لئلا أُشكِّكَ أخي. ألستُ أنا رسولا؟ ألستُ أنا حُرّاً؟ أما رأيتُ يسوعَ المسيحَ ربَّنا؟ ألستم أنتم عملي في الربّ؟ وإن لم أكن رسولاً إلى الآخرين فإنّي رسولٌ إليكم، لأنّ خاتَمَ رسالتي هو أنتم في الربّ.
الإنجيل
متى 25: 31-46
 
قال الربُّ: متى جاءَ ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكةِ القدّيسين معه، فحينئذٍ يجلس على عرش مجدِه، وتُجمَعُ إليه كلُّ الأمم، فيميِّزُ بعضَهم من بعضٍ كما يميِّزُ الراعي الخرافَ من الجِداء. ويقيمُ الخرافَ عن يمينه والجِداءَ عن يسارِه. حينئذٍ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي، رِثوا المُلكَ المُعَدَّ لكم منذ إنشاء العالم، لأنّي جُعتُ فأطعمتموني، وعطِشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريباً فآوَيتموني، وعرياناً فكسَوتموني، ومريضاً فعُدتموني، ومحبوساً فأتيتم إليّ. يُجيبه الصدّيقون قائلين: يا ربُّ، متى رأيناك جائعاً فأطعَمناك أو عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناكَ غريباً فآوَيناك أو عُريانا فكسَوناك، ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك؟ فيُجيبُ الملكُ ويقولُ لهم: الحقَّ أقولُ لكم، بما أنَّكم فعلتم ذلك بأحدِ إخوتي هؤلاء الصِّغار فبي فعلتُموه. حينئذٍ يقولُ أيضاً للّذين عن يسارِه: إذهبوا عني يا ملاعينُ إلى النار الأبدَّية المُعدَّةِ لإبليسَ وملائكتِه، لأني جُعتُ فلم تطعِموني، وعطِشتُ فلم تسقُوني، وكنتُ غريباً فلم تؤووني وعُرياناً فلم تكسوُني ومريضاً ومحبوساً فلم تزوروني. حينئذٍ يُجيبونَه هم أيضاً قائلين: يا ربُّ متى رأيناكَ جائعاً أو غريباً أو عُرياناً أو مَريضاً أو مَحبوساً ولم نخدُمْك. حينئذٍ يُجيبُهم قائلاً: الحقَّ أقولُ لكم، بما أنَّكم لم تفعلوا ذلك بأحدِ هؤلاءِ الصِّغار فبي لم تفعلوه. فيذهبُ هؤلاءِ إلى العَذابِ الأبديّ، والصِدّيقونَ إلى الحياةِ الأبديّة.
في الإنجيل
 
يخصّص الإنجيليّ متّى الإصحاحين 24 و25 لموضوع المجيء الثاني للمسيح، حيث يأتي لإجراء دينونة الله للعالم. والقول بالمجيء الثاني للمسيح، القائم من بين الأموات والجالس عن يمين الله كربّ ضابط للكلّ معه، هو من صلب الكرازة المسيحيّة الأولى. ففي الرسالة الأولى إلى الكنيسة في تسالونيكي (50 م)، وهي أوّل أسفار العهد الجديد تدوينًا، يخاطب الرسول بولس التسالونيكيّين مستذكرًا بشرى قبولهم الإنجيل الذي حمله إليهم، بقوله: "يخبرون كيف رجعتم إلى الله من الأوثان، لتعبدوا الله الحيّ والحقيقيّ، وتنتظروا من السماوات ابنه الذي أقامه من الأموات، يسوعَ الذي ينجّينا من الغضب الآتي" (9:1و10). فانتظار مجيء المسيح القائم في السماوات، هو من أركان الحياة بمقتضى الإيمان المسيحيّ. وقد سبق لمتّى أن أورد قولاً ليسوع يتحدّث فيه عن مجيئه، مطلقًا على ذاته تسمية "ابن الإنسان"، جاء فيه: "لأنّ ابن الإنسان مزمع أن يأتي في مجد أبيه ومعه ملائكته، فيجازي كلّ واحد حسب عمله" (27:16).
