الأحد 20 شباط 2011

الأحد 20 شباط 2011

20 شباط 2011

 

الأحد 20 شباط 2011     
العدد 8
أحد الإبن الشاطر
اللحن السادس       الإيوثينا السادسة
20: لاون أسقف قطاني، الأب بيصاربون. * 21: البار تيموثاوس، أفستاثيوس الانطاكي. *22: وجود عظام الشهداء في أماكن افجانيوس. * 23: بوليكربس أسقف أزمير، القديسة غورغوني اخت القديس غريغوريوس اللاهوتي. * 24: ظهور هامة السابق للمرّة الأولى والثانية. * 25: طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينية *26:  سبت الأموات، بورفيريوس أسقف غزّة، فوتيني السامرية، البار *ثاوكليتُس.
رؤيةٌ أرثوذكسيّة
كلّ إنسان يعطش إلى الكمال، إلى الحبّ وإلى الجمال. هنا علامةٌ فارقة: الإنسانيَّة متَّصلة بأكثر من الوجود، بما يفوق الوجود. هذا هو بُعْدُ الله.
الله ليس فقط محيطاً جَمًّا من الحياة، هو، أيضًا وخصوصاً، تجسُّدٌ لوجودٍ مُتَجَلٍّ.
الله، بعد تجسّد المسيح وموته وقيامته، لم يعد فقط حنيناً لفردوس مفقود، بل هو، أيضًا وخصوصاً، مصيرٌ للإنسان ومستقبله.
لذلك، قال القدّيس غريغوريوس النيصصي: "نتذكّر ما سوف يأتي".
الحياة الإلهيَّة (أي الحياة مع الله) جميلة في مداها الآتي وليس في الحنين إلى عودتها.
نتوق كلّنا، من خلال إيماننا بالقيامة وجهادنا المستمرّ، إلى مستقبلِ عالمٍ مُتَجَلٍّ.
وجه المسيح الخلاّق يسطَع في الحياة الليتورجيّة (بهاء القدّاس الإلهي)، في جمال الأيقونة، في خبرة الحياة الروحيّة وفي الصلاة الحارَّة.
من هنا أنَّ المسيح هو ما يودّه العالم، ما يفتّش عنه دون أن يعرفه في كثير من الأحيان.
يحجبُ وجهَه ضبابُ الأهواءِ البشريّة. قال القدّيس باسيليوس: "لقد أوصى الله الإنسانَ أن يصير إلهاً".
ليس الدين خضوعاً أو فروضًا بل هو مسعى إلى الألوهة.
نعبد الله لكي نماثِله أي نصير على شبهه. ترى! من مِنَّا اختبر ذلك في العبادة الليتورجيّة؟، في الأسرار المقدّسة الفائقة العالم؟. هل نخرج من القداس الإلهي متجلِّين؟!
*     *      *
العالم اليوم في اضطراب وضجيج، يتساءل كيف يُعطي جواباً لما يشتهيه من حياة حرّة عادلة جميلة، وفي الوقت نفسه لما يذوقه من مرارة الألم والفقر والظلم والموت أيضًا؟! الجواب هو في الحياة في المسيح الإله-الإنسان. الحياة في المسيح لا تنفي الحياة الحاضِرة البشرية بل هي حياة يحتضنها الربّ بحنانه الإلهي لتسمو إلى ما يفوق الوجود المخلوق.
                                         
                             + أفرام
                 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة
باللحن السادس
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك، وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ المجدُ لك.
قنداق أحد الابن الشاطر
باللحن الثالث
لمّا هجرتُ مجدَك الأبويَّ عن جهل وغباوة، بدَّدت في الشّرور الغنى الذي أعطيتني أيُّها الأب الرَّؤوف. لذلك أصرخُ اليك بصوت الابن الشاطر هاتفًا: خطئتُ أمامك، فاقَبلني تائباً، واجعلني كأحد أُجرائك.
