الأحد 18 تموز 2010

الأحد 18 تموز 2010

18 تموز 2010
الأحد 18 تموز 2010 
العدد 29
أحد آباء المجمع المسكوني الرابع
اللحن السابع - الإيوثينا الثامنة
 
 
18: اميليانوس الشهيد، بمفو البار. * 19: مكرينا البارة اخت باسيليوس الكبير، ذيّوس البار. * 20: ايلياس النبي التسبيتي. 21: الباران سمعان المتباله ويوحنا رفيقه في النسك. * 22: مريم المجدلية المعادلة للرسل، مركيلا الشهيدة في العذارى. 23: نقل عظام الشهيد في الكهنة فوقا أسقف سينوبي، النبي حزقيال. * 24: الشهيدة خريستينا.
أنتم نور العالم
 
قال الرَّبُّ يسوع لتلاميذه: "أنتم نور العالم" (متّى 5: 14)، "فليضئ نوركم قدّام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة ويمجِّدوا أباكم الّذي في السموات" (متى 5: 16).
 
وفي مكان آخر من الإنجيل يقول "أنا نور العالم" (يو 8: 12)، "والنور يضيء في الظلمة" (يو 1: 5)
 
الرَّبُّ يسوع المسيح الإله-الإنسان هو مصدر النور الوحيد والحقيقي، ونحن تلاميذه نكون أنوارًا ثانويَّة (secondaires) كما أنَّ الشمس هي مصدر الضوء والقمر الذي يعكس نورَ الشمس والنجوم هي أضواء ثانويَّة.
 
الله هو "القدُّوس" وحده، والقدّيسون يعكسون قداسَتَه في وجه العالم.
 
*       *       *
 
الله هو الآب (أي الأب والوالِد) وحده، وهو مصدر الأبوّة. ونحن الآباء نعكس أبوّته للآخرين. بهذا المعنى الآباء القدّيسون هم وسطاء أو قلْ شفعاء لنا عند الله. من هذا نفهم مَنْ هو القدّيس، مَنْ هو الأب ومَنْ هو الشفيع. إنَّه الّذي يعكس بصدق وجهَ الربّ الإله تجاه الآخرين.
 
هذه هي عظمة المسيحيّة، أنَّ الله الخالق والمتجسِّد (Incarné) في شخص يسوع المسيح، أعطى الإنسانَ مخلوقَه الإمكانيَّة أن يعكس نوره لهذا العالم المخلوق والساقط، عن طريق النعمة الإلهيَّة التي هي هذا الشُّعاع الإلهيّ الّذي يتقبّله المعمَّد باسم يسوع ويجعله يشترك مع غيره في حياة الله.
 
*       *       *
 
شرط أساسيّ لكلّ ذلك، أيها الأحبّاء، هو أن يرى الناس أعمالنا الصالحة... شرطٌ، أيضًا، أن "نعلِّم ونعمل" كما يوصينا السيّد في إنجيل اليوم، أن نحبّ الربّ يسوع من كلّ قلبنا ونتبع وصاياه. لقد أخرجنا يسوع من إطار الشريعة إلى نطاق الحبّ.
  
                                            + أفرام
                                 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة         باللحن السابع
 
حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّص الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله مانحاً العالم الرحمةَ العظمى.
طروبارية الآباء             باللحن الثامن
 
أنتَ أيها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا من أسستَ آباءَنا القديسين على الأرض كواكب لامعة، وبهم هديتنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقي، يا جزيل الرحمة المجد لك.
القنداق                       باللحن الثاني
 
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة:
تيطس 3: 8-15
 
مباركٌ أنت يا ربُّ  إله أبائنا،
لأنَّك عدلٌ في كل ما صنعتَ بنا.
 
يا ولدي تيطُسُ، صادقةٌ هي الكَلِمةُ، وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ، حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أما المُباحَثات الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها. فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجُلِ البدعَةِ بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى أعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ إعتَسفَ، وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أوتِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيني إلى نيكوبولِس لأني قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أما زيناسُ معلِم الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهبين لئلا يُعوزَهما شيءٌ. وليتعلَّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي. سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين. آمين.
الإنجيل:
متى 5: 14-19
 
قال الربُّ لتلاميذهِ: أنتم نورُ العالَم. لا يمكنُ أن تَخفْى مدينةٌ واقعةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَد سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيال لكِنْ على المنارة ليُضيءَ لجميع الذين في البيت. هكذا فليُضئ نورُكم قدَّام الناس ليَروا أعمالكم الصالحةَ ويُمَجِّدوا أباكم الذي في السماوات. لا تَظُنوا أني أتيتُ لأحُلَّ الناموسَ والأنبياءَ، إني لم آتِ لأحُلَّ لكن لأُتممّ. الحقَّ أقول لكم إنَّهُ إلى أن تَزولَ السماءُ والأرضُ لا يزولُ حَرْفٌ واحدٌ أو نُقطةٌ واحِدةٌ من الناموس حتى يَتمَّ الكلُّ. فكلُّ مَن يَحُلُّ واحدةً من هذه الوصايا الصغار ويُعَلّمُ الناسَ هكذا، فإنَّهُ يُدعَى صغيراً في ملكوتِ السماوات. وأمَّا الذي يعمَلُ ويُعلّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات.
  