يُميّز متّى، في الإصحاح 24، بين زمن دمار أورشليم والهيكل، الذي حصل عام 70م، قبل تدوين الإنجيل بعقد ونيّف من السنين، والذي سبق أن أنبأ الربّ يسوع، حوالي العام 30م، بحصوله في ذلك الجيل، بقوله: "الحقّ أقول لكم: لن يزول هذا الجيل حتّى تحدث هذه الأمور كلّها" (34:24)، وبين زمن مجيئه للدينونة العامّة، الذي يؤكّد عدم كشفه للبشر: "فأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة، فما من أحد يعلمهما، ولا ملائكة السماوات ولا الإبن، إلاّ الآب وحده" (36:24). فلا الإعلان الإلهيّ العتيق الذي جرى على يد موسى والأنبياء بواسطة الملائكة، ولا الإعلان الإلهيّ الجديد على يد يسوع ابن الله، يكشفان موعد المجيء الثاني. إنّه في نطاق العلم الإلهيّ ولم يدخل في نطاق الإعلان الإلهيّ. لذا ليس أمام البشر سوى الانتظار والسهر.
من هنا، يهتمّ الإنجيليّ متّى، كما سائر أسفار العهد الجديد، بحثّ المؤمنين على أن يسهروا في انتظار مجيء المسيح: "فاسهروا إذًا، لأنّكم لا تعلمون أيّ يوم يأتي ربّكم" (24:24). ويورد ثلاثة أمثال، ينفرد في ذكرها، تحضّ على السهر الدائم: مثل ربّ البيت (43:24 ـ 44)، ومثل الوكيل الأمين (45:24 ـ 51)، ومثل العذارى العشر (1:25 ـ 13). ويختم مثل العذارى بحضّ أخير على السهر: "فاسهروا إذًا، لأنّكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة" (13:25).
وبعد ذلك ينتقل متّى إلى إيضاح "القانون" الذي على أساسه ستتمّ المحاسبة. فيورد أوّلاً مثل الوزنات (14:25 ـ 30) ليوضح أنّ المؤمنين بالمسيح سيدانون على أساس "الوزنات"، أي المواهب والإمكانيّات، التي أوكلهم سيّدهم عليها لتشغيلها في سبيل "بنيان جسد المسيح"، بحسب تعبير الرسول بولس. على المؤمنين السعي كي يكونوا "نور العالم" كما طلب منهم ربّهم، مردفًا "هكذا، فليضئ نوركم للناس، ليروا أعمالكم الصالحة، فيمجّدوا أباكم الذي في السماوات" (12:5و14)؛ وأن يأخذوا على محمل الجدّ تحذير يسوع إيّاهم "الويل للذي يكون حجر عثرة" (7:18)، مشكّلاً حائلاً أمام إقبال الآخرين إلى المسيح.
ومن ثمّ يوضح متّى "القانون" الذي ستتمّ على أساسه محاسبة سائر الناس. إنّها أعمال الرحمة والمحبة التي فُتح المجالُ أمام كلّ واحد منهم للقيام بها تجاه المسيح، في خواصّه "هؤلاء الصغار". ويعطي نماذج عنها معروفة: إطعام الجائع، إرواء العطشان، إيواء الغريب، كساء العريان، عيادة المريض. ويضيف إليها زيارة السجين. ولكنّ أعمال الرحمة هذه لم تعد مجرّد أعمال تجاه البشر، بل أضحت أعمالاً تجاه المسيح. إنّها: إطعام المسيح الجائع، إرواء المسيح العطشان، إيواء المسيح الغريب، كساء المسيح العريان، عيادة المسيح المريض، زيارة المسيح السجين. فالمسيح لم يقل: كلّ ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فكأنّكم بي قد فعلتموه. بل قال: فبي قد فعلتموه.
ولئن لم يعرف البشر أنّهم سيحاسبون أمام منبر المسيح الديّان على أساس أعمال الرحمة الإنسانيّة التي أبدوها أو لم يبدوها نحوه. فإنّنا، نحن المؤمنين، قد عرفنا. لذلك نحن مطالَبون أكثر، أن نبدي أعمال الرحمة تجاه المسيح، أن نشغّل الوزنات في سبيل بنيان جسد المسيح، فنجمع بذلك زيتًا في آنيتنا، وتلبث مصابيحنا مضيئة في انتظار مجيء المسيح، حتّى يُقيمنا عن يمينه ويُسمعنا صوته العذب: "هلّموا رثوا الملكوت المعدّ لكم ... إدخلوا إلى فرح ربّكم".