الرسالة
1 كو 6: 12-20
لتكُن يا ربُّ رَحْمتكَ علينا
إبتهجوا أيُّها الصدّيقون بالرب
يا إخوة، كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي ولكن ليس كلُّ شيءٍ يوافق. كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي ولكن لا يتسلَّطُ عليُّ شيءٌ. إنَّ الأطعمة للجوفِ والجوفَ للأطعمة، وسيُبيدُ الله هذه وتلك. أمَّا الجسدُ فليسَ للزِّنى بل للرَّبِّ والربُّ للجسد. واللهُ قد أقام الربَّ وسيقيمنا نحن أيضًا بقوَّته. أما تعلمون أنَّ أجسادَكم هي أعضاءُ المسيح؟ أفآخُذُ أعضاءَ المسيح وأجعلُها أعضاءَ زانيةٍ؟ حاشا. أما تعلمون أنَّ من اقترنَ بزانية يصيرُ معها جسداً واحداً، لأنَّه قد قيلَ يصيران كلاهما جسداً واحداً. أمَّا الذي يقترنُ بالرَّب فيكون معه روحًا واحداً. أُهربوا من الزَّنى. فإنَّ كلَّ خطيئةٍ يفعلها الإنسانُ هي في خارج الجسد. أمَّا الزَّاني فإنَّه يخطئ إلى جسدِه. ألستم تعلمون أنَّ أجسادَكم هي هيكلُ الرُّوح القدس الذي فيكم، الذي نلتموه من الله، وأنَّكم لستم لأنفسكم لأنَّكم قد اشتُريتم بثمن؟ فمجِّدوا الله في أجسادِكم وفي أرواحكم التي هي لِلَّه.
الإنجيل
لو 15: 11-22
قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ كان له ابنان. فقال أصغرهُما لأبيه: يا أبتِ، أعطني النَّصيبَ الذي يخصُّني من المال. فقسم بينهما معيشته. وبعد أيَّام غيرِ كثيرةٍ جمعَ الابنُ الأصغرُ كلَّ شيءٍ لهُ وسافر إلى بلدٍ بعيدٍ وبذَّر مالَه هناك عائشاً في الخلاعة. فلمَّا أنفقَ كلَّ شيءٍ، حدثت في ذلك البلدٍ مجاعةٌ شديدة، فأخذَ في العوز. فذهب وانضوى إلى واحد من أهل ذلك البلد فأرسله إلى حقوله يرعى خنازير. وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازيرُ تأكله فلم يعطهِ أحد. فرجَع إلى نفسه وقال: كم لأبي من أُجراءَ يفضلُ عنهم الخبزُ وأنا أهلك جوعًا. أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: يا أبتِ، قد أخطأتُ إلى السَّماء وإليك، ولستُ مستحقًّا بعدُ أن أُدعى لك ابنًا، فاجعلني كأحد أُجرائِك. فقام وجاء إلى أبيه. وفيما هو بعدُ غيرُ بعيد، رآه أبوه فتحنَّن عليه وأسرع وألقى بنفسه على عُنقه وقبَّله. فقال له الابنُ: يا أبتِ قد أخطأتُ إلى السَّماء وأمامك ولستُ مُستحقاً بعد أن اُدعى لك ابناً. فقال الأبُ لعبيده: هاتوا الحُلَّة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتماً في يده وحذاءً في رجليه. وأئتوا بالعجل المُسمَّن واذبحوه فنأكلَ ونفرحَ، لأنَّ ابني هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاًّ فوُجد، فطفقوا يفرحون. وكان ابنه الأكبر في الحقل. فلمّا أتى وقرُب من البيت سمع أصوات الغناء والرقص. فدعا أحد الغلمان وسأله: ما هذا؟ فقال له: قد قدم أخوك فذبح أبوك العجل المسمّن لأنّه لقيه سالماً. فغضب ولم يُرِدْ أن يدخل. فخرج أبوه وطفق يتوسّل إليه. فأجاب وقال لأبيه: كم لي من السنينَ أخدمك ولم أتعدَّ لك وصيَّة فلم تعطني قطّ جدياً لأفرح مع أصدقائي. ولمّا جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمّن. فقال له: يا ابني، أنت معي في كل حين، وكلُّ ما هو لي فهو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونُسَرّ لأنَّ أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاًّ فوُجِد.