في الإنجيل
 
في أحد آباء المجمع المسكوني الرابع، تلي هذا الإنجيل المقدس على مسامعنا، وهو جزء من العظة على الجبل، وهي الشرعة الأخلاقية للعهد الجديد.
 
يتوجه فيها الرب يسوع إلى تلاميذه قائلاً: "أنتم نور العالم... هكذا فليضىء نوركم قدّام الناس ليروا أعمالكم الصالحة، ويمجِّدوا أباكم الذي في السماوات".
 
هذا الخطاب لم يوجَّه فقط إلى تلاميذ الربّ الذين رافقوه في ذلك الوقت، إنَّه موجَّه أيضاً لكل تلميذ له وفي أيّ زمان ومكان، إنَّه موجَّه لنا نحن الذين نتتلمذ على الكلمة الإلهية عندما نسمعها ونعمل بها.
 
"أنتم نورالعالم"، فإذا كنا حقًّا نوراً فلا بدّ أن يظهر نورنا للناس. المستنير ينير سواه بالضرورة. فالمهم ليس أن يقف الناس عند هذا النور، ولكن "أن يمجدوا أباكم الذي في السماوات".
 
المهمّ كيف نطبّق هذه الشرعة الأخلاقية في حياتنا. فالكلام والتنظير ليسا كافيين، بل أن تخبّر ثمارنا المسيحية عن إيماننا.
 
فمن ثمارنا نُعرَف أننا مسيحيون... فكيف ندّعي أننا نحن تلاميذ الربّ، ونحن نكره ونبغض أخانا الإنسان؟
 
ونحن المؤمنين، وبتعييدنا لآبائنا، والعيد تجديد عهد، يجب أن نعي أننا دخلنا معهم في عمل الكرازة والشهادة "للنور"، وإن أدركنا هذا المستوى الذي وصلنا اليه، فلنُبعِدْ عنا كل أعمال الظلمة "الشريرة"، لكي يرى الناس محبتَنا لإلهنا المتجسِّدَة بمحبتنا لبعضنا بعضًا، هذه المحبة التي تغذِّي وتتوج كل عمل صالح. ولنكرز بهذا الإيمان معلمين ومبشّرين، لكي نتَّحد أكثر فأكثر بآبائنا، ونجدِّد معهم عهد الحبّ لإلهنا، هذا الحبّ الذي وحده يصنع السلام، ويطهّر القلوب، ويحوّلنا إلى منارات تشع إيماناً ومحبةً ورجاءً، حتى إذا رآنا الناس يمجِّدوا أبانا الذي في السموات، الذي له وحده المجد دائماً، إلى الأبد. آمين.
"وأبواب الجحبم لن تقوى عليها" (مت 18:16)
 
خرج من جنبه حينما نزف دمٌ وماءٌ. ثبتت لما استقرّ الروح نارًا على رؤوس من أحبّوه وأطاعوه، وهم بقوا على اليقين بوعده بأنَّ "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" لكونه هو نفسه رأسها وحافظها وهو الذي يرعاها ويصونها.
 
لقد عصفت بالكنيسة على مرِّ العصور الكثير من الرياح وضربها العديد من الأنواء، من الداخل ومن الخارج. والآتي من الداخل موجع لجسمها أكثر بكثير مما يأتي من الخارج. من الداخل حاربتها البدع ولاطمتها التحزّبات والإنشقاقات التي يبثها الكبرياء، وهذا أصل كلّ الشرور أو "لأنهم أحبّوا مجد الناس أكثر من مجد الله"(يو43:12) أمّا من الخارج فما زال على ندائه ذاك من نادى "قولوا أن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام" (مت 13:28)، فالصهيونيّة لم تتوقف حتى هذا اليوم عن محاربة الكنيسة وتوسيع أطر عملها ليطال كل أوجه الحياة الإجتماعيّة والسياسيّة والإقتصاديّة مستخدمةً الجمعيّات السريّة والعلنيّة لغرضها الأساس ألا وهو تقويض الإيمان المسيحي.
 
ألا يتساءل المؤمن اليوم عن موجة التحرّر التي تنتاب أبناءنا لدرجة أنهم لا يدرون ماذا يفعلون أو ماذا يريدون، ومن يغذي هذا الضياع؟ ألا يتبادر إلى أذهاننا شكوك عن الصراعات الحديثة التي تُبرز الكنيسة في شقيها الشرقي والغربي وكأنها تتآكل بالخطايا والأهواء والمصالح الدنيويّة وعمّن يحركها؟ أليس هنالك مَن يرغب بأن ينقل لكلّ البشر في هذا العصر بالذات بأنّ الكنيسة ليست فقط غير قادرة على المواجهة وتخليص التابعين إليها، على الأقل، بل أصبحت بدورها تحتاج أيضاً لمن يُخلّصها وكأن المسيح " لم يكن قد قام"(1كو14:15)، وهي ليست بالتالي ميناءً للخلاص، فنصبح نحن شهودَ زورٍ ويَبطُل الإيمان وتنتصر مكائد اليهود فتطمئنُّ قلوب الكاذبين (أع 19:20)؟
 