الآخَـــر
 
نعيش في هذه الأيَّام الفترة التَّحضيريَّة للصَّوم الأربعينيِّ المقدَّس، وقد خصَّص لها التَّرتيب الكنسيُّ ثلاثة آحاد هي: الفريسيّ والعشّار، والابن الشَّاطر (أو الأب الرَّحوم)، والدَّينونة. هامٌّ جدًّا أن نتأمَّل في ما يجمع هذه الآحاد والقراءات الإنجيليّة التي تُتلى فيها، وأن نسأل أنفسنا عن علاقة هذا العنصر الجامع بحياتنا كأشخاص وكجماعة. ماذا أرادت الكنيسة في حكمتها أن تقول لنا؟
قال لنا أحد الوعّاظ يومًا إنَّ فترة الصَّوم هذه هي مناسبة لتسليط الضَّوء على أنفسنا فحصًا وتدقيقًا، تواضعًا وانساحقًا، محبة وعطاءً. فللصَّوم هدف تربويٌّ للمؤمن يراد منه أن يسترجع فيه أسس الأمور التي تشكِّل قاعدة حياته في المسيح، بعيدًا عن الرَّتابة التي يكون المرء قد اعتادها في يوميَّاته. من هنا، إن هذه الفترة التَّحضيريّة تضيء لنا طريق الموقف النَّقدي الذي نحن مدعوُّون أن نقفه من أنفسنا حتَّى نكون مستعدِّين لنميت إنساننا العتيق ونلبس الجديد مع جِدَّة القيامة.
ولست مثل ذلك العشّار! قال الفرِّيسيُّ
الفرِّيسيُّ مرجع دينيٌّ بالنِّسبة لليهود. فالفرِّيسيُّون حماة الشَّريعة، وهم المدافعون عن الانضباط المطلق بها. هم الذين يعتبرون أنفسهم الحَكَم في ما يختصُّ بعلاقة النَّاس بالدِّين. مشكلة الرَّبِّ يسوع مع هذا الأمين على التُّراث وعلى الموروث أنّ تمسُّكه هذا لا يكفي ليبرِّره في نظر الرَّبِّ. فقد أخطأ الفرِّيسيُّ مرَّتَين: مرَّة تجاه الله بسبب تباهيه بالشَّريعة وكأنَّ أعماله هي التي تبرِّره بعينيِّ الله، ومرَّة تجاه العشّار بسبب كبريائه، والكبرياء هو الخطيئة التي أبعدت آدم من الفردوس. بالمقابل، اعترف العشَّار بتقصيره وأظهر توبة صادقة، ولم يقم بمقارنة نفسه مع أحد مكتفيًا بطلب رضى الله.
هل نسأل أنفسنا نحن، كأفراد وكجماعات، عن مواقف مماثلة، تقوم في عمقها على التَّعالي حتَّى لو غلَّفناها بتقىٍّ شكليٍّ مزعوم؟ يقول لنا الرَّبُّ إنَّه لا يكفي لنتبرَّر أمام الله؛ هل نتواضع بما فيه الكفاية لنكشف عن الفرِّيسيِّ المعشعش في قلوبنا؟
وماذا عنِّي؟ قال الابن الأمين
يقول لنا الكتاب العزيز إنَّ الأخ الذي لم يبتعد عن أبيه يومًا إغتاظ لرحمة الأب تجاه الابن الضَّال، رغم علمه بأنَّه أصبح هو الوارث الوحيد. مشكلة الأب الرَّحوم كانت مع هذا الابن الأمين لأنَّه لم يستطع أن يقبل توبة الآخر، وبقي على حكمه المبرم عليه مستبعدًا إيّاه لأنَّه "الشَّاطر" (أي الذي شطر ثروة الوالد).