حول الرسالة
"كلّ الأشياء تحلّ لي لكن ليس كلّ الأشياء توافق، كلّ الأشياء تحلّ لي لكن لا يتسلط عليّ شيء." هذه الآيات هي القاعدة المسيحية للسلوك، إنّها قانون المسيحية. نحن لا نتعاطى مع الأشياء بمجرّد تصنيفها "حرام وحلال"، فالحَلال هو ما يبني الإنسان ويثبّته في المسيح. أن لاّ يتسلّط عليّ شيء أمرٌ مرتبط بحريّتي، إذ عندما يتسلّط عليّ أيّ شيء أصير عبداً له، بينما أنا عبد للمسيح فقط وهو يمنحني حرية أبناء الله. كلام الرسول كان محرَّكاً بالدرجة الأولى برغبته في أن يُبعِد الكورنثيين عن الزنا، لكن الآية تنطبق على كلّ شيء في أيامنا: الطعام، اللباس، المال، الرياضة، التلفزيون، العلوم، العادات، العمل...
لكن كيف أميّز بين ما يحلّ وما لا يحلّ، بين ما ينفع وما لا ينفع. بالدرجة الأولى، الروح القدس يرشدني لما يوافق ويبني. من ثمّ عليّ أن أسأل نفسي في مواجهة أيِّ موضوع: هل هذا الأمر يوافقني كابن لله؟ لو كان المسيح مكاني أكان سيختار ما أختاره؟ هل يبنيني هذا الخيار ويزداد به ثباتي في المسيح وحبّي له وقربي منه؟ هل يعرّضني هذا الخيار لأن أكون عبداً لعادة ما (سيجارة، فنجان قهوة...)؟ أنا صرت حراً لأنّ المسيح حرَّرني، ولكن حريتي تضبطها قواعد روحية بالدرجة الأولى وأخلاقية بالدرجة الثانية، وليس شعاري الحرية لأجل الحرية. هدف حريتي الأول هو أن أختار ما هو خير وأرفض ما هو شرير.
يختم الرسول هذا النص من الرسالة بقوله "مجِّدوا الله في أجسادكم". نحن نعرف أنّ أجسادنا هي هياكل الله. وقد شرح لنا الرسول كيف أنّ الزنا هو إساءة إلى هذا الهيكل، وبالتالي لصاحبه، أي الله. فالبعد عن الخطية بالجسد وحفظه طاهراً، لا يحفظه كهيكل لله وحسب بل يمجّد الله فيه أيضاً. الجسد يمجّد الله حين يكون منضبطاً، خادماً لله وللجميع بكل طاقاته، متعبّداً، محتملاً للآلام بشكر، غير مكتئب في الضيقات، صائماً، غير ساعٍ وراء ملذات الدنيا. عندما يكون الجسد خادماً يشابه سيده الذي أتى ليَخْدِمْ لا ليُخْدَمْ. الله أعطانا جسده طعاماً، ودورنا أن نعطيه جسدنا هيكلاً لهُ. ويتابع الرسول: "وفي أرواحكم". نحن نمجّد الله بأرواحنا بالالتصاق به وبالسلوك خاضعين للروح القدس. هذا يستدعي أولاً ألاّ نقاوم صوته حتى لا ينطفئ، بل أن نتجاوب معهُ فنمتلئ من نعمته.
نحن نمجّد الله عندما نخضع أجسادنا لأرواحنا ونخضع أرواحنا للروح القدس. هذا يكون بأن نبتعد عن كلّ سلوك رديء، خصوصاً الزنا، كما أنّه يتحقق بأن نحرص علي الاتحاد بالله، وذلك بالبعد عن كلّ ما يفقدنا نقاوتنا ويدنّس أفكارنا، وبأن نسلك إيجابياً بعمل الِبر والبعد عن خطايا الروح، كالكبرياء والشك والحقد.
ترتّب الكنيسة هذه الرسالة في أحد الابن الشاطر لتهيئنا للتريودي الذي يدخلنا إلى الصوم الكبير حيث نختبر حريتنا بشكل أكثر قوة: فنحن نصوم فيما يمكننا أن نأكل، ونحن نكثّف صلواتنا فيما قد يريحنا ألاّ نأتي إلى الكنيسة، ونحن نزيد من الإحسانات فيما الأوفر علينا هو أن نحفظ قرشنا الأبيض. إنّ التزامنا بالصوم هو دليل على حريتنا التي نضعها بتصرّف المسيح، وهو إثبات على أننا نعرف ما الذي يحلّ لكننا نختار ما يوافق.