إيماننا بأنَّ المسيح هو ابن الله الحيّ، الذي نحياه، والذي تسلمناه، هو الوديعة التي نحن نؤتمن عليها والتي سلّمها لنا الرّبّ، إيماننا هو الصخرة التي بُنيت عليها الكنيسة، وما الإيمان إلا حياة مع الرّبّ وعمل. ومع انّ الرّب وعدنا وعدًا قاطعًا بأنًّ لا شيء يقوى عليها لم ينفِ حينها دور الأساقفة والرعاة والأبناء في المشاركة في عمل التثبيت هذا.
 
ربُنا لم يلغِ ولا في أيِّ عملٍ دورنا، حتى التجسّد نفسه كان لنا فيه شركة، وهو اليوم يدعو الأساقفة على لسان الرسول المصطفى بولس أن "احترزوا" نعم "احترزوا لأنفسكم ولجميع الرعيّة التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفةً لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 28:20).
 
لقد أوضح الرسول أنَّ على الأسقف أن ينتبه لنفسه أولاً بالسهر واليقظة على الذات ليبقى أداةً طيّعةً في يدِ الله، ومتى كان هكذا حينها يُعتَبر كما قال القدّيس اغناطيوس "الأسقف كالرّب نفسه" (أفسس3 و 6 )، وتاليًا يكون الخضوع له كما للمسيح (تراليان 2)، وذلك أن الأسقف هو قائم مقام الله وفيه قدرة الله الآب ( مغنيسية 3و6 ). ويُعطى نعمة التمييز فيحبَّ الصـالحين ويخضع الأشـرار بالوداعة( بوليكاربوس 2 )، هذا لكونه يلهج بالله في كلّ لحظة بالصلاة الدائمة (أفسس 10). هو يسند ويؤازر أبناءه في كلّ موقفٍ يرضي الله. على الأسقف والراعي أن ينتبه للرعيّة المؤتمن عليها، وهي أسمى وأهمّ من كلِّ حجرٍ ومؤسسة، لكون البشر هم الهدف ولأجلهم تجسّد ابن الله. لا يصمت الأسقف ولا يألو جهدًا على بذل ذاته، مقتديًا بسيّده الذي أقامه، في سبيل خروف واحدٍ، ضالاً أم يقبع بحظيرته، فكيف بالعديد من الأنفس المؤمنة، والمنتظرة لرحمات الله؟
 
وأما المؤمنون فقد أوصاهم الرّبّ قائلاً: إن رؤساء الأمم يسودونكم وعظماءَهم يتسلّطون عليكم، أما أنتم فلا يكون فيكم هكذا. فالتسلّط يأتي أولاً من الكبرياء واستصغار الآخرين، ومن ثمَّ تشييئهم، فيأتي الإستعلاء ليظهر لصاحبه أنه يستطيع ان يتخطى حدود طاعةِ المحبّة، كما الابن الشاطر، ، لاغيًا دور الآخرين ومواهبهم، ليبرز كما لو انَّ الكون لم ينجب أحدٌ سواه وهو وحده صاحب العلم والحقّ واليقين.
 
في الكنيسة لا تسلّط ولا خنوع، لا مكانٌ للكبرياء ولا للمصالح أو محاباة الوجوه، لا مال ولا جاه، لا أوّل ولا أخير، وكلّ شيءٍ فيها لا يخلو من اللياقة والترتيب، والكلّ يلتف حول الحمل الذبيح، ليقدموا ذواتهم ذبائح حبٍّ لكلّ محتاج ومتألم. فلا يظننَّ  واحدٌ أنه سيخَلِّدُ ذكراه في هذه الفانيّة، وليتذكّر كم من امبراطوريات ولّت أو طاغٍ أو عظيم بقي خالدًا، وإنه ما من باقٍ إلا الله وحده وهو الحيّ القيوم الذي يقول لنا إن سلكنا بمقتضى مشيئته" لا تضطرب قلوبكم... فليثبت إيمانكم بي كصخرةٌ وأنا أؤكّد لكم أن لا أصحاب المصالح والغايات ولا أصحاب القوّة والسلطة لا بل أقول لكم  أكثر من ذلك أنه "ولا  أبواب الجحيم  تقوى عليها"، لأني انا قد غلبت العالم.
أخبـــارنــــا
أمسية مرتلة لمرور سنة على وفاة المثلث الرحمة المطران الياس قربان
 
برعاية سيادة المتروبوليت جاورجيوس (خضر) راعي أبرشية جبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس، ولمناسبة مرور سنة على وفاة المثلث الرحمة المطران الياس قربان، تحيي جوقة أبرشية طرابلس والكورة وتوابعمها للروم الأرثوذكس أمسية مرتلة وذلك يوم السبت الواقع فيه 31/7/2010 الساعة السابعة مساءً في كنيسة القديسة تقلا- عين السنديانة، ضهور الشوير