هذا الاستعداد الدَّائم لقبول الآخر، والذي تميّز به الأب، لم يمسَّ قلب الأخ الذي يجعل من أمانته حجَّة لاستبعاد الآخرين (حتَّى التَّائبين) عن بيت أبيه، عن الرَّعيَّة، عن الحظيرة. هل نسأل أنفسنا نحن عن مواقف مماثلة نقفها تجاه الآخرين، نستبعدهم باسم أمانة مزعومة، جاعلين أنفسنا ديَّانين على النَّاس فيما أبوهم الذي في السَّموات لا يهتمُّ إلا بملاقاتهم، وباسترجاعهم، وبضمِّهم إلى الجماعة؟
متى رأيناك ولم نخدمك؟ قال الجالسون عن اليسار
لم يقل لنا الكتاب شيئًا عن الذين جعلهم السَّيِّد في يوم الدَّينونة عن يساره. قد يكون هؤلاء من المحافظين على الشَّريعة وعلى الوصايا. لكن فاتهم أنَّ الرَّبَّ يسأل عن موقفهم تجاه الآخر الذي تحرِّكه المحبَّة. هو يحساسبنا على هذا وعلى هذا فقط، لأنَّ تطبيق الشَّريعة هو أضعف الإيمان. لكن أن لا ننظر إلاَّ لأنفسنا ونجعل من الأخلاق بديلاً للمحبَّة فأمر غير مقبول.
فهل نسأل أنفسنا عن مدى التزامنا الآخر في حاجاته معتبرًا ذلك مرادفًا لحضور الرَّبِّ بيننا؟ هل نأخذ فعلاً هذا الأمر على محمل الجدِّ في معيوشنا (كأفراد، وكجماعات، وككنيسة)، أم نكتفي بالمواقف الوعظيّة ؟
ماذا إذًا؟
أرادت الكنيسة أن تضيء على هذا الوجه الذي يحضِّرنا للصَّوم: موقع الآخر في حياتنا:
1 -    نستعيد التَّواضع كأسلوب للحياة منزِّهين أنفسنا عن الحكم على الآخر، وعن التَّباهي بما نحن عليه مهما كان صالحًا.
2 -    نعتبر الآخر محطَّ محبَّتنا المنفتحة والمستعدَّة لقبوله، فلا نجعل أنفسنا قيِّمين على الآخرين كما لو أنَّه حجب لنا رحمة الله أو منحها.
3 -    نعتمد المحبَّة المعطاءة أسلوباً في التَّعاطي مع الآخرين، فنتعرَّف على وجه الله في وجوههم، جاعلين من خدمتنا لهم عنوانًا لمدِّ الخلاص لهم.
ألا أعطانا الله، أن ندخل في فترة الصَّوم ونحن مسلَّحون بأسلحة البرِّ هذه، جاعلين من الآخر قِبْلة محبَّتنا، وعنوان ترجمتنا للإيمان بالذي تجسَّد من أجلنا.
أخبـــارنــــا
‏إجتماع كهنة الأبرشية
نذكّر الكهنة بموعد اجتماعهم الذي يعقد نهار السبت الواقع فيه 25 شباط 2012 بعد القداس الإلهيّ الذي يبدأ الساعة الثامنة صباحاً في كنيسة القدّيس ساسين في رعيّة عفصديق- الكورة.
‏ صدور مجلَّدات نشرة الكرمة
تمّ إصدار مجلَّدات نشرة الكرمة للعام 2011 مجلّدة تجليداً فنَّياً. تطلب من دار المطرانية بسعر 10.000 ليرة لبنانية للمجلّد.
 
‏جناز السنة لقدس الأرشمندريت الياس مرقص
ببركة سيادة المتروبوليت جاورجيوس مطران جبل لبنان للروم الأرثوذكس، رئيس ورهبان دير مار جرجس الحرف وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرقاد مؤسسها قدس الأرشمندريت المتوحد أبينا الياس مرقص ندعوكم لمشاركتنا بالخدمة الإلهية التي ستقام نهار السبت 25 شباط 2012 تبدأ صلاة السحر الساعة 8,30 يتبعها القداس الإلهي حوالي 9,30 يلي القداس الإلهي لقاء وكلمات