الرعاية بالإحصاء
لقد بات المسح والإحصاء اليوم ضرورة ماسّة لأيِّ تخطيط وفي أيّ مجال.
ولكننا نحن المؤمنين لا يسمّرنا الواقع الذي نعمل على مسحه ورسم معالمه. إننا جماعة إنجيلية ننطلق في أعمالنا كلها من الكتاب العزيز، همنا أن نعمّد الواقع ونشده إلى الله مهما كانت الهوّة عظيمة بينهما، عالمين أننا لن نبلغ، في هذه الحياة الدنيا، إلى إزالة الهوّة نهائياً لأن الله لن يصير الكلّ في الكلّ إلاّ عندما يأتي بمجده. ولكننا نسعى على الرجاء لنشر حلاوة الله وحياته أكثر فأكثر في دنيانا هذه وذلك بقوة الروح الذي فينا وصلوات القديسين.
ليس الإحصاء غاية بحدّ ذاته، إنه وسيلة يستعملها الإنسان من أجل تخطيط لعمل ما، في ميدان ما. ونحن في الكنيسة نريده وسيلة للرعاية بمعناها الواسع الشامل. بحيث تتناول التبشير والتربية والتعليم والخدمة الاجتماعية والتوسّع المؤسساتي. إننا لا نقوم بالإحصاء لنجمع إِضبارات واستمارات ولكن فقط لنرصد الواقع قصد رعايته بروح المسيح وفكره ومحبته. والرعاية المنشودة ليست مسؤولية فرد ولكنها مسؤولية الجماعة المؤمنة بقيادة الكاهن. وهذا ما أكدته قوانين كنيستنا: "مجلس الرعية هيئة دائمة تشارك الكاهن في القيام بالتربية الكنسيّة وإنماء الحياة الروحيّة وتنمية موارد الرعيّة المالية..".
من أجل الرعاية الكنسية السليمة نريد الإحصاء، من أجل رعاية على حسب قلب الله نريد الإحصاء، من أجل الأمانة لكلمة الرب التي كانت لنا قائلة: "أليس الرعاة أن يرعوا الخراف؟ .. الضعاف لم تقوّوها والمريضة لم تداووها والمكسورة لم تجبروها والشاردة لم تردّوها والضالّة لم تبحثوا عنها..." (حزقيال 34: 2 و4).
فمن أجل تقوية الضعاف نحصيهم في رعيّتنا، ومن أجل مداواة المرضى نحصيهم في رعيّتنا، ومن أجل جبر المكسورين نحصيهم في رعيّتنا، ومن أجل ردّ الشاردين والظالمين نحصيهم في رعيّتنا. حتى لا نهمل الغنم فتصبح رعايتنا باطلة نحن مقبلون على الإحصاء الدقيق لأنّه: "ويل للراعي الباطل الذي يهمل الغنم". (زكريا 11: 17).
حتى نعرف الرعية معرفة صادقة، صحيحة، دقيقة، قصد قيادتها إلى الميناء الأمين ومرابع الحب والنور، نحن مقبلون على الإحصاء ليصحّ فينا قول الرسول الحبيب يوحنا في حديثه عن الراعي الصالح: "يدعو خرافه كل واحد باسمه ويخرجها، فإذا أخرج خرافه جميعاً سار قدّامها وهي تتبعه لأنها تعرف صوته" (يوحنا 10: 3 و4).
من أجل أن تكون رعايتنا مسيحيّة لنا أيقونة نصبو إليها هي أيقونة المسيح أنموذج الراعي الصالح القائل: "أنا الراعي الصالح أعرف خرافي وخرافي تعرفني" (يوحنا 10: 14).
إننا لا نريد الإحصاء إلاّ من أجل أن تستقيم رعايتنا فنبلغ معًا إلى ملء قامة المسيح.
أخبـــارنــــا
+ حديث روحي في رعية فيع.
يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية مع مجلس رعية فيع دعوتكم للمشاركة في الحديث الروحي بعنوان "أجسادكم هياكل للروح القدس" يلقيه قدس الأب نقولا مالك وذلك يوم الجمعة الواقع فيه 25 شباط 2011 الساعة 4.30 مساء في كنيسة مار سابا